[center]مما يؤسف له حقـًا أنّ سيرة أمهات المعصومين عليهم السلام وفضائلهم الرفيعة مجهولة في التاريخ عادة ، وعند المسلمين أيضًا ، ففي أهم المصادر التاريخية لا يكاد يجد الإنسان شيئًا إلا القليل عن هؤلاء النسوة الأخيار ،وكيف أنهن كنّ يخدمن المعصومين عليهم السلام ويجهدن بكل ما لديهم من طاقة من أجل رعاية أبنائهم المعصومين عليهم السلام وإن كانت عناية السماء ترعاهم وتسدّدهم قبلهم . ولكن القرائن الكثيرة هي التي تدل على عظيم مقامهن.
ومن هؤلاء العظيمات السيّدة آمنة بنت وهب عليها السلام "أم النبي صلى الله عليه واله "
.يمكن معرفة شيء من عظمتها وجلالتها عبر هذه القرائن وغيرها:
1: كانت عليها السلام في سلسلة الأرحام المطهّرة التي ورد ذكرها في الروايات الشريفة.
نقرأ في زيارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " أشهد يارسول الله أنك كنت نورًا في الأصلاب الشامخة ،و الأرحام المطهّرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ، ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها"
2: كانت عليها السلام زوجة لعبد الله عليه السلام والد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وهذا توفيق خاصّ لا تناله إلاّ من كانت لها حظّ عظيم.فقد نقل في الحديث أن عبد الله عليه السلام لّما تزوج السيّدة آمنة عليها لسلام ماتت العديد من النساء حسرة.
كما في التاريخ أنّه لما شبّ عبد الله تطاولت أعناق الخطّاب ، وبذلوا في طلب الكثير من الأموال رغبة في تحصيل نور النبي صلى الله عليه واله ، ولم يكن في عهده أحد أجمل ولا أكمل منه، وكان إذا مرّ بالناس نهارًا يشمّون منه الروائح الطيّبة ،وإذا مرّ بهم ليلاً أضاءت من أنواره الظلم ،حتّى أنّ أهل مكة سمّوه مصباح الحرم.
3: حملت عليها السلام برسول الله صلى الله عليه وآ له وسلم وكانت له وعاءً ضمّته تسعة أشهر.
4: أصبحت عليها السلام أُمًا لسيّد الكونين ورسول العالمين محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وآله .
5: كانت تكنف الرسول صلى الله عليه وآله وترعاه من كيد المناوئين طيلة أيّام حياتها.
6: ترحّم عليها الرسول وزار قبرها وبكى عليها عند ذلك .
ففي التاريخ إنّه لّما توفّيت آمنه رجعت أُمّ أيمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكة ، ثم إنه لما مرّ الرسول صلى الله عليه واله وسلم في عمرة الحديبية بالأبواء قال: إنّ الله قد أذن لي في زيارة رسول الله صلى الله عليه وآله فقيل له ، فقال :أدركتني رحمة رحمتها فبكيت.
7: يستحب الطواف عنها عليها السلام لقضاء الحوائج.
فعن داوود الرقّي قال: " دخلت على أبي عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ولي على رجل مال قد خفت تواه فشكوت إليه ذلك ، فقال لي: إذا صرت بمكّة فطف عن عبد المطّلب طوافًا وصلِّ عنه ركعتين ، وطف عن فاطمة بنت أسد طوافًا وصلِّ عنها ركعتين ، ثم أدع أن يرد عليك مالك ، قال: ففعلت ذلك ،ثم خرجت من باب الصفا وإذا غريمي واقف يقول : يا داوود حبستني تعال اقبض مالك"
السيدة خديجة عليها السلام
والدة الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام
1- كانت عليها السلام خير نساء النبي صلى الله عليه واله وسلم ، وذلك بتصريح من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من مرة، وهذا إنما يدل على علو مقامها وجلال قدرها " سلام الله عليها" .
فعن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا ذكر خديجة لم يسأم من ثناء عليها واستغفار لها .
2- اصطفاء الله عز وجل لها ، حيث جعلها من النساء المختارات .
عن أبي الحسن الأول قال :قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:"إن الله أختار من النساء أربعا: مريم وآسية وخديجة وفاطمة"
3-.انفقت أموالها الطائلة من أجل نصرة الدين الحنيف والرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله . أوّل من أسلمت من النساء وآمنت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهن ، وأول من صلت خلفه صلى الله عليه واله.
4-تخصيص الباري لها بالسلام، فقد بلغ من قداسة السيّدة خديجة عليها السلام عند الله تعالى أنّه عز وجل كان يخصها بالسلام.
