الي كل شيعي
يريد معرفه الحقيقه من اين اتي الشيعه بروايه الاثني عشر امام
ان يقرأدراسة وتمحيص أحاديث النص على اثني عشر إمام حديث 6و7
دراسة وتمحيص أحاديث النص على اثني عشر إمام حديث 6و7
عقائد الشيعة الاثني عشرية:
تمهبد :
من أسوأ الآفات التي عانت منها جميع الرسالات السماوية آفة غلوّ بعض أتباعها في أنبيائهم وأوليائهم إلى درجة التأليه الصريح - كما في النصرانية – أو التأليه الضمني بإضفاء الصفات الإلـهية إليهم كما في فرق الغلاة المنتسبين للشيعة في النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة من آله -عَليهِمُ السَّلام-
فنسبوا إليهم تلك الأوصاف وبعضهم زاد في الغلوِّ فنسب للنبي والأئمة تدبير الكون والإحياء والإماتة وتقسيم أرزاق العباد والحكم بينهم يوم المعاد وغير ذلك من صفات الله وأفعاله!!
وبعضهم الآخر ألّـهَ الإمام عليَّ بن أبي طالب (ع) أو النبيَّ والأئمة صراحةً كفرقة السبئية وفرقة الخطابية وفرقة النميرية والمفوِّضة وغيرهم من فرق الغلاة.
لكن الغلاة تمكّنوا قديماً من دسِّ كثير من الأخبار المختلقة والقصص الملفَّقة الطافحة بالغلوّ بين الشيعة، فبذروا بذلك بذوراً خبيثة للغلوِّ يمكنها أن تُنْبِتُ في كلِّ عصرٍ وزمان غلاةً منحرفين يحيون أقاويل أسلافهم من الغلاة القدماء لاسيما المفوّضة الملعونين على لسان الأئمة الطاهرين.
إن وظيفة الإمام عند الشيعة، تتجاوز الوظيفة السياسية والقيادة الدنيوية كما هي وظيفته في منظور أهل السنة، بل هي استمرار للنبوة، ووظيفة الإمام عندهم كوظيفة النبي، وصفاته كصفاته، وتعيين الإمام كتعيين النبي لا يتم إلا باختيار إلهي. لذلك أوردوا روايات تصف أئمتهم بكل صفات الكمال التي في الرسل والأنبياء، فلا فرق عندهم بين الإمام والنبي،
حتى قال المجلسي (1): صاحب كتاب من أهم كتبهم وهو: بحار الأنوار، في مائة وعشر مجلدات.
«إن استنباط الفرق بين النبي والإمام من تلك الأخبار لا يخلوا من إشكال ... ولا نعرف جهة لعدم اتصافهم بالنبوة إلا رعاية خاتم الأنبياء، ولا يصل عقولنا فرق بين النبوة والإمامة» (2)بحار الأنوار ج26 ص82 (وفي الكافي وغيره روايات كثيرة تؤكد ذلك، نذكر منها هذه الرواية في باب الفرق بين النبي والرسول والمحدث،
قال: «كتب الحسن بن العباس المعروفي إلى الرضا عليه السلام: جعلت فداك أخبرني ما الفرق بين الرسول والنبي والامام؟
قال: فكتب أو قال: الفرق بين الرسول والنبي والامام أن الرسول الذي ينزل عليه جبرئيل فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحي وربما رأى في منامه نحو رؤيا إبراهيم عليه السلام، والنبي ربما سمع الكلام وربما رأى الشخص ولم يسمع والامام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص» الكافي - الكليني - ج 1 ص 176.
فالإمامة عندهم منصب رباني له من القداسة ما للنبوة أو أكثر، دققوا في الكلام
يقول آية الله المظفر، وهو من أكابر علمائهم، وكتابه يدرس إلى اليوم في حوزاتهم:
«نعتقد أن الإمامة كالنبوة لا تكون إلا بالنص من الله تعالى على لسان رسوله أو لسان الإمام المنصوب بالنص إذا أراد أن ينص على الإمام من بعده،
وحكمها في ذلك حكم النبوة بلا فرق، فليس للناس أن يتحكموا فيمن يعينه الله هاديا ومرشدا لعامة البشر، كما ليس لهم حق تعيينه أو ترشيحه أو انتخابه، لأن الشخص الذي له من نفسه القدسية استعدادا لتحمل أعباء الإمامة العامة وهداية البشر قاطبة يجب إلا يعرف إلا بتعريف الله ولا يعين إلا بتعيينه» ( عقائد الإمامية - الشيخ محمد رضا المظفر - ص 74)
فانفردت العقيدة الشيعية عن كل الفرق الإسلامية باعتمادها على هذا المبدأ وجعله ركنا أساسيا ينبني عليه الدخول في الإسلام أو الخروج منه، بل جعلوه أهم ركن من أركانه:
فعن أبي جعفر قال: «بني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية، ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية، فأخذ الناس بأربع، وتركوا هذه» (3)
وفي رواية «بني الإسلام على شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان والحج إلى البيت، وولاية علي بن أبي طالب»
انظر هذه الروايات في الكافي ج2 ص21،22،32. أمإلي الصدوق ص221، 279، 510. ثواب الأعمال ص 15.
