منتدى شيعة تبسة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يلم شمل شيعة تبسة الجزائرية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا
القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة Icon_minitimeالسبت مايو 09, 2015 1:53 pm من طرف أبن العرب

» التوحيد واقسامه
القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة Icon_minitimeالجمعة مايو 01, 2015 1:29 pm من طرف أبن العرب

» قولوا لا إله إلا الله تفلحوا
القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة Icon_minitimeالجمعة مايو 01, 2015 1:08 pm من طرف أبن العرب

» برنامج الأذان الشيعي للكمبيوتر -رائع-
القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 21, 2014 1:31 am من طرف أبو حسين

» الرد علي الشبهات تارافضيه
القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة Icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2014 6:53 pm من طرف الشناوي احمد

» هل ولد علي بن ابي طالب رضي الله عنه في الكعبه يا رافضه
القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة Icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2014 6:50 pm من طرف الشناوي احمد

» لماذا يكفر من ينكر الامامه
القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة Icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2014 6:48 pm من طرف الشناوي احمد

» سؤال الي الرافضه
القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة Icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2014 6:46 pm من طرف الشناوي احمد

» سؤال الي الشيعه
القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة Icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2014 6:44 pm من طرف الشناوي احمد

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
pubarab

 

 القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عايش
المدير العام
المدير العام



عدد الرسائل : 116
تاريخ التسجيل : 14/06/2011

القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة Empty
مُساهمةموضوع: القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة   القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة Icon_minitimeالجمعة يونيو 15, 2012 3:05 am

إليكم ( النص الكامل ) الذي كان في الأصل شريطا سمعيا لأحد الإخوة ، فنقلته على الوورد ، وقضيت معه الساعات الطوال [ الشريط مدّته 1.06.53 ]، ورجعت إلى المصادر والمراجع التي نقل عنها صاحبه ، ــ إلى أغلبها الذي توفّر عندي ما عدا القليل جدًّا ــ وقابلتها بما ذكر هذا الأخ وتأكّدت من صحة ما نقل ومن أمانته. ويمكن لكل من يقرأ أن يتأكد بنفسه ويعود إلى هذه المصادر والمراجع.
وليعلم كل من يقرأ هذا الموضوع أن الهدف والغاية من نشره ليس هو إثبات تحريف القرآن الكريم الذي تكفّل الله سبحانه وتعالى بحفظه ، كلا وحاشا ، وإنما الهدف أن يكفّ كل طرف من هنا أو من هناك عن إثارة هذه المسألة التي تلحق الأذى والإهانة والتوهين والإساءة بالقرآن الكريم نفسه قبل أن تصيب القائلين بها ــ وهذه عقيدتي التي أدين وأتعبّد الله تعالى بها : إن القرآن الكريم مصون محفوظ من التحريف والتغيير؛ ومن قال بغير هذا فهو مخطئ ومشتبه يتحمّل نتيجة خطئه وتبعتها أمام الله تعالى ، سواء كان من أهل السنة والجماعة أم من الشيعة الإمامية الاثني عشرية أتباع أهل البيت النبوي عليهم السلام . كما أنه لا تزر وازرة وزر أخرى ، فلا يحق لأحد أن ينسب هذا الأمر للمذهب كلّه ولأصحابه وأتباعه ويأخذ الجميع بجريرة واحد منهم أو بجريرة جماعة من علمائه عند هؤلاء وأعني بهم أهل السنة والجماعة ، وعند أولئك وأعني بهم الشيعة الإمامية الاثني عشرية. وإني لا أومن بهذه الروايات مطلقا وأضربها على الجدار وأرمي بها في مزبلة التاريخ، وقد قال أئمتنا عليهم السلام اعرضوا ما يروى عنّا على القرآن الكريم كتاب الله تعالى فما وافقه فاقبلوه ، وما خالفه فاضربوا به على الجدار. فكل ما يخالف كتاب الله تعالى سواء رواه أهل السنة أو الشيعة الإمامية الاثني عشرية أو غير هاتين الطائفتين من سائر طوائف المسلمين فهو ردّ . وأنزّه كتاب الله تعالى ــ وإن إثارة هذا الموضوع بين العامّة الذين لا يفقهون في الخلاف شيئا أراه حراما إذا كان الهدف منه محاولة إقناع الناس أن هذا الطرف أو ذاك يقول بتحريف القرآن ويجهد نفسه بالاستشهاد بما جاء في الكتب من أقوال هؤلاء العلماء ، ويحاول التدليس على الناس بأن هؤلاء العلماء في هذا المذهب أو في ذاك هم مراجعهم الذين يأخذون عنهم دينهم وعقيدتهم ، وهذه مغالطة من الطرفيْن . والصواب الذي نراه هو الكفّ عن هذه اللعبة القذرة والمشينة، وهذا العبث الذي ما هو إلا جدال ومخاصمة بعيدة عن الروح العلمية وعن الروح الأخوية ، ولا ينتج عنها سوى مزيد من الكراهية والحقد والخصومة، وقد قال الله تعالى : ((وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ ، وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ؛ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ، فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ )) [البقرة : 113] صدق الله العلي العظيم . وكأن الآية نزلت فيما يجري بين أهل السنة وبين الشيعة في المنتديات ــ طبعا المتعصّبين منهم البعيدين عن المنهج العلمي وعن روح الحوار والمناقشة ــ والذين يثيرون الشبهات بعضهم على بعض ، وكثيرا ما يحشر أنفسهم في هذه المواضيع والشبهات أولئك الذين لا علم لهم ولا دراية ، بمذاهب العلماء ومنطلقاتهم وأصولهم . فيتخيّلون أنه يكفيهم استخراج رواية ــ أو يكون مجرّد ناقل ومجترّ لهذه الشبهات التي يقرأها أو يسمعها أو تلقى إليه ــ من أحد المجاميع الحديثية لدى الخصم والتشهير بها ويقول : انظروا إنهم يقولون ويعتقدون بكذا وكذا ، مضربا عمّا يصرّحون به علنا وبكل وضوح وبعيدا عن تلك الروايات ، ولكنه بسبب تعصّبه لفكرته يقول لك لا إنهم يستعملون التقية والدليل هو هذه الروايات وينسى أن أخت تلك الروايات موجودة بنفسها وكأنما هي توأمها في مجاميعه الحديثية ــ والمشكلة هي أنه يعتقد بصحة رواياته ، بينما خصمه لا يقول إن كتبنا هي أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى ، وهذه هي المشكلة والمفارقة ــ وأختم بأن أدعو الجميع إلى تقوى الله تعالى وخشيته والارعواء عن اللعب بكتابه الكريم . ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم .
وما هذا النص الكامل إلا لكي يفهم الخصم ويعلم خطأ الطريق الذي سلكه وخطورته . فليتابع من يهمه الأمر .
انتهى كلام عايش.