ففي الحديث أنّ جبرائيل أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسأل عن خديجة فلم يجدها، فقال: إذا جاءت فأخبرها أنّ ربّها يقرؤها السلام.
5-بشارة الله وجبرائيل لها ببيت عظيم في الجنة .
روي أنه أتى جبرائيل النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال:هذه خديجة قد أتتك معها إناء مغطّى فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربّها ومنّي وبشّرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
- وبالإضافة إلى ذلك فقد كانت السيّدة خديجة عليها السلام عزيزة عند النبي صلى الله عليه واله وسلم ,وتتمتع بمكانة خاصة في قلبه ,حيث كان الرسول يحبها حبا جما ,ويعتز بها ويقدر مواقفها المشرّفة .
. بل استمر هذا الإجلال والإكبار والحب حتى بعد وفاتها (عليها السلام)، فلم تخمد مكانتها عند الرسول (صلى الله عليه وآله).
فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه كان إذا ذبح الشاة يقول: (أرسلوا الى أصدقاء خديجة)، فتسأله عائشة في ذلك، فيقول: (إنّي لاُحبّ حبيبها)، فالرسول (صلى الله عليه وآله) يعلم أن من يحبّ خديجة فهو مؤمن، ومن يبغضها فهو منافق.
ويروى أن امرأة جاءته (صلى الله عليه وآله) في حجرة عائشة فاستقبلها واحتفى بها، وأسرع في قضاء حاجتها، فتعجّبت عائشة من ذلك، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إنّها كانت تأتينا في حياة خديجة).
ولم تسكت عائشة عن ذلك, فقالت للرسول (صلى الله عليه وآله): ما تذكر من عجوز حمراء الشدقين قد أبدلك الله خيراً منها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ما أبدلني خيراً منها، كانت اُمّ العيال وربّة البيت. آمنت بي حين كذّبني الناس، وواستني بمالها حين حرمني الناس، ورزقت منها الولد وحرمت من غيرها).
السيدة فاطمة بنت أسد عليها السلام
والدة الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام
1-من أكبر فضائل السيّدة فاطمة بنت أسد عليها السلام أن الله أختارها من بين نساء العالمين لتلد مولودها الطاهر في بيته الحرام، حيث استضافها الله تعالى في جوف الكعبة ثلاثة أيام فولدت أمير المؤمنين عليا عليه السلام في ذلك المكان الطاهر.
وهذا دليل على إيمانها وتوحيدها لله عزّ وجل وانها على دين إبراهيم عليه السلام ولم تكن تعبد الأصنام أبدا لا كسائر الجاهليين ، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كانت من السابقات إلى الإٍسلام والمؤمنات بنبوته صلى الله عليه و اله وسلم
2- أصبحت عليها السلام لمقامها الرفيع وإخلاصها الشديد من أولياء الله الذين يتوسل بهم في قضاء الحوائج المستعصية، والمؤيدات لذلك كثيرات لكننا نقتصر على ما يلي:
عن داوود الرقي قال :دخلت على أبي عبد الله عليه لاسلام ولي على رجل مال خفت تواه ، فشكوت إليه ذلك، فقال لي: إذا صرت بمكة فطف عن عبد المطلب طوافا وصل عنه ركعتين ،وطف عن فاطمة بنت أسد طوافا وصل عنها ركعتين ، ثم أدع أن يرد عليك مالك ,قال :ففعلت ذلك ثم خرجت من باب الصفا وإذا بغريمي واقف يقول: ياداوود حبستني تعال اقبض مالك.
3-وردت في حقها عليها السلام زيارة خاصة دون سائر المعصومين ما عدا الصديقة الزهراء عليها السلام والسيدة نرجس عليها السلام ، ومما يدل على عظم شأنها وجلالة قدرتها هي العبارت الرفيعة التي وردت في زيارتها. " زيارتها في مفاتيح الجنان ص 421 "
الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام
والدة الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام..
* قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" لمّا خلق الله آدم وحواء تتبختر أمامه في الجنة ، فقال آدم لحواء: ما خلق الله خلقاً هو أحسن منّا ،فأوحى الله إلى جبرائيل:ائت بعبدي الفردوس الأعلى، فلمّا دخلا نظرا إلى جارية على درنوك من درانيك الجنة وعلى رأسها تاج من نور وفي أُذنيها قرطان من نور قد أشرقت الجنان من نور وجهها ، فقال آدم: حبيبي جبرئيل من هذه الجارية التي قد أشرقت الجنان من حسن وجهها ؟
فقال :هذه فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي من ولدك يكون في آخر الزمان .
