فيما ورد في النص على الإمامة من طريق العامة
فيما جاء من الاحاديث القدسية في النص على الامامة من طريق العامة روى الخوارزمي في كتاب المناقب قال: ذكر الامام محمد ابن احمد بن علي بن الحسين بن شاذان قال: حدثني أبو محمد هارون بن موسى عن عبد العزيز بن عبد الله عن جعفر بن محمد عن عبد الكريم قال: حدثني فيحان العطار أبو نصر عن احمد بن محمد بن الوليد عن ربيع بن الجراح عن الأعمش عن ابي وائل عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (ص): لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم فقال: الحمد لله. فقال الله: حمدني عبدي وعزتي وجلالي لولا عبدان أريد أن اخلقهما في
دار الدنيا ما خلقتك. قال: يا رب ايكونان مني ؟ قال: نعم يا آدم، ارفع رأسك فانظر، فرفع رأسه فإذا على العرش (لا اله الا الله محمد نبي الرحمة وعلي مقيم الحجة، من عرف حق علي زكى وطاب، ومن أنكر حقه لعن وخاب، أقسمت بعزتي ان ادخل الجنة من أطاعه وان عصاني وان ادخل النار من عصاه وان اطاعني). أقول: هذا يدل صريحا على ان محمدا وعليا علة خلق الخلق، وانه يجب معرفة حق علي ويحرم انكار حقه ويستحق منكره اللعن والخيبة، وتجب طاعة على وتحرم معصيته، ووجه الاستدلال على ذلك واضح، وكله من لوازم الامامة وملزوماتها، وهو المطلوب. قال الخوارزمي: وأنبأني أبو العلاء الحسن بن احمد العطار المقرئ حدثني الحسن بن احمد المقرئ اخبرني احمد بن عبد الله الحافظ حدثني محمد بن عمر بن سلام الحافظ وما كتبته الا عنه حدثني محمد بن الحسن بن مرداس من أصل كتابه اخبرني احمد بن الحسن الكوفي حدثني اسماعيل بن علية عن يونس بن عبد عن سعيد بن جبير عن ابي الحمراء صاحب رسول الله (ص) قال: قال رسول الله (ص): رأيت ليلة اسرى بي مثبتا على ساق العرش (اناغرست جنة عدن محمد صفوتي من خلقي ايدته بعلي). قال الخوارزمي: وفي معجم الطبراني باسناده الى عبد الله
ابن عليم الجهني قال: قال رسول الله (ص): أوحى الي في علي ثلاثة أشياء ليلة اسري بي: أنه سيد المومنين، واما المتقين، وقائد الغر المحجلين. أقول: هذا نص صريح على انه أفضل من جميع الصحابة بل من جميع المؤمنين لقوله تعالى (انه سيد المؤمنين)، ويدل على امامته لأن السيد والامام والقائد بمعنى واحد أو متقاربة المعاني، والتفضيل المشار إليه دال على الامامة لامتناع تقديم المفضول على الأفضل عقلا ونقلا، والنص المذكور أوضح دلالة. قال الخوارزمي: وأخبرني الشيخ الحافظ أبو بكر محمد ابن نصر الزعفراني حدثني أبو الحسن محمد بن اسحاق بن ابراهيم بن مخلد حدثني أبو عبد الله الحسين بن علي بن بندار حدثني أبو بكر احمد بن الحسن بن محمد بن شاذان حدثني أبو القاسم عبد الله بن عامر الطائي حدثني أبي حدثني احمد بن عامر بن سليمان حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا حدثني أبي موسى بن جعفر الكاظم حدثني ابي جعفر بن محمد الصادق حدثني ابي محمد بن علي الباقر حدثني ابي علي بن الحسين زين العابدين حدثني ابي الحسين بن علي سيد الشهداء حدثني أبي علي بن ابي طالب امير المؤمنين عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أتاني ملك فقال: يا محمد ان الله يقرأ عليك السلام ويقول: قد زوجت فاطمة من علي فزوجها منه، وقد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدرر واليواقيت والمرجان، وان
أهل السماء قد فرحوا بذلك، وسيولد منهما ولدان سيدا شباب أهل الجنة، وبهم تزين أهل الجنة، فابشر يا محمد فانك خير الأولين والآخرين. وقال: انبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني أخبرني أبو القاسم نصر بن محمد بن ديرك المقرئ أخبرني والدي أبو عبد الله محمد حدثني أبو علي عبد الرحمن بن احمد النيسابوري حدثني احمد بن محمد بن عبد الله النارنجي البغدادي من حفظه بدينور حدثني محمد بن جرير الطبري حدثني محمد بن حميد الرازي حدثني العلاء بن الحسين الهمداني حدثني أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي عن عبد الله بن عمر قال: سئل رسول الله (ص) بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج ؟ فقال: خاطبني بلغة علي بن ابي طالب، فألهمني ان قلت: خاطبتني يا رب ام علي ؟ فقال: يا احمد انا شئ لا كالأشياء لا اقاس بالناس ولا أو صف بالاشياء، خلقتك من نوري وخلقت عليا من نورك، فاطلعت على سرائر قلبك قلم اجد الى قلبك احب من علي بن ابي طالب، فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك. ونقله عبد المحمود في كتابه عن صدر الائمة من قول احمد اخطب خوارزم بهذا الاسناد بعينه. أقول: هذا يدل دلالة واضحة على ان عليا أفضل الناس بعد رسول الله (ص)، لتضمنه انه احب الناس إليه، ويمتنع عقلا تقديم المفضول على الأفصل فثبت امامته.
