الخلافة فى واقعها التاريخى لم تكن متبلورة فى شكل نظرية عند اهل السنة الا ان المتا خرين منهم
استطا عوا ان يجعلوا لها مبررات فكرية بسيطة ومحدودة يعتقد اهل السنة بان الخلافة شان من شؤن الدنيا يتحقق بلا تفاق وحيثما ورد الاتفاق وجبت البيعة ولم يعتبروها من اصول الدين فهى اذن من فروعه وشذت بعض مذاهبهم اذ جعلوها غير واجبة وبان السقيفة كانت نموذجا للشورى من ان يركزوا على ملا بساتها ويستندون الى قوله تعا لى وامرهم شورى بينهم ولم يشترط السنة العصمة فى الامام بل وجوزوا امامة الفاسقين واو جبوا الطاعة مع الفسق يقول الباقلانى فى التمهيد قال الجمهور من اهل الاثبات واصحاب الحديث لاينخلع الامام بفسقه وظلمه بغصب الاموال وتضييع الحقوق
وتعطيل الحجود ولا يجب الخروج عنه وكذاتك لايشترطون الافضلية فى الامام فقا لوا بجواز المفضول على الافضل والواقع ان المفهوم الذى فبركه اهل السنة عن الخلافة انما كان استقراء لوضع فاسد هو السقيفة فمن الامر الواقع الذى جرى فيها استقرؤا مفهوم الشورى وعدم النص ومن الفساد والفسق الذى احصاه التاريخ على بعض الخلفاء ان ارتاى الابقاء على الخليفة الفاسق
واى عاقل يملك وجدانا سليما ووعيا با لدين عميقا يمكنه هظم ها ذه المحددات التى وضعها السنة للخلافة
مبعث الامامة عند الشيعة لما كانت الامامة ضرورة لحياة المسلمين وفق احكام الله حيث بها يستقيم امر المسلمين دنيا واخرى عدها الشيعة اصلا من اصول الدين وعليه فانها تعتبر من الامور التوقيفية التى يحددها الحق جلا وعلا لانها تشكل ضرورة لهداية الناس
وما دامت الامامة هى الامتداد الشرعى للنبوة فانها تبقى خارج دائرة الشؤن التى يبت فيها الناس وكذالك ليست شانا من شؤن الدنيافقط بل شان من شؤ ن الاخرة ايضا وعليه فا لامامة تخضع لمجموعة شروط تنسجم مع هاذا الشان
وحيث ان الشان الاخروى يتطلب الصفات الفاضلة والعليا فان البشر عا جزون عن اكتشاف الاجدر
وفى هاذا الشان او قد تحول دونهم عوامل اخرى نفسية وسياسية كما جرى فى التاريخ الاسلامى ولو كان الاجدر فى هاذا الشان يدرك مباشرة لخول الله للبشر ان يختاروا الانبياء والرسل والقرءان العضيم قد تحدث عن المقاييس التى كان يملكها المشركون فى اختيار جدارة النبى صلى الله عليه وءاله فكانوا يرون مشيه فى الاسواق واكله الطعام ينافى النبوةكما راو فقره
ويتمه ينافى مقام النبوة والرسالة قال تعالى وقالوا لولا نزل هاذا القرءان على رجل من القريتين عظيم
وبسبب قصور المقاييس وضبابة المنظار الذى كان ينظر منه الانسان الى النبوة كان من الطبيعى ان يستاثر الله با ختيار انبيائه ونفس الشىء لما راى بنو اسرئيل فى اختيلر الله الملك لطالوت
ما لا ينسجم مع مقايسهم لمفهوم الملك فقالوا انى يكون له الملك علينا
فهناك اسباب كثيرة عقلية وشرعية تجعل من هاذا الاختيار امرا مستحيلا
ان الدين شان من شؤن الله والاجدر دينا لا يمكن ان يكتشفه من هو دونه ولذالك لزم ان يختاره الله عز وجل
ان الناس قد يرفضون الامام لعدله وتقواه اذا ادركوا عدم ركونه الى مصالحهم واهدافهم ويختارون من يرون فيه لينا وانكسارا وقد يميلون الى من يجبرهم اليه بالقوة وتاريخ الخلافة كما سبق ذكره كان دليلا قاطعا على ذالك
ان الرسالة النبوية كما تركها النبى صلى الله عليه وءاله لا يمكنها حل مشكلات الناس فى كل الازمنة والعصور وهى تحتاج الى من يستخرج منها الاحكام ويوفر لكل مشكلة حلا فقهيا لائقا ولذالك يعين الله من هو اجدر بهاذه المهمة حتى لا تبقى على الله حجة للذين لم يعايشوا الرسل
والمستوعب للاحكام الفقهية اليوم يدرك انها تكاد تخلوا من الحسم وليس من العقل ان يترك الله
دينه لراى من يختارهم الناس على قصورهم ولعل كل هاذه التناقضات دليلا على الفراغ الذى تركته الامامة فى حياة الناس
وحيث ان الامام هو لطف الله يوجه الناس الى طريق الطاعات وينهاهم عن سلوك المعاصى ويقضى للمظلوم وينتصر من الظالم ويقيم الحدود والفرائض فلو جاز ان يعصى لكان هو بالاحرى فى حاجة الى امام يرشده ويوجهه الى الطاعة
واذا لم يكن الامام معصوما جاز له ان يضل الامة فى لحظة جهله وعصيانه
وحيث ان الامام هو اعلى مستوى فى الامة من حيث المهمة الشرعية كان ضروريا ان يكون هو الافضل على كل المستويات خلا فا للسنة الذين راو جواز امامة الفاسق مع وجود الفاضل وهو تجويز لا سند له من الشرع والعقل بقدر ما هو تبرير للحالة الاستخلافية التى شهدها التاريخ الاسلامى فهى فكرة متوخات من واقع لا اساس له من النص
غير ان ضرورة امامة الافضل تبقى هى النظرية الموضوعية المنسجمة مع العقل والشرع
فا لعقل يستقبح ا نقياد الاعلم لمن هو دونه والاشرف على من هو دونه وهاكذا دواليك
والشرع ينهى فى غير موضع عن هاذه الفكرة قال تعالى قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون فاذا نظرنا فى واقع الامامة عند الشيعة الامامية وجدناها ترتكز على هاذه الاسس الثلاثة الامامة نص عصمة الامام الافضلية
اللهم صلى على محمد وءال محمد وعجل فرجهم يا الله
javascript:emoticonp('
')