قال:فما هذا التاج الذي على رأسها ؟
قال: بعلها علي ابن ابي طالب علي عليه السلام.
قال: فما القرطان اللذان في أُذنيها ؟
قال: ولداها الحسن والحسين عليهما السلام.
قال آدم: حبيبي أخلقوا قبلي؟
قال: هم موجودون في غامض علم الله قبل أن تخلق بأربعة آلآف سنة"
يستفاد من هذه الرواية ان الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام كانت نورا قبل ان يخلق الله سبحانه الكون ،وقد نور الله بها السماوات والأرضين .
* جعل الله عزّ وجل ثواب تسبيح الملائكة وتقديسهم لها ولمحبيها عليها السلام.
* حوراء إنسية .
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنه قال:" خلق نور فاطمة عليها لاسلام قبل أن يخلق الأرض والسماء"
فقال بعض الناس: يا نبي الله فليست هي إنسية؟
قال:" فاطمة حوراء إنسية"
قالوا : يانبي الله ، وكيف هي حوراء إنسية؟
قال: " خلقها الله عزّ وجل من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح ،فلمّا خلق الله عزّ وجل آدم آدم عرضت على آدم"
قيل: يانبي الله وأين كانت فاطمة ؟
قال:" كانت في حقّة تحت ساق العرش"
قالوا: يانبي الله فما كان طعامها؟
قال: " التسبيح والتهليل والتحميد".
* اسمها في السماء المنصورة وفي الأرض فاطمة .
" سميت في الأرض فاطمة لأنها فطمت شيعتها من النار وفطم أعداؤها من حبّها، وهي في السماء المنصورة وذلك قول الله عزّ وجل: { وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } يعني نصر فاطمة لمحبيها .
* هدية السماء. اصطفى الباري تعالى لنطفتها واستخلصها لها وانتخبها من صفوة ثمار الجنّة.
* إن الله تعالى قد منح الصديقة الطاهرة عليها السلام تلك الذرية المباركة، حيث جعل منها الأئمة المعصومين الأطهار عليهم السلام وهذا مما يدل على شرافتها .
* كل من يتوسل بها إلى الله تعالى بنية صافية ، ويقدمها بين يدي حوائجة، فإن الله لا يرده خائبا خالي اليدين. " دعاء التوسل ، صلاة الاستغاثة بها عليها السلام"
* روي أنّ أُم أيمن لمّا توفيّت فاطمة عليها السلام حلفت ان لا تكون بالمدينة إذ لاتطيق النظر إلى مواضع كانت عليها السلام فيها، فخرجت إلى مكة ، فلمّا كانت في بعض الطريق عطشت عطشا شديدا ، فرفعت يديها إلى السماء وقال: يارب أنا خادمة فاطمة تقتلني عطشا؟!
فأنزل الله عليها دلوًا من السماء فشربت ، فلم تحتج إلى الطعام وإلى الشراب سبع سنين وكان الناس يبعثونها في اليوم الشديد الحرّ فما يصيبها عطش
* نزلت الكثير من آيات القران الكريم في شأنها ،و أشادة العديد منها إلى فضائلها وخصالها الحميدة.
* عن الله تبارك وتعالى: (يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ، ولولا عليٌّ لما خلقتك ، ولولا فاطمة لما خلقتكما ) "كشف اللآلي لصالح بن عبد الوهاب بن العرندس
* عن النبي صلى الله عليه واله وسلم : ( ولو كان الحسن شخصًا لكان فاطمة ، بل هي أعظم ، إن فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصرًا وشرفا وكرما )
* عن علي ابن ابي طالب عليه السلام : دخلت يوما منزلي فإذا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم جالس والحسن عن يمينه ، والحسين عن يساره ، وفاطمة الزهراء عليها السلام بين يديه ، وهو يقول : ياحسن ويا حسين ، أنتما كفتا الميزان ، وفاطمة لسانه ، ولا تعدل الكفتان إلا باللسان ، ولا يقوم اللسان إلا على الكفتين... أنتما الإمامان ولأمكما الشفاعة
* سبق دخولها الجنة .عن علي بن ابي طالب عن النبي صلى الله عليه واله " إن أول من يدخل الجنة أنا وأنت وفاطمة والحسن والحسين "
* عدم عذاب محبيها ومحبيّ عترتها بالنار: في حديث طويل عن الله عزّ وجل: يا فاطمة وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السموات والأرض بألفي عام أن لا أعذِّب محبيك ومحبيّ عترتك بالنار .
