منتدى شيعة تبسة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يلم شمل شيعة تبسة الجزائرية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا
مهم جدا جدا جدا  Icon_minitimeالسبت مايو 09, 2015 1:53 pm من طرف أبن العرب

» التوحيد واقسامه
مهم جدا جدا جدا  Icon_minitimeالجمعة مايو 01, 2015 1:29 pm من طرف أبن العرب

» قولوا لا إله إلا الله تفلحوا
مهم جدا جدا جدا  Icon_minitimeالجمعة مايو 01, 2015 1:08 pm من طرف أبن العرب

» برنامج الأذان الشيعي للكمبيوتر -رائع-
مهم جدا جدا جدا  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 21, 2014 1:31 am من طرف أبو حسين

» الرد علي الشبهات تارافضيه
مهم جدا جدا جدا  Icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2014 6:53 pm من طرف الشناوي احمد

» هل ولد علي بن ابي طالب رضي الله عنه في الكعبه يا رافضه
مهم جدا جدا جدا  Icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2014 6:50 pm من طرف الشناوي احمد

» لماذا يكفر من ينكر الامامه
مهم جدا جدا جدا  Icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2014 6:48 pm من طرف الشناوي احمد

» سؤال الي الرافضه
مهم جدا جدا جدا  Icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2014 6:46 pm من طرف الشناوي احمد

» سؤال الي الشيعه
مهم جدا جدا جدا  Icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2014 6:44 pm من طرف الشناوي احمد

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
pubarab

 

 مهم جدا جدا جدا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي العاملي
المدير العام
المدير العام



عدد الرسائل : 297
تاريخ التسجيل : 12/04/2011

مهم جدا جدا جدا  Empty
مُساهمةموضوع: مهم جدا جدا جدا    مهم جدا جدا جدا  Icon_minitimeالأربعاء أبريل 27, 2011 10:44 am

البحث الاول

[ الشيعة مفهوما ]

مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - ص 13 - 16
معنى كلمة شيعة المعنى اللغوي كلمة شيعة ، لغة ، وعلى العموم ، تعني : الفرقة ، أو الجماعة من الناس ( 1 ) ، التي يجتمع أبناؤها على أمر واحد ، ويتبع بعضهم رأي بعض ( 2 ) ، وهم متشابهون في آرائهم وأمورهم وموالاتهم ( 3 ) .
وإذا أضيفت كلمة ( شيعة ) لرجل كقولك : شيعة فلان ، أو لرأي كقولك : شيعة هذا الرأي فإنها تعني : الأصحاب أو الأتباع أو الأعوان أو الأنصار أو المؤيدين ( 4 ) .
فالشيعة ، لغة : جماعة ، أو فئة ، من الناس متجانسة ، ومتميزة عن غيرها ، من جماعات المجتمع وفئاته بقيادتها وفكرها ورأيها وأسلوب عملها . وهي بمثابة الحزب الواحد ، له هدف يسعى لتحقيقه وفكر يسعى إلى نشره وتعميمه .
المعنى في القرآن الكريم نزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين . وعند نزوله ، كانت اللغة العربية هي اللغة السائدة في قاعدة الإسلام الأولى ، وكانت معانيها قد استقرت .
فاستعمل القرآن الكريم كلمات هذه اللغة لإيصال ما أراد إيصاله من المعاني والأفكار للناس . وكان رسول الله ، بالضرورة والواقع ، أفصح العرب ، وأقدر من تكلم العربية ، وقد تولى بنفسه قراءة القرآن الكريم وبيانه للناس .
ولأن كلمة شيعة كانت ‹ صفحة 14 › مستقرة المعنى ، فقد أرسلها القرآن الكريم إرسال المسلمات ، وهكذا فعل الرسول لأنها في مرتبة من الوضوح لا تحتاج إلى توقف خاص وإيضاح .
وورد لفظ ( شيعة ) في القرآن الكريم مرة واحدة ، ولفظ ( شيعته ) ثلاث مرات ، ولفظ ( شيع ) ، جمع شيعة ، خمس مرات ، ولفظ ( أشياعكم ) مرة واحدة ، ولفظ ( بأشياعهم ) مرة واحدة .
فيكون القرآن قد استعمل كلمة شيعة واشتقاقاتها المذكورة إحدى عشرة ومن خلال هذه الاستعمالات أبرز العناصر الأساسية لمعنى الكلمة لغة واصطلاحا " . وجاءت استعمالات القرآن الكريم لها بالمعنى الذي أراد تأكيدا " على استقراره ، وعلى الوحدة بين المعنيين اللغوي والاصطلاحي . قال تعالى :

1 - . . . ( ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا " ) [ مريم / 69 ] . وقد أجمع المفسرون على أن كلمة شيعة ، الواردة في هذه الآية ، تعني فئة ، أو جماعة ، أو حزبا " أو فرقة أو طائفة من الناس شاع أمرها وتميزت من غيرها .

