وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ :
يا حبذا لو أنَ كل مؤمن يجتاز دورة في جانبِ الفضائلِ والرذائل، مثلاً: كتاب "جامعُ السعادات" كتابٌ قيم في هذا المجال، ومن أرادَ أن ينظر للملكات الصالحة والخَبيثة، فليقرأ هذا الكتاب.. وأمثال هذهِ المؤلفات كثيرة؛ ولكن هذهِ الأيام ما أكثر الكُتب، وأقل المطالعين!.. وما أكثر المطالعين، وأقل المعتبرين!..
حــكــمــة هذا الــيــوم :
(إذا لم تكن حليماً فتحلّم).. عليٌ -عليهِ السلام- يعلمنا درساً في التَخلق بأخلاق اللهِ -عزَ وجل-، يقول -عليه السلام-: (إذا لم تكن حليماً فتحلّم)!.. أي حاول أن تكون حَليماً، وإن كنت بحسب الظاهر ساكتاً متحملاً، وفي باطنكَ غليان؛ فإن هذا الغليان الباطني يزول مع الأيام.. ولهذا المؤمن عندما لا يغضب، فإن القضية أعمق من عدم الفُحشِ في القول، هو ساكت ولكن أيضاً قلبهُ مطمئنٌ بذكر اللهِ -عزَ وجل-.. فمن يريد أن يتمتع بالحِلم الإلهي؛ فليكن حليماً!.. ومن يُريد المغفرة؛ فليغفر!.. ومن يُريد المسامحة من رب العالمين؛ فليسامح!.. ومن يُريد عدم نزول الغضب الإلهي عليه، فلا يُنزل هو غضبه أيضاً على الغير!.. القاعدة العامة تقول: "إرحم من في الأرض؛ يرحمكَ من في السماء"!..
في رحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) :
يطلب المؤمن من ربه أن يهبه رأفة ورحمة وليّ الأمر (ع) ..فالرأفة والرحمة وإن كانت ( منقدحة ) في قلب الولي ، إلا أنها ( مستندة ) إلى الله رب العالمين ، يهبه لمن يشاء من عباده ..فيُعلم من ذلك أن الطريق إلى رأفة الحجة في كل عصر ، هو التوجه إلى الرب المتعال ، وبذلك يتجلى لنا عدم المفارقة بين الالتجاء إلى الحق وبين الالتجاء إلى أوليائه سواء في: مجال استجابة الدعاء ، أو الشفاعة ، أو الأنس بالذكر ، كما روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال : { شيعتنا الرحماء بينهم ، الذين إذا خلوا ذكروا الله ..إنا إذا ذُكرنا ذُكر الله ، وإذا ذُكر عدونا ذُكر الشيطان }البحار-ج74 ص258..فإن من الخطأ بمكان أن نعتقد أن التعامل مع أولياء الحق ، إنما هو في ( عرض ) التعامل مع الحق المتعال لا في طوله ، ومع الاعتقاد بهذه ( الطولية ) ترتفع الاشكالات الكثيرة ، ويزول الاستغراب من الاعتقادات الناشئة من توهّم العرضية في التعامل
هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
عن ابي عبد الله(عليه السلام)قال: ان لله ملائكة موكلين بقبر الحسين(عليه السلام)فأذا هم الرجل بزيارته أعطاهم الله ذنوبه,فأذا خطا محوها ثم أذا خطا ضاعفوا حسناته,فما تزال حسناته تضاعف حتى توجب له الجنه,ثم اكتنفوه وقدسوه وينادون ملائكة السماء أن قدسوا زوار... حبيب حبيب الله..,فأذا أغتسلوا ناداهم محمد(صلى الله عليه واله وسلم): يا وفد الله أبشروا بمرافقتي في الجنه,ثم ناداهم امير المؤمنين(عليه السلام):أنا ضامن لقضاء حوائجكم ودفع البلاء عنكم في الدنيا والآخرة,ثم اكتنفوهم عن أيمانهم وعن شمائلهم حتى ينصرفوا الى أهاليهم..
بستان العقائد :
مم يخاف الإنسان إذا كانَ رَب العالمين يصنعهُ على عينه؟!.. لذا المؤمن يطلب من الله -عز وجل- أن يعامله كما عامل كليمه موسى (عليه السلام)؛ يقول تعالى: ﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾.. إن كانَ كذلك؛ فلا خَوف من المُستقبل!.. موسى (عليه السلام) كان طفلاً صغيراً في مهده، تتقاذفهُ الأمواج، في زمنِ مَلكٍ يذبح الأولاد خشية أن يخرج منهم موسى.. وإذا برب العالمين يخرجهُ من البحر، ويجعلهُ في حضن ذلك الملك، وفي يومٍ من الأيام يكونُ سَبباً لهلاكه، عندما اجتازَ البَحر وغَرقَ فرعونُ وجنوده.. هكذا تسير أمور العبد إذا تبناه رَب العالمين!..
كنز الفتاوي :
إذا رفع رأسه من الركوع قبل الامام سهواً ، فماذا يجب عليه ؟
يعود على الاحوط وجوباً .. فان لم يعد فالاحوط وجوباً بطلان جماعته وتصح صلاته ان لم يكن قد اخل بوظيفة المنفرد بما يضر الاخلال به ولو عن عذر مثل زيادة ركوع للمتابعة
ولائيات
إن اطمئنان القلب لَهُ أثرٌ بليغٌ ساعة الموت، فحالة العبد الصالح أثناء الموت، تختلف عن حالة باقي الناس!.. عن سدير الصيرفي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك يا ابن رسول الله!.. هل يكره المؤمن على قبض روحه؟.. قال: (لا والله!. إنه إذا أتاه ملك الموت ليقبض روحه، جزع عند ذلك، فيقول ملك الموت: يا ولي الله، لا تجزع فوالذي بعث محمداً!.. لأني أبر بك، وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، افتح عينيك فانظر.. قال: ويمثل له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم (عليهم السلام) فيقال له: هذا رسول الله، وأمير المؤمنين، وفاطمة، والحسن، والحسين، والأئمة (عليهم السلام) رفقاؤك.. قال: فيفتح عينيه، فينظر، فينادي روحه مناد من قبل رب العزة فيقول: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾!.. إلى محمد وأهل بيته، ﴿ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً﴾ بالولاية، ﴿مَّرْضِيَّةً﴾ بالثواب، ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي﴾، يعني محمداً وأهل بيته، ﴿وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾.. فما من شيء أحب إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي).. لم يأتوا لتفقد الحال؛ لا!.. هؤلاء رفقاؤه، الآن معه، وفي القيامة معه، وفي الجَنّةِ معه.. فإذن، يجب أن يكون الإنسان أولاً في زُمرة الطيبين؛ وهذا أهمُ من نعيم الجَنّة.
فوائد ومجربات
إن الإنسان بعد أن يصل إلى ما يريد؛ فإنه يخشى من المشاكل، ويخاف من فقد ذلك الشريك، ويخاف من المرض، ومن الموت!.. وبالتالي، فإن هذا الاطمئنان يتحول إلى وجل.. لذا المؤمن بعد أن يصل إلى اطمئنان القلب يسأل الله تعالى قائلاً: يا رَب (لا تَسلب مني صالحَ ما أعطيتني)، و(لا تردني إلى سوءٍ استنقذتني منه أبداً)!.. فإذن، إن قَلب المؤمن الواصل بين وجلين: وَجلُ عَدم الوصل، ووجلُ فقد الوصل.. وعليه، فإن الوجل والاطمئنان يجتمعان