منتدى شيعة تبسة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يلم شمل شيعة تبسة الجزائرية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا
الآيات و دلالتها على الولاية و الإمامة Icon_minitimeالسبت مايو 09, 2015 1:53 pm من طرف أبن العرب

» التوحيد واقسامه
الآيات و دلالتها على الولاية و الإمامة Icon_minitimeالجمعة مايو 01, 2015 1:29 pm من طرف أبن العرب

» قولوا لا إله إلا الله تفلحوا
الآيات و دلالتها على الولاية و الإمامة Icon_minitimeالجمعة مايو 01, 2015 1:08 pm من طرف أبن العرب

» برنامج الأذان الشيعي للكمبيوتر -رائع-
الآيات و دلالتها على الولاية و الإمامة Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 21, 2014 1:31 am من طرف أبو حسين

» الرد علي الشبهات تارافضيه
الآيات و دلالتها على الولاية و الإمامة Icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2014 6:53 pm من طرف الشناوي احمد

» هل ولد علي بن ابي طالب رضي الله عنه في الكعبه يا رافضه
الآيات و دلالتها على الولاية و الإمامة Icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2014 6:50 pm من طرف الشناوي احمد

» لماذا يكفر من ينكر الامامه
الآيات و دلالتها على الولاية و الإمامة Icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2014 6:48 pm من طرف الشناوي احمد

» سؤال الي الرافضه
الآيات و دلالتها على الولاية و الإمامة Icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2014 6:46 pm من طرف الشناوي احمد

» سؤال الي الشيعه
الآيات و دلالتها على الولاية و الإمامة Icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2014 6:44 pm من طرف الشناوي احمد

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
pubarab

 

 الآيات و دلالتها على الولاية و الإمامة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شيعي مثقف
المدير العام
المدير العام



عدد الرسائل : 58
العمر : 50
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

الآيات و دلالتها على الولاية و الإمامة Empty
مُساهمةموضوع: الآيات و دلالتها على الولاية و الإمامة   الآيات و دلالتها على الولاية و الإمامة Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 10, 2011 12:55 am

لقد أنزل الله تعالى القرآن هُدىً للعالَمين، وأمر نبيَّه الكريم صلّى الله عليه وآله ببيانه وتفصيله للناس، ووصف هذا القرآنَ بأنّه قرآنٌ كريم... لا يَمَسُّهُ إلاّ المُطَهَّرون )، والكلام في سياق تعظيم أمر القرآن، فمَسُّه هو العِلم به دون المسّ الظاهري باليد وحده. وممّا يؤكّد هذا المعنى الآية الأخرى التي تصف القرآن الكريم وإنّه في أُمِّ الكتابِ لَدَينا لَعليٌّ حكيم ).

والمُطهَّرون هم الذين طهّر الله تعالى نفوسهم من أرجاس المعاصي وقذارات الذنوب، أو ممّا هو أعظم من ذلك، وهو تطهير قلوبهم من التعلّق بغير الله، وهذا المعنى من التطهير هو المناسب للمسّ الذي هو العِلم دون الطهارة من الخَبَث أو الحَدَث.

المطهّرون هم الذين أكرمهم الله بتطهير نفوسهم، وهم أهل البيت عليهم السّلام الذين نزلت في حقّهم آية التطهير : { إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عنكمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّرَكُم تطهيراً }.

وهذا هو السبب الذي جعل النبيَّ صلّى الله عليه وآله يوصي أمّته بالتمسّك بالثقلين، ويُخبرها بتلازمهما وعدم افتراقهما إلى يوم القيامة .

و ان شاء الله سنكمل الموضوع بالايات الدالة على الأمامة و الولاية و الخلافة الألهية






قال الله تعالى: (وتعيها أذن واعية -----الحاقة-

قال السيوطي في تفسيره: أخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن مكحول قال: لما نزلت (وتعيها أذن واعية) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سألت ربي أن يجعلها أذن علي)، قال مكحول فكان علي يقول: ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، شيئا فنسيته.

وروى الواحدي في أسباب النزول: حدثنا أبو بكر التميمي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، أخبرنا الوليد بن أبان، أخبرنا العباس الدوري، أخبرنا بشر بن آدم، أخبرنا عبد الله بن الزبير قال: سمعت صالح بن هشيم يقول:[سمعت بريدة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلي: إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك، وأن أعلمك وتعي، وحق على الله أن تعي، فنزلت (وتعيها أذن واعية) (1).

وروى الطبري في تفسيره بسنده عن بريدة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: يا علي، إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك، وأن أعلمك وأن تعي، وحق على الله أن تعي - فنزلت (وتعيها أذن واعية) (2) - كما رواه بطريق آخر عن بريدة الأسلمي باختلاف يسير (3).


____________
(1) أسباب النزول ص 294.
(2) تفسير الطبري 29 / 35.
(3) تفسير الطبري 29 / 36.

وروى الطبري أيضا عن مكحول يقول: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (وتعيها أذن واعية)، ثم التفت إلى علي عليه السلام، فقال: سألت الله أن يجعله أذنك، قال علي: فما سمعت شيئا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنسيته (1).

وروى الزمخشري في الكشاف عن النبي صلى الله عليه و اله وسلم، عند نزول هذه الآية (وتعيها أذن واعية)، سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي، قال علي رضي الله عنه: (فما نسيت شيئا بعد، وما كان لي أن أنسى) (2) - وروى الفخر الرازي مثله في تفسيره كالكشاف.

وروى الحافظ ابن كثير في تفسيره (3): قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة الدمشقي، حدثنا العباس بن الوليد بن صبيح الدمشقي، حدثنا زيد بن يحيى، حدثنا علي بن حوشب: سمعت مكحولا يقول: لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم (وتعيها أذن واعية)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سألت ربي أن يجعلها أذن علي)، قال مكحول: فكان علي يقول: ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، شيئا قط، فنسيته.

وروى ابن كثير أيضا في التفسير قال قال ابن أبي حاتم أيضا: حدثنا جعفر بن محمد بن عامر، حدثنا بشير بن آدم حدثنا عبد الله بن الزبير أبو محمد - يعني والد أبي أحمد الزبيري، حدثني صالح بن الهشيم، سمعت بريدة الأسلمي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلي: إني أمرت أن أدنيك، ولا أقصيك، وأن أعلمك وأن تعي، وحق لك أن تعي، قال: فنزلت هذه الآية (وتعيها أذن واعية).

قال ابن كثير: ورواه ابن جرير عن محمد بن خلف عن بشر بن آدم، به - ثم رواه ابن جرير من طريق آخر عن داود الأعمى عن بريدة، به (4).
____________
(1) تفسير الطبري 29 / 35.
(2) تفسير الكشاف 2 / 485.
(3) تفسير ابن كثير 4 / 647 (دار الكتب العلمية - بيروت 1406 هـ / 1986 م).
(4) تفسير ابن كثير 4 / 647.