2 - ( . . . فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من ( شيعته ) وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته . . . ) [ القصص / 15 ] كان المجتمع المصري ، في عهد فرعون ، مجتمعا " واحدا " شكليا " ، ولكنه كان ، واقعيا " ، منقسما " إلى مجموعة كبيرة من الفرق أو الجماعات أو الطوائف أو الأحزاب أو الشيع ، بدليل قوله تعالى عن فرعون ( وجعل أهلها شيعا " ) [ القصص / 4 ] فاستعمل القرآن الكريم كلمة ( شيعته ) للتعبير عن حالة بني إسرائيل في مصر ، فقد كانوا شيعة أو فرقة متميزة من الفرق أو الشيع أو الجماعات أو الأحزاب الأخرى التي تكون المجتمع المصري .
فأمر الإسرائيليين واحد ، ورأيهم واحد ويتبع بعضهم بعضا " ، ويوالي بعضهم بعضا " ولهم قيادة أو وجاهة واحدة ويواجهون معا " محنة واحدة . فعبر القرآن الكريم عن هذه الجماعة الإسرائيلية بكلمة ( شيعة ) .
3 - بعد أن استعرض القرآن الكريم ملامح المواجهة بين نوح وقومه وبين نهايتها . وربطا " للماضي بالحاضر قال تعالى : ( . . . وإن من شيعته لإبراهيم ) ‹ صفحة 15 › [ الصافات / 83 ] ومن معاني هذه الآية أن نوحا " عليه السلام ، كان يقود فرقة أو جماعة أو حزبا " أو شيعة ( الشيعة المؤمنة ) متميزة بفكرها وقيادتها وأمرها ورأيها من غيرها من فرق المجتمع الذي عايشه نوح وجماعته وأحزابه . ويعني أن إبراهيم آمن بفكر هذه الجماعة المؤمنة ورأيها ، وسار في خطها ما جعله امتدادا " لنوح ، وجعل الجماعة أو الشيعة الإسرائيلية امتدادا " لشيعته .
لذلك فإن نوحا " ومن اتبعه وإبراهيم ومن اتبعه يشكلون ، معا " ، شيعة أو فرقة أو جماعة متميزة عن غيرها من فرق وجماعات أي مجتمع من المجتمعات ، فطوال التاريخ البشري وجدت جماعة أو فرقة أو شيعة مؤمنة لها أمرها الإيماني المميز ، يقودها بالتتابع رجال مميزون قاموا بأمر الله تعالى .
4 - ( . . . ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون ) [ الحجر / 10 و 11 ] .
لقد بين الله تعالى موقف المجتمعات البشرية من رسلها ، ووصف تلك المجتمعات ب‍ ( الشيع ) : جمع شيعة ، لأن كل مجتمع من تلك المجتمعات كان في حقيقته منقسما " على ذاته ، ومقسما " إلى مجموعة كبيرة من الفرق أو الجماعات أو الطوائف أو الأحزاب المتنافسة . وبالرغم من حالة التمزق والاختلاف التي ألقت أجرانها في كل مجتمع إلا أن ( شيعة ) قد أجمعت على تكذيب الرسل والاستهزاء بهم ، لأن الرسل يملكون الحقيقة ، والجواب اليقيني لكل سؤال ، فإذا سطعت الحقيقة وعرفها الجميع ، فستذوب تبعا " لذلك كيانات الشيع ، وتخسر مكاسبها الناتجة عن التمزق والاختلاف ، وهذا هو السر في وحدة طوائف ( شيع ) كل مجتمع من رسله .
5 - ( . . . أو يلبسكم شيعا " ويذيق بعضكم بأس بعض ) [ الأنعام / 65 ] . بين القرآن الكريم أن انقسام المجتمع الواحد إلى شيع متعددة تحت شعار البحث الزائف عن الحقيقة وبدافع خفي لتحقيق مصالح فردية أو فئوية ، والإصرار على تجاهل الشيعة المؤمنة ، وقيادتها الشرعية المميزة التي تملك الحقيقة ، كل ذلك يشكل مظهرا " من مظاهر الدمار ، ونذير عذاب سيحل بالمجتمع عاجلا " أم ‹ صفحة 16 › آجلا " .
وقد تهلك شيع المجتمع بعضها بعضا " ، عندما يتوافر واقع ( التلبيس ) وبهلاك هذه الشيع تتم عملية التبديل الاجتماعي التي عبر عنها القرآن الكريم بقوله : ( يستبدل قوما " غيركم ) [ التوبة / 39 ] .
6 - ( . . . إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا " لست منهم في شئ ) [ الأنعام / 159 ] إن انقسام المجتمع إلى شيع أو فرق أو جماعات أو أحزاب غير مقبول ، إطلاقا " في الموازين الإلهية ، لأنه يتناقض مع الأمر الإلهي ، ومع الغاية من الاجتماع البشري ; والمنخرطون في صفوف الشيع ، وقادتهم لا يلتقون مع الرسول أي رسول تحت أي شعار لأن نهجهم وخطهم مختلفان بالكامل عن منهج الرسول وخطه .
7 - ( . . . إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا " ) [ القصص / 4 ] سلمت البشرية بسوء نمط حكم فرعون وبشاعة أساليبه ، وأبرزها رعيته إلى مجموعة من الشيع أو الفرق أو الجماعات أو الأحزاب وتسليطه شيعة ، أو مجموعة من الشيع ، على شيعة أو مجموعة أخرى من الشيع ، وأخذ يدير الصراع على طريقته .
8 - ( . . . ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا " كل حزب بما لديهم فرحون ) [ الروم / 31 و 32 ] تقسيم المجتمع إلى شيع أو جماعات ، أو أحزاب متنافرة صفة بارزة من صفات المشركين ، ونمط بارز من أنماط إدارتهم للمجتمع .
9 - ( ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر ) [ القمر / 51 ] الخطاب موجه إلى شيع مكة ومن حولهم من شيع القرى الذين أجمعوا على تكذيب رسول الله ، تماما " كما فعلت شيع المجتمعات البشرية السابقة مع رسلها .
10 - ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل . . . ) [ سبأ / 54 ] وشيع مكة ، ومن حولها من شيع القرى ، هم المعنيون بالخطاب ، ( كما فعل بأشياعهم ) ، أي بأمثالهم وأشباههم من شيع المجتمعات السابقة التي كذبت الرسل .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 13 ›
( 1 ) راجع : المنجد في اللغة والمعجم الوسيط : مادة شيع .
( 2 ) راجع : لسان العرب لابن منظور ، مادة شيع .
( 3 ) راجع : مختار الصحاح للرازي والمنجد ، مادة شيع .
( 4 ) راجع : المعجم الوسيط . وتمعن في المراجع السابقة ، وراجع كتابنا : ( النظام السياسي في الإسلام ) ، ص 298 وما بعدها .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
[ معنى الشيعة في القران ]

مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - ص 16 – 20

‹ صفحة 17 › هل الشيع هي الأحزاب في القرآن الكريم ؟

1 - نلاحظ أن ألفاظ ( شيعه وشيعته وشيع وأشياعكم وبأشياعهم ) قد وردت ، في القرآن الكريم ، إحدى عشرة مرة ، وأن لفظ ( الأحزاب ) قد تكرر ، في القرآن الكريم ، إحدى عشرة مرة أيضا " .
ومن المؤكد أن هذا التطابق العددي ليس مصادفة بل له دلالة .

2 - ونلاحظ ، أيضا " ، أن الله ، تعالى ، قد عرف المجتمعات التي كذبت الرسل واستهزأت بهم ب‍ ( الشيع ) بقوله : ( ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين ) [ الحجر / 10 ] وعرف هذه الشيع بأنها أحزاب وأبرز وحدة العلة بقوله : ( كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب ) [ ص / 12 و 13 و 14 ] .

3 - وقال تعالى ، مخاطبا " ، شيع مكة ومن حولها من شيع العرب ( ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر ) [ القمر / 51 ] فشيع العرب الذين كذبوا الرسول هم على شاكلة شيع الأولين ، وعند ما وحدت الشيع العربية نفسها ، وجيشت أكبر جيش لها ، وغزت الرسول في غزوة الخندق ، فوصفها الله تعالى بأنها أحزاب فقال : ( ولما رأى المؤمنون الأحزاب . . . ) [ الأحزاب / 22 ]
( يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب . . . ) [ الأحزاب / 20 ] .

4 - ثم إن الشيع العربية كانت من جملة المشركين الذين عناهم تعالى بقوله : ( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا " كل حزب بما لديهم فرحون ) [ الروم / 31 - 32 ] وهذا يعني أن كل شيعة من هذه الشيع المتفرقة هي بمثابة حزب حقيقي له قناعاته وذاتيته التي تميزه عن غيره من الشيع أو الأحزاب ومن يتمعن في الآيات التي وردت فيها كلمة شيعة ومشتقاتها ، وفي الآيات التي وردت فيها كلمة أحزاب يجد أن الفوارق بين مصطلحي الشيع والأحزاب تكاد تكون معدومة .