تحريف القرآن عند السنة ،
المستبصر الذي فجر قنبلة التحريف على الوهابية
(( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمّد وعلى آله الطّيّبين الطّاهرين .
أمّا بعد :
فهذه الكلمات إخواني الأعزّاء ، نباشر بإلقائها رجاء مرضاة الله عزّ وجلّ ، في الذّبّ عن مذهب أهل البيت عليهم السلام ، الذي ما زال يتعرّض لجملة من الأكاذيب والافتراءات على مرّ الزمان ؛ وأصحاب هذه الافتراءات ليسوا إلاّ أناسا امتطوا الكذب وركبوا فيه كل صعب وذلول لأجل تحقيق غايتهم المنشودة ، وهي تشويه مذهب أهل البيت عليهم السلام وإعطاء صورة غير صحيحة عنه ، ولكن الله عزّ وجلّ أبى إلاّ أن يميز الخبيث من الطّيّب ولو أعجبتنا كثرة الخبيث .
وعلى كثرة من ينشره أولئك من كتب وأشرطة بين عامّة النّاس خلصنا إلى ثلة منها لنتداول ما يقولون فيها ويكذبون . وبعد النظر وقع اختيارنا على شريط بعنوان : (( الشيعة والقرآن )) ، وملقيه الذي تزبزب قبل أن يتحصرم ليس شخصا مهمّا حتى يستفاد من ذكر اسمه .
قال في إحدى محاضراته : (( إنّ من قال بأنّ في القرآن نقصًا أو تحريفًا فلا شكّ أنّه ليس من أهل القبلة وليس من الإسلام في شيء )) انتهى كلامه .
أقول: هذا رمي للكلام على عواهنه ، وجهل بما يقوله علماء أهل السنة أنفسهم ، لأن هذا التكفير ليس موضع اتفاق بينهم حتى يقال : ((فلا شكّ أنّه ليس من أهل القبلة وليس من الإسلام في شيء )) . ولو راجعنا كلمات ثلّة من علمائهم لوجدناهم يقولون : إن من قال بتحريف القرآن لشبهة طرأت له أو التباس وخطأ في مقدمات استدلاله ليس بكافر ، إذ حاله حال المسلم الذي أنكر قرآنية المعوّذتيْن ، قل أعوذ بربّ الفلق وقل أعوذ بربّ النّاس ، ابتداء بابن مسعود الذي أنكر قرآنيتهما ، فكيف يصح إطلاق الحكم هكذا ؟ مع أن بعض علمائهم يفصّلون في المسألة بين علم المحرّف وعناده فيُكفَّر ، وبين جهله واشتباهه فلا يكفّر . وللنقل هنا مقتطفات من كلمات علمائهم على نحو الاختصار :
قال العلامة ابن نجيم الحنفي في (البحر الرائق) الجزء 5 الصفحة 131 : (( ويكفر إذا أنكر آية من القرآن أَوْ سَخِرَ بِآيَةٍ مِنْهُ إلا الْمُعَوِّذَتَيْنِ فَفِي إنْكَارِهِمَا اخْتِلافٌ . وَالصَّحِيحُ كُفْرُهُ وَقِيلَ لا وَقِيلَ إنْ كَانَ عَامِّيًّا يَكْفُرُ وَإِنْ كَانَ عَالِمًا لا )).
أقول: إذن الحكم ليس على إطلاقه ، بل هناك اختلاف في التكفير وعدمه ، وميزان خاص في التكفير لكل سورة على حدة. ولا ريب أن تفصيلهم في المسألة وقولهم بعدم كفر من أنكر قرآنية المعوّذتين خاصّة كان لوجود شبهة فيها تمنع من التكفير وهي إنكار ابن مسعود لقرآنيتهما كما سيأتي ، لذلك قال بعضهم : إن كان المنكر لهما عامّيّا يكفر وإن كان عالما لا يكفر، ومرادهم واضح إذ أن العالِم هو الذي يطلع في العادة على تحريف ابن مسعود وإنكاره للسورتيْن . ويستفاد من هذا وغيره مما سيأتي أن التكفير يكون في حالة عدم وجود شبهة عند المنكر لآيات القرآن ، فصار من الخطأ الواضح إطلاق الكلام ورميه هكذا وادّعاء أنّه لا شك فيه ، وكأن علماء أهل السنّة لم يختلفوا في الحكم ، مع إهمال ذكر المخصّصات والمقيّدات له .
وقال ابن نجيم في الجزء 1 صفة 331 : (( وإنما لم يُحكًم بكفر منكرها لأنَّ إنْكَارَ الْقَطْعِيِّ لا يُوجِبُ الْكُفْرَ إلا إذَا لَمْ يَثْبُتْ فِيهِ شُبْهَةٌ قَوِيَّةٌ ، فَإِنْ ثَبَتَتْ فَلا ، كَمَا فِي الْبَسْمَلَةِ )) انتهى كلام ابن نجيم . وكلامه واضح في أن تكفير من أنكر شيئا من القرآن إنما يكون في حال عدم وجود شبهة قويّة ، وعليه فلا يصح إطلاق القول بالكفر كما قال ذلك القائل ليشمل حتى المنكِر بسبب عروض شبهة قويّة . وكذا نقل البروسوي قول إمامهم ابن عوض الحنفي وغيره من العلماء بعدم كفر من أنكر المعوّذتيْن لنفس السبب الذي ذكرناه سابقا وهو حصول الشبهة لدى المنكر لإنكار ابن مسعود لهما .
قال البروسوي في تفسيره الشهير (روح البيان) الجزء10 صفحة 546 : (( وفي (نصاب الاحتساب) وهو للإمام ابن عوض الحنفي ، لو أنكر آية من القرآن سوى المعوّذتين يكفر )) أقول : أي لو قال أحدهم بتحريف القرآن وأنكر قرآنية السورتين اما كان كافرا. وقال البروسوي في صفحة 546 : (( وفي (الأكمل) عن سفيان بن سختان قال: من قال إن المعوّذتين ليستا من القرآن لم يكفر لتأويل ابن مسعود رضي الله عنه كما في ال(المُغرب) للمطرّزي ن وقال في (هديّة المهديين): وفي إنكار قرآنية المعوّذتين اختلاف المشايخ )) انتهى كلامه.
أقول : إذن فالقضية مختلَف فيها والشبهة التي ألقاها ابن مسعود بإنكاره للمعوّذتين مانعة من التكفير ، والأمر ليس كما أطلقه ذلك القائل (صاحب الشريط) حتى تجرّأ وقال: (( لا شكّ أنّه ليس من أهل القبلة )) ، والذي يشمل بإطلاقه حتى المنكر لقرآنية المعوّذتين . والقاضي أبو بكر الباقلاّني نفى قرآنية البسملة ، وقال بخطأ من كفّر من زادها في القرآن لأنها ممّا اشتبه أمره ، وتوجد حولها شبهة تمنع من التكفير .
قال في (نكت الانتصار لنقل القرآن) صفحة79 : (( فإن قيل: إذا قلتم إنها ــ أي البسملة ــ ليست بقرآن هل تكفّرون من قال إنها قرآن ، كما تكفّرون من جعل (قفا نبكِ) قرآنا ؟ قيل: هذا يلزم على قول من يكفِّر من قال إنها ليست منه ، وهذا ليس بصحيح ولا مَرْضيّ ، بل كلّ من أثبتها آية من القرآن مخطئ ذاهب عن الحقّ ولم يجب تكفيره لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بكتابتها في فواتح السور ، وجهر بها تارة ، فوجب تخطئته لأجل تركه تأمل حال عادته صلى الله عليه وسلم في إلقاء القرآن ، وأنه يلقيه إلقاء شائعا ذائعا . فكان مخطئا في هذا الوجه متأوّلا ضربًا من التأويل لا يصيّره بمثابة من ألحق بالقرآن ما عُلم ضرورة من أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال قولا ظاهرا إنها ليست من القرآن وأشاع ذلك إشاعة تكفِّر من ردّها )) انتهى كلام القاضي .
أقول : وهذا يعني أن تكفير من قال بتحريف القرآن دائر مدار علم المحرّف وجهله ووجود شبهة وعدم وجودها ، وليس الأمر على إطلاقه كما زعم القائل .
وقال العلامة النووي في (المجموع) في الجزء3 صفحة 281 : ((وأجمعت الأمّة على أنه لا يكفر من أثبتها ـ أي البسملة ـ ولا من نفاها لاختلاف العلماء فيها بخلاف ما لو نفى حرفا مجمعا عليه أو اثبت ما لم يقل به أحد فإنه يكفر بالإجماع)).
أقول: ‘ذا كان تضارب روايات البسملة كفيلا في تحقق الشبهة المانعة من التكفير ، فليس أمر التكفير على إطلاقه كما هو واضح .
وقال البيهقي في سننه الكبرى الجزء 10 صفحة 207 : (( قالوا: والذي روينا عن الشافعي وغيره من الأئمة من تكفير هؤلاء المبتدعة فإنما أرادوا به كفرا دون كفر وهو كما قال الله عز وجل (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال ابن عباس إنه ليس بالكفر الذي تذهبون إليه إنه ليس بكفر ينقل عن ملة ولكن كفر دون كفر (قال الشيخ) رحمه الله فكأنهم أرادوا بتكفيرهم ما ذهبوا إليه من نفي هذه الصفات التي أثبتها الله تعالى لنفسه وجحودهم لها بتأويل بعيد مع اعتقادهم إثبات ما أثبت الله تعالى فعدلوا عن الظاهر بتأويل فلم يخرجوا به عن الملة وإن كان التأويل خطأ كما لم يخرج من أنكر إثبات المعوذتين في المصاحف كسائر السور من الملة لما ذهب إليه من الشبهة وإن كانت عند غيره خطأ )) انتهى من سنن البيهقي.
وكلامه الأخير نصّ صريح في أن من أنكر قرآنية المعوّذتين لا يكفر إذا كان ذلك لشبهة حصلت له ، فلماذا نغشّ النّاس ونخدعهم ؟ بل حتى ابن تيمية نصّ على عدم كفر من أنكر قرآنا ثابتا لاشتباهه وعدم قيام الدليل عند المنكر كتواتر قرآنية السورة والآية ، وحال هذا المنكر للقرآن عند ابن تيمية في عدم تكفيره حال بعض الصحابة والتابعين الذين أنكروا بعض نصوص القرآن الثابتة بالتواتر لعدم قيام الحجّة لديهم . ونقدّم أوّلا كلامه في عدم كفر من اشتبه وادّعى أن بعض ما في القرآن ليس من كلام الله عزّ وجلّ .
ففي كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير الجزء 12 صفحة 179 قال: (( ولا ريب أن من قال إن أصوات العباد قَدِيمَةٌ فَهُوَ مُفْتَرٍ مُبْتَدِعٌ لَهُ حُكْمُ أَمْثَالِهِ كَمَا أَنَّ مَنْ قَالَ : إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ لَيْسَ هُوَ كَلامَ اللَّهِ فَهُوَ مُفْتَرٍ مُبْتَدِعٌ لَهُ حُكْمُ أَمْثَالِهِ . وَمَنْ قَالَ : إنَّ الْقُرْآنَ الْعَرَبِيَّ لَيْسَ هُوَ كَلامَ اللَّهِ بَلْ بَعْضُهُ كَلامُ اللَّهِ وَبَعْضُهُ لَيْسَ كَلامَ اللَّهِ فَهُوَ مُفْتَرٍ مُبْتَدِعٌ لَهُ حُكْمُ أَمْثَالِهِ.)) أقول : لاحظ أن ابن تيمية بدّعه وضلّله ولم يكفّره . ثم قال: (( ومن قال إن معنى آيَةِ الْكُرْسِيِّ وَآيَةِ الدَّيْنِ و { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } وَ { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } مَعْنًى وَاحِدٌ فَهُوَ مُفْتَرٍ مُبْتَدِعٌ لَهُ حُكْمُ أَمْثَالِهِ . وَأَمَّا " التَّكْفِيرُ " : فَالصَّوَابُ أَنَّهُ مَنْ اجْتَهَدَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَصَدَ الْحَقَّ فَأَخْطَأَ : لَمْ يُكَفَّرْ ؛ بَلْ يُغْفَرُ لَهُ خَطَؤُهُ . وَمَنْ تَبَيَّنَ لَهُ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ فَشَاقَّ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَاتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ : فَهُوَ كَافِرٌ .)) أقول : لاحظ أنه علّق التكفير على علم المنكر فقط . ثمّ قال: ((فَـ " التَّكْفِيرُ " يَخْتَلِفُ بِحَسَبِ اخْتِلافِ حَالِ الشَّخْصِ فَلَيْسَ كُلُّ مُخْطِئٍ وَلا مُبْتَدَعٍ وَلا جَاهِلٍ وَلا ضَالٍّ يَكُونُ كَافِرًا ؛ بَلْ وَلا فَاسِقًا بَلْ وَلا عَاصِيًا لا سِيَّمَا فِي مِثْلِ " مَسْأَلَةِ الْقُرْآنِ " )) انتهى .