وفي تفسير القرطبي: وروى مكحول أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عند نزول هذه الآية (سألت ربي أن يجعلها أذن علي)، قال مكحول: فكان علي رضي الله عنه يقول: ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، شيئا قط فنسيته، إلا وحفظته - ذكره الماوردي.

وعن الحسن (البصري) نحوه، ذكره الثعلبي قال: لما نزلت (وتعيها أذن واعية) قال النبي صلى الله عليه وسلم: سألت ربي أن يجعلها أذنك يا علي، قال علي: فوالله ما نسيت شيئا بعد، ما كان لي أن أنسى.

وقال أبو برزة الأسلمي، قال النبي صلى الله عليه وسلم، لعلي: يا علي، إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك، وأن أعلمك، وأن تعي، وحق على الله أن تعي (1).

وفي التفسير (الدر المنثور) للسيوطي قال: وأخرج سعيد بن من
صور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن مكحول قال: لما نزلت (وتعيها أذن واعية)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت ربي أن يجعلها أذن علي، قال مكحول: فكان علي يقول: ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، شيئا فنسيته.

وقال أيضا: وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والواحدي، وابن مردويه وابن عساكر وابن النجار، عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك، وأن أعلمك، وأن تعي، وحق لك أن تعي، فنزلت هذه الآية (وتعيها أذن واعية) (2).

وروى الهيثمي في مجمعه عن أبي رافع، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لعلي بن أبي طالب، عليه السلام: إن الله أمرني أن أعلمك، ولا أجفوك، وأن أدنيك، ولا أقصيك، فحق علي أن أعلمك، وحق عليك أن تعي.

____________
(1) تفسير القرطبي ص 6743.
(2) فضائل الخمسة 2 / 273 - 274.


قال: رواه البزار (1) - وذكر ما يقرب من ذلك المتقى في كنز العمال (2).

وروى الحافظ أبو نعيم في حليته قال: حدثنا محمد بن مسلم، حدثني أبو محمد القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله، حدثني أبي عن أبيه جعفر عن أبيه محمد بن عبد الله عن أبيه محمد عن أبيه عمر عن أبيه علي قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي، إن الله أمرني أن أدنيك، وأعلمك لتعي، وأنزلت هذه الآية (وتعيها أذن واعية)، فأنت أذن واعية لعلمي) (3).

وروى أبو نعيم بسنده عن سليمان الأحمسي عن أبيه عن علي قال: والله ما نزلت آية، إلا وقد علمت فيما أنزلت، وأين أنزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولا، ولسانا سؤالا (4).

وعن أبي البختري قال: سئل علي عن نفسه، فقال: كنت إذا سئلت أعطيت، وإذا سكت أبتديت (5).

وعن المنهال بن عمرو عن التميمي عن ابن عباس قال: كنا نتحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم: عهد إلى علي سبعين عهدا، لم يعهد إلى غيره (6).

وفي نور الأبصار: عن مكحول عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قول الله تعالى: (وتعيها أذن واعية) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي، ففعل، فكان علي، رضي الله عنه يقول: ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلاما، إلا وعيته وحفظته، ولم أنسه (7).
____________
(1) مجمع الزوائد 1 / 131.
كنز العمال 6 / 398.
(3) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء 1 / 67 (دار الفكر - بيروت).
(4) حلية الأولياء 1 / 67 - 68.
(5) حلية الأولياء 1 / 68.
(6) حلية الأولياء 1 / 68.
(7) نور الأبصار ص 78.


وفي كنز العمال عن علي عليه السلام في قول الله تعالى: (وتعيها أذن واعية) قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي، فما سردت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، شيئا فنسيته.

قال: أخرجه الضياء المقدسي وابن مردويه (1)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2).

ورواه ابن المغازلي في مناقب علي رضي الله عنه عن مكحول مرسلا، وابن المؤيد في فرائد السمطين (3).

(1) كنز العمال 6 / 408.
(2) معرفة الصحابة 1 / 306 - 307.
(3) ابن المغازلي: مناقب علي – عليه السلام ص 265، 319، فرائد السمطين 1 / 198 – 200

قد افاد السيد البهبهاني في مصباح الهداة في اثبات الولاية: و الشاهد علي انه عليه السلام الاذن الواعية التي اخبر الله تعالي عنها في كتابه المجيد بانها تعي علوم النبي صلي الله عليه و اله الروايات المتواترة من الجانبين معني بل لفظا:انا مدينة العلم و علي بابها
و انامدينة الحكمة و علي بابها
و انا دار الحكمة و علي مفتاحها
و ان عليا اعلم امتي
و ان عليا اقضاكم
و علي مع القران و القران معه
و ان العلم خمسة اجزاء و اعطي علي بن ابي طالب من ذلك اربعة اجزاء و اعطي سائر الناس واحدا و شاركهم في هذا الجزء
الي غير ذلك من الاخبار الدالة علي ان تمام العلم عنده عليه السلام
و بعد يبين و يذكر وجة دلالة الاية الشريفة علي اختصاص الخلافة و الامامة بمولانا امير المومنين عليه السلام:

بان هذه الاية الكريمة و تعيها اذن و اعية – اخبار عن ان الشرع و الدين و الكتاب مصون عن الضياع بوعيها و ضبطها كما هو ظاهر و هذا كما يدل مطابقة علي علمه عليه السلام بجميع احكام الدين و عدم تطرق السهو و النسيان اليه يدل التزاما عل يعصمته و امانته اذ لو لم يكن مامونا مصونا عن العمد في المخالفة لتطرق الضياع الي الكتاب و الدين من جهة عد عصمة واعيه و حامله --- الي ان يقول عليه الرحمة- و ايضا الغرض من دعاء الني صلي الله عليه و اله ان يجعلها اذن علي عليه السلام و اجابته تعالي شانه و تنزيل الاية في شان علي عليه السلام اجابة لدعا ء نبيه صلي الله عليه و اله ليس الا حفظ الدين و الكتاب بسب وعيها و ....
.
اذا اتضح لك هذا المعني اتضح لك انه عليه السلام هاد الي الحق بقول مطلق لايقارق عن الحق ابدا يدور معه الحق اينما يدور
و من هذا شانه يستحق الخلافة و الامامة قطعا لان الخلافة عن النبي صلي الله عليه و اله من حيث نبوته و رسالته صلي الله عليه و اله المستبعة لافتراض طاعته علي الامة انما هي من شؤون الهداية الي الدين الحنيف التي لم يبعث النبي صلي الله عليه واله الا لها...
فالاية الكريمة دالة و ناصة علي اختصاص الخلافة و الامامة به عليه السلام



(وقفوهم إنهم مسؤولون) و دلالتها علي الامامة و الولاية

--------------------------------------------------------------------------------

روى ابن حجر الهيثمي في صواعقه: أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وقفوهم إنهم مسؤولون عن ولاية علي، وكان هذا هو مراد الواحدي بقوله: روى في قوله تعالى: (وقفوهم إنهم مسؤولون)، أي عن ولاية علي وأهل البيت، لأن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم، أن يعرف الخلق أنه لا يسألهم عن تبليغ الرسالة أجرا، إلا المودة في القربى، والمعنى أنهم يسألون: هم والوهم حق الموالاة، كما أوصاهم النبي صلى الله عليه وسلم، أم أضاعوها وأهملوها، فتكون عليهم المطالبة والتبعية.