الشيعة المؤمنة في القرآن الكريم أشار القرآن الكريم ، بصراحة تامة ، إلى وجود شيعة مؤمنة قادها نوح عليه السلام ، ونص على أن إبراهيم الخليل كان من شيعة نوح . وباستقراء القرآن ‹ صفحة 18 › الكريم تجد أن الشيعة المؤمنة كانت موجودة طوال التاريخ البشري ، فلم يخل مجتمع بشري قط من شيعة مؤمنة بغض النظر عن القلة أو الكثرة .
فقد كانت الشيعة المؤمنة ، بالضرورة ، متميزة ، في كل مجتمع ، بقيادتها وبفكرها الذي يمثل الأمر الإلهي . وكانت الشيعة المؤمنة ، دائما " ، هي الفرقة الناجية من العذاب الإلهي ، والوارثة والقائمة بأمر الله تعالى ، لقد جهر كل داع بدعوته في مجتمع منقسم على نفسه ومقسم إلى مجموعة من الفرق أو الجماعات أو الأحزاب أو الشيع لتتنافس في ما بينها .
وبالرغم مما بين هذه الشيع من تناقضات ، إلا أنها كانت تتخذ من رسولها موقفا " موحدا " فتجمع على تكذيبه ، باعتباره خطرا " يهدد نظام المجتمع كله .
ويغري موقف الشيع الموحد هذا أغلبية أفراد المجتمع فيؤيدونه ، ويشاركون الشيع بتكذيب الرسول ، ويتنافسون في إظهار العداوة له . هذا شأن الأكثرية الساحقة من أبناء المجتمع .
وتتبع الرسول أقلية قليلة من أبناء ذلك المجتمع فيؤمنون به كرسول وكولي لهم ، ويتمسكون بالتعاليم الإلهية التي بشر بها ، وهكذا يكون الرسول ومن اتبعه عمليا " شيعة مؤمنة لها قيادتها وأمرها وفكرها وتتميز من غيرها لأن شيع المجتمع جميعها الأغلبية الساحقة من أفراده قد أجمعوا على تكذيب الرسول ومحاصرته ، وأصروا على إجهاض دعوته وإفشالها .
لذلك وجدوا أن أتباع هذه الأقلية للرسول يشكل تحديا " لإرادة المجتمع وخروجا " صارخا " على نظامه ونواميسه ، لذلك صب المجتمع جام غضبه على هذه الأقلية المؤمنة ، وسخر وسائل إعلامه لتشويه سمعتها والتشنيع عليها ، واختلاق الأكاذيب والتهم ضدها . وقد تتمادى قيادة المجتمع فتعذب أفراد الشيعة المؤمنة ، أو تتخذ من الإجراءات ما يجعل حياة أفرادها في منتهى العسر والضيق .
وهكذا يتمكن المجتمع ، بقوته ونفوذه ووسائل إعلامه ، من عزل الشيعة المؤمنة وقيادتها وتهميش دورها ، وتجريدها من جميع الحقوق السياسية التي تتمتع بها بقية الشيع . وينجح المجتمع في خلق رأي عام نافر من كل ما يتعلق بالشيعة المؤمنة ، وتنفلق جميع قنوات الاتصال الاجتماعي والفكري معها ، وينظر إلى أبنائها بوصفهم مجموعة من الأراذل الذين لا وزن لهم ولا قيمة . هذا هو وضع الشيعة المؤمنة في جميع المجتمعات التي كذبت الرسل ‹ صفحة 19 › كلمة شيعة في السنة النبوية استعمل الرسول الأعظم كلمة شيعة ، في حديثه ، لتدل على المعنى الذي حددت معالمه اللغة وأبرزه القرآن الكريم فقد نقل السيوطي عن ابن عساكر أن الرسول قال لأصحابه يوما " :
( والذي نفسي بيده إن هذا - يعني عليا " بن أبي طالب - وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ) ( 1 ) ونقل السيوطي ، في درره ، عن ابن مردويه أن رسول الله فسر لعلي بن أبي طالب آية ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) [ البينة / 7 ] بقوله لعلي : ( هم وأنت وشيعتك ) . وأخبر رسول الله عليا " أمام الصحابة : ( بأنه سيقدم على الله وشيعته راضيين مرضيين ) ( 2 ) . وذكر ابن حجر في الصواعق : -

1 - أن رسول الله فسر آية ( أولئك هم خير البرية ) بعلي وشيعته ( 3 ) .

2 - وقد استعمل الرسول كلمة ( شيع ) ( جمع شيعة ) فبعد أن بين لأصحابه بأن أمته ستقتل من بعده ابنه الإمام الحسين في كربلاء ، حذرهم قائلا " : ( والذي نفسي بيده لا تقتلوه بين ظهراني قوم لا يمنعونه إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم ، وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعا " ) ( 4 ) .
ونلاحظ أن الرسول الكريم قد بين لأصحابه بأنه ستكون لعلي بن أبي طالب شيعة خاصة به ، وأن عليا " وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، ومع أنه صادق إلا أنه قد أقسم على صحة قوله ليكون اليقين في قلوب سامعيه .
وفي موقف آخر ، بين الرسول لأصحابه أن عليا " بن أبي طالب وشيعته هم قطعا " ممن عناهم الله تعالى ‹ صفحة 20 › بقوله ( أولئك هم خير البرية ) [ البينة / 7 ] .
وفي موقف ثالث أكد الرسول لعلي بن أبي طالب بأنه سيقدم على الله وشيعته راضين مرضيين .
وقد تلفظ الرسول بذلك قبل وقوع تلك الأحداث ، وقبل أن يزداد أعداء علي بن أبي طالب .
وقد روى هذه الأحاديث رجال كثيرون من كبار علماء أهل السنة وليسوا من شيعة الإمام ، في وقت كانت فيه محبة الإمام أو رواية أي فضيلة من فضائله أو فضائل أهل بيت النبوة تعد من جرائم الخيانة العظمى في نظر الدولة التاريخية التي كانت تحكم المسلمين باسم الإسلام . وقد اقتنع الرواة بصحة صدور هذه الأحاديث عن الرسول ، وإلا لما تجشموا عناء روايتها .
وما يعنينا هو أن الرسول الأعظم قصد بشيعة علي أعوانه ومؤيديه والقائلين بولايته ، وعدهم بمثابة فرقة أو جماعة من الناس متميزة من غيرها من الفرق والجماعات .
وهذا المعنى اللغوي والاصطلاحي عينه الذي أبرزه القرآن الكريم .
وفي المثال الثاني المتعلق بالحسين استعمل رسول الله كلمة ( شيع ) لتدل على المعنى عينه الذي أبرزه القرآن الكريم عند استعماله لكلمة ( شيع ) وهو الحالة التي ينقسم المجتمع فيها على نفسه وينقسم إلى مجموعة من الأحزاب أو الجماعات أو الفئات المتناقضة والمتصارعة . * * *
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 19 ›
( 1 ) الدر المنثور ، 6 / 379 .
( 2 ) راجع : نور الأبصار للشبلنجي ، ص 80 .
( 3 ) وحول هذه المعاني نفسها وتكرر ورود كلمة شيعة في حديث الرسول راجع : شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي ، 2 / 356 - 366 ، وكفاية الطالب للكنجي الشافعي ، ص 244 - 246 ، والمناقب للخوارزمي الحنفي ، ص 62 و 187 ، والفصول لمهمة لابن الصباغ المالكي ، ص 107 ، وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 18 ، وفتح القدير للشوكاني ، 5 / 477 .
( 4 ) رواه الطبراني ، راجع : معالم الفتن ، 2 / 407 .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ صفحة 21 › معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي

1 - أقدم نص عثرت عليه ، في التاريخ السياسي الإسلامي ، تضمن كلمة ( شيعة ) ينسب للخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، فمن المعروف أن هذا الخليفة عارض بشدة صلح الحديبية الذي ارتضاه الله للمسلمين ووقعه رسوله .
وكان يرى أن هذا الصلح ( دنية في الدين ) ، حاول جهده لإلغاء تلك المعاهدة حتى لا يعطي ( الدنية في دينه ) ، ولكن محاولاته لم تنجح .
وفي ما بعد عبر عن ذلك بقوله :
( لو وجدت ذلك اليوم شيعة تخرج عنهم رغبة بالقضية لخرجت )
( 1 ) وفي رواية ثانية ذكرها ابن أبي الحديد : ( أن عمر قد قام مغضبا " وقال : لو أجد أعوانا " ما أعطيت الدنية أبدا " ) ( 2 ) وما يعنينا أن عمر بن الخطاب استعمل كلمة ( شيعة ) وقصد بها جماعة ترى رأيه وتسعى معه لتحقيق هدف مشترك .

