منتدى يلم شمل شيعة تبسة الجزائرية |
|
| متباركين بذكرى مولد صاحب العصر والزمان الامام المهدي عليه السلام | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
يازهراء مدد المدير العام
عدد الرسائل : 41 تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| موضوع: متباركين بذكرى مولد صاحب العصر والزمان الامام المهدي عليه السلام الأربعاء يوليو 28, 2010 10:08 pm | |
| بسمه تعالى
اللهم صلّ على محمد وآل محمد كما ينبغي أهله ياكريم
اللهم كن لوليّك الحجّة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كلّ ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك ياأرحم الراحمين
http://www.aljamri.org/Cards/M-mahdi-1423.jpg
من كل ;' '؛،,،؛' ; '؛،, ,،؛' ' '؛' ابارك لكــــــــم بمولـــــد الامام القائم المنتظر
.. نورت دنيانا يامهدي ..
رقص القلب ابتهاجاً عانق السعد إختلاجاً والشذى طاف ونادا بمولد الحجه عادا
.. نورت دنيانا يامهدي ..
ورود الدنيا أقطفها
وبشوق قلبي أغلفها
ومع:
فرحة مولد الحجة أرسلها
.. نورت دنيانا يامهدي ..
ايا مهدينا لئن طال الغياب فلا عتاب سيدي ذكراك يكفينا,,
.. نورت دنيانا يامهدي ..
فالنور يبقى نور وإن غاب فله أثر والأمل يبقى أملاً بظهروك سيدي جعلنافداك,,,
.. نورت دنيانا يامهدي .. | |
| | | يازهراء مدد المدير العام
عدد الرسائل : 41 تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| موضوع: رد: متباركين بذكرى مولد صاحب العصر والزمان الامام المهدي عليه السلام الأربعاء يوليو 28, 2010 10:11 pm | |
| بسمه تعالى
.. نورت دنيانا يامهدي ..
دقات قلبي بالمحبة تناديكم وبمولد الإمام الحجة المهدي تهنيكم
.. نورت دنيانا يامهدي ..
عسى قلبك ملاه النور. وعسى دربك شذى وزهور. وعسى كل السنين اللي مضت لك ذنبها مغفور. وعسى هالمولد عليك يعود بكل فرحة وهنا وسرور.
.. نورت دنيانا يامهدي ..
الطيب للطيبين والحب للغاليين والتهاني للحلوين وبمولد الحجة متباركين
.. نورت دنيانا يامهدي ..
باقة أزهار و ورود وسلة بخوروعود ومبارك عليكم بمولد حجة الله على خلقه
.. نورت دنيانا يامهدي ..
الليلة فرحة للشيعة... بمولد نور مهديها، ألف ألف مبروك إلكل مولاي
.. نورت دنيانا يامهدي ..
مولد المهدي نحيي فيه أغلى الأمنيات فهو عنوان الخلاص ولنا درب النجاة
.. نورت دنيانا يامهدي ..
دنيانا بالموعود مستبشرة ، وبمولده الأكوان متنوره (ألف ألف مبروك)
.. نورت دنيانا يامهدي ..
نبارك لكم ميلاد أمل المستضعفين الإمام الحجة المهدي المنتظر (عج)[b] | |
| | | يازهراء مدد المدير العام
عدد الرسائل : 41 تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| موضوع: رد: متباركين بذكرى مولد صاحب العصر والزمان الامام المهدي عليه السلام الأربعاء يوليو 28, 2010 10:19 pm | |
| بسمه تعالى
لي بالدنيا اثني عشر حبي لهم منذ الصغر فكيف لا أبارك لك بمولد المنتظر
.. نورت دنيانا يامهدي ..
عوام البشر والشمس والقمر يزفون التهاني للشيعة بمولد الإمام القائم المنتظر
.. نورت دنيانا يامهدي ..
يضوي الكون بالبهجة والفرح يغمر المهجة أهني شيعةالكرار بمولد سيدي الحجة
.. نورت دنيانا يامهدي ..
افرحي يا قلوب وشمي أريج الورود واسمعي تغريد الطيور فالليلةمهدينا مولود
.. نورت دنيانا يامهدي ..
يا أحلى ليالي شعبان الكل فيها فرحان بمولد الحجة صاحب الزمان (ألف مبروك)
.. نورت دنيانا يامهدي ..
آخر النور من شمسنا محمد إنه نور مهدينا محمد (متباركين بمولد النور)
.. نورت دنيانا يامهدي ..
أزف أسمى آيات التهاني والتبريكات لـ جميع الأمة الإسلامية والمراجع العظام .. وإلى أعضاءمنتدى شيعة تبسة خاصة والى كل شيعة الجزائر .. بمناسبة ميلاد صاحب العصر والزمان
_ اللهم كن لوليكـ الحجة بن الحسن صلواتكـ عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضكـ طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتكـ ياأرحم الرحمين _
وأعاده الله علينا وعلى جميع الأمة الإسلاميه بالخير واليمن والبركات [b] | |
| | | يازهراء مدد المدير العام
عدد الرسائل : 41 تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| موضوع: رد: متباركين بذكرى مولد صاحب العصر والزمان الامام المهدي عليه السلام الخميس يوليو 29, 2010 10:04 am | |
| | |
| | | الشناوي احمد المدير العام
عدد الرسائل : 506 تاريخ التسجيل : 20/02/2012
| موضوع: عرفوا لنا الشرك بالله وعباده الاصنام ياشيعه الإثنين مارس 12, 2012 7:53 am | |
|
روايات ثواب الزيارات في عيد الغدير وزيارة حضرة المعصومة
ذكر المجلسيُّ في هذا الباب وفي الأبواب الأخرى رواياتٍ تنصُّ على ثواب عظيم مُغْرقٍ لمن زار قبر إمام، ثوابٌ هائلٌ لا يوجد عشر معشاره لمن زار الإمام أو زار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حال حياته! فليت شعري ما هي الفائدة العظيمة من القبر؟!!!!!!!!!!!!!!! وكيف تكون زيارة قبر إمام أفضل وأعلى من زيارته في حال حياته؟! !!!!!!!!!!! وهل المقبرة محترمة ومقدَّسة أكثر من النبيِّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم نفسه؟!!!!!!!!!!! ورُويَت حول زيارة قبر حضرة فاطمة المعصومة في قم رواية منسوبة إلى الإمام الصادق (ع) تقول: «من زار فاطمة بِقُمْ فله [وجبت له] الجنة»!!!!!!!!!!!!! ولا ندري كيف تكون زيارة الأنبياء والأئمة حال حياتهم غير مفضية إلى الجنة، أما زيارة قبر أحد أولادهم أو ذراريهم تؤدِّي إلى دخول الجنة، فهل قبر فتاة صالحة أعلى وأهم من قبر جميع الأنبياء والأولياء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل من زار حضرة موسى بن جعفر (ع) حال حياته يصبح من أهل الجنة بهذه الزيارة؟! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ إن هذا دليل واضح على أن هؤلاء الوضاعين والكذابين افتروا ما شاؤوا من العبارات ونسبوها إلى الأئمّة وإلى دين الله سبحانه غافلين عن قوله تعالى: ((وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى الله الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى الله الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ)) [النحل:116]. بمثل هذه الروايات الكاذبة يغترّ العصاة المسيئون والمتعدُّون لحدود الله ويريحون وجدانهم بلا وجه حقّ بزيارة مراقد أولياء الدِّين أو بنذر النذورات لبناء قبورهم وتعميرها وبناء كل تلك الأفنية والأروقة والقباب الذهبية والمنارات المطليّة بالذهب والفضة ووقف البساتين والمزارع والدكاكين والفنادق والبيوت والأراضي عليها وعلى قبور ذراري الأئمة بما تصل قيمته إلى المليارات التي لن تفيد سوى ملء بطون أناس عاطلين عن العمل وطفيليين في المجتمع ممن يطلق عليهم سدنة ومتولي تلك المراقد أو المشرفين عليها. ولعمري لو أن حضرة المعصومة أُحييت لكفاها لُقَيْمَات من الطعام تقيم بها أودها ولم تكن بحاجة إلى كل تلك الموقوفات، بل لأبغضت كل تلك الزخارف والتجمُّلات، وعلى هذا المنوال سائر أولاد أئمة أهل البيت عليهم السلام ومن وقف عليهم الأوقاف. ومن المفارقة أنه قد جاء في زيارة الغدير جملة تقول: «وفي مدح الله تعالى [لعليٍّ] غنىً عن مدح المادحين وتقريظ الواصفين ».
فإذا كان الأمر كذلك وكنتم تقبلون بهذا المعنى فلماذا ملأتم عشرات الصفحات من الإطراء المغالي والثناء والمدائح المليئة بالغلوّ في زيارات الإمام؟!
