السلام عليكم هذا هو الجزء الثاني من المفال الكاشف للكذب والتزوير في ترجمة كتاب كشف الأسرار للإمام الخميني رحمه الله .
والرجاء أن لا يقرأه أصحاب الرؤوس الناشفة والعقول الجامدة ، والمجادلين بالباطل الذين لا يريدون أن يروا الحق ، الذين حشيت أدمغتهم بالأكاذيب والتزييفات ، وملئت قلوبهم وصدورهم حقدا وبغضا وهم لا يشعرون ، وزين لهم الشيطان والشياطين أعمالهم ، والذين مثلهم كمثل الذباب لا يقعون إلا على ما يقع عليه .
وأما غير هؤلاء فليقرأه من كان يبحث عن الحقيقة وبتجرّد .
وإليكموه
وتابع الدكتور إبراهيم دسوقي شتا قائلا :
" والواقع أنه لا تكاد توجد صفحة واحدة من الترجمة تخلو من حذف ، والحذف عن جهل يكون واضحا ، والحذف عن كسل عندما يكون للنص خلفيات لا بد أن يبحث المترجم عنها يكون واضحا أيضا ، لكن هناك بعض أنواع الحذف لا يمكن أن تكون إلا عن قصد وهدف ، وأغلب هذا النوع من الحذف المتعمّد والتشويه المقصود والترجمة البعيدة عن النص موجودة في الجزء الخاص بالمقولة الثانية عن الإمامة ، وأودّ أن أنوّه في البداية بأنني لا أناقش آراء المؤلف في الإمامة ، ولا أتخذ منها موقفا سلبا أو إيجابا ، ما أحب أن أشير إليه هنا هو :
1- إنّ نظرات آية الله الخميني في الإمامة والولاية والوصايا والخلافة ليست من ابتكاره الشخصي ، وليست اجتهادا خاصا به ، بل موجودة في التراث الشيعي على مدى أكثر من ألف عام ، ولذلك فمن قبيل الغرض السياسي أن يهاجم الإمام الخميني على أساسها .
2- إنّ المناقشة هنا تتناول الترجمة فحسب ، ومدى قربها من النص الفارسي أو بعدها عنه ، وهي مناقشة علمية تتناول الضمير العلمي في بلادنا ، وكان آخر ما تبقى بعد ضياع « الضمائر» الأخرى .
عندما يترجم المترجم عبارة« أرباب الأهواء وطلاب الرئاسة » (ص107 من الأصل) بعبارة « الانتهازيين المتربصين» (ص123 من الترجمة) أو يترجم عبارة « ألعوبة في يد حفنة من آخذي ما ليس حقا لهم » بعبارة (( القراصنة الوقحين)) فإنه يفتح باب السباب على مصراعيه ، فالنص في رأي أهل السنة يتناول الخلفاء الثلاثة الأوائل رضي الله عنهم ، وإن كان الخميني يقصد كل من اشتركوا في السقيفة بعد وفاة الرسول(ص) أو فيما تلا ذلك من أحداث أجمعت عليها مصادر السنة والشيعة ، وعندما يتفضل المترجم ـ أو المعلّق ـ لا أدري أيهما ـ ويقدم هامشا (ص126) يقول فيه : (( إن الخميني وشيعته ينعتون أبا بكر وعمر بصنمي قريش)) وينقل دعاء ساقطا لا يقوله إلا فاسق ويقول إن هذا الدعاء موقع عليه من فقهاء الشيعة الكبار ومنهم الخميني ، ثم يعود فيقول إنه موجود في (( كتاب الذريعة)) وهو من كتب التراث الشيعي ، وهو فوق كل ذلك منقول من كتاب بالأوردية اسمه (( تحفة العوام )) ، فعلى كل عالم أو متعالم أن يأتي وينسب الدعاء للخميني الذي لم يحدّث عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما إلا بلقب الشيخين ، والذي منع سبهما صراحة عندما وصل إلى السلطة ، وعلماؤنا بهذا يريدون إضافة جديدة إلى المنهج العلمي ، وهي أن أي هامش يضاف إلى كتاب مترجم لا بد وأن ينسب إلى المؤلف ، فهل سمعتم بمثله من قبل ؟ ثم من أين جاء المترجم أو المعلق بتقليد توقيع المشايخ على الأدعية ؟ ومتى كان ما يقوله عوام أي فرقة ـ إن كانوا قد قالوه ـ محسوبا على مفكريها وعلمائها ؟ علم ذلك كله عند المترجم والمعلق .
