إخواني في الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشأت في أسرة شيعية ومجتمع شيعي في إحدى قرى البحرين، فشربت التشيع، وعشت في الوهم عاشقاً للحسين مبغضاً للصحابة الكرام؛ لأنهم سلبوا آل محمد حقهم، والكثير من الافتراءات التي ملأت عقلي وقلبي فأضحى أسود كالفحم عافاكم الله، وشددت الرحال منذ نعومة أظفاري إلى القبور في العراق وإيران والبحرين طالباً المدد والعون من غير الله، وغير هذه الأشياء من الأمور التي هي ليست إلا شرك وكفر بالمولى الرحمن.
بداية الهداية إلى منهج أهل السنة:
كيف اهتديت؟
كنت منذ صغري أهوى القراءة، وكانت قراءتي دوماً لكتب الشيعة المخدرة المنافقة التي تسبل على التشيع أسمى معاني الإنسانية؛ كجواد مغنية؛ وأشرطة أحمد الوائلي؛ وعبد الحميد المهاجر وغيرهم، وفي مرة من المرات وقع في يدي كتاب -فاضح الروافض في القرن العشرين- إحسان إلهي ظهير رحمه الله، وجعل جنات عدن مثواه، لم أصدق ما قرأت وبغضته بغضاً شديداً.
لكن هذه القراءة نكتت في قلبي نكتة بيضاء، فحاولت جاهداً أن أقرب في قلبي الشيعة والسنة فصعب علي الأمر؛ لأني كنت أحاول أن أجمع بين نقيضين، بين الظلمات والنور، وأصبح في قلبي شعور خافت بأن الحق هو مع أهل السنة، ولكن أن أترك ديني ودين آبائي لا يمكن لا يمكن! ما هو الحل إذاً؟!
اتجهت إلى الغفلة واللهو هروباً من الحقيقة الكامنة في القلب، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره، فبعد ليلة صاخبة انتهت عند مطلع الفجر ذهبت للنوم كالعادة، رأيت في المنام أن ملك الموت ينزع روحي، فصرخت بملء فيَّ: (( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ ))[المؤمنون:99-100] مكرراً هذه الآية، وأفقت مرعوباً خائفاً، فإذا بأذان الظهر من مسجد أهل السنة القريب من بيتي، فقمت من فوري واغتسلت وتوجهت إلى المسجد، لا أدري ماذا حدث؟ ساقتني رجلاي إلى مسجد أهل السنة وصليت الجماعة!! وكذلك صلاة العصر، ولازلت كذلك إلى يومنا هذا، أسأل الله الثبات.
ومما ساعدني كذلك انتقال أهلي للسكن بالمنامة في مناطق السنة مما سهل علي الأمر كثيراً...
الثبات على الحق رغم كل المحن:
المواجهة.. لم يعجب أهلي الأمر فبدأت رحلة العذاب وهو الهجر والعداء، هجمت علي أمي باكية ومزقت ثيابي، وألقت بنفسها أمام رجلي تنوح وتبكي، وأبي وأعمامي وإخواني وأصدقائي الكل هجرني، كنت أحس في قلبي بحلاوة الإيمان ولكن في نفس الوقت أحس بالحزن والكآبة للوعة الهجران.
وفي يوم حزين في المساء رفعت يدي إلى السماء، ودعوت المولى عز وجل سائلاً الثبات شاكياً إليه ضعفي، ثم توجهت للنوم، رأيت نفسي في المنام أني أمشي في سكة الحديد، والمكان مظلم ومغلق من جميع النواحي، وإذ بي أسمع صوت القطار خلفي، فقمت أجري لأهرب من القطار وأنظر يميناً وشمالاً ولم أجد مهرباً، وعندما قارب القطار أن يدهسني رأيت فرجة صغيرة فألقيت نفسي فيها لأنجو من القطار، ورأيت القطار فإذا هو أسود حالك السواد فنجوت منه.
فإذا بي أسمع هاتفاً يناديني ولكني لا أراه يسألني: من تريد؟
فقلت دونما شعور: أريد عمر.
قال لي: لماذا عمر؟
قلت: لا أدري.
فقال لي الهاتف: اصعد الدرج وكان درجاً طويلاً، فصعدت الدرج راكضاً شوقاً إلى رؤياه، فلما صعدت رأيته جالساً على الأرض، فتصافحنا بكل شوق.
فسألته دونما سابق ميعاد: أين رسول الله عليه الصلاة والسلام؟
فأشار إلى الغرفة خلفه، فذهبت راكضاً متلهفاً فرأيت رسول الله، فأمسك بيدي مبتسماً لم يقل شيئاً، كان ممسكاً بيدي وهو مبتسم والتف من حولنا الصحابة الكرام -هكذا حسبتهم- مبتسمين، وقلبي يكاد يطير من الفرح ثم أفقت من النوم.
فوجدت حلاوة الإيمان في قلبي وذهبت المرارة والحزن، ووجدت القوة والعزيمة الشديدة -أسأل الله سبحانه الهداية والثبات على الحق- والحمد لله أن هداني لاتباع الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم. وهدى الله على يدي ثلاثة من إخوتي فضلاً منه وجوداً وكرماً، وأرجو من كل من يقرأ هذا المقال أن يدعو لوالدي بالهداية.
وختاماً: أقول لجميع الشيعة: لا تعيشوا في الوهم، اقرءوا كتب إحسان إلهي ظهير ومحمد مال الله، والكثير من المراجع التي لا تخلو منها مكتبة
منقول