المجوسي إلى الهدم..الأموى.. الى الحسين
د. معن الجربا - 02/11/2010م
للعدل والإنصاف نطالب علماء المسلمين وقادتهم ومثقفيهم بالدعوة إلى عدم تكريم قاتلي الإمام الحسين
رغم تيار الفتنة المذهبية الذي يجتاح ألامة الاسلامية اليوم والذي تحركه أياد خفية ومشبوهة نضع عليها ألف علامة استفهام الا ان امة الخيرية هذه لا تخلو من مخلصين وحكماء وعلماء ربانيين يسعون دائما لفء عين الفتنة. فقد رحب الازهر الشريف بفتوى الامام السيد علي الخامئني والتي حرم فيها سب الصحابة الكرام ورموز أهل السنة والنيل من زوجات النبي عليه الصلاة والسلام بعد ان تطاول المدعو ياسر الحبيب على ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها,كما رحب بهذه الفتوى الكثير من العلماء والمثقفين في العالمين العربي والاسلامي لما فيها من بعد النظر والحرص على وحدة الأمة وسلامة الأوطان. وكذلك صرح شيخ الأزهر احمد الطيب في وسائل الاعلام قبل ايام برفضه لتكفير الشيعة, وانه سيصلي خلفهم في النجف الأشرف, نافياً وجود قرآن آخر لديهم كما يحاول ان يروج لذلك البعض.
وفي سياق خطوات التقارب هذه طلبت جبهة علماء الازهر من إيران هدم مزار أبي لؤلؤة المجوسي قاتل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذلك بهدف مواصلة ازالة العوائق امام الوحدة الاسلامية وقد أيد هذا الطلب عدد من العلماء والمشايخ و المؤسسات الدينية كجبهة العمل الإسلامي في الأردن التي طالبت المرشد الإيراني آية الله خامنئي "بإلغاء المزار حتى لا يكون ذريعة لاحترام قاتلي الصحابة الكرام".
ونحن بدورنا ايضا نشد على يد الازهر الشريف في هذا الطلب وكلنا أمل بحكمة الامام السيد علي خامئني وبعلمه النقي الجزيل الذي بدا واضحاً وجلياً في فتواه الاخيرة وبمواقفة في اخماد الفتن التي نقف لها احتراما واجلالا.. كلنا أمل أن يستجيب سماحته مطلب الازهر الشريف خصوصا وأن هذا المطلب يتفق مع فتواه التي حرم بها النيل من رموز السنة وما عمر بن الخطاب رضي الله عنه الا رمز من أعظم رموز السنة وممن نزل فيهم قول الله تعالى: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم).
لكن واذا كنا نأمل من سماحة الامام خامنئي اجابة دعوة الازهر الشريف في هدم هذا المزار حتى لا يكون ذريعة لاحترام قاتلي الصحابة فإننا ايضا وللعدل والانصاف نطالب علماء المسلمين وقادتهم ومثقفيهم بالدعوة لعدم تكريم قاتلي الامام الحسين الذي هو سبط النبي صلى الله عليه وسلم وبضعة منه وسيد من ال بيته وصحابي من صحابته وحواري من حواريه وسيد شباب اهل الجنة.. وهنا أتساءل!! أليست تسمية الجامع الأموي في دمشق بهذا الاسم تكريما لمن قتل الحسين وخاض في دمه? أليست هذه التسمية تكريماً لمن قام ملكهم بحوافر خيل داست على جسد ابن الرسول و سيوف قطعت راسه و رماح طافت به الأمصار? أليست هذه التسمية استفزازاً لروح شهيد من آل بيت النبوة نحبه ونعشقه? أليست هذه التسمية تكريماً للظالم وغبناً للمظلوم?..
لذلك اعتقد أنه من الواجب ايضاً ان نطالب علماء الأمة بتحويل مسمى الجامع الاموي في دمشق الى جامع (الحسين) حتى تكون هذه الخطوة تكريماً للشهيد ودحرا لتاريخ الظالم, خصوصا وأن هذا الجامع يضم في احد زواياه راس الحسين الشريف الذي قطع وعلق على أسنة الرماح من دون أدنى احترام لكونه بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه سيد شباب اهل الجنة.. فالتقارب بين المذاهب الاسلامية لن ياتي الا بخطوات عملية يقوم بها كل الأطراف تطبيقا لمبدأ العدل والإنصاف.