الشناوي احمد المدير العام
عدد الرسائل : 506 تاريخ التسجيل : 20/02/2012
| موضوع: لماذا تركتم صلاه الجمعه ياشيعه؟؟ السبت ديسمبر 08, 2012 7:20 am | |
|
روَى الشَّرِيْف الرَّضِيّ في "نهج البلاغة" عن أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام أنَّه قال: «إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَوَسَّلَ بِهِ الْمُتَوَسِّلُونَ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الإِيمَانُ بِهِ وَبِرَسُولِهِ وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ، فَإِنَّهُ ذِرْوَةُ الإِسْلامِ، وَكَلِمَةُ الإِخْلاصِ فَإِنَّهَا الْفِطْرَةُ، وَإِقَامُ الصَّلاةِ فَإِنَّهَا الْمِلَّةُ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ فَإِنَّهَا فَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ،
وَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ فَإِنَّهُ جُنَّةٌ مِنَ الْعِقَابِ، وَحَجُّ الْبَيْتِ وَاعْتِمَارُهُ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَيَرْحَضَانِ الذَّنْبَ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ فَإِنَّهَا مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ وَمَنْسَأَةٌ فِي الأَجَلِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ فَإِنَّهَا تُكَفِّرُ الْخَطِيئَةَ، وَصَدَقَةُ الْعَلانِيَةِ فَإِنَّهَا تَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ، وَصَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ فَإِنَّهَا تَقِي مَصَارِعَ الْهَوَانِ»( نهج البلاغة، الخطبة (110). وقارن بما في كتاب "تحفة العقول عن آل الرَّسول" للحسن بن شعبة الحرَّانيّ، (ص:144)، وكتاب "من لا يحضره الفقيه" لابن بابويه القمّيّ، (1/205).).
كتَبَ أميرُ المؤمنين عليٌّ عليه السلام كتاباً جامعاً للأشتر النَّخْعِيّ( ) حين ولاَّه مصرَ، رواه الشَّرِيْف الرَّضِيّ في "نهج البلاغة"، وابن شُعْبَةَ الحرَّانيُّ في كتابه "تُحَفُ العُقُولِ"، وجدنا فيه هذا التفسير المنير: «وَارْدُدْ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ مَا يُضْلِعُكَ مِنَ الْخُطُوبِ وَيَشْتَبِهُ عَلَيْكَ مِنَ الأُمُورِ، فَقَدْ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِقَوْمٍ أَحَبَّ إِرْشَادَهُمْ:
((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)) فَالرَّدُّ إِلَى اللَّهِ الأَخْذُ بِمُحْكَمِ كِتَابِهِ، وَالرَّدُّ إِلَى الرَّسُولِ، الأَخْذُ بِسُنَّتِهِ الْجَامِعَةِ غَيْرِ الْمُفَرِّقَةِ»( نهج البلاغة، الكتاب (53)، و"تحف العقول"، (ص:130).).
روى الشَّرِيفُ الرَّضِيُّ رضي الله عنه في "نَهْج البَلاغَة": عن أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام أنه قال لأصحابه: «تَعَاهَدُوا أَمْرَ الصَّلاةِ وحَافِظُوا عَلَيْهَا واسْتَكْثِرُوا مِنْهَا وتَقَرَّبُوا بِهَا فَإِنَّهَا ((كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً)) [النساء:103]، أَلا تَسْمَعُونَ إِلَى جَوَابِ أَهْلِ النَّارِ حِينَ سُئِلُوا ((ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ؟ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)) [المدّثّر:42- 43]،
وإِنَّهَا لَتَحُتُّ الذُّنُوبَ حَتَّ الْوَرَقِ وتُطْلِقُهَا إِطْلاقَ الرِّبَقِ وشَبَّهَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِالْحَمَّةِ تَكُونُ عَلَى بَابِ الرَّجُلِ فَهُوَ يَغْتَسِلُ مِنْهَا فِي الْيَوْمِ واللَّيْلَةِ خَمْسَ مَرَّاتٍ فَمَا عَسَى أَنْ يَبْقَى عَلَيْهِ مِنَ الدَّرَنِ( ).
وقَدْ عَرَفَ حَقَّهَا رِجَالٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ لا تَشْغَلُهُمْ عَنْهَا زِينَةُ مَتَاعٍ ولا قُرَّةُ عَيْنٍ مِنْ وَلَدٍ ولا مَالٍ. يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: ((رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ ولا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وإِقامِ الصَّلاةِ وإِيتاءِ الزَّكاةِ)) [النور:37].
وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم نَصِباً بِالصَّلاةِ بَعْدَ التَّبْشِيرِ لَهُ بِالْجَنَّةِ لِقَوْلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ: ( وأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْها)) [طه:132]، فَكَانَ يَأْمُرُ بِهَا أَهْلَهُ ويَصْبِرُ عَلَيْهَا نَفْسَهُ»( ).
ممَّا روي عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام فيما يَتَعَلَّقٌ بصلوة الجُمُعَةِ
إنما فرض الله تعالى على المسلمين في كلِّ جُمُعَةٍ صلوةً واحدةً في جماعةٍ وهي صلوةُ الجمعةِ. يقول الله عَزَّ وَجَلَّ في كتابه:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ. فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) [الجمعة:9 -10].
