تاخذون من سمرة بن جندب وكعب الاحبار وابو هريرة وعكرمة . والشيعة تاخذ من الائمة عن ابائهم عن جدهم باب علم مدينة رسول الله علي امير المؤمنين عن رسول الله صلوات ربي عليه واله عن الله . موتوا بغيظكم
اجل هؤلاء صحابة رسول الله كما تدعون وهم حثالة المسلمين وجعلتم من معاوية وابو هريرة ووضعتم الملك جبرائيل في وسطهم
( تاليف بني امية واخراج ابو هريرة ) الامناء على الوحي ثلاثة معاوية وجبرائيل وانا اي ابو هريرة
من الدلائل النبوة وخلاصة ما جرى مع أهل البيت في هذا العهد يعطينا معالمها عدد ليس بالقليل من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، اخترنا منها هنا أربعة فقط لننتقل بعدها إلى العهد الآخر .
1 - أخرج الحاكم في المستدرك عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي عليه السلام : " أما إنك ستلقي بعدي جهدا " . قال : في سلامة من ديني ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : " في سلامة من دينك " ( 1 ) .
2 - كان علي عليه السلام مريضا ، وقد عاده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر وعمر معه ، فقال أحدهما للآخر : ما أراه إلا هالكا ! فقال صلى الله عليه وآله وسلم : " إنه لن يموت إلا مقتولا ، ولن يموت حتى يملأ غيظا " ( 2 )
3 - وعنه عليه السلام قال : " إن مما عهد إلي النبي صلى الله عليه وآله
* ( هامش ) *
( 1 ) المستدرك 3 : 140 وقال : صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
( 2 ) المستدرك 3 : 139 ، الكامل في التاريخ 3 : 387 . ( * )
وسلم أن الأمة ستغدر بي بعده " . وفي لفظ آخر : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي " إن الأمة ستغدر بك بعدي " ( 1 ) .
4 - عن علي عليه السلام ، قال : " بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آخذ بيدي ، ونحن نمشي في بعض سكك المدينة إذ أتينا على حديقة ، فقلت : يا رسول الله ، ما أحسنها من حديقة ! فقال : لك في الجنة أحسن منها .
ثم مررنا بأخرى ، فقلت : يا رسول الله ، ما أحسنها من حديقة ! قال : لك في الجنة أحسن منها . ثم مررنا بسبع حدائق كل ذلك أقول : ما أحسنها . ويقول : لك في الجنة أحسن منها . . فلما خلا له الطريق اعتنقني ثم أجهش باكيا . قلت : يا رسول الله ، ما يبكيك ؟ قال : ضغائن في صدور أقوام ، لا يبدونها لك إلا من بعدي " ( 2 ) !
* ( هامش ) *
( 1 ) المستدرك 3 : 140 وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ابن عساكر في الترجمة 3 : 148 / 1164 - 1168 ،
دلائل النبوة 6 : 440 ، تذكرة الحفاظ 3 : 995 ، البداية والنهاية 7 : 338 ابن أبي الحديد 6 : 45 ، تاريخ بغداد 11 : 216 ،
كنز العمال 11 / 32997 ، الخصائص الكبرى 2 : 235 .
( 2 ) مسند أبي يعلى الموصلي 1 : 426 / 305 ، وصححه الحاكم في المستدرك 3 / 139 ، ابن أبي الحديد 4 : 107 ،
الرياض النضرة 3 : 184 ، مجمع الزوائد 9 : 118 ، المناقب للخوارزمي : 26 ، كنز العمال 13 : 176 / 46533 . ( * )
مجمل ما لقي أهل البيت وقصة الوضع في الحديث
فصول القصة : نأتي هنا على وصف مجمل لحال أهل البيت ( عليهم السلام ) في العهدين الأموي والعباسي إذ إن التفصيل في هذا يعني أن نمضي مع كل واحد منهم عليهم السلام امتداد حياته ، وليس هذا بخفي على من تتبع التاريخ . ومعه ستأتي قصة الوضع في الحديث لما بين الأمرين من تلازم وثيق ، إذ إن سياسة إبعادهم وامتهانهم عليهم السلام كانت تستلزم على الدوام عملا ثقافيا وفكريا موازيا يدعمها ويبرر خطواتها ، وليس أخطر في ذلك من الحديث المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ! فبذلوا لذلك كل جهد ، وسخروا كل ما وسعهم تسخيره بالاتجاهين معا : اتجاه طمس فضائل ومناقب أهل البيت ( عليه السلام ) . واتجاه إطراء خصومهم ، واختلاق المناقب لهم ، ونسبة ذلك كله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، في عمل منسق على شكل مراحل منتظمة ومتوالية ! وسنرى كل ذلك الآن . . أفرد ابن أبي الحديد في كتابه ( شرح نهج البلاغة ) فصلا بعنوان : " ذكر ما مني به آل البيت من الأذى والاضطهاد " قال فيه : وقد روي أن أبا جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) قال - لبعض أصحابه - : " يا فلان ، ما لقينا من ظلم قريش إيانا ، وتظاهرهم علينا ! وما لقي شيعتنا ومحبونا من الناس ! إن رسول الله صلى عليه وآله وسلم قبض وقد أخبرنا أنا أولى الناس بالناس . فتمالأت علينا قريش حتى أخرجت الأمر عن معدنه ، واحتجت على الأنصار بحقنا وحجتنا ، ثم تداولتها واحدا بعد واحد حتى رجع الأمر إلينا ، فنكثت بيعتنا ، ونصبت الحرب لنا
! ولم يزل صاحب الأمر في صعود كؤود حتى قتل ! وبويع الحسن ابنه ، وعوهد ، ثم غدر به وأسلم ، ووثب عليه أهل العراق حتى طعن بخنجر في جنبه ، ونهبت عسكره ، وعولجت خلاخيل أمهات أولاده ، فوادع معاوية ، وحقن دمه ودماء أهل بيته ، وهم قليل حق قليل . ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفا ، ثم غدروا به ، وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم ، وقتلوه ! ثم لم نزل - أهل البيت - نستذل ، ونستظام ، ونقصى ، ونمتهن ، ونحرم ، ونقتل ، ونخاف ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا ! . ووجد الكاذبون الجاحدون - لكذبهم وجحودهم - موضعا يتقربون به إلى أوليائهم وقضاة السوء ، وعمال السوء في كل بلدة ، فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ورووا عنا ما لم نقله ولم نفعله ليبغضونا إلى الناس . وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية ، بعد موت الحسن ( عليه السلام ) . فقتلت شيعتنا في كل مكان ، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة ! . وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو هدمت داره ( 1 ) " ! .
هكذا إذن أقصي أهل البيت ( عليهم السلام ) عن مكانهم في خلافة رسول الله ، إذ هم " أولى الناس بالناس " . وجحدت منزلتهم ، إذ هم ثاني الثقلين " كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي " .
ثم أقصوا حتى عن موقعهم في ترؤس ميدان الفقه وعلوم الشريعة ، رغم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حقهم " فلا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم " . ورغم زعامتهم في العلم والفقه وتفوقهم على سواهم ، ورجوع غيرهم إليهم ، حجر على فقههم ، وحورب من كان يحمله عنهم ، وقتل أتباعهم في كل مكان " وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو هدمت داره ! ويواصل الإمام الباقر عليه السلام كلامه ، فيقول : " ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين عليه السلام " ( 2 ) .