++++=لقد نبت الدود في رؤوسنا بهذه الاسطوانة المشروخة وهي التقية نحن لانستعمل التقية يا اخي ودليل على هذا ان المتشيعون يجهروا بتشيعهم ولا يخشون لومة لائم لأهم تعلموا ان الحق لايعلوه الكرسي اما انتم فاصبح الكرسي يحول بينكم وبين التقية حتى افرطتم فيها لأن منهجكم يقوا اطع الحاكم ولو كان شيطانا اطع الحاكم ولو رقص مع بوش بالسيوف والله بهدلتونا ,
اعلم ان اول من اتهم الرسول بالكذب على الانبياء وان حياتهم كانت كذب وتقية هي عقيدتكم وهذا الدليل من كتبك فلا تعاند ولاتجعل من يدعوا الشباب للخمر هو اسطوانتك المفضلة=+++++
اما بعد
اولا =هذه بعض النقول من كتب الشيعه الرافضه عن التقيه ( النفاق الخالص ) وفضلها عندهم!!
تعريف التقيه عند الشيعه ( الرافضه ) :
التقيه عند الشيعه هي التظاهر بعكس الحقيقه ، وتبيح للشيعي خداع غيره ، فبناء عليها ينكر الشيعي
ظاهرا ما يعتقده باطنا !
ويعتقد ظاهرا بما ينكره باطنا ؟
يقول شيخهم المفيد معرفا للتقيه : ( التقيه كتمان الحق وستر الاعتقاد فيه ، ومكاتمة المخالفين ) يقصد بالمخالفين أهل السنه تصحيح الاعتقاد ص 115
ويقول شيخهم البحراني مبينا معنى التقيه : ( المراد بها اظهار موافقة أهل الخلاف فيما يدينون به ) يقصد بأهل الخلاف أهل السنة الكشكول 1 / 202
ويقول الخميني : ( التقيه معناها : أن يقول الانسان قولا مغايرا للواقع أو يأتي بعمل مناقض لموازين الشريعه ) ويقصد بموازين الشريعه دين الشيعه كشف الأسرار 147
بل من ترك التقية عندهم يخرج من الأسلام !
ولا يحل للشيعي ( الموالي ) أن يترك التقيه حتى يخرج مهديهم الخرافه ! القابع في سرداب سامراء منذ اكثر من 1200هـ
ثانيا=الحمد لله انك اعترفت اننا نولي طاعةالحاكم اهتماما كبيرا واننا لسنا على مذهب الخروج عليه
والحمد لله رب العالمين وهذا ما اوصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يكون بعدي أئمة ، لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس. قلت : كيف أصنع إن أدركت ذلك ؟ قال : تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك ) رواه مسلم .
ثالثا =كذبات ابراهيم في ورد من طريق الشيعة
روى بشر بن مفضل عن عوف عن الحسن قال : " بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال ان ابراهيم عليه السلام ما كذب متعمدا قط إلا ثلاث مرات كلهن يجادل بهن عن دينه قوله اني سقيم ، وإنما تمارض عليهم لان القوم خرجوا من قريتهم لعيدهم وتخلف هو ليفعل بآلهتهم ما فعل . وقوله بل فعله كبيرهم ، وقوله لسارة انها اختي لجبار من الجبابرة لما أراد اخذها
++++
وكذلك ورد
عن خثيمة الجعفي قال: كنت عند جعفر بن محمد (ع) أنا ومفضل ابن عمر ليلا ليس
عنده أحد غيرنا ، فقال له مفضل الجعفي : جعلت فداك حدثنا حديثا نسر به ، قال نعم إذا كان يوم القيامة حشر الله الخلائق في صعيد واحد -إلى أن قال - فيقفون حتى يلجمهم العرق فيقولون : ليت الله يحكم بيننا ولو إلى النار- إلى أن قال- ثم يأتون آدم فيقولون : أنت أبونا وأنت نبي فاسأل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار، فيقول آدم : لست بصاحبكم . خلقني ربي بيده وحملني على عرشه ، اسجد لي ملائكته . ثم أمرني فعصيته ، ولكني أدلكم على ابني الصديق الذي مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم ، كلما كذبوا اشتد تصديقه نوح قال فيأتون نوحاً فيقولون : سل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار، قال: فيقول : لست بصاحبكم ، إني قلت : إن ابني من أهلي ، ولكني أدلكم على من اتخذه الله خليلا في دار الدنيا ، أيتوا ابراهيم ، قال: فيأتون ابراهيم فيقول : لست بصاحبكم، إني قلت: إني سقيم ولكني أدلكم على من كلم الله تكليما موسى قال : فيأتون موسى فيقولون له، فيقول : لست بصاحبكم إني قتلت نفسا ولكني أدلكم على من كان يخلق بأذن الله ويبرئ الأكمة والأبرص بأذن الله عيسى فيأتون فيقول: لست بصاحبكم، ولكني أدلكم على من بشرتكم به في دار الدنيا أحمد ثم قال أبوعبدالله (ع): - إلى أن قال - فيأتونه، ثم قال: فيقولون يا محمد سل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار، قال: فيقول : نعم أنا صاحبكم- إلى أن قال- فاذا نظرت إلى ربي مجدته تمجيدا .....ثم أخر ساجدا فيقول : يا محمد ارفع رأسك واشفع تشفع وسل تعط.