تواضع أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام ونهيه أصحابه عن تعظيمه وإطرائه
لقد ورد في قسم «الحِكَم» من «نهج البلاغة» أن أمير المؤمنين عليَّاً عليه السلام قال وقَدْ لَقِيَهُ عِنْدَ مَسِيرِهِ إِلَى الشَّامِ دَهَاقِينُ الأنْبَارِ (أي جماعة من القرويين في منطقة الأنبار في العراق) فَتَرَجَّلُوا لَهُ (أي نزلوا من على خيولهم) واشْتَدُّوا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: «مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمُوهُ؟؟ فَقَالُوا: خُلُقٌ مِنَّا نُعَظِّمُ بِهِ أُمَرَاءَنَا! فَقَالَ عليه السلام: والله مَا يَنْتَفِعُ بِهَذَا أُمَرَاؤُكُمْ وإِنَّكُمْ لَتَشُقُّونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ فِي دُنْيَاكُمْ وتَشْقَوْنَ بِهِ فِي آخِرَتِكُمْ ومَا أَخْسَرَ المَشَقَّةَ وَرَاءَهَا الْعِقَابُ وأَرْبَحَ الدَّعَةَ مَعَهَا الأمَانُ مِنَ النَّارِ نهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم 37. وفي الكوفة لما أَقْبَلَ رَجُلٌ اسْمُهُ «حَرْبٌ» يَمْشِي مَعَهُ وهُوَ عليه السلام رَاكِبٌ فَقَالَ عليه السلام: «ارْجِعْ فَإِنَّ مَشْيَ مِثْلِكَ مَعَ مِثْلِي فِتْنَةٌ لِلْوَالِي ومَذَلَّةٌ لِلْمُؤْمِنِنهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم 322. ولـمَّا مَدَحَهُ قَوْمٌ فِي وَجْهِهِ قَالَ عليه السلام: «اللهمَّ إِنَّكَ أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي وأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْهُمْ اللهمَّ اجْعَلْنَا خَيْراً مِمَّا يَظُنُّونَ واغْفِرْ لَنَا مَا لا يَعْلَمُونَنهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم 100. الخلافة في نظر عليٍّ عليه السلام تتمّ بالبيعة والاختيار] وقد جاءت في زيارة «عيد الغدير» عبارات في إثبات الخلافة المنصوص عليها من الله تعالى لعليٍّ عليه السلام وأن الله تعالى هو الذي نصَّبَه خليفةً أميراً على الأمّة، هذا في حين أن الإمام ذاته لم يستدلّ بمثل هذه الجمل على خلافته منذ أول يوم بل اعتبر أن الخلافة تتحقَّق بانتخاب الناس، وكان يقول مراراً على المنبر: «الأمير هو من جعلتموه أميراً عليكم»، ولو كان الله قد نصَّبه للخلافة وفرض حكومته على الأمّة فعلاً لوجب عليه أن يُظهر ذلك ويقول بأعلى صوته:
أنا الإمام المنَصَّب مِنْ قِبَلِ الله ولكنه لم يفعل ذلك وليس هذا فحسب بل أظهر كراهته للخلافة ورغبته عنها فقال: «والله مَا كَانَتْ لِي فِي الْخِلافَةِ رَغْبَةٌ ولا فِي الْوِلايَةِ إِرْبَةٌ ولَكِنَّكُمْ دَعَوْتُمُونِي إِلَيْهَا وحَمَلْتُمُونِي عَلَيْهَا نهج البلاغة، الخطبة 205. وقال:«دَعُونِي والْتَمِسُوا غَيْرِي فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ وُجُوهٌ وأَلْوَانٌ لا تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ ولا تَثْبُتُ عَلَيْهِ الْعُقُولُ... واعْلَمُوا أَنِّي إِنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ ولَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ الْقَائِلِ وعَتْبِ الْعَاتِبِ وإِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ ولَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وأَطْوَعُكُمْ لِمَنْ وَلَّيْتُمُوهُ أَمْرَكُمْ وأَنَا لَكُمْ وَزِيراً خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراًنهج البلاغة، الخطبة 92. وقال: «إِنِّي لَمْ أُرِدِ النَّاسَ حَتَّى أَرَادُونِي ولَمْ أُبَايِعْهُمْ حَتَّى بَايَعُونِينهج البلاغة، الرسالة 54. وقال:«فَأَقْبَلْتُمْ إِلَيَّ إِقْبَالَ الْعُوذِ المَطَافِيلِ عَلَى أَوْلادِهَا تَقُولُونَ الْبَيْعَةَ الْبَيْعَةَ قَبَضْتُ كَفِّي فَبَسَطْتُمُوهَا ونَازَعَتْكُمْ يَدِي فَجَاذَبْتُمُوهَانهج البلاغة، الخطبة 137. وقال في وصف بيعته بالخلافة: «وَ بَسَطْتُمْ يَدِي فَكَفَفْتُهَا ومَدَدْتُمُوهَا فَقَبَضْتُهَا ثُمَّ تَدَاكَكْتُمْ عَلَيَّ تَدَاكَّ الإبِلِ الْهِيمِ عَلَى حِيَاضِهَا يَوْمَ وِرْدِهَا حَتَّى انْقَطَعَتِ النَّعْلُ وسَقَطَ الرِّدَاءُ ووُطِئَ الضَّعِيفُنهج البلاغة، الخطبة 229. كما استدل في الخطب رقم 34 و37 و136 وفي الرسالة رقم 1و7 على صحة خلافته ببيعة الناس له ولم يشر إلى أن الله تعالى هو الذي نصّبه خليفةً. واعتبر في رسالته السادسة في نهج البلاغة، وفي عشرات الأحاديث الأخرى، أن الخلافة إنما تتم بانتخاب المهاجرين والأنصار. مناقشة الاستدلال بآية «بلِّغ ما أنزل إليك» عَلَى النصِّ عَلَى عَلِيٍّ (ع) بالخلافة ] واستدلَّ واضع الزيارة في زيارته بآية: ((يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ الله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)) [المائدة:67] على أن ما أُمِرَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم بإبلاغه هو تنصيب الله تعالى لعليٍّ خليفةً حاكماً على المسلمين، مع أن كلَّ ما تدلُّ عليه الآية الكريمة هو أمرُ الله تعالى رسوله بإبلاغ ما أنزله تعالى إليه. ونسأل: هل أبلغ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ما أنزله ربه عليه أم لا؟ فإن كان قد أبلغ ما أنزله ربه عليه - وهو تعبير يُشار به إلى آيات القرآن الكريم - فما هي تلك الآيات التي أُمر بإبلاغها وأين موضعها من القرآن؟ فإذا كان ما أُمر بإبلاغه هو الخلافة المفروضة من الله لعليٍّ مباشرة بعد النبيّ فلماذا لا نجد حتى آية واحدة في القرآن الكريم فيها ذكر هذا الأمر؟ أما إذا لاحظنا سياق الآية (67) المذكورة من سورة المائدة وما جاء قبلها وما جاء بعدها لرأينا أن السياق كلَّه يتحدّث عن انحرافات اليهود والنصارى. ثم ألا يدلُّ ابتداء الآية التالية -مباشرة بعد الآية المذكورة- بعبارة «قُلْ» على أن ما جاء بعد «قُلْ» هو المقصود بـ ((بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ))؟ خاصة أن ما ذُكر بعد «قُلْ» يتناسب تماماً مع ما جاء قبل الآية ويرتبط به إذ جاء قبلها كلام عن أهل الكتاب كما ذكرنا. أضف إلى ذلك فقد جاء في آخر الآية المشار إليها قوله تعالى: ((إِنَّ الله لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)) وهذا خطاب لا يمكن أن يُقصد به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!!!!!!!!! إذْ هل يُعْقَل أن يخاطب الله تعالى عدة آلاف من أصحاب رسوله (من المهاجرين والأنصار والمجاهدين المسلمين) الذين هرعوا إلى أداء الحج تحت راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوصمهم بالكفر بدل أن يثني عليهم ويتقبّل سعيهم؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ثم إنه على فرض أن هذه الجملة الأخيرة موجّهة إلى من كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حسب ادعاء مدعي الولاية فكان الجدير أن يخَاطبوا بها بعد إنكارهم مسألة ولاية عليّ ورفضهم لها، لأنهم قبل أن يُبَلَّغوا بهذا الموضوع يُخاطَبوا بأن الله لا يهدي القوم الكافرين!! خاصَّةً أن هذه الآية لم تأتِ على أسلوب الآيات التي تذكر موضوعاً ما ثم تقول إن كل من لم يؤمن به سيكون من الكافرين، بل الآية -دون أن تذكر موضوعاً- خاطبت جماعة بأنهم قومٌ كافرون، مما يدلُّ على أن هذا الخطاب موجَّهٌ إلى أشخاص كانوا من قبل، ولأسباب أخرى، من الكافرين والآن خُوطبوا بذلك لأجل إتمام الحجة عليهم أو لإعلان المفاصلة معهم أو لسبب آخر، أما لو قُصد من تلك الجملة أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فكيف يُخاطَبون بذلك قبل إبلاغهم موضوع الخلافة الإلهية لعليّ في حين أنهم لم يقوموا بأي شيء بعد حتى يستحقُّوا الخطاب بأنهم قوم كافرون! هذا بمعزل عن أن القرآن مدح جُلَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مواضع كثيرة وهذا لا يتناسب مع مخاطبة القرآن لهم ابتداءً بوصف الكفر. ولاحظوا أن ختام الآية المستشهد بها يقول: ((وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ الله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)) [المائدة:67] فإذا كان المقصود بهذا الخطاب أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكيف نتصور أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يشعر بالخطر مِنْ قِبَلِهِمْ كخشيته من اليهود والنصارى، رغم أن معظم أولئك الذين كانوا مصاحبين له كانوا مضحِّين بأنفسهم في الدفاع عنه ومطيعين له؟! وإذا كانوا كفّاراً أو منافقين فلماذا كان النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يعيش معهم ويكرمهم ويُؤَاكلهم ويتزوَّج منه ويعيِّن بعضهم لإمامة صلاة الجماعة؟ ويزوج سيدنا علي اولاده منهم!!!!!!!!!!!!!! فكلُّ هذا يدلُّ على أن لحن الآية وسياقها لا يتناسب مع المقصود الذي يدعيه المستشهدون بها. بل سيدنا علي قد اثني عليهم ثناء أمير المؤمنين عليٍّ والإمام السجاد البالغ على أصحاب رسول الله]
أضف إلى ذلك أنه لو كان أغلب هؤلاء الأصحاب منافقين فلماذا مدحهم عليٌّ عليه السلام وأثنى عليهم كل الثناء؟ ألم يقل عليٌّ عليه السلام بشأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) فَمَا أَرَى أَحَداً يُشْبِهُهُمْ مِنْكُمْ لَقَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ شُعْثاً غُبْراً وقَدْ بَاتُوا سُجَّداً وقِيَاماً يُرَاوِحُونَ بَيْنَ جِبَاهِهِمْ وخُدُودِهِمْ ويَقِفُونَ عَلَى مِثْلِ الْجَمْرِ مِنْ ذِكْرِ مَعَادِهِمْ كَأَنَّ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ رُكَبَ الْمِعْزَى مِنْ طُولِ سُجُودِهِمْ إِذَا ذُكِرَ الله هَمَلَتْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى تَبُلَّ جُيُوبَهُمْ ومَادُوا كَمَا يَمِيدُ الشَّجَرُ يَوْمَ الرِّيحِ الْعَاصِفِ خَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ ورَجَاءً لِلثَّوَابِ»، نهج البلاغة، خطبة 97.
