بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله الطاهرين ، وبعد :
يردد الخصوم ويفترون على الشيعة كعادتهم أنهم هم الذين فعلوا وفعلوا وأسقطوا الدولة الفلانية والدولة العلانية وهذا كله كذب ، ومجرد اتهام مصدره الحقد والكراهية والغيرة و.... فتابعوا ما يلي :
في كتابه : ( مع الشيخ عبد الله السعد في الصحبة والصحابة ، قراءة نقدية هادئة لما عقّب به شيخنا عبد الله السعد على بحثنا في الصحبة والصحابة ــ في تقديمه لكتاب : الإبانة لما للصحابة من المنزلة والمكانة ، لحمد الحميدي ) طبعة مركز الدراسات التاريخية الأردن ط ثانية 1425 هـ / 2004 م ، الصفحة 272/273/274 ، قال حسن بن فرحان المالكي يرد على الشيخ والتلميذ خاصة ، تحت عنوان سقوط الدول على أيدي الروافض أم النّواصب :
(( وذكر ــ أي تلميذ الشيخ عبد الله السعد في كتابه ــ ص 94 أنه ما سقطت دولة من دول الإسلام إلا وللشيعة اليد الطولى في ذلك .
يقال ــ المالكي يرد ــ : قد سبقهم النواصب وأسقطوا دولة الخلافة الرشدة ثم العباسيون أسقطوا الدولة الأموية وليسوا روافض بل كل هؤلاء نواصب أما الأمويون فواضح وأما العباسيون فأقوياؤهم فيهم نصب واضح كالمنصور ثم كان فيعهم نواصب آخرون كالرشيد والأمين والمتوكل ، ومن علامات نصبنا أننا نمدح هؤلاء الحكام كثيرا ربما نصبنا كان بجهل وتقليد للنواصب في الدولة العباسية .
أما سقوط الدولة العباسية فقد أشبع البحث في سبب سقوطها الكتور سعد بن حذيفة الغمدي ــ جامعة الملك سعود ــ وأبطل ما يشيعه بعض الناس من أن ابن العلقمي الوزير الشيعي كان سبب سقوط بغداد . [ في كتابه : ( سقوط الدولة العباسية ) وهي رسالة دكتوراه مطبوعة ، والدكتور الغامدي متخصص في تاريخ المغول وهو رحل سني أيضا ــ طبعا وهابي سلفي ــ إلا إذا كنتم تخرجون من السنة من لم يوافقكم على هذه الجهالات التي ورثناها تقليدا فهذا شيء آخر ، نعم الدكتور الغامدي جعل المسؤولية على جميع الأطراف السنية والشيعية وعلى الحاكم والجيش ... إلخ . ثم لو صح تحالف ابن العلقمي مع هؤلاء فلا ريب أن هذه جريمة لا يتحملها الشيعة مثلما أن السنة لا يتحملون تحالف بعض السنة مع الصليبيين في الشام أو النصارى في الأندلس فالمخلصون من الطائفتين السنة والشيعة ضد الخيانة والتنكر للأمة سواء صدرت من سني أو من شيعي ، على أية حال الدكتور سعد الغامدي يرى أن التهمة مجرد إشاعة من وزير منافس لابن العلقمي وأذكى هذا الاتهام العداء بين السنة والشيعة ويمكن للقارئ مراجعة كتاب الدكتور ص 330 وما بعدها . انتهى الهامش ]
وقد يقول بعض الناس : لماذا تبرئ الشيعة في هذه الأمور ألا يكفيك أن البعض يتهمك بالتشيع ؟
أقول : المسألة مسألة مبدأ ، ولا يجوز أن نتوقف عن إنكار الخطأ خشية أن نتهم بالتشيع أو غيره ؛ فهؤلاء لن يعصمهم دين ولا ورع عن الاتهام إن أرادوه ، الذي يجب أن نؤكد عليه أن المسألة أبعد من الناحية الشخصية ؛ بل لو نقل بعض المسلمين معلومة خاطئة عن اليهود أو الملحدين لكان علينا ردها إن كنا نرى أنها خاطئة ، لأن المسألة أخلاقية وكثير منا قد تعود على الكذب على الآخرين فلا بد من أن نوصل لمثل هذا الشخص رسالة يستفيد منها ، وهي أن كثيرا من المسائل التي يظنها محل إجماع ولا نقاش فيها تكون من المسائل الباطلة ، والصدق يخدم بعضه كما أن الكذب يخدم بعضه ؛ فمن كذب على الآخر قد يكذب عليك ، وهذا ما رأيناه في صاحبنا هذا ــ يقصد الحميدي ــ وفي غيره ، ثم لا يجوز أن نسلم لهم بالكذب على الآخرين حتى ولو كانوا كفارا فضلا عن مسلمين يخالفوننا مخالفات كبيرة أو صغيرة .
هذا نقوله للحق وللتاريخ وليس دفاعا عن متهم ولا اتهام بريء لكن انتعلم العدل ، أما إلقاء عيوبنا وضعفنا على شماعة المؤامرات فهذا من تخلفنا وضعفنا وعدم اعترافنا بالحقيقة .)) انتهى كلام الشيخ حسن بن فرحان المالكي السني الوهابي السلفي .
فعليكم بالإنصاف والاعتراف بالحقيقة إن كان لكم عقل وضمير وتقوى وخوف من الله تعالى . وسلام عليكم .