البحار باب الشفاعة,العياشي
==========================
الحديث من طريق اهل السنة والجماعة
وأخرج أبو داود والترمذي وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم يكذب إبراهيم في شيء قط إلا في ثلاث كلهن في الله: قوله إني سقيم ولم يكن سقيما، وقوله لسارة أختي، وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا} ".
وأخرج أبو يعلى عن أبي سعيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي الناس إبراهيم فيقولون له: اشفع لنا إلى ربك. فيقول: إني كذبت ثلاث كذبات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما منها كذبة إلا ما حل بها عن دين الله، قوله: (إني سقيم) (الصافات، آية 89) وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا} وقوله لسارة أنها أختي".
لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات. وهذا النوع من الكذب هو من أقل أنواع الكذب شأنا ويسمى بالمعارض. وقد جاء في الأثر « إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب» (رواه البيهقي موقوفا على عمر بسند جيد وهو سنده مرفوعا إلى النبي e كما أشار إليه العلامة الألباني في سلسته الضعيفة ح رقم 1094).
ومع هذا فقد بلغ من تقوى نبينا إبراهيم أنه يتذكر هذه المعاريض يوم الموقف وهذا هو الشأن في تعظيم العمل مهما كان صغيرا.
وهذا الكذب لا يعد شيئا وليس حراما لا سيما إذا قارناه بمفسدة تعرض زوج إبراهيم للزنى بها من قبل النمرود.
أو كان ينبغي على إبراهيم عند الرافضة التسليم للنمرود أن يزني بزوجته؟ أوليس دفع أعظم المفسدتين بارتكاب أدناها مقرر عند العقلاء بل في دين الله؟
أو كان ينبغي على إبراهيم أن يشارك قومه في عبادة الأوثان صيانة لنفسه من الكذب؟
أو كان ينبغي على إبراهيم أن لا يظهر عجز الأصنام ولا يقيم الحجة على قومه صيانة من الكذب الذي هو من المعارض؟
وهذه كلها مذكورة في القرآن فلماذا لا تعترضون على القرآن؟
ومثلها قول يوسف (أيتها العير إنكم لسارقون) أليس هذا من الكذب؟
جل ما عندكم من مخالفة ذلك هو منعكم تسميتها كذبا. وليس هذا التبرير كافيا في إقناع غير المسلم. فماذا تقولون له في شأن يوسف وقد قال (أيتها العير إنكم لسارقون) وهم لم يكونوا قد سرقوا؟ هل عندكم إلا تبريرات لا قيمة لها؟ ولهذا لم يجد الخوئي بدا من التصريح بنوع من الكذب للمصلحة. فقد وصف الخوئي قول إبراهيم (إني سقيم) وقول يوسف (أيتها العير إنكم لسارقون) بأنه من الأكاذيب الجائزة (مصباح الفقاهة1/401).
فلماذ التهويل والتشنيع على ما أجازه شيخكم الأعظم الخوئي.