ثم نأتي إلى فقرة أخرى تقول (( فإطاعة حكومة أولي الأمر تعني إطاعة حكومة الإسلام )) (ص125) هذه العبارة الموحية التي تقلب فكر الرجل رأسا على عقب من المفروض أنها ترجمة (( ولما كان سبحانه وتعالى قد أوجب على الأكمة طاعة أولي الأمر ، فلا بد ألا تكون حكومة الإسلام أكثر من حكومة واحدة ، ولا تكون هناك أكثر من حكومة على شريعة الأمر وإلا حدثت الفوضى ))(ص109 من الأصل) كما يترجم ((حكم الكلالة وميراث الجدة)) بـ ((أحكام القاصرين والإرث)) (ص127 من الترجمة) والترجمة العمياء في أمور كهذه قد توقع العداوة بين الفئات المختلفة من المسلمين ، جريمة بكل المقاييس ولم يكن بالفعل الهدف سوى هذا من هذه الترجمة ، فعندما يجيب المؤلف على السؤال القائل بأنه إذا كانت الإمامة ضرورية فلماذا لم ينص عليها الله سبحانه وتعالى ، ولم يذكر القرآن صراحة أن الإمامة لعليّ وأولاده من بعده ، ويقول(( هذا الاستشكال مردوده عليكم بلا زيادة أو نقصان ، فإذا كانت الإمامة أمرا باطلا لماذا لم يعلن الله سبحانه وتعالى عن بطلانها صراحة ، لكي يمنع الخلاف بين المسلمين ، ولكي لا تحدث كل هذه المذابح حول هذا الأمر ، كان من الأفضل أن ينزل الله سورة على أن الإمامة ليست لعلي ولأولاده إذن لكان الخلاف فد رّفع ، لأن عليا لم يعص أمر الله سبحانه وتعالى لحظة واحدة ، كما أنه لم يكن من طلاب الرئاسة ، لكننا سوف نثبت أنه حتى لو كان الله سبحانه وتعالى قد ذكر اسمه صراحة لما انتفى الخلاف بل لحدثت أمور أشد فسادا )) (النص الفارسي ص113) هذه الفقرة يقدمها المترجم هكذا ((إن المشكلة بالنسبة لكم أن المتدينين بإمكانهم القول بأن الإمامة كانت موجودة ، فلماذا لم يشر الله إلى ذلك في كتابه حتى تزول الخلافات بين المسلمين حول ذلك ؟ كان من الخير أن ينزل آية تؤكد كون علي بن أبي طالب وأولاده أئمة من بعده ، إن ذلك كان كفيلا بعدم ظهور خلاف هذه المسألة)) (الترجمة 129) دعنا من ركاكة الأسلوب ، فهل هناك علاقة بين النصين ؟ وألم يكن من الأفضل للجهة التي قامت على هذا الفعل الفاضح أن تقدم ترجمة أمينة للكتاب وردودا عليها من علماء ثقة في الميدان ، خاصة وأن القضايا المثارة قتلت بحثا في التراث الإسلامي ، لكن يبدو أن الجانب الذي أخذ على عاتقه الرد لا يجيد سوى تزييف النصوص ، ثم الرد عليها بالشتم ، وأمثال هذا التحوير وهذه الترجمات الإجمالية لا يعد ولا يحصى ، بحيث يجد القارئ نفسه أمام كتاب جديد تماما ، وإلا فإن العلماء بالفارسية غير البنداري المعاصر كثيرون فادعوهم للحكم إذن .