وأشار بقوله - كما أوصاهم النبي صلى الله عليه وسلم، إلى الأحاديث الواردة في ذلك، وهي جد كثيرة (1). كما في حديث الثقلين برواياته المختلفة



1) الصواعق المحرقة ص 229.و لاشك في مخا صمة اهل البيت عليهم السلام مع المتصدين و المدعين للخلافة بعد رسول الله صلي الله عليه و اله في مواضع كثيرة كاستنصار مولانا امير المومنين عليه السلام من المهاجرين و الانصار ليلا وكتصرف فدك و عزل عمال فاطمة عليها السلام و كمناشدة امير المومنين عليه السلام مع اصحاب الشوري و كشكايته عليه السلام من الخلفاء و غير ذلك
فحينئذ يدور الامر بين ان يكون اهل البيت عليهم السلام صادقين في دعواهم او كاذبين و الكاذب مبغوض عند الله تعالي و لاتكون ولايته و حبه واجبا مسئولا عنها يوم القيامة و الحال ان اهل البيت عليهم السلام لايجوز لاحد علي الصراط الا بولايتهم فهم عليهم السلام الصادقين و اذا ثبت انهم صادقون ثبت اختصاص الامامة و الخلافة بهم عليهم السلام



قال الله تعالى: (إنما أنت منذر * ولكل قوم هاد).
الرعد- 7:

روى السيوطي في تفسيره: أخرج ابن جرير، وابن مردويه، والديلمي، وابن عساكر، وابن النجار، وأبو نعيم في المعرفة، أنه لما أنزلت آية (إنما أنت منذر * ولكل قوم هاد)، وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يده على صدره، فقال: أنا المنذر، وأومأ بيده إلى منكب علي، رضي الله تعالى عنه، فقال: أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدون من بعدي.

وأخرج ابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرأ (إنما أنت منذر)، ووضع يده على صدره، ثم وضعها على صدر علي، وهو يقول (ولكل قوم هاد).

وأخرج ابن مردويه، والضياء في المختارة عن ابن عباس في الآية، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المنذر أنا، والهادي علي بن أبي طالب).

وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند، وابن أبي حاتم، والطبراني في الأوسط، والحاكم وصححه، وابن مردويه، وابن عساكر، عن علي بن أبي طالب في قول الله تعالى: (إنما أنت منذر * ولكل قوم هاد) أنه قال: (رسول الله صلى الله عليه وسلم، المنذر، وأنا الهادي)، وفي لفظ: والهادي رجل من بني هاشم، يعني نفسه.

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي عليه السلام (إنما أنت منذر * ولكل قوم هاد)، قال علي عليه السلام:

رسول الله صلى الله عليه وسلم، المنذر، وأنا الهادي. قال: هذا حديث صحيح الإسناد (1).

وروى المتقي الهندي في كنز العمال، قال: أنا المنذر، وعلي الهادي، وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي - قال أخرجه الديلمي عن ابن عباس (2) - كما ذكره المناوي في كنوز الحقائق، والشبلنجي في نور الأبصار (3).

وفي تفسير الطبري عن يحيى بن رافع في قوله تعالى: (إنما أنت منذر * ولكل قوم هاد)، قال: قال قائد، وقال آخرون هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وعن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت (إنما أنت منذر * ولكل قوم هاد) وضع صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال: أنا المنذر، ولكل قوم هاد، وأومأ بيده إلى منكب علي، فقال: أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدون بعدي (4).


____________
(1) المستدرك للحاكم 3 / 129، كنز العمال 1 / 251، مجمع الزوائد 7 / 41، محمد بيومي مهران:
الإمام علي بن أبي طالب 2 / 263 - 264 (دار النهضة العربية - بيروت 1990).
(2) كنز العمال 6 / 157.
(3) كنوز الحقائق ص 42، نور الأبصار ص 78.
(4) تفسير الطبري 16 / 356 - 357 دار المعارف - القاهرة 1969).

وفي تفسير ابن كثير: قال أبو جعفر بن جرير: حدثني أحمد بن يحيى الصوفي، حدثنا الحسن بن الحسين الأنصاري، حدثنا معاذ بن مسلم، حدثنا الهروي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لما نزلت (إنما أنت منذر * ولكل قوم هاد) قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يده على صدره، وقال: أنا المنذر، ولكل قوم هاد، وأومأ بيده إلى منكب علي، فقال: أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدون من بعدي.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا المطلب بن زياد عن السدي عن عبد خير علي (إنما أنت منذر * ولكل قوم هاد) قال: الهادي رجل من بني هاشم، قال الجنيد: هو علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال ابن أبي حاتم: وروي عن ابن عباس في إحدى الروايات، وعن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر، نحو ذلك (1).

(1) تفسير ابن كثير 2 / 776، وانظر تفسير الآية في التفسير الكبير للفخر الرازي.