* رضا رسول الله رضا فاطمة :عند قرب وفاة النبي صلى الله عليه واله بعد أن وضع يد فاطمة الزهراء سلام الله عليها في يد علي عليه السلام قال له: يا أبا الحسن هذه وديعة الله و وديعة رسول محمد عندك ، فاحفظ الله واحفظني فيها ، وإنك لفاعله... والله يا فاطمة لا أرضى حتى ترضى ، ثم لا والله لا أرضى حتى ترضى ، ثم لا والله لا أرضى حتى ترضى.
* بكاء العرش والملائكة لبكائها . عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذي بعثني بالحق لقد بكى لبكائها عرش الله وما حوله من الملائكة والسماوات والأرضون وما فيهما.
* ما كان لفاطمة كفؤ غير علي بن ابي طالب عليه السلام. عن ابن عباس: والله ما كان لفاطمة كفو غير علي عليه السلام.
* حبها ينفع في مائة موطن : عن نصر بن مزاحم ، عن زياد بن المنذر، عن زاذان ، عن سليمان قال: قال النبي صلى الله عليه (واله) وسلم: يا سلمان من أحبّ فاطمة بنتي فهو في الجنة معي، ومن أبغضها في النار . ياسلمان، حب فاطمة ينفع في مائة من المواطن، أيسر ذلك الموت والقبر والميزان والمحشر والصراط والمحاسبة . فمن رضيت عنه رضيت ابنتي فاطمة عنه .ومن رضيت فاطمة عنه دخل الجنة . ومن غضبت عليه غضبت عليه. ومن غضبت عليه غضب الله .يا سلمان ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين عليا ، و ويل لمن يظلم ذريتها وشيعتها.
---------فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى - احمد الرحماني الهمذاني
السيّدة شاه زنان عليها السلام
بنت كسرى
والدة الإمام زين العابدين عليه السلام
* هي السيدة الجليلة :شهربانوية بنت يزدجر بن شهريار بن كسرى ملك الفرس ،ولقبها شاه زنان) أي ملكة النساء .
هي حفيدة كسرى الملك الذي لقب بالعادل حيث قال فيه النبي صلى الله عليه واله وسلم: "ولدت في زمان الملك العادل الصالح" والمراد بذلك هو عدالته في دينة ومبدئه ، أو عدالته النسبية كما لا يخفى .
* في الإرشاد قال: سأل أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) شاه زنان بنت كسرى حين أسرت: ما حفظت عن أبيك بعد وقعة الفيل؟
قالت :حفظت عنه أنه كان يقول: إذا غلب الله على أمر ذلت المطامع دونه ، وإذا انقضت المدة كان الحتف في الحيلة.
فقال عليه السلام: " ما أحسن ما قال أبوك ، تذل الأمور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير"
* أُسرت في عهد عمر ،وإنه أراد بيعها، فنهاه الإمام علي عليه السلام وقال له: أعرض عليها أن تختار واحدا من المسلمين فاختارت الإمام الحسين بن علي عليه السلام فأمره بحفظها والإحسان إليها ، فولدت له خير أهل الأرض في زمانه.
السيّدة فاطمة عليها السلام
بنت الإمام الحسن المجتبى عليه السلام
والدة الإمام الباقر عليه السلام
عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: " كانت أُمي قاعدة عند جدار فتصدع الجدار وسمعنا هدهّ شديدة ،فقالت بيدها : لا وحق المصطفى ما أذن الله لك بالسقوط ،فبقي معلقاً في الجو حتى جازته ،فتصدّق أبي عنها بمائة دينار".
قال أبو الصباح: وذكر أبو عبد الله عليه السلام جدّته أُم أبيه يوماً ،فقال:" كانت صدّيقة لم في آل الحسن امرأة مثلها ".
حضرت السيّدة فاطمة بنت الإمام الحسن عليه السلام مع زوجها الإمام زين العابدين وابنها الإمام الباقر عليه السلام واقعة الطف في يوم عاشوراء وقد شاهدت ما جرى على آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من مصائب ومحن ،حيث رأت مصرع عمها الإمام الحسين عليها السلام ، وقتل أخيها القاسم وعبد الله عليهما السلام وبقيتة الأبطال من آل البيت عليهم السلام والأصحاب الكرام ، وشاهدت أيضاً زوجها العليل مكبلاً بالأغلال ،وولدها البالغ من العمر أربع سنوات يشكو من العطش ،فصبرت وأحتسبت ذلك في سبيل الله .
نسألكم الدعاء