قال: أخبرني شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي اخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني حدثني أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة حدثني أبو الفرج الصامت بن محمد بن احمد حدثني الحسن بن علي بن عاصم القرشي حدثني صهيب بن عباد حدثني ابي جعفر بن محمد عن ابيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن ابي طالب قال: قال رسول الله (ص): أتاني جبرئيل وقد نشر جناحيه فإذا فيهما مكتوب (لا اله الا الله محمد النبي) ومكتوب على الآخر (لا اله الا الله علي الوصي
. أقول: هذا اوضح دلالة وأبين تصريحا مما تقدم، ويترجح كونه من كلام الله والا فمن كلام من هو: ولئن تنزلنا فكونه مكتوبا على جناح جبرئيل ورواية الرسول له وتقريره كاف في كونه حجة ونصا. وقال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر الزعفراني حدثني أبو الحسين محمد بن اسحاق بن ابراهيم بن مخلد الباقرجي حدثني أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن علي بن بندار حدثني أبو بكر احمد بن ابراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان حدثني أبو القاسم عبد الله بن عامر بن احمد الطائي حدني ابي احمد بن عامر بن سليمان حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا حدثني ابي موسى بن جعفر الكاظم حدثني ابي جعفر بن محمد الصادق حدثني أبي محمد بن علي الباقر حدثني ابي علي بن الحسين زين
العابدين حدثني أبي الحسين بن علي سيد الشهداء حدثني ابي علي بن ابي طالب أمير المؤمنين قال: قال رسول الله (ص): إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش: يا محمد نعم الاب أبوك ابراهيم الخليل، ونعم الاخ اخوك علي بن ابي طالب. أقول: اما دلالة هذا على مدح علي وجلالة قدره وعظم شأنه فلا ريب فيها، وهو مع ذلك دال على امامته بعد الرسول بغير فصل، وتقريره انه لا خلاف بين العلماء قاطبة من المحدثين وأهل السير والتواريخ ان عليا امتنع من بيعة أبي بكر وادعى الامامة لنفسه ولزم منزله، وفي بعض الروايات انه بقى على الامتناع ستة اشهر ثم بايع كرها، وقول هذا المنادي عن الله تعالى يوم القيامة (يا محمد نعم الاخ اخوك علي بن ابي طالب) دال على صحة دعواه للامامة بالضرورة. قال: أخبرني أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري اخبرني الأستاذ أبو الحسن علي بن مردك الرازي أخبرني الحافظ أبو سعد اسماعيل بن الحسين السمان اخبرني أبو بكر محمد بن احمد الحمدوني بقراءتي عليه سنة 382 حدثني أبو محمد عبد الرحمن بن حمدان بن عبد الرحمن المهربان الجلاب حدثني أبو بكر محمد بن ابراهيم السوسي البصري نزيل حلب حدثني أبو عثمان بن عبد الله القرشي الشامي بالبصرة حدثني يوسف بن اسباط عن مجمل الضبي عن ابراهيم النخعي عن علقمة عن ابي ذر قال: لما كان يوم البيعة لعثمان - وذكر الحديث وفيه خطبة
لعلي بن ابي طالب يقول فيها -: هل تعلمون يا معشر المهاجرين والانصار ان جبرئيل أتى النبي (ص) فقال: (لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى الا علي ؟) قالوا: اللهم نعم. قال: هل تعلمون ان رسول الله (ص) قال: لما اسري بي الى السماء السابعة الى رفارف من نور ثم دفعت الى حجب من نور، فوعد الله النبي صلى الله عليه وآله أشياء فلما رجع نادى مناد من قبل الله نعم الأب ابوك ابراهيم ونعم الاخ أخوك علي بن ابي طالب واستوص به هل تعلمون ذلك ؟ فقام عبد الرحمن بن عوف من بينهم فقال: نعم سمعته من رسول الله (ص). أقول: قوله (لا فتى الا علي) صريح في تفضيله على جميع الناس في الفتوة، ويلزم من ذلك تفضيله عليهم في غيرها، لأن الامة على قولين فمن فضل عليهم في الفتوة دون غيرها لزمه أحداث قول ثالث وخرق الاجماع، إذ لا قائل بالفرق، والافضل هو الامام كما تقدم، وقد سبق تقرير الاستدلال ببقية الحديث. وقال: انبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني انبأنا محمد بن الحسين بن علي المقرئ اخبرني محمد بن محمد بن احمد الشاهد حدثني هلال بن محمد بن جعفر حدثني أبو الحسين علي بن الحسين الحلواني حدثني محمد ابن اسحاق المقرئ حدثني علي بن حماد الخشاب حدثني علي ابن المدني حدثني وكيع بن الجراح حدثني سليمان بن مهران حدثني جابر عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص):
لما عرج بي الى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا (لا اله الا الله محمد رسول الله علي حبيب الله الحسن والحسين صفوة الله فاطمة أمة الله على مبغضهم لعنة الله). أقول: لا ريب ان ما هو مكتوب على باب الجنة فهو من كلام الله أو كتب باذنه، ثم قوله (علي حبيب الله) لا ريب انه كتب على باب الجنة مع علم الله انه يدعي الامامة والخلافة بعد الرسول بغير فصل ويمتنع من البيعة، وكونه مع ذلك حبيب الله واضح الدلالة على سحة تلك الدعوى وبطلان دعوى غيره لها، وكذا القول في موافقة الحسنين له عليها ودعواهما لها عبده ومحاربة ومعاوية وابنه عليها، وكونهما مع ذلك صفوة الله دال على امامتهما وبطلان دعوى غيرهما كما تقدم، ويستفاد من آخر الحديث تحريم بغضهم، وهو يقتضي وجوب تصديق دعواهم المذكورة. والله أعلم. وقال: اخبرني شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي عن أبيه عن أبي الحسن الميداني عن ابي محمد الحلال عن محمد ابن عبد الله بن عبد المطلب عن محمد بن الحسن بن نعيم بالطائف عن عبد الله بن المنهال بن بحر عن عبد الله بن حميد عن موسى بن اسماعيل عن أبيه اسماعيل بن موسى عن جده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (ص): جاءني جبرئيل من عند الله بورقة آس خضراء مكتوب فيها ببياض (اني افترضت محبة علي بن ابي طالب على خلقي فبلغهم ذلك عني.
أقول: تقدم تقرير الاستدلال بمثله. وروى الشيخ أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي وهو من علمائنا في الجزء الثالث من كنز الفوائد قال: حدثنا الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن احمد بن علي بن شاذان القمي من كتابه الذي سماه بايضاح دقائق النواصب - وهذا كتاب جمع فيه مائة منقبة لامير المؤمنين عليه السلام مما رواه من طريق العامة - قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد الله قال: حدثني محمد بن القاسم قال: حدثني عباد بن يعقوب قال: حدثنى عمرو بن ابي المقدام عن أبيه قال: حدثني سعيد بن جبير. عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا ما استقر العرش والكرسي ولا دار الفلك ولا قامت السماوات والارض الا بأن كتب فيها (لا اله الا الله محمد رسول الله علي أمير المؤمنين)، وان الله تعالى لما عرج بي الى السماء واختصني بلطيف ندائه قال: يا محمد قلت: لبيك ربي وسعديك قال: أنا المحمود وأنت محمد، شققت اسمك من اسمي وفضلتك على جميع خلقي وبريتي، فانصب عليا علما لعبادي يهديهم الى ديني. يا محمد اني قد جعلت عليا امير المؤمنين، فمن تأمر عليه لعنته ومن خالفه عذبته ومن أطاعه قربته. يا محمد اني قد جعلت عليا امام المسلمين. فمن تقدم عليه أخزيته ومن عصاه اسحقته، ان عليا سيد الوصيين وقائد الغر المحجلين وحجتي على الخلق اجعمين.
