منتدى شيعة تبسة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يلم شمل شيعة تبسة الجزائرية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا
تأملات حول دعاء الندبه Icon_minitimeالسبت مايو 09, 2015 1:53 pm من طرف أبن العرب

» التوحيد واقسامه
تأملات حول دعاء الندبه Icon_minitimeالجمعة مايو 01, 2015 1:29 pm من طرف أبن العرب

» قولوا لا إله إلا الله تفلحوا
تأملات حول دعاء الندبه Icon_minitimeالجمعة مايو 01, 2015 1:08 pm من طرف أبن العرب

» برنامج الأذان الشيعي للكمبيوتر -رائع-
تأملات حول دعاء الندبه Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 21, 2014 1:31 am من طرف أبو حسين

» الرد علي الشبهات تارافضيه
تأملات حول دعاء الندبه Icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2014 6:53 pm من طرف الشناوي احمد

» هل ولد علي بن ابي طالب رضي الله عنه في الكعبه يا رافضه
تأملات حول دعاء الندبه Icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2014 6:50 pm من طرف الشناوي احمد

» لماذا يكفر من ينكر الامامه
تأملات حول دعاء الندبه Icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2014 6:48 pm من طرف الشناوي احمد

» سؤال الي الرافضه
تأملات حول دعاء الندبه Icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2014 6:46 pm من طرف الشناوي احمد

» سؤال الي الشيعه
تأملات حول دعاء الندبه Icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2014 6:44 pm من طرف الشناوي احمد

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
pubarab

 

 تأملات حول دعاء الندبه

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رزيقة
المدير العام
المدير العام
رزيقة


عدد الرسائل : 1459
العمر : 43
تاريخ التسجيل : 29/12/2009

تأملات حول دعاء الندبه Empty
مُساهمةموضوع: تأملات حول دعاء الندبه   تأملات حول دعاء الندبه Icon_minitimeالجمعة مارس 26, 2010 4:19 pm

اللهم صل على محمد وال محمد



من مميزات دعاء الندبه انه مستحب قرأته في أوقات كثيره ومعينه بمناسبات مهمه وفي حالات تمر

على الانسان من فرح وترح ومن هذا الاوقات ((ايام العيدويوم الجمعه وأذا كان الانسان في

حالت سرور وايضا حالات الضجر والكآبه وفي حالت الشوق والحديث مع الامام المنتظر ))



توجد مجموعه تاملات حول هذا الدعاء الشريف الصادر على السان احد الاسفار الاربعه





المؤمن يقرأ دعاء الندبه حتى يصحح مسارات الانتظار كلما طال الزمان .





المؤمن الموالى المنتظر يكون في أسرار هذا الدعاء العظيم في أراده الله وفي مشيئة

اى قي حالة الصبر على الفراق وتحمل البلاياء) ((

_ دعاء الندبه كله حمدالله الانه بدأ بحمد الله والحمد حاله وجوديه شاكره لله فلا يمكن حمد الله

الا بالله فهل يوجد شئ منفصل عن إرادة الله حتى يتوجه العبد اليه



الانسان الموالى في حالة فقر دايم الوجه الله ووجه الله متمثل في إمام الزمان عليه السلام

وتظهر حالة الفقر والحمد في البكاء الممزوج بين الآمل والآنتظار



_

الآمام عليه السلام هو نفس انسانيه كامله مملؤه برحمه الالهيه والعلم والهدايه الآلهيه وكلمة

الانتظار بما تحمله من الكمالات الروحيه واتفاعل بين المنتظر والامام هي تجليات تظهر وتكون

نتيجه الى هذا إلى هذا الأنتظار فتحقق الأيه ((فنتظرو أني معكم من المنتظرين))

.فيكون الأمام هو المنتظر والمنتظر هو من جهى ينتظر الأذن في الخروج . ومنتظر من

جهتنا لان هو المخلوق الوحيد في زماننا من يفهم ويعقل مراد الحق.





كل مازاد الأيمان زاد الحب والشوق ودعاء الندبه يربطنا بقضيه

الأمام فنزداد ايماناً به و بتالي حبا وشوقا له.





دعاء الندبه يربي القارئ على إظهار الحب وهو المؤدي الى الشوق واللهفه وتوجد

به فقرات تدعو الي طاعه الله والتقرب الى صاحب الأمر ((العاطفه والعمل))

.. وفي النهايه آسآلكم الدعاء عندما تقرأون دعا الندبه ..,



نسألكم الدعاء





دعاء الندبة



https://www.youtube.com/watch?v=yitR6UXkEIk&feature=related


جعلنا الله وإياكم من المتمسكين بمذهبنا



تأملات حول دعاء الندبه 19076.imgcache
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ked
المدير العام
المدير العام
ked


عدد الرسائل : 158
تاريخ التسجيل : 19/07/2010

تأملات حول دعاء الندبه Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأملات حول دعاء الندبه   تأملات حول دعاء الندبه Icon_minitimeالجمعة يوليو 23, 2010 2:22 am

يعطيكم العافية على الموضوع المفيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشناوي احمد
المدير العام
المدير العام



عدد الرسائل : 506
تاريخ التسجيل : 20/02/2012

تأملات حول دعاء الندبه Empty
مُساهمةموضوع: عرّفوا لنا عبادة الأصنام ياشيعه!!!!!!!!!!!! الجزء الاول   تأملات حول دعاء الندبه Icon_minitimeالأحد مارس 11, 2012 10:59 pm



عرّفوا لنا عبادة الأصنام ياشيعه!!!!!!!!!!!! الجزء الاول




إلهي ومولاي.. قد صار الشرك يقع باسم التوحيد!! ويرتكب أكثر الناس الأعمال الشركية باسم التوحيد!!


عكسوا الأسماء, فبدّلوا الموت بالحياة.. !!!!!!!!!!!!!!!!!!
فاهدنا وإياهم إلى الصراط المستقيم.


إلهي ومولاي لماذا أضحى دينك ألعوبةً بيد العمائم السوداء الجهال..
ويا رب لماذا نسي هؤلاء المعممين سنة رسولك عليه الصلاة والسلام؟؟؟؟؟
سبحان الله!!!!!!!!!!!!


جاء في روضة الكافي للكليني، (ص:386)، ونهج البلاغة، الخطبة (147)،
على اختلافٍ يسيرٍ بين رواية الكليني ورواية الشريف الرضيّ.
قال عليه السلام: «بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله وسلم بِالْحَقِّ لِيُخْرِجَ عِبَادَهُ مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ إِلَى عِبَادَتِهِ وَمِنْ طَاعَةِ الشَّيْطَانِ إِلَى طَاعَتِهِ بِقُرْآنٍ قَدْ بَيَّنَهُ وأَحْكَمَهُ،


لِيَعْلَمَ الْعِبَادُ رَبَّهُمْ إِذْ جَهِلُوهُ، ولِيُقِرُّوا بِهِ بَعْدَ إِذْ جَحَدُوهُ، ولِيُثْبِتُوهُ بَعْدَ إِذْ أَنْكَرُوهُ، فَتَجَلَّى لَهُمْ سُبْحَانَهُ فِي كِتَابِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا رَأَوْهُ، فأراهم حِلْمَه كيف حَلُمَ،


وأراهم عفْوَهُ كيف عفا،
وأَرَاهُمْ قُدْرَته كيف قَدَرَ، وَخَوَّفَهُمْ مِنْ سَطْوَتِهِ، وَكَيْفَ خَلَقَ ما خَلَقَ من الآيات، وَكَيْفَ مَحَقَ مَنْ مَحَقَ من العصاة بِالْمَثُلاتِ وَاحْتَصَدَ مَنِ احْتَصَدَ بِالنَّقِمَاتِ، وكيف رَزَقَ وهَدَى وأعْطَى.


وقالرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أحثوا في وجوه المدّاحين التراب(وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج12/ص132، الحديث الأول.)


و قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «حلالُ محمَّدٍ حلالٌ إلى يوم القيامة وحرامُهُ حرامٌ إلى يوم القيامة»؟،


(رواه الشيخ الكليني في الكافي بسنده عن زرارة
قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الحلال والحرام


فقال: ((حلال محمّد حلال أبداً إلى يوم القيامة، وحرامه حرام أبداً إلى يوم القيامة، لا يكون غيره ولا يجئ غيره، وقال: قال عليٌّ عليه السلام : ما أحدٌ ابتدع بدعةً إلا ترك بها سنةً.)). (الكافي: ج 1/ ص 58، ح19)


كما قال: «لا رأيَ في الدين، إنَّما الدين من الربِّ أمرُهُ ونَهْيُهُ» (وسائل الشيعة،ج18/ص40)،


مما يعني أنه لا يحق لأحد أن يزيد على آداب وأحكام الدين أو ينقص منها؟؟؟؟؟.


لماذا تمَّ إبعاد الناس- للأسف - عن سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وَشَغْلِهِمْ بالبدع وامور الشرك وجَعْلِهِمْ يغترُّون بها،؟؟؟؟؟؟


وقد رُوي عن الإمام علي عليه السلام في الكافي
قوله: «السنة ما سنّ رسول الله والبدعة ما أُحدث بعده»
(بحار الأنوار، الطبعة الجديدة، ج2/ص266، حديث 23.)


من المسلَّم بِهِ أن زيارات مراقد الأنبياء والأولياء والصالحين للاستمداد من أصحابها وكل تلك الآداب والطقوس المفصَّلة التي نجدها في كتب الزيارات لا أصل لها في شرائع الأنبياء ولا في الكتب المنزَّلة أي التوراة والإنجيل والقرآن


ولم يُشرع في الأديان الحقة مثل تلك العبادة ولم يُذكر في أي مصدر تاريخي أنه تم بناء قبة وضريح ومزارات على قبور الأنبياء الراحلين الذين بلغ عددهم 124 ألف نبيّ.


كما لم يُذكر في كتب الأنبياء السابقين أيُّ شيء حول زيارة قبورهم أنفسهم أو قبور أولادهم. ودين الإسلام دين جميع الأنبياء كما قال تعالى:
شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى)) [الشورى:13]،


فلم يأت فيه أيضاً أمرٌ بالتردُّد إلى زيارات مراقد الأنبياء.
وهل الإسلام معناه التزلّف إلى الرسول والإمام،
فهل يخدعون الله بذلك أم يخدعون أنفسهم؟
وهل يظنون أن الإمام حاضر ويرضى بهذه البدع؟


هل من المعقول أن يأمر الإمام -(الذي كان أثناء حياته مبغضاً لمن يتملّقه ويبالغ في مدحه)-
الناس أن يأتوا إلى قبره ليقفوا بخشوع أمامه ويقرؤوا صفحات من التمجيد والإطراء المغالي؟؟؟؟؟؟!


حتى يقوم الذين يدَّعون التشيّع له، بعد ألف سنة من رحيله، بصرف الأموال والإغراق في المدائح المغالية والإطراءات المبالغة [التي تصبغ عليه صفات الله]


ويخترعون القصائد الشعرية [المليئة بالغلوّ] التي لا سند لها ظناً منهم أن الإمام يُسرّ من مدائحهم تلك وإطراءاتهم؟!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


فهل تكفي زيارة الإمام الحسن (ع) حتى تُغفر جميع زلات الإنسان؟؟؟؟؟؟؟


هل هذه الزيارة رشوة لنقض قوانين الله؟؟؟؟؟؟؟؟
ولماذا يُخَصَّصُ كلُّ هذا الثواب والأجر لزيارة قبر الإمام بعد موته ولا يوجد مثله لمن زار الإمام حال حياته؟!


روى المجلسيُّ في كتاب «المزار» من «بحار الأنوار» في باب «زيارة النبيّ وسائر المشاهد في المدينة» [نقلاً عن كتابَي علل الشرائع وعيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق] عن الإمام الصادق (ع) أنه قال:
«إذا حجَّ أحدكم فليختم حجَّهُ بزيارتنا لأن ذلك من تمام الحج!».(قمنا في أغلب هذا الفصل بتمحيص روايات «المجلسي» في «بحار الأنوار» ويقع باب المزار في المجلد 97 )


روى المجلسيُّ في كتاب «المزار» من «بحار الأنوار» في باب «زيارة النبيّ وسائر المشاهد في المدينة» [نقلاً عن كتابَي علل الشرائع وعيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق] عن الإمام الصادق (ع) أنه قال:


«إذا حجَّ أحدكم فليختم حجَّهُ بزيارتنا لأن ذلك من تمام الحج( هذا الفصل بتمحيص روايات «المجلسي» في «بحار الأنوار» لأن المطالب التي ذكرها موجودة في كتب سائر محدثي الشيعة أيضاً. (المؤلف). قلت (المترجم): ويقع باب المزار في المجلد 97)


والسؤال : -
· عندما كان النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أو الإمامُ يحجُّ فإلى زيارة قبر أيِّ إمام كان يذهب؟؟
· ولماذا لم يبيِّن الله تعالى في كتابه شرط كمال الحج هذا؟


· لم يكن الإمام متكبراً حتى يجعل من زيارة قبره كمالاً للحجِّ خاصَّةً أن الله تعالى يقول: ((تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ)) [القصص:83]،


وروى المجلسيُّ في الباب ذاته [نقلاً عن كتاب ثواب الأعمال للشيخ الصدوق] روايةً أخرى أن الحسين صلوات الله عليه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


فقال: «يا أبتاه! ما لمن زارنا؟
فقال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يا بُنَيَّ مَنْ زَارَني حيَّاً وميِّتَاً، وَمَنْ زَارَ أباك حيَّاً وميِّتَاً وَمَنْ زَارَ أخاكَ حيَّاً وميِّتَاً وَمَنْ زاركَ حيَّاً وميِّتَاً كان حقيقاً عليَّ أنْ أزورَهُ يوم القيامة وأخلِّصه مِنْ ذُنُوبِهِ وأُدْخله الجنة»!
( بحار الأنوار، ج97/ص140.)
هذه الرواية تُصَوِّرُ الإمام الحسين عليه السلام


وكأنه كان منذ صغره ينتظر زيارة الزائرين ويستفهم عن أجرهم! وتُصَوِّرُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكأنَّه غفّارٌ للذنوب أو كأن الشفاعة ملك يديه أو يدي أهل بيته، هذا


في حين أن القرآن الكريم يبين لنا قول الله تعالى لنبيِّه الكريم -صلوات ربِّي وسلامه عليه وآله-:
((اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ الله)) [التوبة:80]


فالله تعالى ليس تابعاً مطيعاً لرسوله أو لغيره بل الأمر كلُّه بيديه تعالى وحده، وهو الوحيد الذي يملك غفران الذنوب


وروى المجلسيُّ في الكتاب ذاته [نقلاً عن أمالي الصدوق] أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ زَارَ الحسنَ في بَقيعِهِ ثَبَّتَ الله قَدَمَهُ على الصراطِ يومَ تزلُّ فيه الأقدامُ».


والسؤال : هل تكفي زيارة الإمام الحسن (ع) حتى تُغفر جميع زلات الإنسان؟؟؟؟؟؟؟


هل هذه الزيارة رشوة لنقض قوانين الله؟؟؟؟


ولماذا يُخَصَّصُ كلُّ هذا الثواب والأجر لزيارة قبر الإمام بعد موته ولا يوجد مثله لمن زار الإمام حال حياته؟!؟؟؟


وروى المجلسيُّ في الباب ذاته[نقلاً عن كتاب كامل الزيارة لابن قولويه] عن الإمام الجواد (ع) أنه سُئِلَ:
«جُعلتُ فداك! ما لمن زار رسولَ الله صلى الله عليه وآله متعمِّداً؟
قال: له الجنَّة»!. قلت: إذا كان الأمر بهذه البساطة فجميع أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وآله ومعاصريه زاروه وبالتالي فطبقاً لهذه الرواية
يجب أن يدخلوا الجنَّةَ جميعاً،


فلماذا إذن تعترضون على بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقدحون بهم؟؟؟؟؟؟؟
إلا أن يقول بعضهم إن هذا الأجر والثواب هو لمن زار القبر لا لمن زار رسول الله ذاته صلى الله عليه وآله وسلم. إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ!


وروى المجلسيُّ في الباب ذاته عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:
«من زارني غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَلَمْ يَمُتْ فَقِيْرَاً».


والسؤال : هل يُحِبُّ الإمامُ زيارةَ الناس له إلى هذه الدرجة التي تجعله يحكم بغفران جميع ذنوب زائره وأن كل من جاء إليه لا يموت إلا غنياً؟!


وفي الباب ذاته روايةٌ عن الإمام العسكري عليه السلام قال فيها: «من زار جعفراً وأباه لم يشكو عينه ولم يصبه سقم».
والسؤال لنا أن نتساءل:
لماذا كان الذين يزورون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويرونه يمرضون إذن؟؟؟؟


بل عليٌّ عليه السلام ذاته أصابه رمد العين!!!!!!!!!!
كما مرض عددٌ من المهاجرين في سبيل الله من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم عندما وصلوا إلى المدينة وأصابتهم الحمّة.!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


فكيف لا يمرض زائرُ قبر حفيد حفيد النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


إن هذا الحديث مخالفٌ لكتاب الله وللعقل السليم. وروايات هذا الباب أغلبها من هذا القبيل


يقول علماء الاقتصاد إن الوصول إلى الرفاهية وسعة العيش يتطلَّب اتِّباع القوانين الاقتصاديّة الصحيحة والجدّ والنشاط ولكنّ رواة تلك الأحاديث يقولون إن من أراد الغِنَى فعليه أن يذهب لزيارة القبور!! فأيُّ القولين صحيح؟ أترك الحكم في ذلك إلى القارئ!


[color:f94c=******text]ما رُوِيَ في باب زيارته (صَلَّى الله عَلَيه وَآلِهِ) من بعيد



قال المجلسيُّ أيضاً في الباب ذاته: «قال المفيد والسيد والشهيد في زيارة البعيد ( زياره قبر الرسول )
إذا أردت ذلك فمثّل بين يديك شبه القبر واكتب عليه اسمه وتكون على غسل ثم قم قائماً وأنت متخيِّل مواجهته عليه السلام ثم قل:
اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله... »( بحار الأنوار، ج 97/ص182، الحديث رقم 11.)، إلى آخر نص الزيارة التي كتبها أولئك العلماء حسب ذوقهم!!
والسؤال : وهل القبر التخيُّليّ يحتاج أيضاً إلى زيارة ودعاء وثناء ومديح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


نسأل الله أن لا يقرأ عقلاء الدنيا كتب الشيعه فقد يظنوا أن ما فيها هو شريعة الإسلام فيستهزئوا بها.



