هذا هو احد علمائكم الذي يصول ويجول بلا علم حتى وصل به الحال صور الله كسائر خلقه وحده ومكن منه ونفى ازليته وديموميته لأن المحدود والمصور له نهاية وله زوال وحادث في نفس الوقت معاذا الله عن هذا كله انه هو الله الواحد الأحد الأزلي القديم الدائم الباقي لم يكن له احد ولاشريك له هذا مااثبته القرآن والسنة النبوية لآل البيت الأطهار وخلاف من يدعي فهو كافر بالله لأن الله واسع لاتحده حدود وتصوره الأفهام انه نور على نور ليس كمثله شيء .......
الملاحظة الأولى هو أننا نجد أنه بناء على نظرية الشيخ ابن تيمية أن الله سبحانه وتعالى له وجه لا كالوجوه وله يد لا كالأيدي وله رجل لا كالأرجل وله ساق لا كالسيقان وله قدم لا كالأقدام وله أصابع لا كالأصابع الأخرى وله جلوس وقعود ... كل هذه التي أشرنا لها بناء على هذا ينبغي أن يلتزم أن لله سبحانه وتعالى توجد أعضاء ولكن لا كأعضائنا، هذه قضية من لوازم هذه النظرية، إذا التزم أن الله سبحانه وتعالى له يد لا كالأيد وله وجه وله رجل وله أصابع ... إذن لابد أن يلتزم أن الله له أعضاء ولكن من حقه أن يضع إلى جنبها لا كأعضاء المخلوقين، مع أننا عندما نرجع إلى كلمات علماء الإسلام قاطبة وبتعبير الإمام والشيخ والعلامة سليم البشير قال: الإجماع السني قائم على أن الله له صفات لا أن له أعضاء، لماذا إذن علماء المسلمين يعبرون بالصفات ولا يعبرون بالأعضاء؟ أيعقل أن تسمى اليد صفة، هل يعقل في اللغة العربية أن نسمي اليد ولو كانت ليست كأيدينا تسمى صفة، الرجل صفة، الأصابع صفة، القدم صفة، الساق صفة. هذه ليست صفات مع أن إجماع كلمة المسلمين بمختلف اتجاهاتهم نفوا الأعضاء عن الله سبحانه وتعالى واثبتوا الصفات، وهذا يكشف عن أنها أمور معنوية وليست أمور مادية جسمانية، هذه هي الملاحظة الأولى، وهي تكشف من كلمات علماء المسلمين أنهم عندما كانوا يثبتون اليد يثبتون اليد كصفة، يثبتون الرجل كصفة، يثبتون القدم كصفة، وجملة من هذه لم ترد في القرآن الكريم، عندما يثبتون الوجه واليد يثبتونها كصفات لا كأعضاء، ولكن الشيخ ابن تيمية والمجسمة حولوا هذه الصفات إلى أعضاء. هذه المفارقة الأولى التي لابد أن يلتفت إليها المشاهد الكريم.
المفارقة الخطيرة الثانية التي وجدناها في كلمات هؤلاء أنهم أصروا على أن كل هذه الآيات التي تحدثت عن الصفات والتي يعبرون عنها بالصفات الخبرية، عن الصفات تحدثت قالوا أن جميع هذه الآيات محكمة وليست متشابهة، السؤال الذي يطرح هنا، وهو أن القرآن كل آياته محكمة أو تنقسم آياته إلى محكمات والى متشابهات، أي منهما؟ صريح القرآن الكريم كما ورد في سورة آل عمران، قال تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات) إذن القرآن تنقسم آياته بنحو كلي إلى آيات محكمة وإلى آيات متشابهة. هؤلاء يصرون على أن جميع الآيات التي تحدثت عن اليد والوجه والمجيء ونحو ذلك هي من المحكمات وهذا ما قرأناها فيما سبق في كتاب (الإرشاد على صحيح الاعتقاد، ص144) للدكتور الفوزان، قال: (ونصوص الصفات من المحكم لا من المتشابه) السؤال المطروح على هؤلاء وهو سؤال فني وعلمي، من أين علمتم أن الآية التي تكلمت عن يد الله (يد الله فوق أيديهم هي من الآيات المحكمة) من أين علمتم؟ ما هو الدليل من القرآن أنها آية محكمة؟ ما هو الدليل من العقل أنها آية محكمة؟ ما هو الدليل من الأثر والسنة أنها محكمة؟ إذن واقعاً هذه الدعوى دعوى بلا دليل أن الآيات التي تحدثت عن صفات الله تعالى، طبعاً أنا لا أريد أن أقول كلها متشابهة، لا يأتي أحد يقول: إن السيد الحيدري يقول أن كل الآيات متشابهة، أنا إنما أريد أن أنقض عليكم أنها كلها محكمة يعني أنفي الموجبة الكلية، والموجبة الكلية تنسجم مع السالبة الجزئية وليس بالضرورة أن تكون سالبة كلية كما يقولون. إذن قولكم أن كل آيات الصفات آيات محكمة هذه لم يقم عليها لا دليل من القرآن ولا دليل من السنة ولا دليل من كلمات علماء المسلمين ولا من السلف وأئمة السلف ولا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله. بل وجدنا أن من الأصحاب ومن السلف ومن أئمة السلف من أوّل جمة من هذه الآيات المباركة، ولكن بعضهم أولها تأويلاً إجمالياً وبعضهم أولها تأويلاً تفصيلياً، هذا يكشف عن أن هذا البناء وهذا الأصل الموضوعي الذي انطلقت منه هذه المدرسة وهي مدرسة ابن تيمية ومن تبعه على ذلك من أن جميع هذه الآيات محكمات هذا الأصل غير تام، ولذا إن شاء الله تعالى سيأتي بحثه لاحقاً في الحلقات القادمة.