وبعبارة أخرى إن عمر قد عنى بكلمة ( الشيعة ) معناها اللغوي المستقر لغة والمتفق مع خطاب القرآن وخطاب الرسول .

2 - واستعملت كلمة ( شيعة ) في صك التحكيم الذي كتب بين الإمام علي بن أبي طالب وبين معاوية بن أبي سفيان . وقد وردت لتدل دلالة كاملة على المعنى اللغوي المستقر في اللغة والمعبر عنه في القرآن والحديث . وجاء في هذا الصك : ( هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب . . . ومن كان معه من شيعته قاض معاوية بن أبي سفيان . . . ومن كان معه من شيعته ) كما قال نصر بن مزاحم برواية محمد بن علي بن الحسين والشعبي ، وروى جابر عن زيد بن الحسين رواية أخرى ، ولكنها تتفق مع الأولى بذكر ( ومن كان معه من شيعته عند ذكرها للإمام علي ، وعند ذكرها لمعاوية ( 3 ) .
‹ صفحة 22 ›

3 - قال الإمام علي في إحدى خطبه ( 1 ) ( . . . حتى يكون بعضكم أئمة لأهل الضلالة وشيعة لأهل الجهالة ) . وقال عن أهل البصرة ( . . . وأفسدوا علي جماعتي ووثبوا على شيعتي ) ( 2 ) .

4 - زار معاوية بعد أن استبد بالحكم ، بيت عثمان بن عفان ، ولما رأته عائشة ابنة عثمان صاحت وندبت أباها ، كأنها تقول لمعاوية : ( إن معاقبة قتلة عثمان كان هو الشعار الذي رفعته للخروج على الإمام علي بن أبي طالب ، وها أنت قد قبضت على مقاليد الأمور فما الذي يمنعك من معاقبة قتلة أبي ! ( وفهم معاوية المغزى ، فقال لها : ( يا بنت أخي إن الناس أعطونا سلطاننا فأظهرنا لهم حلما " تحته غضب ، وأظهروا لنا طاعة تحتها حقد . . ) . إلى أن قال : ( ومع كل إنسان منهم شيعة ، فإن نكثناهم نكثوا بنا . . ) ( 3 ) . فمعاوية يعبر عن واقع الحال المتمثل بانقسام المجتمع إلى شيع ، ويستعمل كلمة شيعة لتدل على معناها اللغوي والاصطلاحي والتاريخي .
كما جاء في القرآن الكريم .

5 - وبعد انتصار معاوية ومبايعته ليكون خليفة ، أو ملكا " ، على المسلمين استهل عهده بسلسلة من المراسيم الملكية التي وجهها لعماله ، وجاء في بعضها : ( لا تجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة وجاء في آخر : ( أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته ) ( 4 ) .

6 - قال معاوية للحسين بن علي عليه السلام يوما " : ( يا أبا عبد الله ، أعلمت أنا قتلنا شيعة أبيك فحنطناهم وكفناهم وصلينا عليهم ودفناهم ؟
فقال الحسين : لكنا والله إن قتلنا شيعتك ما كفناهم ولا حنطناهم ولا صلينا عليهم ولا دفناهم ) ( 5 ) .

‹ صفحة 23 ›

7 - كتب معاوية إلى واليه على الكوفة ، المغيرة بن شعبة ، يوصيه بشتم علي بن أبي طالب وذمه والعيب على أصحابه ، وإقصائهم وعدم الاستماع إليهم إلى أن قال : ( وبإطراء شيعة عثمان . . . ) ( 1 ) .

8 - كتب يزيد بن معاوية إلى واليه عبيد الله بن زياد : ( أما بعد فقد كتب إلي شيعتي من أهل الكوفة يخبرونني أن ابن عقيل يجمع الجموع . . ) ( 2 ) .

9 - وقال اليعقوبي في تاريخه : ( فقام جماعة من شيعة مروان فقالوا : لتقومن إلى المنبر أو لنضربن عنقك ) ( 3 ) .

10 - أحضر زياد ابن أبيه قوما " ( بلغه أنهم شيعة لعلي ليدعوهم إلى لعن علي ) ( 4 ) .

11 - وصف الإمام أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام ملخص ما أصاب أهل بيت النبوة إلى أن قال : ( وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن عليه السلام ، فقتلت شيعتنا بكل بلدة ، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة ، وكل من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله ، أو هدمت داره . . ) إلى أن قال :
( حتى أن الرجل ليقال له زنديق أو كافر أحب إليه من أن يقال شيعة على . . . ) ( 5 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 21 ›

( 1 ) راجع : المغازي للواقدي ، 2 / 607 .
( 2 ) راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، تحقيق حسن تميم ، 3 / 790 .
( 3 ) راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، تحقيق حسن تميم 1 / 437 .
‹ هامش ص 22 ›
( 1 ) راجع نهج البلاغة خطبة 139 .
( 2 ) راجع : المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة ، دار الأضواء بيروت ص 767 .
( 3 ) راجع البداية والنهاية لابن الأثير ، 8 / 133 نقلا " عن معالم الفتن ، 2 / 188 .
( 4 ) راجع شرح نهج البلاغة لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد ، 3 / 595 ، كما نقلها عن المدائني في كتابة الأحداث .
( 5 ) راجع الكامل لابن الأثير ، 2 / 231 .
‹ هامش ص 23 ›
( 1 ) راجع تاريخ الطبري ، 4 / 188 ، حوادث سنة 51 ه‍ .
( 2 ) المصدر نفسه .
( 3 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 258 .
( 4 ) راجع الكامل لابن الأثير ، 3 / 477 - 478 .
( 5 ) راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 / 595 تحقيق حسن تميم
شيعة وتشيع : لغة واصطلاحا



"

الفقرات التي أوردناها في مقدمة الفصل الثاني نماذج مختارة من الاستعمالات التاريخية لكملة شيعة ، فإذا أضيفت إلى ما سقناه من النصوص الشرعية الواردة في القرآن والسنة التي اشتملت على كلمة شيعة وشيع ، وتبينا ‹ صفحة 24 › المعنى ; لا يبقى لدينا أدنى شك في أن كلمة شيعة تعني ، لغة واصطلاحا " ، فرقة أو جماعة من الناس متجانسة ومتميزة عن غيرها من الفرق والجماعات ، بأساليبها ورأيها وفكرها الخاص بها الذي تسعى إلى تعميمه ، وبهدفها الذي تسعى إلى تحقيقه .

