السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
صلى الله على محمد و آل محمد
الشيعة أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي . كثرت هذه الكلمة من افواه مخالفي أهل البيت عليهم السلام . و لكن في الحقيقة أن الشيعة يلعنون هذا الشخص و يحسبونه منافقا كافرا و على فرض أن ابن سبأ كان يدعي أنه من محبي علي بن أبي طالب ومواليه لغرض سياسي فهل من الحق أن يحسبوا أعماله المخالفة للإسلام على شيعة آل محمد صلى الله عليه و آله و سلم المخلصين المؤمنين ؟! فلو ظهر لص في زي أهل العلم و صعد المنبر و صلى بالناس و لمى و ثق بهم المسلمون خانهم و سرق أموالهم فهل صحيح أن نقول أن كل العلماء لصوص و سراق؟!
فتعريفهم للشيعة بانهم أتباع ابن سبأ الملعون بعيد عن الإنصاف و خلاف الحققيقة و الوجدان. لذا أتعجب كثيرا من تعبيرهم عن مذهب الشيعة بحزب سياسي اختلقه ابن سبأ اليهودي في عهد عثمان !
فأستغرب كيف يقرأون هذه الأكاذيب و يعتمدون عليها و لا يقرأون الأخبار الصحيحة و الروايات الصريحة عن الشيعة في كتبهم المعتبرة أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم و هو الواضع لاسس الشيعة و أصولها و قد شاعت كلمة : (شيعة علي) من لسان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بين أصحابه . كما نقل وروى ذلك علماؤهم في كتبهم و تفاسيرهم .
لقد حقق عن هذا الموضوع محمد كرد علي و هو من محققيهم المعاصرين وعضو المجمع العلمي العربي بدمشف و المحول إليه التحقيق عن التشيع من قبل ذلك المجمع العلمي و قد كتب حصيلة تحقيقه في كتلبه (خطط الشام) ج5 ص 251-256 وهي : ( عرف جماعة من كبار الصحابة بموالاة علي عليه السلام في عهد رسو الله صلى الله عليه و آله و سلم مثل : سلمان الفارسي القائل : بايعنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم على النصح للمسلمين و الإئتمام بعلي بن أبي طالب و الموالاة له. و مثل : أبي سعيد الخدري الذي يقول : امر الناس بخمس ففعلوا أربعة و تركوا واحدة ولما سُئل عن عن الأربع قال : الصلاة و الزكة و صوم شهر رمضان و الحج . قيل فما الواحدة التي تركوها ؟ قال: و لاية علي بن أبي طالب . قيل له : و إنها لمفروضة معهن ؟! قال نعم هي مفروضة معهن ! ومثل :أبي ذر الغفاري و عمار بن ياسر و حذيفة بن اليمان و ذي الشهادتين خزيمة بن ثابت و أبي أيوب اللأنصاري و خالد بن سعيد بن العاص و قيس ين سعد ابن عبادة) وبعد تحقيق دقيق كتب : ( و أما ما ذهب إليه بعض الكتاب من أن مذهب التشيع من بدعة عبد الله بن سبأ المعروف : ب ابن السوداء فهو و هم قلة معرفة بحفيفة مذهب التشيع ومن علم منزلة هذا الرجل عند الشيعة و براءتهم منه ومن أقواله و أعماله و كلام علمائهم في الطعن فيه بلا خلاف بينهم علم مبلغ هذا القول من الصواب لا ريب في أن أول ظهور الشيعة كان في الحجاز بلد المتشيع له) و قال : ( وفي دمشق يرجع عهدهم إلى القرن الأول للهجرة ) وقد صدر هذا التحقيق بقلم أستاذ متتبع غير شيعي و فيه كفاية لمن يطلب الحق و يبتعد عن الغواية .
و إذا كانوا يستندون و حوارهم على كلام الخوارج و تقولات النواصب فإني أستند إلى القرآن الكريم و الأخبار المعتبرة عندهم حتى يظهر الحق و يزهق الباطل.
روى الحافظ أبو نعيم في كتابه (حلية الأولياء ) بسنده عن ابن عباس قال: لما نزلت الآية الشريفة (( إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية )) (سورة البينة الآية 7 ) خاطب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم علي بن أبي طالب و قال : ياعلي ! هو أنت و شيعتك تأتي أنت و شيعتك يوم القيامة راضين مرضيين .ورواه أبو مؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي في الفصل 17 من كتاب تذكرة خواص الأمة و سبط ابن الجوزي ص56 بحذف الآية .
وروى الحاكم عبد الله الحسكاني و هو أعظم مفسريهم في كتلبه ( شواهد التنزيل) عن الحاكم أبي عبد الله الحافظ بسند مرفوع إلى يزيد بن شراحيل الأنصاري قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : حدثني رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أنا نسنده إلى صدري فقال : أي علي . ألم تسمع قول الله تعالى : (( إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية )) ؟ هم أنت و شيعتك و موعدي و موعدكم الحوض إذا جثت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين .ورواه العلامة الكنجي الشافهي في كتابه (كفاية الطالب) الباب 62 بسنده عن يزيد بن شراحيل .
وروى جلال الدين السيوطي و هو من أكبر علمائهم و أشهرهم حتى قالوا فيه : بأنه مجدد طرق السنة و الجماعة في القرن التاسع من الهجرة كما في كتاب ( فتح المقال) . وروى في تفسيره ( الدر المنثور) عن ابن عساكر الدمشقي أنه روى عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال : عند رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إذ دخل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم و الذي نفسي بيده إن هذا و شيعته لهم الفائزون يوم القيامة فنزل : (( إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية )) .و كذلك جاء في ( الدر المنثور) في تفسير الآية الكريمة عن ابن عدي عن ابن عباس أنه روى : لما نزلت الآية المذكورة قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم لعلي : تأتي أنت و شيعتك يوم القيامة راضين مرضيين .
وهنالك الكثير من الأحاديث التي تدل على أن كلمة الشيعة أول من أطلقها الرسول صلى الله عليه و آله و سلم لشيعة علي بن أبي طالب لو ذكرتها لطال بنا الحديث .
و أنا أعتقد أن هذا الرد كافي لأقوال النواصب و ادعائهم علينا شيعة علي بن أبي طالب