بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد و آلِ محمد
أنواع الذنوب
قال الامام علي ( عليه السلام ) .
« إن الذنوب ثلاثة .... فذنب مغفور وذنب غير مغفور . وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه » .
قيل : يا امير المؤمنين ( عليه السلام ) فبينها لنا ، قال ( عليه السلام ) نعم : أما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله تعالى على ذنبه في الدنيا فالله أحكم وأكرم ان يعاقب عبده مرتيّن ، وأما الذنب الذي لا يغفر فظلم العباد بعضهم لبعض ، إن الله تبارك وتعالى اذا برز لخلقه أقسم قسماً على نفسه فقال : وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كفّ بكّف ، ولو مسحة بكف ونطحةٍ ما بين الشاة القرناء الى الشاة الجماء ، فيقتض الله للعباد بعضهم من بعض ، حتى لا يبقى لأحدٍ عند أحد مظلمة ، ثم يبعثهم الله الى الحساب ، وأم الذنب الثالث فذنب سترة الله على عبده ورزقه التوبة فأصبح خاشعاً من ذنبه ، راجياً لربه فنحن له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة ونخاف عليه العقاب .
يستفاد من بعض الروايات والآيات القرآنية بان هناك ذنوباً صغيرة تتبدل الى ذنوبه كبيرة وتتلبس باحكامها .
1 ـ الاصرار على الذنب الصغير :
إنّ ممارسة الذنب الصغير لعدة مرات يعد ذنباً كبيراً واذا لم يبادر المرتكب للذنب الى التوبة والاستغفار يحسب اصراراً على المعصية .
فمثلاً لو نسج الخيط مع الشعر لصار حبلاً قوياً فعندها لا يكون خيطاً ولا شعراً بل هو حبل قوي . ففي سورة آل عمران ( الآية 135 ) نقرأ :
( .... ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون ) .
قال الامام الباقر ( عليه السلام ) في شرح هذه الآية :
« الاصرار هو أن يذنب الذنب فلا يستغفر الله فلا يحدث نفسه بتوبة ، فذلك الاصرار » (1) .
قال أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) :
« إياك والاصرار فأنه من أكبر الكبائر واعظم الجرائم » (2) .
لا تغفلوا عن الذنوب الصغيرة :
قال الامام الصادق ( عليه السلام ) :
ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نزل بأرضٍ قرعاء فقال لاصحابه : ائتوا بحطبٍ ، فقالوا : يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب ، قال ( صلى الله عليه وسلم ) : فليأت كل إنسان بما قدر عليه ، فجاؤوا به حتى رموا بين يديه بعضه على بعض ، فقال الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : هكذا تجتمع الذنوب ، ثم قال : إياكم والمحقرات من الذنوب ، فان لكلّ شيء طالباً ألا وإن طالبها يكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمامٍ مبين » (3) .
اشارة الى قوله تعالى في سورة يس الآية 12 :
( ونكتب ما قدموا ... ) .
قال الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« لا صغيرة مع الاصرار » .
2 ـ الاستهانة بالذنب :
الاستهانة بالذنب تعدّ من الذنوب الكبيرة ، ولا يضاح الموضوع نضرب مثالاً :
اذا ضرب أحد غيره بحجرٍ كبير على رأسه ثم ندم على عمله واعتذر ، فمن الممكن ان يصفح عنه . ولكن اذا ضرب احد الآخر بحجرٍ صغير جداً ولم يعتذر منه زاعماً أنها هفوة طفيفة ولم تكن شيئاً مهماً ، فطبيعي أن لا يصفح عنه المضروب ، لانها نابعة من روحه المتبكرة واستهانته بذنبه .
قال الامام الحسن العسكري ( عليه السلام ) .
« من الذنوب التي لا تغفر : ليتيني لم أواخذ الاّ بهذا » (1) .
لان الذنب المشار اليه في الرواية قد استهين به .
قال الامام علي ( عليه السلام ) .
« أشد الذنوب ما استهان به صاحبه » (2) .
نقل زيد الشحام عن الامام الصادق ( عليه السلام ) انه قال :
« اتقوا المحقرات من الذنوب فانها لا تغفر » .
قلت : وما المحقرات ؟ قال الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« الرجل يذنب الذنب فيقول : طوبى لي لو لم يكن لي غير ذلك » (1) .
4 ـ وجاء في الصحيفة السجادية عن الامام السجاد ( عليه السلام ) في ضمن الدعاء انه يقول :
« اللهم اعوذ بك من ... الاصرار على المآثم واستصغار المعصية واستكبار الطاعة ومباهاة المكثرين والازراء بالمقلين وسوء الولاية لمن تحت ايدينا وترك الشكر لمن اصطنع العارفة عندنا ... » (2) .
من كتاب : الذنب .. أسبابه و علاجه
لا تنسى أن ترسل هذه الرسالة لكل من يعز عليك و تهمك مصلحته الدنيوية و الأخروية