و ضم هذه الروايات الي الروايات المستفيضة من الفريقين بان مثل اهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق – و بانهم عليهم السلام مع الكتاب لايفارقهم و لايفارقونه و انه لاصون عن الضلالة الا مع التمسك بهم عليهم السلام – يتضح ان الامامة و الخلافة الالهية لهم عليهم السلام و انهم الهادي لان الاية الكريمة تدل عل ياحتياج الامة الي الهادي الذي جعله الله تعالي هاديا لهم لانه تعالي حصر وصف الانذار في نبيه صلي الله عليه و اله و من الواضح ان الدين و الاسلام لايكمل بالانذار فقط بل لابد في ابقائه من وجود قيم و حافظ و هاد يهدي اليه في القرون الاتية لذا قال الله تعالي بعد ذلك – و لك قوم هاد-


فهذه الاية الكريمة تدل علي امور – كما افاد السيد البهبهاني في المصباح-
1_ الاحتياج الي هاد بعد النبي صلي الله عليه و اله في ابقاءالدين وصونه عن النقصان و الزوال

2_ ان منصب الهداية كمنصب الانذار انما هومن المناصب الالهية التي لايتطرق فيه اختيار الناس

3_ انه تلو النبوة فكلاهما من اصول الدين و يجب علي الناس معرفة الهادي و الاعتراف بمقامه و اتباعه كما يجب عليهم معرفة المنذر و الاقرار برسالته و اطاعته

فاذا معرفة الهادي لاتكون الا بتوسط المنذر صلي الله عليه و اله لان هذا من مناصب الالهية و لاسبيل للناس الي معرفة الهادي الا من قبل المنذر و لم يعرف النبي و المنذر صلي الله عليه و اله في الروايات الا مولانا علي بن ابي طالب عليه السلام و اولاده المعصومين عليهم السلام

و بعد- ان تنكير-هاد- في الاية الشريفة يدل علي تعدد الهادي و انه لكل قوم هاد بعد هاد كما قال مولانا الامام الباقر عليه السلام- و لكل زمان منا هاد يهديهم الي ما جاء به نبي الله صلي الله عليه و اله



اية المباهلة:
فان الآية المباركة نزلت في شأن رسول الله (ص) ومن خرج معه , وهم : علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) فقط دون غيرهم , هذا ما تسالم عليه علماؤنا في كتبهم كما ورد هذا المعنى في كتب السنة , منها :
(1) صحيح مسلم : 7/120 .
(2) مسند أحمد : 1/185 .
(3) صحيح الترمذي : 5/596 .
(4) خصائص أمير المؤمنين : 48 .
(5) المستدرك على الصحيحين : 3/150 .
(6) فتح الباري في شرح صحيح البخاري : 7/60 .
(7) المرقاة في شرح المشكاة : 5/589 .
(Cool احكام القرآن للجصاص : 2/16 .
(9) تفسير الطبري : 3/212 .
(10) تفسير ابن كثير : 1/319 .
(11) الدر المنثور : 2/38 .
(12) الكامل في التاريخ : 2/293 .
(13) أسد الغابة : 4/26 .

وغيرها من كتب التفسير والحديث والتاريخ .

ويستدل علماؤنا بكلمة : ( وانفسنا ) على امامة أمير المؤمنين (ع) , تبعاً لائمتنا .

ولعل اول من استدل بهذه الآية هو أمير المؤمنين (ع) نفسه , عندما احتج في الشورى على الحاضرين بجملة من فضائله ومناقبه , فكان من ذلك احتجاجه بآية المباهلة , وكلهم اقرّوا بما قال (ع) [ تاريخ دمشق 3/90 ح 1131 ] .

وروى صاحب الفصول المختارة من العيون والمحاسن : 38 أن المأمون العباسي سأل الامام الرضا (ع) : هل لك دليل من القرآن على امامة علي ؟
فذكر له الامام (ع) آية المباهلة , واستدل بكلمة : ( وانفسنا ) .

لان النبي (ص) عندما أمر ان يخرج معه نساءه , فأخرج فاطمة فقط , وأبناءه الحسن والحسين فقط , وامر بان يخرج معه نفسه , فأخرج علياً , فكان علي نفس رسول الله (ص) , إلا أن كون علي نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي غير ممكن , فيكون المعنى المجازي هو المراد , واقرب المجازات الى المعنى الحقيقي في مثل هذا المورد هو ان يكون مساوياً لرسول الله (ص) في جميع الخصوصيات الا في النبوة , اذ لا نبي بعد رسول الله (ص) .

ومن خصوصيات رسول الله (ص) : أنه افضل من جميع المخلوقات وعلي كذلك , والعقل يحكم بقبح تقدم المفضول على الفاضل , اذن لابد من تقدم علي (ع) على غيره في التصدي لخلافة المسلمين .
و ايضا إن دعوة النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" لأهل بيته ومباهلته إلى الله تعالى بيانٌ لشرفهم وقربهم ومنزلتهم عند الله ، والقسم على الله بهم ليلعن الكاذب ، دليلٌ على أن لهم من الدرجة ما لا يعلمها إلاّ الله ، لأن للقسم منزلة عند المقسم عليه ، ومباهلة النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" بهم "عليهم السلام" يعني احتجاجه على النصارى بهؤلاء الذين هم الحجة على صدق النبي وبعثته .

كما أن المباهلة تعني بحسب ماهيتها أن النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" جعل هؤلاء المتباهل بهم شركاء في دعوته ، مما يعني أن مسؤولية الدعوة تقع على عاتقهم كذلك بحجيتهم ومقامهم ، مشيراً إلى وجود تعاضد وتقاسم بينهم وبين النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" ـ كما يفيد ذلك حديث (( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي )) . [ ذخائر العقبى : 63 ] فمنزلته "عليه السلام" بمنزلة هارون وصفٌ لحجيته ومشاركته في دعوته كما شارك هارون موسى في دعوته ـ فهذه المقايسة في المباهلة مع النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" دليل حجيتهم ومشاركتهم "عليهم السلام" معه في تبليغ صدق بعثته "صلى الله عليه وآله وسلّم" هذا ما تبينه آية المباهلة من مقامهم ومنزلتهم "عليهم السلام




اية الولاية:قال تعالى : (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )) المائدة : 55 .

روى السيوطي في تفسيره: أخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال:
تصدق علي بخاتمه، فقال النبي للسائل: من أعطاك هذا الخاتم، فقال: ذاك الراكع، فنزلت الآية.
وأخرج عبد الرازق، وعبد بن حميد، ابن جرير، وأبو الشيخ، وابن مردويه عن ابن عباس: أن الآية نزلت في علي بن أبي طالب.
وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال: وقف بعلي سائل، وهو راكع في صلاة تطوع، فنزع خاتمه فأعطاه السائل، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعلمه ذلك، فنزلت الآية على النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأها النبي صلى الله عليه وسلم، على أصحابه، ثم قال: من كنت مولاه، فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر، عن سلمة بن كهيل قال:تصدق علي بخاتمه، وهو راكع، فنزلت (إنما وليكم الله) - الآية (1).

وفي نور الأبصار عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوما من الأيام، الظهر، فسأل سائل في المسجد، فلم يعطه أحد شيئا، فرفع السائل يديه إلى السماء، وقال: اللهم اشهد، أني سألت في مسجد نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، فلم يعطني أحد شيئا، وكان علي، رضي الله عنه، في الصلاة راكعا، فأومأ إليه بخنصره اليمنى، وفيه خاتم، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره، وذلك بمرأى من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في المسجد، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم، طرفه إلى السماء، وقال: اللهم إن أخي موسى سألك فقال: (رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري) (2)، فأنزلت عليه قرآنا (سنشد عضدك بأخيك * ونجعل لكما سلطانا * فلا يصلون إليكما) (3)، وإني محمد نبيك وصفيك: اللهم فاشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واجعل لي وزيرا من أهلي عليا، أشد به ظهري.

