http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3440&id=18046&Rname=22الاثنين 15 ربيع الأول 1431 ـ 1 مارس 2010 العدد 3440 ـ السنة العاشرة
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3440&id=18046&Rname=22الاثنين 15 ربيع الأول 1431 ـ 1 مارس 2010 العدد 3440 ـ السنة العاشرة
علي سعد الموسى
لماذا سكت الكتّاب الشيعة؟
من باب فضيلة الحق، أشد اليوم على رأي الزميل الصديق فارس بن حزام، وهو يتساءل عن السكوت المريب للإخوة الكرام من كتّاب المذهب الشيعي إزاء بعض التجاوزات اللفظية التي تبدر من عملاء وبعض رموز المذهب تجاه كبار الصحابة الكرام، في الوقت الذي يعرف فيه هؤلاء الكتاب تحديداً، أن المنصفين من كتاب المذهب السني لم يسكتوا عندما كان فضيلة الشيخ الدكتور محمد العريفي، مثالاً، يقول ما قاله في حق المرجع الديني للمذهب المقابل. ولكن عندما كان بعض وقود الفتنة يلمع من بغداد لرمز يريد توظيف هذه الفتنة من أجل لمعة سياسية تطاول فيها على صاحب النبي، رضوان الله عليه، لم نجد في المقابل أثراً واحداً لأي من إخواننا الكتاب الذين ينتمون إلى الطائفة الشيعية، وأنا بالخصوص أسأل شجاعة البعض من أولئك الذين أعرف أنهم لا يتخندقون وراء أفكار دينية مؤدلجة، ولربما قدموا أنفسهم أقرب إلى الخيط الليبرالي وأكثر قرباً وتقارباً وتسامحاً ما بين إخوة الدين الواحد، رغم اختلاف مذاهبه.
إخماد الفتنة المذهبية ووأد اللغة الطائفية لا يمكن له أن ينجح في المقاربة ما بين الطوائف والمذاهب إن لم يكن عملاً فكرياً مشتركاً ما بين العقلاء من الجانبين. ولكن في الوقت الذي نقف فيه لندين بكل وضوح أي تطاول على رمز لفئة أو طائفة، مثلما كان حوارنا الطويل مع فضيلة الشيخ العريفي، فإننا ننتظر من الإخوة في الفريق الحميم المقابل أن يبادروا لذات الشيء. سكوتهم المريب لم يكن إحراجاً لنا، بكل صراحة، بل إحراج أيضاً للرموز المعتدلين من سدنة الخطاب الديني السني وإحراج لبعض قادة هذا الخطاب الذين حاولوا بناء الجسور مع نظرائهم من المذهب الآخر وذهبوا إليهم في زيارات وندوات كان الهدف منها أن نلتقي معاً على القواسم المشتركة وأن نترك عوامل الاختلاف لمسافة الزمن التي نظن أنها كفيلة بتقريب هذا التقارب. ومثلما أننا، ومن أجل المصلحة العليا، لم نسكت عندما كان الأمر يتعلق بما رأيناه خطأ من داخل خطابنا، إلا أننا لن نسكت أيضاً إذا ما كان هذا التطاول علينا يختص برمز تاريخي نعرف مكانته وهي لدينا مسألة إيمان مطلق. وحين أبث عتبي اليوم، على الإخوة من الكتاب المنتمين إلى المذهب الشيعي، فإنني إنما أبرهن على أن إخوانهم من الكتاب المنتمين إلى المذهب السني كانوا أكثر جرأة في الجهر بما رأوه حقاً وأكثر تفاعلاً يثبت أنهم يخوضون حراكاً يستطيع نقد أدواته وتنظيف مكامن خلله وإعادة ترتيب مفرداته ومرتكزاته.