اسئله فقهيه واجوبتها ( لرد الشبهات عن مذهب أهل البيت (ع)

اسئله فقهيه واجوبتها ( لرد الشبهات عن مذهب أهل البيت (ع)
ماخوذه من عدة مراجع( يوميا سوؤال وجوابه )


س : ما هو طواف النساء الذي تفردت به الشيعة وما أدلة وجوبه على الحاج والمعتمر ؟

ج : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين

هذا الطواف يؤتى به آخر أعمال الحج والعمرة ويتحلل به المحرم من حرمة الاستمتاع بما أحله الله له قبل الإحرام من الاستمتاعات الجنسية وهو واجب على الكبير والصغير رجلا كان أو إمرأة وقد دلت الأية الكريمة { ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}(الحج/29) على وجوب طواف النساء بضميمة روايات أهل البيت عليهم السلام المفسرة لها ، وقد حاول بعض العلماء تقريب دلالتها على أن المقصود هو طواف النساء مع غض النظر عن تفسير الروايات له بأن المحرم لا يتحلل من مما حرمه على نفسه من النساء إلا بطواف النساء فيظهر أن الآية ذكرت آخر طواف يتعين على المحرم أن يأتي به.
قال السيد الطباطبائي رحمه الله في الميزان ج14ص371:
" بقوله : ( وليطوفوا بالبيت العتيق ) طواف النساء على ما في تفسير أئمة أهل البيت عليهم السلام فإن الخروج من الاحرام يحلل له كل ما حرم به إلا النساء فتحل بطواف النساء وهو آخر العمل"

وقال الشيخ مكارم الشيرازي حفظه الله في تفسيره الأمثل ج10ص337-338:
" أما المراد من (الطواف) الوارد في آخر الآية المذكور أعلاه فهناك بحث بين المفسرين ( هناك طوافان - بعد مراسم عيد الأضحى في منى - على الحجاج أن يقوموا بهما ، الطواف الأول يدعى طواف الزيارة ، والثاني طواف النساء . يرى بعض الفقهاء والمفسرين أن مفهوم الطواف عام هنا ، لأن الآية لم تتضمن قيودا أو شرطا ما، فهي تضم طواف الحج وطواف النساء ، حتى أنها تشمل طواف العمرة أيضا . في وقت يرى مفسرون آخرون أن الآية تقصد طواف الزيارة فقط ، الذي يجب على الحاج بعد إحلاله من إحرام الحج . إلا أن الأحاديث الواردة عن أهل البيت ( عليهم السلام ) تفيد أن القصد هنا طواف النساء ، ففي حديث عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في تفسير وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق قال : " طواف النساء " . كما روي عن الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) حديث بهذا المعنى. وهذا الطواف يسمى عند أهل السنة طواف الوداع . ومع ملاحظة هذه الأحاديث يبدو التفسير الأخير هو الأقوى ، خاصة إذا عبر بهذا المعنى أيضا في تفسير ثم ليقضوا تفثهم . حيث يجب إضافة إلى تطهير البدن من القذارة والشعر الزائد ، استعمال العطر أيضا . ومن المعلوم أنه لا يجوز استعمال العطور في الحج إلا بعد إتمام الطواف والسعي ، أو عندما لا يكون طواف بذمة الحاج إلا طواف النساء".

فاتضح أن تفسير الطواف المذكور في الآية الكريمة وقع محلا للخلاف بين المسلمين وقد ذكر ذلك أيضا الشيخ الطبرسي رحمه الله في مجمع البيان ج7ص147 : " ( وليطوفوا بالبيت العتيق ) هذا أمر وظاهره يقتضي الوجوب . وقيل : أراد به طواف الزيارة لأنه من أركان أفعال الحج بلا خلاف . وقيل : إنه طواف الصدر لأنه سبحانه أمر به عقيب المناسك كلها . وروى أصحابنا أن المراد به طواف النساء الذي يستباح به وصل النساء ، وذلك بعد طواف الزيارة ، فإنه إذا طاف طواف الزيارة ، حل له كل شئ إلا النساء ، فإذا طاف طواف النساء حلت له النساء".
وكذا ابن جرير الطبري في تفسيره جامع البيان ج17ص200 : " حدثني يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، عن حجاج وعبد الملك ، عن عطاء ، في قوله : (وليطوفوا بالبيت العتيق) قال : طواف يوم النحر .
حدثني أبو عبد الرحمن البرقي ، قال : ثنا عمرو بن أبي سلمة ، قال : سألت زهيرا عن قول الله : (وليطوفوا بالبيت العتيق) قال : طواف الوداع ".

