تتويج الإمام المهدي (ع)
الإمام المهدي (ع) هو آخر أئمة أهل البيت (ع)، وقد بشَّر به جَدُّه محمد (ص) في أحاديث متواترة، بأنه يملأ الأرض قسطًا وعدلاً بعد ما مُلِئَت ظلمًا وجورًا.
وهو المولود الذي صدر الأمر من قبل السلطة العباسية بإلقاء القبض عليه قبل ولادته، وكان الجواسيس يراقبون كل شاردة وواردة عن مولده.
ولكنَّ الله عزَّ وجَلَّ نجَّاه كما نجَّى النبي موسى (ع) من فرعون، ونبي الله إبراهيم (ع) من قبضة النمرود، وقد تَجَرَّع الشيعة عبر التاريخ الغصص فنونًا وألوانًا.
فمن الإرهاب الفكري لأنهم حَمَلوا فكر أهل البيت (ع)، إلى الحرمان الاقتصادي لأنهم عاشوا قِيَم أهل البيت (ع)، إلى الاضطهاد السياسي لأنهم اتَّبعوا منهج أهل البيت (ع).
وبالرغم من ذلك عاش في أعماق الشيعة أمَلٌ يستقطب حركتهم، ويُلَمْلِمُ طاقاتهم، ويجمع قِيَادَتهم، لِتَكونَ المسيرة واحدة في خدمة الإسلام والمسلمين.
وقد غدا في اليوم التاسع من ربيع الأول 260 هـ الأمل الذي عاشوه حقيقة، والأمنية واقعًا، حين تمَّ تتويج الإمام المهدي (ع)، بعد شهادة أبيه الإمام العسكري (ع)، وسيملأ (ع) الأرضَ قسطًا وعدلاً كما مُلِئَتْ ظُلمًا وجَورًا.