وقد أفصح ابن تيمية حينما استدل على عدم جواز تكفير من أنكر نصوص القرآن الثابتة التي نقرأها في صلاتنا لشبهة عرضت للمنكر أو لعدم ثبوتها عنده بالتواتر . قال في مجموع الفتاوى الجزء 12 صفحة 492 : (( وأيضا فإن السلف أخطأ كثير منهم فِي كَثِيرٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَائِلِ وَاتَّفَقُوا عَلَى عَدَمِ التَّكْفِيرِ بِذَلِكَ مِثْلُ مَا أَنْكَرَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ أَنْ يَكُونَ الْمَيِّتُ يَسْمَعُ نِدَاءَ الْحَيِّ وَأَنْكَرَ بَعْضُهُمْ أَنْ يَكُونَ الْمِعْرَاجُ يَقَظَةً وَأَنْكَرَ بَعْضُهُمْ رُؤْيَةَ مُحَمَّدٍ رَبَّهُ وَلِبَعْضِهِمْ فِي الْخِلافَةِ وَالتَّفْضِيلِ كَلَامٌ مَعْرُوفٌ وَكَذَلِكَ لِبَعْضِهِمْ فِي قِتَالِ بَعْضٍ وَلَعْنِ بَعْضٍ وَإِطْلاقِ تَكْفِيرِ بَعْضِ أَقْوَالٍ مَعْرُوفَةٍ .)) ويكمل ابن تيمية ((وَكَذَلِكَ بَعْضُ السَّلَفِ أَنْكَرَ بَعْضُهُمْ حُرُوفَ الْقُرْآنِ مِثْلَ إنْكَارِ بَعْضِهِمْ قَوْلَهُ : { أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا } وَقَالَ : إنَّمَا هِيَ : أو لَمْ يَتَبَيَّنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَإِنْكَارِ الْآخَرِ قِرَاءَةَ قَوْلِهِ : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إلا إيَّاهُ } وَقَالَ : إنَّمَا هِيَ : وَوَصَّى رَبُّك . وَبَعْضُهُمْ كَانَ حَذَفَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَآخَرُ يَكْتُبُ سُورَةَ الْقُنُوتِ . وَهَذَا خَطَأٌ مَعْلُومٌ بِالإجْمَاعِ وَالنَّقْلِ الْمُتَوَاتِرِ وَمَعَ هَذَا فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ قَدْ تَوَاتَرَ النَّقْلُ عِنْدَهُمْ بِذَلِكَ لَمْ يُكَفَّرُوا وَإِنْ كَانَ يَكْفُرُ بِذَلِكَ مَنْ قَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ بِالنَّقْلِ الْمُتَوَاتِرِ .)) انتهى كلام ابن تيمية.
فهل يوجد تصريح أوضح من هذا في عدم تكفير من قال بتحريف القرآن لعدم حصول التواتر عنده أو لطروّ شبهة في ذهنه ألجأته للقول بالتحريف؟ فأين كلام ابن تيمية من كلام ذلك القائل (صاحب الشريط) الذي أطلق القول ورمى الكلام على عواهنه ؟ حتى قال القائل كلاما ردّ فيه على علمائه وعلى ابن تيمية من غير أن يشعر فقال : (( وهل كلمة مخطئ تكفي إذا قالوها عمّن قال بتحريف القرآن ؟إن الذي يخالف في مسألة اجتهادية فقهية يقال له مخطئ ، أمّا من ينكر أمرا معلوما من الدين بالضرورة فهذا أقل ما يقال فيه كافر أو ملحد أو زنديق أو منافق أو طاغوت أو مرتدّ أو ما شابه هذه الألقاب .)) انتهى كلامه.
وعلماء أهل السنة وابن تيمية بكلامهم السابق يردون عليه بأن المعلوم بالضرورة والتواتر قد لا يكون معلوما كذلك عند المنكِر لحصول شبهة قويّة في ذهنه كمن أنكر المعوّذتين اقتداء بابن مسعود وأنكر قرآنية بعض الموجود في المصحف اقتداء ببعض السلف الذين اعترف بهم ابن تيمية وإن كان خطأ معلوما بالنقل المتواتر .
وإلى هنا كنّا نستشهد ونستدلّ من كتب أهل السنة ومصادرهم ومن البديهي أن على المخاطِب أن يُلزم المخاطَب بما يلتزم به وحيث أن المتكلّم كان يخاطب الشيعة فيجب عليه أن يلزمنا بما نلتزم به في الفقه ، ونحن لا نلتزم إلا بما جاءنا عن النبي وأهل بيته عليه وعليهم الصلاة والسلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا والذين جعلهم الله عِدلا لكتابه كما قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم : إني تارك فيكم ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي . ولا نقتدي بالهوى والرأي والمقاييس وإطلاق الكلام بلا ضوابط وموازين ، فهلاّ نظر في كتبنا وتمّ إلزامنا بما عندنا ؟لماذا نحكّم رأي طرف على طرف وهو لا يلتزم به ؟ ولو فتح المتكلّم رسالة عملية وهي أبسط ما يكتبه مراجع الشيعة في الفقه لاستخلص منها هذا الذي نتديّن به وهو :[ إنّ من قال بتحريف القرآن كافر مرتدّ حلال الدم إن اعتقد أن الله عزّ وجلّ تكفّل بحفظ كتابه عن التحريف ، وأما إن جهل ذلك أو تأوّل قوله تعالى (( إنا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون )) فهذا لا مجال لتكفيره .] وهذا هو الكلام العلمي الذي نقبله وهو ما حامت حوله كلمات كثير من علماء أهل السنة أيضا . ولسنا ممن يطلق الكلام ويرميه على عواهنه .
وقال ذلك الشخص في شريطه (الشيعة والقرآن) : (( ولا تجد نقلا واحدا عن عالِم معتبَر من علماء أهل السنة يقول القرآن محرّف . قد يقول قائل صرت كالأميني يقول ولا شيعي قال بالتحريف ولا ثرثار ولا عالِم ولا قرويّ ولا طالب علم قال بالتحريف ، وأنت الآن تقول ولا سنّي قال بالتحريف ، فصار كلامك ككلامه . نقول لا ، نحن أثبتنا أن كلامه باطل ، فليثبتوا أن كلامي باطل بنقلهم عن علمائي .)) انتهى كلامه.
أقول: الحمد لله ، يريد نقلا عن علمائه بأن بعضهم قد قال بتحريف القرآن ، ونحن لن نبخل عليه بل نكرمه ونلبي بأكثر ممّا طلب ، ونأتيه بشهادات وتصريحات من علمائه بأن أسياده من علماء السلف الصالح قد قالوا بتحريف القرآن واعتقدوه ، ولكن من باب التسلسل في البحث يجب علينا أوّلا ذكر بعض الأدلة على اعتقاد بعض سلفهم تحريف القرآن ، وذلك بنقل الأخبار والروايات ثم ننقل اعترافات علمائهم التي طلبها .
فنقول : أخرج ابن داود في (المصاحف) الجزء 1 صفحة 232 : (( عن يحيى بن يعمر قال : قال عثمان : إن في القرآن لحنا ـ أي خطأ ـ وستقيمه العرب بألسنتها )) ، وأخرج أيضا (( عن عكرمة قال : لما أتي عثمان بالمصحف ـ أي المصحف الذي جمع في زمن عثمان وهو هذا المصحف الذي في بيوت المسلمين ـ رأى فيه شيئا من لحن فقال : « لو كان المملي من هذيل ، والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا » )) . فعثمان يقول بوجود الخطأ والتحريف في مصحفنا .
وأخرج الطبراني في معجمه الجزء 9 صفحة 234 بسنده (( عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود أنه كان يقول : لا تخلطوا بالقرآن مَا لَيْسَ فِيهِ، فَإِنَّمَا هُمَا مُعَوِّذَتَانِ تَعَوَّذَ بِهِمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ" [الفلق: 1]، وَ "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ""[الناس: 1]، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ ـ أي ابن مسعود ـ يَمْحُوهُمَا مِنَ الْمُصْحَفِ.))
وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد الجزء 7 صفحة 149 : (( عن عبد الرحمن بن يزيد قال كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله تبارك وتعالى.)) وعلق عليه الهيثمي بقوله : رواه عبد الله بن أحمد والطبراني ورجال عبد الله رجال الصحيح ورجال الطبراني ثقات. ((وعن عبد الله أنه كان يحك المعوذتين من المحف ويقول إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما وكان عبد الله لا يقرأ بهما.))
وأخرج ابن أبي شيبة في مصنّفه الجزء 7 صفحة 194 وفق مكتبة الشاملة بسنده (( عن عبد الرحمن بن يزيد قال : رأيت عبد الله محا المعوّذتين من مصافحه ، وقال : لا تخلطوا فيه ما ليس منه.)) وأخرج بسنده (( عن زر بن حبيش قال لقيت أبيّ بن كعب فقلت له إن ابن مسعود كان يحك المعوّذتين من مصاحفه ويقول : إنهما ليستا من القرآن فلا تجعلوا فيه ما ليس منه، قال أبي : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لنا ، فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويكفينا إخراج البخاري لها في موردين من صحيحه الجزء 4 في فصل تفسير المعوّذتين ((4595 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ح وَحَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ زِرٍّ قَالَ سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ قُلْتُ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ أُبَيٌّ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي قِيلَ لِي فَقُلْتُ قَالَ فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
أقول : وكل شراح البخاري ذكروا أن معنى ما ستره البخاري بقوله: كذا وكذا ، هو قول ابن مسعود : ((إنهما ليستا من القرآن فلا تجعلوا فيه ما ليس منه)). ومن أراد التأكّد فليراجع (فتح الباري) وشرح القسطلاني ، وبدر الدين العيني وغيرها .
قال السيوطي في (الدرّ المنثور) الجزء 6 صفحة 422 : (( وأخرج محمد بن نصر عن خصيف قال : سألت عطاء بن أبي رباح أي شيء أقول في القنوت قال : هاتين السورتين اللتين في قراءة أبيّ : اللهم إنا نستعينك واللهم إياك نعبد .)) وقال السيوطي قال ابن الضريس في فضائله : (( أخبرنا موسى بن إسماعيل أنبأنا حماد قال: قرأنا في مصحف أبي بن كعب اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير، ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك قال حماد : هذه الآن سورة ، وأحسبه قال : اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نخشى عذابك ، ونرجو رحمتك ، إن عذابك بالكفار ملحق .)) وقال السيوطي أيضا : (( وفي مصحف ابن عباس قراءة أبيّ وأبي موسى : بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ، ونخلع ونترك من يفجرك .))
وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه الجزء 6 صفحة 90 بإسناد صحيح إلى ميمون بن مهران قوله (( في قراءة أبي بن كعب: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي وإليك نسعى ونحفد نرجوا رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق.))
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد الجزء 7 صفحة 157 : (( عن أبي إسحاق قال : أمّنا أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بخراسان فقرأ بهاتين السورتين إنا نستعينك ونستغفرك )). وعلق الهيثمي بقوله : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
أقول: وواضح أن الصلاة لا تتم إلا بقراءة القرآن ، وأمية قد أمّهم بهاتين السورتين في زمن متأخر عن جمع عثمان.
وقال السيوطي في تفسيره الجزء 2 صفحة 304 : (( أخرج أبو عبيد في فضائله ، وابن أبي شيبة في مسنده ، وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه ، والحارث بن أبي أسامة في مسنده ، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، والبزار ، وابن الأنباري في المصاحف ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، عن سلمان أنه سئل عن قوله : ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً } قال : الرهبان الذين في الصوامع ، نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم { ذلك بأن منهم صديقين ورهباناً })) أقول : ولفظ البزار في مسنده (( دع القسيسين في البيع والخرب))؛ (( أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم { ذلك بأن منهم صديقين } ولفظ الحكيم الترمذي : قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم { ذلك بأن منهم قسيسين } فأقرأني { ذلك بأن منهم صديقين } .))
وقال الترمذي في نوادر الأصول الجزء 1 صفحة 82 : (( قال سلمان رضي الله عنه : قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا ، فأقرأني : ذلك بأن منهم صدّيقين ورهبانا .
