عجبت لما يجري وما أعجب الدهرا = وما أتعس الأعداء إذ أبرموا الأمرا
وتبت يد بالسخر ترمي محمداً = وشلت يمين صاغت الغدر والمكرا
وما نالهم إلا الإهانة والردى = وما غنموا غنماً وقد خسروا خسرا
فإن حبيب الله زكاه ربه = وأدبه من يعلم السر والجهرا
صفيَّ البرايا صغتُ فيك قوافياً = وهذبتُ في أوصافك الشعر والنثرا
لعلي إذا ما جئتُ ربي بموقفٍ = جد لي لدى الرحمن في نظميَ العذرا
ولكنَّ ذا جهد المقل وطاقتي = وحسبي بأني قلت في سيدي شعرا
رسول الهدى ما نال منك مهرج = وليس لساعي البغي خير ولا بشرى
تطاول فتان على البدر ساخرا = وقد خاب سهم منه أن يدرك البدرا
لئن رُزِئت فيك الأنام بنعرة = فإن مع العسر الذي مسها يسرا
كفاك الذي سماك بالذكر أحمداً = وأعمى عيون القوم إذ أضمروا الشرا
وما ضر نهر أن هوى فيه عابث = ولا صخرة صماء قد كدرت بحرا
حبيب البرايا والنفوس بريئة = من العبث المحموم والفعلة النكرا
محمد لا قرت عيون مريضة = ولا سلمت أيد لهم تهتك السترا
ولا خاب فرد قد أطاع محمداً = على نهجه يستلهم الحق والنصرا
تشرفت أن أسمعت فيك قصيدة = تشنف أذنا بعد أن سمعت ضرا
ألا أيها النور المبيِّن للهدى = فداك فؤاد يحمل الهم والقهرا
إذا افتخروا بالمال والحرث والغنى = فإن لنا في سيرة المصطفى فخرا
فيا قلب لا تحزن فما الله غافل = عن المجرم الباغي وربي به أدرى
عليك سلام الله ما مدت الخطى = إلى الله يوم الحشر في الوقفة الكبرى
وما ناح قمري على الأيك آمناً = وما طافت الأفواج بالكعبة الغرا