أكثر الزيارات التي وردت في أبواب كتاب «المزار» (في كتاب بحار الأنوار) تضمَّنت عبارة تقول: «مُقرٌّ برجعتكم»، و«الرَّجْعَة»
هي عودة الأئمّة وأعدائهم إلى عالم الدنيا قبل يوم القيامة ومقاتلة كل إمام لعدوِّه والانتقام منه والانتصار عليه، فمثلاً الإمام الحسين (ع) يقاتل يزيداً ويقتله ويأسر أهل بيت يزيد ويثأر لما كان قد فعله بالحسين وأهل بيته!!


وهذه «الرَّجْعَة» في الواقع عقيدةٌ باطلة لأنها تخالف القرآن الذي يقول: ((ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ)) [المؤمنون:16].


ثم إذا كان الإمام سيرجع إلى الدنيا ليثأر من أعدائه ويجازيهم بما فعلوا !!!!!!!!!!!


فلماذا إذن الوعد والوعيد الإلهي والحساب والكتاب والعقاب يوم القيامة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


أضف إلى ذلك أن في كتاب الله تعالى آياتٍ تفيد أن الظلم والشرك والكفر باقٍ في الدنيا حتى يوم القيامة، كما قال سبحانه بشأن بقاء اليهود والنصارى مثلاً إلى يوم القيامة
:
((وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ الله بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)) [المائدة:14]،


وقال أيضاً: ((وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ الله مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)) [المائدة:64].


فإذا كان إمام الزمان أو سائر الأئمة سيأتون ويجازون جميع المسيئين ويطوون بساط الكفر والشرك من عالم الدنيا ويصبح جميع الناس مسلمين فإن ذلك سيكون مخالفاً لما تفيده الآيات المذكورة.


روايات باب زيارة فاطمة الزهراء عليها السلام


1- أوصت الزهراء عليها السلام علياً عليه السلام أن يخفي قبرها، ولكن المجلسيّ وبعض المحدثين حاولوا في كتبهم جعل قبرها معلوماً محدداً، لكن لما لم يكن موضع قبرها معروفاً اخترعوا قراءة زيارات متعددة في أمكنة متعددة!!
ينقل المجلسيّ عن «الكافي» أن الإمام الصادق (ع) سُئِلَ: «الصلاة في بيت فاطمة عليها السلام مثل الصلاة في الروضة؟ فقال: وأفضل (بحار الأنوار، ج97/ص193، الحديث رقم5.)
ولنا أن نسأل: هل بيت فاطمة عليها السلام لا يزال موجوداً؟
وكيف تكون الصلاة فيه أفضل من الصلاة في المسجد وفي بيت الله؟؟؟؟؟؟؟؟
فلماذا إذن كان أمير المؤمنين (ع) يصلِّي في المسجد ويترك العمل الأرجح والأولى؟؟؟؟؟؟


ألا تؤدِّي مثل هذه الروايات إلى التقليل من شأن المساجد وأهمّيّته وإلى عمارة المقابر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


2- وروى المجلسيّ في الباب ذاته [نقلاً عن مصباح الأنوار]: عن أمير المؤمنين عليه السلام عن فاطمة عليها السلام قالت: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا فاطمة! مَنْ صلَّى عليكِ غفر الله له وألحقه بي حيث كنتُ من الجنة.».
فطبقاً لهذه الرواية يجب أن نقول أننا وصلنا إلى مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسنكون رفقاءه في الجنة لأننا نقول «صلى الله عليكِ»!!.


كما رووا أنه يجب أن نقول في زيارة فاطمة عليها السلام: «يا ممتحنة امتحنك الله الذي خلقك قبل أن يخلقك، فوجدك لما امتحنك صابرة وزعمنا أنا لك أولياء ومصدقون... فإنا نسألك إن كنا صدقناك إلا ألحقتنا بتصديقنا لهما [بالدرجة العالية] لنبشر أنفسنا بأنا قد طهرنا بولايتك»(بحار الأنوار، ج97/ص193، الحديث رقم11. وهو في الكافي للكليني، ج 4 /ص 556 )


والان : يا ترى لو أراد شخص أن يفهم معنى هذه الجمل وكيف امتحن الله فاطمة قبل أن يخلقها؟؟؟؟؟؟؟؟؟


لربما قيل له: إن الراوي لهذا الحديث هو وحده الذي يعلم معنى هذا الكلام مصداقاً لما يُقال: «المعنى في بطن الشاعر»!
ثم إن اللحاق بالدرجات العالية ليس بيد الزهراء عليها السلام،
بل درجة كل شخص رهينة بإيمانه وعمله


اللهم إلا أن تكون جملة أو جملتان من الإطراء والمديح والتملّق كافيتان للحاق بالدرجات العالية!


وقد ذكر المجلسيّ هنا وفي موارد عديدة أخرى نصوص زيارات طويلة مليئة بصنوف المديح والإطراء منقولة عن الشيخ الطوسي والصدوق والمفيد وابن طاووس وغيرهم –
وقال في آخر كلامه: «قالوا: ليست هذه الزيارات مأخوذة عن الله ورسوله بل رأيناها مناسبة»!!


وكلامهم هذا يثير العجب إذ كيف يمكن لشخص أن يضيف أي شيء إلى دين الله حسب ذوقه دون الاستناد إلى دليلٍ شرعيٍّ صحيحٍ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


فمثلاً يقول المجلسيّ في الباب ذاته: لم يرد أيُّ حديثٍ في زيارة الزهراء عليها السلام ولكن أصحابنا رأوا هذه الزيارة مناسبة!!


أي مثلاً اعتبروا هذه الجمل مناسبة: «وزوجة الوصيّ، والحجة والسلام عليكِ يا والدة الحجج» فاعتبروا من المناسب أن يكون زوج فاطمة (ع) وأولادها حُجَجَاً،
في حين أن القرآن يقول: ليس هناك أي شخص بعد رسل الله حجَّة
((لا يخفى ما في استدلال المؤلف من ضعف لأن معنى الآية أن الله تعالى أرسل الرسل إتماماً للحجّة على الناس حتى لا يعتذر معتذر يوم القيامة ويحتجّ بأنه لم يطّلع على مراد الله وشرعه. فالحجّة هنا تعني العذر. فقد انقطع ببعثة الرسول -صلى الله عليه وآله- العذر بالجهل، وهذا لا يمنع أن يكون في كل عصر من الأولياء والصالحين والعلماء من يكونون حُجَّةً على العباد بعلمهم وصلاحهم، وقد سمى السنّة والشيعة بعض علمائهم بحجّة الإسلام)


وذلك في قوله تعالى: ((رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى الله حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ الله عَزِيزًا حَكِيمًا)) [النساء:165].


وسيدنا علي عليه السلام أيضاً اعتبر أن الأنبياء فقط هم الحجَّة
وقال:
«.. تَعَاهَدَهُمْ بِالحُجَجِ عَلَى أَلْسُنِ الْخِيَرَةِ مِنْ أَنْبِيَائِهِ ومُتَحَمِّلِي وَدَائِعِ رِسَالاتِهِ قَرْناً فَقَرْناً حَتَّى تَمَّتْ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله حُجَّتُهُ...»
(نهج البلاغة، الخطبة 91.


هل يجب أن نقبل كلام القرآن الذي يقول إنه لا حجّة بعد رسل الله أم قول الآخرين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


نحن نعتبر دين الله أهم وأكبر وأعزّ من أي شيء آخر ونعتبر حضرة الزهراء عليها السلام والأئمة عليهم السلام دُعاةً للدين ومبلِّغين له وتابعين له،
وأنهم لا يرضون أن يزيد أحدٌ على دينهم شيئاً أو ينقص منه بحجّة محبته لهم، ولا نشكّ أنهم أنفسهم لا يرضون بمثل هذا الكلام بل يرفضونه ويعارضونه.


روايات المجلسيّ في باب زيارة الأئمّة بالبقيع


1- أورد المجلسيّ(بحار الأنوار، ج97/6- باب زيارة الأئمة بالبقيع عليهم السلام، ص 203، حديث رقم 1.) والشيخ الطوسي وابن طاووس عن رجل لم يُذكر اسمه عن أحد الأئمة دون بيان اسمه((هل سند الدين وتكليف المؤمنين على هذه الدرجة من الوهن والضعف حتى يتم إبلاغه عن طريق رجل مجهول لا يعرف اسمه وعن إمام غير معين؟) زيارة تحتوي على كثير من الجمل المخالفة للقرآن.
ففي أحد المواضع فيها: «أيها القُوَّام في البريّة بالقسط»


ثم جاء في الزيارة: «السلام عليكم يا أهل النجوى» فإذا قُصد من النجوى مناجاة الله فلا إشكال في ذلك، أما إذا قُصد منها تعليم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهم الأسرار الإلهية على نحو خفيّ خاص فإن ذلك لا يصحّ لأن دين الإسلام ليس فيه أمور مخفية أو أشياء خاصة بأناس دون آخرين بل الناس فيه سواء
. قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)) [سبأ:28]،


فالإسلام إذن ليس سرِّيّاً ولا نجوائياً.
وجاء في الزيارة: «وأُسيء إليكم فغفرتم»
فنقول: إذا كان الأئمّة عليهم السلام قد غفروا فماذا تقولون أنتم؟
ولماذا تنوحون وتلعنون وتطعنون بحجّة مظلوميّة الأئمّة عليهم السلام؟
أتريدون أن تكونوا أكثر حرصاً على الأئمّة من أنفسهم؟
ثم جاء في الزيارة: «إنكم دعائم الدين وأركان الأرض»،
هذا في حين أن الأئمة عليهم السلام أنفسهم كانوا يقولون:
نحن متَّبِعُون للدِّين ومرشدون للناس إلى الدِّين ولم يقولوا إنهم أركان الدين ولا أصوله ولا فروعه


. ثم ما معنى أنهم أركان الأرض؟؟؟؟؟؟
وما المقصود من كل هذا الإطراء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


هل أَمَرَ الأئمةُ أنْفُسُهُم بهذه المدائح والإطراء المبالغ به لهم أم أنكم تقومون بذلك من عند أنفسكم؟؟؟؟؟؟؟؟


وهل سيمنع الأئمة بهذه الكلمات مِنْ تَعَرُّضِكُم لجزاء أعمالكم ويصبحون مطيعين لكم محامين عنكم في محكمة العدل الإلهية حتى يُصرف النظر عن خطاياكم وآثامكم؟؟؟؟؟؟؟؟


إن لم يكن الهدف من الزيارة كذلك فلماذا تقولون في آخرها: «هذا مقام من أسرف وأخطأ وأقرّ بما جنى ورجا بمقامه الخلاص وأن يستنقذه الله بكم».


ونتساءل: هل الإمام حاضرٌ في جوف القبر ومطَّلعٌ على زائره ويمكنه أن يطلب من الله تعالى أن يصرف النظر عن جرائم هذا الفرد الطمّاع وذنوبه وخطاياه وإسرافه وخياناته فيجيب الله فوراً طلب الإمام ويطيعه في رجائه، ويضرب صفحاً عن كل قوانينه وتشريعات كتابه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


أم أن الإمام لا علم له بكل هذه الإطراءات والمدائح لأنه ليس في عالم الدنيا بل في عالم البرزخ بعيداً عن سماع هذه الأمور ويَبْرَأُ من أهل الإسراف والإثم والفجور، والله تعالى لا يعطّل قانونه ولا يُلغي العمل بعدالته وتطبيق جزائه العادل على الآثمين المجرمين.


الي كل شيعي
! استحِ من الله ودَعْ الإطراء والتملّق ولا تتوجَّه إلا إلى الله الذي جعل التوبة الطريق الوحيد إلى النجاة؛فَتُبْ إليه واترك الإسراف والجرائم.


أتظن أن الإمامَ مأمورٌ بالدفاع عن الجُناة والآثمين؟
أو أنه مطيع لك فيما تريد؟


فأيُّ إمام هذا الذي تتخيَّلُهُ وأيُّ دين وأيُّ إسلام وأي كتاب قانون هذا الذي اخترعته لنفسك؟!


هنا يقدّم المجلسيُّ والشيخ الطوسيُّ وآخرون تعليمات للزائر حول كيفية أداء صلوات معيَّنة ما أنزل الله بها من سلطان وليست إلا من اختراع الآخرين وظنونهم.


2- ثم أورد المجلسيُّ زيارةً طويلةً أخرى وقال في بدايتها: بحار الأنوار، ج97/6- باب زيارة الأئمة بالبقيع عليهم السلام، ص 206، حديث رقم 8. ،. وفي هذه الزيارة توجد جملٌ مخالفةٌ للقرآن وأكاذيب لا أساس لها ولا برهان عليها، فمن ذلك أنها تقول في إطراء الأئمّة عليهم السلام:


«وشركاء الفرقان» أي شركاء القرآن!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هذا مع أنه ليس لله تعالى شريك في الملك ولا في الحكم، وهو القائل:
((مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا)) [الكهف:26]،


ومشاركته في الملك وفي الحكم شرك تشمله الآية التي يقول فيها الله تعالى لنبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم:
((وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) [الزمر:65].


وذنب الشرك لا يُغفر، فانظروا كيف يُساق الناس نحو أفكار شركية بواسطة زيارات لا يُعلم من كاتبها، ولا سند لها.


وجاء في هذه الزيارة أيضاً: «وحفظة سرِّه ومهبط وحيه ومعادن أمره ونهيه»! ونسأل: هل أتى الله تعالى بدين سرّيّ؟
أليس هو القائل: ((فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ)) [الأنبياء:109]. أي أعلمتكم جميعاً على حد سواء، فلم يجعل بعض مطالب دينه أسراراً اختصَّ بها بعض عباده فقط.


ثم نسأل: هل من الجائز أن يبقى هذا السرّ مستوراً مخفياً أم لا بد من كشفه؟
إذا كان الجواب هو الأول فما علاقة الناس بمثل هذا السرّ وما فائدته لهم؟
إذن ينبغي عليهم أن لا يكونوا فضوليين كما لا يحق للأنبياء والأئمّة أن يفشوا تلك الأسرار.
أما إذا كان المطلوب أن تُنقل تلك الأسرار في الكتب وتُعلّم للناس فلماذا تسمّى أسراراً إذن؟


والنقطة الثانية أنه لا معنى لقوله «ومهبط وحيه»
لأنَّ الوَحْيَ انقطع بوفاة خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم،
كما أكَّد ذلك الأئمّة من آله أنفسهم عليهم السلام بما في ذلك الإمام عليّ عليه السلام الذي
قال:
«فَقَفَّى بِهِ الرُّسُلَ وخَتَمَ بِهِ الْوَحْيَ
(نهج البلاغة، الخطبة رقم 133)


فكلُّ من ادَّعى الوحيَ بعد النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم لإمام أو لغيره فقد خرج عن أصول الإسلام، فمهبط الوحي هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقط.
كما تقول الزيارة أيضاً: «واجتباكم للخلافة وَعَصَمَكُمْ من الذنوب».
ونسأل: إذا كان الله قد اجتباهم للخلافة فلماذا لم يُوفّق أكثرهم للخلافة ولماذا اعتبر عليّ عليه السلام في نهج البلاغة أن الخلافة تتم باختيار المهاجرين والأنصار،


وقال في رسالته: «وإِنَّمَا الشُّورَى لِلْمُهَاجِرِينَ والأنْصَارِ فَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ وسَمَّوْهُ إِمَاماً كَانَ ذَلِكَ لله رِضًا»؟
(نهج البلاغة، الرسالة رقم 6.)،
والأهم من ذلك أنه عليه السلام أبدى عدم رغبته بالخلافة وعدم حاجته لها، فهل يمكن أن يجتبي الله تعالى الإمام للخلافة فعلاً فيُظهر عدم رغبته بها ويقول: «والله مَا كَانَتْ لِي فِي الْخِلافَةِ رَغْبَةٌ ولا فِي الْوِلايَةِ إِرْبَةٌ»([1]) بدلاً من أن ينهض بهذا الواجب الذي اختاره الله له؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!.


كما لا تصحّ عبارة: «وَعَصَمَكُمْ مِنَ الذُّنُوب» لأن أمير المؤمنين (ع) ذاته يقول في إحدى خطبه:
«فَإِنِّي لَسْتُ فِي نَفْسِي بِفَوْقِ أَنْ أُخْطِئَ ولا آمَنُ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِي إِلا أَنْ يَكْفِيَ الله مِنْ نَفْسِي مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنِّي»(نهج البلاغة، الخطبة رقم 216.).


ويقول في «دعاء كميل»: «فتجاوزتُ بعض حدودك وخالفتُ بعضَ أوامركَ».
علاوة على ذلك إذا قبلنا بعبارة «وَعَصَمَكُمُ الله» واعتبرنا العصمة من إرادة الله التكوينية كانت النتيجةُ أنَّ المعصوم سيكون مجبوراً تكوينياً على الطاعة وغير قادر على المعصية،
فيكون بذلك - من هذه الناحية - مثل النباتات وسائر المخلوقات التي لا خيار لها من أمرها ولا تستطيع أن تعصي مراد الله التكوينيّ منها،
وليس في هذا أي فضل للإنسان بل مثل هذا يخالف ما نصَّ عليه القرآن الكريم من أن الله تعالى خلق البشر وجعلهم جميعاً مُخيَّرين وأصحاب إرادة حرّة يختارون من خلالها الطاعة أو العصيان إمَّا شاكرين وإمَّا كفورين.


أما إرادة التطهير في سورة الأحزاب أي قوله تعالى: ((إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)) [الأحزاب:33]،


والتي يعتبرها بعضهم -خطأً- دليلاً على «العصمة التكوينية» لأهل البيت، فهي في الواقع إرادة تشريعية للطهارة وليست تكوينية،
لذا نجد أن الله ذكر تكاليف شرعية وأوامر ونواهي قبل آية التطهير هذه وبعدها، وإرادة التطهير الشرعية هذه أرادها الله أيضاً لجميع المسلمين كما أرادها لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال تعالى
: ((مَا يُرِيدُ الله لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ)) [المائدة:6].
وجاء في الزيارة أيضاً: «وفضَّلَكُم بالنوع والجنس» أي أنكم [أيها الأئمّة] أعلى في جنسكم من سائر البشر،
هذا في حين أن الله تعالى يقول: ((قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ)) [إبراهيم:11]
، كما يقول: ((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ)) [الكهف:110]،


فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حيث بشريَّته إنسانٌ كسائر البشر من جنسهم عينه ونوعهم ذاته، ولا يمتاز من هذه الناحية على الآخرين، وإنما يمتاز بالوحي الذي أوحاه الله إليه [والرسالة الخاتمة التي بُعث بها ومقام الاصطفاء على العالمين].


