نستغفر الله العظيم من اقوالكم
تقولون ان الله يغيِّر إرادته ويبدِّلها كل حين. ففي الكافي رُوي بالسند الصحيح «إِنَّ اللهَ تَعَالَى كَانَ وَقَّتَ هَذَا الأمْرَ [أي قيام القائم] فِي السَّبْعِينَ [أي سنة 70 هـ]
فَلَمَّا قُتِلَ الحُسَيْنُ اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى أَهْلِ الأرْضِ فَأَخَّرَهُ إِلَى أَرْبَعِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ، فَحَدَّثْنَاكُمْ فَأَذَعْتُمُ الحَدِيثَ وَكَشَفْتُمْ قِنَاعَ السِّتْرِ فَأَخَّرَهُ اللهُ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَقْتاً عِنْدَنَا..»([«الكافي»، الكُلَيْنِيّ، (1/368).]).
وفي موضع آخر أيضاً رُوي أن الإمام جعفر الصادق عين ابنه إسماعيل إماماً من بعده فبرزت من إسماعيل أعمال غير مرضية فنقل الإمامُ الإمامةَ عنه إلى أخيه موسى بن جعفر ولما سُئل عن سبب هذا التغيير
قال: بدا لِـلَّهِ في إسماعيل!
إذا كان الله هكذا فإن كل شخص يستطيع أن يدَّعي الألوهية!
هذا الإله يعطي على من شارك في مراسم العزاء الحسيني أو زار الحسين ثواب ألف شهيد، وفي رواية مئة ألف شهيد(روى الشيخ أبو جعفر الطوسي في «التهذيب» (6/52) عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ: مَا لِمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ (ع) فِي كُلِّ شَهْرٍ مِنَ الثَّوَابِ؟ قَالَ: «لَهُ مِنَ الثَّوَابِ ثَوَابُ مِائَةِ أَلْفِ شَهِيدٍ مِثْلِ شُهَدَاءِ بَدْر»!.)
وفي رواية ألف ألف شهيد!!
حقاً لو كان الله يعطي الثواب كذلك،
فما أتعس شهداء بدر وأحد الذين لم يدركوا إلى أي حدٍّ الأمور سهلةٌ في نظام هذا الإله،
وأتعبوا أنفسهم بالتضحية بأرواحهم الغالية،
وما اسعد الشيعه ياكلون ويشربون ثم يقوموا بزياره واحده فينالوا أجر الف شهيد من شهداء بدر!
وفي المجلد الثاني لشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد جزءاً من خطبة النبيّ -صلى الله عليه وآله-التي قالها في أواخر عمره:
((أيها الناس! إنه ليس بين الله وبين أحد نسب ولا أمر يؤتيه به خيراً أو يصرف عنه شراً إلا العمل، ألا لا يَدَّعِيَنَّ مُدَّعٍ ولا يتمنَّيَنَّ مُتَمَنٍّ، والذي بعثني بالحق لا يُنْجِي إلا عملٌ مع رحمةٍ ولو
عصيتُ لهويت. اللهم هل بلّغت؟)).
مرحى لهذه الألعاب السحرية البارعة
التي سبقتم فيها أكبر المشعوذين
في الدنيا لأنهم يغلقون أعين الناس
أما أنتم فتغلقون أعينهم وعقولهم.