أما الروايات الواردة في بيان من هم أهل البيت عليهم السلام فنروي لك شاهدين
الشاهد الأول : ما روي عن أم سلمة أنها قالت : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في بيتي فاستدعى عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وجللهم بعباءة خيبرية ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة : قلت يا رسول الله أنا من أهل بيتك ؟ قال لا : ولكنك إلى خير ( 1 ) .|
والأحاديث الواردة من خلال استقراء كتب الحديث حيث روت لنا هذه الكتب إن الرسول كان دائما يقول : فاطمة بضعة مني يغضبني من أغضبها ويسرني من أسرها وإن الله ليغضب لغضبها ويرضى لرضاها . فإن هذا كاشف عن إناطة رضاها بما فيه مرضاة الرب جل شأنه وغضبه بغضبها حتى إنها لو غضبت أو رضيت على أمر مباح لا بد أن تكون له جهة شرعية تدخله في الراجحات لم تكن حالة الرضا والغضب فيها منبعثة عن جهة نفسانية وهذا مثل العصمة الثابتة لها عليها السلام|
الشاهد الثاني :هو حديث الكساء (فاطمة عليها السلام وحديث الكساء الشريف)بعد ان دخل الحن والحسين وعلي تحت الكساء مع الرسول صلى الله عليه وآله أستأذنت فاطمة ابيها وقالت: ا أبتاه يا رسول الله أتأذن لي أن أكون معكم تحت الكساء قال وعليك السلام يا بنتي ويا بضعتي قد أذنت لك فدخلت تحت الكساء فلما اكتملنا جميعا تحت الكساء أخذ أبي رسول الله بطرفي الكساء وأومئ بيده اليمنى إلى السماء وقال اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي وحامتي لحمهم لحمي ودمهم دمي يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم وعدو لمن عاداهم ومحب لمن أحبهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك وغفرانك ورضوانك علي وعليهم وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقال الله عز وجل يا ملائكتي ويا سكان سماواتي إني ما خلقت سماء مبنية ولا أرضا مدحية ولا قمرا منيرا ولا شمسا مضيئة لا فلكا يدور ولا بحرا يجري ولا فلكا يسري إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء فقال الأمين جبرائيل يا رب ومن تحت الكساء فقال عز وجل هم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها فقال جبرائيل يا رب أتأذن لي أن أهبط إلى الأرض لأكون معهم سادسا فقال الله نعم قد أذنت لك فهبط الأمين جبرائيل|إلى آخر الحديث.
هؤلاء هم اهل بيت النبوة والرسلة الخالدة عباد الله المكرمون الذين فضلهم الله على الخلق أجمعين فمن نكرهم نكر أمر الله في الرسالات السماوية جمعاء لأن مامن رسول الا وعرضت عليه ولايتهم بهم الله يمحص الخلق من الأولين إلى الآخرين حتى مسخ قوم سابقون بأنكار ولايتهم وأنه لأمر عظيم فمن زاغ عنه فهو في الهلاك المبين لولا يتدبروا ايات القرآن العظيم لعلموا ما خلف الحجاب .