ويذكر ابن الأثير وابن كثير أن معز الدولة البويهي فكّر في القضاء على الخلافة العباسية، ونقْلها إلى العبيديين الفاطميين، أصحاب المذهب الشيعي الإسماعيلي، وخليفتهم آنذاك، المعز لدين الله([3])، أو لغيره من الشيعة أو شخصيات آل البيت، إذ أن بني بويه وأتباعهم من الديلم "كانوا يتشيعون ويغالون في التشيع ويعتقدون أن العباسيين قد غصبوا الخلافة وأخذوها من مستحقيها فلم يكن عندهم باعث ديني يحثهم على الطاعة"([4]).
واستشار معز الدولة أصحابه في ذلك، "فكلهم أشار عليه بذلك، إلا رجلاً واحداً من أصحابه، كان سديد الرأي فيهم، فقال: لا أرى لك ذلك.
قال: ولم ذاك؟
قال: لأن هذا خليفة ترى أنت وأصحابك أنه غير صحيح الإمارة، حتى لو أمرت بقتله قتله أصحابك، ولو وليت رجلاً من العلويين اعتقدت أنت وأصحابك ولايته صحيحة، فلو أمرت بقتله لم تطع بذلك، ولو أمر بقتلك لقتلك أصحابك.
فلما فهم ذلك صرفه عن رأيه الأول، وترك ما كان عزم عليه للدنيا لا لله عز وجل"([5
لا ال البيت و لا يحزنون يموتون على السلطة