ا
بسم الله الرحمن الرحيم
اننا نعرف انه كان في الامة الاسلامية خطان .. خط الرسالة أي خط الفئة الثورية الاصلاحية التي اعتمدت على السلاح حيناً وعلى العمل السري حيناً آخر في سبيل تغيير المجتمع .
اما الخط الثاني فهو خط الذين تماشوا مع الواقع الفاسد واستسلموا للقيادات المنحرفة على امتداد التاريخ .
ولكل خط منهما منطق خاص به فالطبقة الحاكمة والذين يستسلمون لها والمنتفعون منها لهم منطق . بينما الطبقة المحكومة والثوار لهم منطقهم الخاص ايضاً ، منطق الخط الرسالي هو منطق الثورة على الواقع الفاسد بينما منطق الخط المضاد يدعو الى الاستسلام والقبول بالامر الواقع ، وهذا ممتد امتداد التاريخ.
يقول الدكتور فهمي جدعان - في كتابه اسس التقدم عند مفكري الاسلام في العالم العربي الحديث (ص 24 ) - وهو يستعرض صورة عن خطين فكريين متقابلين ، خط متخلف يشيع التبرير والسلبية ، وخط متقدم يبث روح الامل والسعي .
" فالشعور الفاجع بالظلم والغبن الفاحشين هو لدى الشيعة اعظم منه بكثير مما هو عليه لدى اهل السنة ، فالشيعة مضطهدون وائمتهم مشردون ووجودهم الاجتماعي - السياسي غير مشروع ، وقد اصابتهم كوارث ماحقة منذ خروج الخلافة من آل البيت ومقتل الامام علي ( عليه السلام ) وفاجعة كربلاء ، وعبر التاريخين الاموي والعباسي على حد سواء ، ومع ذلك فان الفجيعة لديهم لم تولد يأساً ، وانما ولدت أملا رأوه في حتمية مجيء ( الامام المهدي ) يعيد الحق الى نصابه ويملاء الارض عدلا بعد ان ملئت ظلماً وجورا أي يعيد الى آل البيت وشيعتهم الامامة والحكم في الاسلام ، ويخلص الارض والناس من مفاسد وطغيان الانظمة السياسية " .
ومن المعلوم ان الخط السني بصورة عامة والى يومنا هذا هو خط دعم السلاطين وتبرير ظلمهم على الناس وهذا مالايحتاج الى اثبات ؛ونحن حينما نشرنا هذا االموضوع في قسم يتناول فضائل الامام الحسين (عليه السلام)فلايماننا بان سر هذا الخط الرسالي ابتدأ عند الشيعة بصورة واضحة المعالم بعد ثورة الحسين (عليه السلام)حيث يذكر السيد محمد تقي المدرسي في كتابه (التاريخ الاسلامي دروس وعبر) :
تمثلت بداية تحول الرسالييين الى حركة سياسية جماهيرية معارضة للنظام السياسي بعد مقتل الامام الحسين ( عليه السلام ) في العام (61) من الهجرة النبوية . فقبلئذ كانت الحركة موجودة ، وكان لها مظهر سياسي يتمثل في حكومة الامام علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) ، ولكنه كان على نطاق محدود نسبياً موزع في انحاء البلاد الاسلامية .
والحمد لله رب العالمين.