أقول: دلالة هذا الحديث الشريف على المقصود اوضح من ان تحتاج الى بيان، ويمكن الاستدلال به في اثني عشر موضعا لا تخفى على من اعتبرها. قال: أخبرنا أبو المرجا محمد بن علي بن طالب البلدي قال: اخبرني أبو المفضل قال: أخبرنا احمد بن محمد بن مخلد أبو الطيب الجعفي الدهان بالكوفة قراءة عليه قال: حدثنا محمد بن سالم بن عبد الرحمن الأزدي قال: حدثنا غوث بن مبارك الخثعمي قال: حدثنا حماد بن يعلى السعدي عن علي بن الجزور عن صالح ابن ميثم عن زاذان عن سلمان الفارسي عن رسول الله (ص) قال: هبط جبرائيل يوم احد وقد انهزم المسلمون ولم يبق غير علي وقد قتل الله على يده يومئذ من المشركين من قتل فقال: جبرئيل: يا محمد ان الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: اخبر عليا اني عنه راض، واني آليت على نفسي ان لا يحبه عبد الا احببته ومن أحببته لم اعذبه بناري، ولا يبغضه عبد الا ابغضته ومن ابغضته ما له في الجنة من نصيب. قال: وهبط علي جبرئيل يوم الاحزاب لما قتل علي بن ابي طالب عمرا فأرسهم فقال: يا محمد ان الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: اني افترضت الصلاة على عبادي فوضعتها عن العليل الذي لا يستطيعها، وافترضت الزكاة فوضعتها عن المقل، وافترضت الصيام فوضعته عن المسافر، وافترضت الحج فوضعته عن المعدم ومن لا يجد السبيل إليه، وافترضت حب علي بن ابي
طالب ومودته على أهل السماوات وأهل الارض فلم اعذر فيه أحدا، فمر امتك بحبه، فمن أحبه فبحبي وحبك احبه، ومن أبغضه فببغضي وبغضك ابغضه - الحديث. أقول: وهذا واضح الدلالة على وجوب محبة علي وتحريم بغضه، وان من أحبه لم يدخل النار - اي لم يخلد فيها - ومن ابغضه لم يدخل الجنة، وان الله يحب من أحبه ويبغض من ابغضه وان حبه ومودته فرض على أهل السماوات والارض، بل اوجب من جميع الفرائض، وهو دال على الامامة بل على ما هو أجل واعلى لما تقدم تقريره. وفي الجزء الرابع من كنز الفوائد قال: حدثنا الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن احمد بن الحسن بن شاذان القمي من كتابه الذي سماه بايضاح دقائق النواصب مما رواه من طريق العامة حدثنا به في مكة سنة 412 قال: حدثنا سهل بن احمد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن جرير قال: حدثنا الحسن بن ابراهيم البغدادي قال: حدثنا محمد بن يعقوب الامام قال: حدثنا احمد ابن يحيى قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن ابن عباس قال: جاء رجل الى النبي (ص) فقال: هل ينفعني حب علي بن ابي طالب ؟ فقال: حتى اسأل جبرئيل، فسأله فقال: حتى اسأل اسرافيل، فارتفع جبرئيل فسأله فقال: حتى اناجي رب العزة، فأوحى الله الى اسرافيل قل لجبرئيل يقرأ على محمد السلام ويقول له: أنت مني حيث شئت، أنا وعلي منك حيث انت مني، ومحبوا
علي منه حيث علي منك. أقول: قوله (وعلي منك حيث انت مني) يستلزم المطلوب لما لا يخفى، ويدل على صحة الدعوي السابقة لما سلف بيانه لا ستحالة الجهل بالحال المستقبل على الله تعالى. قال الكراجكي: وروت العامة من طريق آخر اخبرني أبو المرجا البلدي قال: اخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني الكوفي قال: حدثني الحسن بن علي بن نعيم بن سهل ابن ابان بن محمد البغدادي وكان مجاورا بمكة سمعته منه بالطائف قال: حدثنا علي بن الحسين بن بشير الكوفي قال: حدثنا محمد بن سنان عن مفضل بن عمر الجعفي عن ابي خالد الكابلي عن سليم بن قيس الهلالي عن عبد الله بن عباس قال: جاء رجل الى النبي (ص) فقال: هل ينفعني حب علي ؟ فقال: ويحك من أحبه احبني، ومن أحبني أحب الله، ومن أحب الله لم يعذبه. فقال الرجل: زدني من فضل محبة علي. فقال: اسأل لك عن ذلك جبرئيل، فهبط جبرئيل لوقته فسأله رسول الله صلى الله عليه وآله واخبره بقول الرجل، فقال جبرئيل سأسأل عن ذلك رب العزة، وارتفع فأوحى الله إليه: اقرأ محمدا خيرتي مني السلام وقل له: انت مني بحيث شئت انا وعلي منك بحيث أنت مني، ومحبوا علي مني حيث علي منك. قال الكراجكي: وللحديث تمام، وفيه ان السائل كان أبا ذر. وقال الشيخ الأجل رجب الحافظ البرسي في كتابه: روى
صاحب الكشاف من الحديث القدسي عن الرب العلي انه قال: لأدخلن الجنة من اطاع عليا وان عصاني، ولأدخلن النار من عصاه وان اطاعني، اقول: هذا صريح في وجوب طاعة علي وتحريم معصيته وصحة دعواه للامامة بعد النبي بغير فصل ووجوب تصديقه، وان طاعة الله لا تقبل ممن عصى عليا، وقوله (وان عصاني) اما تفضل منه تعالى ووعد بالعفو، واما مشروط بوجود التوبة، واما بعد انتهاء عذابه، يعني انه لا يخلد في النار، وهو دال أيضا على ما تقدم من التفضيل، إذ لم يرد في غيره مثل هذا النص الجليل الذي رواه من لا يفهم في مثله، والأفضل هو الافضل لقبح تقديم المفضول عليه. قال الحافظ البرسي: ومن كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي مرفوعا الى جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (ص): مكتوب على باب الجنة (لا اله الا الله محمد رسول الله علي اخوه ولي الله، اخذت ولايته على الذر قبل خلق السماوات والارض بألفي عام، من سره ان يلقى الله وهو عنه راض فليوال عليا وعترته، فهم نجبائي وأوليائي وخلفائي وأحبائي). أقول: أي نص ابين من هذا، وأي تصريح اوضح منه، حيث تضمن ان عليا اخو رسول الله وان عليا ولي الله، ولا يخلو اما أن يكون كتب هذا على باب الجنة وامر الرسول بتبليغه حيث انه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى مع علم الله ان عليا يمتنع من بيعة أبي بكر ستة اشهر ويدعي الامامة لنفسه، أو مع