وقال عليه السلام أيضاً فِي مَدْحِ الأنْصَارِ: «هُمْ والله رَبَّوُا الإسْلامَ كَمَا يُرَبَّى الْفِلْوُ مَعَ غَنَائِهِمْ بِأَيْدِيهِمُ السِّبَاطِ وأَلْسِنَتِهِمُ السِّلاطِ»نهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم 465. وكذلك دعا حضرة الإمام زين العابدين عليه السلام في الدعاء الرابع من الصحيفة السجّادية لأصحاب رسول الله وقال: «اللهم وأصحاب محمَّد خاصة الذين أحسنوا الصحابة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالاته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته، وانتصروا به، ومن كانوا منطوين على محبته يرجون تجارة لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر إذا تعلقوا بعروته وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته. فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك...».
و وردت أدعية أخرى تثني على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتمدحهم، وذلك كدعاء يوم الثلاثاء في «مفاتيح الجنان» الذي يصلِّي على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويعتبرهم «المنتجبين». وعلى كل حال طالما أن هناك آيات قرآنية واضحة في مدحهم فنكتفي بها ونستغني عن ذكر جمل الأدعية الواردة عن أئمة آل البيت عليهم السلام في مدحهم والثناء عليهم.
و كذلك أثناء محاصرة الثوار لعثمان، كان يحمل له الماء بيده وجعل ابنيه الحسن والحسين يلزمان حراسته، كما أنه كان يذكر الخلفاء بكلماته بالخير ولم يكن أبدا فحّاشاً ولا سبّاباً، لا يمنع ذلك أنه كان يرى نفسه أولى وأعلم وأحق وأليق بخلافة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم، إلا أنه مع ذلك لم يعتبر خلافتهم غصباً أو كفراً أو باطلاً!.
ونذكر هنا بعض ما جاء في كتبنا من كلماته عليه السلام عن الشيخين (رضي الله عنهما)، في رسالته التي بعث بها إلى أهالي مصر مع قيس بن سعد بن عبادة واليه على مصر، كما أوردها إبـراهيم بن هلال الثقفي فـي كتـابـه: "الغارات" (ج1/ص210) والسيد علي خان الشوشتري في كتابه " الدرجات الرفيعة " (ص 336) والطبري في تاريخ الأمم والملوك (ج3/ص550) قال: [.. فلما قضى من ذلك ما عليه قبضه الله عز وجل صلى الله عليه ورحمته وبركاته ثم إن المسلمين استخلفوا به أميرين صالحين عملا بالكتاب والسنة وأحسنا السيرة ولم يعدُوَا لِسُنـَّتِهِ ثم توفّاهما الله عز وجل رضي الله عنهما]. وفي الخطبة 228 من نهج البلاغة قال عليه السلام عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب: [..فلقد قوَّم الأود وداوى العمد وأقام السنة وخلَّف الفتنة، ذهب نقيَّ الثوب، قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرَّها، أدَّى إلى الله طاعته واتَّقاه بحقِّه.]
. وجاء كذلك في الخطبة 164 من نهج البلاغة، أنه لما اجتمع الناس إليه وشكوا ما نقموه على عثمان وسألوه مخاطبته لهم واستعتابه لهم، فدخل عليه فقال: [إن الناس ورائي وقد استسفروني بينك وبينهم، ووالله ما أدري ما أقول لك! ما أعرف شيئا تجهله، ولا أدلك على أمر لا تعرفه. إنك لتعلم ما نعلم، ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه، ولا خلونا بشيء فنبلغكه، وقد رأيتَ كما رأينا، وسمعتَ كما سمعنا، وصحبتَ رسول الله - صلى الله عليه وآله - كما صحبنا. وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطاب بأولى بعمل الحق منك...] فشهد لهما بأنهما عملا بالحق.
بل أكثر من ذلك، فقد جاء في نهج البلاغة أيضاً (الخطبة 206) أنه لما سمع قوماً له يسبّون أهل الشام (من أتباع معاوية) أيام حربهم في صفين، نهاهم عن ذلك وقال: [إني أكره لكم أن تكونوا سـبَّابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم، كان أصـوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سـبّكم إيّاهم: اللّهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق من جهله، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به]. فما أبعد الجهلة من مدّعي التشيع لآل البيت، الذين لا يتحرّجون في مجالسهم ومنابرهم عن الطعن وإساءة القول بحق الخلفاء وأئمة سائر فرق المسلمين، الزام :- اين انت ايها الشيعي من كلام سيدنا علي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا لا تتبعه؟؟؟؟؟؟؟؟ الست تدعي انك من شيعه سيدنا علي !!!!! وانني ادعوك ايها الشيعي الي الاختيار بين القولين قول سيدنا علي وقول الكذابين الذين باعوا دينهم من اجل دراهم لحياه لاتساوي عند الله جناح بعوضه واذكرك الليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر والعمر مهما طال فلا بد من نزول القبر وكل ابن انثي وان طالت سلامته يوما عي اله حدباء محمول فاذا حملت الي القبور جنازه فاعلم بانك بعدها محمول.
قال تعالي :- قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76)المائده وقال تعالي :- قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) الانعام ( [2]) قال الشيخ الصدوق (محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي) (305 ـ381ﻫ) في كتابه «اعتقادات الإمامية» الذي يُعَد الكتاب الأساسي والأهم والأقدم في بيان عقيدة الشيعة الإمامية: [[ اعتقادنا في الغلاة والمفوضة أنهم كفار بالله جل جلاله وأنهم شر من اليهود والنصارى والمجوس والقدرية والحرورية ومن جميع أهل البدع والأهواء المضلة، وأنه ما صغَّر الله جل جلاله تصغيرهم شئ، وقال جلّ جلاله : ((مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ الله الْكِتَابَ وَالحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ الله وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ. وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ المَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ)) (آل عمران: 79-80) وقال الله عز وجل: ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ)) (المائدة: 77) ... وكان الرضا (ع) يقول في دعائه: ((اللهم إني بريء من الحول والقوة ولا حول ولا قوة إلا بك. اللهم إني أعوذ بك وأبرأ إليك من الذين ادَّعوا لنا ما ليس لنا بحقّ. اللهم إني أبرأ إليك من الذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا. اللهم لك الخلق ومنك الرزق وإِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. اللهم أنت خالقنا وخالق آبائنا الأولين وآبائنا الآخرين. اللهم لا تليق الربوبية إلا بك ولا تصلح الإلهية إلا لك فالعن النصارى الذين صغَّروا عظمتك والعن المضاهئين لقولهم من بريتك. اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك لا نملك لأنفسنا نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولاحياةً ولا نشوراً. اللهم مَنْ زَعَمَ أنَّا أربابٌ فنحنُ منه بَراءٌ ومَنْ زَعَمَ أن إلينا الخلق وعلينا الرزق فنحن براءٌ منه كبراءة عيسى ابن مريم عليه السلام من النصارى. اللهم إنا لم ندعهم إلى ما يزعمون فلا تؤاخذنا بما يقولون واغفر لنا ما يدَّعُون ولا تَدَعْ على الأرضِ منهم دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً)). وروي عن زرارة أنه قال: ((قلت للصادق عليه السلام: إن رجلاً من وُلْدِ عبد الله بن سبأ يقول بالتفويض فقال عليه السلام: ما التفويض؟ فقلت يقول: إن الله عز وجل خلق محمداً صلى الله عليه وآله وعلياً (ع) ثم فوَّض الأمر إليهما فخلقا ورزقا وأحييا وأماتا، فقال (ع): كذب عدو الله، إذا رجعت إليه فاقرأ عليه الآية التي في سورة الرّعد، ((أَمْ جَعَلُواْ لله شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)) (الرعد/16) فانصرفتُ إلى الرجل فأخبرته بما قال الصادق (ع) فكأنما ألقمته حجراً، فقال:وكأنما خرس)).]] انتهى. الشيخ الصدوق، «اعتقادات الإمامية»/باب الاعتقاد في نفي الغلو والتفويض، ص74 فما بعد، والمجلسي، «بحار الأنوار»: ج 25/ ص 341 - 344.
( [3])لكاتب هذه السطور كتاب مختصر عنوانه «تضاد مفاتيح الجنان با آيات قرآن» (بالفارسية أي: تعارض مفاتيح الجنان مع آيات القرآن).
| |
| | | الشناوي احمد المدير العام
عدد الرسائل : 506 تاريخ التسجيل : 20/02/2012
| موضوع: رد: متباركين بذكرى مولد صاحب العصر والزمان الامام المهدي عليه السلام الإثنين مارس 12, 2012 7:56 am | |
|
1- عدم اهتمام رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ وَسَلَّمَ وأصحابُه الأخيار بقبور الأنبياء والأولياء التي كانت موجودة في ذلك الزمن –سواءً كانت قبوراً واقعية أم موهومة –
مثل قبر سيدنا إسماعيل وهاجر في مكة، وقبر سيدنا إبراهيم الخليل وسيدنا يوسف عليهما السلام في أرض فلسطين من بلاد الشام، وقبر سيدنا هود عليه السلام في اليمن، فلم يُرْوَ عنه أنه صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ وَسَلَّمَ زار أياً من تلك القبور.