وأخرج الطبري في تفسيره الجزء 18 صفحة 136 بسند صحيح شهد بصحته ابن حجر العسقلاني ، ((عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يقرأها ـ أي يقرأ آية أفلم ييأس الذين آمنوا ـ أنه كان يقرأها :أفلم يتبيّن الذين آمنوا . قال ابن عباس : كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس )).
أقول: قصد ابن عباس أن كاتب المصحف بدل أن يكتب الآية كما أنزلها الله هكذا : أقلم يتبيّن الذين آمنوا . كتبها خطأ هكذا : أفلم ييأس الذين آمنوا . وهذا الخطأ هو الموجود في مصاحفنا اليوم ، والسبب في خطأ الكاتب وتحريفه للمصحف قي نظر ابن عباس أن الكاتب كتب الآية وهو ناعس .
وقال السيوطي في الإتقان الجزء 1 صفحة 541 : ((ما أخرجه ابن الأنباري من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه قرأ : أقلم يتبيّن الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا . فقيل له : إنها في المصحف : أفلم ييأس . فقال : أظن الكاتب كتبها وهو ناعس . ))
وقال السيوطي في المصدر السابق : (( أخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في (الصاحف) من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه، قال ابن عباس : التصقت الواو بالصاد وأنتم تقرؤونها : وقضى ربّك .)) وأخرجه ابن أشتة بلفظه : استمدّ الكاتب مدادا كثيرا فالتصقت الواو بالصاد .)) وأخرجه من طريق الضحّاك عن ابن عباس أنه كان يقرأ : ووصى ربك ، ويقول : أمر ربك ، إنهما واوان التصقت إحداهما بالصاد .)) وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما ـ كما في الدرّ المنثور الجزء 4 صفحة 170 ، وقال فيه أيضا : (( أخرج أبو عبيد وابن منيع وابن المنذر وابن مردويه من طريق ميمون بن مهران عن ابن عباس أنزل الله هذا الحرف على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم : (ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه) فالتصقت إحدى الواوين بالصاد ، فقرأ الناس { وقضى ربك } ولو نزلت على القضاء ، ما أشرك به أحد .))
أقول : كلام ابن عباس صريح ولا يقبل أيّ تأويل في أن الله عزّ وجلّ أنزل في كتابه : (ووصى ربّك أن لا تعبدوا إلا إياه) ، ولو كانت : (لقضى ربّك أن لا تعبدوا إلا إياه) كما هو موجود في مصحفنا اليوم لما كان هناك كافر بين الناس . ويقول ابن عباس إن سبب هذا التحريف الذي وقع أنّ كاتب المصحف كان نعسا فأكثر من أخذ الحبر من المحبرة حال الكتابة فالتصقت الواو الثانية في كلمة (ووصى) بالصاد فصارت : (وقضى) ، ولم تكن النقاط موجودة في الكتابة العربية حتى يتبيّن الأمر بالنقاط لذلك صار الناس يقرؤونها (وقضى ربّك) إلى اليوم مع أن الله أنزلها (ووصى ربّك) بزعم ابن عباس.
واعترف ابن حجر العسقلاني بصحة الروايات عن ابن عباس ، واعترض على من ضعّفها . قال ابن حجر في (فتح الباري) الجزء 8 صفحة 85 : (( وروى الطبريّ وعبد بن حميد بإسناد صحيح كلّهم من رجال البخاري عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا " أَفَلَمْ يَتَبَيَّن " وَيَقُول : كَتَبَهَا الْكَاتِب وَهُوَ نَاعِس .)) وقال: (( وَأَمَّا مَا أَسْنَدَهُ الطَّبَرِيُّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فَقَدْ اِشْتَدَّ إِنْكَار جَمَاعَة مِمَّنْ لَا عِلْم لَهُ بِالرِّجَالِ صِحَّته ، وَبَالَغَ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي ذَلِكَ كَعَادَتِهِ إِلَى أَنْ قَالَ : وَهِيَ وَاللَّهِ فِرْيَة مَا فِيهَا مِرْيَة . وَتَبِعَهُ جَمَاعَة بَعْدَهُ ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَان .)) ثم يكمل ابن حجر قوله : ((وَقَدْ جَاءَ عَنْ اِبْن عَبَّاس نَحْو ذَلِكَ فِي قَوْله تَعَالَى ( وَقَضَى رَبُّك أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ) قَالَ ـ أي ابن عباس ـ " وَوَصَّى " اِلْتَزَقَتْ الْوَاو فِي الصَّاد ، أَخْرَجَهُ سَعِيد بْن مَنْصُور بِإِسْنَادٍ جَيِّد عَنْهُ . وَهَذِهِ الأشْيَاء وَإِنْ كَانَ غَيْرهَا الْمُعْتَمَد ، لَكِنْ تَكْذِيب الْمَنْقُول بَعْدَ صِحَّته لَيْسَ مِنْ دَأْبِ أَهْل التَّحْصِيل ، فَلْيُنْظَرْ فِي تَأْوِيله بِمَا يَلِيق بِهِ .))
أقول : وقول ابن حجرSad فَلْيُنْظَرْ فِي تَأْوِيله بِمَا يَلِيق بِهِ ) ، ظاهر في عجز عُدّته عن تأويل هذا المقطع ، وإلا كيف يؤوّلون التصقت الواو في الصاد ؟ وستأتي اعترافات أخرى لعلمائهم في أن ابن عباس كان يعتقد وقوع التحريف في القرآن .
قال السيوطي في تفسيره الجزء 5 صفحة 38 : (( أخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في(المصاحف) والحاكم وصحّحه والبيهقي في (شعب الإيمان) والضياء في المختارة من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ) قال : أخطأ الكاتب إنما هي حتى تستأذنوا .))
وقال في الإتقان الجزء 1 صفحة 541 : (( وما أخرجه ابن جرير وسعيد بن منصور في سننه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى : ( حتى تستأنسوا وتسلموا - قال: إنما هي خطأ من الكاتب - حتى تستأذنوا وتسلموا -))
أقول : ونص ابن حجر العسقلاني على صحة هذه الأقوال المحرّفة للقرآن عن حبر الأمّة ابن عباس ، فقال في (فتح الباري) الجزء 11 صفحة 7 (( وجاء عن ابن عباس إنكار ذلك ــ أي قوله تعالى تستأنسوا ــ ذَلِكَ ، فَأَخْرَجَ سَعِيد بْن مَنْصُور وَالطَّبَرِيّ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَب بِسَنَدٍ صَحِيح أَنَّ اِبْن عَبَّاس " كَانَ يَقْرَأ حَتَّى تَسْتَأْذِنُوا " وَيَقُول : أَخْطَأَ الْكَاتِب . وَكَانَ يَقْرَأ عَلَى قِرَاءَة أُبَيِّ بْن كَعْب ))
وقال السيوطي في (الدر المنثور)الجزء 2 صفحة 246 (( أخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي داود وابن المنذر بسند صحيح عن عروة قال : سألت عائشة عن لحن القرآن ــ أي عن خطأ القرآن ــ- { إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون } [ المائدة : 69 ] ، ــ وفي آية ــ { والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة }، ــ وفي أية ــ { إن هذان لساحران } [ طه : 63 ] ؟ فقالت : يا ابن أختي هذا عمل الكتاب أخطأوا في الكتاب .))
وقال في (الإتقان الجزء 1 صفحة 82 : (( إسناد صحيح على شرط الشيخين ))
وقال إمامهم سعيد بن منصور في سننه الجزء 5 صفحة 1507 (( سنده صحيح ))
وكذلك قال إمامهم الآلوسي في (روح المعاني) عند تفسير الآيات . قال عند تفسيره للآية 63 من سورة طه : ((واستشكلت هذه القراءة حتى قيل : إنها لحن وخطأ بناءً على ما أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن عن هشام بن عروة عن أبيه قال : سألت عائشة رضي الله تعالى عنها عن لحن القرآن عن قوله تعالى : { إِنْ هاذان لساحران } . وعن قوله تعالى : { والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكواة } [ النساء : 162 ] وعن قوله تعالى : { والذين هَادُواْ والصابئون } [ المائدة : 69 ] فقالت : يا ابن أخي هذا عمل الكتاب أخطؤا في الكتاب ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين كما قال الجلال السيوطي .))
وهو بسند صحيح في تفسير الطبري الجزء 6 صفحة 34 : (( حدثنا ابن حميد قال حدّثنا ابن معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه أنه سأل عائشة عن قوله تعالى : ( والمقيمين الصلاة ) وعن قوله تعالى: ( إن الذين آمنوا والذين هَادُواْ والصابئون ) وعن قوله تعالى : ( إن هذان لساحران ) فقالت ــ أي عائشة ــ : يا ابن أخي هذا عمل الكتاب أخطؤا في الكتاب )) .
أقول : وكلّ هذه الأخطاء والتحريفات التي تدّعيها عائشة ها هي موجودة إلى اليوم في مصاحف المسلمين ، تقرأ ليلا ونهارا .
وقال إمامهم النميري في (تاريخ المدينة) الجزء 3 صفحة 1013 Sad( حدثنا أحمد بن إبراهيم قال، حدثنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن لحن القرآن ( إن هذان لساحران ) وقوله ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى )، ( والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة ) وأشباه ذلك فقالت ـ أي عائشة ـ: أي بني إن الكتاب يخطئون.))
أقول : رجال إسناده كلهم ثقات .
وقال السيوطي في الجزء 6 من تفسيره ـ أي الدر المنثور ـ صفحة 321 Sad( أخرج عبد بن حميد عن هشام بن عروة قال كان أبي يقرؤها (وما هو على الغيب بظنين) فقيل له في ذلك ـ أي اعترضوا عليه لأنه لم يقرأها بالضاد بل بالظاء ـ فقال : قالت عائشة : إن الكتاب يخطئون في المصاحف .))
أقول : أي أن كتاب المصحف أخطأوا فكتبوها بالضاد ولم يكتبوها بالظاء .
وقال السيوطي في درّه المنثور الجزء 5 صفحة 12 : (( أخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري في تاريخه وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أشتة وابن الأنباري معًا في (المصاحف) والدارقطني في (الإفراد) والحاكم ـ وصححه ـ وابن مردويه ، عن عبيد بن عمير أنه سأل عائشة كيف كان يقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : (والذين يؤتون ما أتوا أو والذين يؤتون ما آتوا) ؟ فقالت أيتهما أحب إليك؟ قلت : والذي نفسي بيده لإحداهما أحب إليّ من الدنيا جميعاً . قالت : أيهما؟ قلت : { الذين يأتون ما أتوا } فقالت : أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرأها ، وكذلك أنزلت ولكن الهجاء حرف )) .
وهكذا تتجاهر بتحريف القرآن في أكثر من موضع .
وأخرج أبو عبيد في (فضائل القرآن) بسند صحيح ، قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ـ وهو الثقة الحافظ الورع ـ عن أيوب بن تميمة ـ وهو الثقة العابد الزاهد ـ عن نافع ـ وهو الثقة الحافظ ـ عن ابن عمر قال : لا يقولنّ أحدكم قد أخذت القرآن كله ، وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير ، ولكن ليقل : قد أخذت ما ظهر منه .))
وكلام ابن عمر واضح في أنه قد ضاع كثير من القرآن ، ومن جنس هذا القرآن الموجود بين الدفتين .
وأخرج بن أبي داود في (المصاحف) صفحة 31 بسند صحيح إلى إمامهم ابن شهاب الزهري ـ هكذا: حدثنا أبو الربيع قال : أخبرنا ابن وهب قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ـ قال: (( بلغنا أنه كان أنزل قرآن كثير ، فقتل علماؤه يوم اليمامة ، الذين كانوا قد وعوه فلم يعلم بعدهم ولم يكتب ، ))
وذكر عبد الرزاق الصنعاني في (المصنّف) الجزء 7 صفحة 330 كلام شيخه سفيان الثوري قوله (( وبلغنا أن أناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقرؤون القرآن أصيبوا يوم مسيلمة ، فذهبت حروف من القرآن.))