ظاهر الآيات يدلُّ على وجوب صلوة الجمعة على كل من آمن بالله ورسوله، إلا من أخرجه دليلٌ شرعيٌّ، ولذلك قال أمير المؤمنين عليٌّ عليه السلام: «الْجُمُعَةُ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ إِلا عَلَى الصَّبِيِّ والْمَرِيضِ والْمَجْنُونِ والشَّيْخِ الْكَبِيرِ والأَعْمَى والْمُسَافِرِ والْمَرْأَةِ والْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ ومَنْ كَانَ عَلَى رَأْسِ فَرْسَخَيْنِ». رواه ابن بابوية في كتاب "من لا يحضره الفقيه"( ). من لا يحضره الفقيه، (1/431).
فإذا شهد الجمعة من لا تجب عليه، فإنها تجزئة عن صلوة الظهر كما رُوِيَ عن علي عليه السلام أنه قال: «إذا شهدت المرأة والعبد الجمعة أجزأت عنهما يعنى من صلوة الظهر»( ).
ويُكْرَه السفر في يوم الجمعة قبل أداء الصلوة إلا لضرورة كما رُوِيَ في "نَهْج البَلاغَة" عن عليٍّ عليه السلام قال: «لا تُسَافِرْ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ حَتَّى تَشْهَدَ الصَّلاةَ إِلا فَاصِلاً فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ فِي أَمْرٍ تُعْذَرُ بِهِ»( ). نهج البلاغة، ك (69). ووقت صلوة الجمعة، ساعة زوال الشمس كما قال الإمام عليه السلام: «تُصَلَّى الجمعة وقت الزوال»( ). وصلوة الجمعة خطبتان وركعتان كما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:
«إِنَّمَا جُعِلَتِ الْجُمُعَةُ رَكْعَتَيْنِ مِنْ أَجْلِ الْخُطْبَتَيْنِ جُعِلَتَا مَكَانَ الرَّكْعَتَيْنِ الأَخِيرَتَيْنِ»( ). ومن لا يحضره الفقيه، (1/417).
ومن آداب صلوة الجمعة، تسليم الإمام على المأمون إذا صعد المنبر، كما جاء في رواية محمد بن الحسن الطوسي بإسناده عن عليٍّ عليه السلام قال: «من السنَّة إذا صعد الإمام المنبر أن يسلِّمَ إذا استقبل الناس»( ). انظر: وسائل الشيعة، (5/43).
وعلى الناس أن يستمعوا للإمام ويُنْصِتوا حين خطبته، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: «لا كَلامَ والإِمَامُ يَخْطُبُ ولا الْتِفَاتَ إِلا كَمَا يَحِلُّ فِي الصَّلاةِ»( ). من لا يحضره الفقيه، لابن بابويه القمي، (1/417).
ودونك خطبةً من خطبه الغرَّاء في إحدى الجُمَع، قال عليه السلام: «الحمد لله ذي القدرة والسلطان والرأفة والامتنان، أحمده على تتابع النعم، وأعوذ به من العذاب والنقم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مخالفة للجاحدين ومعاندة للمبطلين وإقرارا بأنه رب العالمين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قَفَّى به المرسلين وختم به النبيين، وبعثه رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله أجمعين.
أوصيكم عباد الله بتقوى الله الذي هو ولي ثوابكم وإليه مردكم ومآبكم فبادروا بذلك قبل الموت الذي لا ينجيكم منه حصن منيع ولا هرب سريع، فإنه وارد نازل وواقع عاجل، وإن تطاول الأجل وامتد المهل،
وكل ما هو آت قريب، ومن مهد لنفسه فهو المصيب. فتزودوا رحمكم الله اليوم ليوم الممات واحذروا أليم هول البيات، فإن عقاب الله عظيم وعذابه أليم، نار تلهب، ونفس تعذب، وشراب من صديد، ومقامع من حديد، أعاذنا الله وإياكم من النار ورزقنا وإياكم مرافقة الأبرار وغفر لنا ولكم جميعا إنه هو الغفور الرحيم. إنَّ أحْسَنَ الحديثِ وأبلغَ الموعظةِ كتابُ اللهِ. (ثم تعوَّذ بالله، وقرأ سورة العصر، ثم قال): جعلنا الله وإياكم ممن تسعهم رحمته ويشملهم عفوه ورأفته، وأستغفر الله لي ولكم.
(ثم جلس يسيراً، ثم قام، فقال): الحمد لله الذي دنا في علوه وعلا في دنوه وتواضع كل شيء لجلاله واستسلم كل شيء لعزته وخضع كل شيء لقدرته، وأحمده مقصرا عن كنه شكره وأومن به إذعاناً لربوبيّته وأستعينه طالباً لعصمته وأتوكل عليه مفوضاً إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهاً واحداً أحداً فرداً صمداً وتراً لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً، وأشهد أن محمداً عبده المصطفى ورسوله المجتبى وأمينه المرتضى أرسله بالحق بشيراً ونذيراً وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيراً فبلَّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمّة وعبد الله حتى أتاه اليقين فصلَّى الله عليه في الأولين وصلَّى الله عليه في الآخرين وصلى الله عليه يوم الدين.
أوصيكم عباد الله بتقوى الله والعمل بطاعته واجتناب معصيته فإنه من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً بعيداً وخسر خسراناً مبيناً»( ).
| |
|