وإبراهيم تبرأ من الشرك وقال (إني سقيم) تخلصا من الشرك حين دعاه قومه إليه. وأنتم تخالفون إبراهيم في توحيده. وهو الذي قال لقومه وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي. فتخالفونه وتدعون مع ربكم مخلوقين سويتموهم بالخالق وسلبتم أسماءه الحسنى منه وأهديتموها لأئمتكم. فكيف تستعظمون الكذب بينما تتساهلون في الشرك؟
ولا يليق بمن جعل التقية أصلا في دينه أن يستنكر الكذب الذي وقع لسبب وضرورة. فإن التقية في القرآن رخصة عند الاضطرار، بينما هي عندكم مستعملة في السراء والضراء. فقد جاء في الكافي أن رجلاً رأى رؤيا، فدخل على جعفر الصادق يخبره بها وكان عنده أبو حنيفة، فأومأ إلى أبي حنيفة ليعبرها له. فلما فعل، قال جعفر الصادق « أصبت والله يا أبا حنيفة » فلما خرج أبو حنيفة قال الرجل لجعفر الصادق: لقد كرهت تفسير هذا الناصب! قال جعفر « ليس التفسير كما فسر. قال له الرجل: لكنك تقول له:« أصبت » وتحلف على ذلك وهو مخطئ؟ قال جعفر: نعم حلفت عليه أنه أصاب الخطأ »(الكافي الروضة 292:
.
كتاب البرهان في تبرئة ابي هريرة من البهتان
عبدالله الناصر
رد مع اقتباس
ديار
مشاهدة ملفه الشخصي
قديم 24-01-09, 07:21 AM رقم المشاركة : 2
ديار
موقوف
ديار غير متصل
ديار is on a distinguished road
ما يروى عن إبراهيم من الكذب
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات . ثنتين منهن في ذات الله . قوله ( إني سقيم ) وقوله ( بل فعله كبيرهم هذا ) " قال " وبينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبار من الجبابرة فقيل له : إن هذا رجل معه امرأة من أحسن الناس . فأرسل إليه فسأله عنها . فقال : من هذه ؟ قال : أختي . فأتى سارة فقال : يا سارة ليس على وجه الأرض مسلم غيري وغيرك . وإن هذا سألني عنك فأخبرته أنك أختي . فلا تكذبيني . فأرسل إليها . فلما دخلت عليه ذهب ليتناولها بيديه . فأخذ فقال : إدعي الله لي ولا أضرك . فدعت الله فأطلق . ثم تناولها الثانية ، فأخذ مثلها وأشد . فقال : إدعي الله لي ولا أضرك . فدعت الله فأطلق . فدعا بعض حجبته فقال : إنك لم تأتي بإنسان إنما أتيتني بشيطان . فأخدمها هاجر . فأتته وهو يصلي . فأومأ بيده : مهيم ؟ قالت : رد الله كيد الكافر في نحره ، وأخدم هاجر " رواه البخاري . ورواه مسلم بسياق آخر مخالف لهذا السياق بعض المخالفة . والحديث صحيح الإسناد لا مغمز فيه . موافق لما في القرآن الكريم . مفسر لما ذكر عن إبراهيم عليه السلام فيه .
-85-
وقد كذب الحديث جماعة ، واعتلوا بعلل ضعيفة :
قالوا أولاً ـ هذا خلاف قول الله تعالى في إبراهيم من سورة مريم ( واذكر في الكتاب إنه كان صديقاً نبياً ) قالوا والصديق هو الذي لا يكذب .
وقالوا ثانياً ـ لا بد أن يكون الرسول معصوما من الكذب . ولو جاز عليه الكذب لما وثق بشيء من قوله . وهذا خلاف الإجماع وخلاف الدين .
قالوا ثالثاً ـ إن الأمور المذكورة عنه عليه السلام ليست من مادة الكذب ، ولا مما يصدق عليه تعريفه . إن هي إلا معاريض . وفي المعاريض مندوحة عن الكذب . فالحديث الذي يقول إنها كذب لا يكون صحيحاً لمخالفته اللغة والواقع .
وقالوا رابعاً ـ إذا كان مثل ذلك يسمى معاريض , ويسمى كذباً ، فلماذا اختار رسول الله في حق خليل الله أبشع اللفظين ؟! ولماذا لم يقل أحسنهما ؟! ولماذا لم يسمه معاريض ؟! .
هذه هي شبهتهم التي كذبوا الحديث لأجلها .