قال أبو ذر رضي الله عنه: فما استتم دعاءه، حتى نزل جبريل عليه السلام من عند الله عز وجل، قال: يا محمد، إقرأ (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا * الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون). قال: نقله أبو إسحاق أحمد الثعلبي في تفسيره (4).

وفي تفسير القرطبي: أن سائلا سأل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يعطه أحد شيئا، وكان علي - رضي الله عنه، وكرم الله وجهه - في الصلاة في الركوع، وفي يمينه خاتم، فأشار إلى السائل بيده حتى أخذه.
____________
(1) فضائل الخمسة 2 / 13 - 15.
(2) سورة طه: آية 25 - 32.
(3) سورة القصص: آية 35.
(4) نور الأبصار ص 77.


قال الطبري: وهذا يدل على أن العمل القليل لا يبطل الصلاة، فإن التصدق بالخاتم في الركوع عمل جاء به في الصلاة، ولم تبطل الصلاة به، وقوله: (ويؤتون الزكاة وهم راكعون)، يدل على أن صدقة التطوع تسمى زكاة، فإن عليا تصدق بخاتمه في الركوع.
وقال (ابن خويز منداد) قوله تعالى: (ويؤتون الزكاة وهم راكعون) تضمنت جواز العمل اليسير في الصلاة، وذلك أن هذا خرج مخرج المدح، وأقل ما في باب المدح أن يكون مباحا، وقد روي أن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، أعطى السائل شيئا، وهو في الصلاة، قد يجوز أن تكون هذه صلاة تطوع، وذلك أنه مكروه في الفروض (1).

وفي تفسير الطبري (2) بسنده عن السدي قال: ثم أخبرهم بمن يتولاهم فقال: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا * الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)، هؤلاء جميع المؤمنين، ولكن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، مر به سائل، وهو راكع في المسجد، فأعطاه خاتمه.

وفي رواية أخرى بسنده عن أبي جعفر قال: سألته عن هذه الآية (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا * الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)، قلت: من الذين آمنوا؟ قال: الذين آمنوا، قلنا: بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب، قال: علي من الذين آمنوا.

وفي رواية ثالثة: حدثنا عتبة بن أبي حكيم في هذه الآية (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا)، قال: علي بن أبي طالب.
وفي رواية رابعة عن غالب بن عبد الله قال: سمعت مجاهد يقول في قوله
____________
(1) تفسير القرطبي ص 2218 - 2219.
(2) تفسير الطبري 10 / 425 - 426.


تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله) - الآية، قال: نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع.
وفي تفسير ابن كثير (1): قال ابن أبي حاتم بسنده عن عتبة بن أبي حكيم قي قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) - الآية، قال: هم المؤمنون، وعلي بن أبي طالب.
وعن سلمة بن كهيل قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع، فنزلت (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا * الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)، وقال ابن جرير بسنده عن غالب بن عبد الله قال: سمعت مجاهد يقول في قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله) - الآية: نزلت في علي بن أبي طالب، تصدق وهو راكع، وعن ابن عباس في قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله) - نزلت في علي بن أبي طالب.
وروى ابن مردويه من طريق سفيان الثوري عن سنان عن الضحاك عن ابن عباس قال: كان علي بن أبي طالب قائما يصلي، فمر سائل وهو راكع، فأعطاه خاتمه، فنزلت (إنما وليكم الله ورسوله) - الآية.
وعن أبي صالح عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد والناس يصلون بين راجع وساجد، وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأل، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم، قال: من؟ قال: ذلك الرجل القائم، قال: على أي حال أعطاكه؟ قال: وهو راكع، قال: وذلك علي بن أبي طالب، قال: فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، عند ذلك، وهو يقول: (ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا * فإن حزب الله هم الغالبون).




____________
(1) تفسير ابن كثير 2 / 113 - 114 (بيروت 1986).

وعن ميمون بن مهران، عن ابن عباس في قوله الله تعالى: (إنما

وليكم الله ورسوله) - الآية: نزلت في المؤمنين، وعلي بن أبي طالب أولهم.
وروى المحب الطبري عن عبد الله بن سلام قال: أذن بصلاة الظهر، فقام الناس يصلون، فمن بين راكع وساجد، وسائل يسأل، فأعطاه علي خاتمه، وهو راكع، فأخبر السائل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا * الذين يقيمون الصلاة * ويؤتون الزكاة * وهم راكعون).
قال: أخرجه الواحدي وأبو الفرج والفضائلي (1).

وروى الفخر الرازي في التفسير الكبير عن عطاء عن ابن عباس: أنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام، وروي أن عبد الله بن سلام قال: لما نزلت هذه الآية (إنما وليكم الله ورسوله) - الآية، قلت يا رسول الله: أنا رأيت عليا يتصدق بخاتمه على محتاج، وهو راكع، فنحن نتولاه.
ويقول الفخر الرازي: قالت الشيعة: هذه الآية دالة على أن الإمام - بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم - هو علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وكرم الله وجهه في الجنة -.
ويقول: وتقريره أن نقول أن هذه الآية دالة على أن المراد بها (إمام)، ومتى كان الأمر كذلك، وجب أن يكون هذا الإمام هو علي بن أبي طالب.
وفي تفسير المنار: ورواه من عدة طرق أنها نزلت في أمير المؤمنين، علي المرتضى، كرم الله وجهه، إذ مر به سائل، وهو في المسجد، فأعطاه خاتمه (2).

(1) الرياض النضرة 2 / 302.
(2) تفسير المنار 6 / 366.


وروى الواحدي في أسباب النزول في قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا)، قال جابر بن عبد الله: جاء عبد الله بن سلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أن قوما من قريظة والنضير قد هجرونا وفارقونا، وأقسموا ألا يجالسونا، ولا نستطيع مجالسة أصحابك لبعد المنازل، وشكى، ما يلقى من اليهود، فنزلت هذه الآية، فقرأها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء.
ونحو هذا قال الكلبي، وزاد: أن آخر الآية في علي بن أبي طالب، رضوان الله عليه، لأنه أعطى خاتمه سائلا، وهو راكع في الصلاة.
وعن ابن عباس قال: أقبل عبد الله بن سلام، ومعه نفر من قومه قد آمنوا، فقالوا: يا رسول الله، إن منازلنا بعيدة، وليس لنا مجلس ولا متحدث، وإن قومنا لما رأونا آمنا، بالله ورسوله صدقناه، رفضوا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكيلوا منا فشق ذلك علينا، فقال لهم النبي - عليه الصلاة والسلام - (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) - الآية.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم، خرج إلى المسجد، والناس بين قائم وراكع، فنظر سائلا فقال: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم خاتم من ذهب، قال: من أعطاكه؟ قال: ذلك القائم، وأومأ بيده إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال على أي حال أعطاك؟ قال: أعطاني وهو راكع، فكبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قرأ (ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) (1).