وصدق سيدنا علي في وصف هؤلاء المعممين كما ورد في نهج البلاغة، خطبة (87).
وَ آخَرُ قَدْ تَسَمَّى عَالِماً ولَيْسَ بِهِ، فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِنْ جُهَّالٍ وَأَضَالِيلَ مِنْ ضُلالٍ وَنَصَبَ لِلنَّاسِ أَشْرَاكاً مِنْ حَبَائِلِ غُرُورٍ وَقَوْلِ زُورٍ قَدْ حَمَلَ الْكِتَابَ عَلَى آرَائِهِ وَعَطَفَ الْحَقَّ عَلَى أَهْوَائِهِ



وهنا عده الزامات لكل شيعي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


· ما الذي يستفيده من لا يجاهد في سبيل الله إذا صرف وقته على مدح المجاهدين والثناء عليهم؟؟؟؟؟؟؟


· وما الذي يجنيه من استولت عبادة الدنيا على قلبه ولم يمتنع عن عبادة الشهوات إذا قام بمدح أولياء الله؟؟؟؟؟
· هل للإسلام برنامجا عمل يخالف أحدهما الآخر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


· هل يعتقد الذين يملؤون الحسينيات والمجالس بالمغالاة في المدائح والثناء والتمجيد للنبيِّ والأئمَّة ويبتكرون من عندهم معجزات لهم أن الأئمة كانوا يفعلون ذلك تجاه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ومن سبقهم من الأئمة أيضاً؟؟؟؟؟


· أليست عقائد الإسلام وأعماله واحدة بالنسبة إلى جميع الناس بلا أي فرق بين الإمام والمأموم؟؟؟؟؟؟؟؟؟


· ماذا كانت أصول الدين لدى عليّ عليه السلام؟!؟؟؟؟؟؟؟؟
· هل كانت أصول الدين لدى الإمام غيرها لدى غيره؟! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


· هل الإسلام معناه التزلّف إلى الرسول والإمام، فهل يخدعون الله بذلك أم يخدعون أنفسهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
· وهل تظنون أن الإمام حاضر ويرضى بهذه البدع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


· هل من المعقول أن يأمر الإمام -(الذي كان أثناء حياته مبغضاً لمن يتملّقه ويبالغ في مدحه) الناس أن يأتوا إلى قبره ليقفوا بخشوع أمامه ويقرؤوا صفحات من التمجيد والإطراء المغالي حتى يقوم الذين يدَّعون التشيّع له، بعد ألف سنة من رحيله، بصرف الأموال والإغراق في المدائح المغالية والإطراءات المبالغة [التي تصبغ عليه صفات الله] ويخترعون القصائد الشعرية [المليئة بالغلوّ] التي لا سند لها ظناً منهم أن الإمام يُسرّ من مدائحهم تلك وإطراءاتهم؟؟؟؟


· لماذا لا نقبل كلام الله الذي يقول إنه لا حجّة بعد رسل الله أم قول الآخرين؟


· لماذا لا تتبعوا قول سيدنا علي بان الأنبياء فقط هم الحجَّة وقال:
«.. تَعَاهَدَهُمْ بِالحُجَجِ عَلَى أَلْسُنِ الْخِيَرَةِ مِنْ أَنْبِيَائِهِ ومُتَحَمِّلِي وَدَائِعِ رِسَالاتِهِ قَرْناً فَقَرْناً حَتَّى تَمَّتْ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله حُجَّتُهُ...»
(نهج البلاغة، الخطبة 91. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


( [1]) نهج البلاغة، الخطبة رقم 205.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشناوي احمد
المدير العام
المدير العام



عدد الرسائل : 506
تاريخ التسجيل : 20/02/2012

تأملات حول دعاء الندبه Empty
مُساهمةموضوع: عرّفوا لنا الشرك بالله وعبادة الأصنام ياشيعه!!!!!!!!!!!! الجزء الثاني   تأملات حول دعاء الندبه Icon_minitimeالأحد مارس 11, 2012 11:00 pm



عرّفوا لنا الشرك بالله وعبادة الأصنام ياشيعه!!!!!!!!!!!! الجزء الثاني



استكمالا للجزء الاول
العجب أن المعممين يحثون الناسُ بمثل هذه الزيارات الفاضحة ويحثُّونهم على قراءتها في أيام مخصوصة وقد أحصى بعضهم
أن الأيام المخصوصة تشكّل خمس السنة!


وقد جمع المجلسيُّ في «البحار» كل زيارة كتبها كل عالم حسب ذوقه، مع أن أهل التحقيق يعلمون أن جميع أذون الدخول المذكورة في الزيارات لا سند صحيح لها.


وينقل المجلسيُّ عن كتاب «كامل الزيارة» لابن قولويه زيارةً لحمزة رضي الله عنه وإبراهيم ابن النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ليس لها سند!


ويروي في ذلك الموضع عن راوٍ كذاب اسمه «سهل بن زياد»
( قال الشيخ الطوسي في الفهرست والاستبصار عنه: ((ضعيف جداً عند نقّاد الأخبار)). وقال ابن الغضائري عنه: ((سهل بن زياد أبو سعيد الآدمي الرازي، كان ضعيفاً جداً فاسد الرواية والدين... يروي المراسيل ويعتمد المجاهيل)).
روايةً تَنْسِبُ إلى أمير المؤمنين عليٍّ (ع) أنه قال:


«كُنْتُ أَنَا ورَسُولُ الله صلى الله عليه وآله قَاعِدَيْنِ في مسجد الفضيخ إِذْ وَضَعَ رَأْسَهُ فِي حَجْرِي ثُمَّ خَفَقَ حَتَّى غَطَّ وحَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُحَرِّكَ رَأْسَهُ عَنْ فَخِذِي فَأَكُونَ قَدْ آذَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله حَتَّى ذَهَبَ الْوَقْتُ وفَاتَتْ فَانْتَبَهَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله
فَقَالَ: يَا عَلِيُّ صَلَّيْتَ؟
قُلْتُ: لَا. قَالَ: ولِمَ ذَلِكَ؟
قُلْتُ: كَرِهْتُ أَنْ أُوذِيَكَ. قَالَ: فَقَامَ واسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ومَدَّ يَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا
وقَالَ: اللهمَّ رُدَّ الشَّمْسَ إِلَى وَقْتِهَا حَتَّى يُصَلِّيَ عَلِيٌّ فَرَجَعَتِ الشَّمْسُ إِلَى وَقْتِ الصَّلَاةِ حَتَّى صَلَّيْتُ الْعَصْرَ ثُمَّ انْقَضَّتْ انْقِضَاضَ الْكَوْكَبِ
(الفروع من الكافي، (ج1/ص319)،


وحديث ردت الشمس على علي بن أبي طالب رواه بعض أهل السنة أيضاً ولخّص العجلوني ما جاء في ذلك في كتابه «كشف الخفاء» فقال:
(( قال الإمام أحمد لا أصل له وقال ابن الجوزي موضوع،


لقد أراد هذا الراوي أن يختلق معجزة للإمام
ولكنه لم ينتبه إلى أنه بهذه الرواية الموضوعة نزّل من مقام عليٍّ عليه السلام وإخلاصه إلى درجة أدنى من مرتبة مسلم عادي،


لأنه نسب إلى حضرة الأمير سلام الله عليه أنه ترك صلاةً مفروضةً أي ارتكب حراماً لأجل أن لا يوقظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
فهل يظنُّ أيُّ مسلم -مهما كان ضعيف الإيمان- بنبيِّ الإسلام عظيم الشأن الباذل ذاته في سبيل الله أنه -يرضى أن يصلِّي إحدى الصلوات المفروضة قضاءً حتى لا يوقظه أحد من قيلولة العصر كما ادَّعى ذلك الراوي الجاهل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


بكلِّ تأكيد كان عليٌّ عليه السلام - بما له من معرفة بأحوال النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم - يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يزعجه ويحزنه أن تفوته صلاة العصر،


وبكلِّ تأكيد لم يكن عليٌّ عليه السلام ليرتكب معصية ترك الصلاة المستوجبة لحزن النبيِّ وانزعاجه،
ومختصر الكلام إنه من المحال أن يرتكب عليٌّ عليه السلام عملاً يسخط الله ورسولَهُ،


فكيف يمكن أن يعيد الله تعالى الشمس لمن ارتكب معصيةِ تركِ فريضةٍ عامداً؟
أضف إلى ذلك أنه لا يمكن العودة بالزمان إلى الوراء فإذا غربت الشمس وانقضى وقت العصر،
فإن هذا الزمن لن يعود ثانيةً حتى ولو أُعيدت الشمس مجدداً إلى الظهور بعد غروبها لأن الوقت الذي انقضى قد انقضى ولا يمكن إحياؤه من جديد،


غاية ما في الأمر أن رجوع الشمس ينشئ زمناً جديداً غير الزمن السابق. وأساساً، لو كان واجب عليٍّ في ذلك الظرف ترك الصلاة، لما كان هناك من داعٍ لإعادة الشمس،


وبالتالي فإن الراوي الوضّاع لم يكن يدري ما يقول! والطريف في الموضوع أن أحداً على وجه الأرض لم يشعر بعودة الشمس للظهور بعد غروبها سوى «سهل بن زياد» ذلك الراوي الغالي الكذّاب؟!
(هذا بمعزل عن أن عبارة «عودة الشمس» خطأ علمي لأن الأرض هي التي تدور حول الشمس، لذا ينبغي أن يُقال «عودة الأرض»).


ثم هل تتفق هذه الرواية مع القرآن الكريم؟؟؟؟؟؟؟؟
يقول الله تعالى: ((وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ)) [إبراهيم:33]،
ويقول أيضاً: ((وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)) [يس:38-40]


وعليه فالله تعالى خلق للشمس نظاماً زمنياً ومكانياً خاصاً تسير عليه، وسخّر الشمس والقمر لمصلحة عباده وجعلهما يدوران بنظام خاص وحسبان دقيق، فإذا تحرك كل كوكب من مكانه أو اختلّ دورانه لاختلّ نظام الكون وتغيّر وضع العالم، وهذا طبعاً مما يعلمه جميع أهل العلم.
و هل يمكننا أن نحكي هذه القصة لعلماء الفيزياء والفلك في القرن العشرين؟!
أجل، لقد قام الوضّاعون، على قدر ما استطاعوا، بوضع متون زيارات مليئة بالإطراء وعبارات الثناء والتمجيد المفرط ودوّنوا في ذلك كتب الشيعه
من ذلك أنهم أوردوا مثلاً في متن زيارة إبراهيم بن النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم الذي تُوفِّيَ وهو ابن 18 شهراً فقط عبارات فيها طلب الشفاعة منه؟!


فلعلَّ واضع تلك الزيارة تصوّر أن الطفل ابن السنتين سيكون رقيق القلب يمكن خداعه بسهولة لذا سيُسرّ بالاستماع إلى عبارات زيارته المليئة بالمديح والإطراء فيشفع لزائره ويصبح وسيلة لغفران ذنوبه وسعادته!


أو أوردوا في زيارة حمزة:«راغباً إليك في الشفاعة أبتغي بزيارتك خلاص نفسي متعوّذاً بك من نارٍٍ استحقّها مثلي بما جنيت على نفسي، هارباً من ذنوبي التي احتطبتها على ظهري، فزعاً إليك رجاء رحمة ربي، أتيتك من شقَّةٍ بعيدةٍ طالباً فكاك رقبتي من النار»!.


هذه الجمل مخالفة تماماً لأمر الله وأحكام شريعته،
لأن القرآن الكريم أمرنا أن لا نلجأ إلا إلى الله وأن لا نستعين إلا بالله
وعلّمنا أن الشفاعة ليست حسب رغبتنا وأنها منحصرة بيد الله وأننا إذا تحمّلنا أوزاراً ثقيلة من الذنوب على ظهورنا فلا ينقذنا من تبعاتها شيء سوى التوبة النصوح.


إن تبتم غفر الله ذنوبكم،ولا ينبغي عليكم أن تُطْلِعُوا أحداً على ذنوبكم ولا يحقُّ لأي أحد أن يتتبع ذنوب الآخرين ويتجسس عليهم ويطَّلع على زلّاتهم. ولكن هذا المسكين الجاهل ترك أحكام الله وتعاليمه وتعاليم كتابه وآياته وذهب يطلب فكاك رقبته من النار بشفاعة حضرة حمزة -رضي الله عنه-
وظنّ أن هذا الأمر بيده. الله تعالى قال للمذنب أنا معك في جميع الأحوال، عليمٌ بأعمالك وخبيرٌ بذنوبك وقادرٌ على نفعك وضرِّك،ولكن هذا الجاهل غفل عن آيات الله وذهب يقطع مسافات بعيدة حتى وجد حضرة حمزة رضي الله عنه ولم يدرِ أنه لا علم له بما في الدنيا بل هو سعيد منعّم يُرزق في دار السلام ولم يعد له أي صلة ولا أي شغل بالمذنبين الخطَّائين.
لقد أمر الله تعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم أن يلجأ إليه فقال:


((وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ)) [المؤمنون:97-98]،
وقال له كذلك: ((فَاسْتَعِذْ بِالله إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) [الأعراف:200]،
وقال أيضاً: ((قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا * قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ الله أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا)) [الجن:20-22]،


وكان رسول الله يدعو ربه قائلاً:
«إلـهي لا مفزع ولا مفرَّ إلا إليك»،


فلاحظوا كم ذكروا في تلك الزيارات من مطالب مخالفة للقرآن!
كذلك نقرأ في زيارة حضرة حمزة رضي الله عنه:
«ألْـهَمَنِي طَلَبَ الحوائج عنده»!!!!!!!


ولكن الواقع أن الله لم يلهمه ذلك بل الشيطان هو الذي ألهمه أن يطلب الحوائج عند غير الله!!


وقارنوا ذلك بالدعاء الصحيح المروي عن الإمام السجّاد عليه السلام الذي يقول فيه مناجياً ربَّه:
«الحمدُ لله الذي أغلق عنا باب الحاجة (الصحيفة السجادية، الباب الأوَّل.)


ويقول كذلك: «لا أطلب الفرج إلا منك(نلفت نظر القارئ الكريم إلى أن «عبد مناف» لم يكن مسلماً، ورغم ذلك فحضرة المجلسي يتعجّب من عدم وجود زيارة له في الكتب؟!!)


أجل، إن ما ذكره الخُرَافِيُّون من أعمال وزيارات للقبور ليس له أي مستند في الشرع،


ويقول المجلسيُّ:
«لا أدرِي لماذا لم يذكر العلماء في كتبهم زيارة أبي طالب وعبد المطلب وزيارة عبد مناف([1]) والسيدة خديجة مع أن قبورهم معروفة في مكّة»!!
والجواب واضح أنه لا يوجد أي مستند لذلك أو أن وضّاعي الزيارات لم يجدوا الوقت الكافي لصنع زيارات لهم!!، وليت شعري هل يجب أن نصنع نص زيارة لكل قبر معروف؟!


ثم يقول المجلسيُّ: صلّ في المدينة في بيت زين العابدين وبيت الإمام الصادق. ويبدو أن المجلسيَّ لم يكن يعلم أن بيوتهم قد تهدّمت منذ قرون وانتقلت تلك الأراضي إلى آخرين ولم تعد حدودها معلومة.


الروايات في باب فضل زيارة قبر أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام



روى المجلسيُّ والشيخ المفيدُ وابن قولويه و...... أنه
«ما خلق الله خلقاً أكثر من الملائكة وإنه لينزل كل يوم سبعون ألف ملك فيأتون البيت المعمور فيطوفون به،
فإذا هم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة، فإذا طافوا بها أتوا قبر النبيِّ (صَلَّى الله عَلَيه وَآلِهِ) فسلَّموا عليه،


ثم أتوا قبر أمير المؤمنين عليه السلام فسلَّموا عليه،
ثم أتوا قبر الحسين عليه السلام فسلَّموا عليه،
ثم عرجوا،
وينزل مثلهم أبداً إلى يوم القيامة
(بحار الأنوار، ج97/3- فضل زيارته صلوات الله عليه والصلاة عنده، ص 257، )


والسؤال في رأي كاتب هذه السطور لقد أراد واضع هذا الحديث أن يحرِّض الناس على الذهاب كل يوم آلافاً آلافاً لزيارة تلك القبور!


وروى أيضاً في الباب ذاته أنه:
«من زار أمير المؤمنين عارفاً بحقه غير متجبر ولا متكبر كتب الله له أجر مائة ألف شهيد»!!
هذا في حين أن الإمام ذاته استُشهد مرة واحدة فكان له أجر شهيد واحد.


وقد قال عليٌّ عليه السلام:«يَوْمَ أُحُدٍ حَيْثُ اسْتُشْهِدَ مَنِ اسْتُشْهِدَ مِنَ المُسْلِمِينَ وحِيزَتْ عَنِّي الشَّهَادَةُ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيَّ فقال لي النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم:«أَبْشِرْ فَإِنَّ الشَّهَادَةَ مِنْ وَرَائِك»
(نهج البلاغة، الخطبة رقم 156.)


وقال عليه السلام أيضاً:
«نَسْأَلُ الله مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ
(نهج البلاغة، الخطبة رقم 23.)


فلو قبلنا بتلك الرواية لأصبح ثواب الزائر أكثر من ثواب المزور، فتلك الرواية خفّضت من مقام الشهيد
مع أن الله تعالى جعل للشهيد مقاماً رفيعاً جداً وجعله إلى جانب الأنبياء والصديقين
كما قال سبحانه: ((فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ)) [النساء:69].


ولما كان الإمام عليّ عليه السلام حياً لم يقل أحد أن ثواب زيارته هو ثواب شهيد واحد ولو قال أحدهم مثل ذلك لاستُهزأ به وقيل له لماذا تضيف على الإسلام شيئاً من عندك،
ولكنّ وضّاعي الحديث في القرون التالية لفّقوا ما شاؤوا من الروايات!


وقد جاء في رواية موضوعة أخرى أن لزائر أمير المؤمنين (ع) في كل خطوة يخطوها ثواب حجة وعمرة مقبولة. وبناء على هذه الرواية المكذوبة يكون ثواب الزائر أكثر من ثواب مئة ألف حج هذا في حين أن الإمام ذاته ربما لم يحج أكثر من عشر حجات!
إذا قبلنا بهذه الروايات لم يبق هناك أي لزوم لتحمّل مشاقّ الجهاد أو الذهاب إلى الحج إذ يكفي بدلاً من ذلك أن يقوم الإنسان بزيارة قبور الأئمة مرة واحدة!!
يعني أنه في الواقع يصبح القبر - حسب تلك الروايات- أكثر أهمية من الكعبة!
وهذا هو هدف الشيطان والاستعمار بعينه، لأن الكعبة محلّ وحدة المسلمين، أما القبور فموجبة لتفرّقهم وتشتُّتهم.



باب زيارات أمير المؤمنين المطلقة (التي لا تختصُّ بوقتٍ من الأوقات)


كما ذكرنا لقد ملؤوا في أبواب الزيارة مئات الصفحات من المدح والإطراء والثناء والتمجيد
وآداب الزيارات التي تحتاج إلى أناس عاطلين عن العمل
كي يقرؤوا كل تلك الزيارات في الليل والنهار
فلا يتمكَّنوا من القيام بشيء آخر.