ونحن نقول في جواب هذه الشبهات :
أما الأولى ، وهي أنه صديقاً نبياً . فلا ريب أن مغزى الآية هو الثناء على إبراهيم بفضيلة الصدق . بيد أن الصدق صدقان : صدق ممدوح وآخر مذموم . كما أن الكذب كذبان : كذب ممدوح وآخر مذموم . وقد يجب الكذب أحياناً ، كما يحرم الصدق أحياناً . وقد يزم الصادق تارة ، كما يحمد الكاذب أخرى . فالممدوح من الكذب هو ما كان فيه مصلحة دينية ، أو دفع مظلمة ، أو فساد . والمذموم من الصدق هو ما جلب أحد هذه المفاسد أو كلها . فلو سألك ظالم عن إنسان يريد أن يقتله ظلماً ، وكان يترتب على أن تصدقه قتله ، لوجب عليك أن تكذبه ، ولحرم عليك صدقه . ولو كان في منزل أحدنا أحد أنبياء الله ، فجاء من يريد إيذاءه ، أو قتله لوجب علينا ألا نخبر بوجوده ، ولكان الكذب فضيلة ، والصدق هو الجريمة . ولو سألك عدو للمسلمين عن موطن ضعفهم ، وعن مقتلهم ، لما جاز لك أن تخبره الخبر على وجهه وللزم التضليل لذلك العدو . ولو كان يترتب على كذب المصريين جميعاً أن يخرج الإنجليز من مصر ، وأن يستقلوا في بلادهم ، لكان كذب المصريين كافة من الواجبات المقدسة الدينية والوطنية . ولو رأيت من يريد الفجور بامرأة ، وكنت قادراً على دفع الفجور بالكذب ، للزم أن تكذب .
-86-
وبالإجمال فكل كذب يجلب مصالح عامة للدين ، أو للوطن ، فهو من الفضائل . وكل صدق يجلب فساداً أو عدواناً للدين أو الوطن فهو من الرذائل . وسر الكذب أنه ليس مذموماً لأنه مؤلف من " ك . ذ . ب " وأن الصدق ليس ممدوحاً لأنه مركب من " ص . د . ق " بل مدحهما وذمهما لما يثمرانه من فساد وصلاح . وقد كان رسول الله عليه السلام يورى في حروبه ، ويقول " الحرب خدعة " وكان يجوز لأصحابه أن يكذبوا ، وأن يقولوا فيه وفي دينه ما تدعو إليه الحاجة إذا أراد المكنة من أعداء الإسلام ، وصناديد الضلال الذين وقفوا في طريق دعوته ، وخانوا عهوده , ونقضوا مواثيقه ، وأسرفوا في التأليب عليه وعلى دينه . كما أباح لمحمد بن مسلمة أن يقول ما شاء في قتله كعب بن الأشرف اليهودي الذي آذى الله ورسوله ، وأخذ يدعو العرب وغيرهم لحرب الإسلام وحرب المسلمين بما أوتي من جاه ومال . وقد كان رسول الله عليه السلام راكباً مع أبي بكر رضي الله عنه في سفر الهجرة ، فكان الناس يعرفون أبا بكر يجهلون رسول الله . فكانوا يسألون أبا بكر من هذا الذي معك ؟ فيقول " هذا هاد يهديني السبيل " فيفهمون أنه يريد الطريق . وهو يريد السبيل إلى الله . وقد صح في مسلم عن رسول الله عليه السلام أنه قال : " ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويقول خيراً وينمي خيراً " وفيه أيضاً عنه أنه لم يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث : في الحرب ، والإصلاح بين الناس ، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها .
إذا كان الصدق منه الممدوح والمذموم لم يمكن أن يمدح إبراهيم عليه السلام بالصدق المذموم البتة . الآية تريد مدحه الريب . فلا تعارض بين الحديث بين هذه الآية كما ترى . وهذه الكذبات المذكورة هي من الكذب الممدوح المباح الذي قد دفع عدوان المعتدي ، وفيه حفظ عرض من أشرف الأعراض وخذلان كافر من أظلم الظالمين . ولهذا يقول إنها في ذات الله . فالآية في شط والحديث في آخر .
ثم إننا إذا أردنا أن نفهم قوله ( صديقاً ) من حيث ما يدل الوضع العربي لم يدل على ما قالوه . فإن " الصديق " هو كثير الصدق مبالغة في " صادق " وليس معناه المعصوم الذي لا يكذب .
وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عبدالله بن مسعود عن رسول الله غليه
-87-
السلام أنه قال : " لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ، ولا يزال يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً " فهل معناه أنه يكون معصوماً من الكذب ، او من الصدق . وأمثال ذلك في لسان العرب . فمثلاً " الطيِّع " هو كثير الطاعة مبالغة في " طائع " وليس معناه الذي لا يعصي أبداً . وكذا " الكذاب " وهو كثير الكذب و ليس هو الذ لا يصدق . هذا عن الشبهة الأولى .
وأما الشبهة الثانية ، وهي أنه لو كذب لما وثق بشيء من قوله فيقال نحن : لا نجوز عليه الكذب المذموم الممنوع ، ولا الكذب في الوحي والتبليغ فيلزم ما قالوا . وإنما نجوز من ذلك مثل ما في هذا الحديث وهو الكذب الذي فيه دفاع عن الفضائل والآداب والأعراض والدماء من غير أن يكون منه شيء في التبليغ فليس بلازم ما ذكروه .
وهذا كما نعلم أنه جائز لكل مسلم أن يكذب إذا كان في كذبه مصلحة عامة راجحة على صدقه ، أو كان فيه دفع عدوان عن عرض أو دين أو فضيلة كما أسلفنا . وهذا لا يسلب جميع المسلمين العدالة وصفة الأمانة .
وأيضاً قد قامت البراهين على أن الأنبياء عليهم السلام معصومون في التبليغ والوحي ، ولا يطعن في عصمتهم ما ذكرنا . وكل شيء يجب أن يكون موجوداً إذا وجد برهانه . وبرهان عصمة الأنبياء موجود مطلقاً فيجب أن تكون لهم العصمة مطلقاً . وهذا قول لا يرد ، إلا أن يزعم المخالف أنه ليس له برهان على عصمتهم إلا إذا كذب هذا الحديث ومافي معناه . وهو غير ممكن أن يقوله .
وأيضاً هذه الشبهة لاحقة النسيان والخطأ في الاجتهاد . وقد يخطئون فيما اجتهدوا فيه ـ لكن لا يقرون على الخطأ ـ لا فيما قالوه وحياً عن الله . فما كان جوابا عن النسيان والاجتهاد كان جواباً عن هذا الحديث سواء . هذه الشبهة الثانية .
وأما الشبهة الثالثة ، وهي أن الأشياء المذكورة عن إبراهيم معـاريض وليست من الكذب . فيقال : هذا أمر راجع إلى اللغة ، لا إلى النظر والعقل ، ولا ريب أن المعاريض تسمى كذبا . فإن المتكلم المخبر يعنى بكلامه معنى في نفسه ، ويريد أن يفهم من يخبره معنى . فإن كان الواقع مخالفا لما يريد أن يفهمه المخبر السامع ، فهذا هو الكذب المحض البريء من
-88-
الصدق ، وإن كان مخالفاً لما يريد أن يفهم السامع فقط فهو كذب من جهة التفهيم ، صدق من جهة ما يعنيه. فهو كذب من جهة، صدق من جهة أخرى وهذا ما يسمى بالمعاريض في اللغة .
ولا ريب أنه لو سأل سائل عم إنسان معك فقال لك : من هذا ؟ فقلت : هذا أخي . وأنت تريد أن تفهمه أنه أخوك من النسب ، وفهم أنه كذلك ، وهو في الواقع بعيد النسب عنك ، وإنما أردت أخوة الإسلام ، لكنت كاذبا ، ولشمل قولك هذا تعريف الكذب . ولو كان عليك لأحد دين ، فطالبك ، فقلت ليس عليَّ له شيء ، وأقسمت على ذلك ، لكنت كاذباً آثماً وإن كنت تعني معنى آخر في نفسك صدقا . وكذا أمثال ذلك في الكلام . وأقوال إبراهيم عليه السلام هي من هذا القسم . ومن الإسراف الذي لا يرضاه الله أن نرد الأخبار الثابتة في الاختلاف على موضوع لغوي لم يتثبت منه .
وأيضاً الذي يبدو من القرآن أن هذه الأقوال منه عليه السلام كذب محض في ذات الله ، لإذلال الكفر والضلال ، وليست من المعاريض ، ولا سيما قوله ( بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون ) والتآويل التي يحملونها هذه الآية لا تصح . وذلك كما كان بعضهم يقف في القراءة على قوله ( بل فعله ) ويبتدئ بقوله ( كبيرهم هذا ) ولا يريد أن يكون ( كبيرهم ) هو الفاعل . ويجعل ( كبيرهم هذا ) مبتدأ وخبراً . وهذا ضرب من الألغاز والتعمية لا يوجد في كلام من يريد أن يفهم مراده . وكما يقول فريق : إن قوله ( بل فعله ) مشروط بقوله ( إن كانوا ينطقون ) أي فهم لا ينطقون ، فهو لم يفعله . وهذان القولان مبنيان على أن إبراهيم كان عربي اللسان . وما كان كذلك . ومراد إبراهيم عليه السلام بقوله هذا أن يوبخهم ، وأن يفند آراءهم ، وأن ينبههم إلى غلطهم وضلالهم بأسلوب لا يضطرهم إلى الانجفال منه . لأنه إذا قال : إن الذي كسر الأصنام هو الصنم الكبير عرفوا أنه لا يمكن الصنم أن يكسر شيئا ، ولا أن يفعل شيئا . وعرفوا أنهم على ضلال في عبادتهم هذه الأصنام حاسبين أنها تقضي لهم شيئا ، وتدفع عنهم شيئا ، وعرفوا أن الدعوى بأن كبيرهم هو الذي كسرها لا تقبل ، وعرفوا أن زعمهم فيها ما يزعمون كذلك لا يقبل ، فنتج المطلوب الذي كان يقصده عليه السلام ، وهو أن يعرفوا في أنفسهم أنهم في ضلال مبين ، وأن أصنامهم ليس لها أن تفعل ، ولا أن تعبد ، ولا أن ترجى . وهذا من محكم الرد على المخالف وحكيمه . ولقد أخذ هذا الرد مجراه ، وبلغ من
-89-
أنفسهم ما أراده عليه السلام فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا ( انكم انتم الظالمون ) ولكن العناد سحبهم بعد إلى ضلالهم وإلى مشاكسة الحق بعد عرفانه . وهذا شأن كثير ممن أضله الله قديماً وحديثاً ( ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ) .
وقد جاء في صحيح مسلم في حديث الشفاعة أن أحد كذباته عليه السلام هي قوله للشمس والقمر والكوكب ( هذا ربي ) من سورة الأنعام . ولم يذكر قصة الجبار . وهذا ظاهر في أنه أراد الكذب الصريح في ذات الله . وما يذكره بعض الناس في الآية من التقدير " أهذا ربي ؟ " على أن هناك استفهاماً حذف فهو ضعيف جداً من جهة اللغة ومن جهة سياق الآية نفسها . وقوم إبراهيم كانوا يعبدون الشمس والقمر والنجوم، فأراد عليه السلام أن يستدرجهم ، وأن يبطل ما يذهبون إليه بطريقة خفيفة لطيفة لا يهربون منها ، ولا ينكرونها ، فيدعى لهم أولا أنه منهم ، وأنه على رأيهم ليستأنسوا به وبما يقول ، وليستمعوا إليه ثم يرجع على عقيدتهم بالإبطال تدريجياً شيئاً فشيئاً ، فيبطل أولا إلوهية الكوكب لما يشاهده هو وهم فيه من أمارات التسخير و التصريف الاضطراري لمصرف قاهر فوقه . وذلك أنه مسوق ومقود إلى جهة معينة ، في مواعيد معينة ، في سرعة معينة ، لا يعدوها ولا يقدر أن يعدوها . وهذا ظاهر عليه وعلى سائر ما نرى من المخلوقات . والإله لا يكون مسخراً مذللا مقهوراً . وهذا معنى ( لا أحب الآفلين ) ثم يفعل ذلك في جميع معبوداتهم حتى الشمس التي هي أعظم ما يرى وأجمله وأضواؤه بذلك البرهان العجيب وهو ما يشاهد فيها من الضعف والسير البريء من الاختيار الذي لا يمكن أن تخرج عنه ومن نظر إلى الشمس وإلى سيرها بل إلى الأفلاك كلها علم ضرورة أنها مصرّفة مسوقة بلا اختيار وأنها تسبح في أفلاكها سبوحاً قهرياً ليس لها فيه إرادة . وإلى هذا الإشارة بقوله ( لا أحب الآفلين ) .
ولو أن إبراهيم بدأهم بالإنكار والتجهيل . أو لو أنه أنكر آلهتهم مرة واحدة ، وجمعها في كلمة الإنكار ، لما كان لقوله أن يبلغ من أنفسهم ما بلغ ، ولما كان له أن يظهر عليهم كما ظهر . ولهذا أعظم القرآن طريقة إبراهيم هذه . وقال في خاتمة الآيات ( وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم ) فيا ليت من يدعون إلى الله وإلى الإصلاح الديني أو الوطني يقتبسون شيئاً من طريقة أنبياء الله ، ويسلكون ما يسلكون في
-90-
دعوتهم . وأما قوله ( إني سقيم ) من الصافات فنحن نذكر القصة من أولها ليفهم مغزاها .
( وإن شيعته لإبراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون أئفكا آلهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم فتولوا عنه مدبرين فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون مالكم لا تنطقون فراغ عليهم ضرباً باليمين وأقبلوا إليه يزفون قال أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعلمون قالوا ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم فأرادوا به كيداً فجعلناه هم الأسفلين ) .
والذي يبدو من سياق الآيات أنه كان هو وهم في مكان واحد لدى أصنامهم ولعل ذلك كان لعبادتهم . وأنه اليوم الذي يخرجون إليها ليرفعوا لها النذور والتعظيم والعبادة كما يفعله أمثالهم اليوم في بلادنا هذه في الأولياء والصالحين ، وإن قوله ( فنظر نظرة في النجوم ) هي النظرة المذكورة في سورة الأنعام التي رأى فيها الكوكب والقمر والشمس ، وأبطل إلوهيتها . ثم إنهم بعد ذلك الموقف وذلك الحجاج أرادوا الرجوع إلى مساكنهم ، والإنفضاض من حول أصنامهم . وكان إبراهيم قد صمم في نفسه على أن يحطم أصنامهم ، وأن يصيرها جذاذاً إذا رجعوا وخلفوه ، فأراد أن يتخلف عنهم ، فقال لهم : إنني لا أقدر على القفول لأني مريض فلا أبرح مكاني هذا . فلما ذهبوا وتركوه راغ إلى أصنامهم فأعمل فيها معول الحق فحطمها تحطيما وصيرها هباءاً إلا أكبرها ليتهمه بما فعل . ثم إنهم علموا بما فعل ، فجاءوا إليه مسرعين محنقين ، فطفق يجادلهم ويحاجهم ، فما قبلوا منه حجة ولا برهاناً ، وما كان لديهم ، وما كانت حجتهم إلا أن أججوا له ناراً وقذفوه فيها ، وهذه هي حجة المبطلين دائماً في السابق واللاحق ، في الأولين والآخرين . فجعلها الله عليه برداً وسلاماً ونجاه مما أرادوا به ، وجعلهم هم الأخسرين . وكذلك العاقبة تكون أبداً للمتقين والفوز للصابرين .
هذا هو ظاهر الآيات ومن القصة من غير أن نراجع تفسيراً أو أن نسمع كلاماً فيها من أحد . فقوله ( إني سقيم ) كذب في ذات الله ، كما قال رسول الله عليه السلام ، وكما ظهر من الآيات . هذا عن الشبهة الثالثة .
وأما الشبهة الرابعة ، وهي قولهم : لماذا اختار أبشع اللفظين ؟ فيقال : إن قوله " كذب في ذات الله " ليس فيه بشاعة ، وإنما يكون بشعاً لو قال " كذب " وسكت . أما إذا ذكر أن
-91-
الكذب كان في ذات الله، ولأجل الله ورضوانه فما فيه شيء، وليس بحرام . بل قد يكون جائزا ، وقد يكون واجباً إذا ما كان الصدق فيه فساد في الأرض أو خذلان لحق كما قدمنا . وكيف يكون الواجب بشعاً ، وكيف لا يكون التحديث عنه جائزاً لا شيء فيه .
