الأكيد جداً أن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قد منع من التكتف وان صلاته في زمن عمر وبعد زمن عمر كان بدون التكتف، وحتى لو فرضنا أنه لم ينهى عن التكتف وهذا مجرد فرضية فإن المسلمين سيسألونه لماذا أنت لا تتكف؟ ولأوضح لهم الحكم الشرعي في ذلك.
وقد نهى الإمام علي (عليه السلام) عن التكتف، ففي (الخصال ص622) عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الصادق عن آبائه (عليهم السلام): قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (لا يجمع المؤمن يديه في صلاته وهو قائم بين يدي الله عز وجل يتشبه بذلك بأهل الكفر يعني المجوس).
وقد نهى عن ذلك الإمام أبو جعفر (عليه السلام) حيث قال: (لا تكفر إنما يصنع ذلك المجوس).
وأما السبب الذي يجعل المسلمين لا يأخذون بما يقوله أمير المؤمنين (عليه السلام), فلما ترسخت في أذهانهم وعقولهم أفضلية الشيخين على غيرهم من المسلمين حتى على علي (عليه السلام) هذا بالإضافة إلى عدم وصول أقوال الإمام علي (عليه السلام) إليهم فبني أمية سعوا إلى قطع كل صله بين الإمام علي (عليه السلام) وأقواله وبين الناس حتى أن أحدهم لم يكن يستطيع التصريح بذكر علي (عليه السلام).
ثم إن مجموعة من أتباع عمر والذين اعتادوا على منهجه يصعب عليهم تغيير سلوكهم الذي اعتادوا عليه فعندما أمر أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنه لا صلاة في شهر رمضان في المساجد جماعة, صاح الناس واسنة عمراه واعمراه واعمراه، مما اضطر الإمام إلى ترك النهي بعد ذلك!!