بقلم: أحمد صبح
عندما تشير بإصبعك الى نجم في السماء الصافية ويشير جارك لنفس بعصاه لن يتغيير النجم فلمنعوت لا يتغير بتغير أداة النعت , والنجم يظل بخمالا إصبعا ولا عصاه , والمعني ان الناس يشيرون أحيانا الى شيء واحد بأدوات مختلفة فاللغة أداة إشارة , وكل كلمة تشير الى معني ولا قيمة للكلمة ان فقدت معناها فقد نري بعض الأشخاص يتحدثون عن أمور لا أساس لها من الواقع متناسين ان أدوارا هامة قد قامت بها دول وجماعات وأفراد من اجل نصرة قضايا إنسانية بعينيها , ويعرض هؤلاء عن دور عظيم قام به بعض المخالفين لهم في المذهب او الاعتقاد , او حتى فدى الزاي ولكن النجم في علاه لا يمكن للعين الباصرة أن تنكر وجوده جمالا ورفعة ( والنجم تستصغر الأبصار صورته فالذنب للطرف لا للنجم فى الصغر ) لقد تم اعتقالي ردحا من الزمان فى ظل النظام السابق , بالعاطل من الاتهام والساقط من الادعاء , وقد التقيت الكثير من سجناء الرأي في مختلف السجون والمعتقلات وحياة المعتقل اشبه بدولة مصغرة فيها الكثير من الاختلافات والتى تترتب عليها الاقصاءات للفرد والجماعات وحاول الكثيرون العمل على وحدة المجموع فى هذا المكان الضيق جمعا للالفة وتسكينا للقلوب ومازال يعالجون ذلك ويزاولونه , حتى استقام لهم واحالوا واتسق لهم ما املوا والحمد لله على كل حال كان فى المعتقل السني والشيعي والأول كان ينقسم إلى عدد كبير من الجماعات أبرزها الإخوان والسلفية والجماعات الإسلامية والتفكير بأنواعه والذي يهمني ما حدث لنا فى عنبر 3 فى سجن النطرون 1 حيث جاءت مجموعة من المعتقلين الشيعة فى أوائل عام 2004 م وعلى رأسهم السيد محمد الدريني والعجيب ان وجدت التلاهم بين المعتقلين كحالة إنسانية وكان يقود ذلك السيد الدريني أمين عام مجلس رعاية ال البيت وكنت انا قائدا لهذا العنبر , ولكن بمعاملة الدريني اكتشفت نفسي كانسان اشعر بالجميع بلا فرق فى المذاهب والأفكار وبدات تظهر حركات التمرد فى السجن ضد ممارسات امن الدولة ومصلحة السجون وكانت اول حركة تمرد يقودها السيد الدريني وهو نظام غريب وجديد على السجون المصرية , وكنت مؤيدا للسيد الدريني تماما , وشعرت ان الناس بالفعل آما اخ لك فى الدين او نظير لك فى الخلق , وكان كلاما لاول مرة اسمعه عن الإمام على كرم الله وجهة فى خطابه لمالك الاشتر حاكم مصر وشعرت ان كل هذه الطاقات لابد ان توجه في عمل تورى مفيد لا سقاط نظام حسني مبارك , ولكن تم تغريبنا على السجون , إلى أن تم الانفراج عنا والتقيت فى الخارج عام 2005 م بالسيد الدريني في شقته بحدائق الزيتون وعلى الرغم من التحذيرات الأمنية والمتابعات الا انني كنت التقيته بعيدا عن عيون الامن واذهب اليه في شقته فى تباشير الصباح لأتحمل عناء السفر ليلا , وانصرف عند الضحى !!! ولشار على السيد الدريني ان أقوم بإدارة مركز لحقوق الإنسان وكان هو رئيسا مجلس الأمناء , وقال لي ان ذلك المركز والمسمي ( بمركز الإمام على لحقوق الإنسان ,هو أول مركز حقوقي يرأسه احد ضحايا التعذيب فى عصر حسني مبارك , ونظرا لحبي للإمام وال البيت وأملا مني في مسح دموع الضحايا , وافقت على الفور في إدارة هذا المركز وأعطينا إيجابا عاما لكل السجون ان يراسلونا بأحوالهم والكشف عن جرائم القتل والتعذيب التى حدثت فى اثناء فترات الاعتقال حيث ان هذا المركز كان تول مركز