كما إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ وَسَلَّمَ فقد أعزةً عليه في الدنيا, وكان من الممكن أن يجعل قبرهم مزاراً فلم يفعل، كقبر أم المؤمنين خديجة عليها السلام وقبور شهداء بدر وأحد، وقبور الصحابة الكبار
أمثال عثمان بن مظعون وغيرهم، والتي لم يُرْوَ أن أياً منها كان قبراً مبجلاً ومزاراً يتردد الناس إليه؟ وحتى قبور أبناء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ وَسَلَّمَ نفسه لم تتحول أبداً إلى مزارات يُطاف حولها،
كما كان حال قبر إبراهيم ابن رسول الله في المدينة الذي لم يتحول إلى مزار، طبقاً لما رواه الشيخ الصدوق في كتابه «من لا يحضره الفقيه»، والكليني في «الكافي» حيث قالا: «وَ فِي رِوَايَةِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام يَقُولُ: كَانَ عَلَى قَبْرِ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَذْقٌ يُظِلُّهُ مِنَ الشَّمْسِ حَيْثُمَا دَارَتْ فَلَمَّا يَبِسَ الْعَذْقُ ذَهَبَ أَثَرُ الْقَبْرِ فَلَمْ يُعْلَمْ مَكَانُهُ!»([1]). 2-
2- روت جميع التواريخ وكتب السير والطبقات بما في ذلك سيرة ابن هشام و«مغازي الواقدي» و«تفسير عليٍّ بن إبراهيم القميّ»، والمجلد السادس من «بحار الأنوار» للمجلسيّ
أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ وَسَلَّمَ لمّا رأى جسد حمزة عليه السلام في سفح جبل أُحد عرياناً ومُـمَثَّلاً به قال: «لَوْلَا أَنْ يُحْزِنَ ذَلِكَ نِسَاءَنَا، لَتَرَكْنَاهُ لِلْعَافِيَةِ - يَعْنِي السّبَاعَ وَالطّيْرَ - حَتّى يُحْشَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ بُطُونِ السّبَاعِ وَحَوَاصِلِ الطّيْرِ.»([1]). بديهيٌّ أنه لو كان عمل الزيارة مطلوباً ومستحبّاً إلى تلك الدرجة التي يدّعيها القائلون بذلك، لما كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ وَسَلَّمَ يرضى أبداً بترك جثمان عمه سيد الشهداء دون أن يجعل له قبراً يُزار.
3- عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: بعثني رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ - إلى المدينة فقال: لا تَدَعْ صُوْرَةً إلّا مَحَوْتَهَا ولا قَبْرَاً إلا سَوَّيْتَه...»
وفي روايةٍ أخرى لهما أيضاً عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام أن علياً عليه السلام قال: «أرسلني رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ - في هَدْمِ القبور وَكَسْرِ الصُّوَر»([1]).
وكذلك كل ما ورد في باب النهي عن تعمير وتجديد القبور، يدلُّ بوضوح تام على تلك الحقيقة، وذلك مثل ما جاء في كتاب «من لا يحضره الفقيه» للصدوق، وكتاب «المحاسن» للبرقيّ والمجلد 18 من بحار الأنوار للمجلسيّ أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «مَنْ جَدَّدَ قبراً أو مَثَّلَ مثالاً، فَقَدْ خَرَجَ عَنِ الإسْلامِ»([2]).
4- لقد قام عليٌّ عليه السلام بدفن زوجته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بكيفية جعلت قبرها غير معلوم لأحد حتى هذا اليوم، بل أوصى مولى المؤمنين عليه السلام أصحابه بعد وفاته بدفن جثمانه بنحوٍ يتم فيه إخفاء قبره عن أنظار الناس،
وفي هذا أكبرُ عبرة لأولي الأبصار وتذكرة لأولي الألباب، بل هو تدبيرٌ تحار في عظمته عقول المؤمنين وتدهش لبصيرة عليٍّ النافذة ورؤيته الربانية البعيدة التي جعلته يأمر بذلك
وكأنه كان يرى من وراء أستار القرون ما سيفعله عُبّاد القبور بعد أكثر من ألف عام؟؟
ولا عجبَ فهو عليٌّ الذي أمره الرسول الخاتم صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ وَسَلَّمَ بهدم كلِّ قبر مُشْرِف من قبور الناس التي كانت مزاراً في ذلك الزمن بل كانت معبد أصنامِ عُبّاد الأموات،
كما أمره بهدم كل وثن أو تمثال كان الناس لا يزالون يعبدونه وربما كان في مقابرهم([1]).
أجل، لم يكن في نظر عليٍّ - المحطم للأصنام - أيُّ فرق بين أن يعتلي كتف النبي (صَلَّى الله عليه وَآلِهِ وَسَلَّمَ) سيدنا علي في فتح مكة امره النبي لكي يُخْرِجَ الأصنام من بيت الله ويطرحها أرضاً فيجعلها حطاماً، وبين أن يذهب إلى القبور ويحطِّم
القبور المشرفة فيسوي بها الأرض،
فكلا الأمرين أمرُ رسول الله ورضا رب العالمين. فكيف لا يرى ذلك الشخص العظيم، ببصيرته النافذة وتفكيره البعيد، لانه من الممكن لهذه الأمة التي تخلّصت حديثاً من ظلمات الجاهلية، أن تحوِّلَ -
عن قريبٍ - قبرَ ابنةِ النبيِّ الوحيدة، التي حازت مزايا ومناقب خاصة من جانب رسول الله (صَلَّى الله عليه وَآلِهِ وَسَلَّمَ)
كقوله: «فاطمة بضعة مني» و«فاطمة سيدة نساء العالمين»، إلى مزارٍ، أو بتعبير أصح إلى معبد أوثان جديد مثل تلك التي أُمِرَ بهدمها،
فقام بدفنها في وسط الليل حتى لا يطلع أحد مكانها أحد فيتخذه مزاراً؟!
وكيف لا يوصي سيدنا علي بدفن جثمانه على نحو لا يعلم بمكان قبره أحد، وهو يرى بعين اليقين والبصيرة ما سيحدث لقبره فيما بعد،
كيف لا وقد رأى في حياته أشخاصاً رفعوه إلى حد الإلهية فاعتبره بعضهم اللهَ ربَّهم وخالقَهم؟!
إلى الحد الذي اضطر لأجل ثنيهم عن تلك العقيدة الفاسدة أن يهدّدهم بالقتل والحرق، بل أن ينفذ ذلك، حسب ما ذكرته بعض التواريخ،
ورغم ذلك لم يرجع أولئك الأفراد عن عقيدتهم واحترقوا وماتوا عليها.
أفلا يجب على مثل ذلك الإمام أن يخفي قبره وقبر ابنة رسول الله عليهما السلام عن أنظار الناس حديثي العهد بالجاهلية؟.
أما ما يدّعيه بعض العلماء من أن قبر فاطمة عليها السلام
إنما تمّ إخفاؤه حتى لا يصلِّي عليه الشيخان فهو - ليس سوى ظنّ خاطئ لا يقوم عليه دليل، من هؤلاء الرافضه
والدليل على ما نقول أن علياً عاش سنين طويلة بعد رحلة الشيخين، كما أن الأئمة من ذرية فاطمة - عليهم السلام - عاشوا في زمن لم يبق فيه أيُّ خوف من ذلك الأمر أصلاً،
فلماذا بقيَ قبرُ فاطمة مجهولاً ولم يقم عليٌّ ولا الأئمة الكرام من أولاده بإظهاره؟!
وكذلك ما قالوه من أن علّة أمر عليٍّ بإخفاء قبره هو خشيته من أن يقوم الخوارج بنبش قبره وحرق جثمانه،
لا يعدو أيضاً ظنَّاً كاذباً تكذّبه الحقيقة والتاريخ
لأن الخوارج - رغم إجرامهم - لم يؤثَر عنهم أنهم قاموا بحرق أي جثمان من أجساد مخالفيهم ولم يأت مثل هذا الخبر في أي تاريخ.
إن الذين يشيعون بين المسلمين مثل هذه الأباطيل والأقوال الكاسدة إما جاهلون بحقيقة الدين
أو عاجزون عن معرفة أولياء الله ومدى بُعْد نظرهم أو متعصبون أو مدفوعون لإثارة الاختلاف والنزاع بين المسلمين أو كل ما سبق!؟
([1])المعروف: «عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة فقال: لا تدع صورة إلا محوتها ولا قبراً إلا سويته ولا كلبا إلا قتلته» ومثله الحديث «عن أبي عبد الله (جعفر الصادق) عن آبائه عليهم السلام أن علياً عليه السلام قال أرسلني رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) في هدم القبور وكسر الصور». والحديثان أخرجهما الكليني في الكافي والبرقي في المحاسن، انظر: بحار الأنوار للملا محمد باقر المجلسي: ج 76/ص286.
([1]) الكُلَيْنِي، «كتاب الكافي»، (ج6/ص528)، ح 14 ثم ح 11 على الترتيب. والمجلسي، بحار الأنوار ج76/ص286، وجاء من طرق أهل السنة بلفظ «أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا تَدَعَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ وَلَا تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ» انظر سنن الترمذي، باب ما جاء في تسويه القبور.