وقال إمامهم مجاهد بن جبر فيما صحّ عنه من رواية أبي نعيم الفضل بن دكين قال : ((حدثنا سيف وهو ابن سليمان عن مجاهد قال : كانت الأحزاب مثل سورة البقرة أو أطول ولكن ذهب يوم مسيلمة قرآن كثير ولم يذهب منه حلال ولا حرام )) ذكره ابن عبد البر في التمهيد الجزء 4 صفحة 275 .
وفي تفسير مجاهد الجزء 1 صفحة 130 قال : (( ... أخبرنا آدم قال أخبرنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال في قوله تعالى (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة) آل عمران آية : 81 قال : « هذا خطأ من الكتاب » . وهي في قراءة ابن مسعود ، « وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لما آتيتكم » )) وإسناده صحيح.
وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره الجزء 3 صفحة 331 بسندين ، أحدهما صحيح والآخر حسن عند تفسير قوله تعالىSadوإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ) قال مجاهد : (( هي خطأ من الكتاّب )) أي هذه التي موجودة في مصاحفنا خطأ من كتّاب المصحف .
وبعد نقلنا لهذه الروايات والأخبار بما فيها من صحيح الإسناد وحسنه ، نذكر الآن شهادات واعترافات علماء أهل السنة بأن فلانا وفلانا وفلانا منهم قد قالوا بتحريف القرآن ، وبنفس تلك الموارد التي ذكرناها في الروايات السابقة ، حتى يعلم السامع [القارئ هنا، لأن الأصل كن شريطا سمعيا ( audio mp3 ) ] الكريم أن صحة إسناد أغلب هذه الروايات والأخبار لم تترك لعلمائهم أيّ مفرّ سوى الإذعان والخضوع للواقع المرّ وحقيقة أمر سلفهم الصالح ؛ وبنقلنا لهذه الشهادات التي حسِب ذلك المسكين أنها غير موجودة ، يحترق كل زخرفه وتتبدّد كلّ أحلامه التافهة . فكل ما أراد ترتيبه على اتهام بعض الشخصيات بتحريف القرآن يجب عليه أن يرتبه على هؤلاء الصحابة الآتية أسماؤهم ـ أو الذين رووا عنهم إذا شئتم لكن ما العمل والأسانيد صحيحة وحسنه؟ ـ والذين أقر علماؤه بأنهم قالوا بالتحريف .
فأقول : قال إمامهم سفيان بن عيينة : (( إن ابن مسعود أنكر قرآنية المعوّذتين )) حيث قال في تفسيره 349 : ليستا في مصحف ابن مسعود ، كان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوّذ بهما الحسن والحسين ولم يسمعه يقرأ بهما في شيء من صلاته ، فظن ـ أي ابن مسعود ـ أنهما معوذتان فأصرّ على ظنه وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما.))
وقال إمامهم أبو زكريا الفرّاء في تفسيره الجزء 2 صفحة 483 : (( وقوله تعالى (إن هذان لساحران) قد اختلف فيه القرّاء ، فقال بعضهم : هو لحن ـ أي خطأ ـ ولكنا نمضي عليه لئلا نخالف الكتاب . حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدثني أبو معاوية الضرير عن هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة أنها سئلت عن قوله في سورة النساء (لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة) وعن قوله في المائدة (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون) وعن قوله (إن هذان لساحران) فقالت : يا ابن أخي هذا كان خطاً من الكاتب )). وقرأ أبو عمرو ـ وهو أحد القرآء السبعة ـ (إن هذين لساحران) ـ أي قرأ بخلاف قراءتنا ـ واحتج أنه بلغه عن بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( إن في المصحف لحنا وستقيمه العرب )).
أقول : وذكر في هامشه أن هذا الصاحب هو عثمان بن عفان .
واعترف الفراء في الجزء 2 صفحة 120 بقوله: (( وقوله تعالى : (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه) قال ابن عباس : هي وصى ، التصقت واوها .))
قال ابن جرير الطبري في تفسيره الجزء 6 صفحة 18 : (( ثم اختلف قائلو ذلك في سائر مخالفة إعرابهم إعراب (والراسخون في العلم) وهما من صفة نوع من الناس ، فقال بعضهم : ذلك غلط من الكاتب .))
ذكر من قال ذلك : حدثنا حماد بن سلمة عن الزبير قال : قلت لأبان بن عثمان : ما شأنها كتبت : لكن الراسخون في العلم منهم زالنؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة ؟ قال : إن الكاتب لما كتب : لكن الراسخون في العلم منهم حتى إذا بلغ قال ما أكتب؟ قيل له اكتب : والمقيمين الصلاة . فكتب ما قيل له .)) ـ أي أنه كتبها على الخطأ ـ
وقال ابن جرير في الجزء 18 صفحة 10 : (( القول في تأويل قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكّرون) اختلف أهل التأويل في ذلك ، فقال بعضهم : تأويله : يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأذنوا .
ذكر من قال ذلك : حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال حدّثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه كان يقرؤها : لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأذنوا وتسلموا على أهلها . قال ـ أي ابن عباس ـ : وإنما تستأنسوا ، وهم من الكتاب . ـ أي أن ما يوجد في مصاحف المسلمين وهم من الكتاب في نظر ابن عباس .
حدثنا ابن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ـ في هذه الآية ـ قال : إنما هي خطأ من الكاتب . حتى تستأذنوا وتسلموا .
وكذا أيضا ذكر ابن جرير بإسناد صحيح عن ابن عباس أنه قال : إنما هي حتى تستأذنوا ، ولكنها سقط من الكاتب.))
وهكذا بقية الروايات .
وذكر أيضا : قال سفيان : وبلغني أن ابن عباس كان يقرؤها : حتى تستأذنوا . وقال إنما هي خطأ من الكاتب .
وكثير من مثل هذه الموارد .
واعترف الإمام أبو عبيدة في كتابه (مجاز القرآن) الجزء 2 صفحة 21 في تفسير قوله تعالى : (قالوا إنَّ هذان لساحران) قال أبو عمرو وعيسى ويونس " إنّ هذين لساحران " في اللفظ وكتب " هذان " ـ أي في المصحف ـ كما يزيدون وينقصون في الكتاب واللفظ صواب )) . وهذا كلام صريح في تحريف القرآن .
وكذا اعترف إمامهم أبو بكر بن الأنباري بتحريف عمر بن الخطاب وادعائه خطأ ما كتب في القرآن وهو ما نقله القرطبي في تفسيره الجزء 18 صفحة 102 : ((قال أبو بكر الانباري: وقد احتج من خالف المصحف بقراءة عمر وابن مسعود، وأن خرشة بن الحر قال: رآني عمر رضي الله عنه ومعي قطعة فيها " فاسعوا إلى ذكر الله " فقال لي عمر: من أقرأك هذا ؟ قلت أبي. فقال: إن أبيا أقرؤنا للمنسوخ. ثم قرأ عمر " فامضوا إلى ذكر الله ".)) وبسنده أيضا : ((عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: ما سمعت عمر يقرأ قط إلا " فامضوا إلى ذكر الله ".)) وكذا بسنده : ((عن إبراهيم أن عبد الله بن مسعود قرأ " فامضوا إلى ذكر الله " وقال ـ أي ابن مسعود ـ : لو كانت " فاسعوا " لسعيت حتى يسقط ردائي.)) وهذا كلام صريح من عبد الله بن مسعود وعمر أن القرآن ليس " فاسعوا إلى ذكر الله " ، وهذا كلام صريح من ابن مسعود أن الصحيح هو " فامضوا إلى ذكر الله " لا " فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع " .
قال ابن قتيبة في (تأويل مشكل القرآن) الصفحة 33 : (( وأما نقصان مصحف عبد الله ـ أي عبد الله بن مسعود ـ بحذفه أم الكتاب والمعوّذتين ، وزيادة أبَي سورة القنوت ، فإنا لا نقول إن عبد الله وأبيًّا أصابا وأخطأ المهاجرون والأنصار ، ولكن عبد الله ذهب فيما يرى أهل النظر إلى أن المعوّذتين كانتا كالعوذة والرقية وغيرها ، وكان يرى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يعوّذ بهما الحسن والحسين وغيرهما ، كما كان يعوّذ بكلمات الله التامّة وغير ذلك . فظنّ ـ أي ابن مسعود ـ أنهما ليستا من القرآن ، وأقام على ظنّه ومخالفته الصحابة )). ها قد اعترف ابن قتيبة أن أبي بن كعب زاد في القرآن ما ليس منه ، وأن ابن مسعود أنقص من القرآن سورتين وخالفا بذلك الصحابة .
وقال العلامة القرطبي في تفسيره الجزء 20 صفحة 251 : ((وزعم ابن مسعود أنهما دعاء تعوذ به، وليستا من القرآن، خالف به الإجماع من الصحابة وأهل البيت.))
وقال القرطبي في الجزء 11 صفحة 216 في قوله تعالى : (إن هذان لساحران) : (( وقد خطّأها قوم حتى قال أبو عمرو : إني لأستحي من الله أن أقرأ " إن هذان ".)) ـ أي أنه يستحي أن يقرأ كما أنزلها الله تعالى ـ ((وقال عثمان ابن عفان رضي الله عنه: في المصحف لحن ـ أي خطأ ـ وستقيمه العرب بألسنتهم. وقال أبان بن عثمان: قرأت هذه الآية عند أبي عثمان بن عفان، فقال: لحن وخطأ، فقال له قائل: ألا تغيروه ؟ فقال: دعوه فإنه لا يحرم حلالا ولا يحلل حرما.))
وقال القرطبي في الجزء 6 صفحة 15 : (( وقال أبان بن عثمان : كان الكاتب يملى عليه فيكتب فكتب " لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون " ثم قال له: ما أكتب ؟ فقيل له: اكتب " والمقيمين الصلاة " فمن ثم وقع هذا.)) ـ أي وقع هذا الخطأ في القرآن ـ
وقال في الجزء 10 صفحة 237 : ((قال ابن عباس: إنما هو " ووصى ربك " فالتصقت إحدى الواوين فقرئت " وقضى ربك " إذ لو كان على القضاء ما عصى الله أحد. وقال الضحاك: تصحّفت على قوم " وصّى بقضى " حين اختلطت الواو بالصاد وقت كتب المصحف. ))
قال الإمام ابن الجوزي في تفسيره (زاد المسير) الجزء 5 صفحة 297 : ((واختلف القراء في قوله تعالى : { إِنْ هذان لساحران } فقرأ أبو عمرو بن العلاء : «إِنَّ هذين» على إِعمال «إِنَّ» وقال : إِني لأستحيي من الله أن أقرأ «إِنْ هذان» .... فأما قراءة أبي عمرو ، فاحتجاجه في مخالفة المصحف بما روى عن عثمان وعائشة ، أن هذا من غلط الكاتب ...)).
وقال ابن الجوزئ في الجزء 2 صفحة 151 : ((وفي نصب «المقيمين» أربعة أقوال . أحدها : أنه خطأٌ من الكاتب ،وهذا قول عائشة )). انتهى كلامه.
قال الإمام المفسّر ابن عطية الأندلسي في تفسيره الجزء 10 صفحة 50في تفسير قوله تعالى : (إن هذان لساحران) : (( وقالت جماعة منهم عائشة وأبو عمرو : هذا مما لحن الكاتب فيه)). ـ أي أخطأ الكاتب في كتابة المصحف ـ
وقال في الجزء 4 صفحة 290 : (( واختلف الناس في معنى قوله: (والمقيمين) ، وكيف خالف إعرابها ما تقدّم وما تأخّر ، فقال أبان بن عثمان وعائشة : ذلك من خطأ كاتب المصحف .))
وقال ابن جزيّ المفسّر في تفسيره (التسهيل لعلوم التنزيل) الجزء 1 صفحة 173 : (( (والصابئون) ، قراءة السبعة بالواو . وهي مشكلة ، حتى قالت عائشة : هو من لحن كتاب المصحف )) ـ أي من خطئهم ـ
وكذلك اعترف بقوله في الجزء 1 صفحة 194 : (( (والمقيمين) ، منصوب على المدح بإضمار فعل ، وهو جائز كثيرا في الكلام . وقالت عائشة : هو من لحن كتّاب المصحف )) .
وفي الجزء 3 صفحة 15 (( (إن هذان لساحران) قرئ : إن هذين باليائ ، ولا إشكال في ذلك . وقالت عائشة : هذا مما لحن فيه كتاب المصحف)). ي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عايش
المدير العام
المدير العام



