رزيقة المدير العام
عدد الرسائل : 1459 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 29/12/2009
| |
رزيقة المدير العام
عدد الرسائل : 1459 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 29/12/2009
| موضوع: رد: معنى الخلود في ثورة الحسين (عليه السلام) الجمعة ديسمبر 10, 2010 11:50 pm | |
| | |
|
رزيقة المدير العام
عدد الرسائل : 1459 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 29/12/2009
| موضوع: عهدي مع الحسين عليه السلام الجمعة ديسمبر 10, 2010 11:54 pm | |
| | |
|
رزيقة المدير العام
عدد الرسائل : 1459 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 29/12/2009
| موضوع: الإمام الحسين (عليه السلام) ضمانة الهدى والفلاح الجمعة ديسمبر 10, 2010 11:56 pm | |
| الإمام الحسين (عليه السلام) ضمانة الهدى والفلاح
عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: "دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده اُبيُّ بن كعب فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: (مرحبا بك يا أبا عبد الله، يازين السماوات والأرض).
قال له اُبيّ: وكيف يكون يا رسول الله زين السموات والأرض أحدٌ غيرك؟
فقال: (يا اُبيّ، والذي بعثني بالحق نبياً إنّ الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض، وانه لمكتوب عن يمين عرش الله "مصباح هدى، وسفينة نجاة"). ([1])
ضمانة الهدى والفلاح
إن آبا عبد الله عليه السلام كما أنبأنا بذلك الصادق الأمين هو مصباح للهدى، وسفينة للنجاة. والإنسان بحاجة في حياته إلى أمرين؛ الهدى والفلاح، الهدى لكي يعرف الطريق، والفلاح لكي يصل إلى أهدافه وطموحاته، والإمام الحسين عليه السلام يضمن لنا تحقيق هذين الأمرين. وهذا يعني انه عليه السلام يمثل تلك القيم والمبادئ التي نزل بها الوحي، والتي تبصِّر الإنسان بطريقه في الحياة. والحسين عليه السلام بنهجه وكلماته المضيئة، والحب الذي له في قلوب المؤمنين يمثل النجاة في الدنيا والآخرة .
وإذا تدبرنا في آيات الذكر الحكيم نرى أن الهدى والفلاح هما نهاية وعاقبة المتقين، ففي بداية سورة البقرة نقرأ قوله تعالى: ]الم * ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلمُتَّقِينَ[(البقرة:1-2)، حتى تصل إلى قوله: ]أُوْلئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ[(البقرة:5). فالهدى هو القرآن ، والذي يدلنا على هذا الهدى هو الإمام الحسين عليه السلام من خلال كلماته وأفكاره، ومن خلال تجسيده للقرآن. فقد كان عليه السلام القرآن الناطق بما قام به من حركة ونهضة، ولذلك كان مصباحا للهدى ؛ أي تفسيراً وتأويلاً صحيحاً للقرآن الذي أمرنا بمقارعة الطغاة والظالمين، وان لا نشرك بالله أحداً.
ثم إن الحسين عليه السلام هو في نفس الوقت سفينة نجاة، فالبشرية معرضة لان تبتلعها أمواج الفتن، وتهددها الأخطار، وعليها إذا ما أرادت التخلص من هذه الفتن والأخطار أن تتمسك بنهج أبي عبد الله الحسين عليه السلام .
العودة إلى حقيقة الدين؛ رسالة الأنبياء
ولقد كان من أهم مهام الأنبياء عليهم السلام وأعظم مسؤولياتهم إنهم كانوا يحاولون إعادة الناس إلى حقيقة الدين، ولقد بعث الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرسل والأوصياء الواحد بعد الآخر، لان الناس كانوا يحاولون إفراغ الدين من محتواه، والأخذ بقشوره. فهم يصلّون ولكن صلاتهم لا تنهاهم عن الفحشاء والمنكر، ولا تدعوهم إلى الله وذكره، ولا تدفعهم إلى إطعام المسكين، ولا إلى أداء الواجبات وترك المحرمات، ومثل هذه الصلاة هي صلاة عمر بن سعد التي أداها في يوم عاشوراء، في حين انه قد قتل الصلاة لأنه قتل ابا عبد الله الذي كان يمثل الصلاة وكل الواجبات الشرعية !
وعلى سبيل المثال، فان الحج كان من ضمن الفرائض التي كانت موجودة قبل الإسلام، ولكن المشركين كانوا قد افرغوا هذه الفريضة من محتواها، فمشركو قريش الذين كانوا سدنة البيت كانوا يوجبون على الحجاج إن لا يطوفوا بثيابهم وإنما عليهم أن يبدلوها ويرتدوا ثياباً جديدة يأخذونها من سدنة البيت ليحجوا بها، وهذه هي إحدى البدع. فالعرب كانوا يأتون للحج ولكن المشركين كانوا يفرضون عليهم غرامة، وقد كان البعض فقراء لا يستطيعون شراء تلك الثياب فكانوا يضطرون إلى أن يطوفوا حول الكعبة عراة .