([2]) الشيخ الصدوق، «من لا يحضره الفقيه» ج1/ص189، حديث رقم 579. وقد أورده المجلسي في بحار الأنوار، ج76/ص 285 - 286 (من الطبعة الجديدة).
([1]) ورد بهذا اللفظ في مغازي الواقدي: ج1/ص 289، وجاء في سيرة ابن هشام (ج2/ص 95) بلفظ «لَوْلَا أَنْ تَحْزَنَ صَفِيّةُ، وَيَكُونَ سُنّةً مِنْ بَعْدِي لَتَرَكْته، حَتّى يَكُونَ فِي بُطُونِ السّبَاعِ وَحَوَاصِلِ الطّيْر!». ( ([1]) من لا يحضره الفقيه، للشيخ الصدوق، ج 3/ص 473، والفروع من الكافي، ج3/ ص254.
| |
| | | الشناوي احمد المدير العام
عدد الرسائل : 506 تاريخ التسجيل : 20/02/2012
| موضوع: لم يأتِ أيُّ نبيٍّ في شريعته بأحكامٍ حول زيارات المزارات والمشاهد، كما أنه لم يشرع في أي دين الإثنين مارس 12, 2012 7:59 am | |
|
يا شيعه من اين جئتم بزياره المزارات وفقه الزيارات للاضرحه والمقامات
الحمدُ لله مالك الملك ديَّان الدِّين مجيب الدَّاعين والمضطرِّين ومغيث المهمومين وصريخ المكروبين وهادي المضلِّين، وصلَّى الله على رسوله وعلى آله وأصحابه وأتباعه أجمعين إحدى البدع التي تندرج تحتها آلاف البدع الأخرى والتي ابتُليت بها وتروج لها الشيعه وأنست بها وبدَّدَت فيها أعمارها وأموالها زيارات القبور والاهتمام البالغ بها وإنه مما لا شك فيه أن التردد والسفر لزيارات الأضرحة والمشاهد – بالصورة والمراسم التي تتم فيها اليوم - لا أساس لها في دين الإسلام المقدس، وهي قطعاً ليست من أحكام «ما أُنْزِلَ به الكتابُ وأُرْسِلَ به الرسولُ» و لم يأتِ أيُّ نبيٍّ في شريعته بأحكامٍ حول زيارات المزارات والمشاهد، كما أنه لم يشرع في أي دين من الأديان الإلهية الحقَّة عبادةٌ باسم زيارات للعتبات.والاضرحه والمقامات
والشاهد على هذا، الكتبُ السماويةُ الموجودةُ وعدمُ وجود مزارات للأنبياء الإلهيين الذين لا يُعَدُّونَ ولا يُحْصَوْنَ ولا لذراريهم. كما أنه لم تأت في كتاب الله المجيد وقرآنه الحميد أيُّ آيةٍ أو إشارة إلى تلك الأعمال وكل ما يوجد في هذا الصدد إشارة قد يستفاد منها، صراحةً أو كنايةً، ذمُّ التردُّد لزيارات القبور وهي قوله تعالى: ((ألهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ)) التكاثر.
فإذا كانت زيارة مراقد الأولياء تتم أحياناً ابتغاء رضوان الله وبما يرضي الله، فإن أكثر ما تتم لأجله زيارات المراقد والأضرحة اليوم أمورٌ شركيَّةٌ نهى عنها الشارع وأعمالٌ ذمَّها الله سبحانه وتعالى توجبُ الحسرةَ والندامةَ يوم الحشر
ومن هنا نفهم لماذا كان التردّد إلى زيارات القبور مذموماً ومكروهاً شرعاً في بداية بعثة خاتم النبيين - صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ وَسَلَّمَ -. و مما يدل بوضوح على ما قلناه: الجملةُ المتواترةُ «قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ»، فإذا استندَ مدَّعٍ إلى ما جاء في تتمة الحديث من قوله صلوات الله عليه وآله، بعد نهيه: «فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْآخِرَةَ»([1])،
من البديهي أن زيارة القبور التي تُذَكِّرُ الإنسانَ بالآخرةِ والموتِ مشروعة وممدوحة ولكنها لا علاقةَ لها من قريبٍ ولا من بعيدٍ بتلك الزيارات وشد الرحال إلى الأضرحة الفخمة المزخرفة المزينة بجميع أنواع زينات الدنيا من القبور المرتفعة الملبسة بأقشمة الحرير المذهَّبة، المسيَّجة بالفضَّة المعطَّرة، إلى القباب ورؤوس المآذن المطلية بالذهب، إلى الكريستال الفاخر والسجاد الثمين والشمعدانات الجميلة والثريات المتدلية الفخمة
بل مثل هذه الزيارات تذكّر الإنسان بالدنيا، إذْ فيها دافعٌ قويٌّ للانجذاب نحو حطام الدنيا وزينتها، وشدٌّ للنفس نحو متاعها، إضافة إلى ذلك فإن أمر الشارع في هذه المسألة ليس منحصراً بزيارة قبور المؤمنين بل يتساوى فيه زيارة قبور المؤمنين والكفار لأن كلا الزيارتين تذكِّران الإنسان بالموت والآخرة وتدعوه إلى العبرة من أحوال الغابرين، بشرط أن يكون القبر قبراً عادياً وليس بناءً شامخاً عظيماً ومزخرفاً وبدايةً لا بد من توضيح عدة أمور في موضوع زيارة القبور ويجب علي لنسأل انفسنا ونبحث عن الدليل من القرءان والسنه اجابه لهذه الاساله:-
الأوَّل- هل أرواح العظماء من الأولياء والصالحين والأنبياء والشهداء توجد في جوف القبر أو فوقه أو في أطرافه وتشعر وتعلم بزوّار القبر أم لا؟ الثاني- إن لم تكن تلك الأرواح موجودة حول القبر أو لم تكن في الدنيا أصلاً فهل تطَّلع على زوَّارها وهي في عالمها الأخروي أم لا؟ الثالث- ولو فرضنا أنها مُطَّلعة على زوّارها هل الاموات تستجيب لطلبات زوّارها وتعود إلى الدنيا وتلبِّي حاجاتهم أم لا؟ الرابع- هل هناك فائدة من اطلاعها على آلام الناس وعذاباتهم ومصائبهم أم لا؟ وهل تسعد وتُسرّ الاموات بمديحها وتمجيدها وذكر فضائلها ومناقبها في نصوص الزيارات التي يقرؤها زُوَّارُها أم لا؟ وهل ترغب بأن يخضع الناس أمام قبرها ويخشعون مردِّدين أكثر ما يمكن من المدائح والإطراء أم لا؟ وهل يفيد مَن لا يملك الصبر والتقوى أن يثني على صبر أولئك العظماء وتقواهم أو هل يفيد من يبخل ببذل روحه وماله في سبيل الله ولا يكون مستعداً للجهاد في سبيل الدين أن يثني على جهاد أولئك العظماء وشهادتهم بأبلغ العبارات أم لا؟ وهل ينفعُ من لا يعلم عن دينه ما يكفي ولا علم له بكتاب الله وشريعته، مدحُه صاحب القبر لأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر أم لا ينفعه؟ الخامس- هل وظيفة الإنسان الثناء والتمجيد والمديح للأموات الماضين، وهل طلب الله من الإنسان مثل هذا العمل؟ وهل كُلِّفَ العباد بذكر حسنات الماضين أو سيئاتهم أم لم يُكَلَّفُوا بذلك؟ السادس- هل من سنة الأنبياء والأولياء تزيين القبور وتشييدها أو بناء القباب والأضرحة والمنارات وتعمير الأفنية والأروقة للمقابر ووقف البساتين والمنازل والأراضي والدكاكين للأموات وصرف ريعها على حفظ مقابرهم أم أن ذلك من سنن الظلمة الجبارين الطغاة؟!
لا بد من التذكير بوجوب رفض كل حديث يخالف القرآن أيّاً كان صاحبه كما أَمَرَنا بذلك الله ورسولُهُ ، أمّا إذا وافق الحديثُ القرآنَ الكريمَ فإننا نقبله ونضعه على رؤوسنا.لقد جعل الله تعالى قرآنه ميزاناً نفرّق به بين الحق والباطل وسماه لذلك بالفرقان
فقال: ((تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)) [الفرقان:1]
كما اعتبر القرآن ميزاناً ومعياراً لمعرفة الصحيح من الخطأ فقال: ((الله الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ)) [الشورى:17]،
كما اعتبره القول الفصل أي الذي يفصل بين الحقِّ والباطل فقال: ((إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ)) [الطارق:13]،
واعتبر القرآن أحسن التفاسير فقال: ((وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا)) [الفرقان:33]، واعتبره هداية للناس وبياناً واضحاً لهم فقال : ((..أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الـْهُدَى وَالْفُرْقَانِ...)) (البقرة:185) و((هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ)) (آل عمران:138).