وتلتف ، بالضرورة حول ، قائد مميز بفكره أو برأيه أو بقدرته أو بموقعه أو بما يرتجى منه حسب مقاييس أفراد تلك الفرقة أو الجماعة ، وقائد هذه الجماعة مع فكرها يشكلان نقطة جذب واستقطاب وتجمع ، ومن الطبيعي أن يتناصر أفراد هذه الجماعة وأن يوالي بعضهم بعضا " ، ويتبع بعضهم بعضا " وأن يكون لهم موقف موحد وأمر واحد ما دامت هذه الفرقة أو الجماعة قائمة .
والفرقة التي تتصف بهذه الصفات تعرف باسم ( شيعة ) ، ويسمى التفافها حول فكرها وقيادتها وموالاتها لهما التفاف أفراد هذه الشيعة التشيع لغة واصطلاحا " .
وسنرى كيف استقر معنى كلمة ( شيعة ) ليدل على فئة أو جماعة أو فرقة أو شيعة معينة من دون غيرها من الفرق أو الجماعات أو الشيع ، وهي شيعة أهل النبوة .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نشوء الشيع ( جمع شيعة ) ، أي الفرق أو الجماعات أو الأحزاب ، وتعددها ظاهرة بشرية عامة وشاملة لم يخل منها مجتمع بشري قط ، قديما " وحديثا " .
وقد تزامن قيام الشيع وتعددها مع نشوء ظاهرة السلطة بمعناها الواسع وقيامها ، فوجدت الظاهرتان معا " ، وصارتا من الصفات المميزة لأي مجتمع بشري .
والسبب في ذلك أن الوصول إلى السلطة عزيرة المنال ، ويستحيل إدراكها بالجهد الفردي ، ولا يمكن أن تنال إلا عن طريق الغلبة والتغلب ، سواء بالقهر والقوة ( نحن مع من غلب ) أو عن طريق الانتخاب .
وتظهر الشيع بوصفها وسائل رئيسية موثرة لتحقيق الغلبة والتغلب بشقيها آنفي الذكر .
أما تعدد الشيع فيعود إلى تضارب مصالح الأفراد والجماعات ، واختلاف الآراء والأفكار والوسائل والتفاوت في الثقافات واليقين ، وما في النفس من نوازع الحسد والرغبة بالتسلط ، وممارسة الشر ، ومن تقديم العاجلة على الآجلة ، ومن الإصرار على تجاهل الأمر الإلهي ، وإرغام أنف الشيعة المؤمنة القائمة عليه ، ومن نفور الشيع من فكرة الجزم واليقين التي تنادي بها قيادة الشيعة المؤمنة ، وارتياحها لفكرة الظن والتخمين المنبع الوحيد لتصوراتها وعقائدها . ويمكن القول ، وبكل ارتياح ، إن ظاهرة الشيع وتعددها تعطي معنى ظاهرة الحزبية لتشابه التركيبة والأهداف والبنى .
وقد لا نعدو الحقيقة إذا قلنا إن التاريخ السياسي البشري ما هو إلا ثمرة الصراع بين الشيع ، وكل الشيع تطمع في الاستيلاء على السلطة وحيازتها لهم هذا الصراع لصالحها ، ولم ينته هذا الصراع طوال التاريخ ولم يبرح المجتمع مكانه ، فكأنه يدور في حلقة مفرغة لا تشهد إلا نشوء الشيع وقيامها وتبعثرها وتعاقبها على السلطة . وإصرارها على استبعاد الشيعة المؤمنة التي تمثل الخط الإلهي ، والتي لم يخل منها مجتمع قط عبر التاريخ بغض النظر عن القلة والكثرة .
الشيع في المجتمع الإسلامي

نشأ المجتمع الإسلامي وأخذ صورته النهائية عندما نجح الرسول في توحيد العرب سياسيا " لأول مرة في التاريخ ، ونقلهم من دوائر الشرك وأديانه إلى دائرة التوحيد ودينها الإسلام ، وقيادتهم . والمجتمع الإسلامي لم يكن أبدا " بمنجاة من ظاهرة الشيع وإن كان جميع أفراد المجتمع الإسلامي قد ادعوا أنهم شيعة الرسول فإن الواقع يتناقض مع شمول هذا الادعاء . لقد واجه الرسول مجتمعا " جاهليا " يتكون من عدد لا حصر له من الشيع أو الجماعات . ففي مكة ، على سبيل المثال ، كانت تسكن عدة قبائل ، منها قبيلة قريش الكبيرة ، وكانت قريش تتكون من 25 بطنا " ، وكل بطن من هذه البطون يشكل شيعة حقيقة متميزة عن غيرها .

وعملا " بالنهج التاريخي لشيع المجتمعات البشرية فقد تحالفت شيع بطون قريش ال‍ 23 ووقفت وقفة رجل واحد ضد النبي وضد البطنين الهاشمي والمطلبي اللذان اختارا بأن يكونا شيعة للنبي . ووقفت مع شيع قريش الأكثرية الساحقة من شيع العرب طوال الثلاث عشرة سنة التي أمضاها النبي في مكة قبل الهجرة .

وبعد الهجرة جيشت شيع البطون الجيوش ، بمساعدة شيع العرب ، ودخلت مع النبي وشيعته في حرب مسلحة ضروس استمرت زهاء ثماني سنين .

ثم هزمت شيع البطون ، وفوجئت قيادة هذه الشيع بجيش النبي يدخل عاصمتها دخول الفاتحين ، فاستسلمت ، وعندما رأت جميع الأبواب مغلقة في وجهها أسلمت كارهة . وباستسلامها وإسلامها استسلمت وأسلمت شيع العرب المتحالفة معها ولم ينقب النبي الكريم عن ما في القلوب وإنما اكتفى بالظواهر ، ولم يعاقب شيع العرب عامة وشيع البطون خاصة على جرائمهم السابقة وإنما عفا عنهم قائلا " : ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) ، ووسعهم بحلمه وقلبه الكبير وسماحته ، ولاح لغير المتبصر أن شيع العرب قد تفككت وتبعثرت وانتهت بالفصل ، ولم يتصور العامة أن شيع العرب في حالة الهدوء الذي يسبق العاصفة ، وأن شيع العرب سرعان ما تعود إلى ممارسة الدور التاريخي الذي مارسته شيع الأمم السابقة !
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .




عودة الشيع العربية ، ولكن بعمائم الإسلام قبيل وفاة النبي الكريم بأشهر ، كان المجتمع الإسلامي مجتمعا " واحدا " في الظاهر . يوالي النبي ، ويعلن التزامه بأحكام الدين ، ولكن بذور مجموعة هائلة من الأخطار والكوارث كانت قد نبتت وترعرعت واشتد ساعدها بعيدا " عن الأنظار وتحت السطح تماما " :

1 - فالمنافقون الذين مردوا على النفاق يجوبون العاصمة ، وقد أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر والحقد على محمد وآله .

2 - وقسم كبير من الأعراب ، من حول المدينة ، منافقون لم تتوقف اتصالاتهم قط مع مردة النفاق في المدينة .

3 - يليهم مرتزقة من الأعراب لا يعرفون من الدين إلا اسمه ولا مطمع لهم إلا الكسب والغنيمة ، وهم على استعداد للتحالف مع من يدفع لهم حتى ولو كان الشيطان نفسه .
ولا تتوقف هذه الفئات عن التلفظ بالشهادتين والقيام بمظاهر الدين ، ولا يعرف الفوارق بينهم وبين غيرهم من المسلمين إلا من عمر الله قلبه بالإيمان . ‹ صفحة 27 ›

4 - وبعد أن جاء نصر الله والفتح ، ودانت بلاد العرب بالولاء والطاعة لقيادة الرسول ، التأم شمل قبيلة قريش وتألق نجمها لأنها عشيرة النبي . وتكاتف مهاجرو هذه العشيرة وطلقاؤها ، وتوطدت أواصر العلاقة من جديد بين شيع البطون ال‍ 23 ، وصار لها موقف موحد من الأمور العامة ، يمكنها أن تجهر به حتى أمام الرسول نفسه . والدليل القاطع على ذلك أنه عندما مرض الرسول مرضه الذي مات منه أراد أن يلخص الموقف لأمته وأن يكتب لها توجيهاته النهائية ، وضرب النبي موعدا " لكتابتها ، وأحست شيع البطون أن هذه التوجيهات تمس مصالحها وتوجهاتها ، وفي الوقت المحدد وما أن قال الرسول : ( قربوا أكتب لكم كتابا " لن تضلوا بعده أبدا " ) حتى قال قائل شيع البطون : ( إن الرسول قد اشتد به الوجع وهو يهجر ، ولا حاجة لنا بكتابه ولا بوصيته لأن القرآن عندنا وهو يكفينا ) ( 1 ) .
وما أن أتم قائل البطون كلامه حتى قالت البطون بصوت واحد : ( القول ما قاله فلان إن النبي يهجر ، ولا حاجة لنا بكتاب النبي لأن القرآن وحده يكفينا ) ، واحتج الحاضرون من غير أبناء البطون ، وتشاد الطرفان واختصما ، وكان واضحا " أن أفراد شيع البطون هم الأكثرية ، فصرف النبي النظر عن كتابة ما أراد ، لأنه لو أصر على الكتابة لأصرت البطون على هجره مع ما يستتبع ذلك من آثار مدمرة على الدين كله ) ( 2 ) .


