بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام الأكملين التامّين الأفصلين على سيدنا محمد عبد الله ورسوله وعلى أهل بيته الطاهرين ، وبعد
لست أدري إن كان يحيى وعباس وغيرهما من المشاركين في هذا المنتدى يقرأون جيّدا ، ويظنّون أنّ غيرهم يقرأون بعقولهم وينظرون بأعينهم ، ويفهمون مثل أفهامهم .
أسألهم إن كانوا يعرفون ما يسمّى في الفلسفة والمنطق بالثالث المرفوع ؟ ( الرجاء ممن لا يفهم كلامي أن لا يتدخّل )
فقول ابن باز والمعلّق على الفيديو : " نحن لا نثبت ولا ننفي " من هذا القبيل . فكيف تنزّهون الله تعالى يا من تزعمون أنكم موحّدون له ؟
فإذا قال لك أحد المنحرفين عن العقيدة الإسلامية : إن لله مسكنا يأوي إليه ــ تعالى الله عن ذلك وأستغفر الله العظيم ــ فأنت تقول له لا ننفي ولا نثبت وهذا لم يرد في الشرع ولم يأت بالقرآن ولا بالسنة المطهّرة ، ونحن لا نصف ربّنا إلا بما وصف هو نفسه .
فكيف لا تثبتون ولا تنفون والأولى والأحق أن تنفوا مثل هذه التّرّهات .
السيد كمال الحيدري لا يكذب ولا يدلّس ــ علمًا أ،ّ التّدليس عندكم ليس بعيب ، وأنتم تقولون هذا عن البخاري أنه يدلس ولا حرج في ذلك ـــ فلو كان يكذب ويدلّس لما فتح لنا كتاب ابن باز لنراه بأم أعيننا وهو يعلم أننا نستطيع أن نوقف الصورة على الأقل ونقرأ الصفحة كاملة ، إنّه يطلعنا على محل الشاهد فاعرفوا كيف تقرأون ، ولا يمكنه أن يقرأ كل ما جاء في الكتب والوقت ضيّق وهذا لالا يخفى على البصير.
فولكم لا ننفي ولا نثبت لا يعفيكم ويبعد عنكم التهمة .
ملاحظة: عبارة أهل السنة عند ابن باز والوهابية لا تعني بالضرورة أهل السنة والجماعة لأنهم مخالفون لهم أشد الخلاف ، ومن أراد أن يعرف الحقيقة فليرجع إلى كتاب " الكاشف الصغير عن عقائد ابن تيمية "
لسعيد عبد اللطيف فودة وهو حقيقة من أهل السنة والجماعة وليس من الوهابية الذين يزعمون باطلا أنهم من السلفية وليراجع كذلك كتاب " نقض الرسالة التدمرية " لنفس الكاتب ضمن سلسلة الكاشف الكبير هذه المرّة . وكتاب " ابن تيمية ليس سلفيا " لمنصور محمد عويس وهو سني حقيقة ، وكتاب " أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته (ع) " لمحمود السيد صبيح وهو سنيّ كذلك حقيقة . اقرأوها يا إخوان وأنصحكم باجتناب أسلوب التجريم والشتم والسباب واستعمال الأوصاف القبيحة فهذا ليس من أخلاق وسنة وسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم إن كنتم حقيقة من أهل السنة ومتّبعين لسنته صلى الله عليه وآله وسلم . أفرغوا قلوبكم وصدوركم من الحقد والكراهية نحو من يخالفكم الرأي .
وأما مقرأت عن السؤال حول القرأن الكريم فهذ من العار على المسلم المؤمن أن يطرح مثله على أخيه وهذا تشويه للقرآن الكريم ومس لقداسته وتهوين له في الصدور فاحذروا من واتقوا الله تعالى . القرآن الكريم كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفة تنزيل من عزيز حميد ، ولا يمسه إلا المطهّرون ، وإنا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون. القرآن لا ولم ولن يحرّف هذا ما نؤمن به جميعا سنة وشيعة وسلفية ووهابية وإباضية وصوفية ومعتزلة وظاهريين و....
وأما عن الآيات التي تمتدح الإمام أمير المؤمنين عليًّا (ع) فهذه مغالطة وتمويه على عقول الناس . نعم هناك آيات تذكر عليّا وتمتدحه وهي لا تزال موجودة ويتلوها جميع المسلمين والمؤمنين من قبيل قوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه .... ، وإنما وليكم الله ورسوله والمؤمنون الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ...، وغيرهما في القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل العزيز الحميد. فلا تحاولوا تشويه الصورة وتشوشها .
وحتى ونحن قد أجبناكم على السؤال المزعوم المسيء إلى القرآن الكريم فلن تصدّقونا ولن تؤمنوا لنا حتى ولو جئناكم بأيدينا خضراء من الجنّة كما نقول نحن الجزائريين ــ على فكرة نحن جميعا جزائريون أحرار ولا أحد يزايد علينا في ذلك ــ وهناك روايات إخبارية مسيئة إلى سمعة القرآن الكريم لدى الفريقين سنة وشيعة لايُلتفتُ إليها وليست هي العمدة في الموضوع ( وإذا كان بيت من زجاج فلا ترمِ الآخرين بالحجارة)
افتحوا أعينكم واستيقظوا واحذروا من الإيحاء وتثبّتوا .