حقوقي يهتم بهذا الجانب الإنساني ويعتمد على الشراكة في الإنسانية , ولا يتعرض لمعتقد او مذهب انما كان ملكا للإنسانية جمعاء , لا فرق بين مذهب وأخر , او دين واخر وكانت المفاجأة ان توالت ألاف الرسائل من السجون والمتعقلات هذه من التفكير وأخري من الفرماوية , ثالثة من القطبيين , ورابعة من عبود الزمر, خامسة من الشيخ / مصطفي سلامة , وسادسة من تأديب سجن المرج وسابقة عن موت أسيف لعدد من الضحايا ,وقصص مروعة تتحدث عن كيفية قتل المعتقلين, اذكر من آخها ما حدث في الرسالة التي وصلت من زملاء الشهيد على محمد حسني من شبرا وكانت وسيلة الموت عبارة عن التبول في الفم , حتى مات بعد ساعات بالغرفة !! ولن أطيل على القاريء الكريم في ذكر العديد من الماسي , يكفيك ان تعلم انه احد الرسائل تتحدث عن المعتقل عادل طه من البساتين والذى قتل على يد ملك التعذيب في تأديب سجن الوادي الجديد , ويتم جلده وهو معلق بعد الموت انها الخسة التي بطلها أناس قلوبهم كالحجارة او اشد قسوة ولم يمنعنا انا والسيد الدريني رهبة البطش او مقبض الظلم في ان تنشر هذه الماسي المروعة فى تقرير صدر عام 2006 م عن مركز الإمام على لحقوق الإنسان والذي احتفظ بنسخة منه الى الآن ولا تنس قارئي الكريم كتاب عاصمة جهنم ) للدريني والذي ذكر ماس تنفطر لها الأكباد وخرج الكتاب على صفحات جريدة الدستور الأسبوعي قبل انطلاق مركز الإمام على كل ذلك اذكره لك قارئي الكريم – حتى تعلم كم كنا نقاس فى ظلم نظام عات ومستبد واننا فعلنا ذلك مع ندرة الغوث وقلة المعين ولم يذكر احد الانتماء الى السنة او الشيعة بل كان المركز يدافع عن الإنسان ايا كان موقعة خاصة اننا عانينا من الظلم وقد نظم المركز محاكمة شعبية للطاغية مبارك ونظامه واستأجرنا قائمة بنقابة المحاميين , لإعلان إسقاط حسني مبارك من على سدة الحكم فى مصر والحكم عليه بالإعدام وذلك كان فى عام 2007 م وقمت بتوزيع بيانات على الصحف بالأعداد لهذه المحاكمة الشعبية ليتم القبض على الدريني وعلى كاتب هذه السطور احمد صبح , ليتم تفريغ جناح بالكامل في عنبر ( ج ) فى سجن استقبال طرة ووضعني أنا والدريني فيه حيث كان لي انا وهو 9 زنازين إضافة 3 زنازين انفرادي كان هو فعلق عليه دائما فى أول العنبر , وأنا في أخره وتم تلفيق قضية شيعة لي وللدريني برقم 1061 امن دولة لعام 2007 م . من تفاهة التحقيقات يتم سؤالي عن أمور هي فى متاحف التاريخ منذ 1400 عام ( ويزيد , والمقصد هو ان يتحدث الببغاوات والإعلام عن تحقيرنا فى المجتمع المصري لأجل أننا كنا نريد محاكمة مبارك شعبيا وفضحنا ممارسات رجاله ضد المصريين فدى السجون والمعتقلات , والعجيب ان إخواننا من السلفية والجماعات الإسلامية والذين كانونا يتلهفون ان يتحدث عنهم اى حقوقي كانوا لا يجدون منفذا الا مركز الإمام على لحقوق الإنسان ولدينا رسائلهم من سجون المرج والوادي الجديد ووادي النطرون بل لدينا رسائل بخط يد عبود الزمر , وبعض رموز الحركة الإسلامية وقد نظمنا لجميع 10 مليون توقيع لافراج عن عبود الزمر أخر الى النور وبعض رموز الحركة الإسلامية هؤلاء لما اخرجوا الى النور مارسوا او سكتوا عن حرب لاهوادة فيها ضد اخوانهم الشيعة , ليتم تمزيق المجتمع المصري , ويتم التهديد بالقتل وحرق المنازل بل طالت الحرب الشرسة كل من يقترن منهم , فهل من الإنصاف او من الدين او من مكارم الأخلاق ان يقف وراءكم مركز الامام على لحقوق الإنسان ويقوم الناشط الشيعي / محمد الدرينى بنشر ماسيكم ومساعدتكم فى الافراج عنكم ثم يكون خطة من التكفير والتبديع ما هو كائن هو وغيره ؟ هل من الإنصاف ان ينال مدير مركز الإمام على لحقوق الإنسان , ما يلاقيه على يدقله تدعي حمايتها للإسلام زورا بهتانا والمراكز هو الذى دافع عن رموزهم ثم يتم تكفير مديره والتهديد بقتله بل تعالوا بنا نرى الواقع بنظره الإسلام وليس بنظره مذاهبة !! الم يقل النبي ( ص) في الأمام على , من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه ؟ فلماذا هذا العداء للإمام ؟ ومركز الامام هو الذى دافع عن الجميع !! من السنة باختلاف طوائفهم ولماذا النكران للجيل حتى على المستوى العالمي ؟ أليست ايران هي الدولة الشيعة والتى تدعم حماس السنية من الألف الى الياء ؟ وقد التقيت خالد مشعل والزهار ورمضان شلح وهم في احتفال غيران بيوم القدس العالمي , ورايت كيف ان ايران لا تدخر وسعا فى نصره أهل السنة فى فلسطين وشهادة العالم بذلك واضحة وكلمات خالد مشعل بلغت من الثناء على إيران ما ان البيان ليعظم ان يستقل به بيان !! فماذا قدمت الدول السنية لحزب الله فى حربه ضد إسرائيل عام 2006 م الا الخزي التثبيط والتفكير لحزب الله الشيعي كما جاء على لسان العديد من علماء السلفية ؟ ماذا قدم السلف وإتباعهم لحزب الله غير ان اليهود اقل عداوة للإسلام من حزب الله والشيعة ؟ الم تؤو ايران العشرات من الإسلاميين من القاعدة والجهاد والجماعة الإسلامية ومن حكم عليه بالإعدام فى بلاده السنية حتى عادوا بعد ثورات الربيع العربي الى بلادهم أمثال محمد الاسلامبولي وحسين شميط وغيرهم ؟ وبالله عليكم لو كانوا فى السعودية السنية ماذا يكون مصيرهم ؟ الم تمتلا سجون السعودية بالمئات من الإسلاميين ؟ لقد التقيت فى السجن بالدكتور لطفي عباس الوكيل والمقرب من بن لادم فقال ان إيران لا تسلم أحدا من الإخوة والإخوة القادة كلهم في ايران !!! هل جزاء الإحسان الا الإحسان ؟ ما هذه الحرب الشرسة ضد المسلمين الشيعة ؟ ولماذا الخصم من العالم الإسلامي , وتقسيمه إلى مذاهب وأفكار ؟ ان الطموحات يجب ان تسمو فوق الأنانية الضيقة , وتسبح في قضاءات الإنسانية الرحبة , وانا هنا لا أريد إلا الإصلاح ما استطعت واعمل على لم الشمل وحدة الأمة ولتحرك ضد الاقتراب أكثر اوكثر من إخواننا السلفيين , الذين كان البعض منهم يعاني فى السجون والمعتقلات هيا بنا نعتصم بحبل الله جميعا ولا نتفرق ونعمل على أخوة إنسانية تتعارف ولا تتناكر وتتخاطب ولا تتخاطف ونعلم ان الدين إيمان والرأي مخاصمة فمن جعل الدين رايا فقد جعله خصومة ومن جعل الرأي دينا فقد جعله شريعة والشريعة لا قداسة فكلنا يؤمن بالله ورسله فعلام الخلاف فهيا بنا نضع التاريخ لا ان نعيش قرونًا على دراسة التاريخ دعونا من سفا سف الأمور التقى جعلتنا محلا للتذربين للناس من ارضاع الكبير الى جماع الوداع الى القول الباتة فى عقد الكرامة الى القول الوفا فى جعلهم القفا هيا بنا نهزم الماضي المضطرب , ونقهر الواقع الصعب اما الخلافات السابقة فقد حسمها الله فى كتابة ( تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسالون عما كانوا يعملون ) ولنبدا صفحة جديدة فى عالم أكثر إنسانية ؟