وقد ورد في بعض تلك الزيارات خطاب لأمير المؤمنين:
«يا أمين الله في أرضه»،
هذا مع أن الله تعالى اعتبر «جبريل» عليه السلام أمين وحيه وقال: ((مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ)) (التكوير:21)
فلا ندري بأي شيء كان الإمام أمين الله،


هل كان أمينه على حفظ دينه وعدم إعطائه لأحد أم على شيء آخر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم جاء في الزيارة: «وحجته على عباده»
أي أن الأئمة «عليهم السلام» حجة الله على عباده،
ولكن كما بيّنا سابقاً فإن القرآن الكريم ينفي وجود حجة بعد الرسل (سورة النساء: الآية 165).


وهنا نريد أن نعلم هل الأئمة عليهم السلام حجة على أهل زمانهم أم على من جاء بعدهم بمئات السنين ولم يرهم؟


إن قيل إنهم حجة على من بعدهم فإن هذا سيخلق مشاكل لن تُحلَّ،


لأن الأخبار والآثار المنسوبة إليهم مليئة بالمتناقضات الباطلة خلافاً للقرآن الكريم،


فهل يمكن للحجّة أن تتضمن تناقضات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


وكذلك جاء في تلك الزيارة المطلقة لأمير المؤمنين عليه السلام:
«أنت أول مظلوم»
فهل يمكن التصديق بأنه لم يظلم أحد على الإطلاق قبل أمير المؤمنين (ع)؟؟؟؟؟؟؟


ولو فرضنا أن هذه الجملة صحيحة فما الهدف من قولها وكتابتها سوى إيجاد التفرقة وإثارة الفتنة والطعن واللعن؟
فلن ينتج عنها سوى ذلك
(إن تلك الجمل لا تفيد سوى السلاطين الصفويين الخبثاء والمفرّقين الذين يستفيدون منها لخلق الخصومة والأحقاد بين المسلمين)


وكذلك جاء في تلك الزيارة: «
جئتُك عارفاً بحقك مستبصراً بشأنك معادياً لأعدائك »!
هذا في حين أنه في زمننا هذا لا يوجد عدوٌّ لعليّ سوى الذين غيروا أصول دين عليّ عليه السلام وفروعه والتي كانت الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر فقط،


فأضافوا عليها أصولاً وفروعاً أخرى باسم المذهب.


فعليٌّ عليه السلام كان يعتبر نفسه تابعاً للدين ولم يكن يعتبر ذاته أو الإيمان به وبأولاده أصلاً من أصول الدين



، أما أولئك الزائرون فإنهم اعتبروا الإيمان به من أصول الدين!
لماذا لا يلاحظ قرّاء تلك الزيارات كل هذه الأوهام والخرافات بل تقع عندهم موقع الرضا إذْ تعجبهم ألفاظها المنمَّقة وعباراتها المسجّعة والمقفّاة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


ثم يقول: «فاشفع لي إلى ربك يا مولاي فإن لك عند الله مقاماً معلوماً».
وهنا نسأل:
هل الشفاعة بيد الزائر أم بيد الإمام؟


الحقيقة التي قررها القرآن الكريم هي أن شفاعة النبي والإمام لشخص معيَّن تحتاج إلى إذن الله ابتداءً
، فالله تعالى وحده الذي يعلم المستحقَّ للشفاعة من عباده،
إذْ هو وحده البصير بعباده العليم بسرائرههم وضمائرهم وما تخفي صدورهم، وليس للأنبياء ولا الأئمة علمٌ بحقيقة العباد وسرائرهم، من هنا يقول سبحانه وتعالى:
((مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ)) [البقرة:255]،
ويقول: ((قُلْ لله الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا)) [الزمر:44].


فإذا كانت الشفاعة بيد الله وحده فلا فائدة من طلبها من النبيّ أو الإمام،
بل لا بدَّ من العمل بمرضاة الله وطلب الغفران منه وحده،
وبالتالي فإن الزائر سأل من لا يملك وطمع بما لا طائل تحته وأضاع وقته سدى.
والإشكال الآخر في تلك الزيارة ذلك الدعاء الوارد في آخرها والذي يقول:
«بحقِّ محمد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين آبائي»
فكيف يكون أئمة أهل البيت عليهم السلام آباء الزائر؟!


وهل يمكن أن يُقال لحضرة الزهراء أب؟؟؟؟؟؟؟؟
نحن لا ندري من الذي وضع تلك الزيارات؟؟؟؟؟؟؟؟؟


هل كان قصده خداع الشيعة وإلباسهم ثوب الغرور؟ ؟؟؟؟؟؟؟


ثم بعد تلك الزيارة وضعوا رواية منسوبة إلى الإمام الباقر عليه السلام يقول فيها:
«ما قال هذا الكلام ولا دعا به أحد من شيعتنا عند قبر أمير المؤمنين أو عند قبر أحد من الأئمة عليهم السلام إلا رفع دعاؤه في درج من نور وطبع عليه بخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكان محفوظاً كذلك حتى يسلم إلى قائم آل محمد عليهم السلام فيلقى صاحبه بالبشرى والتحية والكرامة إن شاء الله تعالى
(بحار الأنوار، ج97/ص 268.)
ولا ندري هل أرادوا السخرية بمثل هذه الرواية لأنه ما الفائدة من رفع دعائه في درج من نور وختمه بخاتم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتسليمه إلى قائم آل محمد ليحفظه للداعي؟؟؟؟؟؟؟
ثم إنه لم يكن هناك قائم في زمن الإمام الباقر حتى يقول إن دعاء الزائر سيُرفع ويسلّم إليه ليحفظه!!
إن مختلق هذه الروايات لم يكن يدري ما يقول!


وفي الزيارة رقم 14 يمنّ الزائر على ربه فيقول:
«اللهم عبدك وزائرك يتقرّب إليك بزيارة قبر أخي رسولك، وعلى كل مأتي حق لمن أتاه وزاره»»
بحار الأنوار، ج97/ص271
فما معنى قوله «عبدك وزائرك»؟ ألا يدري أن الله لا يمكن زيارته؟!
وفي موضع آخر من هذا الدعاء أُطلق على أمير المؤمنين (ع) لقب «صاحب الميسم»
والمقصود منه أن الإمام يَسِمُ أي يكوي وجوه المؤمنين والكافرين لكي يضع على جبينهم علامة بأن فلاناً مؤمن وفلاناً كافر.
وهذا عمل لغو إذ ما الداعي إليه؟
هل يريد أن يعرّف الناس لله أو لملائكته وهم في غنى عن تلك العلامة؟
أم يريد أن يعرّف الناس للناس مع أن هذا لا يفيد في شيء ولا نتيجة له كما أنه لا يفيد يوم القيامة لأن المؤمنين في ذلك اليوم ستبيض وجوههم والمجرمين والكفار سيُحشرون سود الوجوه ولا حاجة لعلامات إضافية.
ونقرأ كذلك في تلك الزيارة شهادة الزائر للإمام: «إنك باب الله وإنك وجه الله»!


أما حضرة أمير المؤمنين عليه السلام فإنه يقول:
«فَاسْتَفْتِحُوهُ واسْتَنْجِحُوهُ واطْلُبُوا إِلَيْهِ واسْتَمْنِحُوهُ فَمَا قَطَعَكُمْ عَنْهُ حِجَابٌ ولا أُغْلِقَ عَنْكُمْ دُونَهُ بَابٌ وإِنَّهُ لَبِكُلِّ مَكَانٍ وفِي كُلِّ حِينٍ وأَوَانٍ ومَعَ كُلِّ إِنْسٍ وجَانٍّنهج البلاغة، الخطبة 195.
ويقول أيضاً:«واعْلَمْ أَنَّ الَّذِي بِيَدِهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ قَدْ أَذِنَ لَكَ فِي الدُّعَاءِ وتَكَفَّلَ لَكَ بِالإجَابَةِ وأَمَرَكَ أَنْ تَسْأَلَهُ لِيُعْطِيَكَ وتَسْتَرْحِمَهُ لِيَرْحَمَكَ ولَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وبَيْنَهُ مَنْ يَحْجُبُكَ عَنْهُ ولَمْ يُلْجِئْكَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكَ إِلَيْهِ..»(نهج البلاغة، الرسالة 31.)
والإمام السجاد عليه السلام يقول كذلك مناجياً ربَّه: «وبابك مفتوحٌ للراغبين»( الصحيفة السجادية، دعاؤه يوم الفطر.)، وبالتالي فالله تعالى شأنه ليس كالسلاطين الذين لهم حُجَّاب وأبواب يُدخل من خلالها إليهم، بل هو أقرب إلى عباده من حبل الوريد [
وهو القائل: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)) [البقرة:186]].


فهكذا يتبيَّن أن مطالب تلك الزيارة مخالفة [للقرآن الكريم] كما هي مخالفة في الواقع لعقائد الأئمّة الهداة من آل النبيّ عليهم السلام.
وأما قوله «وأنَّكَ وجه الله» فلا يصحّ لأن «وجه الله» -
كما جاء في قوله تعالى: ((وَلله الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله)) [البقرة:115] –


يدلّ كما قالوا على عنايته، وقد رُوي عن أمير المؤمنين (ع) أن «وجه الله»
ذاته وليس لله وجه جسماني وإنما سُميت عناية الله بالوجه لأن كل من توجّه إلى شيء واعتنى به فإنما يفعل ذلك بوجهه فأُطلقت كلمة «الوجه» بحقِّ الله لهذا السبب،


ولكن علم الله ذاتيٌّ وهو محيط بكلِّ شيء بذاته. فوجْهُ الله ذاته، وإذا رُويت رواية عن الغلاة تخالف هذه الحقيقة فيجب عدم قبولها.


وفي هذه الزيارة أيضاً قول الزائر للإمام:
«أنت الصراط المستقيم»، مع أن الإمام عليَّاً عليه السلام سالكٌ للصراط المستقيم وليس عين الصراط لأن الإمام يصلِّي على الأقلّ خمسين ركعة في اليوم ويقرأ في صلاته: ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)) [الفاتحة:6]،


فإذا كان الإمام ذاته الصراط المستقيم لما جاز أن يطلب من الله أن يهديه إلى نفسه.


وحتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذاته كان هادياً للناس إلى الصراط المستقيم


كما قال تعالى: ((وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ الله الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلا إِلَى الله تَصِيرُ الأُمُورُ)) [الشورى:52-53].


فخاتم النبيين ذاته صلى الله عليه وآله وسلم مرشدٌ للناس إلى الصراط المستقيم لا أنه هو ذاته الصراط المستقيم


وفي موضع آخر من الزيارة نقرأ:
«السلام عليك يا صفوة الله يا عمود الدين» هذا في حين أن الاصطفاء خاصٌّ بالأنبياء، وعمود الدين - طبقاً لتعليمات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - هو الصلاة وإذا كان عمود الدين هو الإمام لزال ذلك العمود بوفاة الإمام!


وفي موضع آخر من الزيارة يقول الزائر للإمام:
«أتيتُك وافداً لعظيم حالك ومنزلتك عند الله وعند رسوله، متقرِّباً إلى الله بزيارتك طالباً خلاص نفسي من النار، متعوِّذاً بك من نار استحقَقْتُها بما جنيتُ على نفسي»!!
والسؤال :
إذا كان كل من استحقّ نار جهنّم بسوء عمله يمكنه باللجوء إلى مخلوق آخر أن ينجو من عقاب الله،
فلن يبقى هناك إذن أي معنى لخلق النار والجحيم ولا أي مفهوم للعقاب الإلهي.
هذا إضافة إلى أن الله تعالى أمرنا في مواضع عديدة من كتابه الكريم أن نلجأ إلى الله، بل أمر رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ذاته أن لا يلجأ إلا إلى الله.
في أي موضع من القرآن أو السنة أُمرنا بأن نلجأ إلى مخلوق؟
أليس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو القائل: «سبحان الذي لا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه( مفاتيح الجنان، من التسبيحات المتعلقة بأعمال يوم عرفة، نقلاً عن كتاب «الإقبال» للسيد ابن طاووس.)
ويقول في دعاء آخر:
«يا من لا مفزع إلا إليه، يا من لا يُستَعان إلا به، يا من لا يُرجى إلا هو، يا من لا منجا منه إلا إليه، يا من لا يصرف السوء إلا هو» (دعاء الجوشن الكبير، الفقرات 38 و39 و90).


أولم يقرأ هؤلاء أدعية عليّ عليه السلام الذي كان يخاطب ربه متأسِّياً بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم فيقول:
«إنه لا يأتي بالخير إلا أنت ولا يصرف السوء إلا أنت
الصحيفة العلوية، دعاؤه في اليوم الثاني من الشهر.


ويقول في دعاء آخر: «لا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه الصحيفة العلوية، دعاؤه في اليوم الثاني من الشهر
.
ويقول مستلهماً من الآية 22 من سورة «الجنّ» الكريمة: «اللهمَّ إنَّه لَنْ يجيرني مِنْكَ أحدٌ وَلَنْ أجدَ مِنْ دونكَ مُلْتَحَدَاً
الصحيفة العلوية، دعاؤه في اليوم الرابع والعشرين من الشهر، ومفاتيح الجنان، دعاء «أبي حمزة الثمالي».


( [1])الصحويقول مستلهماً من الآية 68 من سورة «الفرقان» المباركة: «اللهم واجعلني من.... الَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهاً آخَرَ
(الصحيفة العلوية، دعاؤه في اليوم الثاني والعشرين من الشهر)
.ويدعو حفيده الإمام الصادق عليه السلام مستلهماً من الآية 56 من سورة الإسراء المباركة فيقول:
«اللهم إنك عيّرت أقواماً في كتابك فقلت: قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً؛ فيا من لا يملك كشف ضري ولا تحويله عنّي أحدٌ غيره صلّ على محمد وآله واكشف ضُرِّي
(مفاتيح الجنان (الباقيات الصالحات) الباب الثالث من أدعية العافية وغيرها )


أضف إلى ذلك أن الإمام عليّاً عليه السلام رحل عن هذه الدنيا الفانية وانتقل إلى دار البقاء ولم يعد موجوداً في عالم الدنيا حتى يلتجئ إليه ذلك المغالي،


وقد اعتبر الإمامُ نفسَه - في وصيّته التي أوصى بها بعد أن ضربه ابن ملجم- فانياً مفارقاً فقال:
«أنَا بِالأمْسِ صَاحِبُكُمْ والْيَوْمَ عِبْرَةٌ لَكُمْ وغَداً مُفَارِقُكُمْ إِنْ أَبْقَ فَأَنَا وَلِيُّ دَمِي وإِنْ أَفْنَ فَالْفَنَاءُ مِيعَادِي
نهج البلاغة، الرسالة 23.


إن أولئك الغلاة يريدون بتلك الخرافات والكفريَّات أن ينقذوا أنفسهم من العذاب والحساب باسم ذلك الإمام الهمام الذي كان ذاته يتأوَّه من خشية الله ويخاف من عذابه، متخيِّلين بأنهم بعملهم بتلك البدع سيُصرف النظر عن جرائمهم!! فما أبطل خيالهم وما أبعد ما يتوهَّمون!


ويروي المجلسيُّ في الحديث رقم 15من هذا الباب [نقلاً عن كتاب فرحة الغريّ] بسنده عن «صفوان الجمّال»
قال: «لما وافيت مع جعفر الصادق (ع) الكوفة يريدُ أبا جعفر المنصور
قال لي: يا صفوان! أنخ الراحلة فهذا قبر جدي أمير المؤمنين فأنختها، ثم نزل فاغتسل وغيَّر ثوبَه... وقال لي: قصِّر خطاك والق ذقنك الأرض فإنه يكتب لك بكل خطوة مائة ألف حسنة، ويمحى عنك مائة ألف سيئة، وترفع لك مائة ألف درجة، وتقضى لك مائة ألف حاجة، ويكتب لك ثواب كلّ صديق وشهيد مات أو قُتِل!!...( بحار الأنوار، ج97/ص 279 - 280..)


لا حظوا أن ما ذُكر هو ثواب خطوة واحدة فمعنى ذلك أنه عندما سيصل إلى القبر سيكون له ثواب مليارات الصدِّيقين والشهداء!!
هذا في حين أن حضرة أمير المؤمنين عليه السلام ذاته نال ثواب شهيد واحد لأنه استُشهد مرَّةً واحدةً، وجميع الأئمة عليهم السلام كانوا يسألون الله في أدعيتهم ثواب الشهادة في سبيله أي ثواب شهيد واحد. ومن الطريف أن رواية «صفوان»
هذه يُفهم منها أنه لم يكن هناك أثرٌ مُشاهَدٌ للقبر حتى أخبره الإمام الصادق عليه السلام بأن هذه البقعة هي مكان قبر جدِّه، هذا في حين أن «صفوان الجمّال» ذاته يخبرنا في الحديث رقم 18 أنه سأل الصادق عليه السلام عن زيارة مرقد أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: «فقال:
يا صفوان إذا أردت ذلك فاغتسل والبس ثوبين طاهرين ونل شيئاً من الطيب.... (إلى قوله):... فإذا تراءت لك القبة الشريفة
فقل: الحمد لله على ما اختصني به... الخ (إلى قوله):... فإذا نزلت الثوية وهي الآن تل بقرب الحنانة عن يسار الطريق لمن يقصد من الكوفة إلى المشهد فصل عندها ركعتين.. الخ


(إلى قوله):.. فإذا بلغت إلى باب الصحن فقل: الحمد لله..الخ (إلى قوله): ثم ادخل وقل: الحمد لله الذي أدخلني هذه البقعة المباركة... الخ... (إلى قوله)... ثم قبِّل العتبة وقدِّم رجلك اليمنى قبل اليسرى وادخل وأنت تقول: بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله..الخ بحار الأنوار، ج97/ص 280-281
وهذه الرواية تناقض الرواية السابقة لأنها تفيد أن القبر كان بناءً ظاهراً له صحنٌ وعتبةٌ وبابٌ [وطبعاً هذا ليس بصحيح]، فهذا يبيِّنُ كيف ينطبق على أولئك الكذّابين الوضّاعين المَثَلُ القائل: «حبل الكذب قصير»!


ومما جاء في هذه الزيارة أيضاً وصف حضرة الأمير عليه السلام بأنه
«خازن الوحي»، وجاء فيها أيضاً أنه إذا دخلتَ المدينة فقل: «اللهمَّ لبابك وقفتُ»


ولا ندري هل اعتبرَ بابَ المدينة بابَ الله أم اعتبر علياً عليه السلام بابَ الله؟!!
وعلى كلّ حال فقد جعل لله باباً ثم قال:
«ثمّ امش حتى تقف على الباب في الصحن وقل.... يا مولاي يا أمير المؤمنين! عبدك وابن عبدك وابن أمتك!...(إلى قوله)... يا أمين ربّ العالمين وديّان يوم الدِّين»


هذا في حين أن عشرات الآيات القرآنية تنصُّ على أن «أمين ربّ العالمين» صفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن «ديَّان يوم الدِّين» صفةٌ للحقِّ تعالى الذي يقول في كتابه:
((يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لله)) [الانفطار:19].


