شن النظام الإيراني هجوماً لاذعاً على صحيفة "السياسة" بعد نشرها, الأحد الماضي, معلومات عن أن "الحرس الثوري" أوفد مجموعة قيادات استخباراتية وعسكرية من "فيلق القدس" إلى مكة المكرمة, للقيام بعمليات تخريبية وإرهابية خلال موسم الحج.
فخلال خطبته أمام الحجاج الإيرانيين قبيل مغادرتهم إلى السعودية لأداء فريضة الحج, وصف مندوب المرشد الأعلى علي خامنئي للحج علي قاضي عسكر "السياسة" ب¯"الشيطانية" و"الملعوب الأميركي", مشبهاً المعلومات التي كشفتها عن مخطط "الحرس الثوري" في الحج, بالاتهامات الأميركية لطهران بالضلوع في المؤامرة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير.
ورغم التحذيرات السعودية المتكررة من أي مظاهر سياسية في الحج, أكد المسؤول الايراني للحجاج ضرورة تنفيذ ما اعتبره "ركناً أساسياً" في الحج المتمثل بتظاهرة "البراءة من المشركين", تنفيذاً لوصايا مؤسس الجمهورية الإسلامية الخميني.
جدير بالذكر أن علي قاضي عسكر, الذي نقلت تصريحاته مواقع الكترونية ووكالات انباء إيرانية عدة, كان قد وصف السعودية في يونيو الماضي, ب¯"العدو" و"الخطر على الشيعة".
ويهم "السياسة" أن توضح للقراء الأعزاء والمسؤول الايراني ان خبرها الذي نشر على صدر صفحتها الأولى في عددها الصادر الأحد الماضي, مصدره واضح ومشار إليه في الفقرة الثانية, وهو عبارة عن بيان من "المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية" التي تعنى برصد انتهاكات النظام الايراني لحقوق الإنسان ومخططاته في دول الخليج العربي خاصة, والشرق الأوسط بشكل عام.
وانطلاقاً من تشبيهه خبر "السياسة" بالاتهامات الأميركية لإيران بشأن محاولة اغتيال الجبير, فإن المسؤول الايراني يعطي المعلومات صدقية أكبر, لأن كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية في مقدمهم الرئيس باراك أوباما فضلاً عن مسؤولين سعوديين جزموا بأن الأدلة التي تؤكد تورط "الحرس الثوري" في المؤامرة لاغتيال السفير "دامغة ولايرقى إليها الشك".
وتأسف "السياسة" لأن المعلومات التي نشرتها كان لها وقع الصدمة على المسؤول الايراني, ما دفعه إلى فقدان أعصابه وكيل الاتهامات من دون دليل, على الطريقة التي يشتهر بها نظام الملالي.