إثبات الهداة ج1 ص90، 91، 529، 545، 635. رجال الكشي ص 356.
علل الشرائع ص 94 تفسير العياشي ج2 ص 117.
أمالي المفيد ص209. أمإلي الطوسي ص 530.
من لا يحضره الفقيه ج1 ص 101، 131
كما جعلوا قبول أعمال العباد متوقف على اعترافهم بالأئمة .
«عن جعفر بن محمد، عن أبيه «عليه السلام» قال:
نزل جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يامحمد السلام يقرئك السلام، ويقول: خلقت السماوات السبع وما فيهن، والأرضين السبع وما عليهن، وما خلقت موضعا أعظم من الركن والمقام، ولو أن عبدا دعاني منذ خلقت السماوات والأرضين ثم لقيني جاحدا لولاية علي لأكببته في سقر».)وسائل الشيعة - الحر العاملي - ج 1 - ص 123 وفي امالي الصدوق ص 154 والبحار ج24ص51/ج27 ص167 وغيرها
ويقول الإمام الصادق (ع):
«مَا زَالَتِ الْأَرْضُ إِلَّا ولِـلَّهِ فِيهَا الحُجَّةُ يُعَرِّفُ الحَلَالَ وَالحَرَامَ وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى سَبِيلِ الله» الكليني، أصول الكافي، كتاب الحجة، بَابُ أَنَّ الأَرْضَ لا تَخْـلُو مِنْ حُجَّةٍ، ج1/ص178.
ويقول الإمام محمد الباقر (ع) أيضاً:
«وَاللهِ مَا تَرَكَ اللهُ أَرْضاً مُنْذُ قَبَضَ آدَمَ (ع) إِلَّا وَفِيهَا إِمَامٌ يُهْتَدَى بِهِ إِلَى الله وَهُوَ حُجَّتُهُ عَلَى عِبَادِهِ وَلَا تَبْقَى الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ حُجَّةٍ لِـلَّهِ عَلَى عِبَادِهِ»الكليني، أصول الكافي، كتاب الحجة، بَابُ أَنَّ الأَرْضَ لا تَخْـلُو مِنْ حُجَّةٍ، ج1/ص179.
وفي رواية أخرى يقول الإمام الصادق (ع) كذلك:
«الْأَوْصِيَاءُ هُمْ أَبْوَابُ الله عَزَّ وَجَلَّ الَّتِي يُؤْتَى مِنْهَا وَلَوْلَاهُمْ مَا عُرِفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَبِهِمُ احْتَجَّ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ»( الكليني، أصول الكافي، كتاب الحجة، بَابُ أَنَّ الأَئِمَّةَ (ع) خُلَفَاءُ الله عَزَّ وَجَلَّ فِي أَرْضِهِ وَأَبْوَابُهُ الَّتِي مِنْهَا يُؤْتَى، ج1/ص193.
أحاديث النص على اثني عشر إمام
كما بينا سابقا تدعي الشيعه بان النبي قد اوصي بالولايه لسيدنا علي من بعده
وتوجد في كتب الشيعة الإمامية، علاوةً على ذلك ان الرسول قد اوصي بأمر ربه تعالى، على اثني عشر إماماً واحداً واحداً ببيان أسمائهم وعلاماتهم، بحيث لا يبقى عذرٌ لأحد!!!!!!!!!!!!!!!
والان دراسة وتمحيص أحاديث النص على
الحديث السادس:-
من الأحاديث الأخرى التي تذكر نص الرسول (صلى الله عليه وآله) الصريح على أسماء الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) كما يدعي الشيعه
ما أخرجه
الصدوق أيضاً في إكمال النعمة
ونقله المجلسي كذلك في بحار الأنوار (ج2/ص158من طبعة تبريز)والحر العاملي في كتابه "إثبات الهداة" (ج2/ص372)
فقال: [حدثنا غير واحد من أصحابنا قالوا حدثنا محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحرث قال حدثني الفضل بن عمر عن يونس بن ظبيان عن جابر بن يزيد الجعفي قال سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول:
لما أنزل الله عز وجل على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله): يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم،
قلت يا رسول الله!
عرفنا الله ورسوله فمن أولو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟
فقال عليه السلام: خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين بعدي أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن والحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابر فإذا لقيته فأقرئه مني السلام ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميي وكنيي حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي ذلك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها ذلك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه له غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان،
قال جابر: فقلت يا رسول الله! فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟
فقال (صلى الله عليه وآله):
أي والذي بعثني بالنبوة إنهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها سحاب، يا جابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علم الله فاكتمه إلا عن أهله.]
ثم يذكر عقب هذا الحديث قصة ملاقاة حضرة الباقر لجابر.
وفيما يلي دراسة لسند الحديث وبعدها دراسة لمتنه:
· أول راو في سلسلة السند: "محمد بن همام"، جاء ذمه في قاموس الرجال (ج8/ص428)
بأنه «كان أحمد بن الحسين يضع الحديث، ومحمد بن همام يروي عنه!» أي أنه كان مروجا للموضوعات!
· الراوي الثاني في سلسلة السند: جعفر بن محمد بن مالك الذي مر معنا شدة طعن الرجاليين فيه حتى قالوا عنه أنه كان كذابا وضاعا متروك الحديث غالياً فاسد المذهب في مذهبه ارتفاع وكل عيوب الضعفاء فيه،
وعلى قول الشاعر: ما تفرق من المحاسن في غيرك اجتمع فيك!! (راجع ترجمته ذيل الحديث رقم 3).
· والراوي الثالث: الحسن بن محمد بن سماعة: ذكره الشيخ الطوسي في الرجال
وقال أنه كان واقفياً(الواقفة هم الذين وقفوا على إمامة موسى الكاظم وأنكروا إمامة بقية الأئمة الاثني عشر بعده)وأنه توفي سنة 263هـ أي بعد ثلاث سنوات من وفاة الحسن العسكري، كذلك نص في الفهرست على أنه كان واقفي المذهب، بل إن النجاشي قال عنه في رجاله أنه: [من شيوخ الواقفة... وكان يعاند في الوقف ويتعصّب!]، ثم يذكر النجاشي رواية تؤكد واقفية الحسن بن سماعة فيروي بسنده عن: [أحمد بن يحيى الأودي
قال: دخلت مسجد الجامع لأصلي الظهر فلما صليت رأيت حرب بن الحسن الطحان وجماعة من أصحابنا جلوسا فملت إليهم وسلمت عليهم وجلست وكان فيهم الحسن بن سماعة فذكروا أمر الحسن بن علي عليه السلام وما جرى عليه ثم من بعد زيد بن علي وما جرى عليه، ومضى رجل غريب لا نعرفه فقال يا قوم:
عندنا رجل علوي بسر من رأى من أهل المدينة ما هو إلا ساحر أو كاهن!، فقال له ابن سماعة: بمن يُعرَف؟
قال: علي بن محمد بن الرضا.]، ثم يذكر الرجل الغريب كرامة باهرة صدرت عن الإمام المشار إليه - أي علي النقي - بسر من رأى (أي سامراء الحالية) فينكرها الحسن بن محمد بن سماعة لعناده - على حد قول الراوي - لإمامة علي النقي!(الرجال للنجاشي: ص 32 (طهران: مركز نشر كتاب)
فهل من الممكن لمثل هذا أن ينقل عن جابر مثل هذا الحديث (الذي فيه النص على الأئمة الاثني عشر بأسمائهم وأنهم أولو الأمر الذين فرض الله طاعتهم)، مع أنه كان وبقي من المتعصبين في عقيدته بتوقف الإمامة عند موسى الكاظم عليه السلام؟!
· و قد جاء سند الحديث مختلفا في نسخة إكمال الدين للصدوق حيث ذكر: الحسن بن محمد بن الحرث عن سماعة؛ وعلى فرض أن هذا السند هو الأصح، فإن نفس الإشكال باق لأن سماعة هذا، الذي هو سماعة بن مهران، كان واقفيّاً أيضاً! ويستحيل أن يكون الشخص، الذي عنده مثل هذه الرواية عن الصادقين، واقفيّاً!
وعليه فمن اليقيني أن جعفر بن محمد بن مالك الذي وضع الحديث ينطبق عليه المثل القائل: حبل الكذب قصير، حيث نسي فذكر في سند حديثه مثل هؤلاء الرواة.
أما متن الحديث :
أولا : من المستبعـد أن يكون جابر بن يزيد الجعفي قد أدرك جابر بن عبد الله الأنصاري في سن التمييز، حيث، كما قلنا، كانت وفاة جابر بن عبد الله سنة 74 هـ، أي قبل ستين عاما من وفاة جابر بن يزيد.
و ثانياً : في آخر الحديث نلاحظ أنه تم تحاشي ذكر الإمام القائم باسمه، لا ندري لعل ذكره باسمه كان حراما أيضاً على رسول الله (صلى الله عليه وآله)!! ثم ذكر أن الله تعالى يفتح على يدي القائم مشارق الأرض ومغاربها وأنه يغيب غيبة..الخ،
وإذا لم يكن القارئ للحديث مطلعا على عقيدة الشيعة الإمامية، فإنه يتبادر لذهنه من ظاهر هذا الحديث أن الفتح يكون أولا ثم الغيبة بعده! ولا ندري أنقول أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي هو أفصح من نطق بالضاد، لم يحسن بيان القضية!! (حاشاه من ذلك)، أو أن جعفر بن محمد بن مالك واضع الحديث لم ينتبه جيدا أثناء تلفيقه ألفاظ الحديث!؟.
وثالثاً : جاء في آخر الحديث قول الرسول (صلى الله عليه وآله) لجابر: [يا جابر!
هذا من مكنون سر الله ومخزون علمه فاكتمه إلا عن أهله!!]،
والظاهر من هذا أن الحديث تم في خلوة خاصة بين الرسول(صلى الله عليه وآله) وجابر! ونسأل: مثل هذا الحديث الذي هو بيان لآية كريمة هي خطاب إلهي لجميع المسلمين على وجه الأرض بأن:
﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾
فيعرفنا الرسول(صلى الله عليه وآله) بأولي الأمر حتى نطيعهم ولا نعصهم فنعص الله تعالى ونستحق عذاب النار خالدين فيها طبقاً لقوله سبحانه:
﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أبداً ﴾ [الجن:23]
، وحتى لا نضل بطاعة غيرهم ممن قد يكونوا ممن نهانا الله عن طاعتهم، كما قال سبحانه: ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ. ﴾ [الأنعام:116]؛
هل يصح أن يكون سرا ويُبَلَّغَ في خلوة لفرد أو أفراد؟
أهكذا يكون إبلاغ رسالات الله ودينه؟
أم هكذا تقوم حجة الله تعالى على عباده؟
الواقع أنه ليس في دين الإسلام وعقائده التي عليها مدار النجاة والهلاك أي أسرار أو ألغاز أو حججا إلهية سرية مخفية! بل لقد تركنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
على مثل المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يضل فيها إلا هالك.( ((((امتدح الله تعالى نبيه الكريم (صلى الله عليه وآله) بأنه ليس بخيلا في نشر كل ما أعلن إليه بالوحي من الغيب فقال عز من قائل: (و ما هو على الغيب بضنين) التكوير/24، بل حرَّم الله تعالى في كتابه كتمان أي أمر من حقائق الدين أشد التحريم ولعن فاعل ذلك فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ} البقرة /159، ونحو ذلك في البقرة/174 وآل عمران/ 187. كما أمر الله تعالى رسوله أن ينذر جميع الناس على سواء دون تمييز في الإبلاغ فقال: {فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاء ...} الأنبياء/109. وكل هذا ينفي بشدة أن يكتم النبي بيان أصول الدين وحقائق الشريعة التي فيها هداية الناس أو يختص بها بعض الناس دون الآخرين أو أن يأمر بكتمانها))) )
و رابعاً : من جملة ما جاء في هذا الحديث الموضوع، وفي أحاديث أخرى أيضاً تخبر عن غيبة القائم، عبارة:
[أي والذي بعثني بالنبوة إنهم ليستضيئون بنوره وينتفعون في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جللها السحاب!] والواقع أن هذا كلام لا يثبت إلا بتلفيقات فلسفية عرفانية وهو تشبيه غير صحيح من عدة وجوه:
الشمس رغم كونها خلف السحاب إلا أن وجودها محسوس لكل إنسان وأثرها ظاهر ملموس بعكس الإمام القائم.
الشمس لا تختفي وراء السحب إلا مدة ضئيلة ثم تظهر، لذلك يؤمن بوجودها الناس، أما لو غابت واستمر غيابها مئات السنين فلكثيرين أن يتصوروا فناءها، ومثل هذا لا يقول به المعتقدون بإمامة الإمام القائم، بشأنه.
الشمس إذا استترت وراء الحجب في بعض نقاط الأرض فإنها تكون ظاهرة للملايين في نقاط أخرى من المعمورة وهذا لا ينطبق على الإمام القائم.
كل شيء على الأرض ينتفع من حرارة الشمس ونورها، لا فرق بين أن تكون ظاهرة للعيان أم مستترة أحياناً وراء السحب، فالنباتات والحيوانات والبشر والبحار والتربة كلها تنتفع من الشمس، على الدوام، بمنافع لا تحصى، وليس هكذا أبداً بالنسبة للإمام القائم، فلا ينتفع الناس أثناء غيبته بأي من المنافع التي ترتجى من وجود الإمام كإحياء معالم الدين وإماتة البدع وإبطال الخرافات والشبهات
وهداية الناس وبيان أحكام الشرع وتشكيل الحكومة الإسلامية وترويج الإسلام وإقامة الجهاد وتطبيق الحدود وإقامة الجمعة والجماعات ودفع شر الأشرار والنهي عن المنكرات... فليست القضية أن الناس محرومون من رؤيته فقط أما منافعه فموجودة (كالشمس أحياناً)
بل إنهم محرومون من رؤيته ومن منافعه أيضاً، ولا فائدة منه في حال غيبته إطلاقاً! هذا ما يشهد به العقل والوجدان ويدل عليه المنطق والبرهان عند ذوي التجرد والإنصاف.
================================================
الحديث السابع
حديث آخر أخرجه الشيخ الصدوق أيضاً في كتابيه إكمال الدين وعيون أخبار الرضا وننقله فيما يلي مختصرا
من كتاب "إثبات الهداة" للشيخ الحر العاملي: (ج2/ص328):
[حدثنا أبو الحسن علي بن ثابت الدواليبي بمدينة السلام سنة 325 قال:
حدثنا محمد بن الفضل النحوي قال حدثنا محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي
قال حدثنا علي بن عاصم عن محمد بن علي بن موسى عليه السلام عن أبيه علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال:
دخلت على رسول الله وعنده أُبَيُّ بن كعب
فقال رسول الله: مرحبا بك يا أبا عبد الله يا زين السموات والأرض،
فقال أُبَيٌّ: وكيف يكون يا رسول الله زين السموات والأرض أحد غيرك؟
فقال: يا أُبَيّ والذي بعثني بالحق نبياً إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض فإنه مكتوب عن يمين العرش: مصباح هدى وسفينة نجاة وإمام خير ويمن وعز وفخر وعلم وذخر، وإن الله ركب في صلبه نطفة طيبة مباركة زكية خلقت من قبل أن يكون مخلوق في الأرحام ويجري ماء في الأصلاب ويكون ليل ونهار...
.و قد لُقِّـنَ دعوات ما يدعو بهن مخلوق إلا حشره الله عز وجل معه، وكان شفيعه في آخرته، وفرج الله عنه كربه وقضى بها دينه ويسر أمره وأوضح سبيله وقواه على عدوه ولم يهتك ستره، فقال أبي بن كعب: وما هذه الدعوات يا رسول الله؟
قال: تدعو إذا فرغت من صلاتك وأنت قاعد:" اللهم إني أسألك بكلماتك ومعاقد عرشك وسكان سمواتك وأنبيائك ورسلك أن تستجيب لي، فقد رهقني من أمري عسراً فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي من أمري يسراً "
فإن الله عز وجل يسهل أمرك ويشرح صدرك ويلقنك شهادة أن لا إله إلا الله عند خروج نفسك...،
فقال له أُبَيّ: يا رسول الله ما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين؟
قال: مثل هذه النطفة كمثل القمر وهي نطفة تبيين وبيان يكون من اتبعه رشيدا ومن ضل عنه هويا،
قال: وما اسمه؟
قال: اسمه علي ودعاؤه: يا دائم يا ديموم....،
فقال له يا رسول الله! فهل له من ذرية ومن خلف أو وصيٍّ؟
قال: نعم، له مواريث السموات والأرض
قال: وما معنى مواريث السموات والأرض؟
قال: القضاء بالحق والحكم بالديانة وتأويل الأحلام وبيان ما يكون،
قال: فما اسمه؟
قال: اسمه محمد....، ركب الله في صلبه نطفة مباركة زكية وأخبرني جبرئيل إن الله طيبَ هذه النطفة وسماه جعفرا وجعله هادياً مهدياً وراضياً مرضياً يدعو ربه فيقول في دعائه:....،
يا أُبَـيّ إن الله ركب في هذه النطفة نطفة زكية مباركة طيبة أنزل عليها الرحمة سماها عنده موسى وإن الله ركب في صلبه نطفةً مباركةً طيبةً زكيةً مرضيةً سماها عنده عليّاً يكون لِـلّهِ في خلقه رضياً في علمه وحكمه ويجعله حجةً لشيعته يحتجون به يوم القيامة وله دعاء يدعو به....، وإن الله عز وجل ركب في صلبه نطفةً طيبةً مباركةً زكيةً راضية مرضيةً وسماها محمد بن علي فهو شفيع لشيعته ووارث علم جده....
و إن الله تبارك وتعالى ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية راضية مرضية لا باغية ولا طاغية بارة مباركة طيبة طاهرة سماها عنده علي بن محمد فألبسها السكينة والوقار وأودعها العلوم وكل سر مكتوم....، وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلبه نطفة طيبة وسماها عنده الحسن بن علي فجعله نورا في بلاده وخليفته في عباده وعزَّاً لأمة جده هاديا لشيعته وشفيعا لهم عند ربهم ونقمة على من خالفه وحجة لمن والاه وبرهانا لمن اتخذه إماماً....،
وإن الله ركب في صلب الحسن نطفة مباركة طيبة طاهرة مطهرة يرضى بها كل مؤمن قد أخذ الله ميثاقه في الولاية ويكفر بها كل جاحد،
وهو إمام تقي نقي مرضي هاد ومهدي يحكم بالعدل ويأمر به يصدق الله عز وجل ويصدقه الله في قوله يخرج من تهامة حتى تظهر الدلائل والعلامات وله بالطالقان كنوز لا ذهب إلا خيول مطهمة ورجال مسوَّمة يجمع الله عز وجل له من أقاصي البلاد على عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا،
معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم وأنسابهم وبلدانهم وطبائعهم وحلاهم وكناهم كدَّادون مجدون في طاعته. فقال له أُبَيّ: وما دلائله وعلاماته يا رسول الله؟
قال: له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه.....]
وفي آخر الحديث: [قال أُبَيّ: يا رسول الله كيف بيان حال هذه الأئمة عن الله عز وجل؟ قال: إن الله عز وجل أنزل عليَّ اثنا عشر صحيفة اسم كل إمام في خاتمه وصفته في صحيفته].
وقد تضمن الحديث ذكر دعاء خاص يدعو به كل إمام من الأئمة ويبين رسول الله ثوابه العظيم (!) لأُبَيّ،
ولما كان الحديث طويلا جداً أعرضنا عن ذكر كل الأدعية طلبا للاختصار واكـتـفـينا بما ذكرناه منه
ومن رغب بالوقوف عليه بتمامه فيمكنه الرجوع لعيون أخبار الرضا: ج 1/ ص62-65، أو إكمال الدين: ص 266 أو الجزء التاسع من بحار الأنوار (طبعة تبريز القديمة).
بعد التدقيق في هذا الحديث نقول
لنبدأ بدراسة سند الحديث:
· الراويان الثاني والثالث في سلسلة السند وهما: محمد بن الفضل النحوي ومحمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي، ليس لهما ذكر في كتب رجال الشيعة ولا ندري من كانا وما حالهما؟
· أما علي بن عاصم فله ذكر في كتب رجال الشيعة وكتب رجال العامة (أي السنة) وكلاهما نسبه للتشيع، فذكر الممقاني في تنقيح المقال (ج2/ ص294) أنه كان من شيوخ الشيعة المتقدمين وأنه أُخِذَ في زمن المعتضد العباسي مع جماعة من أصحابه مغلولا إلى بغداد بتهمة التشيع وسجن ومات في السجن. وقال عنه الفاضل محمد الأردبيلي في جامع الرواة (ج1/ص588): [علي بن عاصم بن صهيب الواسطي التميمي مولاهم صدوق يخطئ ويصر، ورمي بالتشيع من التاسعة،
مات سنة إحدى ومائتين وقد جاوز التسعين. قاله (ابن حجر) في التقريب. وقال الذهبي ضعَّفوه ومات سنة 201هـ] اهـ. مختصراً.
ولكن هذا التعريف له لا ينطبق على علي بن عاصم الذي نحن في صدده والذي قال الممقاني أنه أخذ في زمن المعتضد، ذلك أن المعتضد إنما ولي الخلافة سنة 279هـ.( انظر المنتظم في تاريخ الأمم لابن الجوزي: ج12/ص305 (بيروت، 1412هـ/1992))أي بعد 78 سنة من موته!
بالإضافة إلى أن الإمام محمد بن علي التقي - الذي يروي عنه محمد بن عاصم مباشرة هذا الحديث - ولد سنة 195هـ.،
وبالتالي فعند وفاة علي بن عاصم هذا كان عمر الإمام ست سنوات فقط! فعلي بن عاصم المتوفى سنة 201هـ. كان معاصراً للإمام الرضا لا لابنه محمد، فمن غير المعقول أن يرجع في الرواية إلى ابنه الصغير الذي كان عمره، على أكثر تقدير، ست سنوات!
عوضاً عن الرجوع للرضا الذي كان مرجع الشيعة في ذلك العصر! فمن المقطوع به أن الذي قبض عليه زمن المعتضد غير علي بن عاصم المترجم له في كتب رجال العامَّة، وبالتالي لا ندري من هو وما حاله بالضبط؟
وأخيراً فالسند ينتهي إلى الإمام الحسين عليه السلام الذي سمعه من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) مباشرةً، عندما كان عنده أبي بن كعب فقط!
وهذا الأمر فيه إشكال من عدة وجوه:
1- لماذا لم يُسمَع هذا الحديث من أحد من الأئمة قبل الإمام محمد التقي حتى أباح به لشخص واحد فقط هو علي بن عاصم المجهول الهوية بل ربما معدوم الوجود!
2- لماذا لم يرو أبي بن كعب هذا الحديث ولم يسمعه أحد منه مع أنه الوحيد الذي حظي بسماعه، خاصة أن الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يأمره بكتمانه وصيانته عن غير أهله!
كما أمر جابرا في حديث تفسير أولي الأمر! إن هذا كتمان لما أنزل الله من البينات وهذا لا يمكن أن يفعله أُبيّ الذي كان من خيار الصحابة ومحبي أهل بيت النبي(صلى الله عليه وآله)!
3- الحديث يتضمن أدعية اختص بها كل إمام، فلو فرضنا أن ذكر أسماء الأئمة كان ممنوعا لما فيه من خطر على حياتهم فهلا علَّم الرسول والأئمة من بعده الناس هذه الأدعية التي لها كل هذا الثواب العظيم، ليستفيدوا منها وينالوا ثوابها العميم؟
مع أنها لم تسمع منهم في غير هذا الحديث، أفليست كل هذه الإشكالات دليل على أن الحديث موضوع من أساسه؟.
أما من ناحية
متن الحديث
فقرائن الوضع فيه كثيرة نذكر منها ما يلي:
يروي عن حضرة الحسين قوله: دخلت على رسول الله وعنده أُبَيّ بن كعب
فقال (صلى الله عليه وآله): مرحبا بك يا أبا عبد الله! في حين أن الحسين بن علي عليهما السلام كانت سنه حين وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) ست سنوات،
ومن غير المعلوم في أي سنة دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأيا كان فلا يمكن أن يخاطب الرسول طفلا صغيرا لم يتزوج بعد ولا ولد له: بأبي عبد الله!
لأن الكنية إنما تطلق على الشخص بعد أن يصبح ذا ولد. وقطعا لم يكن للحسين هذه الكنية في ذلك السن. لكن واضع الحديث غفل عن هذه النقطة!
في الحديث يقول الرسول (صلى الله عليه وآله) للحسين:
يا زين السموات والأرض.. ويستشكل أُبَيّ هذا الوصف قائلا وهل أحد غيرك يا رسول الله زين السموات والأرض؟ هذا مع أنه لم يُسْمَع في أي حديث عن أي صحابي تلقيب الرسول أو وصفه بزين السموات والأرض فضلا عن أن يُختَصّ الحسين بمثل هذا اللقب،
بل الذي ورد في القرآن أن زينة السموات هي النجوم: ﴿ و لقد زيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيَا بِزِينةٍ الكَوَاكِبِ ﴾!
وعلى فرض أن لها زينة غير ذلك فإذا كانت النبوة فهي غير منحصرة بسيدنا رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذ هناك الكثيرون غيره من الأنبياء وإذا كانت الصلاح والولاية فغير منحصرة بالحسين فقط.
ثم إن الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يجب على استشكال أُبَيّ إلا بقوله أن الحسين في السماء أكبر منه في الأرض، مع أن كثيرين هم في السموات أكبر منهم في الأرض ومع ذلك ليسوا زين السموات والأرض! فالجواب لم يكن محكما في محله، (وحاشا رسول الله هذا الضعف في البيان).
اهتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذا الحديث
بتمجيد نطفة الحسين وبيان صفاتها ومقامها وكذلك نطفة من بعده حتى وصفت نطفة الإمام العاشر بإحدى عشر صفة! مما ينبغي لأجله أن يسمى هذا الحديث حقّاًبحديث النطفـة!!
وقد جعل نطفة الحسين مخلوقةً قبل أن يجري ماء في الأصلاب أو يكون ليل ونهار!!
فلا ندري أين كانت النطفة مستقرة إن لم تكن في الأصلاب؟؟
في الحديث يذكر الرسول (صلى الله عليه وآله) لأُبَيٍّ دعاءً لُقِّـنه الحسين ويبين له أن من دعا به حشره الله مع الحسين وكان الحسين شفيعه في آخرته وفرج الله كربه وقضى دينه ويسر أمره وأوضح سبيله وقواه على عدوه و.. و..الخ!
ثم يذكر دعاءً من عدة كلمات لا تزيد على السطرين ولا تخلو من ركاكة!
فأي عقل ودين يقبل أن يكون لقراءة مثل هذين السطرين كل ذلك الأجر الكبير والثواب العظيم! ولماذا لم ينتفع الحسين نفسه بهذا الدعاء في تيسر أمره وفرج كربه وقوته على عدوه؟!
هذا لوحده يكفي في الدلالة على وضع هذا الحديث وأن ما فيه من أدعية وثواب عظيم على كل واحد منها ليس إلا من اختلاق أولئك الكذبة المخرفين الذين يريدون أن يغروا السذج بهذه الخرافات ويشجعوهم على ترك السعي والعمل ويفتحوا لهم باب الفسق والفجور ثم الاعتماد على كلمتي دعاء للنجاة ونيل شفاعة الحسين!
والأعجب من ذلك دعاء نطفة حضرة الباقر أي أن حضرة الصادق اختص بدعاء هو: يا ديَّان غير متوان... اجعل لشيعتي من النار وقاء ولهم عندك رضاء... وهب لهم الكبائر التي بينك وبينهم!
ثم قال: من دعا بهذا الدعاء حشره الله تعالى أبيض الوجه مع جعفر بن محمد إلى الجنة! حسنا علمنا أن لجعفر بن محمد شيعة وهو يدعو ربه لأجل شيعته، لكن سائر الناس ليس لهم شيعة،
فما معنى أن يدعو كل مسلم فيقول: اللهم اجعل لشيعتي من النار وقاء.. وهب لهم الكبائر؟!
ثم هل يغفر الله تعالى الكبائر بمجرد دعاء نطفة من سطرين؟
وهل هذا إلا تجرئٌ للناس على الخوض في الكبائر؟
انظر كيف سخر هذا الكذاب الوضاع للأحاديث من دين الله ومن الناس ووضع على لسان النبي (صلوات الله عليه) كل ما أوحاه له شيطانه.
ومن علامات الوضع الظاهرة في الحديث عبارة "وهَبْ لهم الكبائر" التي يكشف التأمل في ألفاظها أن واضعها كان فارسيا وذلك لأنه عوضا عن استخدام عبارة: "اغفر لهم الكبائر.." قال: "و هَبْ لهم الكبائر...
" في حين أنه لا يعبر أبداً - في العربية - عن طلب غفران الذنوب بتعبير: هب لهم!
بل اغفر لهم، لأن الهبة عطاء لما هو خير ورحمة كقوله تعالى: ﴿ وهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ﴾ [آل عمران:8]
، أو ﴿ هَبْ لِيْ مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ﴾ [آل عمران:38]
، أو ﴿ ربِّ اغْفِرْ لي وهَبْ لي مُلْكَاً ﴾ [ص:35]،
ولكن لا يأتي في العربية أبداً تعبير "رب هب لي الفواحش وكبائر الذنوب!".
ذلك أنه لا يوجد في اللغة العربية تجانس بين الألفاظ الدالة على معنى "العطاء والهبة والإهداء..." وبين الألفاظ الدالة على معنى "الغفران والصفح والتجاوز"، بعكس اللغة الفارسية التي يوجد فيها تجانس وتقارب بين ألفاظ المعنيين،
ففي الفارسية يعبر عن كلا معنى العطاء ومعنى الغفران بنفس الفعل وهو "بخشيدن" و"بخشودن" فنقول في الفارسية: "گناه او را ببخش": أي: اغفر له ذنبه، ونقول: "اين لباس به او ببخش" أي: أعطه هذا اللباس.
هذا التجانس في اللغة الفارسية هو الذي أوقع واضع الحديث - لعدم تمكنه من العربية - بهذا الخطأ الكبير في تعبيره "و هب لي الكبائر!"
، فالحديث من وضع رجل فارسي غير متمكن من العربية ولا يمكن أن يكون من كلام إمام من أئمة أهل البيت العرب الأقحاح الفصحاء عليهم السلام أو كلام نبي الإسلام سيد الفصحاء (صلى الله عليه وآله وسلم)(واصل المؤلف ذكر انتقادات أخرى طويلة نسبيا لمتن الحديث، رأيت الاكتفاء بما ذكرته، طلبا للاختصار وابتعادا عن التطويل الممل.).