(1) أسباب النزول ص 133 - 134.


وفي تفسير الزمخشري: أن آية (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) - الآية، إنا نزلت في علي بن أبي طالب - رضي الله عنه، وكرم الله وجهه في الجنة - حين سأل سائل، وهو راكع في صلاته، فطرح له خاتمه كأنه كان مرجا في خنصره، فلم يتكلف لخلعه كثير عمل يفسد بمثله صلاته، فإن قلت كيف صح أن يكون لعلي، رضي الله عنه، واللفظ لفظ جماعة، قلت: جئ به على لفظ الجمع، وإن كان السبب فيه رجلا واحدا، ليرغب الناس في مثل فعله، فينالوا مثل نواله، ولينبه على أن سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية
من الحرص على البر والإحسان، وتفقد الفقراء، حتى إن لزمهم أمر لا يقبل التأخير، وهم في الصلاة، لم يؤخروه إلى الفراغ منها (1).
وفي كنز العمال: عن ابن عباس قال: تصدق علي عليه السلام بخاتمه، وهو راكع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، للسائل: من أعطاك هذا الخاتم؟ قال: ذلك الراكع، فأنزل الله فيه (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) - الآية.
قال: وكان في خاتمه مكتوبا (سبحان من فخري بأني له عبد)، ثم كتب في خاتمه بعد (الملك له).
قال: أخرجه الخطيب في المتفق (2).

وعن أبي رافع: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو نائم - أو يوحى إليه - وإذا حية في جانب البيت، فكرهت أن أقتلها وأوقظه، فاضطجعت بينه وبين الحية، فإذا كان شئ كان بي دونه، فاستيقظ وهو يتلو هذا الآية (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)، فقال: الحمد لله، فرآني إلى جانبه، فقال: ما أضجعك هنا؟ قلت:
لمكان هذه الحية، قال: قم إليها فاقتلها، فقتلتها، ثم أخذ بيدي فقال: يا أبا رافع، سيكون بعدي قوما يقاتلون عليا، حقا على الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه، ليس وراء ذلك شئ.
قال: أخرجه الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم (3).

____________
(1) تفسير الكشاف 1 / 262.
(2) كنز العمال 6 / 319.
(3) كنز العمال 7 / 305.
(4) مجمع الزوائد 7 / 17.

وروى الهيثمي في مجمعه (4) بسنده عن عمار بن ياسر قال: وقف على

علي بن أبي طالب سائل، وهو راكع في تطوع، فنزع خاتمه فأعطاه السائل، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعلمه بذلك، فنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه الآية (إنما وليكم ورسوله والذين آمنوا * الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)، فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: من كنت مولاه، فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
قال: رواه الطبراني في الأوسط - كما ذكره السيوطي في الدر المنثور، وقال: أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن مردويه عن عمار بن ياسر.
هذا ويذهب الفيروزآبادي إلى أن الآية الشريفة إنما هي ظاهرة في إمامة الإمام علي بن أبي طالب، عليه السلام، ومن ثم فإن مفادها إنما يكون: إنما وليكم الله ورسوله وعلي بن أبي طالب، فقوله تعالى: (والذين آمنوا) - الآية، وإن كان لفظ جمع، ولكنه قد أريد منه شخص واحد، وحمل لفظ الجمع على الواحد جائز، إذا كان على سبيل التعظيم.
ولفظ الوالي، وإن كان له معان متعددة - كالمحب والصديق والناصر والجار والحليف ومالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف وغير ذلك - ولكن الظاهر من التولي هنا - بعد وضوح تبادر الحصر من إنما - هو مالك الأمر، أو الولي بالتصرف أو المتصرف، فإنه المعنى الذي يلائم الحصر في الله جل وعلا، وفي رسوله، وفي علي بن أبي طالب، لا المحب أو الصديق أو الناصر، وما أشبه ذلك.
ذلك لأنه من الواضح المعلوم: أن المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض - كما في القرآن الكريم - من دون اختصاص بالثلاثة المذكورين.
وفي بعض الروايات المتقدمة، وإن فسر الولي فيها، بمعنى المحب أو الصديق أو الناصر، ولكن ظهور كلمة (إنما) في الحصر - بل وضعها له لغة بمقتضى تبادره عنه عرفا، والتبادر علامة الحقيقة، كما حقق في الأصول - مما
يعني تفسير الولي بمعنى مالك الأمر ونحوه، مما يناسب الاختصاص بالله ورسوله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (1).
وفي تفسير الطبري (مجمع البيان في تفسير القرآن) يقول: (إنما وليكم الله.....) أي الذي يتولى مصالحكم، ويتحقق تدبيركم، هو الله تعالى ورسوله.
وهذه الآية من أوضح الدلائل على صحة إمامة علي، بعد النبي صلى الله عليه و اله بلا فصل، والوجه فيه: أنه إذا ثبت أن لفظ وليكم، تفيد من هو أولى بتدبير أموركم، وتجب طاعته عليكم، ثبت أن المراد بالذين آمنوا (علي)، ثبت النص عليه بالإمامة (2).

(1) فضائل الخمسة 2 / 18 - 19.
(2) مجمع البيان في تفسير القرآن 3 / 211 (تصحيح أبو الحسن الشعراني - طهران 1379 هـ).


ودلالة الآية الكريمة على ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام واضحة بعد أن قرنها الله تعالى بولايته وولاية الرسول، ومعلوم أن ولايتهما عامة فالرسول أولى بالمؤمنين من أنفسهم فكذلك ولاية علي (ع) بحكم المقارنة .
إذن فهي دالة على إمامة أمير المؤمنين (ع) , ولكن هذا ما يغيظ نفوس ضعيفة الايمان تحمل في طياتها حالة البغض والحقد لعليّ وآله عليه وعليهم السلام , فأخذوا يبثون الشبهة تلو الشبهة حول هذه الآية وامثالها , ومن تلك الشبه هي هذه الشبهة التي ذكرتموها من فصل ايتاء الزكاة من حال الركوع .
ولعلّ أول من قال بها أو ممن قالها من القدماء هو ابو علي الجبائي , كما ذكرها عنه تلميذه في كتاب المغني 20/ق1/137 .

