موضوع: MAZLLLOOOOOMMMMMM اجب ان كنت تملك الدليل الثلاثاء أغسطس 28, 2012 2:03 pm
يقول أمير المؤمنين (ع) في وصف أهل الإيمان: عَظُمَ الخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ (نهج البلاغة، الخطبة 193.) إن عظمة الله تعالى أخذت بقلوب أوليائه فكان حضور الله ورقابته شاغلاً لهم عن الاهتمام بمدح الناس لهم أو ذمِّهم،
بل كانوا يكرهون أن يقوم الناس بتمجيدهم وإطرائهم خشية أن يفتنوا بالغرور والعجب بالنفس، وينهون عن الإطراء وكثرة المديح
كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ((لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى عِيْسَى بْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ)) (البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء) و«خلاصة عبقات الأنوار» للسيد حامد النقوي (1306 هـ)، قم: مؤسسة البعثة، 1405 هـ، ج3/ص 301.
كما قال أمير المؤمنين (ع) لمن كان يبالغ في مدحه والثناء عليه: فَلا تُثْنُوا عَلَيَّ بِجَمِيلِ ثَنَاءٍ لإخْرَاجِي نَفْسِي إِلَى الله سُبْحَانَهُ وإِلَيْكُمْ مِنَ التَّقِيَّةِ فِي حُقُوقٍ لَمْ أَفْرُغْ مِنْ أَدَائِهَا وفَرَائِضَ لا بُدَّ مِنْ إِمْضَائِهَا،
إن أمير المؤمنين (ع) هو ذلك الإمام الهمام ذاته الذي لما رأى الإيرانيين من أهل «ساباط» في المدائن قد جاؤوا إلى لقائه وترجلوا عن مراكبهم تكريماً له واحتراماً لَامَهُم على فعلهم ولم يرضَ أن يخضعوا له بهذه الطريقة ونهاهم عن ذلك،
كما لم يكن يعتبر نفسه معصوماً، فهل يرضى مثل هذا الإمام بما يقوم به المدّاحون وقرّاء الزيارات من الغلوّ في حقه والتجاوز في مدحه والمبالغة في تمجيده ونسبة الصفات الإلـهية إليه؟!!
وقد نهى الله تعالى في كتابه عن مدح الأمم السابقة أو ذمّها لأن كلَّ إنسان مسؤولٌ عن نفسه ولا يُسأل عن غيره(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ))[البقرة:141]. إذن ما جاء في متون بعض الزيارات من لعن السابقين أو الإغراق في مدح الماضين لغوٌ لا طائل تحته ومخالف لنهج الشرع
لاسيما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أحثوا في وجوه المدّاحين التراب»([وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج12/ص132، الحديث الأول]). والان
هل واجب المسلم الانشغال بمدح الراحلين أو ذمّهم؟
ما الذي يستفيده من لا يجاهد في سبيل الله إذا صرف وقته على مدح المجاهدين والثناء عليهم؟ وما الذي يجنيه من استولت عبادة الدنيا على قلبه ولم يمتنع عن عبادة الشهوات إذا قام بمدح أولياء الله؟ هل للإسلام برنامجا عمل يخالف أحدهما الآخر؟ هل يعتقد الذين يملؤون الكتب والمجالس بالمغالاة في المدائح والثناء والتمجيد للنبيِّ والأئمَّة ويبتكرون من عندهم معجزات لهم أن الأئمة كانوا يفعلون ذلك تجاه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ومن سبقهم من الأئمة أيضاً؟
أليست عقائد الإسلام وأعماله واحدة بالنسبة إلى جميع الناس بلا أي فرق بين الإمام والمأموم؟ ماذا كانت أصول الدين لدى عليّ عليه السلام؟! هل كانت أصول الدين لدى الإمام غيرها لدى غيره؟!