عدد الرسائل : 116
تاريخ التسجيل : 14/06/2011

القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة   القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة Icon_minitimeالجمعة يونيو 15, 2012 3:22 am

تابع للموضوع :
قال الإمام البغوي في تفسيره الجزء 1 صفحة 398: (( وقال عثمان: إن في المصحف لحنًا ستقيمه العرب بألسنتها، فقيل له: ألا تغيرّه؟ فقال: دعوه فإنه لا يُحلُّ حرامًا ولا يُحرِّم حلالا. وعامة الصحابة وأهل العلم على أنه صحيح )). لاحظ قوله : عامة الصحابة وأهل العلم .
قال إمامهم الحافظ ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري) الجزء 8 صفحة 295 : ((وَتَفْسِير ( قَضَى رَبُّك أَنْ لا تَعْبُدُوا ) بِمَعْنَى وَصَّى مَنْقُول مِنْ مُصْحَف أُبَيِّ بْن كَعْب.... وَمِنْ طَرِيق الضَّحَّاك أَنَّهُ قَرَأَ " وَوَصَّى " وَقَالَ : أُلْصِقَتْ الْوَاو بِالصَّادِ فَصَارَتْ قَافًا فَقُرِئَتْ وَقَضَى ، كَذَا قَالَ ـ أي الضحاك ـ وَاسْتَنْكَرُوهُ مِنْهُ .))
أقول : أي أن إمامهم الضحّاك بن مزاحم كان يقول: إن الآية (وقضى ربك) نزلت من عند الله (ووصى ربك) ولكن الواو الثانية التصقت خطأ بالصاد حين كتابة المصحف فصارت قافا إلى يومنا ، وهذا اعتراف ابن حجر العسقلاني عليه .
وقال ابن حجر أيضا عند قوله تعالى : (حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها) في الجزء 11 الصفحة 7 : (( معناه حتى تستأنسوا بأن تسلموا . وَحَكَى الطَّحَاوِيُّ أَنَّ الِاسْتِئْنَاس فِي لُغَة الْيَمَن الِاسْتِئْذَان وَجَاءَ عَنْ اِبْن عَبَّاس إِنْكَار ذَلِكَ ، فَأَخْرَجَ سَعِيد بْن مَنْصُور وَالطَّبَرِيّ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَب بِسَنَدٍ صَحِيح أَنَّ اِبْن عَبَّاس " كَانَ يَقْرَأ حَتَّى تَسْتَأْذِنُوا " وَيَقُول : أَخْطَأَ الْكَاتِب)) انتهى كلام ابن حجر. ومعنى كلامه أن ابن عباس لم يكن يقرؤها : حتى تستأنسوا ، كما هي عندنا في القرآن بل قرأها حتى تستأذنوا ، وكان يقول إن كاتب المصحف أخطأ في كتابة ما هو موجود في مصحفنا .
واعترف إمامهم العز بن عبد السلام بإنكار ابن مسعود المعوّذتين وأنهما في نظره ليستا من القرآن ، فقال في تفسيره الجزء 3 صفحة 509 : (( وهي والتي بعدها معوّذتا الرسول صلى الله عليه وسلم حين سحرته اليهوديّة ، وكان يقال لهما المشقشقتان ، أي تبرئان من النفاق . وخالف ابن مسعود رضي الله تعالى عنه الإجماع بقوله : هما عوذتان وليستا من القرآن الكريم .))
وقال إمامهم الماوردي في تفسيره الجزء 4 صفحة 570 : (( وزعم ابن مسعود أنهما دعاء تعوّذ به وليستا من القرآن . وهذا قول خالف به الإجماع من الصحابة وأهل البيت .))
وقال علامتهم الخفاجي في حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي الجزء 6 صفحة 212 : (( وأما قول عثمان: إني أرى في المصحف لحنا وستقيمه العرب بألسنتها ، فكلام مشكل .))
وقال علامتهم الآلوسي في تفسيره الجزء 30 صفحة 379 : (( وعن ابن مسعود أنه أنكر قرآنيتهما ـ أي المعوّذتين ـ أخرج الإمام أحمد والبزار والطبراني وابن مردويه من طرق صحيحة عنه أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ، ويقول لا تخلطوا القرآن بما ليس منه ، إنهما ليستا من كتاب الله تعالى ، إنما أمِر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعوّذ بهما . وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما )) . وسجّل الآلوسي اعترافه في الجزء 16 صفحة 221 حيث قال : (( واستشكلت هذه القراءة ـ أي قوله تعالى : (إن هذان لساحران) ـ حتى قيل إنهما لحن وخطأ بناء على ما أخرجه أبو عبيد في (فضائل القرآن) عن هشام بن عروة عن أبيه قال : سألت عائشة عن لحن القرآن عن قوله تعالى : (قالوا إن هذان لساحران) وعن قوله تعالى : (والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة) وعن قوله تعالى : (والذين هادوا والصابئون) فقالت عائشة : يا ابن أخي هذا عمل الكتّاب أخطأوا في الكتاب . وإسناده صحيح على شرط الشيخين ، كما فال الجلال السيوطي .)) انتهى كلامه.
وقال إمامهم المفسر ابن عاشور في تفسيره الجزء 30 صفحة 624 : (( واشتهر عن عبد الله بن مسعود في الصحيح أنه كان ينكر أن تكون المعوّذتان من القرآن ، ويقول إنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتعوّذ بهما ، أي ولم يؤمر بأنهما من القرآن .)) انتهى كلامه .
وقال ابن تيمية في (مجموع الفتاوى) الجزء 12 صفحة 492 : (( وكذلك بعض السلف أَنْكَرَ بَعْضُهُمْ حُرُوفَ الْقُرْآنِ مِثْلَ إنْكَارِ بَعْضِهِمْ ـ وهو ابن عباس ـ قَوْلَهُ : { أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا } وَقَالَ : إنَّمَا هِيَ : أو لَمْ يَتَبَيَّنْ الَّذِينَ آمَنُوا. وَإِنْكَارِ الآخَرِ ـ وهو الضحاك بن مزاحم ـ قِرَاءَةَ قَوْلِهِ : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إلا إيَّاهُ } وَقَالَ : إنَّمَا هِيَ : وَوَصَّى رَبُّك . وَبَعْضُهُمْ ـ وهو ابن مسعود ـ كَانَ حَذَفَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَآخَرُ ـ وهو أبي بن كعب ـ يَكْتُبُ سُورَةَ الْقُنُوتِ .))
وبعد الفراغ من شهادة علمائهم واعترافهم على صحابتهم وتابعيهم بالقول بتحريف القرآن ، نذكر بعض علماء أهل السنة الذين دانوا بتحريف القرآن ودوّنوه في كتبهم .
أوّلهم إمامهم العلامة أبو بكر بن أبي داود السجستاني الذي ترجمه الذهبي في (سير أعلام النبلاء) الجزء 13 صفحة 222 – 223 حسب المكتبة الشاملة بقوله: (( الإمام العلامة الحافظ شيخ بغداد أبو بكر السجستاني، صاحب التصانيف... وكان من بحور العلم، بحيث إن بعضهم فضله على أبيه.)) وقال عنه في (تذكرة الحفاظ) الجزء 2 صفحة 767 : (( الحافظ العلامة قدوة المحدّثين )). ماذا فعل؟ عنون في كتابه (المصاحف) صفحة 50 بابا بعنوان : باب ما كتب الحجاج بن يوسف في المصحف . وفي صفحة 130 : باب ما غيّر الحجّاج في مصحف عثمان . ثم ذكر إحدى عشرة آية غيّرها الحجاج بن يوسف الثقفي في مصحف عثمان . وما زالت تغييرات الحجاج إلى يومنا موجودة في المصحف.
ومن علمائهم صاحب المفردات الراغب الأصفهاني الذي عنون في كتابه (المحاضرات) الجزء 2 صفحة 434 بابين : أوّلهما ما في القرآن من تغيير الكتابة ، فقال : (( كان القوم الذين كتبوا المصحف لم يكونوا قد حذقوا الكتابة فلذلك وضعت أحرف على غير ما يجب أن تكون عليه . وقيل لما كتبت المصاحف وعرضت على عثمان وجد فيها حروفا من اللحن في الكتابة فقال: لا تغيّروها فأن العرب ستغيّرها أو ستعبّر بها ، ولو كان الكاتب من ثقيف والمملي من هذيل لم يوجد فيه هذه الحروف . وثانيهما ما سدّ منه لحنا ، سألت عائشة عن لحن القرآن عن قوله : (قالوا إن هذان لساحران) وعن قوله: (والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة) وعن قوله: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون) ، فقالت: يا ابن أختي هذا عمل الكتّاب أخطأوا في الكتابة .))
ومن علمائهم من كتب كتابا كاملا لإثبات وقوع التحريف في القرآن وهو شيخهم ابن الخطيب ، فجمع عالمهم هذا أقوال الصحابة والتابعين في تحريف القرآن . وكافح ابن الخطيب ونافح في كتابه (الفرقان) عن فكرة التحريف ، وصار يرد بذلك على بعض علماء الأزهر ، وسننقل بعض الموارد من كتابه .