5 - وقد طورت الشيع القريشية ال‍ 23 المتحالفة مفهوما " جديدا " للقيادة من بعد النبي ، فرأت أنه ليس من الإنصاف أن يكون النبي من بني هاشم وأن ‹ صفحة 28 › يكون الخليفة من بني هاشم وأن ( العدل والصواب والتوفيق ) يكمن في أن تكون النبوة لبني هاشم والخلافة لبطون قريش ال‍ 23 تتداولها في ما بينها . وجاء هذا التطور بعد إعلانات الرسول عن استخلافه لعلي بن أبي طالب ، وإعطاء أهل بيت النبوة دورا " مميزا " في قيادة الأمة من بعد النبي ، بخاصة بعد إعلانه الشهير في غدير خم ، وليسهل على شيع البطون الالتفاف على أوامر النبي وتوجيهاته قالوا : ( إن الرسول بشر يتكلم في الغضب والرضى ) .
ما يعني أنه لا ينبغي أنه يحمل جميع كلام النبي على محمل الجد ، ولا ينبغي أن ينفذ كله ، وحتى تتأكد من تطوير شيع البطون لمفهوم القيادة من بعد النبي وتخصيص النبوة للهاشميين والخلافة للبطون ( 1 ) .

6 - إن شيع بطون قريش ال‍ 23 التي أحيت تحالفها والتي أسلم أفرادها جميعا " ، في ما بعد ، جميعها موتورة ، فما من بطن من البطون إلا وقتل آل محمد وبخاصة علي بن أبي طالب منه قتلى خلال المعارك التي جرت بين الكفر والإيمان ، وفكرة الثأر عميقة الجذور في النفس البشرية ، بعامة وفي نفوس العرب بخاصة ، والتلفظ بالشهادتين غير قادر على اقتلاع هذا الأثر .

7 - والأخطر أن بطون قريش ال‍ 23 تمسكت بنبوة النبي ، ربما لاقتناعها بصدقة ، أو لأنها وجدت في النبوة طريق ملكها وسيادتها على العرب ، وصار من مصلحة الجميع التمسك بهذه النبوة . وانسياقا " مع هذا التوجه ، برأت شيع البطون رسول الله من الدماء التي سفكها أثناء حربه المسلحة مع البطون وحصرتها في آل محمد بعامة وبعلي بن أبي طالب وذريته بخاصة . ‹ صفحة 29 ›

8 - لقد صار مصطلح ( مسلم ) هوية لكل أفراد المجتمع الإسلامي والأخطر أن الجميع تقريبا " صاروا صحابة ، وأحيطوا عمليا " بالهالة نفسها من التقديس والاحترام من دون فرق يذكر بين مهاجر وطليق ومؤمن ومنافق ، وبين من قاتل مع النبي أو قاتل ضده ، فقد أسلم الجميع بالنتيجة ! ! وصحبوا النبي وعفا الله عما مضى .

9 - في هذا المناخ استذكر المجتمع مواقف شخصيات بارزة ، من حول الرسول ، فصار لكل واحد منها شيعة خاصة به ، فنشأت شيعة لأبي بكر وأخرى لعمر ، ثالثة لعثمان ، ورابعة لطلحة . . . الخ . وكل شيعة تنادي بتميز صاحبها ، وتفتحت أشداق المطامع وتهيأ المناخ لعودة الشيع الجاهلية ولكن معممة بعمامة الإسلام .

10 - والأخطر أن شيعة النبي المخلصة التي قامت الدولة على أكتافها أصبحت كالشعرة البيضاء في جلد ثور أسود .
وكان واضحا " أن كفة تحالف شيع البطون هي الراجحة ، وهي المرشحة القوية لقيادة عصر ما بعد النبوة ، فأقبل المنافقون وطلاب الدين والراغبون في السلامة على هذا التحالف .
وتشابكت أيدي الشيع ، فتشكل واقعيا " بدون إعلان ، أكبر تحالف للشيع في التاريخ الإسلامي كله ، وأخذت الشيع تتربص وتنتظر موت الرسول الأعظم لتقتسم الغنيمة ! * * *
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 27 ›

( 1 ) راجع : تذكرة الخواص لابن الجوزي ص 62 ، وسر العالمين وكشف ما في الدارين لأبي حامد الغزالي ، ص 21 .
( 2 ) راجع ، على سبيل المثال : صحيح البخاري ، 7 / 9 ، وصحيح مسلم ، 5 / 75 .
وصحيح مسلم بشرح النووي ، 11 / 95 . ومسند الإمام أحمد ، 4 / 356 .
وكتابنا نظرية عدالة الصحابة ص 287 . وما بعدها لتقف على تفاصيل مواجهة شيع البطون مع النبي نفسه ، ولتتأكد من حجم تأثيرها على الأحداث

‹ هامش ص 28 ›

( 1 ) راجع : سنن الدارمي ، 1 / 125 وسنن أبي داود ، 2 / 126 ، ومسند أحمد ، 2 / 162 و 207 و 216 ، ومستدرك الحاكم ، 1 / 105 و 106 . وجامع بيان العلم لابن عبد البر ، 1 / 185 ، والكامل لابن الأثير 3 / 24 ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 / 107 .
تدبير النبي ص وتدبير الشيع ]
مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - ص 31
تدبير النبي وتدبير الشيع العربية علم النبي اليقيني بما تدبره الشيع العربية كان النبي الكريم على علم يقيني بكليات ما يجري في الخفاء وتفاصيله وبتوجهات الحركة العامة للأحداث . فقد وضع الله تعالى أمام نبيه صورة متكاملة للماضي والحاضر والمستقبل ، وقد حوت هذه الصورة أدق التفاصيل . كان النبي يعلم أن الشيع وفتنتها المظلمة تنتظر موته لتبطش بطشتها الكبرى ، فتعيد ترتيب كل شئ حسب سيرته الجاهلية الأولى ، ولكن بلباس الإسلام .
وكان يعلم أن النوايا الجرمية قد تشكلت بالفعل ، وأخذت صورتها النهائية في قلوب قادة الشيع وضمائرهم ، وهو يعلم حجم تأثيرها على سير الأحداث ، لأن هذه الشيع شكلت الأكثرية الساحقة من أفراد المجتمع الإسلامي .
ومما زاد الأمر تعقيدا " أن هذه الأكثرية تتلفظ بالشهادتين ، وتقوم ظاهريا " بكل ما يطلبه الإسلام منها ، وتظهر الرضي بقيادة النبي وولايته وقبولهما ، وتتظاهر بالالتزام التام بكل أوامره وتوجيهاته في الوقت الذي تخفي فيه نواياها الجرمية ، وتخفي فيه الحقد على محمد وآل محمد ، والكفر بكل ما جاء به وما يرمز إليه .
ولكن هذا العلم اليقيني الدقيق لم يتأت للنبي نتيجة تحليله الشخصي الدقيق للموقف فحسب ، وإنما هو علم إلهي سابق لوقوع الأحداث اختص الله به تعالى نبيه ، ما يجعل استعمال القوة - على فرض وجودها - غير مسوغ وفق قواعد العدل الإلهي ، فكيف يعاقب النبي على نوايا جرمية ! ؟
صحيح أن هذه النوايا قد أخذت صورتها النهائية ، ولكنها ما زالت مخفية في قلوب أصحابها ! وكيف يعاقب النبي الشيع على أفعال لم تدخل حيز التنفيذ ولم تقع بعد ! ؟ وهذا أمر لا يتفق مع طبيعة العدل الإلهي ، ولا مع طبيعة شخصية الرسول ، وطبيعة الدولة التي يقودها .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النبي يكتشف مؤامرة الشيع ]
مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - ص 31 - 33
النبي يكشف مؤامرة الشيع ويفضح أهدافها وقياداتها كشف الرسول لأمته وجود مؤامرة على الشرعية الإلهية ، وأن المتآمرين ينتظرون موته لينقضوا الإسلام عروة عروة بدءا " من نظام الحكم وانتهاء بالصلاة . ‹ صفحة 32 ›
كما روى ذلك ابن حنبل وابن حيان في صحيحه والحاكم ( 1 ) .

