يا صاحب القبة البيضاء في النجفِ من زار قبركَ واستشفى لديكَ شُفي
علي بعد النبي (ص):
حينما فاضت روح النبي (ص) إلى بارئها. انصرف علي (ع) لتجهيزه ودفنه بينما كان
بعض وجوه المسلمين يتنازعون الأمر بينهم في سقيفة بني ساعدة حتى استقر رأيهم
على تنصيب أبي بكر خليفة بعد رسول الله (ص). ولعدم شرعية الخلافة لم يبايع علي (ع)
في البداية حتى رأى راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد (ص) فخشي
(ع) إن لم يبايع أن يرى في الإسلام ثلماً أو هدماً فتكون المصيبة به أعظم. ولذلك لم
يعتزل الحياة السياسية العامة فنجد في علي (ع) المدبّر والمعالج والقاضي لجميع المشاكل
الطارئة طيلة عهود أبي بكر وعمر وعثمان مما لفت أنظار الأمة انذاك إلى موقعية علي
(ع) في إرجاع معالم الدين وتصحيح الإنحراف وتقويم الإعوجاج الذي تسبّبت به السلطة
وولاتها انذاك مما دفع الناس في جميع البلاد الإسلامية إلى الثورة على الحكم
المتمثل في شخص عثمان بن عفّان وانطلقوا إلى بيت علي (ع) مبايعين.
وكانت المرّة الوحيدة التي يبايع فيها الناس شخصاً ثم يتولى أمور الخلافة بصورة
شرعية خلافاً للمرات السابقة التي كان ينصّب فيها الخلفاء أولاً، ثم يُحمل الناس على مبايعتهم.
حكومة علي (ع):
امتازت حكومة علي (ع) برجوعها الى الينابيع الأصيلة للاسلام كما
أمر بها الله تعالى. ومما امتازت به حكومته (ع):
أولاً: المساواة في العطاء.
وثانياً: رد المظالم التي تسبّب بها الولاة السابقون.
وثالثاً: تشديد الرقابة على بيت مال المسلمين.
ورابعاً: عزل الولاة المنحرفين واستبدالهم بنماذج خيّرة وكفوءة.
وخامساً: مراقبة الولاة وتزويدهم بالمناهج والخطط من أجل إقامة
حكومة العدل والإسلام على الأرض.
وهذا الأمر أزعج المترفين من أغنياء المسلمين انذاك. الذين أحسّوا
بالخطر يهدّد مصالحهم فأعلنوا العصيان والتمرّد.
حروب علي (ع):
إستمرّت حكومة علي (ع) خمس سنوات عمل خلالها مجاهداً من أجل التصحيح والتقويم والعودة
إلى الأصالة وإقامة حكم الله على الأرض. وخاض خلالها حرب الجمل في البصرة مع الناكثين
الذين أزعجهم مبدأ المساواة في العطاء بين المسلمين بالإضافة إلى رفض علي (ع)
الانجرار وراء مطامعهم وإعطائهم ولاية الكوفة والبصرة، فنكثوا بيعته (ع)
وطالبوه بدم عثمان وجمعوا له (30) ألف على رأسهم عائشة وطلحة والزبير. ولم تنفع
الكتب التي أرسلها (ع) لإخماد الفتنة فاضطر إلى محاربتهم والقضاء على الفتنة من أساسها.
ثم كانت حرب صفين مع معاوية الذي كان من أشد الولاة فساداً ودهاءاً. وكاد الإمام
ينتصر عليه انتصاراً ساحقاً لولا الخديعة التي اصطنعها معاوية بدعوى الاحتكام إلى
كتاب الله. هذه الحيلة انطلت على قسم من جيش علي (ع) وهم المعروفون بالخوارج
الذين خرجوا عليه فأجبروه على قبول التحكيم ثم رفضوه ورفعوا شعار "لا حكم إلاّ لله".
فحاربهم علي (ع) في النهروان بعد أن وعظهم وأقام الحجة عليهم، وقضى عليهم،
مبيّناً فساد شعارهم بأنه "كلمة حق يُراد بها باطل.." وكان عددهم (4000) خارجي.
نسألكم الدعاء بظهر الغيب