ويتواصل متن الزيارة الطويل المليء بالعبارات المغالية حتى يصل إلى قول الزائر: «السلام على ميزان الأعمال ومقلّب الأحوال» هذا في حين أن ميزان الأعمال ومعيار الحق والباطل في الأفعال هو كتاب الله وقوانين شريعته وليس علياً عليه السلام،
لأن الله تعالى يقول: ((الله الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ)) [الشورى:17].


ونتساءل هنا: بأي ميزان ستُقاس أعمال الإمام عليّ عليه السلام والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إن كان عليٌّ ذاته هو الميزان، وكيف سيزن الميزان نفسه؟


أضف إلى ذلك أن الله تعالى جعل الكتاب السماوي المنزَّل على كل أمَّة ميزاناً لها وبيَّن أن كلَّ أمَّةٍ ستُدعى يوم القيامة إلى كتابها كما قال سبحانه: ((وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)) [الجاثية:28].
وأما عبارة «مقلّب الأحوال» التي وردت في الزيارة فهي خاصَّة بالله المتعال، أما الأنبياء والأولياء فلا يملكون تقليب أحوال أنفسهم فضلاً عن غيرهم، كما قال تعالى لرسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: ((قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ الله)) [الأعراف:188]،


وكما أمر نبيه أن يقول: ((قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ)) [الأحقاف:9].
فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يدري ما أحوال الآخرين؛
وبالتالي لا يمكنه تقليب أحوالهم، فكيف يستطيع الإمام ذلك؟ إن أحوال العباد بيد الله وحده وهم تحت نظر الله وهو وحده مقلّب القلوب والأحوال لا غيره.


وقد قال تعالى لرسوله الكريم: ((وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ الله أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) [الأنفال:63]


إذن مقلّب القلوب ومقلّب الأحوال والمؤثر هو الله المتعال،
ولا ندري لماذا يصرّ وضّاعو تلك الزيارات على إثبات صفات الله وأسمائه للإمام وجرّ الناس نحو الشرك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


ثم نقرأ في تلك الزيارة «السلام على شجرة التقوى، وسامع السِرِّ والنجوى»، هذا مع أن هذه الصفة الأخيرة مختصَّةٌ - كما تنصُّ عديد من آيات القرآن - بالله تعالى وحده كما قال سبحانه:
((وَهُوَ الله فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ)) [الأنعام:3]،
ويقول: ((أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ)) [البقرة:77] (البقرة: ٧٧ وهود: 5، والنحل: 23 ويس: 76)،
يقول: ((وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)) [الملك:13]
ويقول: ((وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى)) [طه:7]
ويقول: ((أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ الله يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ الله عَلَّامُ الْغُيُوبِ)) [التوبة:78].


فهل عليٌّ عليه السلام هو الله
- والعياذ بالله -
حتى يعلم أسرار الناس وخفايا قلوبهم؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشناوي احمد
المدير العام
المدير العام



عدد الرسائل : 506
تاريخ التسجيل : 20/02/2012

تأملات حول دعاء الندبه Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأملات حول دعاء الندبه   تأملات حول دعاء الندبه Icon_minitimeالأحد مارس 11, 2012 11:01 pm



عرّفوا لنا الشرك بالله وعبادة الأصنام ياشيعه!!!!!!!!!!!! الجزء الثالث




لقد جاءت في «نهج البلاغة» نصوصٌ تبيِّن بوضوح أن عليّاً عليه السلام لم يكن بمقدوره أن يطَّلع على خيانات بعض أمرائه وقوَّاده إلا عن طريق عيونه وجواسيسه أو عن طريق رسائل الناس
وهذا أكبر دليل علي بطلان ادعاء الشيعه بعلم الغيب للائمه


،كما كتب في رسالةٍ له يقول:
«أمَّا بَعْدُ فَإِنَّ عَيْنِي بِالمَغْرِبِ كَتَبَ إِلَيَّ يُعْلِمُنِي
نهج البلاغة، الرسالة 33.


كما أنه عيَّن «عُبَيد الله بن عباس» والياً على «البصرة» فاختلس مبلغاً كبيراً من بيت المال فلمّا علم الإمام بذلك بكى على المنبر( نهج البلاغة، الرسالة 41. (المؤلف). - ليس في نص الرسالة ذكر لاسم عبيد الله بن عباس ولا غيره، بل كل ما فيها توبيخ الإمام لشخصٍ من عمّاله خان الأمانة واستولى على أموال بيت المال.)


كما أنه عيّن «المنذر بن جارود» لجمع الصدقات ولكنّه أخذ الأموال لنفسه !
فكتب له الإمام بعد اطلاعه على خيانته:
«أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ صَلاحَ أَبِيكَ غَرَّنِي مِنْكَ وظَنَنْتُ أَنَّكَ تَتَّبِعُ هَدْيَهُ وتَسْلُكُ سَبِيلَهُ فَإِذَا أَنْتَ فِيمَا رُقِّيَ إِلَيَّ عَنْكَ لا تَدَعُ لِهَوَاكَ انْقِيَاداً ولا تُبْقِي لِآخِرَتِكَ عَتَاداً
نهج البلاغة، الرسالة 71.


وعيَّن «أبا موسى الأشعري» والياً على «الكوفة» فظهر أنه لم يكن موافقاً له ولم يخدم الإمام كما يجب!


وعيَّن «كميل بن زياد النخعي» والياً على «هيت» فترك الدفاع عن المدينة ولم يدفع غارة جيش العدوِّ عليها بل سلَّمها دون مقاومة فكتب له الإمام رسالةً يذمُّه فيها ويوبِّخه على ذلك نهج البلاغة، الرسالة 61.


وكذلك عيَّن «مصقلة بن هبيرة» عاملاً له على «اردشير خُرَّةبلدةٌ من بلاد العجم في جنوب إيران ذكر المؤلف أنها خوزستان.
ولكنه خان الأمانة وقام بتقسيم الفيء -أي بيت مال المسلمين- بين أقربائه نهج البلاغة، الرسالة 43.


وقام بعزل «قيس بن سعد بن عبادة» الذي كان من الرجال المجرِّبين المحنَّكين المحبِّين للإمام المخلصين له عن ولاية مصر تأثُّراً بوشاية بعض النمَّامين [التي تبيَّن كذبها فيما بعد]،
وعيَّن مكانه ابنَه المُتَبَنَّى «محمد بن أبي بكر»


هل يجوز أن نقول إن عليَّاً عليه السلام كان يعلم أن أولئك الأفراد المذكورين كانوا خَوَنَة أو لم يكونوا أهلاً للمسؤولية ورغم ذلك عيَّنهم الإمام في مناصب مهمَّة وبالتالي كان شريكاً لهم على نحو ما في خياناتهم؟!


يجب أن نقول: معاذ الله إن الأمر ليس كذلك بكل تأكيد. إذن فما معنى تلك الأباطيل مثل عبارة «سامع السر والنجوى» التي جاءت في نص الزيارة؟


يجب أن نعلم أن جميع الأنبياء والمرسلين الذين رحلوا عن الدنيا لم يكن لهم نصوص زيارات وليس لهم الآن،


ولكن المجلسيّ يقول في كتاب المزار من كتابه «البحار» في الزيارة رقم 18 أن علماء الشيعة كتبوا نص زيارة لزيارة آدم ونوح عليهما السلام،
ولكنهم لم يكتبوا نصوص زيارات لزيارة صالح وهود وإبراهيم عليهم السلام، وأنه يجدر صياغة زيارة لهم!
هؤلاء السادة لم يكن عندهم عمل يشغلهم لذلك أخذوا يكتبون زيارات لكل من رحل عن هذه الدار!


وقد استشهد واضع الزيارة رقم 18 في معرض إثباته لشفاعة حضرة أمير المؤمنين (ع) بقوله تعالى:
((وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ)) [الأنبياء:28]،


ولم يدرِ أن الشفاعة في هذه الآية هي فعل الملائكة، علاوةً على أن الله تعالى جعل الشفاعة في هذه الآية موقوفةً على إذنه ورضاه وإرادته، ولا تتمّ بإرادة الملائكة والعباد لأنّ الله تعالى وحده الذي يعلم أحوال عباده وحقيقة أفعالهم، وقد اعتبر الإمامُ عليٌّ عليه السلام ذاته –


في نهج البلاغة - تلك الآيةَ متعلقةً بشفاعة الملائكةنهج البلاغة، الخطبة رقم 91.
فيبدو أن واضع تلك الزيارة لم يرَ نهج البلاغة، لأن مرجع الضمير في «لا يشفعون» في الآية ذُكِر قبلها لذا اعتبر الإمام علي تلك الآيات متعلقة بشفاعة الملائكة.
أضف إلى ذلك أن الإمام يقول عن يوم القيامة: «فَلا شَفِيعٌ يَشْفَعُ ولا حَمِيمٌ يَنْفَعُ نهج البلاغة، الخطبة 195
.ويعتبر تقوى الله وطاعته هي الشفيع للإنسان يوم المعاد فقال:
«أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى الله الَّذِي ابْتَدَأَ خَلْقَكُمْ..فَإِنَّ تَقْوَى الله دَوَاءُ دَاءِ قُلُوبِكُمْ...فَاجْعَلُوا طَاعَةَ الله شِعَاراً دُونَ دِثَارِكُمْ... وشَفِيعاً لِدَرَكِ طَلِبَتِكُمْنهج البلاغة، الخطبة 198.


كما يعتبر القرآن الكريم هو الشفيع يوم القيامة لمن عمل به: «وَاعْلَمُوا أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ النَّاصِحُ الَّذِي لا يَغُشُّ والهَادِي الَّذِي لا يُضِلُّ والمُحَدِّثُ الَّذِي لا يَكْذِبُ... واعْلَمُوا أَنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وقَائِلٌ مُصَدَّقٌ وأَنَّهُ مَنْ شَفَعَ لَهُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُفِّعَ فِيهِ([1])نهج البلاغة، الخطبة 176.


واعتبر في دعائه الله تعالى هو الشفيع وقال: «والشافع لهم ليس أحد فوقك يحول دونهمالصحيفة العلوية، دعاؤه في اليوم الرابع عشر من كل شهر.
فبناء على كل ذلك فإن هذا الزائر الجاهل الذي يقول: «فإن لي ذنوباً كثيرة» ليس مصداقاً لقوله تعالى: «لِمَنِ ارْتَضَى» فعليه أن يذهب ويتوب من ذنبه.
وجاء في متن هذه الزيارة أيضاً مخاطبة أمير المؤمنين بعبارة:
«إنك تسمع كلامي وتردّ سلامي» هذا في حين أننا أثبتنا في الصفحات الماضية أن هذه الجملة باطلة. ولقد ظن هؤلاء الجاهلون أن البشر (سامعون كل صوت) كمثل الله تعالى!!


ولو سمع الأنبياء جميع الأصوات لخروا صعقى، كما حصل لموسى عندما سمع صوتاً من الجبل ((وَخَرَّ موسَى صَعِقًا)) (الأعراف:143استدلال المؤلف بهذه الآية ليس في محله، لأنها لا تدلّ على أن موسى (ع) خرَّ صعقاً لسماعه صوتاً من الجبل بل لأن ربّه تجلى للجبل فجعله دكَّاً: ((وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ المُؤْمِنِينَ )) (الأعراف: 143)


وكان الأئمة عليهم السلام حالَ حياتهم، إذا كلّمهم عدّة أشخاص في وقت واحد يعجزون عن فهم كلامهم، فما بالك في ذلك بعد وفاتهم!
وأساساً، إن صفة سماع كل الأصوات في وقت واحد من الصفات الخاصة بالله سبحانه كما جاء ذلك في كثير من الأدعية ومن جملتها دعاء الجوشن الكبير (الفقرة 99)


حيث نقرأ:«يا من لا يشغله سمع عن سمع، يا من لا يمنعه فعل عن فعل، يا من لا يلهيه قول عن قول، يا من لا يُغلِّطه سؤال عن سؤال، يا من لا يحجبه شيء عن شيء»،
ولا شك أن هذه الصفات لا يمكن أن نثبتها لأحد سوى الله عزَّ وجلَّ.


وفي الزيارة رقم 20 من هذا الباب نقرأ عبارة: «
إني عذت بأخي رسولك»،
هذا مع أن القرآن الكريم أوصانا مراراً أن نعوذ بالله وحده وأن لا نلجأ إلا إليه.


لقد جمع المجلسيُّ في كتابه هذا كلِّ زيارة رآها - في ظنه - حسنة العبارة مسجَّعة الكلمات، ومن جملة ذلك يقول بشأن الزيارة رقم 22: «إنها زيارة مليحة»


ثم ينقل لنا زيارة من وضع الغلاة واختلاقهم، وفي الزيارة رقم 23 يأتينا بزيارة هي يقيناً من وضع النصارى أو المشبِّهة الذين يثبتون لله الأعضاء والجوارح،


إذ نقرأ فيها مخاطبة الزائر للإمام عليٍّ (ع) بعبارة: «باب الله وعين الله الناظرة ويده الباسطة وأذنه الواعية» فاخترع واضع الزيارة لله تعالى عيناً ويداً وأذناً!!!


ثم يقول في موضع آخر مخاطباً الإمام: «السلام على الأصل القديم والفرع الكريم، السلام على الثمر الجنيّ».


فهنا يصف واضع هذه الزيارة عليَّاً (ع) بما وصفت النصارى به المسيح بن مريم (ع)
بأنه قديم وأنه ثمرة الخليقة!!
ويبدو أن هذا الزائر يقول بتعدد القدماء ولا يدري أن مثل هذا القول شرك بإجماع علماء الإسلام!


المرجع الأعلى للشيعة الإمامية في عصره يأمر بإزالة هذه الزيارة الشركية:


المرجع «محمد حسن النجفي»( هو آية الله الفقيه الأصولي الشيخ «محمَّد حسن بن الشيخ باقر بن الشيخ عبد الرَّحيم»، انتهت إليه الرئاسة العامة للشيعة الإمامية في عصره والمرجعيَّة صاحب «جواهر الكلام» الذي كان من مراجع الشيعة الكبار دخل يوماً حرم أمير المؤمنين عليه السلام فرأى هذه الزيارة ذاتها معلَّقةً في الحرم، فاستدعى الخدّام وقال لهم:
ارفعوا هذه الزيارة الشركيّة ومزِّقوها، فعملوا بأمره. لكن رغم ذلك قام الشيخ «عباس القميّ» بعد سنوات بإدراج هذه الزيارة الباطلة ضمن كتابه «مفاتيح الجنان» تحت عنوان «الزيارة السادسة» ووضعها تحت تصرّف العوام!!.
في هذه الزيارة عبارةٌ تصف الأئمَّة بأنهم مشرِّعو الأحكام وتقول: «وعلى الأئمَّة الراشدين الذين فرضوا علينا الصلوات»!
هذا في حين أن الله تعالى يقول: ((وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً)) [الكهف:26]،
ويقول: ((إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لله)) [الأنعام:57]،


ويقول: ((شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى)) [الشورى:13]
حيث يرجع الضمير المستتر لفعل «شَرَعَ لَكُمْ» إلى «الله» الذي ذُكِرَ في الآية التي قبلها. وقال سبحانه أيضاً:
((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ الله)) [الشورى:21]،
وبناءً عليه فإن التشريع وفرض الأحكام خاصٌّ بالله تعالى ولا يحقُّ لأيِّ إمام أو حاكمٍ أن يشرع للبشر أحكاماً بوصفها ديناً.
وفي هذه الزيارة أيضاً عبارة تصف عليَّاً عليه السلام بأنه شجرة طوبى وبأنه سدرة المنتهى وبأنه آدم ونوح وعيسى وموسى!!
ويبدو أن واضعَ تلك الزيارة كان يعتقد أن الإمامَ هو عينُ كلِّ شيء! كما يعتقد ذلك أصحاب «وحدة الوجود» الذين يتصوَّرُون أنَّ الله عينُ الخلقِ والخلقَ عينُ الخالقِ! وبالتالي عليٌّ هو موسى ذاته،
وموسى هو عليٌّ والعياذ بالله من هذه الضلالات والخرافات.
وفي هذه الزيارة أيضاً عبارة: «السلام على حبل الله المتين»
هذا مع أن الإمام عليّاً عليه السلام ذاته اعتبر مراراً أن حبل الله المتين هو القرآن الكريم،
وقال في ذلك: «وعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ الله فَإِنَّهُ الحَبْلُ المَتِينُ
نهج البلاغة، الخطبة 156.


وقال: «وَ إِنَّ الله سُبْحَانَهُ لَمْ يَعِظْ أَحَداً بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ حَبْلُ الله المَتِينُ نهج البلاغة، الخطبة 176


.فالإمام يعتبر القرآن الكريم حبل الله المتين الذي يجب على الإمام ذاته كما يجب على جميع المسلمين أن يتمسَّكوا به ويعتصموا به
(( في الواقع ليس في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو الإمام علي عليه السلام بالحبل المتين أي غلوّ، كيف لا وهو إمام المتقين ومولى الموحدين ونبراس العابدين وأسوة المجاهدين والثقل الأصغر الذي أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وآله- أن نتمسك به، وكيف لا وقد قال عنه رسول الله - صلى الله عليه وآله- عليٌّ مَعَ القُرْآنِ والقُرْآنُ مَعَ عَلِيٍّ لَنْ يَفْتَرِقَا؟! هذا وليس من الضروري أن يكون الإمام عليه السلام حيَّاً في الدنيا حتى تصحّ تسميته بحبل الله المتين وصراطه المستقيم، بل هو كذلك بعد وفاته لمن تمسَّك بسيرته ومنهجه وتأسَّى بأخلاقه وشمائله وتعلَّم من كلماته وَحِكَمِهِ ومواعظه وعضَّ بالنواجذ على سنَّته )))


ولكن واضع تلك الزيارة لفّق كل ما أراد ولو كان مخالفاً لكتاب الله ومخالفاً لكلام أمير المؤمنين عليه السلام ذاته! ومن هنا ندرك مقدار إيمان أمثال هؤلاء الغلاة بكلام عليٍّ عليه السلام وحقيقة دعوى محبتهم له وتعلّقهم بالأئمَّة عليهم السلام.
[التلاعب بمعـاني بعـض آيات القرآن]:


قال الله تعالى في وصف عظمة القرآن: ((إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ)) [الزخرف:3-4]،
فلاحظوا أن صفتي «العَليّ» و«الحكيم» هما في تلك الآية للقرآن الكريم، ولكن واضع الزيارة حرّف معاني القرآن وجعل هاتين الصفتين خاصَّتين بالإمام عليّ عليه السلام


فقال: «السلام على صاحب الدلالات الذي ذكر الله في محكم الآيات فقال تعالى وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ»!
فانظروا كيف يتلاعب هذا الوضّاع بمعاني آيات القرآن لتحقيق هدفه وكيف جعل «العَليّ» و«الحكيم» اللتان هما صفتان للقرآن صفتين أو اسمين لعليّ بن أبي طالب عليه السلام!


[رحمة الله تعالى وكرمه هي الشفيع المستشفع به في أدعية الأئمّة الكرام]:


والطريف أنه رغم كل هذه الأباطيل المخرِّبة للإسلام فإن هذا الزائر يطلب الشفاعة!!
لو كان الإمام عليٌّ عليه السلام حياً وقال لأمثال هؤلاء الغلاة:


إن الشفاعة لله وحده ولا أملكها أنا كما أنها ليست باختياركم ورغبتكم، لعادَوْهُ وخالفوه!
ذلك لأنهم اخترعوا لأنفسهم شفاعةً تخلِّصهم من كلِّ ذنب وتسهِّل عليهم ارتكاب المعاصي، في حين أن الأئمة عليهم السلام لم يكن لهم مثل هذا الادّعاء، وقد كان عليٌّ عليه السلام يقول في دعائه: «وَقَدْ رَجَوْتُ مِمَّن تَوَلّانِي بِإحْسَانِهِ أَنْ يَشْفَعَ لِي عِنْدَ وَفَاتِي بِغُفْرَانِهِ»،الصحيفة العلوية، داؤه في المناجات.


ويقول في دعاء كميل: «اللهمَّ إنِّي أتقرَّبُ إليكَ بِذِكْرِكَ وَأَسْتَشْفِعُ بِكَ إلى نَفْسِكَ..»،
ويقول في دعاء آخر من أدعيته عليه السلام:
«أنت الأول قبل خلقك والآخر بعدهم والظاهر فوقهم.... والدافع عنهم والشافع لهم، ليس أحدٌ فوقك يحول دونهم وفي قبضتك منقلبهم ومثواهمالصحيفة العلوية، دعاؤه في اليوم الرابع عشر من كل شهر.
فنلاحظ أن الإمام عليه السلام يعتبر الله تعالى شفيعَهُ. وكذلك يقول حضرة الإمام زين العابدين وسيد الساجدين عليه السلام في دعائه:
«وإن شَفَعْتُ فلستُ بأهل الشفاعة. اللهم صلِّ على محمدٍ وآله وشفِّعْ في خطايايَ كرمكَ.... اللهم لا خفير لي منك فليخفُرْني عزُّكَ ولا شفيع لي إليكَ فلْيَشْفَعْ لي فضلُكَالصحيفة السجادية، داؤه (ع) في ذكر التوبة وطلبها


ويقول أيضاً: «لا شفيعَ يشْفَعُ لي إليكَ... ولا ملاذ ألجأُ إليهِ منكَالصحيفة السجادية، دعاؤه (ع) بعد الفراغ من صلاة الليل.


لو كان أولئك الغلاة الوضّاعون لنصوص الزيارات مؤمنين حقاً بالقرآن الكريم ومحبِّين حقاً للأئمَّة عليهم السلام


لما وضعوا تلك العبارات المغالية التي لا تفيد إلا في تقوية مذاهب الباطنية والشيخية والصوفية الغلاة،


وتقديم أدلة يستشهدون بها على إثبات عقائدهم المنحرفة.
وللأسف الشديد إن أكثر الناس لا يعلمون أن تلك الزيارات موضوعة ومخالفة للقرآن،


وقد تضمَّنت الزيارةَ التي نحن في صددها كلَّ ما وضعه الغلاة في أوصاف عليّ عليه السلام ومن جملة ذلك أنه جاء فيها: «السلام على المولود في الكعبة المزوَّج في السماء»!.


ايها الشيعي
لقد مَنّ الله تعالى على هذه الأمَّة إذ أرسل إليهم رسولاً ذا خُلُقٍ عظيمٍ وأنزل عليه


(قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)) [الزمر:28]
كتاباً مبيناً ((يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)) [المائدة:16]
(أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)) [الزمر:23]
ولو أنزله سبحانه تعالى ((عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ)) [الحشر:21].
وقد نزَّله - جلَّ ذكره - على نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم، ليتدَبَّر الناسُ آياتِهِ وليتَّعِظَ أربابُ العقُولِ بمواعِظِهِ،
فقال عزَّ من قائل: ((كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)) [ص:29].


وقال سيدنا علي رضي الله عنه
«وَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَعِظْ أَحَداً بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَسَبَبُهُ الأَمِينُ، وَفِيهِ رَبِيعُ الْقَلْبِ وَيَنَابِيعُ الْعِلْمِ، وَمَا لِلْقَلْبِ جِلاءٌ غَيْرُهُ نهج البلاغة، الخطبة (176).


وقال عليه السلام: «فَالْقُرْآنُ آمِرٌ زَاجِرٌ، وَصَامِتٌ نَاطِقٌ، حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ، أَخَذَ عَلَيْهِ مِيثَاقَهُمْ وَارْتَهَنَ عَلَيْهِمْ أَنْفُسَهُمْ، أَتَمَّ نُورَهُ وَأَكْمَلَ بِهِ دِينَهُ، وَقَبَضَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وآله وسلم، وَقَدْ فَرَغَ إِلَى الْخَلْقِ مِنْ أَحْكَامِ الْهُدَى بِهِ
نهج البلاغة، الخطبة (183).
وقال عليه السلام: «تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ، وَتَفَقَّهُوا فِيهِ فَإِنَّهُ رَبِيعُ الْقُلُوبِ، وَاسْتَشْفُوا بِنُورِهِ فَإِنَّهُ شِفَاءُ الصُّدُورِ، وَأَحْسِنُوا تِلاوَتَهُ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ الْقَصَصِ
نهج البلاغة، الخطبة (110).
إوقال عليه السلام: نهج البلاغة، الحكمة (105)، (ص:487).
اِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ فَرَائِضَ فَلا تُضَيِّعُوهَا وَحَدَّ لَكُمْ حُدُوداً فَلا تَعْتَدُوهَا ونَهَاكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ فَلا تَنْتَهِكُوهَا وَسَكَتَ لَكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ وَلَمْ يَدَعْهَا نِسْيَاناً فَلا تَتَكَلَّفُوها.


والسؤال بماذا كان يتوسل سيدنا علي الي الله؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا لاتتوسلون الي الله كما فعل سيدنا علي ؟؟؟
لماذا لا تتعبدون الي الله كما تعبد سيدنا علي ؟؟؟؟ الم تقرا كتبك في نهج البلاغة، الخطبة (110).


روَى الشَّرِيْف الرَّضِيّ في "نهج البلاغة" عن أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام أنَّه قال:
«إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَوَسَّلَ بِهِ الْمُتَوَسِّلُونَ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
الإِيمَانُ بِهِ وَبِرَسُولِهِ وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ، فَإِنَّهُ ذِرْوَةُ الإِسْلامِ، وَكَلِمَةُ الإِخْلاصِ فَإِنَّهَا الْفِطْرَةُ، وَإِقَامُ الصَّلاةِ فَإِنَّهَا الْمِلَّةُ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ فَإِنَّهَا فَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ، وَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ فَإِنَّهُ جُنَّةٌ مِنَ الْعِقَابِ، وَحَجُّ الْبَيْتِ وَاعْتِمَارُهُ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَيَرْحَضَانِ الذَّنْبَ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ فَإِنَّهَا مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ وَمَنْسَأَةٌ فِي الأَجَلِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ فَإِنَّهَا تُكَفِّرُ الْخَطِيئَةَ، وَصَدَقَةُ الْعَلانِيَةِ فَإِنَّهَا تَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ، وَصَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ فَإِنَّهَا تَقِي مَصَارِعَ الْهَوَانِ


ولقد بيَّنَ أميرُ المؤمنينَ عليه السلام في هذه الخطبة المسمَّاة "بالديباج" أفضلَ طريقِ التقرُّبِ إلى اللهِ سبحانَهُ،وهو: الإيمان بالله ورسوله، والتعبُّد بما شرع الله من فرائض وأحكام.
وأمَّا الذين يدْعون مِنْ دونِ اللهِ تعالى آلهةً لِيَكْشِفوا عنهم الضُّرَّ أو يُحَوِّلوه عنهم ويزعمون أنها الوسائل إلى الله، فأولئك عن صراط التوحيد لناكبون، وعن إخلاص العبادة لله تعالى لعادلون
كما يقول الله عز وجل: ((قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً. أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا)) [الإسراء:56-57]


جاء في روضة الكافي للكليني، (ص:386)، ونهج البلاغة، الخطبة (147)،
على اختلافٍ يسيرٍ بين رواية الكليني ورواية الشريف الرضيّ.
قال عليه السلام:
«بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله وسلم بِالْحَقِّ لِيُخْرِجَ عِبَادَهُ مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ إِلَى عِبَادَتِهِ وَمِنْ طَاعَةِ الشَّيْطَانِ إِلَى طَاعَتِهِ بِقُرْآنٍ قَدْ بَيَّنَهُ وأَحْكَمَهُ، لِيَعْلَمَ الْعِبَادُ رَبَّهُمْ إِذْ جَهِلُوهُ، ولِيُقِرُّوا بِهِ بَعْدَ إِذْ جَحَدُوهُ، ولِيُثْبِتُوهُ بَعْدَ إِذْ أَنْكَرُوهُ، فَتَجَلَّى لَهُمْ سُبْحَانَهُ فِي كِتَابِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا رَأَوْهُ، فأراهم حِلْمَه كيف حَلُمَ، وأراهم عفْوَهُ كيف عفا، وأَرَاهُمْ قُدْرَته كيف قَدَرَ، وَخَوَّفَهُمْ مِنْ سَطْوَتِهِ، وَكَيْفَ خَلَقَ ما خَلَقَ من الآيات، وَكَيْفَ مَحَقَ مَنْ مَحَقَ من العصاة بِالْمَثُلاتِ وَاحْتَصَدَ مَنِ احْتَصَدَ بِالنَّقِمَاتِ، وكيف رَزَقَ وهَدَى وأعْطَى.


وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أحثوا في وجوه المدّاحين التراب(وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج12/ص132، الحديث الأول.)
و قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«حلالُ محمَّدٍ حلالٌ إلى يوم القيامة وحرامُهُ حرامٌ إلى يوم القيامة»؟
،(رواه الشيخ الكليني في الكافي بسنده عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الحلال والحرام فقال: ((حلال محمّد حلال أبداً إلى يوم القيامة، وحرامه حرام أبداً إلى يوم القيامة، لا يكون غيره ولا يجئ غيره، وقال: قال عليٌّ عليه السلام : ما أحدٌ ابتدع بدعةً إلا ترك بها سنةً.)). (الكافي: ج 1/ ص 58، ح19)


كما قال: «لا رأيَ في الدين، إنَّما الدين من الربِّ أمرُهُ ونَهْيُهُ» (وسائل الشيعة،ج18/ص40)،
مما يعني أنه لا يحق لأحد أن يزيد على آداب وأحكام الدين أو ينقص منها؟؟؟؟؟.


العجب أن المعممين يحثون الناسُ بمثل هذه الزيارات الفاضحة ويحثُّونهم على قراءتها في أيام مخصوصة وقد أحصى بعضهم أن الأيام المخصوصة تشكّل خمس السنة!


وقد جمع المجلسيُّ في «البحار» كل زيارة كتبها كل عالم حسب ذوقه، مع أن أهل التحقيق يعلمون أن جميع أذون الدخول المذكورة في الزيارات لا سند صحيح لها.
وينقل المجلسيُّ عن كتاب «كامل الزيارة» لابن قولويه زيارةً لحمزة رضي الله عنه وإبراهيم ابن النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ليس لها سند!
فهل يجوز بعد ذلك أن ننسب لأحد سوى الله تعالى مجازاة الخلق؟!
إن مبتدع هذه الزيارة جعل الخير والشرَّ بيد الإمام وأصبح لذلك شاكراً له! كما اعتبره حافظه من نار الله والمتكفل بأمور دنياه وآخرته وبنجاته يوم الحساب! مع أن الله تعالى يقول لرسوله الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم - وعليٌّ عليه السلام أحد أفراد أمته-: ((قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً)) [الجن:21]، ويقول سبحانه كذلك: ((وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ)) [الأنعام:107]، ويقول أيضاً: ((وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ الله حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ)) [الشورى:6].
هذا ورغم أن الله تعالى يقول في القرآن الكريم: ((إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ)) [آل عمران:38]، ويقول: ((إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ)) [إبراهيم:39]،


كما أن الإمام السجاد عليه السلام يقول في الدعاء (51) من الصحيفة السجاديَّة، مخاطباً ربَّه سبحانه:
«وجدتُكَ لدعائي سامعاً..»،
إلا أن مفتري هذه الزيارة يقول للإمام فيها: «فأنت سامع الدعاء ووليُّ الجزاء»
ومعنى ذلك:
أن كل من يدعو ربه في الأرض أو في السماء ويقول «يا الله»، بإمكانه أيضاً أن يقول: «يا عليّ»!!!!!!!!!!!


وواضح أن مختلق ألفاظ هذه الزيارة جعل كتاب الله وتشريعاته وأحكامه وراء ظهره، ودبَّج من الألفاظ المغالية ما شاء.
إن القرآن الكريم بيَّن لنا بكل وضوح أن من يدعو غير الله ويتضرَّع إليه فقد أشرك،
فقال: ((قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً)) [الجن:20]، وقال: ((وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لله فَلا تَدْعُوا مَعَ الله أَحَداً)) [الجن:18]، وقال أيضاً: ((قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلاً * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً)) [الإسراء:56-57]،
وهناك مئات الآيات الأخرى التي تدل على عدم جواز دعاء غير الله وأنه شرك.


في الواقع لقد نقل المجلسيُّ كثيراً من هذه الزيارات المليئة بالعبارات الكفرية المغالية من كتاب «محمد بن المشهدي»([1]) الموسوم بـ «المزار الكبير» ولا ندري هل كان «محمد بن المشهدي» هذا عابداً لله أم عابداً للإمام؟


وهذا المشهدي هو ذاته الذي أتحف الشيعة بالدعاء المعروف بِـ «دعاء الندبة»! مخالفة كثير من عباراته للقرآن الكريم.


وفي الزيارة رقم (32) يروي الراوي أنه إذا وصلتَ إلى الحرم فقل: «أشهد أنك تسمع صوتي! أتيتك متعاهداً لديني وبيعتي»!!
وليت شعري هل يتوقَّع أن يعود الإمام بعد ألف سنة من العالم الآخر إلى الدنيا كي يبايعه؟!


ونقرأ في هذه الزيارة أيضاً: «لا يَخِيْبُ من ناداكم»،
مع أن الإمام زين العابدين السجّاد عليه السلام يقول في دعاء «أبي حمزة الثمالي»:
«الحمدُ لله الذي أدعوه ولا أدعو غيرَه ولو دعوت غيره لم يستجب لي دعائي، الحمدُ لله الذي أرجوه ولا أرجو غيرَه ولو رجوتُ غيرَه لخيَّبَ رجائي».


ونقرأ دعاءه في «الصحيفة السجّادية» (الدعاء الأول): «الحمدُ لله الذي أغلق عنَّا باب الحاجة إلا إليه»،
وفي الصحيفة ذاتها (الدعاء 28):
«لا يشركك أحد في رجائي ولا يتَّفق أحد معك في دعائي ولا ينظمه وإياك ندائي»،
وفيها (الدعاء 51):«أدعوك فتجيبني.... فلا أدعو سواك ولا أرجو غيرك....».
فاختر أيها القارئ الكريم بين دعاء الإمام السجّاد عليه السلام وبين الدعاء والألفاظ التي وضعها «محمد بن المشهدي»!!
وفي هذه الزيارة جملةٌ يضع مفتريها بها علياً عليه السلام في مصاف الأنبياء!!


إذْ يقول: «السلام على سفير الله بينه وبين خلقه..» ومعلومٌ أن السفارة الإلهية خاصة بالأنبياء.
هنا يجدر بالذكر أنه كانت توجد فرقة من الغلاة تُدْعَى «المفوِّضة» يعتقد أصحابها بأن الله تعالى فوّض أمر تدبير العالم لمحمّد وعليّ وأنهما مديرا أمور الكون!
وقد وردت عن الأئمة الأطهار- عليهم السلام - أحاديث كثيرة في لعن «المفوِّضة» وتكفيرهم([2]).


ويظهر أن واضع هذه الزيارة التي نحن في صددها كان أحد أولئك الغلاة «المفوِّضة»
لأنه يقول في زيارته هذه:
«وفوَّضَ إليكم الأمور، وجعلَ إليكم التدبير..»!


والواقع أن هذه الزيارة قد حَوَتْ كل خرافات الغلاة وضلالاتهم حتى صارت مصداقاً لقول القائل: لقد جمعت في حُسْنِك ما تفرَّق في غيرك من المحاسن!!


ومن جملة عبارات الغلوّ في زيارته قوله: «أعطاكم المقاليد وسخَّرَ لكم ما خلق..»! هذا مع أن الله تعالى بيّن في كتابه أن مقاليد السموات والأرض في يده وحده
((لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)) [الزمر:63]،


كما بيّن أنه سخّر كل ما في الكون لفائدة عباده جميعاً مؤمنين كانوا أم كافرين ولم يخصّ أحداً بذلك كما في قوله تعالى: ((أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ الله سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً)) [لقمان:20].


وليت شعري ماذا يريد مختلق هذه الزيارة هل يريد أن يجعل الله عاطلاً عن أي عمل ويجعل الإمام عليه السلام قائماً بكل الأعمال؟!


مع أن الإمام ذاته كان يحتاج إلى الطعام كي يبقى حيَّاً فإذا بقي بضعة أيام دون أن يأكل مات من الجوع، أو إذا توقف عن التنفُّس دقائق معدودة فقد حياته!


وأيضاً نقرأ في هذه الزيارة المفتراة: «إياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم»، وهي جملة تخالف صريح القرآن كما سنبيِّنه عند مناقشتنا للزيارة «الجامعة» لاحقاً إن شاء الله.