ماذا أقول ؟ المدارس الفكرية والفقهية والكلامية والإخبارية والرجالية تختلف حتما لأن أصحابها بشر والعقول بطبيعتها التي خلقها الله عليها مختلفة في طريقة معالجتها للأمور قال تعالى: لَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ [هود : 118] ِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [هود : 119]
وأما عن مسألة تقليد الصوت في قناة المنارة المقاومة لليهود والصهاينة وخدّامهم والذين لم يرفعوا صوتا بله سلاحا في وجه العدو الصهيوني الإسرائيلي ولم يرسلوا جيوشهم ودروعهم إلى غزّة لحماية الفلسطينيين المسلمين السنّيّين من القتل المروّع والقصف اليهودي ، فأمر عجيب
بغض النّظر عن مسألة الصوت في علم الكلام عند أهل السنة والجماعة وعند الشيعة الإمامية الاثني عشرية ، وحتى عند التيميين والوهابيين ، فعندما نقول يقول الله ويقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ، وقال له جبريل عليه السلام .... ونتلوا ونقرأ ونتلفّظ بالآية أو الحديث أو العبارة فهل هذا تقليد لصوت الله تعالى عن ذلك وتنزّه ولصوت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولصوت جبريل عليه السلام؟
فقراءة محمود ياسين الممثل المصري لخطبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في فيلم الرسالة لمصطفى العقاد رحمه الله فهل هو تقليد لصوت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟ وهو سنيّ كما لا يخفى.
دعكم من هذا التهويل على الناس ـــ نقول في الجزائر : عجوزة حكمت (أمسكت) سرّاق(سارقًا) . وهذا هو حالكم
يا إخوان دعونا وشأننا ، لقد اخترنا هذا الطريق لنا أعمالنا ولكم أعمالكم إلاّ إذا أردتم أن نتعاون على البر والتقوى ، فعليكم تقبّل الاختلاف وتقبّل الآخر وعدم محاولة تشويه صورته أمام الآخرين خوفا منكم عليهم أن يتبعوه . وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك وأشهد أن سيدنا محمّدا صلى الله عليه وآله وسلّم عبده ورسوله أدى الأمانة وبلّغ الرّسالة ونصح الأمة ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاّ هالك. وأنّ عليّّا أمير المؤمنين وليّ الله وأخو رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلّم. والأئمة من بعده أحد عشر إماما (بعد علي (ع)) . وأن القيامة حق والقرآن كلام الله المصون والمحفوظ من كل تغيير ، وأن الجَنّة حق والنار حق والبعث حق والملائكة حق والجنّ مخلوقون ، و......
أكرر إن الأخبار الموجودة في كتب الشيعة الإمامية الاثني عشرية لا ينظر إليها على أنها صحيحة ثابتة إلاّ بعد تحقيقها وتمحيصها ودراستها عند العلماء المحققين وأن العلماء لدى الشيعة يختلفون فيما بينهم كغيرهم من العلماء لدى الفرق الأخرى.
وعلى فكرة مصطلح أهل السنة والجماعة لم يظهر في وقت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا في وقت الخلفاء ومابعدهم حتى زمن الإمام أحمد أو قبيله فكلمة أهل السنة كانت في وقته تطلق على جماعة الحديث المحدّثين أو الإخباريين ثم تطوّرت بعد ذلك.... وذا ردّ من بعيد على الذي كتب في المنتدى أن الإمام الحسين (ع) كان على مذهب أهل السنة والجماعة فلا تخلطوا ولا تموّهوا على النّاس وتحقّقوا وتثبّتوا يرحمكم الله .
اقرأوا الكتب التي عرضت عليكم عناوينها ولا تتعصّبوا إلاّ للحقّ بعد معرفته
إنّنا ننزّه الله تعالى عن الشبيه والمثيل والندّ ونردّ الصفات المتشابهة إلى المحكم من القرآن الكريم.
عليكم أن تتواضعوا للعلم والعلماء وأن تقرأوا كثيرا ولا تتسرّعوا في إصدار الأحكام ولا تدّعوا أن الحقّ كله معكم وحدكم ، وأن الآخرين على باطل كل الباطل .
وأعجب ما سمعت ذات عام على إحدى القنوات الفضائية لا أذكر اسمها الآن من الشيخ محمد حسان الذي قاتل إننا نحب أهل البيت أكثر من الذين يدعون حبّهم أو الانتساب إليهم وهذا عجيب أن تقول لشخص إني أحب مثلا الله أو الرسول صلى الله عليه وآله أو أهل بيته (ع) أكثر منك. هذا ميعرف بالمزايدة
أرجو أن لايلجأ الإخوة إلى الأساليب الحقيرة من الشتم والتكفير والرمي بالكذب وما شابه ...
والسلام من عايش