عدم علم الله بذلك ولا سبيل الى الثاني فتعين الاول، وكونه مع ذلك ولي الله دليل على صحة دعواه وثبوت امامته وخلافته، وتضمن الحديث أيضا ان الله أخذ ولاية علي على الناس، وان ولاية علي وعترته واجبة، وانهم نجباء الله وأولياؤه وخلفاؤه وأحباؤه، وهو نص صريح على امامة الاثنى عشر (ع) بالتقرير المذكور وغيره من تصريح هذا اللفظ، خصوصا قوله (وخلفائي) فانه اوضح من أن يحتاج الى بيان الدلالة. قال الحافظ البرسي: وروى الخوارزمي في مناقبه عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): جاءني جبرئيل فنشر جناحيه فإذا على احدهما مكتوب (لا اله الا الله محمد النبي) وعلى الآخر (لا اله الا الله علي الولي) وعلى ابواب الجنة مكتوب (لا اله الا الله محمد رسول الله علي أخوه ولي الله، اخذت ولايته على الذر قبل خلق السماوات والارض بألفي عام). قال: من ذلك ما رواه أبو بكر بن الخطيب مرفوعا الى ابن عباس قال: على ابواب الجنة مكتوب (لا اله الا الله محمد رسول الله علي ولي الله فاطمة خيرة الله والحسن والحسين صفوة الله، على محبيهم رحمة الله وعلى مبغضيهم لعنة الله). أقول: قد تقدم الكلام على امثال هذين الحديثين ودلالتهما اظهر من ان تبين، وكونهما من الحديث القدسي راجح وان لم يتعين، وهما حجة على كل حال كما لا يخفي. والله أعلم. وروى الشيخ العالم عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد
المعتزلي اصولا الحنفي فروعا في كتابه شرح نهج البلاغة عن رسول الله (ص): ان الله عهد الي في علي عهدا. فقلت: يا رب بينه لي. قال: اسمع ان عليا امام اوليائي ونور من اطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه احبني ومن اطاعه اطاعني، فبشره بذلك. فقلت: يا رب قد بشرته فقال: انا عبد الله وفي قبضته، فان يعذبني فبذنوبي لم يظلمني شيئا وان يتم لي ما وعدني فالله اولى بي، وقد دعوت له فقلت: اللهم اجل قلبه واجعل ربيعه الايمان. فقال الله: قد فعلت ذلك به غير اني مختصه بشئ من البلاء لم اخص به أحدا من أوليائي. فقلت: رب أخي وصاحبي. قال: انه قد سبق في علمي انبه مبتلي ومبتلى به. ذكره أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء عن أبي برزة الاسلمي، ثم رواه باسناد آخر بلفظ آخر عن انس بن مالك عن رسول الله (ص) قال: ان رب العالمين عهد الي في علي عهد أنه راية الهدى، ومنار الايمان، وامام اوليائي، ونور جميع من اطاعني. رواه أحمد بن حنبل في كتاب فضائل علي عليه السلام قال: وفي المسند عن رسول الله (ص) قال: أنا اول من يدعا به يوم القيامة... الى أن قال: وينادي مناد من العرش نعم الاب أبوك ابراهيم ونعم الاخ أخوك علي، لما كان ليلة بدر قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من يستقي لنا ماء ؟ فأحجم الناس فقام علي:
فاحتضن قربة ثم أتى بئرا بعيدة القعر فانحدر فيها، فأوحى الله الى جبرئيل وميكائيل واسرافيل ان تأهبوا لنصر محمد وأخيه وحزبه - الحديث. أقول: فهذه الاحاديث الشريفة صريحة في ان عليا امام الاولياء، وهو المطلوب وزيادة، ولدت على ان عليا نور المطيعين وانه الكلمة التي ألزمها الله المتقين، وان من أحبه أحب الله ومن اطاعه اطاع الله، فيلزم وجوب محبة علي وفرض طاعته وتحريم بغضه ومخالفته، وان الله قد جلا قلب علي وجعل ربيعه الايمان وان عليا راية الهدى ومنار الايمان وامام الاولياء ونور جميع المطيعين، وانه اخو رسول الله، وانه نعم الاخ، وان الملائكة امروا بنصره. وهذه المقاصد السنية الرفيعة والمطالب العلية المنيعة الثابتة بالنصوص الصريحة والاخبار الصحيحة التي لا يتهم ناقلوها، وجميع ما ذكر من لوازم الامامة وملزوماتها. وقد نقل جماعة من العلماء عن ابن شيرويه الديلمي انه روى في كتاب الفردوس عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله (ص): لو يعلم الناس متى سمي علي امير المؤمنين ما أنكروا فضله، سمي امير المؤمنين وآدم بين الماء والطين، قال الله: (واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على أنفسهم ألست بربكم) فقالت الملائكة: بلى. فقال الله: أنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي اميركم. ونقلوا عن الثعلبي انه روى في تفسير قوله تعالى (ومن
الناس من يشري نفسه ابتغاء رضات الله) ان رسول الله (ص) لما أراد الهجرة خلف علي بن ابي طالب لقضاء دونه ورد الودائع التي كانت عنده، وأمره ليلة الغار وقد احاط المشركون بالدار أن ينام على فراشه... الى أن قال: فأوحى الله الى جبرئيل وميكائيل اني قد آخيت بينكما وجعلت عمر احدكما اطول من عمر الآخر فايكما يؤثر صاحبه بالحياة، فاختار كل منهما الحياة. فأوحى الله اليهما ألا كنتما مثل عبدي علي آخيت بينه وبين نبيي محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة، اهبطا إليه فاحفظاه من عدوه، فنزلا فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه فقال جبرئيل: بخ بخ من مثلك يا بن ابي طالب. يباهي الله به ملائكة السماء، فأنزل الله على رسوله (ص) وهو متوجه الى المدينة (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله). رواه أبو حامد الغزالي في كتاب احياء علوم الدين في الكتاب السابع من ربع المهلكات في بحث ايثار النفس. أقول: في هذين الحديثين من الدلالة على ثبوت امامة علي وانه امير المؤمنين وأفضل الناس، بل أفضل الخلق بعد محمد حتى الملائكة ما هو اوضح من أن يبين، ودلالة ذلك على اصل المطلوب واضحة أيضا. وروى الشيخ الجليل أبو الحسن علي بن عيسى بن ابي الفتح الأربلي في كتاب كشف الغمة نقلا من كتاب كفاية الطالب في مناقب علي بن ابي طالب تأليف الشيخ الامام الحافظ ابي
عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي قال: وقرأته عليه قال: أخبرنا عبد اللطيف بن محمد بن علي القبيطي ببغداد والشريف أبو تمام علي بن ابي الفخار بن الواثق بالله بالكرخ قالا: حدثنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقر المعروف بابن النباطي حدثنا عباد بن سعد الجعفي حدثنا محمد بن عثمان بن ابي بهلول حدثنا صالح بن ابي الاسود عن ابي المطهر الرازي عن الاعمش الثقفي عن سلام الجعفي عن ابى برزة قال: قال رسول الله (ص): ان الله عهد الي في علي عهدا فقلت: يا رب بينه لي. قال: اسمع. قلت: قد سمعت. قال: ان عليا راية الهدى وامام الأولياء ونور من اطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من احبه احبني ومن أبغضه ابغضني، فبشره بذلك فبشرته فقال: يا رسول الله أنا عبد الله وفي قبضته فان يعذبني فبذنوبي لم يظلمني شيئا وان يتم لي الذي وعدني فالله اولى بي. فقلت: اللهم اجل قلبه واجعل ربيعة الايمان. فقال الله: قد فعلت ذلك به غير اني مختصه بشئ من البلاء لم اخص به أحدا من أوليائي. فقلت: يا رب اخي وصاحبي. فقال: ان هذا شئ قد سبق في علمي انه مبتلى ومبتلى به. قال: علي بن عيسى ونقلت من كتاب كفاية الطالب وذكره صاحب كتاب بشارة المصطفى أيضا عن ابي جعفر عليه السلام في حديث يقول فيه، فإذا رأى رسول الله (ص) من يصرف من شيعتنا ومحبينا عن الحوض بكى وقال: يا رب شيعة علي