فقال في فصل ما غيّره الحجاج في المصحف، صفحات 50 - 51 - 52 طبعة دار الكتب العلمية : (( قد غيّر الحجاج بن يوسف الثقفي في المصحف اثني عشر موضعا :
كانت في سورة البقرة (لم يتسنّ) فغيّرها (لم يتسنّه) بالهاء . [كما هي في مصحفنا اليوم] .
وكانت في سورة المائدة (شريعة ومنهاجا) فغيّرها (شرعة ومنهاجا) [كما هي في مصحفنا اليوم] .
وكذلك في سورة يونس (وهو الذي ينشركم) فغيّرها (يسيّركم) .
وكانت في سورة يوسف (أنا آتيكم بتأويله) قغيّرها الحجاج إلى (أنا أنبّئكم بتأويله) [كما في مصحفنا] .
وكانت في سورة المؤمنين (سيقولون لله) فغيّرها (سيقولون الله) ، وفي نفس السورة أيضا (سيقولون لله) فغيّرها (سيقولون الله) [وهي هكذا في مصحفنا] .
وكانت في سورة الشعراء ـ في قصة نوح عليه السلام ـ (من المخرجين) وفي نفس السورة ـ في قصة لوط عليه السلام ـ (من المرجومين) فغيّر التي في قصة نوح وجعلها (من المرجومين) وجعل التي في قصة لوط (من المخرجين) [وهي على التحريف إلى اليوم في مصحفنا] .
وكانت في سورة الزخرف (نحن قسمنا بينهم معايشهم) فغيّرها (معيشتهم) .
وكانت في سورة الذين كفروا [ سورة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم (من عايش ـ ] (من ماء غير ياسن) فغيّرها (آسن) [والتحريف مازال في مصحفنا] .
وكانت في سورة الحديد (فالذين أمنوا منكم واتّقوا) فغيّرها (وأنفقوا) [وهي في مصحفنا إلى اليوم] .
وكانت في سورة التكوير (وما هو على الغيب بظنين) فغيّرها (بضنين) [كما هي في مصحفنا اليوم] .)) [ما بين المعقوفتين من صاحب الشريط]
وفي عنوان فيرعيّ صفحة 52 قال ابن الخطيب : سبب ما فعله الحجاج من التغيير: (( ولم يصنع الحجاج ما صنع، إلا بعد اجتهاده وبحثه مع القرّاء والفقهاء المعاصرين له . وبعد إجماعهم على أن ذلك قد حدث من تحريف الكتّاب والناسخين [أقول : لاحظ أنه ادعى إجماع أهل السنة في عصر الحجاج على وقوع التحريف ] الذين لم يريدوا تغييرا ولا تبديلا ، وإنما حدث بعض ما حدث لجهلهم بأصول الكتابة [أي الصحابة] وقواعد الإملاء . والبعض الآخر لخطأ الكاتب في سماع ما يملى عليه ، والتباسه فيما يتلى عليه. )) .
وقال ابن الخطيب أيضا في فصل التناقض الموجود في رسم المصحف من كتابه (الفرقان) صفحة 83 - 84: في عنوان فرعي : قصور كاتب المصحف في الهجاء :
(( وعلم الله تعالى أن هذا الرسم لم يناقض بعضه بعضا ، إلا لتوهّم الكاتب للمصحف الأوّل ، وقصوره في فن الهجاء ، وخطئه .
نعم أقولها واضحة جلية بدون مواربة ، فالحق لا يقبل المحاباة ، ولا المداجاة .
لأن ذلك الكاتب من البشر ، وسائر البشر يجوز في حقهم السهو ، والخطأ ، والنسيان ، والقصور .
وقد قال بذلك؛ عائشة، وابن عباس، وغيرهما من فضلاء الصحابة الذين أخذنا عنهم الشريعة، والدين ، والقرآن .))
وقال ابن الخطيب في صفحة 45 : (( وليس ما قدمناه من لحن الكتاب في المصحف بضائره ،أو بمشكّك في حفظ الله تعالى له . بل إن ما قاله ابن عباس وعائشة وغيرهما من فضلاء الصحابة وأجلاء التابعين ، أدعى لحفظه وعدم تغييره وتبديله .))
أقول : قصد شيخهم أنهم أرشدونا إلى أماكن التحريف الذي وقع ، ولكن تناسى شيخهم هذا أن هذا التحريف المدّعى من عائشة والصحابة ما زال موجودا في مصاحف المسلمين ولم يغيَّر .
وقال ابن الخطيب أيضا في عنوان فرعي : جواز الخطأ على كتاب المصحف صفحة 45 : (( ومما لا شك فيه أن أن كتاب المصاحف من البشر ، يجوز عليهم ما يجوز على سائرهم من السهو والغفلة والنسيان ، والعصمة لله وحده .)) [(من عايش) وفي صفحة 46 في عنوان فرعي : عصمة الأنبياء بعد العنوان السابق ، في الفقرة الثانية منه قال:] (( ومثل لحن الكتّاب كلحن المطابع ، فلو أن بعض المطابع طبعت مصحفا به بعض الخطأ ـ وكثيرا ما يقع هذا ـ وسايرها على ذلك بعض قرّاء هذا المصحف ؛ لم ذلك متعارضا مع حفظ الله تعالى له ، وإعلائه لشأنه .))
وتناسى ابن الخطيب أن هذا التحريف ما زال في مصاحف المسلمين .
وقال أيضا في كتابه (الفرقان) صفحة 90 تحت عنوان نصه : قول عثمان بأن في كتابة المصحف لحنا : (( وقد جاء أن عثمان رضي الله تعالى عنه ، قال ـ حين عرض عليه المصحف في كتبته الأخيرة ـ : أرى فيه لحنا ، وستقيمه العرب بألسنتها .
ولا شك بأن عثمان يقصد بذلك اللحن الذي ستقيمه العرب بألسنتها : الخطأ البادي في الهجاء ، والتناقض الموجود في رسم المصحف القديم .))
وقال أيضا تحت عنوان نصه : قول عائشة بخطأ كاتب المصحف الأول ، صفحة 90 - 91 : (( روى أبو معاوية ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها أنها قالت : ثلاثة أحرف في كتاب الله تعالى ، هي من خطأ الكتاب : (إن هذان لساحران) ، و(إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون)، و(لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة). [ثم يكمل ابن الخطيب في نفس الصفحة وبعد هذه الفقرة]
أما وقد ثبت لنا الآن من قول عائشة رضي الله تعالى عنها ، ومن قول كثير من فضلاء الصحابة : خطأ الكاتب للمصحف الأوّل ؛ فلا معنى للتمسّك بهذا الرسم ، الذي ثبت خطؤه بقول الرسول عليه الصلاة والسلام ، وقول عثمان رضي الله تعالى عنه ، وقول عقلاء الأمة وأدبائها ومفكّريها .
وقد كان هذا الرسم سببا في خطأ بعض القرّاء المشهورين ، كما سنبيّنه في الفصول القادمة إن شاء الله تعالى.)) انتهى كلامه بتمامه.
والآن ما يقول أولئك القوم الذين لا يعلمون ما يقول علماؤهم ؟ هل عندهم الآن الشجاعة الكافية لتكفير الصحابة الذين صح عنهم القول بتحريف القرآن ، وشهد علماء أهل السنة بذلك ؟ ونتنازل لهم ولا نريد منهم سوى تكفير أحد الصحابة ، إن كانوا صادقين . ونتنازل أكثر فأكثر ونريد منهم تكفير علمائهم الذين صرّحوا بالتحريف كإمام العراق الحافظ أبي بكر بن داود . فهل يفعلون ؟ قال تعالى : ( يا أيها الذين لمَ تقولون ما لا تفعلون ، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) .
وفي الختام نقول : إن الله عزّ وجلّ قد تكفّل بحفظ كتابه ، وصانه من كل تلاعب ، ونقص وزيادة بقوله تعالى : ( إنا نحن نزّلنا الذّكر وإنا له لحافظون ) سواء رضي سلفهم الصالح بذلك أم لا ؛ وهذه الأبحاث التي فيها من الضّرر ما لا يخفى إنما افتتح بابها الوهابيون ، وإنا لم نكن لنعبأ بأمثال هؤلاء الذين جهلوا أنفسهم ، فضلا عن [عدم] علمهم بغيرهم ، ولكن حيث صار الأمر مستفحلا ، وتلبّس بلباس العلم من ليس له بأهل ، وصار أهل الجور والنّفاق في نظر عوامّهم أهل الحق والإنصاف ، لكثرة كذب المفتري ، وكظم المحِقّ ، كان المحتّم علينا ردّ الكيل بمثله حتى يرتدع من سيوقفه الله تعالى موقفا عظيما بين يديه ، إذ نال من القرآن الكريم ، بزجّه في معترك الاتهام ، وجعله عرضة لأقوال القائلين ، وتشكيك المشكّكين . ونهيب بأهل الإسلام والغيرة على الدين الحنيف ، والقرآن المجيد ، أن يقفوا وقفة رجل واحد أمام هذه الشرذمة التي صارت معولا هدّاما للدين بجعلها القرآن الكريم الذي صانه الله عزّ وجلّ ، عرضة للتناوش والأخذ والردّ بين المذاهب الإسلامية ، حتى خيّل لمن ليس له كثير اطّلاع أن تحريف القرآن صار أمرا مجمعا عليه بين الطوائف الإسلامية ، بسبب تراشقهم بالتهم والكيل لبعضهم البعض ، الذي ما زال يؤجّج ناره الوهابيون [ومن اغترّ بهم وركب أذيالهم] ويصفّق لهم اليهود والنّصارى وأعداء الإسلام . فلا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم . والحمد لله رب العالمين .)) انتهى كلام الأخ العزيز .