ويصل الأمر بالمترجم إلى التصرف في هوامش المؤلف ، فعندما يذكر المؤلف هامشا بأهم مصادر أهل السنة التي يحتج بها على ما يقول وأرقام الصفحات التي يحيل إليها يحذفها المترجم تماما(ص115 من النص ، 132 من الترجمة) فماذا نسمي هذا ؟ وبعدها مباشرة يسقط المترجم في خطأ مضحك مفزع ، كنت أتمنى أن يكون خطأ مطبعيا ، لولا أنه تكرر فيقول ((يتفق أهل السنة والشيعة أن النبي له سهم من الخمس وأن الإله( !!!! علامات التعجب من عندي) له سهم آخر(133 من الترجمة) والنص في المتن لا لبس فيه فهو يذكر لفظ((خويشا وندان)) ومعناها الأقارب والأهل والآل (المتن ص166) فهل يريد المترجم حرمان آل الرسول من حقهم في الخمس عن طريق الترجمة ؟
ثم نأتي إلى مربط الفرس من هذه الترجمة، وليغفر لي القارئ إن أطلت هنا ... فالترجمة في هذا الموضع فضلا عن ركاكتها ، قدمت للقارئ صورة بشعة عن تناول الخميني لما يراه ورآه الشيعة من قبله من تجاوزات ينسبونها إلى سيدنا عمر (رضي الله عنه) والنص هنا متعلق بما يسمى في المأثور الشيعي بـ ((رزية الخميس)) وهو اليوم الذي انتقل فيه الرسول (ص) إلى الرفيق الأعلى ، يقول الخميني (( عندما كان الرسول (ص) يحتضر وهو في مرض الموت ، وقد حف جمع غفير بمحضره المبارك قال (ع) : (( تعالوا أكتب لكم شيئا لن تضلوا به من بعدي أبدا )) فقال عمر بن الخطاب: ((هجر رسول الله)) وقد نقل هذه الرواية المؤرخون ورواة الحديث من أمثال البخاري ومسلم وأحمد باختلاف في اللفظ ... وخلاصة القول إن هذه العبارة التي ألقيت على عواهنها من ابن الخطاب الهازل تكفي المسلم الغيور إلى يم القيامة ... حقيقة أنهم قدروا الرسول حق قدره إذ شق على نفسه وتحمل البلايا من أجل إرشادهم وهدايتهم ، ويعلم الإنسان الشريف الغيور على أية حال غادرت الروح المقدسة بعد سماع هذه العبارة من ابن الخطاب ، وهذا الهزل الذي قيل إنما بدأ من مبدأ الكفر والزندقة ، لأنه يخالف القرآن الكريم وآياته الظاهرة القائلة (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ) والآية الكريمة (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) والآية (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) والآية ( وما صاحبكم بمجنون ) ، (النص الفارسي ص 119) نجد المترجم يترجم هذه العبارة هكذا (عندما كان الرسول في فراش المرض ويحف به عدد كثير قال مخاطبا الحاضرين ((تعالوا أكتب لكم شيئا يحميكم من الضلالة) فقال عمر بن الخطاب(( لقد هجر رسول الله )) وقد نقل النص لهذه الرواية المؤرخون وأصحاب الحديث من البخاري ومسلم وأحمد مع اختلاف في اللفظ ، وهذا يؤكد أن هذه الفرية صدرت من ابن الخطاب المفتري ، ويعتبر خير دليل لدى المسلم الغيور ، والواقع أنهم أعطوا الرسول حق قدره ، الرسول الذي كد وجد وتحمل المصائب من أجل إرشادهم وهدايتهم وأغمض عينيه ، وفي أذنه كلمات ابن الخطاب القائمة على الفرية والنابعة من أعمال الكفر والزندقة والمخالفة لآيات ورد ذكرها .... إلى آخره . (الترجمة العربية ص137) النصان قريبان بقدر ما تقترب عبارة ((أنت امرؤ فيك جاهلية)) من عبارة (( أشركت ورب الكعبة)) على ما بين العبارتين من اختلاف جذري في المعنى ، وإن أحس مسلم بالغيرة على الرسول (ص) يقال عنه وهو يحتضر إنه يهذي ، فصدرت عنه عبارة مخالفة للأدب فما أشرك وما كفر ، فهل يقبل العلماء الأجلاء أن يقال عن الرسول إنه يهذي ولا يقبلون أن يقال عن ابن الخطاب إن فيه غلظة ؟ يا له من كيل بكيلين !!! ولا يفتأ المترجم يغير ويبدل ما شاء له التغيير والتبديل ما دامت خلفه مؤسسة تشجعه وتحميه وتنشر له هذا اللغو ، ثم انظر إلى هذا النص في رأس (صفحة 123) من المتن الفارسي (( وجدير بالذكر أن النذر للنبي أو للإمام أو لأي إنسان يكون صحيحا وفي صورته الشرعية عندما يكون النذر في الأصل لله في أمر راجح ، وتجري فيه صيغة النذر وإلا لكان النبي والإمام هما اللذان يثيبان وهذا لغو باطل يقع فيه العامة بل وحرام شرعا )) ويأتي المترجم الألمعي ويترجمها هكذا (وعلينا ألا ننسى بأن النذر للنبي أو للإمام يكون صحيحا ومشروعا عندما يكون النذر للإله ، ويوضع موضع التنفيذ وآنذاك فإن النبي والإمام هما اللذان يعطيان ثوابه وإلا فيعتبر باطلا وقد يكون حراما) (الترجمة العربية ص141) انظر إليه وقد فلب النص قلبا تاما ، كما يقلب الفراء بتعبير الإمام علي إلى وجهه الأقبح ، وهكذا ففي مواضع كثيرة من هذه الترجمة العجيبة يكفي أن يجعل النفي إثباتا والإثبات نفيا ، أو يحذف لفظا واحدا مثل غير أو إلا أو لا ، لكي يكون المعنى عكس ما يقصده المؤلف تماما ، بحيث نفاجأ بأن عبارة الخميني هي (القتال مع الإمام مثل أكل لحم الخنزير ، ص238 من الترجمة) وهو يقول (( القتال في غير معية الإمام مثل أكل لحم الخنزير ، ص225 من المتن)) وهذا هو علم بعض المشتغلين بالعلم في هذا الزمن الأسود .
