زيارة الحسين (سلام الله عليه) في ليلة عرفة ... العبد فيها أقرب الى الله لنيل نعيم الآخرة
زيارة مليونية تشهدها مدينة أبو الأحرار الإمام الحسين (سلام الله عليه) كربلاء المقدسة كلَ عام،حيث تتقاطر الحشود البشرية الكثيفة الزاحفة من داخل وخارج العراق ولعدة أيام متوجهةً الى كربلاء المقدسة لإحياء المراسيم الدينية الخاصة بأيام عيد الأضحى المبارك وفي مقدمتها اداء زيارة (عرفة) المأثورة الخاصة بسبط رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله).
ومن المتعارف عليه (حد اليقين لدينا شيعة ومحبي أهل البيت سلام الله عليهم) أن هناك فضل ومنزلة عظيمة لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) مما لا يبلغه البيان ففي روايات كثيرة أنها تعدل الحجّ والعمرة والجهاد بل هي أفضل بدرجات تورث المغفرة وتخفيف الحساب وارتفاع الدرجات وإجابة الدعوات وتورث طول العمر والانخفاظ في النفس والمال وزيارة الرزق وقضاء الحوائج ورفع الهموم والكربات وتركها يوجب نقصاً في الدين وهو ترك حقّ عظيم من حقوق النبي (صلى الله عليه وآله).
وأقلّ ما يؤجر به زائره هو ان يغفر ذنوبه وان يصون الله تعالى نفسه وماله حتى يرجع إلى أهله فإذا كان يوم القيامة كان الله له احفظ من الدنيا وفي روايات كثيرة ان زيارته تزيل الغمّ وتهون سكرات الموت وتذهب بهول القبر وانّ ما يصرف في زيارته (عليه السلام) يكتب بكلّ درهم منه ألف درهم بل عشرة آلاف درهم وان الزائر إذا توجه إلى قبره (عليه السلام) استقبله أربعة آلاف ملك فإذا رجع منه شايعته وان الأنبياء والأوصياء والأئمة المعصومين والملائكة (سلام الله عليهم أجمعين) يزورون الحسين (عليه السلام) ويدعون لزّواره ويبشرونهم بالبشائر وان الله تعالى ينظر إلى زوار الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) قبل نظره إلى من حضر عرفات وانه إذا كان يوم القيامة تمنّى الخلق كلهم ان كانوا من زوّاره (عليه السلام) لما يصدر منه (عليه السلام) من الكرامة والفضل في ذلك اليوم والأحاديث في ذلك لا تحصى.
فهذه الملايين التي قطعت تلك المسافات البعيدة من أجل أداء هذه الشعيرة المباركة تركت ورائها مغريات الحياة الدنيا من أجل نيل مرضاة الله جل وعلا والفوز بنعيم الدارين بفضل أهل البيت (سلام الله عليهم).
فعلى إمتداد الطرق الخارجية الرئيسية والفرعية التي تربط سائر المحافظات العراقية بمدينة كربلاء المقدسة، اقيمت الكثير من مخيمات إستقبال وايواء الزائرين، كما فتحت معظم الحسينيات والمساجد المشيدة في تلك المناطق والطرق ابوابها من اجل تقديم خدمات الاسكان والاطعام وسائر الخدمات الاخرى لقوافل الزوار والمشاة منهم على وجه الخصوص، المجاميع الكبيرة من الزائرين وافراد المواكب الهيئات الحسينية القادمة لأداء زيارة الامام الحسين سلام الله عليه.
اما مركز مدينة كربلاء المقدسة وبالذات منطقة مابين الحرمين الشريفين التي تضم المرقدين الطاهرين للامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام)، فقد غصت بمئات الالآف من الزائرين المحتشدين والذين افترشوا الارض واقاموا في الاماكن المكشوفة رغم برودة الطقس بهدف اقامة المراسم العبادية الخاصة بهذه الايام المباركة.
وفي ظل هذه الاجواء والمشاهد فقد اخذت المؤسسات الدينية ومراكز الوعظ والتبليغ الديني دورها في اقامة المجالس والمحافل الخطابية في مختلف مساجد واماكن مدينة كربلاء المقدسة، حيث يسهم الخطباء من اصحاب السماحة والفضيلة في القاء الخطب العقائدية والارشادية في اواسط الزائرين، وتعريفهم بآداب وفضائل زيارة عرفة المأثورة والمراسم العبادية المتصلة بأيام عيد الاضحى المبارك.
الامر الملفت للنظر وفي الموسم الحالي لهذا العام هو الحضور المتميز والكثافة العددية للزوار القادمين من دول الخليج الى كربلاء وبالذات من السعودية والكويت والبحرين وسلطنة عمان، والذين وصلوا الى العراق عن طريق الجو والبر حيث يلمس الجميع هذا الوجود والحضور للحشد الهائل منهم خصوصاً عند المرقدين الطاهرين للامام الحسين واخيه العباس (عليهما السلام) والى جانب هؤلاء هنالك الاعداد الكبيرة من الزوار الوافدين من سائر البلدان العربية والاسلامية كـ (لبنان وسوريا وايران وباكستان والهند واذربيجان وتركيا) وغيرها.
فهنيئاً لكل من لبى نداء الحق إلتحق بركب الفائزين يوم الورود، يوم لا ينفع مال ولا بنون، حيث تنفع فقط شفاعة أهل البيت سلام الله عليهم.