محمد بن عبد الرحمن العريفي
عبدالحميد عباس دشتي
المدعو محمد بن عبدالرحمن العريفي أعلن عن رأيه بالشيعة حيث وصف مذهب التشيع بأنه «أساس المجوسية، ونقول للشيخ الوهابي: المجوسية دين إيران ما قبل الإسلام وقد دخل الفرس في دين الله أفواجا وكانوا في أغلبية أفرادهم أهل سنة وجماعة لا أهل تشيع إلى القرن السادس عشر الميلادي، فإن قصدت بالمجوسية الفرس فإن أهل فارس وجوارها أهل سنة وجماعة تاريخيا ولو كان دينهم دين المجوس برأيك فإنك تثبت بذلك أنك تصف أهل السنة بالمجوسية، وقال العريفي: «إن الشيعة هم أهل بدع ومشركون، وذلك خلال خطبة الجمعة من جامع البواري في الرياض العاصمة»، ونرد على العريفي سائلين: أليست البدع هي اختلاق ما ليس موجوداً في عموم المسلمين؟ والجواب هو نعم، إذن يا العريفي هل لك أن تقول لنا من هو مختلق مذهب التكفير في القرن الثامن عشر الهجري في الجزيرة وهل ما اخترعه أحدهم بدعة أم أن مذهبكم نوع محمدي كان منقرضا ولم يعد للظهور إلا بعد الف وثلاثمئة سنة من وفاة الرسول؟ اليس اختراع مذهب جديد هو البدع بحسب ميزان كلامك؟
وأضاف الشيخ الوهابي المعروف واصفاً المرجع الديني آية الله العظمى السيد علي السيستاني بـ «الزنديق والفاجر»، وما نعرفه عن السيد السيستاني أنه لا يعترف بكتاب غير القرآن ولا إله له إلا الله ولا نبي له إلا محمد بن عبد الله العربي القرشي، والسيستاني لا يشرب الخمر ولا يفتي بجواز قتل الشيعي للسني ولا يفتي بجواز بناء الجدار في رفح ضد غزة ولا يفتي بجواز اضطهاد النساء ولا يفتي بمنع قيادة السيارات للنساء ولا يفتي بجواز السلام مع إسرائيل ولا يفتي بجواز الاستعانة بالجيوش الأجنبية لحماية المقدسات الإسلامية فمن هو الزنديق وعلى أي دليل استند العريفي إلا على جهله وعمله في سبيل الفتنة التي يبدو أنها أصبحت تعطي صاحبها شعبية لدى التكفيريين (ويا كثرهم..).
إن بيان حقيقة الشيعة بشكل مختصر وسريع هو الرد وليس الشتم ولا الغضب لأننا قوم إذا خاطبنا الجاهلون والعملاء قلنا سلاما، وأننا قوم نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، ونشهد بأن لا نبي بعد الرسول الأكرم ولا شريعة بعد شريعة الإسلام ولا قرآن لنا إلا القرآن المماثل لما تطبعه مطابع المملكة العربية السعودية المجازة نصاً وحرفاً وترتيباً، وأننا نرى أئمتنا الاثني عشر بشراً فسروا القرآن والحديث بنقل عن رسول الله (ص) عن آبائهم وهم أعلم أهل أزمانهم، ونؤمن بأن عاشوراء هي ذكرى مقتل الحسين بن علي وابن فاطمة بنت محمد على يد يزيد حفيد زعيم المشركين السابق أبي سفيان، وأن إحياءنا لعاشوراء القصد منه التعلم من عبرة الموت في سبيل الله.
هؤلاء هم الشيعة الذين يكفرّهم المدعو محمد عبد الرحمن العريفي الشيخ الوهابي الذي تكفر عقيدته الشيعة وأهل السنة من غير أتباعها ودليلنا على ذلك مذابح أتباع مذهب العريفي ضد أهل الجزائر صغيرهم وكبيرهم وعجوزهم ونسائهم ورجالهم رغم أن أهل الجزائر أهل سنة وجماعة، ودليلنا أيضا إعلان أتباع مذهب العريفي تكفير الصوفيين وهم أهل سنة وجماعة، وتكفير أهل السنة السعوديين والخليجيين والعرب من أهل العلمانية ودعاة الفكر الليبرالي الذين لا نحب أفكارهم شخصيا ولكنهم مسلمون يعلنون إيمانهم بالله ورسوله وهم سنة، ولقد قتل أتباع مذهب العريفي شيخا جليلا سني المذهب هو الشيخ الذهبي في السبعينيات في مصر لأنه كان سنياً غير متبع للمذهب الذي يتبعه أمثال العريفي.
ومنع شيوخ المذهب من أمثال العريفي شيوخ المذاهب المالكية والحنفية والشافعية من الدعوة في المملكة السعودية ومن الخطابة والتعليم في مدارس المملكة الدينية، ومن الخطابة والدعوة في المسجد الحرام الذي كان لكل منهم فيه زاوية خاصة به وبأتباعه، وأمثال العريفي هم قتلة السنة في العراق فضلا عن قتلهم للشيعة وهم مفجرو وذابحو أهل السنة والجماعة في باكستان وآخر إنجازات أتباع مذهب العريفي مقتل ما يقارب مئة سني باكستاني في ملعب الكرة الطائرة الأسبوع الماضي، وهم مفجرو تجمعات أهل السنة في الاردن حينما احتفلوا بالأعراس في الفنادق وهم من تمثلت وتعلمت على يدهم حركة طالبان حين حكمت أفغانستان فقتلت السنة أكثر مما قتلت من الشيعة واضطهدت النساء والرجال من أهل السنة والجماعة فقط لأنهم ليسوا من أتباع مذهبها التكفيري.
لذلك لن نرد على العريفي إلا بقولنا إن إثارة الفتنة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر أدت إلى خدمة البريطانيين الذين مولوها وسلحوها، واليوم تمول أميركا وإسرائيل أهل الفتنة من السنة والشيعة على السواء، ولا نرى في خطاب العريفي إلا محاولة لخدمة إسرائيل وأميركا.
رئيس تحرير جريدة الديوان.. الإلكترونية
www.diwank.ca