وقد أجاب علماؤنا عن هذه الشبهة , ومنهم الشريف المرتضى ( قدس سره ) في كتابه الشافي في الامامة 2/236 بقوله :
( ليس يجوز حمل الآية على ما تأولها شيخك ابو علي من جعله ايتاء الزكاة منفصلاً من حال الركوع , ولابد على مقتضى اللسان واللغة من أن يكون الركوع حالاً لايتاء الزكاة , والذي يدل على ذلك أن المفهوم من قول أحدنا الكريم المستحق للمدح الذي يجود بماله وهو ضاحك , وفلان يغشى إخوانه وهو راكب معنى الحال دون غيرها , حتى أن قوله هذا يجري مجرى قوله : أنه يجود بماله في حال ضحكه ويغشى اخوانه في حال ركوبه , ويدل أيضا عليه أنّا متى حملنا قوله تعالى : (( يؤتون الزكاة وهم راكعون )) على خلاف الحال , وجعلنا المراد بها أنهم يؤتون الزكاة ومن وصفهم أنهم راكعون من غير تعلق لأحد الأمرين بالآخر , كنا حاملين الكلام على معنى التكرار , لأنه قد أفاد تعالى بوصفه لهم بأنهم يقيمون الصلاة وصفهم بأنهم راكعون , لأن الصلاة مشتملة على الركوع وغيره , واذا تأولناها على الوجه الذي اخترناه استفدنا بها معنى زائداً وزيادة الفائدة بكلام الحكيم أولى ) .
و بالنتيجة: الآية و إن كانت تحمل لفظ الجمع بـ ( الذين آمنوا … ) لكنه قد أريد منه شخص واحد ( كما في تفاسير أهل السنة ) و حمل لفظ الجمع على الواحد جائز إذا كان على سبيل التعظيم .
لفظة الولي لها معاني عدة نعم ، كالمحب و الصديق و الجار و الناصر ... الخ ، لكن الظاهر من من الولي هنا - بعد وضوح تبادر الحصر من إنما - هو مالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف ، فهو المعنى الذي يلائم الحصر في الله جل و علا و في رسوله و في علي بن أبي طالب (ع) ، لا المحب و الصديق و غيرها من معاني ، من الواضح المعلوم أن المؤمنين و المؤمنات بعضهم أولياء بعض كما جاء في القرآن الكريم من دون اختصاص بالثلاثة المذكورين ، و بعض الروايات و إن فسر فيها الولي بمعنى المحب و الصديق و و و ... ، لكن ظهور كلمة إنما في الحصر - بل وضعها له لغة بمقتضى تبادره منها عرفا و التبادر علاقة الحقيقة كما حقق في الأصول - مما يعني تفسير الولي بمعنى مالك الأمر و نحوه مما يناسب الاختصاص بالله و رسوله و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع

اية المودة

:فلا شكّ ولا شبهة في ورود الأخبار المأثورة عن النبي " صلى الله عليه وآله وسلّم" والأئمة (عليهم السلام) على أنّ آية المودّة ثابتة في حقّ أهل البيت (عليهم السلام) بشهادة المصادر المتواترة

[ الدر المنثور للسيوطي 6 / 7 ـ فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل 2 / 669 ـ المستدرك على الصحيحين 3 / 172 ـ شواهد التنزيل للحسكاني 2 / 130 ـ الصواعق المحرقة لابن حجر / 170 ـ تفسير الرازي 27 / 166 ـ مجمع الزوائد للهيثمي 9 / 168 ـ الكشاف للزمخشري 4 / 219 ـ ذخائر العقبى للطبري / 25 ـ ينابيع المودة 3/137 وغيرها ] .


واما وجودها في سورة مكيّة فلا يضرّ بالمعنى ـ وكم له نظير من ورود آيات مكيّة في سور مدنية وبالعكس ـ بعدما ثبت عند الكثير من العلماء والمفسرين انّ هذه الآية مع ثلاث آيات بعدها قد نزلت في المدينة المنورة [ فتح القدير 4 / 671 ـ روح المعاني للآلوسي 13/11 ـ تفسير القرطبي 16 / 1 ـ تفسير الخازن 4 / 49 ] , فتحصّل أنّ نسبة الوضع لهذه الاحاديث ممّا لا ينبغي فرضها فضلاً عن صدورها عن أحد.

و لماذا يطلب الرسول صلي الله عليه و اله اجر رسا لته المودة في القربي و هل جميع القربي مقصود؟
فان النبي (ص) عندما يطلب المودة لأقربائه ويجعلها أجراً على رسالته , لا يعني بذلك جميع أقربائه , لأن ذلك ينافي صريح القرآن , إذ كيف يطلب رسول الله (ص) مودة من لعنه الله في محكم كتابه مثل ابي لهب , وانما يطلب المودة لمجموعة خاصة وافراد معينين من اقربائه , والذين بهم يتم حفظ الرسالة الاسلامية والنبوة المحمدية , ومنهم يؤخذ الدين الصحيح , وبهم النجاة من الاختلاف والانحراف , وهم الائمة المعصومون (ع) من أهل البيت .

ثم ان النبي (ص) عندما يطلب الاجر فهو بالحقيقة عائد الى المسلمين , لا الى النبي (ص) ولا الى أهل بيته (ع) , لانهم لم يكونوا بحاجة الى هذه المودة , بالقدر الذي يفيد سائر الامة في الحفاظ على مبادئ الدين وكتاب الله المبين وسيرة سيد المرسلين .

و جعل المودة في القربي أجرالرسالة يدل علي امرين:
1_ وجوب مودة القربي من حيث كونه اجرا للرسالة
2_ انهم عليهم السلام افضل و احب عند الله تعالي من جميع الامة حيث اوجب علي جميعهم مودة القربي و جعلها اجر الرسالة بحيث من وفي بها ادي حق الرسالة و اجرها و من لم يف بها ظلم الرسول صلي الله عليه و اله و لايكون شخص احب و افضل عند الله تعالي الا لاجل انه اشد اطاعة و اقوم ايمانا بالله تعالي و برسوله و من هذا شانه يستحق الامامة و الخلافة عنه تعالي و عن رسوله صلي الله عليه و اله و لايجوز لاحد ان يتقدم عليه و من اجاز ان يكون الناقص مرجعا و ملاذا و اماما للكامل فقد خالف حكم الفطرة
وبالنتيجة المودة التي هي اجر الرسالة انما هي لبعض قربي الرسول صلي الله عليه و اله و هم اهل بيته الذين اذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا لانهم اقرب من الرسول صلي الله عليه و اله رحما و منزلة



قال تعالى: (أفمن كان على بينة من ربه * ويتلوه شاهد منه). هود -7:

وفي تفسير القرطبي: أن الشاهد هو علي بن أبي طالب، روي عن ابن عباس: أنه قال: هو علي بن أبي طالب، وروي عن علي أنه قال: ما من رجل من قريش، إلا وقد أنزلت فيه الآية والآيتان، فقال له رجل: أي شئ نزل فيك؟ فقال علي: (ويتلوه شاهد منه) (1).

____________
(1 تفسير القرطبي ص 3244.

وفي تفسير الطبري: قيل إن الشاهد هو علي بن أبي طالب، وروي عن جابر عن عبد الله بن نجي قال: قال علي رضي الله عنه: ما من رجل من قريش، إلا وقد أنزلت فيه الآية والآيتان، فقال له رجل: أي شئ نزل فيك؟ قال علي:
أما تقرأ الآية التي نزلت في هود (ويتلوه شاهد منه (1)).


وقال الطبري - بعد أن ذكر الأقوال المختلفة - وأولى هذه الأقوال التي ذكرناها بالصواب في تأويل قوله تعالى: (ويتلوه شاهد منه)، قول من قال: جبريل، لدلالة قوله تعالى: (ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة) على صحة ذلك، وذلك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم، لم يتل قبل القرآن كتاب موسى، فيكون ذلك دليلا على صحة قول من قال: عني به لسان محمد صلى الله عليه وسلم، أو محمد نفسه، أو علي، على قول من قال: عني به علي (2).

وروى السيوطي في الدر المنثور في تفسير الآية: أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبو نعيم في المعرفة، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال:
ما من رجل من قريش، إلا وقد نزل فيه الآية والآيتان، فقال له رجل: أي شئ نزل فيك؟ قال: أما تقرأ سورة هود (أفمن كان على بينة من ربه * ويتلوه شاهد منه)، رسول الله صلى الله عليه وسلم، على بينة من ربه، وأنا شاهد منه (3).

وذكره المتقي الهندي في كنز العمال (4).

وقال الفخر الرازي في التفسير الكبير في تفسير الآية: قال: فذكروا في تفسير الشاهد وجوها - إلى أن قال: وثالثها: أن المراد هو علي بن أبي طالب عليه السلام، والمعنى: أنه يتلو تلك البينة، وقوله: منه، أي هذا الشاهد من محمد صلى الله عليه وسلم، وبعض منه، والمراد منه تشريف هذا الشاهد بأنه بعض من محمد صلى الله عليه وسلم (5).
____________
(1) تفسير الطبري 15 / 272.
(2) تفسير الطبري 15 / 276.
(3) فضائل الخمسة 1 / 270.
(4) كنز العمال 1 / 251.
(5) فضائل الخمسة 1 / 271.


وروى صاحب كتاب (الغارات) عن المنهار بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث قال: سمعت عليا يقول على المنبر: ما أحد جرت عليه المواسي، إلا وقد أنزل الله فيه قرآنا، فقام إليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين، فما أنزل الله تعالى فيك؟ قال: يريد تكذيبه، فقام الناس إليه يلكزونه في صدره وجنبه، فقال: دعوه، أقرأت سورة هود؟ قال: نعم، قال: أقرأت قوله سبحانه: (أفمن كان على بينة من ربه * ويتلوه شاهد منه)، قال: نعم، قال: صاحب البينة محمد صلى الله عليه وسلم، والتالي الشاهد أنا (1).

(1) شرح نهج البلاغة 6 / 136 - 137.


و افاد السيد البهبهاني بيانا مفصلا في ان عدم صدق الموصول الا علي النبي صلي الله عليه و اله و في عدم صدق شاهد منه الا علي مولانا امير المومنين و الائمة المعصومين عليهم السلام من ذريته واحدا بعد واحد و فساد سائر التفاسير المخالفة للرويات المستفيضة من الطريفين و كذا في اشتمالها علي المنقبة الفاضلة لمولانا امير المومنين عليه السلام و اوصيائه الطاهرين بل افضل منقبة كما في بعض الروايات
و لاينافي نزولها في شان مولانا امير المومنين عليه السلام- جريانها في الائمة المعصومين من ذريته عليهم السلام لان نزولها في شان مولانا امير المومنين عليه السلام لاينافي مع استعما ل الموصول في المعني العام المنطبق علي الائمة عليهم السلام لان النزول في شانه انما هو باعتبار انه عليه السلام اول مصاديقه و افضلها و اكملها لا باعتبار اختصاصه به عليه السلام
و كذا لاينافيه صيغة الافراد لان كلا منهم شاهد منه في عصره كما اشار الامام الباقر عليه السلام_ ثم الاوصياء واحد ا بعد واحد_
و لعله لاجل تعدده و قيام الشهادة في كل عصر بواحد اتي عزوجل بصيغة الافراد منكرة
و بالنتيجة الاية الشريفة مع ضم الروايات تدل علي انه عليه السلام شاهدا للرسول صلي الله عليه و اله علي رسالته و انه من الرسول و انه تا ل له و انه امام و انه رحمة
و من يكون هذه منقبته يكون اماما و خليفة بعد رسول الله بالخلافة و الامامة الالهية




قال الله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر * إن كنتم لا تعلمون). النحل 43، والأنبياء 7:

روى الطبري في تفسيره عن جابر الجعفي قال: لما نزلت: (فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، قال علي عليه السلام: نحن أهل الذكر 1.
وفي تفسير ابن كثير بسنده عن الإمام أبي جعفر محمد الباقر، عليه السلام: نحن أهل الذكر (2
وأخرج الثعلبي من معنى هذه الآية الآية في تفسيره الكبير عن جابر قال: لما نزلت هذه الآية قال علي: نحن أهل الذكر.
وفي المراجعات: وهذا هو المأثور عن سائر أئمة الهدى من أهل البيت،
وقد أخرج العلامة البحريني في الباب نيفا وعشرين حديثا صحيحا في هذا المضمون (3_
__________
(1 تفسير الطبري 17 / 5.
(2 تفسير ابن كثير 2 / 885.
(3 المراجعات ص 27.


ودلالة الاية الكريمة علي الخلافة و الامامة لعلي بن ابي طالب عليه السلام و اولاده المعصومين عليهم السلام:
التعبير عنهم باهل الذكر و امره تعالي شانه سائر الامة بسوال مالايعلمون عنهم يدل علي انهم عليهم السلام الهداة الذين نصبهم و جعلهم مرجعا للامة في اخذ العلم و اقتباسه منهم و من هذا شانه يكون خليفة الرسول صلي الله عليه و اله و اماما للامة لامحالة لان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الآيات و دلالتها على الولاية و الإمامة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شيعة تبسة :: قسم العترة الطاهرة :: منتدى أهل البيت عليهم السلام-
انتقل الى: