يكف الشيعة عن القول بأن الله قد
اثبت ولاية علي ابن أبي طالب في القرآن، فأثبت أحقيته في الخلافة بعد رسول الله، واستندوا في
دعواهم هذه على حكاية طريفة مختصرها يقول:
ذات يوم، كان علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قائم يصلي في المسجد، وبينما هو راكع، تقدم
منه فقير وطلب منه مالا، فما كان من علي إلا أن نزع خاتمه من أصبعه، ثم مد يده إلى الفقير،
فالتقط الفقير الخاتم من إصبع علي ثم مضى، فنزل قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ
آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ). وعلى هذه الحكاية المزعومة، بنى
السبئيون عقيدة دينية كاملة توارثوها جيلا بعد جيل، بأنه بموجب هذه الآية، عهد الله لعلي ابن أبي
طالب بالخلافة بعد رسول الله.
فدعونا نحقق في هذه الحكاية، ونضعها في ميزان الشرع والعقل لنقف على مدى صحتها، ليكون
الحكم في هذه المسألة للدليل الشرعي والعقلي وليس للأهواء والآراء.
من المعلوم أن إشغال المصلي عن صلاته، هو أصلا عمل محرم شرعا، إذ أنه من أعمال
الشيطان ليلهي المسلم عن صلاته، فيجعله لا يدري أصلى ثلاثا أم أربع. والتكلم مع المصلي
إشغال له عن صلاته، وقد أجاز الشرع حالتين فقط للتكلم مع المصلي:
- تنبيهه إلى خطر يقترب منه.
- تنبيهه إلى خطأ ارتكبه في الصلاة.
واستنادا إلى هذا الحكم الشرعي...
فإن الفقير المزعوم الذي كلم عليا وهو راكع، لن تخرج حقيقته عن حالتين اثنتين لا ثالث لهما:
- إما أن يكون شخص جاهل بفقه الصلاة...
- أو أنه شيطان مريد متلبس بشكل إنسي.
وفي كلا هذين الإحتمالين، نجد بأن علي ابن أبي طالب قد استجاب لطلب الفقير، وأعطاه خاتمه
وهو راكع يصلي...
وهنا، يكون عليا قد ارتكب المخالفات الشرعية التالية:
فإن كان الفقير جاهل بفقه الصلاة...
فقد توجب على علي أن يتجاهله، وعندما يفرغ من صلاته، يناديه ثم ينبهه إلى الخطا الذي ارتكبه،
ثم يعطيه مالا إذا شاء. ولكنه بدلا من ذلك، استجاب له وأعطاه خاتمه.
أنه خالف قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ)، فقد ارتكب عليا في صلاته عملا ليس فيه
ضرورة شرعية، وهو إخراج الزكاة أثناء الصلاة، فأضاع بذلك خشوعه في الصلاة.
أما إن كان الفقير شيطان متلبس بشكل آدمي...
فإن السبئيون يؤمنون بأن علي يعلم الغيب، وبالتالي، فإنه ةقديم علي للزكاة لجني شيطان عمل
باطل شرعا، إذ أن الزكاة على الكافر لا تجوز.
وسواءا أكان الفقير آدمي جاهل، أم شيطان متلبس بشكل آدمي شحاذ، فإن السبئيون بتصايحهم
بهذه الحكاية، يكونون قد أسقطوا عن علي ابن أبي طالب الإمامة والعصمة، إذ أن من شروط
الإمامة العلم بالدين، وقد ثبت من هذه الحكاية أن عليا قد كان جاهلا بأمور الدين، ومن كان يجهل
الدين، فقد سقطت عنه الإمامة والعصمة والولاية.
نسأل الله السلامة والعافية.