وأيضاً إن مثل هذه العبارة ضرب من ضروب المدح والثناء ، ضرب من الإطراء . فإذا قيل : لم يكن من فلان في حياته كلها كذب ـ لا في هزل ولا في جد ـ إلا في ثلاث كذبات كان ذلك القول في أقصى عبارات المدح . وهذا كما يقال " كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه " ، فحصر عيب الإنسان لا يكون عيباً . فإذا قيل : لم يعص فلان إلا مرتين في حياته كان هذا القول مديحاً قطعاً . وليس معناه أن الكذب نفسه ممدوح ، ولكن المدح يؤخذ من العبارة كلها .
وأيضاً قد ذكر القرآن في حق الأنبياء عبارات قد تكون مثل نسبة الكذب إلى إبراهيم وقد تكون أشد . فقال في خاتمهم ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) وقال ( واستغفر لذنبك ) وقال في آدم ( وعصى آدم ربه فغوى ) وقال ( وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب فغفرنا له ذلك ) وهذا في القرآن غالب .
وحينئذٍ يقال : هذه الكلمات إما أتكون على ظاهرها ، وأنه وقع منهم ذنوب ، فلتكن كذبات إبراهيم منها ولتكن من الذنوب الجائزة في حق الأنبياء . وإما ألا تكون على ظاهرها ، وأنهم ليست لهم ذنوب في الحقيقة ، وتلك الآيات مذهوب بها عن ظاهرها . فيقال : إذاً لماذا اختار هذا التعبير البشع الذي يوهم النقصان ؟ ولماذا لم يأت بالعبارات البعيدة عن ذلك ؟ وهذا السؤال في الآيات كالسؤال في الحديث . فما كان جواباً عن الآيات كان جواباً عن الحديث .
==========
* حديث أن نبي الله إبراهيم كذب ثلاث كذبات جوابه : أن إبراهيم عليه السلام قال قولا يعتقده السامع كذبا لكنه إذا حقق لم يكن كذبا لأنه من باب المعاريض المحتملة للأمرين فليس بكذب محض، فقوله: (إني سقيم) يحتمل أن يكون أراد أني سقيم أي سأسقم واسم الفاعل يستعمل بمعنى المستقبل كثيرا، ويحتمل أنه أراد أني سقيم بما قدر علي من الموت أو سقيم الحجة على الخروج معكم، وقوله: (بل فعله كبيرهم) قال القرطبي هذا قاله تمهيدا للاستدلال على أن الأصنام ليست بآلهة وقطعا لقومه في قولهم إنها تضر وتنفع، وهذا الاستدلال يتجوز فيه الشرط المتصل، ولهذا أردف قوله: (بل فعله كبيرهم) بقوله: (فاسألوهم إن كانوا ينطقون) قال ابن قتيبة معناه إن كانوا ينطقون فقد فعله كبيرهم هذا، فالحاصل أنه مشترط بقوله: (إن كانوا ينطقون) أو أنه أسند إليه ذلك لكونه السبب , وقوله "هذه أختي " يعتذر عته بأن مراده أنها أخته في الإسلام كما سيأتي واضحا، قال ابن عقيل: دلالة العقل تصرف ظاهر إطلاق الكذب على إبراهيم، وذلك أن العقل قطع بأن الرسول ينبغي أن يكون موثوقا به ليعلم صدق ما جاء به عن الله، ولا ثقة مع تجويز الكلاب عليه، فكيف مع وجود الكذب منه، إنما أطلق عليه ذلك لكونه بصورة الكذب عند السامع، وعلى تقديره فلم يصدر ذلك من إبراهيم عليه السلام - يعني إطلاق الكذب على ذلك - إلا في حال شدة الخوف لعلو مقامه، وإلا فالكذب المحض في مثل تلك المقامات يجوز، وقد يجب لتحمل أخف الضررين دفعا لأعظمهما، وأما تسميته إياها كذبات فلا يريد أنها تذم، فإن الكذب وإن كان قبيحا مخلا لكنه قد يحسن في مواضع وهذا منها. وقد وقع في رواية هشام بن حسان " إن إبراهيم لم يكذب قط إلا ثلاث كذبات كل ذلك في ذات الله "