وأما روايات أهل البيت عليهم السلام فتنص على أن المقصود من الطواف في الآية الكريمة هو طواف النساء ، كما في الكافي ج4ص 512 – 513:
عن أحمد بن محمد قال : قال أبو الحسن ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل : " (وليطوفوا بالبيت العتيق ) قال : طواف الفريضة طواف النساء .
عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل : " (وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق) قال : طواف النساء "

وفي التهذيب ج5ص253: " وروى محمد بن أحمد بن يحيى عن علي بن إسماعيل عن محمد بن يحيى الصيرفي عن حماد الناب قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل ( وليطوفوا بالبيت العتيق ) قال : هو طواف النساء .

وهناك روايات خاصة كثيرة تدل على وجوب هذا الطواف بغض النظر عن الآية الكريمة ، منها في التهذيب ج5ص 253 :
عن موسى بن القاسم عن عبد الله بن سنان عن إسحاق ابن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لولا مامن الله به على الناس من طواف الوداع لرجعوا إلى منازلهم ولا ينبغي لهم ان يمسوا نساءهم . يعني لا تحل لهم النساء حتى يرجع فيطوف بالبيت أسبوعا آخر بعد ما يسعى بين الصفا والمروة ، وذلك على النساء والرجال واجب .
وعنه عن النخعي عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن رجل نسي طواف النساء حتى يرجع إلى أهله قال : لا تحل له النساء حتى يزور البيت ويطوف ، فان مات فليقض عنه وليه ، فاما ما دام حيا فلا يصلح ان يقضى عنه ، وان نسي رمي الجمار فليسا بسواء الرمي سنة والطواف فريضة

بل إن رواية الكافي تدل على أن طواف النساء كان قد أمر به آدم عليه السلام في حجه حينما أهبط من الجنة إلى الدنيا : " ويسعى بين الصفا والمروة أسبوعا يبدء بالصفا ويختم بالمروة ثم يطوف بعد ذلك أسبوعا بالبيت وهو طواف النساء لا يحل للمحرم أن يباضع حتى يطوف طواف النساء ففعل آدم عليه السلام فقال له جبرئيل : إن الله عز وجل قد غفر ذنبك وقبل توبتك وأحل لك زوجتك ، فانطلق آدم وغفر له ذنبه وقبلت منه توبته وحلت له زوجته" الكافي ج4ص191.

وسائل الشيعة ج11ص221ح14655: " وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال ، القارن لا يكون إلا بسياق الهدي ، وعليه طواف بالبيت وركعتان عند مقام إبراهيم ( عليه السلام ) ، وسعى بين الصفا والمروة ، وطواف بعد الحج ، وطواف النساء"

وسائل الشيعة ج13ص123 - 124ح17391 " محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن سلمة بن محرز قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن رجل وقع على أهله قبل أن يطوف طواف النساء ؟ قال : ليس عليه شئ ، فخرجت إلى أصحابنا فأخبرتهم ، فقالوا : إتقاك ، هذا ميسر قد سأله عن مثل ما سألت فقال له : عليك بدنة ، قال : فدخلت عليه فقلت : جعلت فداك إني أخبرت أصحابنا بما أجبتني ، فقالوا : إتقاك ، هذا ميسر قد سأله عما سألت فقال له : عليك بدنة ، فقال : إن ذلك كان بلغه ، فهل بلغك ؟ قلت : لا ، قال : ليس عليك شئ " .محمد بن الحسن بإسناده عن محمد بن يعقوب مثله"

وسائل الشيعة ج13ص 125ح17396 : " علي بن جعفر في ( كتابه ) عن أخيه موسى بن جعفر ( عليه السلام ) قال : سألت أبي جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) عن رجل واقع امرأته قبل طواف النساء متعمدا ما عليه؟ قال : يطوف وعليه بدنة. ورواه الحميري في ( قرب الإسناد ) عن عبد الله بن الحسن ، عن جده علي بن جعفر.

ح17397 محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد ، جميعا ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سألته عن رجل كان عليه طواف النساء وحده فطاف منه خمسة أشواط ، ثم غمزه بطنه فخاف أن يبدره فخرج إلى منزله فنقض ثم غشي جاريته ، قال : يغتسل ، ثم يرجع فيطوف بالبيت طوافين تمام ما كان قد بقي عليه من طوافه ، ويستغفر الله ولا يعود ، وإن كان طاف طواف النساء فطاف منه ثلاثة أشواط ثم خرج فغشى فقد أفسد حجه وعليه بدنة ويغتسل ، ثم يعود فيطوف أسبوعا"

وعلى أية حال فالعمدة في المقام هي الروايات الخاصة التي تدل على وجوب هذا الطواف وبدونه لا يتحلل المحرم مما حرمه على نفسه من الاستمتاع بما أحله الله عليه لولا الإحرام ، ولعل طواف النساء هو المراد من طواف الوداع الذي تؤديه العامة اليوم بعد ، ولذا من يطوف طواف الوداع منهم يجزئه عن طواف النساء كما أفتى بهذا بعض المراجع المعاصرين سددهم الله.

والحمد لله وحده