ونقرأ في هذه الزيارة أيضاً: «عليكم الاعتماد يوم المعاد»، هذا في حين أن الله تعالى يقول:
((يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لله)) [الانفطار:19].
وفي هذه الزيارة عبارات تصف الإمام بصفات خاصة بالأنبياء والملائكة مثل:
«يا من اصطفاهم... أنتم السفرة الكرام البررة... يا عيون الله في خلقه»،
فليت شعري هل يحتاج الله إلى عيون بين البشر ليطّلع على أحوال الخائنين؟!
هذا مع أن الله تعالى نهى رسوله الكريم وجميع أمته عن التجسُّس فقال:
((وَلا تَجَسَّسُوا)) [الحجرات:12]،
فكيف يمكن أن يكون الإمام عيناً؟؟؟؟؟؟؟
أوليس هو أيضاً مكلّفٌ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكذلك نقرأ في هذه الزيارة الموضوعة أنه اعتبر الإمام حافظاً له وحارساً فقال:
«واحشروني في جملتكم واحرسوني من مكاره الدنيا والآخرة»
ولم يقرأ هذا المسكين القرآن الكريم الذي قال الله تعالى فيه مراراً لرسوله الكريم:
((وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ)) [الأنعام:107]
وقال: ((وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ)) [هود:86].
والطريف أن «المجلسيّ» والشيخ «عباس القمّيّ» وأمثالهما نَقَلَا صلاةً عن «حسن مثلة الجمكراني» مجهول الحال وفي آخرها دعاء ننقله من «مفاتيح الجنان» يقول راويه فيه أنه يُسْتَحَبُّ الدعاء به بعد تلك الصلاة، وفيه:
«يا محمَّدُ يا عليُّ! احفظاني فإنكما حافظاي وانصراني فإنكما ناصراي، يا محمَّدُ يا عليُّ! اكفياني فإنكما كافياي»!!
في حين أن الله تعالى يقول: ((وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)) [التوبة:116]
، ويقول: ((وَكَفَى بِالله وَلِيّاً وَكَفَى بِالله نَصِيراً)) [النساء:45]،
ويقول: ((أَلَيْسَ الله بِكَافٍ عَبْدَهُ)) [الزمر:36]
أي أنَّ الله وحده هو الكافي عبده. أما مثل ذلك المغالي المشرك فيعتبر غير الله أيضاً حافظاً وناصراً!
ولو أردنا أن نذكر جميع العبارات الخرافية في كتاب «مفاتيح الجنان» لاحتجنا إلى كتاب مستقل([3]).
أَوَلَا يدري مختلق هذه الزيارة التي قال فيها: «واحشروني في جملتكم»


أن الحشر والنشر ليسا بيد أي أحدٍ سوى الله وحده؟
ألم يقرأ قوله تعالى: ((وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ)) [الحجر:25]


حيث قدَّم كلمة «هو» على فعل «يحشرهم» للدلالة على الحصر. بل إن الأنبياء والأئمة أنفسهم لا يعلمون زمن الحشر والنشر والقيامة فضلاً عن أن يتمكنوا من حشر أحد معهم، فالله تعالى يقول:


((يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ الله وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً)) [الأحزاب:63]
ويقول: ((إِنَّ الله عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ)) [لقمان:34].


ولا عجب ممن لا حظَّ له من العلم بكتاب الله أن يفتري تلك الأكاذيب ويروّج تلك العبارات الكفريَّة!


وكذلك نقرأ في الزيارة التي أوردها المجلسيُّ في هذا الباب برقم «34» عديداً من العبارات والجمل الكفرية التي لا تعدو أوهاماً باطلة، بل معظم عبارات هذه الزيارة مضادّة للقرآن الكريم،


مثل قوله فيها: «السلام عليك يا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب سيد الوصيِّين وحجّة رب العالمين على الأوَّلين والآخرين...... وملجأ ذوي النهي.....
السلام عليك يا شجرة النداء وصاحب الدنيا والحجَّة على جميع الورى في الآخرة والأولى.....
السلام عليك يا.. باب الله وحطّته وعين الله وآيته،
السلام عليك يا عيبة غيب الله... ومجلي إرادة الله، وموضع مَشِيَّةِ الله، وأول من ابتدع الله والحجة على جميع من خلق الله،
السلام عليك أيها النبأ العظيم والخطب الجسيم والذكر الحكيم والصراط المستقيم... السلام عليك أيها الحبل المتين... ومرشد البريات وعالم الخفيات، السلام عليك يا صاحب العلم المخزون وعارف الغيب المكنون وحافظ السرّ المصون والعالم بما كان ويكون...
السلام عليك أيها العارف بفصل الخطاب ومثيب أوليائه يوم الحساب... ومهلك أعدائه بأليم العذاب.... وقاصم المعاندين الأشرار.... وعارف السرّ وأخفى، السلام عليك أيها النازل من عليين والعالم بما في أسفل السافلين ومهلك من طغى من الأولين ومبيد من جحد من الآخرين، السلام عليك يا صاحب الكرَّة والرجعة.... السلام عليك يا سامع الأصوات....
السلام عليك يا من حظي بكرامة ربه فجلَّ عن الصفات واشتق من نوره....الخ
(بحار الأنوار، المجلسي، ج97/ زيارة رقم 34، ص 347 - 352.)


ونحو هذه الجمل والعبارات الشركية المغالية المضادَّة للقرآن
، التي تَحْرُمُ قراءَتُها ويُعَدُّ الاعتقاد بمضمونها خروجاً عن أصول الإسلام،
هذا رغم أنه ليس من البعيد أن نجد من يسعى إلى إثبات معاني تلك الجمل متوسلاً بروايات وأخبار هي بدورها من وضع الغلاة المشركين أيضاً، مما لا يُعَوَّل على رواياتهم ولا يمكن إثبات أي شيء بها.


أجل، لقد أضفى واضع تلك الزيارة صفات الله تعالى على الإمام فقال:
«كلَّ يا مولاي عن نعتك أفهام الناعتين وعَجَزَ عن وصفك لسان الواصفين، كيف أصف يا مولاي حسن ثناءك والأوهامُ عن معرفة كيفيتك عاجزة، والأذهان عن بلوغ حقيقتك قاصرة»


فلاحظوا كيف وصف هذا المغالي عليّاً عليه السلام بعبارات هي ذاتها العبارات التي كان الإمام عليه السلام نفسه يصف بها ربّه تبارك وتعالى!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشناوي احمد
المدير العام
المدير العام



عدد الرسائل : 506
تاريخ التسجيل : 20/02/2012

تأملات حول دعاء الندبه Empty
مُساهمةموضوع: عرّفوا لنا الشرك بالله وعبادة الأصنام ياشيعه!!!!!!!!!!!! الجزء الرابع   تأملات حول دعاء الندبه Icon_minitimeالأحد مارس 11, 2012 11:03 pm



عرّفوا لنا عبادة الأصنام ياشيعه!!!!!!!!!!!! الجزء الرابع


استكمالا للجزء الثالث كما بيننا في الادعيه يجب ان ننتبه الي أن أمير المؤمنين عليه السلام وصف الله تعالى بذات العبارات التي استخدمها ذلك المغالي في وصف عليٍّ عليه السلام،
فقد قال أمير المؤمنين كما جاء في «نهج البلاغة»:
«الحَمْدُ لله الَّذِي لا يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ الْقَائِلُونَ ولا يُحْصِي نَعْمَاءَهُ الْعَادُّونَ ولا يُؤَدِّي حَقَّهُ المُجْتَهِدُونَ الَّذِي لا يُدْرِكُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ ولا يَنَالُهُ غَوْصُ الْفِطَنِ».
نهج البلاغة، الخطبة الأولى.


ولو أردنا أن نبيِّن جميع موارد تعارض جمل هذه الزيارة مع آيات القرآن الكريم لاحتجنا إلى كتاب مفصَّل.


وفيما يلي نزن بعض جمل هذه الزيارة بميزان القرآن الكريم:
جاء فيها:
«السلام عليك يا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب... يا حجّة رب العالمين على الأوَّلين والآخرين»،
أي أنك حجَّةٌ حتى على الذين كانوا قبل مجيئك إلى الدنيا وعلى جميع الذين يأتون بعدك حتى يوم القيامة ممن لم يراك ولم ترهم،
وهذا الإطلاق يشمل أن يكون الإمام حجَّةً على جميع الأنبياء والمرسلين، وليت شعري ما معنى كون الإمام حجَّةً على من جاؤوا قبله؟؟


نترك الجواب لواضع ألفاظ تلك الزيارة!!
ويقول:
«وملجأ ذوي النهي»،
في حين أن الحق عز وجل يقول:
((لا مَلْجَأَ مِنَ الله إِلَّا إِلَيْهِ)) [التوبة:118].



ويقول: «السلام عليك يا شجرة النداء»
مع أن الشجرة لم تكن هي التي نادت موسى ولم تنطق بشيء
ولكن الله هو الذي أوجد صوت الكلام في ذلك المقام.


ويقول: «وصاحب الدنيا» مع أن القرآن الكريم يبين لنا أن الله تعالى هو مالك الدنيا ومالك رقاب جميع البشر بما فيهم الأنبياء والأئمة والأولياء ويقول في ذلك:
((لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)) [الحديد:2].


ويقول: «السلام عليك يا عيبة غيب الله»، مع أن الله تعالى قال لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم:
((قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ الله وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ)) [الأنعام:50].
ويقول: «السلام عليك يا.. مجلى إرادة الله»،
مع أن الإمام الكاظم عليه السلام يقول: «إرادة الله هي الفعل لا غير ذلك
توحيد الشيخ الصدوق، مكتبة الصدوق، ص147


ويقول: «وموضع مَشِيَّةِ الله وأوَّل من ابتدع الله والحجَّة على جميع من خلق الله»،


أما الإمام عليّ عليه السلام ذاته فيعتبر الأنبياء حجّة الله ويقول:
«بَعَثَ الله رُسُلَهُ بِمَا خَصَّهُمْ بِهِ مِنْ وَحْيِهِ وجَعَلَهُمْ حُجَّةً لَهُ عَلَى خَلْقِهِ لِئَلا تَجِبَ الحُجَّةُ لَهُمْ بِتَرْكِ الإعْذَارِ إِلَيْهِمْ
نهج البلاغة، خطبة 144.


كما أنه يعتبر القرآن الكريم حجَّةً كافيةً ويقول في وصفه: «وأَنْزَلَ عَلَيْكُمُ الْكِتَابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ وعَمَّرَ فِيكُمْ نَبِيَّهُ أَزْمَاناً حَتَّى أَكْمَلَ لَهُ ولَكُمْ فِيمَا أَنْزَلَ مِنْ كِتَابِهِ دِينَهُ الَّذِي رَضِيَ لِنَفْسِهِ وأَنْهَى إِلَيْكُمْ عَلَى لِسَانِهِ مَحَابَّهُ مِنَ الأعْمَالِ ومَكَارِهَهُ ونَوَاهِيَهُ وأَوَامِرَهُ وأَلْقَى إِلَيْكُمُ المَعْذِرَةَ واتَّخَذَ عَلَيْكُمُ الحُجَّةَ»
( نهج البلاغة، خطبة 86.


، ويقول: «أَرْسَلَهُ بِحُجَّةٍ كَافِيَةٍ ومَوْعِظَةٍ شَافِيَةٍ»
نهج البلاغة، خطبة 161.


، ويقول كذلك: «فَالْقُرْآنُ آمِرٌ زَاجِرٌ وصَامِتٌ نَاطِقٌ حُجَّةُ الله عَلَى خَلْقِهِنهج البلاغة، خطبة 183.


يقول واضع الزيارة: «السلام عليك أيها النبأ العظيم والخطب الجسيم والذكر الحكيم»،
هذا في حين أن الله تعالى اعتبر القرآن «الذكرَ الحكيمَ» لا الإمام الذي هو تابع للذكر الحكيم
كما قال سبحانه:
((ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ)) [آل عمران:58]
ولكن يظهر أن واضع الزيارة لا عناية له بالقرآن مطلقاً.


ويقول واضع الزيارة: «ومرشد البريات وعالم الخفيات، السلام عليك يا صاحب العلم المخزون وعارف الغيب المكنون»، مع أن الله تعالى يقول:
((إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى)) [الأعلى:7]،
ويقول كذلكSad(إِنَّ الله لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ)) [آل عمران:5]
، ويقول أيضاً: ((وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى)) [طه:7]، ولم يقل: عليٌّ يعلم الجهر وما يخفى.
ويخاطب واضع الزيارة الجاهل الإمام الذي لم يكن مطلعاً على خيانة بعض مسؤولي حكومته: «أنت عينه الحفيظة التي لا تخفى عليها خافية».


وحقاً إن الإنسان ليستحي أن ينقل مثل هذه الأباطيل. ولا ينقضي العجب من المجلسيّ وأمثاله من المحدِّثين كيف سمحوا لأنفسهم بإيراد مثل هذه الزيارات الموضوعة؟!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ألم يقرؤوا في كتاب الله قوله تعالى لرسوله الكريم:
((وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ)) [التوبة:101]،


فإذا كان النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلم نفاق بعض أهل المدينة الذين تمرّسوا في النفاق ومردوا عليه، فكيف يكون الإمام عالماً بما كان وما يكون؟!


وعلى كلّ حال فهذه الزيارة مليئة بمثل هذه الترّهات.
ويروي المجلسيُّ في باب «زياراته صلوات الله عليه المختصة بالأيام والليالي»: «زيارة يوم الحادي والعشرين من شهر رمضان» من كتابه «البحاربحار الأنوار، المجلسي، ج97/ص 356، الحديث رقم1.


عن شخص قيل قال إنه «الخضر» [ذكر ذلك المحدِّثون كالصدوق والكليني والمجلسيّ] - مع أنه شخص لا وجود له! –
زيارةً رواها الكليني أيضاً في كتابه «الكافي» مفادها أنه لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين عليه السلام ارتج الموضع بالبكاء ودهش الناس..وجاء رجل باكياً وهو مسرع مسترجع وهو يقول:
اليوم انقطعت خلافة النبوة، حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين عليه السلام فقال: رحمك الله يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاماً، وأخلصهم إيماناً.... إلى آخر الحديث الطويل.
قلنا القولُ بوجود شخص لا يزال حيَّاً منذ آلاف السنين مخالف لصريح القرآن الكريم الذي يبين أن جميع الأنبياء والأولياء قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تُوفّوا، إذ يقول سبحانه:
((وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِينْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ)) [الأنبياء:34]،
ولكن واضعي تلك الزيارات -شأنهم شأن بعض غلاة مرشدي الصوفية الذين يدّعون أن الخضر ألبسهم خرقة السلوك- يدَّعون أنهم أخذوا متن هذه الزيارة عن الخضر!!



روايات ثواب الزيارات في عيد الغدير وزيارة حضرة المعصومة


ذكر المجلسيُّ في هذا الباب وفي الأبواب الأخرى رواياتٍ تنصُّ على ثواب عظيم مُغْرقٍ لمن زار قبر إمام، ثوابٌ هائلٌ لا يوجد عشر معشاره لمن زار الإمام أو زار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حال حياته!
فليت شعري ما هي الفائدة العظيمة من القبر؟!!!!!!!!!!!!!!!
وكيف تكون زيارة قبر إمام أفضل وأعلى من زيارته في حال حياته؟! !!!!!!!!!!!
وهل المقبرة محترمة ومقدَّسة أكثر من النبيِّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم نفسه؟!!!!!!!!!!!
ورُويَت حول زيارة قبر حضرة فاطمة المعصومة في قم رواية منسوبة إلى الإمام الصادق (ع) تقول: «من زار فاطمة بِقُمْ فله [وجبت له] الجنة»!!!!!!!!!!!!!


ولا ندري كيف تكون زيارة الأنبياء والأئمة حال حياتهم غير مفضية إلى الجنة، أما زيارة قبر أحد أولادهم أو ذراريهم تؤدِّي إلى دخول الجنة، فهل قبر فتاة صالحة أعلى وأهم من قبر جميع الأنبياء والأولياء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


وهل من زار حضرة موسى بن جعفر (ع) حال حياته يصبح من أهل الجنة بهذه الزيارة؟! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


إن هذا دليل واضح على أن هؤلاء الوضاعين والكذابين افتروا ما شاؤوا من العبارات ونسبوها إلى الأئمّة وإلى دين الله سبحانه غافلين عن قوله تعالى:
((وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى الله الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى الله الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ)) [النحل:116].


بمثل هذه الروايات الكاذبة يغترّ العصاة المسيئون والمتعدُّون لحدود الله ويريحون وجدانهم بلا وجه حقّ بزيارة مراقد أولياء الدِّين أو بنذر النذورات لبناء قبورهم وتعميرها
وبناء كل تلك الأفنية والأروقة والقباب الذهبية والمنارات المطليّة بالذهب والفضة ووقف البساتين والمزارع والدكاكين والفنادق والبيوت والأراضي عليها وعلى قبور ذراري الأئمة بما تصل قيمته إلى المليارات
التي لن تفيد سوى ملء بطون أناس عاطلين عن العمل وطفيليين في المجتمع ممن يطلق عليهم سدنة ومتولي تلك المراقد أو المشرفين عليها.
ولعمري لو أن حضرة المعصومة أُحييت لكفاها لُقَيْمَات من الطعام تقيم بها أودها ولم تكن بحاجة إلى كل تلك الموقوفات،
بل لأبغضت كل تلك الزخارف والتجمُّلات، وعلى هذا المنوال سائر أولاد أئمة أهل البيت عليهم السلام ومن وقف عليهم الأوقاف.
ومن المفارقة أنه قد جاء في زيارة الغدير جملة تقول: «وفي مدح الله تعالى [لعليٍّ]
غنىً عن مدح المادحين وتقريظ الواصفين ».


فإذا كان الأمر كذلك وكنتم تقبلون بهذا المعنى فلماذا ملأتم عشرات الصفحات من الإطراء المغالي والثناء والمدائح المليئة بالغلوّ في زيارات الإمام؟!


تواضع أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام ونهيه أصحابه عن تعظيمه وإطرائه


لقد ورد في قسم «الحِكَم» من «نهج البلاغة» أن أمير المؤمنين عليَّاً عليه السلام قال وقَدْ لَقِيَهُ عِنْدَ مَسِيرِهِ إِلَى الشَّامِ دَهَاقِينُ الأنْبَارِ (أي جماعة من القرويين في منطقة الأنبار في العراق)
فَتَرَجَّلُوا لَهُ (أي نزلوا من على خيولهم) واشْتَدُّوا بَيْنَ يَدَيْهِ،
فَقَالَ: «مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمُوهُ؟؟
فَقَالُوا: خُلُقٌ مِنَّا نُعَظِّمُ بِهِ أُمَرَاءَنَا!
فَقَالَ عليه السلام:
والله مَا يَنْتَفِعُ بِهَذَا أُمَرَاؤُكُمْ وإِنَّكُمْ لَتَشُقُّونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ فِي دُنْيَاكُمْ وتَشْقَوْنَ بِهِ فِي آخِرَتِكُمْ ومَا أَخْسَرَ المَشَقَّةَ وَرَاءَهَا الْعِقَابُ وأَرْبَحَ الدَّعَةَ مَعَهَا الأمَانُ مِنَ النَّارِ
نهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم 37.


