رزيقة المدير العام
عدد الرسائل : 1459 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 29/12/2009
| موضوع: رمز الإباء لا يستجدي الماء ! الإثنين يناير 11, 2010 12:05 pm | |
|
رمز الإباء لا يستجدي الماء !
عادل بهبهاني
من يرد أن يتعرف على حقيقة عاشوراء فعليه أن يراجع الخطب والكلمات والشعارات التي أطلقها الإمام الحسين (ع) وأهله بيته وأصحابه عندما قاموا إلى كربلاء، فإن وجد تحليلات وتأويلات تخالفها فهي ليست إلا تحريفا لحقيقة النهضة الحسينية، والمفارقة أن بعض التحريفات التي تجري على عاشوراء يقوم بها بعض المحبين دون علم ودراية، وأحد الأمثلة على ذلك قضية عطش الإمام الحسين (ع)، فقد علمنا فيها الإمام الحسين (ع) درسا مشرقا في الصمود وعزة النفس، لكن بعض الخطباء نقلوها بصورة توحي بالانكسار والاستجداء. فالمؤرخون يقولون إن الأعداء حاصروا مخيم آل بيت النبي (ص) وقطعوا عليهم الطريق إلى الماء قبل 3 أيام من يوم عاشوراء، وفي ليلة العاشر من محرم نفد مخزون الماء في المخيم، وقد قاتل الإمام الحسين (ع) في يوم العاشر من محرم وهو عطشان ينزف من جراحه_والمعروف أن الجريح يشعر بالعطش الشديد نتيجة فقدانه كميات من الدم- حتى بلغت شدة العطش درجة أصبح معها الإمام الحسين (ع) لا يستطيع النظر إلى السماء، وإلى أن قضى نحبه لم يطلب من الأعداء أن يسقوه الماء إطلاقا، خلافا لما يردده بعض الخطباء من قليلي المعرفة والإطلاع، فالقول بأنه طلب الماء من باب إتمام الحجة على الأعداء قول بعيد عن الحصافة والمنطق فهو قد أتمها عليهم من قبل، نعم يقول المؤرخون ان الإمام الحسين (ع) كان (يطلب الماء) أثناء قتاله، وهو يعني أنه كان يسعى للوصول إلى النهر والحصول على الماء أثناء قتاله الأعداء، وهذا يختلف تماما عن طلب الماء من الأعداء. إن شعارات وكلمات الإمام الحسين (ع) كانت تدل على شدته كرامته وعزته وأنفته، فقد كان يردد وكأن اللهيب يخرج من فمه في عاشوراء: (ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة (السيف) أو الذلة (الخنوع والاستسلام) وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت)، هذا هو شعار الحرية والشرف والعزة والإباء. لقد قاتل إلى آخر قطرة من دمه ولم يكن أحد يجرؤ في أرض المعركة على مواجهته مباشرة إذا حمل بسيفه، فجيش الثلاثين ألفا قاتلوه برمي السهام والحجارة، فكان قتالهم قتال الجبناء أمام رجل واحد شجاع أنسى العالم كل الشجعان، وهذا لأنه تربى في حجر النبي (ص) وأبيه علي بن أبي طالب (ع) وشرب من حليب أمه فاطمة الزهراء (ع)، ونهض من أجل نصرة الحق ومقارعة الباطل، إذ يقول (ع): «ألا ترون أن الحق لا يعمل به، وأن الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا» فحري على كل مؤمن ومسلم أن يكتب هذا الشعار بالذهب، لأنه شعار الحياة، والخلود، والفوز العظيم، وكل شعارات عاشوراء كانت هكذا، إحيائية، حماسية، رفيعة. من هنا نفهم سبب إصرار أئمة أهل البيت (عليهم السلام) على إحياء ذكرى عاشوراء ووصاياهم الكثيرة بهذا الشأن، فهي المدرسة التي حفظت القيم المحمدية وروح الإسلام، وهي ينبوع القوة الخالدة ورمز الحرية والشرف. مثل هندي: «كل مياه المحيطات لا تصل إلى ركبة الرجل الذي لا يهاب الموت». Wamdah67@yahoo.com | |
|