فيبعث إليه ملكا فيقول: ما يبكيك ؟ فيقول: يا رب كيف لا ابكي لأناس من شيعة اخي علي بن ابي طالب لم يردوا حوضي. قال: فيقول الله تعالى قد وهبتهم لك وصفحت عن ذنوبهم وألحقتهم بك وبمن كانوا يتولون من ذريتك، وجعلتهم في زمرتك وأوردتهم حوضك وقبلت شفاعتك واكرمتك بذلك. اقول: تقدم وجه الاستدلال بمثل هذين الحديثين في المطلوب. وروى على بن عيسى أيضا نقلا من كتاب اليقين باختصاص علي بامرة المؤمنين للسيد علي بن طاوس وناقلا من كتاب المناقب لأبي المؤيد موفق بن احمد الخوارزمي مرفوعا الى علي (ع) قال: قال: قال رسول الله (ص): لما اسري بي الى السماء ثم من سماء الى سماء الى سدرة المنتهى وقفت بين يدي ربي فقال لي: يا محمد. قلت: لبيك وسعديك. قال: قد بلوت خلقي فأيهم وجدت اطوع لك ؟ قلت:: رب عليا. قال: صدقت فهل اخترت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلم عبادي من كتابي مالا يعلمون. قلت: اختر لي فان خيرتك خيرتي. فقال: قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا ونحلته علمي وحلمي وهو امير المؤمنين حقا لم ينلها أحد قبله وليست لأحد بعده. يا محمد علي راية الهدى، وامام من اطاعني، ونور اوليائي، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه فقد احبني ومن أبغضه فقد ابغضني فبشره بذلك - وقد سبق الحديث. وفي كتاب عبد المحمود وهو تأليف السيد رضي الدين علي
ابن طاوس واسمه كتاب الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف نقلا من كتاب ابي بكر احمد بن مردويه الثقة الحافظ عند اصحاب المذاهب الاربعة قال: حدثني احمد بن عبد الله بن الحسين حدثنا عبد العزيز بن يحيى البصري الجلودي أبو احمد حدثنا المغيرة ابن محمد المهلبي حدثنا عبد الرحمن بن صالح الازدي حدثنا علي ابن هاشم بن بريد حدثنا جابر بن يزيد الجعفي عن صالح بن ميثم عن ابيه عن ابن عباس قال: قلنا له: يابن عباس اينفع حب علي بن ابي طالب في الاخرة ؟ قال: قد تنازع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله في حبه حتى سألنا رسول الله (ص) فقال: دعوني حتى اسأل الوحي، فلما هبط جبرئيل سأله فقال: سأسأل ربي عن هذا، فرجع الى السماء ثم هبط الى الارض فقال: يا محمد ان الله يقرأ عليك السلام ويقول: احب عليا، فمن أحبه فقد أحبني ومن ابغضه فقد ابغضني. يا محمد حيث تكن يكن علي، وحيث يكن علي يكن محبوه، وان اجترحوا وان اجترحوا. أقول: دلالة هذا الحديث على وجوب محبة علي وتحريم وبغضه واضحة، ويدل على ما ذكرناه سابقا بالتقرير الذي أشرنا إليه. ومن الكتاب المذكور نقلا من كتاب تفسير السدي. وهو من قدماء المفسرين عندهم وثقاتهم قال: لما كرهت سارة مكان هاجر اوحى الله الى ابراهيم عليه السلام فقال: انطلق باسماعيل
حتى تنزل بيتي التهامى - يعنى مكة - فاني ناشر ذريته وجاعلهم ثقلا على من كفر بي وجاعل منهم نبيا عظيما ومظهره على الاديان، وجاعل من ذريته اثنى عشر عظيما، وجاعل ذريته عدد نجوم السماء. أقول: هذا نص من الله على الائمة الاثنى عشر، وتقريره كما مر انه لا خلاف بين العلماء كافة ان الائمة الاثنى عشر، ادعوا الامامة لأنفسهم وادعاها لهم شيعتهم في زمانهم وبعده، وكونهم مع ذلك عظماء عند الله صريح في صحة دعواهم وهو المطلوب. وفي الكتاب المذكور من روايات رجال المذاهب الأربعة كما رواه عندهم صدر الائمة اخطب خوارزم موفق بن احمد المكي في كتابه قال: حدثنا فخر القضاة نجم الدين أبو منصور محمد ابن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب الي من همدان قال: انبأنا الشريف نور الهدى أبو طالب الحسن بن محمد الزينبي قال: أخبرنا امام الائمة محمد بن احمد بن شاذان قال: حدثنا احمد بن محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا علي بن سنان الموصلي عن احمد بن محمد بن صالح عن سلمان بن محمد عن زياد بن مسلم عن عبد الرحمن بن زيد عن جابر عن سلامة عن أبي سليمان راعي رسول الله (ص) قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: ليلة اسري بي الى السماء قال لي الجليل جل جلاله: آمن الرسول بما انزل إليه من ربه. فقلت: والمؤمنون. فقال: صدقت يا محمد، من خلفت في امتك ؟ قلت: خيرها. قال:
علي بن ابي طالب. قلت: نعم يا رب. قال: يا محمد اني اطلعت الى الارض اطلاعة فاخترتك منها، فشققت لك اسما من اسمائي، فلا اذكر في موضع الا ذكرت معي، فأنا المحمود وأنت محمد، ثم اطلعت الثانية فاخترت عليا وشققت له اسما من اسمائي فأنا الأعلى وهو علي. يا محمد اني خلقتك وخلقته عليا وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولده نورا من نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والارض، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ومن جحدها كان عندي من الكافرين. يا محمد لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي ثم اتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم، يا محمد تحب ان تراهم ؟ قلت: نعم يا رب. قال: التفت عن يمين العرش، فالتفت فإذا بعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والمهدي في ضحضاح من نور قيام يصلون وهو في وسطهم يعني المهدي كأنه كوكب دري، فقال: يا محمد هؤلاء الحجج وهو الثائر من عترتك، بعزتي وجلالي انه الحجة الواجبة لأوليائي والمنتقم من أعدائي. اقول: دلالة هذا الحديث الشريف على المقصود من اثبات امامة الاثنى عشر عليهم السلام اوضح من جميع ما سبق، وهو مستغن بتصريحه عن بيان الدلالة.