أما الأحاديث التي تدلُّ أيضاً على أن القرآن ميزانٌ لمعرفة الحقِّ من الباطل فهي كثيرةٌ ولكن لما كانت آيات القرآن ذاتها قد صرّحت بهذا المعنى بكل وضوح فهذا يغنينا عن ذكر الأحاديث في هذا الأمر، لذا سنكتفي بذكر ثلاثة أحاديث في ذلك نموذجاً:
1- في كتاب وسائل الشيعة (ج18:ص78) عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «مَا وَافَقَ كِتَابَ الله فَخُذُوهُ وَمَا خالَفَ كِتَابَ الله فَدَعُوهُ». 2- وفي الصفحة ذاتها من وسائل الشيعة نقلاً عن كتاب الكافي بسنده عن الإمام الصادقعليه السلام قال: «مَا لَمْ يُوَافِقُ مِنَ الحديثِ القرآنَ فَهُوَ زُخْرُفٌ». 3- وفي أصول الكافي (ج1: ص96) عن الإمام الرضا عليه السلام قال: «إذا كانت الرواياتُ مُخالِفَةً للقرآن كذَّبتُها». بناء على ما ذُكر إذا أثبتنا بالبراهين والأدلة أن زيارات القبور والنذورات التي تُصرف لها مخالفة للقرآن الكريم،
والان ماذا قال سيدنا علي عن حال الأموات ومفارقتهم لعالم الدنيا قال الإمام عليه السلام: «تَحْمِلُهُ حَفَدَةُ الْوِلْدَانِ وحَشَدَةُ الإخْوَانِ إِلَى دَارِ غُرْبَتِهِ ومُنْقَطَعِ زَوْرَتِهِ»، نهج البلاغة، الخطبة 83.
وقال: «فَهُمْ جِيرَةٌ لا يُجِيبُونَ دَاعِياً ولا يَمْنَعُونَ ضَيْماً ولا يُبَالُونَ مَنْدَبَةً إِنْ جِيدُوا لَمْ يَفْرَحُوا وإِنْ قُحِطُوا لَمْ يَقْنَطُوا جَمِيعٌ وهُمْ آحَادٌ وجِيرَةٌ وهُمْ أَبْعَادٌ مُتَدَانُونَ لا يَتَزَاوَرُونَ»! نهج البلاغة، الخطبة 111.
وقال لأبنائه وسائر من حوله وهو يحتضر على فراش الموت: «أَنَا بِالأمْسِ صَاحِبُكُمْ وأَنَا الْيَوْمَ عِبْرَةٌ لَكُمْ وغَداً مُفَارِقُكُمْ» نهج البلاغة، الخطبة 149.
يبدو أن مدعي التشيّع لا يقبلون كلام الإمام بل يعتبرونه حاضراً لديهم وحاضراً بشكل خاص في حرمه لذا يذهبون إلى لقائه من وقت إلى آخر!
وقال: «وأَصْبَحَتْ مَسَاكِنُهُمْ أَجْدَاثاً وأَمْوَالُـهُمْ مِيرَاثاً لا يَعْرِفُونَ مَنْ أَتَاهُمْ ولا يَحْفِلُونَ مَنْ بَكَاهُمْ ولا يُجِيبُونَ مَنْ دَعَاهُمْ».نهج البلاغة، الخطبة 230. وقف أمير المؤمنين (ع) يتأوَّه أمام قبر الزهراء عليها السلام
وقال:
ما لي وقفت على القبور مسلِّماً
قبر الحبيب فلم يَرُدَّ جوابي
أحبيبٌ ما لك لا تردُّ جوابَنا
أنسيت بعدي خُلَّةَ الأحباب؟
المجلسي، بحار الأنوار، ج47، ص 217. ونسبه إلى الديوان المنسوب إلى الإمام عليٍّ هذا ما يقوله الإمام عليه السلام فكيف يتوقّع مُدَّعُو التشيُّع لهُ الإجابةَ من الإمام أو ابنه أو حفيده لمن وقف أمام قبره وقال: «أشهد أنك تسمع كلامي وتشهد مقامي... وتردّ جوابي؟!».
وقد نقل الرواة(المجلسي، بحار الأنوار، ج 65/ ص 130، وج 98 /ص 195 - 197، ناقلاً عن كتاب «بشارة المصطفى لشيعة المرتضى» لعماد الدين الطبري (525هـ)، وهو موجود فيه في ص 74 من طبعة النجف الأشرف الثانية سنة 1383هـ للكتاب) أن «جابر بن عبد الله الأنصاري» ذهب بعد أربعين يوم من شهادة الحسين إلى زيارة قبره فسلّم عليه قائلاً:
يا حسين ثلاث مرات ثم قال: حبيبٌ لا يجيبُ حبيبَه. ثم قال: وأنَّى لك بالجواب وقد شَحَطَتْ أوداجُك على أثباجك (أوداجك: جمع وديج وهو وريد العنق، وشحطت أوداجك أي تقطعت عروق عنقك وتدفَّقت الدماء منها. وأثباجك: جمع ثبج: ما بين الكاهل إلى الظهر)، وفُرِّقَ بين بدنك ورأسك! فأشهد أنك ابن النبيين، وابن سيد المؤمنين، وابن حليف التقوى، وسليل الهدى، وخامس أصحاب الكساء، وابن سيد النقباء، وابن فاطمة سيدة النساء.. الخ أفلم يكن لـ «جابر» رضي الله عنه من العلم ما لمدعي التشيع في زماننا حتى يقول أن الإمام الحسين عليه السلام لا يجيبه.
هل ما قاله أمير المؤمنين عليه السلام أن الزهراء عليها السلام لا تردُّ جوابه صحيح أم لا؟ نحن نقول إنه صحيح.
ومثال آخر عندما اعتقل أهل الكوفة «مسلم بن عقيل» وساقوه إلى دار الإمارة وأرادوا قتله قال: لديَّ وصيةٌ وخاطب عمر بن سعد فقال: وصيِّتي أن تخبروا الإمام الحسين عليه السلام عمّا جرى وتكتبوا له ألا يقترب من الكوفة! فنسأل ألم يكن «مسلم» نائب الإمام الخاص، ألم يكن يعلم أن الإمام مطلع على كل الأمكنة ويجيب جميع الخلق أم أن مُدَّعي التشيع في زماننا يفقهون أكثر منه؟!
إذا رجع شخصٌ إلى أدعية الأئمَّة عليهم السلام المروية عنهم في «الصحيفة السجَّاديَّة» و«الصحيفة العلويَّة» وهي كتب أدعية أصيلة قويمة لا نكاد نجد فيها أيَّة عبارة تخالف القرآن، فإنه سيستغرب عندما يرى أن الأئمَّة الأطهار عليهم السلام يصرِّحون بعدم علمهم بأحوال أنفسهم يوم القيامةوأنَّهم أنفسهم خائفون جداً من ذلك اليوم ويطلبون من الله دوماً السلامة والنجاة فيه، كما سيلاحظ من الجهة الأخرى أن أدعية الأئمة عليهم السلام تلك ساكتةٌ تماماً عن موضوع حياتهم في القبر أو عالم البرزخ أو عن اطَّلاعهم على أحوال الدنيا وليس فيها أيَّة إشارة إلى ذلك الأمر.
على كلِّ حال التقصير هو من الرواة الكذَّابين الذين قاموا بوضع الزيارات دون أن يكون لهم أيُّ معرفة بالقرآن ولا أيُّ اطلاعٍ على كلمات الأئمة عليهم السلام والمعممين واصحاب الحوانيت الذين يروجون لهذه الشركيات
مسألة الزيارة في كتاب الله وسنة رسوله
من المسلَّم بِهِ أن زيارات مراقد الأنبياء والأولياء والصالحين للاستمداد من أصحابها وكل تلك الآداب والطقوس المفصَّلة التي نجدها في كتب الزيارات لا أصل لها في شرائع الأنبياء ولا في الكتب المنزَّلة أي التوراة والإنجيل والقرآن،ولم يُشرع في الأديان الحقة مثل تلك العبادة ولم يُذكر في أي مصدر تاريخي أنه تم بناء قبة وضريح ومزارات على قبور الأنبياء الراحلين الذين بلغ عددهم 124 ألف نبيّ. كما لم يُذكر في كتب الأنبياء السابقين أيُّ شيء حول زيارة قبورهم أنفسهم أو قبور أولادهم. ودين الإسلام دين جميع الأنبياء كما قال تعالى: ((شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى)) [الشورى:13]، فلم يأت فيه أيضاً أمرٌ بالتردُّد إلى زيارات مراقد الأنبياء. وفي القرآن الكريم سورة «التكاثر» المباركة التي ذمَّت المتكاثرين المتفاخرين على بعضهم الذين شغلهم التكاثر حتى زاروا القبور فقال الله تعالى لهم على سبيل التوبيخ: ((كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ)) [التكاثر:3-4]،
وقد قال الإمام عليّ عليه السلام بعد تلاوته لهذه الآيات: «أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ المَقابِرَ يَا لَهُ مَرَاماً مَا أَبْعَدَهُ وزَوْراً مَا أَغْفَلَهُ وخَطَراً مَا أَفْظَعَهُ لَقَدِ اسْتَخْلَوْا مِنْهُمْ أَيَّ مُدَّكِرٍ وتَنَاوَشُوهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ أَفَبِمَصَارِعِ آبَائِهِمْ يَفْخَرُونَ أَمْ بِعَدِيدِ الْهَلْكَى يَتَكَاثَرُونَ يَرْتَجِعُونَ مِنْهُمْ أَجْسَاداً خَوَتْ وحَرَكَاتٍ سَكَنَتْ ولَأَنْ يَكُونُوا عِبَراً أَحَقُّ مِنْ أَنْ يَكُونُوا مُفْتَخَراً ولَأَنْ يَهْبِطُوا بِهِمْ جَنَابَ ذِلَّةٍ أَحْجَى مِنْ أَنْ يَقُومُوا بِهِمْ مَقَامَ عِزَّةٍ لَقَدْ نَظَرُوا إِلَيْهِمْ بِأَبْصَارِ الْعَشْوَةِ وضَرَبُوا مِنْهُمْ فِي غَمْرَةِ جَهَالَةٍ ولَوِ اسْتَنْطَقُوا عَنْهُمْ عَرَصَاتِ تِلْكَ الدِّيَارِ الخَاوِيَةِ والرُّبُوعِ الخَالِيَةِ لَقَالَتْ ذَهَبُوا فِي الأرْضِ ضُلالاً وذَهَبْتُمْ فِي أَعْقَابِهِمْ جُهَّالاً تَطَئُونَ فِي هَامِهِمْ وتَسْتَنْبِتُونَ فِي أَجْسَادِهِمْ وتَرْتَعُونَ فِيمَا لَفَظُوا وتَسْكُنُونَ فِيمَا خَرَّبُوا وإِنَّمَا الأيَّامُ بَيْنَكُمْ وبَيْنَهُمْ بَوَاكٍ ونَوَائِحُ عَلَيْكُمْ أُولَئِكُمْ سَلَفُ غَايَتِكُمْ وفُرَّاطُ مَنَاهِلِكُمْ الَّذِينَ كَانَتْ لَهُمْ مَقَاوِمُ الْعِزِّ وحَلَبَاتُ الْفَخْرِ مُلُوكاً وسُوَقاً سَلَكُوا فِي بُطُونِ الْبَرْزَخِ سَبِيلاً سُلِّطَتِ الأرْضُ عَلَيْهِمْ فِيهِ فَأَكَلَتْ مِنْ لُحُومِهِمْ وشَرِبَتْ مِنْ دِمَائِهِمْ فَأَصْبَحُوا فِي فَجَوَاتِ قُبُورِهِمْ جَمَاداً لا يَنْمُونَ وضِمَاراً لا يُوجَدُونَ لا يُفْزِعُهُمْ وُرُودُ الأهْوَالِ ولا يَحْزُنُهُمْ تَنَكُّرُ الأحْوَالِ ولا يَحْفِلُونَ بِالرَّوَاجِفِ ولا يَأْذَنُونَ لِلْقَوَاصِفِ غُيَّباً لا يُنْتَظَرُونَ وشُهُوداً لا يَحْضُرُونَ وإِنَّمَا كَانُوا جَمِيعاً فَتَشَتَّتُوا وآلافاً فَافْتَرَقُوا ومَا عَنْ طُولِ عَهْدِهِمْ ولا بُعْدِ مَحَلِّهِمْ عَمِيَتْ أَخْبَارُهُمْ وصَمَّتْ دِيَارُهُمْ ولَكِنَّهُمْ سُقُوا كَأْساً بَدَّلَتْهُمْ بِالنُّطْقِ خَرَساً وبِالسَّمْعِ صَمَماً وبِالحَرَكَاتِ سُكُوناً»(نهج البلاغة، الخطبة رقم 221.). لقد ابتدع الشيعه بدعاً كثيرة راجت ، منها قيامهم ببناء هذه القبور الذهبية والفضية ونذر النذورات لها ووقف الأوقاف عليها حيث تُصرف الأموال الطائلة من قوت هذا الشعب الفقير على تلك القبور، وهذا عمل نهى الله عز وجل عنه في آيات عديدة
كقوله تعالى: ((وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَالله لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ)) [النحل:56]. يجب أن نُفهم العوام أن الأولياء الذين رحلوا عن الدنيا ليسوا بحاجة لأن تُنذر إليهم النذور وتُوقف عليهم الأوقاف، أو أن تُرمى أوراق البنكنوت داخل أضرحتهم أو تُشترى لأجلهم الأعلام والعراضات والجنازير فكل ذلك إسراف لا يرضاه الشرع. وأساساً لا يؤمن الإسلام بأي واسطة بين العبد وخالقه بل أمر الناس أن يستقيموا إلى الله أي يتجهوا إليه مباشرة ويطلبوا حوائجهم منه دون واسطة.
لقد ألغى الإسلام كل نوع من أنواع عبادة القبور وعبادة الأحجار وكل عبادة لغير الله تعالى، ولكن للأسف الشديد كما يطلب النصارى حوائجهم من المسيح عيسى بن مريم ومن أمه كذلك يطلب كثير من المسلمين حوائجهم من النبي والأئمة والأولياء، فيجب على العلماء أن يعلِّموا الناس الأحاديث التي وردت حول تسوية القبور والنهي عن البناء عليها أو الكتابة عليها، وكذلك النهي عن تجصيصها والصلاة إليها أو الذبح عندها وما هو حكم الشرع في مثل هذه الأمور
الأحاديث المتعلِّقة ببناء القبور وتجديدها. 1- روى الشيخ الصدوق والشيخ الحُرّ العاملي صاحب «وسائل الشيعة» أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي قِبْلَةً وَلَا مَسْجِداً فَإِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ لَعَنَ الْيَهُودَ حَيْثُ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»((((وسائل الشيعة، ج2، باب 65، ص887 )))) بناء على هذا الحديث فإن جميع الروايات التي ذُكرت في كتب الزيارة والتي تقول اجعلوا قبر الإمام قبلة هي من وضع أشباه اليهود الذين افتروها على لسان الأئمة عليهم السلام.
2- وروى المحدِّث النوري في «مستدرك الوسائل» نقلاً عن العلامة الحليّ في كتابه «النهاية» رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تقول: «نَهَى النبيُّ أن يُجصّص القبرُ أو يُبْنَى عليهِ أو يُكْتَبَ عليه لأنَّه من زينة الدنيا فلا حاجة بالميِّت إليه...((((مستدرك الوسائل، الطبعة الحجرية، ج1/ص127 ))))
3- وروى المحدِّث النوري أيضاً: «عن أمير المؤمنين (ع) قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لا تتخذوا قبري عيداً ولا تَتَّخذوا قبوركم مساجدكم(في الأصل: مساجد)، ولا بيوتكم قبوراً...((((مستدرك الوسائل، الطبعة الحجرية، ج1/باب 55 من أبواب الدفن وما يناسبه، باب كراهة بناء المساجد عند القبور، ص132.))))»
.4- وروى الشيخ «الحرّ العاملي» في «وسائل الشيعة» عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام أنه قال: «لا ترفعوا قبري أكثر من أربع أصابع مفرّجات((((وسائل الشيعة، ج2/باب 31 من أبواب الدفن858.
5- وجاء في ج22 من «بحار الأنوار» للعلامة المجلسي، وفي كُتُبٍ حديثيَّة موثوقة أن الإمام الصادق عليه السلام قال: «لا تشرب وأنت قائم ولا تَطُف بِقَبْرٍ ولا تَبُل في ماء نقيع(((وسائل الشيعة، ج10/باب 92 من أبواب المزار في كتاب الحج، وج1/ص241. وسفينة البحار، ج2/ص99)))
6- وروى «زيد بن علي بن الحسين» عليهم السلام عن جدِّه علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: «نهى رسول الله عن لحوم الأضاحي أن تدخروها فوق ثلاثة أيام..... ونهانا عن زيارة القبور((((مسند الإمام زيد، كتاب الحج، باب الأكل من لحوم الأضاحي ))).
7- الحديث المعروف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «أنا عند القلوب المنكسرة والقبور المندرسة (((((الحديث لا أصل له في المرفوع، وقد ذكره العجلوني في «كشف الخفاء» ج2/ص 325، في التعليق على الحديث رقم 2836)))). ولفظه فيه: ((أنا عند المنكسرة قلوبهم المندرسة قبورهم وما وسعني أرض ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن)). فهذا الحديث يدلُّ على أن الحقّ جلَّ وعلا لا ينظر إلى القبور المزيَّنة المزخرفة والمجدَّدة والمحلّاة بالمرايا والذهب ويمقتها.
8- رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «قبر رسول الله محصّبٌ حصباء حمراء((( وسائل الشيعة، ج2/باب 37 من أبواب الدفن، ص 864.
9- وروى «عبد الرزاق الصنعاني» الذي كان من قدماء الشيعة، عن ابن طاووس: «أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن قبور المسلمين أن يُبنى عليها أو تُجصَّص أو تُزرع، فإن خير قبوركم التي لا تُعرف»(المصنف لعبد الرزاق، ج3/ص506. ).
10- ونقل المرحوم آية الله «شريعت سنغلجي» رحمه الله عن كتاب «الذكرى» أن: «الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم سوّى قبر ابنه إبراهيم» ونقل أيضاً أن القاسم بن محمد قال: «رأيت قبر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والشيخين مسطّحة» ونقل أن قبور المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة كانت مسطّحة(توحيد عبادت (أي كتاب توحيد العبادة)، انتشارات دانش، ص149).
11- وروى الحرّ العاملي عن الإمام الصادق أنه قال: «لا تطيّنوا القبر من غير طينه»(((وسائل الشيعة، ج2/باب 16 من أبواب الدفن، ص 864.
12- وروى المحدِّث النوري عن علي بن أبي طالب عليه السلام: «أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن يُزاد على القبر تراب لم يخرج منه»(مستدرك الوسائل، الطبعة الحجرية، ج1، باب 34 من أبواب الدفن، ص146.) لاحظوا إلى أي حد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دقيقاً حتى أنه نهى أن يُزاد ولو مقدار قليل على تراب القبر، فما بالك بالفضة والجصّ وأحجار المرمر وغيرها من الأحجار الثمينة!
ولكن الشيعه ا لم تلق بالاً لهذه الأوامر بل أسرفت في تعمير قبور عظماء الدين ووصل الأمر إلى وضع الكذابين الغلاة رواية نسبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في فضل تعمير القبور
ومن الأحاديث الشديدة التي يرتجف لها الإنسان والتي جاء فيها النهيُ الشديدُ والكراهةُ العظيمةُ لهذا العمل، ما رواه عطاء بن يسارعن النبي الأكرم أنه تضرّع إلى رب العزّة والجلال قائلاً: «اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَناً» ثم قال: «لَعَنَ اللهُ قَوْمًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»([2]).
