الأعظم محمد (ص) نفسها على الأحداث العالمية مؤخراً، حيث كان لإحياء ذكرى مناسبة مولدها ووفـاتها في الأعوام القليلة الماضية حضـوراً
إعلامياً قـوياً واضحاً للـعيان، وبلا شـك فإنَّ لـلاهتمام الإعلامي المرئي والمسموع والمقروء وعلى شبكة الإنترنت دور في
ذلك رغم محدوديته وضعفه.إحياء مناسبة ذكرى سيدة نساء العالمين
بهذا المستوى العالمي يمثل انقلاباً واضحاً ضد أصحاب الفكر الإسلامي
الشعائـري،الذينحاولوا منذ قرون طويلة ليجعلوا الإسلام دمية ميتة
من الروح الإسلامية يحركوها بالشكل الذي يخـدم مصالحهم، كما تمثـل صـرخةً أمام أصحاب الفكر المعادي لفكر ومبادئ وقيم السيدة فاطمة الزهراء (ع)
التي هي الامتداد لفكر والدها الرسول الأكرم محمد (ص إن إحـياء ذكرى مولـد أو وفاة فاطمة الـزهراء (ع) هـو إحـياء للفكر
المحمدي الأصـيـل، وإحـياء لـنموذج البيت المحمـدي العلـوي الإنساني، حيث التعرف على دور زوجة النبي خديجة - أم الزهراء
- ودور زوجها الإمام علي (ع)، ودور أبنائها الحسن والحـسيـن وفاطمة وأم كلثوم، وأحفادها: هوإحياء لـدور المرأة المسلمة الحقيقي،
وإحياء لمظلومية حبيبة النبي فـاطمة الزهراء، وهو فضـح لأعداءها ومن سلبوا حقها.
سـر الأســرار شخصية فاطمة الزهراء - الإبنة الوحيدة للـنبي محمد (ص)
والامـتداد الطبيعي الـوحـيد لنسل سـلالة الرسول بالإضافة إلى الامتداد الروحي والرسالي له - لم تأخذ حقها من الاهتـمام والتحليلات
والدراسـات في التاريخ الإسلامي القديم والحديث، حيث هـناك تعـمد واضح لتهميش وتغييب هـذه الشخصية الرسالية الأقرب لقلب
الرسول محمد (ص)، والأعرف بتفاصيل حياته. تشكل السيدة فاطمة الزهراء (ع) ضمير الإسلام الحي النابض بالحب
والرحمة والتسامح وكل ما تعنيه الأخلاق المحمدية الفاضلة، لهذا فهي بوابة محببة لكل من يتعرف عليها أو يسمع بقصة
حياتها الرائعة والمؤلمة، ولو علم الناس من هي فاطمة الزهراء (ع) بشكل صحيح ومفصل لعرفوا أسرار الإسلام الأصيل، ودافعوا عن مظلوميتها. من هي فاطمة الزهراء وما السر الذي تحمله؟ لماذا همشت شخصية
فاطمة الزهراء طوال التاريخ؟ لماذا لا يوجد كتب عديدة على مستوى عالي تتناول تفاصيل حياة حبيبة خاتم الأنبياء محمد؟
لماذا لا تدرس شخصية فاطمة الزهراء كنموذج للمرأة المسلمة في المناهج التعليمية في المؤسسات التعليمية في الوطن العربي والإسلامي؟
. وبالمقابل: لماذا كل هذا الاهتمام بشخصية امرأة عاشت لمدة سنوات قليلة لا تتجاوز 18 عـاماً، ودفنـت قبـل أكثر من
1400عام؟ هل الـزهراء تمثل التيار الإسـلامي المحمدي الأصيل؟هل توفت الزهراء غاضبة؟
ستبـقـى الـزهـراء من خلال إحـيـاء ذكراها ضـياء لشمـس الإسـلام
الأصيلة الساطعة، ومنبـعاً للفكر المحمدي الأصيـل، ومـدرسـةً للأخلاق المحمدية الخالدة، ونموذجاً حياً خالداً للمـرأة في التاريخ
الإنسـاني، وصرخة حـق دائمة تهـز الحاكمـين الظالمـين. وما العجب والسيدة فاطمة الزهراء (ع) هي سيدة نساء العالمين، والحبيبة
الوحيدة للنبي محمد المصطفى، والزوجة الغالية للوصي علي المرتضى، والأم الحنونة لأحفاد الرسول السبطين الحسن والحسين،
وهي الكوثر المبارك المتدفق لكل من يحمل كلمة الحق والحقيقة، ويرفع راية العدل والإصلاح والإباء والثـورة في تاريخ الشعوب. فاطمة الزهراء شخصية حية لا تموت رغم التهميش والتغييب،
شخصية خلقت لتبقى حية في قلب كل محب للحق والعدل والحب والسلام، ولدى كل من يدعي حب والدها الرسول الأعظم محـمد (ص).
فـاطمة الزهراء تستحق كل الرعاية والاهتمام والـدراسة والتحليل من قبل محبي خاتم النبيين الرسول محمد (ص).
فالزهـراء شمس الإسلام الخالدة في التاريخ الإنساني.