وفي الكتاب المذكور قال: ذكر بعض الحنابلة في كتاب سماه نهاية الطلب وغاية السؤال وذكر فيه باسناده الى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: اوحى الله الى النبي (ص) اني قتلت بيحيى ابن زكريا سبعين ألفا، واني قاتل بابن بنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا. أقول: فهذه نبذة مما رواه العامة اصحاب المذاهب الاربعة واثبتوه في مصنفاتهم، وأوردوه في كتبهم من الاحاديث الصحيحة القدسية والنصوص الصريحة الجلية الواردة عن الذات المقدسة الإلهية، ولا ريب في بلوغها حد التواتر المعنوي وانها توجب لكل لمنصف العلم اليقيني، فكيف إذا انضم إليها النصوص التي رووها والاخبار التي نقلوها عن رسول الله (ص) التي تضمنت نصه على علي وذكر فضله والنص على الأئمة من بعده، فانها لا تكاد تحصر ولا تحصى ولا يمكن أن تجمع وتستقصى. وقد ألف العلماء في ذلك مؤلفات كثيرة جدا لا تحصى ايضا، فلينظر العاقل بعين الانصاف وليجتنب من طريق البغي والاعتساف وليعدل عن تقليد الآباء والاسلاف، فانه مذموم بنص القرآن مع الامر باتباع البرهان، وليرجع الى الكتب المشار إليها ليتبين له الحق اليقين وتنضح له النصوص على الائمة المعصومين الثابتة بشهادة الخصم واقرار المنكر، ورواية من لا يعتقد امامتهم لفضائلهم والنصوص عليهم حجة قاطعة لا يمكن ردها ولا العارضة فيها، فان جحود وجودها محال وتأوليها نوع من الضلال، لأن اكثرها صريحة في
المقصود غير قابلة للتأويل، وان ردوها لزمهم رد بقية رواياتهم كما لا يخفى. والله ولي التوفيق. ابواب الائمة عليهم السلام اذكر في هذه الابواب ما رواه أئمتنا عليهم السلام عن الله تعالى من الحديث القدسي ولم يبينوا من خوطب به أو أخبروا بمن خوطب به، وكان من غير الانبياء كالملائكة (ع)، وهذه الابواب لا تستوعب جميع الائمة عليهم السلام بل منهم من لم يرو عنه اصحابنا فيما اطلعت عليه من كتب احاديثنا شيئا من الاحاديث القدسية بهذه الصورة، فأذكر الذين اتفق لهم ذلك والله الموفق. باب امير المؤمنين علي عليه السلام محمد بن يعقوب الكليني عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن ابان بن عثمان عمن اخبره عن ابي عبد الله قال: وجدنا في كتاب علي عليه السلام ان نبيا من الأنبياء شكا الى ربه القضاء فقال: كيف اقضي بما لم ترعيني ولم تسمع اذني ؟ فقال: اقض بينهم بالبينات واضفهم الى اسمي يحلفون به. وبالاسناد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد عن ابي عبد الله عليه السلام قال: في كتاب علي عليه السلام ان نبيا شكا الى ربه فقال: يا رب كيف اقضي بما لم اسمع ولم أر ؟ قال: فأوحى
الله إليه احكم بينهم بكتابي واضفهم الى اسمي يحلفون به. وعن عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب عن علي بن رياب عن ابي عبيدة الحذاء عن ثوير بن ابي فاختة قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يحدث في مسجد رسول الله (ص) قال: حدثني ابي انه سمع أباه علي عليه السلام يقول: إذا كان يوم القيامة وذكر الحديث الى ان قال: فيشرف الجبار جل جلاله عليهم فيقول: أنا الله لا اله الا أنا الحكم العدل الذي لا يجور اليوم أحكم بينكم بعدلي وقسطي لا يظلم اليوم أحد. اليوم آخذ للضعيف من القوي بحقه ولصاحب المظلمة بالمظلمة بالقصاص من الحسنات والسيئات واثيب على الهبات. ولا يجوز هذه العقبة عندي ظالم ولاحد من عبادي عنده مظلمة الا مظلمة يهبها لصاحبها وأثيبه عليها وآخذ بها عند الحساب. فتلازموا أيها الخلائق واطلبوا مظللكم عند من ظلمكم بها في الدنيا وأنا شاهد لكم عليهم وكفى بي شهيدا. قال: ثم ينادي مناد من الله ان الله تعالى يقول: أنا الوهاب ان أحببتم ان تواهبوا فتواهبوا وان لم تواهبوا أخذت لكم بمظالمكم. قال: فيعفون الا القليل. قال: فيقول الله تعالى لا يجوز الى جنتي اليوم ظالم ولا يجوز الى ناري اليوم ظالم ولاحد من المسلمين عنده مظلمة حتى يأخذها منه عند الحساب أيها الناس استعدوا للحساب - الحديث. ورواه الصدوق في المجالس.