والأهم من ذلك أن رسول الله كشف الانقلابيين وسمى قادة الفتن من بعد وفاته وحتى قيام الساعة ، كما روى حذيفة برواية ابن أبي شيبة وأبي نعيم ( 2 ) .

وأعلن النبي أنه في حالة نجاح المؤامرة فإن النفاق سيظهر ، وترتفع الأمانة وتقبض الرحمة ، ويتهم الأمين ، ويؤتمن غير الأمين ( 3 ) .

وسيبتلى المؤمنون حتى أن المؤمن لا يستطيع أن يصلي إلا سرا " ( 4 ) . ومع هذا فإذا صلى المؤمن وحده يصلي وهو خائف ( 5 ) وأن الإسلام سيعود غريبا " ( 6 ) .
وسيكون هنا لك كفر بعد إيمان ( 7 ) .
وإذا نجحت المؤامرة فإن قيادة الأمة ستؤول إلى أشد الناس بغضا " لمحمد وآل محمد ( 8 ) وأنهم سيفتكون بآل محمد فتكا " ذريعا " .
وبالإيجاز ، فإن الرسول الله لم يترك أمرا " سيفعله المتآمرون ، إن نجحوا في مؤامرتهم ، إلا وبينة وكشفه للأمة .

لقد استبق رسول الله الأفعال قبل وقوعها وحذر الأمة منها ، لقد تركهم على المحجة البيضاء ، وهذا أقصى ما يستطيع الوالد أن يفعله لأولاده والولي لمواليه والقائد لأتباعه . إنه يكشف لهم بدقة المناطق الملغومة ، ويقسم لهم بأغلظ الأيمان أنه قد حدد المنطقة الملغومة وشاهد بأم عينيه كافة الألغام ، وأنه مشفق وحريص ومحب لذلك كله حذرهم ، ولكن ليس بوسعه إجبارهم على تجنب المنطقة الملغومة أو على الابتعاد عن تلك الألغام .
لأنه لا يستطيع ذلك ، فضلا " عن أنه لن يكون موجودا " معهم . ولأن الأحداث لم تقع ، كان عسيرا " على الناس أن يستوعبوا تحذيرات الرسول .
وعلى أي حال ، لقد بين الرسول أن نجاح المتآمرون سيكون بمثابة طوفان حقيقي يجتاح المجتمع ‹ صفحة 33 › الإسلامي ، ويعمل فيه يد التبديل والتعديل والتحريف في كل ما هو إسلامي وسيؤدي إلى فتنة عمياء مظلمة إذا أخرج المؤمن يده فيها لم يكد يراها .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

‹ هامش ص 32 ›
( 1 ) راجع : كنز العمال ، 1 / 238 .
( 2 ) راجع كنز العمال ، 11 / 216 ومعالم الفتن ، 1 / 406 .
( 3 ) رواه الحاكم والطبراني والبيهقي ، راجع كنز العمال ، 11 / 127 - 128 ، ومعالم الفتن ، 1 / 408 .
( 4 ) راجع : صحيح مسلم ، 2 / 279 .
( 5 ) راجع : صحيح البخاري ، 2 / 180 .
( 6 ) رواه مسلم وابن ماجة والطبراني ، راجع : كنز العمال ، 2 / 177 ، ومعالم الفتن 1 / 470 .
( 7 ) راجع : صحيح البخاري ، 4 / 230 .
( 8 ) رواه الحاكم ، وأبو نعيم ، راجع : كنز العمال ، 11 / 169 .
[ كيف رد النبي ص كيد الشيع ]

مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - ص 33 – 37

الخطة الإلهية لإفشال مؤامرة الشيع التمسك بالثقلين بعد أن كشف النبي مؤامرة الشيع وفضح قياداتها وبين حقيقة أهدافها أكد ، للمؤمنين بخاصة وللمسلمين بعامة ، أن الخطة الإلهية لمنع حدوث انقلاب الشيع وإفشاله إفشال غيره إذا وقع . ولتمييز المؤمن من سواه ، ولإدراك الهدى وتجنب الضلالة ، وضمان قيادة الشيعة المؤمنة للمجتمع تتمثل في التمسك بالثقلين ، وهما : كتاب الله وعترة النبي أهل بيته . ثم بين الرسول هذين الثقلين لن يفترقا إلى يوم القيامة . من صيغ حديث الثقلين

1 - ( كأني قد دعيت فأجبت ، وإني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي ) ( 1 ) .

2 - ( يا أيها الناس ، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) ( 2 ) .

3 - ( إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله . . . وعترتي أهل بيتي ) ( 3 ) .

4 - ( إني تارك فيكم الثقلين : كتاب اللهوأهل بيتي ) ( 4 ) .

5 - ( يا أيها الناس ، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله . . وأهل بيتي ) ( 5 ) .

( 6 ) - ( ألا وإني تارك فيكم الثقلين : أحدهما كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي ) ( 6 ) .
‹ صفحة 34 › وقوم ابن حجر حديث الثقلين فقال ( 1 ) : ( ثم اعلم أن لحديث التمسك بالثقلين طرقا " كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا " ) ( 2 ) .

وحديث الثقلين هو مقطع من خطبة الرسول التي ألقاها في غدير خم أمام مئة ألف مسلم على الأقل بعد عودته من حجة الوداع . وقد ورد في هذا المقطع بعد قرار تنصيب الإمام علي بن أبي طالب أميرا " للمؤمنين ووليا " للمسلمين من بعد النبي .

الربط المحكم بين ولاية النبي وبين التمسك بالقرآن والتمسك بأهل بيت النبوة في غدير خم ، سأل رسول الله الجمع الحاشد الذي ضم أكثرية المسلمين :

1 - ( ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قال المسلمون : بلى ) .

2 - قال : ( ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قال المسلمون : بلى ) .

3 - قال : ( أيها الناس إني وليكم . قال المسلمون : صدقت ) .

4 - : ( أيها الناس ، من وليكم ؟ قال المسلمون ، ثلاثا " : الله ورسوله ) .

بعد هذا كله أخذ الرسول بيد علي بن أبي طالب ثم قال :

1 - ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) .

2 - ( هذا وليي وأنا موال من والاه ومعاد من عاداه ) . 3

- ( من كان الله ورسوله وليه فهذا علي وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) .

4 - ( أيها الناس ، إن الله مولاي وأنا ولي المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) ( 3 ) .