وقد أقام المشركون في بيت الله الحرام ما يقرب من ثلاثمائة صنم، وكانوا يطوفون حول البيت ثم يلبّون فيقولون: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلاّ شريك هو لك …"! ([2])
وبذلك كانوا يحرفون الكلم عن مواضعه، ويدّعون التوحيد وهم غارقون في الشرك!
هكذا كان دين المشركين، لقد افرغوه من محتواه، فكان حجهم وصلاتهم مكاء وتصدية، كما يقول عز وجل: ]وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً[ (الأنفال:30). فالذي كان يصلي لم يكـن يصلي لله، وإنما ليصد الناس عن سبيله .
ولقد جاء نبينا الأعظم صلى الله عليه وآله ليعيد إلى الدين حقيقته وجوهره، وهكذا كانت وظيفة الأئمة عليهم السلام، فقد قاموا بهذا الدور أيضاً، فقد جاء الإمام الحسين عليه السلام ليرى فوق منبر رسول الله صلى الله عليه وآله رجلا يفتخر بأنه يشرب الخمر، ويزني بعمته، ويلاعب القرود، بالإضافة إلى انه كان احد الشعراء المعروفين بالغناء والطرب ووصف الخمرة ... !
وهكذا؛ فقد كانت الخلافة موجودة، ومنبر رسول الله صلى الله عليه وآله موجوداً، وهكذا الحال بالنسبة إلى المسجد. ولكننا عندما ننظر إلى المحتوى نراه فسادا في فساد، وحميات وعصبيات، واختلافاً بين القبائل العربية، وبين العرب والموالي، وبالتالي عودة الجاهلية بكل قيمها الفاسدة.
وقد روي في هذا المجال إن عبد الله بن عمر قد دعي إلى نصرة الحسين عليه السلام ولكنه امتنع عن ذلك طالباً من الداعين له أن يتركوه منشغلاً بالصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وآله بحجة أن هذا العمل أكثر ثواباً عند الله، هذا في حين أن الأمة كانت تنحرف، والفساد يعم، والإسلام في خطر ، فما فائدة مثل هذه الصلاة والنبي صلى الله عليه وآله يقول: "إذا ظهرت البدعة في اُمّتي فليظهر العالم علمه، فإن لم يفعل فعليه لعنة الله"؟ ([3])، إن الصلاة التي تغطي على تقاعس الإنسان وهزيمته واستسلامه إنما هي مكاء وتصدية.
ترى من الذي يجب أن يقوم بمهمة إزالة هذا الانحراف الواسع العميق غير أبي عبد الله الحسين عليه السلام الذي ادخره الله سبحانه لمثل هذا اليوم ؟ ولذلك فقد أصبح عليه السلام مصباح الهدى، وسفينة النجاة، لأنه هو الذي أنقذ الله به البشرية كلها من الضلالة، وإلا لكان الدين في خبر كان ولانتهى كما انتهت الأديان السابقة.
فلقد علّم الحسين عليه السلام البشرية إن حقيقة الدين هي المهمة لا مظاهره، وهو درس لنا نحن أيضاً؛ فإذا رأينا إنساناً يصلي ولكنه يكذب بعد الصلاة، ويخون الأمانة، فعلينا أن نقول له: إن صلاتك مردودة عليك. وإذا أردنا أن نجرّب مجتمعا ما، فعلينا أن نعرفه من خلال تعامل إفراده مع بعضهم البعض ؛ فهل يؤدون الأمانة، أم أنهم يأكلون أموالهم بينهم بالباطل ؟ ولقد جاء في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام: "لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده، فإنَّ ذلك شيء اعتاده، فلو تركه استوحش لذلك". ([4])
إن الإمام الحسين عليه السلام جاء ليعلمنا إن الدين والإيمان حقيقة. فالإيمان ليس بالتظني ولا بالتمني وإنما هو ما وقر في القلب، فإذا لم يوجد النور في القلب، ولم تكن للإنسان القدرة على نهي النفس عن الهوى، فيؤدي الصلاة وهو يعبد الشيطان وهوى النفس، فان هذه الصلاة مردودة. فالله عز وجل لا يتقبل إلا من المتقين ، وهذه هي حقيقة الدين .
حقائق الدين في القرآن
ولقد أوضح لنا القرآن حقائق الدين فهو يقول مرة : ]لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ[ (البقرة: 177). فتولية الوجه إنما هو من جملة الأمور الظاهرية، والبر إنما هو الإيمان الحقيقي، والإنفاق، والجهاد في سبيل الله. ثم يقول مرة أخرى:]أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَآجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ ءَامَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ[ (التوبة:19). فهل من الممكن أن أُصبح مؤمناً حقيقياً بمجرد أن آتي بالماء وأسقي به الحجيج في حين إنني لم انه نفسي عن الهوى، ولم اخف مقام ربي، ولم أكن مع ديني ضد مصلحتي؟
وفي (سورة الأنبياء) يبين لنا ربنا تبارك وتعالى بعض صفات الأنبياء فيقول: ]وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ[ (مريم:54)، أي إن الدين هو الصدق في الوعد ، والكلام ، والالتزام. ثم يقول تعالى: ]وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ[ (مريم:55)، فأن ندّعي التدين ولكن لا نهتم بأولادنا ولا نأمرهم بالصلاة فان هذا ليس من الدين في شيء .
ثم يقول تعالى بشأن إدريس عليه السلام: ]وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً[ (مريم:41) فقد كانت من صفات هذا النبي العظيم انه كان صادقاً في كل حقل، وهذا هو معنى الإيمان. ومن الصفات التي اشترك فيها جميع الأنبياء الصفة التي يشير إليها تعالى في قولـه: ]إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّـاً[(مريم:58)، فالحقائق الإلهية كانت تعني بالنسبة إليهم الخضوع والخشوع والإخبات، ولذلك فإنهم كانوا يسلمون للأمر الإلهي دون مناقشة .
وبعد ذلك يشير ربنا عز وجل إلى الانحراف الذي ظهر بعد الأنبياء قائلا: ]فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ[ (مريم:59)، ومن المعلوم أن إضاعة الصلاة ليس كتركها، فالإضاعة تعني أنهم كانوا يصلون ولكن ليس تلك الصلاة التي يريدها الله تعالى، لأنهم كانوا يتبعون شهواتهم لا أحكام دينهم .
فرصة إصلاح النفس
إننا الآن نريد أن نركب سفينة النجاة، وندخل في أمان الله تعالى تحت راية أبي عبد الله الحسين عليه السلام، لذا فعلينا أن نصلح واقعنا الفاسد. وإذا ما دخلنا في أي موسم ديني – كميلاد الإمام الحسين وسائر المناسبات الشعبانية - ثم خرجنا منه كما دخلنا فقد ضيعنا فرصة إصلاح نفوسنا وأوضاعنا، فعلينا أن نهيئ أنفسنا للانتفاع من هذا الموسم الشريف وخصوصا فيما يتعلق بعلاقتنا مع بعضنا البعض. فإذا كان الواحد منا يحمل في قلبه – لا سمح الله - حقدا وضغينة أو سوء ظن تجاه أخيه المؤمن فعليه أن يزيله، ولاتكن مشاركتنا في إحياء هذا الشهر من أجل أن يكون موكبنا - مثلا- أفضل من مواكب الآخرين، أو حسينيتنا أفضل من الحسينيات الأخرى، فمثل هذا التفكير إنما هو من الحميات والعصبيات الجاهلية .
إن المهم هو العمل الذي يكون فيه مرضاة الله سبحانه وتعالى، وان لا يكون هدفنا رضا الناس فقط. ثم إن مجالسنا يجب أن تكون مركزا للوحدة والتلاحم، لان راية الحسين عليه السلام هي راية الوحدة، لا راية الفرقة والاختلاف. فإذا ما تفرقنا فان الآخرين سيستشكلون علينا بأننا نمتلك إماماً واحداً، ولكننا مع ذلك متفرقون عن بعضنا .
فلنوحِّد أنفسنا، فان الوحدة هي حقيقة الدين، كما قال الله تعالـى: ]وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا[ (آل عمران:103)، وحبل الله هو القرآن الكريم، والنبي محمد صلى الله عليه وآله، والأئمة المعصومون عليهم السلام. ولنصلح أنفسنا ولا نخدعها بالمظاهر. فعندما نقف أمام أبي عبد الله عليه السلام ونقول: "إني سلم لمن سالمكم وحربٌ لمن حاربكم"([5]) فان هذا يقتضي أن نحب كل من أحب الحسين عليه السلام، ونوالي كل من والاه، لا أن نختلف معه ونُكنَّ له العداوة والضغينة ، ونصبح ضحية التنافس المقيت.
فلنطهِّر أنفسنا، ولنكن صادقين مع إمامنا الحسين عليه السلام، وفي هذه الحالة سنركب سفينة النجاة، وسيكون الحسين عليه السلام شفيعنا في الآخرة، وسببا لنجاتنا من المشاكل والمآسي في الدنيا.
| |
|