يقول عايش ـ ناقل هذه المحاضرة بتمامها من الشريط السمعي ـ :
الحمد لله الذي وفّقني إلى هذا العمل الذي لم يكن ـ وقد علم الله تعالى ـ إلا من أجل إسكات وإخراس الألسنة المتنطّعة والمسيئة إلى القرآن الكريم بزعمها أنها تدافع عنه ، قال تعالى : (( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً )) [الكهف : 104] صدق الله العلي العظيم ، يفعلون ذلك من أجل غاية خسيسة لا قيمة لها ، وهي إبطال مذهب خصمهم ـ ويبدو أنهم يؤمنون بأن الغاية تبرر الوسيلة ـ ببذل قصارى جهودهم لإثبات أن الشيعة يقولون ، لا بل ويؤمنون بأن القرآن محرّف ـ والعياذ بالله ـ وينقلون أقوال بعض من قال ذلك من العلماء زاعمين أن الطائفة كلها تقول بقولهم ! مستعملين الكذب والتدليس والتهويل والمغالطة ... وقد قلنا لهم مرارا : دعكم من هذا الأسلوب ، إنكم تسيئون بالدرجة الأولى إلى القرآن نفسه ، وقد ذكرنا لهم قول الشيخ محمد الغزالي في كتابه دفاع عن العقيدة والشريعة ضدّ مطاعن المستشرقين ، ولكنّهم لم يسمعوا نداءنا وبقوا مصرّين ومتعنّتين ومعاندين وراكبين رؤوسهم على هذا الأمر . وكم من مرّة قلنا لهم إن الروايات والأقوال التي تستندون عليها في اتهام الشيعة ، هي نفسها موجودة في كتبكم وربّما أكثر وأخطر ، ولكن لجّوا في طغيانهم ، وكبريائهم وغرورهم .
فها هو هذا الأخ قد ردّ بنفس الكيل عليهم ، وهو لا يريد أن يثبت تحريف القرآن عند أهل السنة ، كلا ولكن يقصد المعاملة بالمثل ، فعسى هؤلاء أن يثوبوا إلى رشدهم ـ إن كان فيهم رجل عاقل رشيد واعٍ مؤمن حقّا ـ .
وأخيرا أقول :
أفلا يحقّ لنا نحن الشيعة أن نقول ـ واستغفر الله تعالى ـ إن أهل السنة يقولون بتحريف القرآن لكي أبطل مذهبهم ؟ ولكنّني لن أقولها لأنني سأسيء إلى كتاب ربي بالدرجة الأولى ، وأكون عندها قد حققت غاية تافهة على حساب أمر عظيم ، بل على حساب ديني وأصل من أصوله عظيم وأحد الثقلين اللذين أمرني الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالتمسك بهما ـ هذه هي عقيدتي ـ طبعا سيقول المعاند الجاهل المكابر : هذه تقيّة منك . لا بأس ولكن الحقائق هي ماثلة أمام العيان ، ولا ينكرها إلا أعمى البصيرة ، ومن امتلأ قلبه قيحا من الحقد والكراهية والبغضاء والتعصّب الأعمى .
كما أذكر المعاندين بقول إمامهم وشيخهم (شيخ الإسلام) في مجموع فتاويه أو فتاواه الجزء 12 صفحة 263 – 264 ، الطبعة التي اعتنى بها وخرج أحاديثها عامر الجزار وأنور الباز ، دار الوفاء بجمهورية مصر العربية ، الطبعة الثالثة (مصوّرة PDF ) في 37 مجلدا . حيث أنه لم يكفر من أنكر المعوذتين ، ومن زاد سورة القنوت في القرآن الكريم ... فراجعوا كلامه .
فإذا كفّرتم العلماء من الشيعة الذين قالوا بالنقص أو الزيادة في القرآن وحتى بالتحريف ـ علما أن أقوالهم مردودة عند علمائنا ومراجعنا ـ كصاحب فصل الخطاب ، أو بعض المفسرين القدماء ؛ إذا كفّرتموهم فيلزمكم تكفير الصحابة والتابعين والعلماء الذين قالوا بالتغيير والنقص والزيادة وأنكروا في القرآن الكريم . فما رأيكم ؟
القول السديد هو أن هؤلاء العلماء من الطرفين عرضت لهم الشبهة وأوهمتهم الروايات فوقعوا تحت تأثيرها وصدّقوها ، فخلصوا إلى تلكم النتيجة ، ولم يكفر أحد منهم بالله ولا بالقرآن الكريم ، فهم معذورون إن ساقهم البحث إليها.
وإذا بقيتم على إصراركم بأن الشيعة يقولون ويؤمنون بتحريف القرآن ، فيلزمنا ويلزمكم القول بأن أهل السنة والجماعة يقولون ويؤمنون بتحريف القرآن .
والحلّ هو التوبة والرجوع إلى الله وإلى الحق والإنصاف ، وطرح الحقد والكراهية والشحناء ، ولعن الشيطان ، واستغفار الله تعالى ، والتآخي ، والعمل بالقرآن وبالسنّة النبوية المطهّرة التي أمرتنا بالتمسّك بالقرآن والعترة الطاهرة .
أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم جميعا . وإن كان الجميع دفه إيمانه وغيرته على دينه وكتابه فالله يجازي الجميع ويغفر لهم ـ وإن كانوا أخطأوا الطريق ـ
فالرجاء كف الألسنة عن مثل هذا الموضوع ، وعدم العود إليه ، بارك الله في الجميع ، وهداهم إلى الصواب والصراط المستقيم.
قال الله تعالى : (( بسم الله الرحمن الرحيم . والعصر . إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .)) صدق الله العليّ العظيم . انتهى كلام عايش .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو الحسن المالكي
المدير العام
المدير العام
ابو الحسن المالكي


عدد الرسائل : 1168
تاريخ التسجيل : 27/11/2010

القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة   القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة Icon_minitimeالأحد يونيو 17, 2012 2:08 pm

أحسنت أخي موضوع مميز وجميل واذا أخذ حقه من النقاش سيظهر الحق من الباطل وقبل ان ابدأ معك النقاش فيه أسئلك سؤالين وأرجو اجابة مباشرة

1/ هل قال أحد من علماء السنة بتحريف القران Question

أنت لو تسألني هذا السؤال بطريقة عكسية هل يقول علماء الشيعة بتحريف القران اجيبك نعم صاحب كتاب فصل الخطاب في اثبات تحربف كتاب رب الارباب الرافظي الهالك نعمة الله قال بتحريف القران Exclamation وهذا واحد من كثير .

2/ ماهو حكم من قال بتحريف القران بزيادة او نقصان (حكمه كذا ) Question

أما عن قولك عن بن مسعود رضي الله عنه في حك المعوذتين فيكفي أن تفتح المصحف الموجود بين ايدينا الان والموجد فيه المعوذتين وتنظر في سنده هل موجود فيه بن مسعود واليك هذا السند كمثال إلى ابن مسعود


قراءة عاصم وهو أحد القراء السبعة حيث قرأ القرآن كله وفيه المعوذتين بأسانيد صحيحة حيث قرأ عاصم على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب وقرأ على أبي مريم زر بن حبيش الأسدي وعلى سعيد بن عياش الشيباني .. وجميعهم أخذوا القراءة عن عبد الله بن مسعود غاية النهاية 1/315- 3

الخلاصة
أن القرآن وصل لنا بأسانيد صحيحة إلى ابن مسعود وفيه المعوذتين وبهذا يسقط قول الرافضة أن ابن مسعود أنكر المعوذتين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو الحسن المالكي
المدير العام
المدير العام
ابو الحسن المالكي


عدد الرسائل : 1168
تاريخ التسجيل : 27/11/2010

القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة   القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة Icon_minitimeالأحد يوليو 01, 2012 1:35 pm

ابو الحسن المالكي كتب:
أحسنت أخي موضوع مميز وجميل واذا أخذ حقه من النقاش سيظهر الحق من الباطل وقبل ان ابدأ معك النقاش فيه أسئلك سؤالين وأرجو اجابة مباشرة

1/ هل قال أحد من علماء السنة بتحريف القران Question

أنت لو تسألني هذا السؤال بطريقة عكسية هل يقول علماء الشيعة بتحريف القران اجيبك نعم صاحب كتاب فصل الخطاب في اثبات تحربف كتاب رب الارباب الرافظي الهالك نعمة الله قال بتحريف القران Exclamation وهذا واحد من كثير .

2/ ماهو حكم من قال بتحريف القران بزيادة او نقصان (حكمه كذا ) Question

أما عن قولك عن بن مسعود رضي الله عنه في حك المعوذتين فيكفي أن تفتح المصحف الموجود بين ايدينا الان والموجد فيه المعوذتين وتنظر في سنده هل موجود فيه بن مسعود واليك هذا السند كمثال إلى ابن مسعود


قراءة عاصم وهو أحد القراء السبعة حيث قرأ القرآن كله وفيه المعوذتين بأسانيد صحيحة حيث قرأ عاصم على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب وقرأ على أبي مريم زر بن حبيش الأسدي وعلى سعيد بن عياش الشيباني .. وجميعهم أخذوا القراءة عن عبد الله بن مسعود غاية النهاية 1/315- 3

الخلاصة
أن القرآن وصل لنا بأسانيد صحيحة إلى ابن مسعود وفيه المعوذتين وبهذا يسقط قول الرافضة أن ابن مسعود أنكر المعوذتين

يرفع بالصلاة والسلام على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام


قال تعالى(...وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو الحسن المالكي
المدير العام
المدير العام
ابو الحسن المالكي


عدد الرسائل : 1168
تاريخ التسجيل : 27/11/2010

القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة   القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة Icon_minitimeالخميس يوليو 05, 2012 4:59 pm

ابو الحسن المالكي كتب:
أحسنت أخي موضوع مميز وجميل واذا أخذ حقه من النقاش سيظهر الحق من الباطل وقبل ان ابدأ معك النقاش فيه أسئلك سؤالين وأرجو اجابة مباشرة

1/ هل قال أحد من علماء السنة بتحريف القران Question

أنت لو تسألني هذا السؤال بطريقة عكسية هل يقول علماء الشيعة بتحريف القران اجيبك نعم صاحب كتاب فصل الخطاب في اثبات تحربف كتاب رب الارباب الرافظي الهالك نعمة الله قال بتحريف القران Exclamation وهذا واحد من كثير .

2/ ماهو حكم من قال بتحريف القران بزيادة او نقصان (حكمه كذا ) Question

أما عن قولك عن بن مسعود رضي الله عنه في حك المعوذتين فيكفي أن تفتح المصحف الموجود بين ايدينا الان والموجد فيه المعوذتين وتنظر في سنده هل موجود فيه بن مسعود واليك هذا السند كمثال إلى ابن مسعود


قراءة عاصم وهو أحد القراء السبعة حيث قرأ القرآن كله وفيه المعوذتين بأسانيد صحيحة حيث قرأ عاصم على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب وقرأ على أبي مريم زر بن حبيش الأسدي وعلى سعيد بن عياش الشيباني .. وجميعهم أخذوا القراءة عن عبد الله بن مسعود غاية النهاية 1/315- 3

الخلاصة
أن القرآن وصل لنا بأسانيد صحيحة إلى ابن مسعود وفيه المعوذتين وبهذا يسقط قول الرافضة أن ابن مسعود أنكر المعوذتين

يرفع بالصلاة والسلام على نبينا محمد وأله وصحبه أجمعين

قال تعالى(...وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ )

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القرآن الكريم في روايات أهل السنة والجماعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» روايات في أن فاطمة عليها السلام سيدة النساء وأفضلهن (من روايات أهل السنة) موتوا يا عراعير
» {{ أقوال علماء أهل السنة والجماعة من السلف والخلف في الصوفية}}
»  ( متى ظهر مصطلح أهل السنة والجماعة ؟ )
» حقيقة التوسل لدى اكبر فرق اهل السنة والجماعة‎
» موقف أهل السنة والجماعة من النظريات الشيعية في الإمامة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شيعة تبسة :: قسم الواحة التبسية :: منتدى الترحيب والتعارف-
انتقل الى: