كان فقيه أهل البيت الميرزا جواد التبريزي معروفاً بشدة البكاء في مجالس عزاء أهل البيت(ع) الأمر الذي كان له الأثر العجيب على
الحاضرين فكان الطلبة لاسيما الشباب منهم يهيمون في النظر إلى وجهه النوراني الذي يجود بزخات الدموع كسحاب مثقل بالمطر . ولطالما كرر الميرزا هذه العبارات على ابنه: «اطلبوا من الخطباء أن يطيلوا في ذكر المصيبة»، لقد كان مولعاً بسماع مصائب أهل البيت(ع)
يكفكف دموعه بكامل التواضع بذلك المنديل الأسود الذي أوصى بدفنه معه في القبر، ثم يهيم بحالته الروحانية تلك في محبة
أهل البيت(ع)ويذرف غزيز دمعته لمصائبهم، وكان يهدف إلى اضفاء هذه الحالة العزائية على الآخرين إضافةً إلى التزامه بها، فاذا ما رأى أحد الحضور غير مكترث بالمصيبة نبّهه بنفسه أو عبر واسطة
وكان يقيم مأتماً للعزاء في صباح كل خميس في مكتبه ويحضره بنفسه بكل رغبة وشوق متأدباً في مجلس ذكر مقامات أهل البيت(ع).