السلام عليكم
ورد في صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس في حديث له مع عمر ، حيث يقول : ( ... كنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على الأنصار إذا قوم تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار فصخبت على امرأتي فراجعتني فأنكرت أن تراجعني قالت ولم تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل فأفزعني ذلك وقلت لها قد خاب من فعل ذلك منهن ثم جمعت علي ثيابي فنزلت فدخلت على حفصة فقلت لها أي حفصة أتغاضب إحداكن النبي صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل قالت نعم فقلت قد خبت وخسرت أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فتهلكي لا تستكثري النبي صلى الله عليه وسلم ولا تراجعيه في شيء ولا تهجريه وسليني ما بدا لك ولا يغرنك أن كانت جارتك أوضأ منك وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد عائشة ... )
http://hadith.al-islam.com/Display/D...Doc=0&Rec=7743التعليق :
1- هذا الحديث يبيّن أن عمر يعتبر أن غضب النبي صلى الله عليه وآله في القضايا الزوجية موجب لغضب الله تعالى ، وما ذلك إلا لاعتباره أن غضب الله تعالى لغضب رسوله ليس مقيداً ، بل هو شامل لجميع أحواله الخاصة والعامة ، وفي كلام عمر ما يبيّن أن الأمن من مكر الله وغضبه أمر خطير ، وقد ورد في القرآن الكريم أنه قال : فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ، ولا شك أن الأمن من مكر الله وغضبه هو من أعظم الذنوب وأكبرها .
2- إذا كان عمر يعتبر أن غضب الله تعالى يوجبه غضب النبي صلى الله عليه وآله ، فإن ذلك ليس بخاص بهذه الحادثة ، بل شامل لكل الحوادث المشابهة كما ذكرناه أعلاه ، بل وغير المشابهة ، وذلك مثل حادثة إغضاب فاطمة عليها السلام ، والتي ورد فيها أن النبي صلى الله عليه وآله يغضب لغضب فاطمة عليها السلام ، ومن غضب عليه النبي فالله يغضب عليه ، ولا فرق في ذلك بين ما يرجع إلى أمور الدين وبين ما يرجع إلى الأمور الشخصية .
3- ثبت أن عمر لم يطبق هذا الذي بيّنه لابنته حفصة ، حيث أنه أغضب فاطمة عليها السلام ومات وهي واجدة عليه وعلى صاحبه ، وبالتالي فهو من الآمنين من مكر الله تعالى وغضبه ، وهو حينئذ من الخاسرين .