1- ويدل عليه مضمون الحديث الذي رُوِيَ عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يَقُمْ مِنْهُ: «لَعَنَ اللهُ اليهودَ والنَّصَارَى اتَّخذُوا قُبُورَ أنبيائِهِم مَسَاجِدَ (قالت عائشة): ولولا ذلك لأبرز قبره إلا أنه خشي أن يُتَّخَذَ مَسْجِداً»([3]).
2- مما يدل على ذلك أيضاً عدم اهتمام رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ وَسَلَّمَ وأصحابُه الأخيار بقبور الأنبياء والأولياء التي كانت موجودة في ذلك الزمن –سواءً كانت قبوراً واقعية أم موهومة مثل قبر سيدنا إسماعيل وهاجر في مكة، وقبر سيدنا إبراهيم الخليل وسيدنا يوسف عليهما السلام في أرض فلسطين من بلاد الشام، وقبر سيدنا هود عليه السلام في اليمن، فلم يُرْوَ عنه أنه صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ وَسَلَّمَ زار أياً من تلك القبور. كما إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ وَسَلَّمَ فقد أعزةً عليه في الدنيا, وكان من الممكن أن يجعل قبرهم مزاراً فلم يفعل، كقبر أم المؤمنين خديجة عليها السلام وقبور شهداء بدر وأحد، وقبور الصحابة الكبار
أمثال عثمان بن مظعون وغيرهم، والتي لم يُرْوَ أن أياً منها كان قبراً مبجلاً ومزاراً يتردد الناس إليه؟
وحتى قبور أبناء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ وَسَلَّمَ نفسه لم تتحول أبداً إلى مزارات يُطاف حولها،كما كان حال قبر إبراهيم ابن رسول الله في المدينة الذي لم يتحول إلى مزار، طبقاً لما رواه الشيخ الصدوق في كتابه «من لا يحضره الفقيه»، والكليني في «الكافي» حيث قالا: «وَ فِي رِوَايَةِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام يَقُولُ: كَانَ عَلَى قَبْرِ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَذْقٌ يُظِلُّهُ مِنَ الشَّمْسِ حَيْثُمَا دَارَتْ فَلَمَّا يَبِسَ الْعَذْقُ ذَهَبَ أَثَرُ الْقَبْرِ فَلَمْ يُعْلَمْ مَكَانُهُ!(( من لا يحضره الفقيه، للشيخ الصدوق، ج 3/ص 473، والفروع من الكافي، ج3/ ص254. ))) فلو كان هناك استحباب لزيارة القبرٍ والطواف حوله لكان أولى الناس بذلك قبر ابن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ وَسَلَّمَ، لا أن نرى ذلك مندرساً لا يُعْرَف له أيُّ أثرٍ في زمن رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ذاته؟ وكذلك لم يكن قبر عمّ النبي حمزة سيد الشهداء عليه السلام مزاراً يُزَار(((( كما أن الإمام علي عليه السلام لم يأمر في عهد خلافته ببناء مزار وضريح للمرقد المطّهر لنبي الإسلام ولا لشهداء صدر الإسلام العظام. ))) وقد روت جميع التواريخ وكتب السير والطبقات بما في ذلك سيرة ابن هشام و«مغازي الواقدي» و«تفسير عليٍّ بن إبراهيم القميّ»، والمجلد السادس من «بحار الأنوار» للمجلسيّ أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ وَسَلَّمَ لمّا رأى جسد حمزة عليه السلام في سفح جبل أُحد عرياناً ومُـمَثَّلاً به قال: «لَوْلَا أَنْ يُحْزِنَ ذَلِكَ نِسَاءَنَا، لَتَرَكْنَاهُ لِلْعَافِيَةِ - يَعْنِي السّبَاعَ وَالطّيْرَ - حَتّى يُحْشَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ بُطُونِ السّبَاعِ وَحَوَاصِلِ الطّيْرِ.» ((((ورد بهذا اللفظ في مغازي الواقدي: ج1/ص 289، وجاء في سيرة ابن هشام (ج2/ص 95) بلفظ «لَوْلَا أَنْ تَحْزَنَ صَفِيّةُ، وَيَكُونَ سُنّةً مِنْ بَعْدِي لَتَرَكْته، حَتّى يَكُونَ فِي بُطُونِ السّبَاعِ وَحَوَاصِلِ الطّيْر )))) بديهيٌّ أنه لو كان عمل الزيارة مطلوباً ومستحبّاً إلى تلك الدرجة التي يدّعيها القائلون بذلك، لما كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ وَسَلَّمَ يرضى أبداً بترك جثمان عمه سيد الشهداء دون أن يجعل له قبراً يُزار.
9 - وردت أخبارٌ عديدة تنهى عن البناء على القبور أو تعميرها وتجصيصها، ومن الواضح تماماً أنه لم يَرِد في تلك الأخبار أي تمييزٍ بين قبور الأنبياء والأولياء وقبور عامة الناس، كما جاء في مستدرك الوسائل (((( النوري الطبرسيّ، مستدرك الوسائل، كتاب الطهارة، أبواب الدفن، باب 79، ج1/ص148))))) عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ وَسَلَّمَ يقول: «أول عدل الآخرة، القبور لا يُعرف شريفٌ من وضيع». وقد جاءت مئات الأحاديث في هذا الباب في كتب المسلمين ولا يخفى أن النهي عن تعمير القبور إنما هو لأجل ألا تتحول إلى مزارات.
10 - ويؤكد حقيقة هذا المعنى - أي أن تعظيم القبور أمر مكروه نهى عنه الإسلام بشدة - تلك الأوامر التي أمر بها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ وَسَلَّمَ علياً عليه السلام وأمر بها عليٌ أبا الهياج الأسدي فقال - كما روى ذلك الكُلَيْنِيُّ في «الكافي» والبَرقيُّ في «المحاسن» «عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: بعثني رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ - إلى المدينة فقال: لا تَدَعْ صُوْرَةً إلّا مَحَوْتَهَا ولا قَبْرَاً إلا سَوَّيْتَه...» وفي روايةٍ أخرى لهما أيضاً عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام أن علياً عليه السلام قال: «أرسلني رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ - في هَدْمِ القبور وَكَسْرِ الصُّوَر((( الكُلَيْنِي، «كتاب الكافي»، (ج6/ص528)، ح 14 ثم ح 11 على الترتيب. والمجلسي، بحار الأنوار ج76/ص286، وجاء من طرق أهل السنة بلفظ «أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا تَدَعَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ وَلَا تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ» انظر سنن الترمذي، باب ما جاء في تسويه القبور ))))) . وكذلك كل ما ورد في باب النهي عن تعمير وتجديد القبور، يدلُّ بوضوح تام على تلك الحقيقة، وذلك مثل ما جاء في كتاب «من لا يحضره الفقيه» للصدوق، وكتاب «المحاسن» للبرقيّ والمجلد 18 من بحار الأنوار للمجلسيّ أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «مَنْ جَدَّدَ قبراً أو مَثَّلَ مثالاً، فَقَدْ خَرَجَ عَنِ الإسْلامِ ((( الشيخ الصدوق، «من لا يحضره الفقيه» ج1/ص189، حديث رقم 579. وقد أورده المجلسي في بحار الأنوار، ج76/ص 285 - 286 (من الطبعة الجديدة))))). ومن الواضح أنه لو كانت زيارات القبور والطواف بها وطلب الحوائج من أصحابها والتشفع بالأموات أمراً مطلوباً للشارع ومحبوباً في نظره لما أرسل نبيُّ الله وعليٌّ المرتضى - سلام الله عليهما - أشخاصاً بمهمة محدَّدة هي تخريب وهدم كل قبر مشرفٍ دون استثناء ولما اعتبر القبور العامرة أمراً مرادفاً لعبادة الأوثان إلى حد قوله كما مرَّ «مَنْ جَدَّدَ قبراً أو مَثَّلَ مثالاً، فَقَدْ خَرَجَ عَنِ الإسْلامِ»، كما ندرك هذه الحقيقة جيداً في زماننا هذا ونلمسه لمس الواقع. إن هناك أحاديث وقرائن كثيرة أخرى تؤكد ما قلناه ونكتفي بالنماذج العشرة التي أوردناها. تلك عشرة كاملة حتي لا نطيل علي القارئ
([1]) هذا الحديث مقبول لدى الفريقين، كما جاء في «السنن الكبرى» للبيهقي(ج4، ص77): «كنت نهيتكم عن زيارة القبور ثم بدا لي فزوروها فانها ترق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة فزوروا ولا تقولوا هجراً». ومثله ما جاء في كتاب «الذكرى» للشهيد الأول باختلاف يسير. ([2])روى الشيخ الصدوق في «علل الشرائع» بسنده عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له الصلاة بين القبور؟ قال: «صلِّ في خلالها ولا تتخذ شيئاً منها قبلةً، فإن رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ وَسَلَّمَ) نهى عن ذلك وقال: ولا تتخذوا قبري قبلةً ولا مسجداً فإن الله تعالى لَعَنَ الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد!.» «علل الشرائع»/باب العلة التي من أجلها لا تتخذ القبور قبلة، (ج 2/ص 358)، وروى الصدوق نحوه أيضاً في كتابه «منلا يحضرهالفقيه» (ج1/ص 178) باختلاف يسير ومن طرق أهل السنة أخرجه بهذا اللفظ الإمام أحمد في مسنده/مسند أبي هريرة، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه بسنده عن زيد بن أسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُصَلَّى له، اشْتَدَّ غضبُ اللهِ على قَومٍ اتخذُوا قُبُورَ أنْبِيائِهِم مَسَاجِدَ) المنصف لابن أبي شيبة: ج2/ص269
| |
| | | | متباركين بذكرى مولد صاحب العصر والزمان الامام المهدي عليه السلام | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|