وفي الكوفة لما أَقْبَلَ رَجُلٌ اسْمُهُ «حَرْبٌ» يَمْشِي مَعَهُ وهُوَ عليه السلام رَاكِبٌ
فَقَالَ عليه السلام:
«ارْجِعْ فَإِنَّ مَشْيَ مِثْلِكَ مَعَ مِثْلِي فِتْنَةٌ لِلْوَالِي ومَذَلَّةٌ لِلْمُؤْمِنِنهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم 322.


ولـمَّا مَدَحَهُ قَوْمٌ فِي وَجْهِهِ قَالَ عليه السلام:
«اللهمَّ إِنَّكَ أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي وأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْهُمْ اللهمَّ اجْعَلْنَا خَيْراً مِمَّا يَظُنُّونَ واغْفِرْ لَنَا مَا لا يَعْلَمُونَ
نهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم 100.


الخلافة في نظر عليٍّ عليه السلام تتمّ بالبيعة والاختيار]
وقد جاءت في زيارة «عيد الغدير»


عبارات في إثبات الخلافة المنصوص عليها من الله تعالى لعليٍّ عليه السلام وأن الله تعالى هو الذي نصَّبَه خليفةً أميراً على الأمّة،


هذا في حين أن الإمام ذاته لم يستدلّ بمثل هذه الجمل على خلافته منذ أول يوم بل اعتبر أن الخلافة تتحقَّق بانتخاب الناس،
وكان يقول مراراً على المنبر:
«الأمير هو من جعلتموه أميراً عليكم»،


ولو كان الله قد نصَّبه للخلافة وفرض حكومته على الأمّة فعلاً
لوجب عليه أن يُظهر ذلك ويقول بأعلى صوته:


أنا الإمام المنَصَّب مِنْ قِبَلِ الله ولكنه لم يفعل ذلك وليس هذا فحسب
بل أظهر كراهته للخلافة ورغبته عنها
فقال:
«والله مَا كَانَتْ لِي فِي الْخِلافَةِ رَغْبَةٌ ولا فِي الْوِلايَةِ إِرْبَةٌ ولَكِنَّكُمْ دَعَوْتُمُونِي إِلَيْهَا وحَمَلْتُمُونِي عَلَيْهَا
نهج البلاغة، الخطبة 205.


وقال:«دَعُونِي والْتَمِسُوا غَيْرِي فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ وُجُوهٌ وأَلْوَانٌ لا تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ ولا تَثْبُتُ عَلَيْهِ الْعُقُولُ... واعْلَمُوا أَنِّي إِنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ ولَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ الْقَائِلِ وعَتْبِ الْعَاتِبِ وإِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ ولَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وأَطْوَعُكُمْ لِمَنْ وَلَّيْتُمُوهُ أَمْرَكُمْ وأَنَا لَكُمْ وَزِيراً خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً
نهج البلاغة، الخطبة 92.


وقال: «إِنِّي لَمْ أُرِدِ النَّاسَ حَتَّى أَرَادُونِي ولَمْ أُبَايِعْهُمْ حَتَّى بَايَعُونِي
نهج البلاغة، الرسالة 54.


وقال:«فَأَقْبَلْتُمْ إِلَيَّ إِقْبَالَ الْعُوذِ المَطَافِيلِ عَلَى أَوْلادِهَا تَقُولُونَ الْبَيْعَةَ الْبَيْعَةَ قَبَضْتُ كَفِّي فَبَسَطْتُمُوهَا ونَازَعَتْكُمْ يَدِي فَجَاذَبْتُمُوهَا
نهج البلاغة، الخطبة 137.


وقال في وصف بيعته بالخلافة:
«وَ بَسَطْتُمْ يَدِي فَكَفَفْتُهَا ومَدَدْتُمُوهَا فَقَبَضْتُهَا ثُمَّ تَدَاكَكْتُمْ عَلَيَّ تَدَاكَّ الإبِلِ الْهِيمِ عَلَى حِيَاضِهَا يَوْمَ وِرْدِهَا حَتَّى انْقَطَعَتِ النَّعْلُ وسَقَطَ الرِّدَاءُ ووُطِئَ الضَّعِيفُ
نهج البلاغة، الخطبة 229.


كما استدل في الخطب رقم 34 و37 و136 وفي الرسالة رقم 1و7 على صحة خلافته ببيعة الناس له ولم يشر إلى أن الله تعالى هو الذي نصّبه خليفةً.


واعتبر في رسالته السادسة في نهج البلاغة، وفي عشرات الأحاديث الأخرى، أن الخلافة إنما تتم بانتخاب المهاجرين والأنصار.


مناقشة الاستدلال بآية «بلِّغ ما أنزل إليك» عَلَى النصِّ عَلَى عَلِيٍّ (ع) بالخلافة ]
واستدلَّ واضع الزيارة في زيارته بآية:
((يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ الله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)) [المائدة:67]


على أن ما أُمِرَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم بإبلاغه هو تنصيب الله تعالى لعليٍّ خليفةً حاكماً على المسلمين، مع أن كلَّ ما تدلُّ عليه الآية الكريمة هو أمرُ الله تعالى رسوله بإبلاغ ما أنزله تعالى إليه.


ونسأل: هل أبلغ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ما أنزله ربه عليه أم لا؟


فإن كان قد أبلغ ما أنزله ربه عليه - وهو تعبير يُشار به إلى آيات القرآن الكريم - فما هي تلك الآيات التي أُمر بإبلاغها وأين موضعها من القرآن؟


فإذا كان ما أُمر بإبلاغه هو الخلافة المفروضة من الله لعليٍّ مباشرة بعد النبيّ فلماذا لا نجد حتى آية واحدة في القرآن الكريم فيها ذكر هذا الأمر؟


أما إذا لاحظنا سياق الآية (67) المذكورة من سورة المائدة وما جاء قبلها وما جاء بعدها لرأينا أن السياق كلَّه يتحدّث عن انحرافات اليهود والنصارى.
ثم ألا يدلُّ ابتداء الآية التالية
-مباشرة بعد الآية المذكورة- بعبارة «قُلْ» على أن ما جاء بعد «قُلْ» هو المقصود بـ ((بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ))؟


خاصة أن ما ذُكر بعد «قُلْ» يتناسب تماماً مع ما جاء قبل الآية ويرتبط به إذ جاء قبلها كلام عن أهل الكتاب كما ذكرنا.
أضف إلى ذلك فقد جاء في آخر الآية المشار إليها قوله تعالى: ((إِنَّ الله لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ))


وهذا خطاب لا يمكن أن يُقصد به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!!!!!!!!!
إذْ هل يُعْقَل أن يخاطب الله تعالى عدة آلاف من أصحاب رسوله (من المهاجرين والأنصار والمجاهدين المسلمين) الذين هرعوا إلى أداء الحج تحت راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوصمهم بالكفر بدل أن يثني عليهم ويتقبّل سعيهم؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟


ثم إنه على فرض أن هذه الجملة الأخيرة موجّهة إلى من كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حسب ادعاء مدعي الولاية فكان الجدير أن يخَاطبوا بها بعد إنكارهم مسألة ولاية عليّ ورفضهم لها،لأنهم قبل أن يُبَلَّغوا بهذا الموضوع يُخاطَبوا بأن الله لا يهدي القوم الكافرين!!


خاصَّةً أن هذه الآية لم تأتِ على أسلوب الآيات التي تذكر موضوعاً ما ثم تقول إن كل من لم يؤمن به سيكون من الكافرين،
بل الآية -دون أن تذكر موضوعاً- خاطبت جماعة بأنهم قومٌ كافرون، مما يدلُّ على أن هذا الخطاب موجَّهٌ إلى أشخاص كانوا من قبل، ولأسباب أخرى، من الكافرين


والآن خُوطبوا بذلك لأجل إتمام الحجة عليهم أو لإعلان المفاصلة معهم أو لسبب آخر،


أما لو قُصد من تلك الجملة أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فكيف يُخاطَبون بذلك قبل إبلاغهم موضوع الخلافة الإلهية لعليّ في حين أنهم لم يقوموا بأي شيء بعد حتى يستحقُّوا الخطاب بأنهم قوم كافرون!


هذا بمعزل عن أن القرآن مدح جُلَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مواضع كثيرة وهذا لا يتناسب مع مخاطبة القرآن لهم ابتداءً بوصف الكفر.


ولاحظوا أن ختام الآية المستشهد بها يقول: ((وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ الله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)) [المائدة:67]


فإذا كان المقصود بهذا الخطاب أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكيف نتصور أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يشعر بالخطر مِنْ قِبَلِهِمْ كخشيته من اليهود والنصارى،
رغم أن معظم أولئك الذين كانوا مصاحبين له كانوا مضحِّين بأنفسهم في الدفاع عنه ومطيعين له؟!


وإذا كانوا كفّاراً أو منافقين فلماذا كان النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يعيش معهم ويكرمهم ويُؤَاكلهم ويتزوَّج منه ويعيِّن بعضهم لإمامة صلاة الجماعة؟
ويزوج سيدنا علي اولاده منهم!!!!!!!!!!!!!!


فكلُّ هذا يدلُّ على أن لحن الآية وسياقها لا يتناسب مع المقصود الذي يدعيه المستشهدون بها.
بل سيدنا علي قد اثني عليهم


ثناء أمير المؤمنين عليٍّ والإمام السجاد البالغ على أصحاب رسول الله]


أضف إلى ذلك أنه لو كان أغلب هؤلاء الأصحاب منافقين فلماذا مدحهم عليٌّ عليه السلام وأثنى عليهم كل الثناء؟
ألم يقل عليٌّ عليه السلام بشأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:


«لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) فَمَا أَرَى أَحَداً يُشْبِهُهُمْ مِنْكُمْ لَقَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ شُعْثاً غُبْراً وقَدْ بَاتُوا سُجَّداً وقِيَاماً يُرَاوِحُونَ بَيْنَ جِبَاهِهِمْ وخُدُودِهِمْ ويَقِفُونَ عَلَى مِثْلِ الْجَمْرِ مِنْ ذِكْرِ مَعَادِهِمْ كَأَنَّ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ رُكَبَ الْمِعْزَى مِنْ طُولِ سُجُودِهِمْ إِذَا ذُكِرَ الله هَمَلَتْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى تَبُلَّ جُيُوبَهُمْ ومَادُوا كَمَا يَمِيدُ الشَّجَرُ يَوْمَ الرِّيحِ الْعَاصِفِ خَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ ورَجَاءً لِلثَّوَابِ»، نهج البلاغة، خطبة 97.


وقال عليه السلام أيضاً فِي مَدْحِ الأنْصَارِ: «هُمْ والله رَبَّوُا الإسْلامَ كَمَا يُرَبَّى الْفِلْوُ مَعَ غَنَائِهِمْ بِأَيْدِيهِمُ السِّبَاطِ وأَلْسِنَتِهِمُ السِّلاطِ»نهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم 465.


وكذلك دعا حضرة الإمام زين العابدين عليه السلام في الدعاء الرابع من الصحيفة السجّادية
لأصحاب رسول الله وقال:
«اللهم وأصحاب محمَّد خاصة الذين أحسنوا الصحابة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالاته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته، وانتصروا به، ومن كانوا منطوين على محبته يرجون تجارة لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر إذا تعلقوا بعروته وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته. فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك...».


و وردت أدعية أخرى تثني على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتمدحهم،
وذلك كدعاء يوم الثلاثاء في «مفاتيح الجنان»
الذي يصلِّي على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويعتبرهم «المنتجبين». وعلى كل حال طالما أن هناك آيات قرآنية واضحة في مدحهم فنكتفي بها ونستغني عن ذكر جمل الأدعية الواردة عن أئمة آل البيت عليهم السلام في مدحهم والثناء عليهم.


و كذلك أثناء محاصرة الثوار لعثمان،
كان يحمل له الماء بيده وجعل ابنيه الحسن والحسين يلزمان حراسته، كما أنه كان يذكر الخلفاء بكلماته بالخير ولم يكن أبدا فحّاشاً ولا سبّاباً، لا يمنع ذلك أنه كان يرى نفسه أولى وأعلم وأحق وأليق بخلافة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم، إلا أنه مع ذلك لم يعتبر خلافتهم غصباً أو كفراً أو باطلاً!.


ونذكر هنا بعض ما جاء في كتبنا من كلماته عليه السلام عن الشيخين (رضي الله عنهما)،
في رسالته التي بعث بها إلى أهالي مصر مع قيس بن سعد بن عبادة واليه على مصر، كما أوردها إبـراهيم بن هلال الثقفي فـي كتـابـه: "الغارات" (ج1/ص210) والسيد علي خان الشوشتري في كتابه " الدرجات الرفيعة " (ص 336) والطبري في تاريخ الأمم والملوك (ج3/ص550)


قال: [.. فلما قضى من ذلك ما عليه قبضه الله عز وجل صلى الله عليه ورحمته وبركاته ثم إن المسلمين استخلفوا به أميرين صالحين عملا بالكتاب والسنة وأحسنا السيرة ولم يعدُوَا لِسُنـَّتِهِ ثم توفّاهما الله عز وجل رضي الله عنهما].


وفي الخطبة 228 من نهج البلاغة قال عليه السلام عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب: [..فلقد قوَّم الأود وداوى العمد وأقام السنة وخلَّف الفتنة، ذهب نقيَّ الثوب، قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرَّها، أدَّى إلى الله طاعته واتَّقاه بحقِّه.]


. وجاء كذلك في الخطبة 164 من نهج البلاغة، أنه لما اجتمع الناس إليه وشكوا ما نقموه على عثمان وسألوه مخاطبته لهم واستعتابه لهم، فدخل عليه فقال:
[إن الناس ورائي وقد استسفروني بينك وبينهم، ووالله ما أدري ما أقول لك! ما أعرف شيئا تجهله، ولا أدلك على أمر لا تعرفه. إنك لتعلم ما نعلم، ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه، ولا خلونا بشيء فنبلغكه، وقد رأيتَ كما رأينا، وسمعتَ كما سمعنا، وصحبتَ رسول الله - صلى الله عليه وآله - كما صحبنا. وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطاب بأولى بعمل الحق منك...] فشهد لهما بأنهما عملا بالحق.


بل أكثر من ذلك، فقد جاء في نهج البلاغة أيضاً (الخطبة 206) أنه لما سمع قوماً له يسبّون أهل الشام (من أتباع معاوية) أيام حربهم في صفين، نهاهم عن ذلك وقال:


[إني أكره لكم أن تكونوا سـبَّابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم، كان أصـوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سـبّكم إيّاهم: اللّهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق من جهله، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به].


فما أبعد الجهلة من مدّعي التشيع لآل البيت، الذين لا يتحرّجون في مجالسهم ومنابرهم عن الطعن وإساءة القول بحق الخلفاء وأئمة سائر فرق المسلمين،


الـــــــــــــــــــــــــــــــــزام :-
اين انت ايها الشيعي من كلام سيدنا علي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا لا تتبعه؟؟؟؟؟؟؟؟ الست تدعي انك من شيعه سيدنا علي !!!!!


وانني ادعوك ايها الشيعي الي الاختيار بين القولين
قول سيدنا علي وقول الكذابين الذين باعوا دينهم من اجل دراهم لحياه لاتساوي عند الله جناح بعوضه
واذكرك


الليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر والعمر مهما طال فلا بد من نزول القبر
وكل ابن انثي وان طالت سلامته يوما عي اله حدباء محمول
فاذا حملت الي القبور جنازه فاعلم بانك بعدها محمول.


قال تعالي :-
قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76)المائده


وقال تعالي :- قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) الانعام


( [2]) قال الشيخ الصدوق (محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي) (305 ـ381ﻫ) في كتابه «اعتقادات الإمامية» الذي يُعَد الكتاب الأساسي والأهم والأقدم في بيان عقيدة الشيعة الإمامية:
[[ اعتقادنا في الغلاة والمفوضة أنهم كفار بالله جل جلاله وأنهم شر من اليهود والنصارى والمجوس والقدرية والحرورية ومن جميع أهل البدع والأهواء المضلة، وأنه ما صغَّر الله جل جلاله تصغيرهم شئ، وقال جلّ جلاله : ((مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ الله الْكِتَابَ وَالحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ الله وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ. وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ المَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ)) (آل عمران: 79-80) وقال الله عز وجل: ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ)) (المائدة: 77) ...
وكان الرضا (ع) يقول في دعائه: ((اللهم إني بري‏ء من الحول والقوة ولا حول ولا قوة إلا بك. اللهم إني أعوذ بك وأبرأ إليك من الذين ادَّعوا لنا ما ليس لنا بحقّ. اللهم إني أبرأ إليك من الذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا. اللهم لك الخلق ومنك الرزق وإِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. اللهم أنت خالقنا وخالق آبائنا الأولين وآبائنا الآخرين. اللهم لا تليق الربوبية إلا بك ولا تصلح الإلهية إلا لك فالعن النصارى الذين صغَّروا عظمتك والعن المضاهئين لقولهم من بريتك. اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك لا نملك لأنفسنا نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولاحياةً ولا نشوراً. اللهم مَنْ زَعَمَ أنَّا أربابٌ فنحنُ منه بَراءٌ ومَنْ زَعَمَ أن إلينا الخلق وعلينا الرزق فنحن براءٌ منه كبراءة عيسى ابن مريم عليه السلام من النصارى. اللهم إنا لم ندعهم إلى ما يزعمون فلا تؤاخذنا بما يقولون واغفر لنا ما يدَّعُون ولا تَدَعْ على الأرضِ منهم دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً)).
وروي عن زرارة أنه قال: ((قلت للصادق عليه السلام: إن رجلاً من وُلْدِ عبد الله بن سبأ يقول بالتفويض فقال عليه السلام: ما التفويض؟ فقلت يقول: إن الله عز وجل خلق محمداً صلى الله عليه وآله وعلياً (ع) ثم فوَّض الأمر إليهما فخلقا ورزقا وأحييا وأماتا، فقال (ع): كذب عدو الله، إذا رجعت إليه فاقرأ عليه الآية التي في سورة الرّعد، ((أَمْ جَعَلُواْ لله شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)) (الرعد/16) فانصرفتُ إلى الرجل فأخبرته بما قال الصادق (ع) فكأنما ألقمته حجراً، فقال:وكأنما خرس)).]] انتهى. الشيخ الصدوق، «اعتقادات الإمامية»/باب الاعتقاد في نفي الغلو والتفويض، ص74 فما بعد، والمجلسي، «بحار الأنوار»: ج 25/ ص 341 - 344.


( [3])لكاتب هذه السطور كتاب مختصر عنوانه «تضاد مفاتيح الجنان با آيات قرآن» (بالفارسية أي: تعارض مفاتيح الجنان مع آيات القرآن).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تأملات حول دعاء الندبه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شيعة تبسة :: قسم العترة الطاهرة :: منتدى الواحة المهدوية الشريفة-
انتقل الى: