للذي في قلبه مرض , والذي يحذف , يدبلج , ليبرر لطغاة العصر من بني امية الولاية على المسلمين . نقول له باننا نكفر بالاسلام الذي ينص على تتولى الامارة الشجرة الملعونة في القران ( اي بني امية )
تقول الشيعة ان هناك نص الهي ونبوي في تعيين الولي وهناك العشرات من الاحاديث بل المئات التي تتعلق بهذا الموضوع والسبب هو منطقي , اذ لا يعقل ان يترك الرسول صلوات ربي عليه واله الامة من بعده من دون ان يعين من يليه والخليفة الاول والثاني عقلوا ذلك ( يوجد عندنا مصيبة عند هؤلاء في الفهم للدين )
الكلام لا يؤدي مع هؤلاء الى نتيجة وطريقة ردهم تسعدنا اذ ان جهلهم بالدين والشرع والمنطق والعقل واضح لكل من يتصفح المنتدى يزيد من انحسار الفكر السلفي / الوهابي الذي كفر اهل السنة والجماعة قبل الشيعة .
حديث المنزلة وهو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ( 1 ) .
فأوضح النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن منزلة علي عليه السلام منه صلى الله عليه وآله وسلم كمنزلة هارون من موسى عليهما السلام ، إلا أن عليا عليه السلام ليس بنبي ، وبين القرآن الكريم هذه المنزلة في آيات كثيرة :
منها : قوله تعالى ( وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ) ( 2 ) .
وقوله تعالى ( واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري ) ( 3 ) .
وقوله تعالى ( ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا ) ( 4 ) .
فدلت الآية الأولى على أن هارون خليفة موسى في قومه ، ودلت الآيتان الأخريان على أنه وزير موسى عليه السلام .
وذلك يدل على أن أمير المؤمنين عليه السلام هو خليفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قومه .
وتدل المناسبة التي صدر فيها الحديث على أن هذا المعنى هو المراد ، فقد أخرج البخاري ومسلم والترمذي وأحمد وغيرهم عن سعد : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك ، واستخلف عليا ، فقال : أتخلفني في النساء والصبيان ؟
قال : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي ؟ ( 5 ) فذكر صلى الله عليه وآله وسلم ذلك بمناسبة استخلاف علي عليه السلام على المدينة لما ذهب لغزوة تبوك .
وهذا يدل على أن المنزلة المذكورة في الحديث هي منزلة الخلافة كما نصت عليه الآية المباركة في هارون عليه السلام . وقال الإيجي في الرد على ذلك : الجواب : منع صحة الحديث ، أو المراد استخلافه على قومه في قوله ( اخلفني في قومي ) لاستخلافه على المدينة ، ولا يلزم دوامه بعد وفاته . . . كيف والظاهر متروك ، لأن من منازل هارون كونه أخا ونبيا ( 6 ) .
والجواب : أن الحديث صحيح السند ، بل هو متفق عليه ، بل هو متواتر ، ويكفي في الدلالة على أنه صحيح ومتفق عليه أنه مروي في الصحيحين ، ونص على صحته كثير من حفاظ الحديث كالترمذي والحاكم والذهبي وغيرهم ، حتى ابن تيمية وابن حزم اللذان أنكرا كل فضيلة لأمير المؤمنين عليه السلام لم يسعهما إنكار هذا الحديث ، ونص على تواتره السيوطي في ( قطف الأزهار المتناثرة ) والكتاني في ( نظم المتناثر ) ، والزبيدي في ( لقط اللآلئ المتناثرة ) وغيرهم .
وأما قوله : لا يلزم دوامه بعد وفاته فهو مكابرة ، لأن النبي لم يقيد هذه المنزلة بحال الحياة ، أو بتلك الواقعة ، بل هي في الحديث مطلقة شاملة لكل الأزمنة ، وفي كل الوقائع . وقوله : ( كيف والظاهر متروك ، لأن من منازل هارون كونه أخا ونبيا ) مردود بأن الظاهر صحيح ، أما كونه أخا فهي صفة ثابتة لأمير المؤمنين عليه السلام بنص حديث المؤاخاة ( 7 ) واعتراف علماء أهل السنة به ( 8 ) . وأما النبوة فقد صرح النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث المنزلة باستثنائها ، حيث قال : إلا أنه لا نبي بعدي ، فلا تكون النبوة ثابتة لأمير المؤمنين عليه السلام . وقال ابن تيمية : ( والنبي صلى الله عليه وسلم إنما شبه عليا بهارون في أصل الاستخلاف لا في كماله ) ( 9 ) يريد به أن هارون لم يخلف موسى بعد موته ، بل خلفه يوشع ابن نون ، والمطلوب هو الدلالة على الاستخلاف بعد الموت ، لا حال الحياة فقط . والجواب : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر أن منزلة علي عليه السلام منه هي منزلة هارون من موسى ، وهذه المنزلة أوضحها القرآن الكريم ، وليس المراد بالحديث هو المشابهة بين علي وهارون من جميع الجهات . وأما أن هارون عليه السلام لم يخلف موسى عليه السلام بعد وفاته فما ذلك إلا لأنه مات في حياة موسى عليه السلام ، ولو كان حيا لخلفه بعد وفاته كما خلفه في حياته ، لأنه لا يصح أن يكون خليفة موسى عليه السلام غير نبي مع وجود النبي .
(1) صحيح البخاري 3 / 1142 فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ب 9 ح 3706 . صحيح مسلم 4 / 1870 - 1871 فضائل الصحابة ، ب 4 ح 2404 : 31 ، 32 . سنن الترمذي 5 / 638 ، 640 ، 641 ح 3724 ، 3730 ، 3731 وقال في بعضها : حديث حسن . وفي بعضها : حديث صحيح . سنن ابن ماجة 1 / 42 ، 45 ح 115 ، 121 . مسند أحمد ابن حنبل 1 / 170 ، 173 - 175 ، 177 ، 179 ، 182 ، 184 ، 185 ، 330 ، 3 / 32 ، 338 ، 6 / 369 ، 438 . المستدرك 3 / 109 ، 133 ، قال الحاكم فيهما : حديث صحيح . ووافقه الذهبي . مجمع الزوائد 9 / 109 - 111 ووثق رجال بعض الطرق . حلية الأولياء 7 / 194 - 196 وقال : صحيح مشهور . خصائص النسائي ح 11 ، 12 ، 24 ، 44 - 64 ، 126 . فضائل الصحابة ح 954 ، 956 ، 957 ، 960 ، 1005 ، 1006 ، 1041 ، 1045 ، 1079 ، 1091 ، 1143 ، 1153 . مسند أبي داود الطيالسي ، ص 29 ح 209 ، 213 . السنن الكبرى 9 / 40 . المصنف لابن أبي شيبة ح 32065 - 32069 . صحيح ابن حبان 15 / 15 ، 370 ح 6643 ، 6926 ، 6927 . المعجم الكبير للطبراني 23 / 376 ح 892 . كتاب السنة ح 1331 - 1351 ، 1381 - 1386 . مسند الحميدي 1 / 38 ح 71 . البداية والنهاية 7 / 347 ، 351 - 354 ، مختصر إتحاف السادة المهرة 9 / 177 ، 181 ح 7434 ، 7443 .
(2) سورة الأعراف ، الآية 142 .
(3) سورة طه ، الآيات 29 - 32 .
(4) سورة الفرقان ، الآية 35 .
(5) صحيح البخاري 3 / 1331 المغازي ، ب 78 ح 4416 . صحيح مسلم 4 / 1871 فضائل الصحابة ، ب 4 ح 2404 : 31 ، 32 .سنن الترمذي 5 / 638 ح 3724 قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . مسند أحمد بن حنبل 1 / 177 ، 182 . صحيح ابن حبان 15 / 370 ح 6927 . مسند أبي داود الطيالسي ، ص 29 ح 209 ، السنن الكبرى 9 / 40 . دلائل النبوة 5 / 220 . خصائص النسائي ، ص 74 ح 56 . حلية الأولياء 7 / 196 . تاريخ بغداد 11 / 432 . شرح السنة 14 / 113 ح 3907 . مشكل الآثار 2 / 309 . البداية والنهاية 7 / 353 . المطالب العالية 4 / 65 ح 3972 .
(6) المواقف ، ص 406 .
(7) أخرج الترمذي في سننه 5 / 636 ح 3720 وحسنه ، عن ابن عمر قال : آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه ، فجاء علي تدمع عيناه ، فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت أخي في الدنيا والآخرة . المستدرك 3 / 14 . مشكاة المصابيح 3 / 1720 ح 6084 . البداية والنهاية 7 / 348 . فضائل الصحابة 2 / 617 ح 1055 وغيرها .
(
قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات 1 / 344 ت 429 في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام : ( وهو أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمؤاخاة وصهره على فاطمة سيدة نساء العالمين ) . وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء ، ص 132 : ( وعلي رضي الله عنه أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأخو رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمؤاخاة ) .
(9) المنتقى من منهاج الاعتدال ، ص 212 .