مبارك اتصل بملك السعودية ورئيس دولة الإمارات زاعما أن واشنطن دبرت انقلابا ضده ، و مسؤولون في سويسرا وبريطانيا وفرنسا تواطأوا مع عمر سليمان في إحضار مسؤولين مصرفيين من عطلتهم الأسبوعية لتأمين عملية التهريب!؟
كشفت مسؤولة مصرفية في فرع بنك هابوعاليم الإسرائيلي في سويسرا عن تفاصيل مثيرة ، وغير مألوفة في عالم المصارف ، تتعلق بعملية تهريب مليارات الدولارات التي نهبتها عائلة الرئيس المصري المخلوع قبل أن تطالها إجراءات النيابات العامة المالية في عدد من البلدان الأوربية. وأغرب ما في الأمر ، وفق المسؤولة الإسرائيلية ، هو أن عملية تهريب هذه الأموال من البنوك الأوربية إلى بنوك سعودية وإماراتية جرت ليلة السبت / الأحد الماضية ( 12 / 13 من الشهر الجاري) ، أي في الوقت التي كانت فيه البنوك مغلقة في جميع أنحاء أوربا خلال العطلة الأسبوعية ولا يوجد فيها أي موظف!
وبحسب المسؤولة المصرفية ، عانات ليفين ـ رئيسة شعبة " الخزانة الدولية" في الفرع المذكور، فإن الرئيس المصري المخلوع اتصل ليلة الجمعة الماضية ( 11 من الشهر الجاري) بالملك السعودي ( الذي يقضي فترة نقاهة بالمغرب) و برئيس دولة الإمارات العربية خليفة بن زايد وطلب منهما المساعدة على نقل أرصدة العائلة من البنوك السويسرية والبريطانية والفرنسية إلى البلدين المذكورين ليلة السبت / الأحد ، زاعما في اتصاليه مع الزعيمين العربيين أن " واشنطن دبرت انقلابا عسكريا ضدي مع قائد الجيش (المشير محمد حسين طنطاوي) ورئيس الأركان (سامي عنان) ، وهما على وشك اعتقالي إذا لم أتقدم باستقالتي رسميا". وقد جرى الاتصال في الوقت الذي كان فيه نائبه عمر سليمان في طريقه إلى مقر التلفزيون المصري لإعلان " تنحي الرئيس مبارك عن منصب رئيس الجمهورية". وعلى الفور ـ تتابع المسؤولة المصرفية ـ سارع الزعيمان العربيان إلى إصدار أوامر للجهات المعنية في بلديهما بجلب المسؤولين المصرفيين في بلديهما من بيوتهم إلى أماكن عملهم ليلا . وكان عمر سليمان ـ حسب المسؤولة ـ قد أجرى اتصالات مشابهة قبل ذلك مع مسؤولين أمنيين في بريطانيا وسويسرا وفرنسا ، مستفيدا من علاقاته الاستخبارية العريقة معهم طيلة سنوات طويلة من التنسيق والتعاون الأمني مع هذه الدول في مجال " مكافحة الإرهاب". وقد عمد هؤلاء ، بحكم نفوذهم ، إلى إحضار المسؤولين عن العمليات البنكية في مصارفهم إلى أماكن عملهم من بيوتهم أو أماكن قضاء عطلاتهم الأسبوعية لإدارة العملية عند منتصف ليلة السبت / الأحد. وعند الرابعة من صباح الأحد بتوقيت غرينتش ، كان قد جرى بالفعل تحويل ما لا يقل عن عشرين مليار دولار من أرصدة مبارك وعائلته إلى السعودية والإمارات . والأغرب من ذلك ـ تتابع المسؤولة ـ أن الأرصدة وضعت في عهدة الزعيمين العربيين وليس باسم أي من أفراد عائلة مبارك!
وتقول عانات ليفين إن تصريحات المسؤولين السويسريين والبريطانيين عن الاستعداد للتعاون مع السلطات المصرية في تتبع أرصدة عائلة مبارك " مجرد ذر للرماد في العيون وتدجيل على الرأي العام ، فهم يعرفون أن الأرصدة حولت كلها في الليلة المذكورة بمعرفتهم وتواطئهم ، وأن أي تحقيق تجريه النيابات العامة المالية في هذه الدول لن تعثر على دولار واحد "! وتقول عانات ليفين إن عمليات بيع ونقل ملكية " وهمية" جرت أيضا فيما يخص العقارات الثابتة التي تملكها عائلة مبارك في عواصم ومدن الدول المذكورة . وإذا كان الشعب المصري يريد فعلا استعادة أمواله المنهوبة ، فعليه أن يطرق أبواب الملك عبد الله والشيخ خليفة بن زايد وليس باب أي جهة أخرى!