وعن علي بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن مقاتل بن سليمان قال: سألت أبا عبد الله (ع) كم كان طول آدم حين هبط به الى الارض وكم كان طول حواء ؟ فقال: وجدنا في كتاب علي (ع) ان الله تعالى لما اهبط آدم وزوجته حواء الى الارض كانت رجلاه بثنية الصفا ورأسه دون افق السماء. وانه شكا الى الله ما يصيبه من حر الشمس، فأوحى الله الى جبرئيل ان آدم شكا الي ما يصيبه من حر الشمس فاغمزه غمزة وصير طوله سبعين ذراعا بذراعه، واغمز حواء فصير طولها خمسة وثلاثين ذراعا بذراعها. محمد بن علي بن الحسين بن بابويه في كتاب العلل قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في حديث: ان الله تعالى قال للملائكة اني جال في الارض خليفة. قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، وقالوا: اجعله منا فانا لا نفسد في الارض ولا نسفك الدماء. فقال الله: يا ملائكتي اني اعلم ما لا تعلمون، اني اريد ان اخلق خلقا بيدي اجل من ذريته أنبياء مرسلين وعبادا صالحين وأئمة مهتدين، أجعلهم خلفائي على خلقي في أرضي، ينهونهم عن معاصي وينذرونهم عذابي ويدعونهم الى طاعتي ويسلكون بهم
طريق سبيلي، وأجعلهم حجة لي عذرا أو نذرا، وبير النسناس من أرضي فأطهرها منهم، وانقل مردة الجن العصاة عن بريتي وخلقي وخيرتي واسكنهم في الهواء وفي أقطار الارض، لا يجاورون نسل خلقي، وأجعل بين الذين وبين خلقي حجابا ولا يرى نسل خلقي الجن ولا يؤانسونهم ولا يخالطونهم، فمن عصاني من نسل خلقي الذين اصطفيتهم لنفسي اسكنتهم مساكن العصاة وأوردتهم مواردهم ولا ابالي. قال: فاغترف غرفة من الماء العذب الفرات فصلصلها فجمدت ثم قال لها: منك اخلاق النبيين والمرسلين وعبادي الصالحين والائمة المهتدين والدعاة الى الجنة وأتباعهم الى يوم القيامة ولا ابالي ولا اسأل عما أفعل وهم يسألون - يعني خلقه - انه سيسألهم. قال: ثم اغترف غرفة من الماء الملح الاجاج فصلصلها حتى جمدت فقال لها: منك أخلق جبارين والفراعنة والعتاة اخوان الشياطين والدعاة الى النار الى يوم القيامة وأتباعهم، ولا ابالي ولا اسأل عما، أفعل وهم يسألون. قال: وشرط في ذلك البداء ولم يشرط في أصحاب اليمين البداء، ثم خلط المائين - الحديث. وعن أبيه عن محمد بن يحيى العطار عن العمركي عن علي ابن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن علي (ع) قال: ان الله عز وجل إذا أراد أن يصيب أهل الارض بعذاب قال:
لولا الذين يتحابون بجلالي ويعمرون مساجدي ويستغفرون بالأسحار خوفا مني لأنزلت عذابي. احمد بن ابي عبد الله البرقي رفعه عن امير المؤمنين (ع) قال: ان الله إذا برز لخلقه أقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف ولو مسحة بكف ونطحة ما بين الشاة القرناء الى الشاة الجماء. احمد بن فهد في عدة الداعي قال: قال امير المؤمنين (ع) قال الله من فوق عرشه: يا عبادي اعبدوني فيما أمرتكم ولا تعلموني بما يصلحكم، فاني اعلم به ولا أبخل عليكم بمصالحكم. باب الحسين عليه السلام محمد بن علي بن الحسين بن بابويه في كتاب ثواب الاعمال عن أبيه قال: حدثني الحسن بن علي العاقولي عن احمد بن هارون القطان القصري عن محمد بن عبد الملك القطان عن زياد القندي عن موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عليهم السلام قال: لما بعث الله موسى بن عمران كلمه على طور سينا، ثم اطلع الى الارض اطلاعة فخلق من نور وجهه العقيق ثم قال الله آليت على نفسي ان لا عذب كف لابسه إذ اتوالا عليا بالنار. باب علي بن الحسين عليهما السلام الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي عن والده الشيخ ابي جعفر عن المفيد محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرني أبو
حفص محمد بن عمر بن علي الصيرفي قال: حدثنا أبو علي محمد ابن همام الاسكافي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال: حدثني سعيد بن عمرو قال: حدثني الحسن بن ضوء عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال علي بن الحسين عليه السلام: قال الله عز وجل: ما ترددت في شئ أنا فاعله ترددي عن قبض روح المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، فإذا حضره أجله الذي لا تأخير فيه بعثت إليه بريحانتين من الجنة تسمى احداهما المسخية والاخرى المنسية، فأما المسخية فتسخيه عن ماله، وأما المنسية فتنسيه أمر الدنيا. محمد بن يعقوب عن محمد بن ابي عبد الله وغيره عن سهل ابن زياد عن احمد بن محمد بن ابي نصر قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: ان بعض اصحابنا يقول بالجبر، وبعضهم يقول بالاستطاعة. قال: فقال لي اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم قال علي بن الحسين عليه السلام: قال الله عز وجل: يا بن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء، وبقوتي اديت فرائضي وبنعمتي قويت على معصيتي، جعلتك سميعا بصيرا ما أصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك، وذلك اني أولى بحسناتك منك وأنت أولى بسيئاتك مني، لا اسأل عما أفعل وهم يسألون، قد نظمت لك كل شئ تريد. محمد بن علي بن الحسين بن بابويه في المجالس قال: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني والحسن بن عبد الله بن
سعيد العسكري جميعا قالا: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال: حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال: حدثني علي بن حكيم عن الربيع بن عبد الله عن عبد الله بن الحسن عن زيد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام قال: يقول الله عز وجل: إذا عصاني من خلقي من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني. وفي كتاب ثواب الاعمال عن احمد بن محمد بن يحيى عن أبيه عن الحسين بن اسحاق عن علي بن مهزيار عن محمد بن ابي عمير عن منصور بن يونس عن ابي حمزة قال: سمعت علي ابن الحسين عليه السلام يقول: ان الله تعالى يقول: وعزتي وجلالى وعظمتي وجمالي وبهائي وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هواه الا جعلت همه في آخرته وغناه في قلبه، وكففت عنه ضيعته وضمنت السماوات والارض رزقه وانته الدنيا وهي راغمة. احمد بن ابي عبد الله البرقي في المحاسن عن محمد بن علي عن ابن سنان عن فرات بن احنف قال: قال علي بن الحسين (ع): من بات شبعانا وبحضرته مؤمن طاوي قال الله تعالى: اشهدكم على هذا العبد اني امرته فعصاني وأطاع غيري ووكلته الى عمله، وعزتي وجلالي لاغفرت له أبدا، ورواه ابن بابويه في عقاب الاعمال. باب ابي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد الاشعري عن المعلى
ابن محمد عن الحسن بن علي الوشا عن عاصم بن حميد عن ابي عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان الله تعالى يقول: وعزتي وجلالي وعظمتي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هوى نفسه الا كففت عليه ضيعته، وضمنت السموات والارض رزقه وكنت له من وراء تجارة كل تاجر. وعن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن العلاء بن رزين عن ابن سنان - يعني عبد الله - عن ابي حمزة عن ابي جعفر عليه السلام قال: قال الله: وعزتي وجلالي وعظمتي وبهائي وعلو ارتفاع مكاني لا يؤثر عبد مؤمن هواي على هواه في شئ من أمر الدنيا الا جعلت غناه في نفسه وهمه في آخرته، وضمنت السموات والارض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر. وعن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن جعفر بن محمد الاشعري عن عبد الله بن ميمون القداح عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال ابي قال الله: وعزتي وجلالي لا يقعد على استبرقها وحريرها من يؤتى في دبره. ورواه البرقي في المحاسن كما رواه عنه الكليني، ورواه ابن بابويه في عقاب الاعمال عن ابيه عن سعد عن جعفر بن محمد ببقية السند. وعن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن عبد الله بن محمد الجعفي
عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان المؤمن ليخرج الى أخيه يزوره فإذا دخل الى منزله نادى الجبار تبارك وتعالى: ايها العبد المعظم حقي المتبع لآثار نبيي حق على اعظامك سلني اعطك ادعني اجبك اسكت ابتدئك، فإذا انصرف الى منزله يناديه الجبار: ايها العبد المعظم لحقي حق علي اكرامك قد اوجبت لك جنتي وشفعتك في عبادي. وعن علي بن ابراهيم عن ابيه عن بعض اصحابه عن عاصم ابن حميد عن محمد بن قيس عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان نبيا من الانبياء شكا الى ربه كيف اقضي في أمور لم اخبر ببيانها ؟ فقال له: ردهم الي واضفهم الى اسمي يحلفون به. وعن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم والحجال عن العلاء عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام في حديث قال: اختصم الماء والنار والريح والكل يقول انا جند الله الاكبر، فأوحى الله الى الريح انت جندي الاكبر. وعن عدة من صحابنا قال الكيني: منهم محمد بن يحيى العطار عن احمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام قال: لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له: اقبل، فأقبل، ثم قال له: ادبر، فأدبر، ثم قال وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو احب الي منك ولا اكملتك الا فيمن احب، أما اني اياك آمر واياك انهي واياك
اعاقب واياك اثيب وعن محمد بن الحسن - يعني الصفار - عن سهل بن زياد عن ابن ابي نجران عن العلاء مثله. ورواه البرقي في المحاسن عن ابن محبوب ببقية السنة الاول. ورواه الصدوق في المجالس عن محمد بن موسى بن المتوكل عن عبد الله بن جعفر الحميري عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن ابن محبوب ببقية الاسناد. وعن علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسين بن عبد الرحمن عن سفيان الجويري عن ابيه عن سعد الخفاف عن ابي جعفر عليه السلام قال: يا سعد تعلموا القرآن فان القرآن يأتي يوم القيامة في احسن صورة - وذكر الحديث الى ان قال: فيناديه الله تعالى: يا حجتي في الارض وكلامي الصادق الناطق سل تعط واشفع تشفع. ثم يقول الله: كيف رأيت عبادي ؟ فيقول: يا رب منهم من صانني وحافظ علي ولم يضيع شيئا، ومنهم من ضيعني واستخف بحقي وكذب بي، وانا حجتك على جميع خلقك، فيقول الله تعالى: وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لأثيبن عليك اليوم احسن الثواب ولأعاقبن عليك اليوم أليم العقاب، قال فيأتي الرجل من شيعتنا فينطلق به الى رب العزة فيقول: رب عبدك وانت اعلم به قد كان نصبا بي مواظبا علي يحب في ويبغض فيقول الله: ادخلوا عبدي جنتي واكسوه من حلل الجنة وتوجوه بتاج، فيقول القرآن: يا رب اني استقل له هذا فزده مزيد
الخير كله. فيقول الله: وعزتي وجلالي وعلوي وارتفاع مكاني لأنحلن له اليوم خمسة اشياء مع المزيد له ولمن كان بمنزلته: ألا انهم شباب لا يهرمون، واصحاء لا يسقمون، واغنياء لا يفتقرون، وفرحون لا يحزنون، واحياء لا يموتون. وعن عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد واحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن محمد بن اسحق عن ابي جعفر (ع) قال: ان الله تعالى اوحى الى جبرئيل: انا الله لا اله الا انا الرحمن الرحيم، واني قد رحمت آدم وحوا لما شكيا الي فاهبط عليهما بخيمة وعزهما عني بفراق الجنة واجمع بينهما في الخيمة، فاني قد رحمتهما لبكائهما ووحشتهما في وحدتهما، وانصب الخيمة على الترعة التي بين جبال مكة. قال: فأوحى الله الى جبرئيل اهبط على الخيمة بسبعين ألف ملك يحرسونها من مردة الشياطين، ويؤنسون آدم، ويطوفون حول الخيمة تعظيما للبيت والخيمة. ثم قال: ان الله اوحى الى جبرئيل بعد ذلك ان اهبط الى آدم وحوا فنحهما عن قواعد بيتي وارفع قواعد بيتي لملائكتي ثم ولد آدم. قال: ثم اوحى الله الى جبرئيل ان ابنه واتمه بحجارة من ابي قبيس واجعل له بابين بابا شرقيا وبابا غربيا - الحديث. ورواه ابن بابويه في العلل عن محمد بن موسى بن المتوكل عن عبد الله بن جعفر الحميري عن احمد بن محمد بن عيسى عن
الحسن بن محبوب ببقية السنة. وعن محمد بن يحي