ثم نصل إلى قضية أخرى من القضايا التي لعبت هذه الترجمة في إذكاء أوارها ، وهي قضية أن للشيعة مصحفا خاصا ، لأنهم يدّعون أن الوحي نزل على فاطمة (رضي الله عنها) معزيا في وفاة الرسول (ص) ، ثم ظل ينزل عليها بأخبار القرون ، وأن هذا هو الأساس فيما يسميه الشيعة مصحف فاطمة ، وهو المصحف الخاص بالشيعة والمضنون به على غير أهله ، وقد بالغ بعضهم فنقل سورا وآيات من المصحف المزعوم ، وكل ما ورد عن الموضوع في الكتاب هو رد من الخميني على من ادّعى هذا الادّعاء ، أي أن الخميني يردّ بأن من يعتمد على شائعات العوام وأقوالهم ويلصق بالشيعة الاثني عشرية مثل هذا الافتراء إنما يظلمهم .. فماذا فعل المترجم ؟ قدم هذا الجزء كديدنه في بقية الأجزاء على أساس أنه من أقوال الخميني ومعتقداته ، وعندما يقول الخميني (( لقد كان عليكم ألا تجشمونا الرد عليكم بلا داع فإن أمر نزول الوحي لا يحتاج إلى أن يكون الأنبياء أربعة عشر )) وهو يقصد الرسول وفاطمة والاثني عشر إماما ، يقوم المترجم بحذف النص تماما ، وهذا يعني ببساطة أن المترجم ينقل اتهاما موجّها من أحد الناس إلى الشيعة ، ولا ينقل رد الخميني فيوحي بأن الكلام للخميني وهذا جانب بشع من جوانب ترجمة الكتاب هذه الترجمة العجيبة .
لا يكاد المترجم يترك فرصة واحدة لتشويه الكتاب دون أن يأخذها . حين يقول المؤلف عن الرسول (ص) (( لم يكن يخشى في الله لومة لائم في عمل يقوم به )) يترجمها المترجم ( إن أعماله لم تكن تقابل بتحفظ) ويبلغ الحذف المخل والمغرض مداه عندما يترجم حديثا شيعيا (( ارتد الناس بعد رسول الله إلا ثلاثة)) النص الأصلي (ص133) إلى (ارتد الناس بعد ثلاثة) (الترجمة ، ص152) ليس هذا فحسب بل حذف ستة سطور كاملة من تفسير المؤلف للحديث ـ ولا شأن لنا هنا بصحته أو عدم صحته ـ والسطور المحذوفة هي (( أما معنى ارتد الناس بعد رسول الله ، فتعني أنهم نكصوا عن البيعة التي بايعوها لأمير المؤمنين في حجة الوداع ولأئمة الإسلام بشكل عام ، ونكوصهم عن البيعة متواتر بحكم التواريخ والأخبار الشيعية والسنية ، وهم بالفعل ثلاثة أو سبعة أشخاص لم ينكصوا بأي وجه ظاهرا وباطنا ، ولم يوافقوا الذين خالفوا عليا (ع) ، وإلا فإن الذين لم ينكصوا عن بيعة علي هم في الحقيقة عشرون ومائتا شخص ، أثبتهم السيد شرف الدين في الفصول المهمة ، كما أثبتوا عددا في الاستيعاب ، والإصابة ، وأسد الغابة ، وكتب أهل السنة المعتبرة)) النص الفارسي (ص123) فإذا حذف كل هذا فما الذي يتبقى من النص والاحتجاج ؟ وألم يكن من الأولى أن يترجم الكتاب بدقة ، ثم يدفع بالنص العربي إلى أهل الفن والعلماء ـ إن كانت الجهة التي وراءه تعترف حتى بعلماء أهل السنة ـ وإلا فما كل هذا الحذف في مناقشة قضية الوصاية لعلي (رضي الله عنه) ؟ ( ص176 من الترجمة العربية) وهل هذه القضية مثار الخلاف لم تعد تجد من يرد عليها في العصر الحديث إلا مترجم جهول ومعلّق غشوم ومقدّم لا يعي تخصصه ؟ وهل يكون الانتصار للمذهب أو الرأي أو العقيدة لهذا الكم من الخيانة العلمية والشتائم ، وهل يمكن لهذا النص المشوّه أن يقنع أحدا ؟ إنني أتحدى أحدا وأولهم المترجم نفسه يكون قد فهم شيئا مما نقله عن موضوعات الشفاعة والقربة والتعزية والروضة ( 188 ـ 195 من الترجمة العربية ) فكمية الحذف رهيبة وتفسد سياق النص ( من ص 189 ، أربعة عشر سطرا منها أربعة من ص 168 من النص الفارسي ، وعشرة كاملة من ص 169 ) وأتحدى المترجم وهو من أبناء يعرب أن يقرأ ( صفحتي 192 و 193 ) مما ارتكب ، ويخبرني بما فهم ، فالحذف كثير وما ترجم ترجم خطأ ، وهذا هو الجزء الذي انصبت عليه سهام المهاجمين ، فهل يستحق كل هذا أم أن الترجمة قدمت عامدة مادة الهجوم ؟
على الرغم من أن الأجزاء الباقية من الكتاب لم تستخدم في المعركة التي أثيرت حوله ، إلا أن الإشارة إلى الحالة المزرية للترجمة وما فيها من حذف وتعديل وتبديل تنبئ بدورها عن حالة الكتاب ككل ، والمترجم شاهد ، ويكفي أن يثبت كذب الشاهد في جزئية من شهادته لكي ترفض شهادته ككل ، هذا هو حكم الشارع الإسلامي في الشهادة ، فما بالكم بشهادة مهلهلة مٍن ألِفِها إلى يائِها ظ
والغريب أن الكتاب من (صفحة 199 ) إلى ( صفحة 334 ) أي إلى آخره يتناول آراء المؤلف حول الدور السياسي للفقيه ، وأفكاره الاجتماعية والسياسية حول الحكومة الإسلامية ، وبدلا من أن تقوم الهيئة التي وراء الكتاب على ترجمة هذا النص المهم ترجمة دقيقة ، وذلك على الأقل لتعرف اتجاه السياسة في البلد الذي تقف له بالمرصاد ، فإن المترجم نهج نفس النهج في الحذف والتغيير والتبديل ، فهو يحذف كل ما يتناول نقد الملوك والحكومات كما يحذف كل ما يتناول الأمريكان بالهجوم ، وفي بعض الأحيان يحذف آراء المؤلف في السياسة الإسلامية ، ويحذف معظم الهجوم على رضا شاه ، ويحذف كل ما يدافع عن تطبيق الشريعة وعظمتها في مواجهة القانون الوضعي ، والنماذج كثيرة لا تكاد توجد صفحة واحدة من (صفحة 199) وحتى نهاية الكتاب نجت من الحذف ، ويتراوح الحذف بين عبارة أو كلمة لم يفهمها المترجم إلى خمسة عشر سطرا أو صفحة كاملة كشطبه (لصفحة 259) من المتن الفارسي وموضعها بعد السطر الرابع من (صفحة368) من الترجمة ، وتدور حول المعاملة الملية للسادات من آل البيت ، ويبلغ الأمر بالمترجم إلى حذف بعض النصوص التي يأتي بها المؤلف للردّ عليها ، فيظهره يعارك في غير معترك ، كأن يحذف من قول الكاتب الذي يردّ عليه المؤلف ، لقد حددوا ميراث الإنسان الذي يولد برأسين ، وأحكام الزواج بامرأة من الجنّ ، وأحكام الموتى من لحظة الموت حتى نفخ الصور ، لكن لم تتم أية مناقشة لموضوع الحكومة ، وهو الخطوة الأولى للحياة ، ويتعامل معها الناس في كل عصر (ص237) من الأصل و(248 من الترجمة) ويكرر المترجم ترجمة كلمة ( در آوردي ) ومعناها اختلاق أو مختلق بكلمة كيفية (ص252) ويترجم ( التجنيد الإجباري في الإسلام بالنظام القسري في الإسلام ، (ص252) ويظل على ترجمته هذه طوال الحديث عن الجندية في الإسلام ، مما يخل بالنص