جميلة انتظرتها بعد منتصف الليل
تلك التي طالما سمعت إسمها بكل مكان وكيف كل الناس يتكلمون عنها والتي قد حيرت عقولهم من جمالها فأحببت معرفتها فبحثت عنها أين أجدها فتعبت بالبحث حتى صادفت شيخ جليل قلت له ساخراً : أيها الشيخ قد سمعتكم تتكلمون عن شي حيرت عقولكم من جمالها تسهرونه معها ، ألا تستحي وأنت بهذا العمر ؟؟!
قال الشيخ : ولماذا استحي فأنا لم أتركها ليلة واحدة .
فقلت : أين أجدها حتى أرى هل تستحق كل هذا الإهتمام منك ومن غيرك فأرشدني إلى صفاتها . فقال :بعد أن تتبع هذا الوصف وتعمل به ستجدها وستأخد من جمالها ما تريد فهي كريمة على المقبل عليها .
في بداية الأمر لم أصدق فأخدت أبحث هذه الصفات فعرفت معلومات قليلة وما أعجبني من هذه المعلومات أنه وقت ملاقاتها بآخر الليل ففرحت لأنه هذا الوقت لا يوجد أحد ليراني من أهلي أو أصدقائي فاهتممت بالموضوع أكثر صرت أسأل هذا وذاك وكلٌ يقول لا أعرفها إذهب عني أيها الفاسق حتى وجدت شخصاً قال لي : أنا أعرفها فقلت أرجوك دلني عليها ولك ما تريد ولكن بشرط .
قلت : كل شرطك مقبول .
قال : أسمع ما سأقوله أولاً .
قالت : نعم أسمع .قال : أولا سأطرح على أهلها هل يقبلون أن تراك وتسهر معها الليل كله أم لا .
فتعجبت تسهر معي وبأذن أهلها ؟؟!! وافقت وأنا خائف ومتردد .
وارتعبت عندما علمت أنه سيعرض على أهلها أن تبقى معي في آخر الليل فصرت طول تلك الليلة أفكر وأنتظر إجابة هذا الرجل وأنا خائف من عواقب ما أقبلت عليه .
فجاء الرجل في اليوم التالي ورأى أني خائف فقال لا تخف إن أهلها فرحوا أشد الفرح عندما عرفوا أنك ستبقى معها بآخر الليل وهذه رسالة قد كتبها أهلها لك حتى تعرف مكانها وصفاتها فإذا أتى الليل إفتح الرسالة كي تقبل لتراها وتستأنس بها .
صرت أقلب الرسالة واشمها وانا غير مصدق لما يجري من حولي بنت وجميلة وأجلس معها لوحدي بآخر الليل وبأذن أهلها هذا شيء لا يصدق أبداً
شيء أدهشني وأفرحني أيضاً .
انتظرت الليل حتى ناموا جميع أهلي فقمت واغتسلت حتى أقابلها بطهارة ونظافة ورائحة عطرة .
وبعدها أتيت لأفتح الرسالة وأنا فرح جداً فتحتها واذا بها :
نص الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا )
وعن الإمام الصادق صلوات الله عليه: (صلاة الليل تحسّن الوجه وتحسّن الخلق وتطيّب الريح وتدرّ الرزق وتقضي الدَين وتذهب بالهمّ وتجلو البصر)
هذا ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
****************
تعجبت من المكتوب وفي اليوم التالي ذهبت لذلك الرجل وقلت له : أيها الرجل ربما أخطات الرسالة فهذه الرسالة ليست لي ربما أعطوك إياها بالخطأ
فتبسم وقال لم يخطئوا أنها لك .
قلت : ألم تقل أنهم أرسلوا لي رسالة يدلوني عنها أين ومتى القاها ! فقرأت هذه الرسالة ولم أجد ما يدلني عليها هل تسخر مني !
قال : بل كتب لك أهلها ما يدلك عليها ولكنك ربما لم تنتبه للمكتوب
فقرأ قوله تعالى ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ..)
قلت : ماذا تقصد أيها الرجل ؟
فقال لي : أنت عن ماذا تبحث .
قلت : أبحث عن شيء سمعت الناس يتكلمون عنه وأظنها بنت جميلة فأحببت أن أراها بآخر الليل وأسهر معها فهم دائماً يقولون أنهم يستأنسون بها آخر الليل و يسهرون معها فأنا أريد أن أصنع مثلهم .
فضحك وقال : ليس كما تتصور أخي فمن سمعتهم يتكلمون لا يسهرون مع ما كنت تعتقد .
قلت : إذن مع من يسهرون ويصفونها بأنها جميلة .
قال : تلك ما كتبه لك أهلها بالرسالة .
قلت : ما بهذه الرسالة ومن أهلها الذين أتيت بها منهم
قال : تلك صلاة الليل وهم أهلها أهل الصلاح والتقوى
هم أهل صلاة الليل ملتزمين بها .
**************
نعم صلاة الليل تلك الصلاة الروحية التي يستأنسون بها في آخر الليل تلك التي تحسّن الوجه وتحسّن الخلق وتطيّب الريح وتدرّ الرزق وتقضي الدَين وتذهب بالهمّ كما قال الإمام سلام الله عليه .
فتركت هذا الرجل ورجعت الى بيتي خاسراً تلك التي بمخيلتي مفكراً فيما قال .
حتى عزمت على تنفيد كلامه وما كتب بالرسالة فبدأت أصلي صلاة الليل يوماً بعد يوم فوجدت نفسي من أشد المعجبين والمواظبين على أدائها فبها قد ربحت الدنيا والآخرة
نعم ... بفضل صلاة الليل نلت شرف الدنيا والآخرة .