ذم تأخير التوبة
أمر الباري تعالى عباده بالتوبة في كل لحظة ، وفرض عليهم التعجيل بها ، اي ان تأخيرها تأخيرعن اداء الأمر الإلهي .. والذي يؤخر التوبة يعد في كل لحظة عاصياً لأمر الله ، وتاركاً لطاعته .
قال الإمام الجواد عليه السلام: « تأخير التوبة اغترار ، وطول التسويف حسرة ». بحار الأنوار: ج6 ص30
و قال أمير المؤمنين عليه السلام : « لا تكن ممن يرجو الاَخرة بغير عمل ، ويرجئ التوبة بطول الامل ». بحار الأنوار: ج6 ص37
وقال أيضاً: « لا دين لمسوف بتوبته ». نهج البلاغة: الحكمة 150
وقال الإمام الباقر عليه السلام: « اياك والتسويف !.. فانه بحر يغرق فيه الهلكى ». بحار الأنوار: ج78 ص164
و اعلم ان التوبة عند رؤية اَيات العذاب ، وعند دنو الأجل غير مقبولة ، وهي كتوبة فرعون عند غرقه اذ لم يقبل توبته ، كما جاء في الاَية الشريفة :
﴿ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتّى إذا حضر احدهم الموت قال تبت الاَن ﴾. سورة النساء: 18
كما و يستفاد أيضاً من قوله تعالى: ﴿ قل أرايتم إن أتاكم عذابه بياتاً أو نهاراً ماذا يستعجل منه المجرمون * أثُمّ إذا ما وقع اَمنتم به ءاَلان و قد كنتم به تستعجلون ﴾. سورة يونس: 50-51
ان ابواب التوبة تغلق عند نزول العذاب ، ومثل هذه التوبة توبة اضطراية ولا تقبل.. قال محمد الهمداني : سألت الإمام الرضا عليه السلام : لأي علة اغرق الله فرعون ، وقد اَمن به واقر بتوحيده ؟.. قال: « لأنّه اَمن عند رؤية البأس ، والإيمان عند رؤية البأس غير مقبول ». بحار الأنوار: ج6 ص23
اذن يجب على المرء ان يبادر للتوبة عمّا سلف من ذنوبه قبل ان يرى اَيات العذاب ، وقبل ان ينزل به الموت.