وبالإسلام معا ، ويغير هامش (ص255) من ((كتاب الوسائل)) إلى (( كتاب الفروسية)) لابن قيم الجوزية ، وعندما ينص المؤلف أنه على الأغنياء أن يعوضوا تقصير الفقراء في دفع الضرائب يحذفها المترجم ( ص 257 من النص ص 266 من الترجمة ) فهو لا يريد أن يغضب الأغنياء وأصحاب الملايين ، وتظل ترجمة كل هذا القسم من الكتاب ترجمة إجمالية وبما فهمه المترجم . وعلينا أن ندرك الهوّة بين الترجمة والنص إذا قسنا عقل المترجم بعقل المؤلف وثقافة المترجم بثقافة المؤلف ، ولكي أعدد أخطاءه يلزمني القيام بترجمة الكتاب من جديد ، وأراهن من يفهم كلمة واحدة من ( ص 329 ) فهي ترجمة إجمالية ( لصفحات 330 و331 و332 ) من النص الفارسي ، ولا أدري حتى الآن لماذا حذفها ، فهي تناقش قضية إعراض الناس عن الدين وأسبابها ، ولا أدري مهما أجهدت فكري لماذا يعتبر هذا الكتاب (( المنتج )) عن عمد أو قصد أو جهل أو عن كل هذا معا وثيقة ، واتخاذه حجة ضد آية الله الخميني ، وهو حجة في الحقيقة على من كتبوه .
ويبقى نوع من الحذف في الكتاب لا أجد له مبررا وهو في حاجة بالفعل إلى طبيب نفسي ، فإذا قلنا إن السبب في حذف شتم الأمريكان مفهوم والسبب في حذف شتم رضا شاه من الممكن أن يفهم على أساس أنه كان ملكا ... فهل يستطيع أحد أن يدلني على السبب في حذف كل ما يشير إلى العمالة ومصير السوء الذي ينتظر العملاء الذين يبيعون أقلامهم ؟ ( على سبيل المثال لا الحصر ص 90 من الترجمة ص 73 من الأصل ) وبعد :
ما رأي السادة الباحثين من الدكاترة والمشايخ والأساتذة ورواد المؤتمرات الذين نقلوا عن هذا الكتاب المزيف وهللوا له ؟ هل فيهم من يرد ؟ " انتهى حرفيا .
وبعد نقلنا لهذا المقال بحذافيره ، نعلم أن البعض لن يرجع عن مواقفه السابقة ، ولن يصدق حتى ولو جئناه جميعا بأيدينا خضراء من الجنّة .
فنقول :
* هل ما فعله المترجم والمعلق والمقدم هو من عمل المؤمنين والمسلمين ومن صفاتهم ؟ وهل هم من أهل السنة الذين يتبعون سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؟
* هل يجوز للمسلم خيانة الأمانة مهما كان نوعها ؟ هل يجوز فعل ما فعله المترجم والمعلق والمقدم في كتاب الإمام الخميني : كشف الأسرار ؟
* هل عرفتم الآن لماذا كتب الإمام هذا الكتاب ؟
* هل ستبقون على مواقفكم السابقة من الإمام ؟
* هل احترم المترجم والمعلق والمقدم القراء العرب والمسلمين الناطقين باللغة العربية ؟ أم حسبهم هو والهيئة والمؤسسة التي كانت وراء هذا المخطط وهذا المشروع الخبيث ، وأقام لهم وزنا واعتبارا واحترمهم ؟ واحترم عقولهم بل ودينهم ؟
* هل عندكم الشجاعة أن تقرؤوا الترجمة الأمينة لكتاب كشف الأسرار ؟ وتتوبوا عن غيكم ؟
* وأخيرا هل أدركتم أنكم لم تكونوا سوى أدوات وأبواق وخدم ومروّجين لمؤسسة لا يهمها من الإسلام شيء بقدر ما يهمها أن تهدمه من أساسه وأن تعمق الخلاف وتنشر الكراهية بين المسلمين ؟ أفلا تعقلون ؟ أفلا تبصرون ؟ أفلا تذكّرون ؟ توبوا إلى الله . وفكروا جيدا . [b]