بعد إعلان تنصيب الإمام علي مباشرة جاء مقطع حديث الثقلين ، وتلاحظ ‹ صفحة 35 › أن الرسول الله ربط ولاية علي بولايته، وربط ولايته بولاية الله فمن يوالي عليا " بعد وفاة النبي فقد والى النبي ، ومن والى النبي فقد والى الله .
ومن رفض ولاية علي ، فقد رفض ولاية رسول الله ، من رفض ولاية رسول الله فهو كافر كائنا " من كان . كذلك ربط الولاء للثقلين معا " ، فالقرآن ثقل وأهل بيت النبوة ثقل آخر ، فالتمسك بالقرآن وحده لا يكفي ، فالقرآن له وجوه متعددة ، وأئمة أهل بيت النبوة هم وحدهم الذي يعلمون علم اليقين الوجه المطلوب .
ومن جهة ثانية ، فإن القرآن شريعة وأهل البيت قيادة وعلم ونقطة تجمع للشيعة المؤمنة ، والقيادة لا تغني عن الشريعة ، والشريعة لا تغني عن القيادة ، فأحدهما يكمل الآخر .
تجذير حديث الثقلين : دين الإسلام كله يقوم على ثقلين : الأول رسول الله والثاني كتاب الله .
فليس مسلما " من يؤمن بالرسول ولا يؤمن بالقرآن ، وليس مسلما " من يؤمن بالقرآن ولا يؤمن بالرسول فحتى يستقيم إسلام أي شخص مسلم وإيمانه يتوجب عليه أن يؤمن بالاثنين معا " ، أي بالقرآن الكريم شريعة أو قانونا " نافذا " ، وبمحمد رسولا " ومبلغا " لهذه الشريعة وإماما " ووليا " وقائدا " له ولجميع المسلمين ، فإن لم يؤمن بذلك فإنه ليس مسلما " .
فلو قال أحد المسلمين إنه مؤمن بالقرآن ، ولكنه لا يؤمن بمحمد فهو كافر ، ولو قال أنه مؤمن بمحمد ولكنه لا يؤمن بأن القرآن من عند الله فهو كافر بلا خلاف ولو قال إنه مؤمن بالقرآن ، ومؤمن بمحمد رسولا " ، ولكنه لا يقبل أن يكون محمد أمامه وقائده ووليه ، وهو يفضل ولاية أبي بكر أو عمر أو عثمان أو أبي سفيان على ولاية الرسول فهو كافر أيضا " .
‹ هامش ص 33 ›
( 1 ) راجع : الخصائص للنسائي ، ص 21 و 93 .
( 2 ) راجع : صحيح الترمذي ، 5 / 328 .
( 3 ) راجع : الدر المنثور للسيوطي ، 2 / 60 .
( 4 ) راجع : المناقب للخوارزمي الحنفي ، ص 23 .
( 5 ) راجع : صحيح مسلم ، 2 / 362 و 15 / 179 - 180 بشرح النووي .
( 6 ) راجع : صحيح مسلم ، 2 / 362 و 15 / 181 بشرح النووي .
‹ هامش ص 34 ›
( 1 ) الصواعق المحرقة ، ص 148 .
( 2 ) راجع : ينابيع المودة للقندوزي ، ص 296 .
( 3 ) راجع : بالترتيب ، وعلى سبيل المثال : الرياض النضرة للطبري ، 2 / 23 ، وخصائص أمير المؤمنين للنسائي ، ص 21 و 93 ، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 24 ، والحاوي للفتاوي للسيوطي ، 1 / 22 ، والبداية والنهاية لابن الأثير ، 5 / 212 ، وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ، ص 37 .
فالإسلام الحقيقي يقوم على ركنين : الركن الشخصي المتمثل بالقيادة أو الإمامة أو الولاية ، ويمثلها الرسول حال حياته والقائم الشرعي مقامه بعد وفاته .
ومبدأ الثقلين مبدأ عام يشكل امتدادا " لمبدأ الرسالة . فكل رسول من الرسل كان في زمانه ثقلا " ، وشكلت التعليمات الإلهية الثقل الآخر ، وأتباعه المخلصون هم الشيعة المؤمنة .
وقد اكتسبوا صفة الشيعة المؤمنة لأنهم آمنوا بالثقلين ( أي رسول ذلك الزمان والتعليمات الإلهية ) والإسلام الذي جاء به رسول الله محمد يقوم على ثقلين أيضا " : الثقل الشخصي المتمثل برسول الله والثقل التشريعي المتمثل بالتعليمات الإلهية أي القرآن الكريم . وفي كل ‹ صفحة 36 › زمان يوجد الثقلان معا " ، ولا غنى لأحدهما عن الآخر فهما متكاملان .
فلا بد من وجود شخص يقوم مقام النبي لإمامة الشيعة المؤمنة - التي لم يخل مجتمع منها قط - وقيادتها وولايتها بغض النظر عن القلة أو الكثرة ، فيكون هذا الشخص بمثابة علم للهدى ونقطة تجمع واستقطاب لمعتنقيه وطلابه ، ورمز لطاعة الله فتكون طاعته كطاعة الله ، ومعصية كمعصية ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) [ النساء / 80 ] ويكون هو القائم بأمر الله ،وقائد الدعوة إليه ، والإمام أو الولي أو رئيس الدولة إن تمخضت الدعوة عن دولة . والأهم من ذلك أن هذا الشخص ( الرسول أو القائم الشرعي مقامه ) هو وحده الذي يفهم التعليمات الإلهية فهما " قائما " على الجزم واليقين ، وهو المؤتمن على هذه التعليمات ودقة فهمها وتبليغها ، وسياسية الشيعة المؤمنة وفق أحكامها .
وبالضرورة فإن هذا الشخص أو ( الثقل ) ( أي الرسول أو القائم الشرعي مقامه ) يجب أن يكون الأعلم بالتعليمات الإلهية ، في زمانه ، والأقرب إلى الله ، وأصلح الموجودين وأفضلهم في ذلك الزمان ، ليكون جديرا " بالإمامة والقيادة ومؤتمنا " على الأمر الإلهي .
وبتعبير أدق ( يجب أن يكون معدا " ومؤهلا " إلهيا " ) للقيام بما هو منوط به .
وهذه المؤهلات توافرت في جميع الرسل السابقين وتوافرت في أوصيائهم .
وهي متوافرة ، بالضرورة ، في رسول الله خاتم الرسل وفي وصيه علي بن أبي طالب ، والأوصياء الأحد عشر ( الأئمة من بعده ) .
هذا هو الثقل الشخصي في دين الإسلام عبر تاريخه الطويل من لدن آدم عليه السلام إلى يومنا هذا .
أما الثقل الآخر وهو التشريعي المتمثل بالتعليمات الإلهية ( يهدون بأمرنا ) [ الأنبياء / 73 ] فقد استقر بصورة نهائية في القرآن الكريم .
الثقل الشخصي من بعد الرسول : اثنا عشر إماما " لقد رأينا أن رسول الله قد أعلن ، في غدير خم وأمام جمع من المسلمين لا يقل عن مئة ألف مسلم ، أن عليا " بن أبي طالب هو الولي من بعد النبي ، لأن الله سبحانه وتعالى قد اختاره وأهله وأعده ليكون ولي المؤمنين وأميرهم وإمامهم وقائدهم وسيدهم والمبين لما اختلفوا فيه من بعد النبي ، وبالتالي فإ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مهم جدا جدا جدا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شيعة تبسة :: قسم الواحة الاسلامية السمحة :: منتدى رد الشبهات على المخالفين لمذهب آل البيت-
انتقل الى: