وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ :
من الأمور المهمة الواجب الالتفات لها هي: استشعار الذل والمسكنة أثناء ذكر الحسين (ع) ومصابه، وحين إقامة العزاء والقراءة الحسينية.. واستحضار نية المشاركة في العزاء على سيد الشهداء، بشتى أنواعها ولو كانت سقي الماء، أو ترتيب أحذية المستمعين لمجلس العزاء
حــكــمــة هذا الــيــوم :
أن المؤمن في إقدامه وفي إحجامه؛ ينظر إلى ما يرضي الله -عز وجل-.. أما المكاسب؛ فأمر آخر، هذه آثار: إن شاء الله -عز وجل- أن يعطي المكاسب للعبد، وإلا قد يشاء أن يؤخرها.. إذن، ما عليه إلا أن ينظر إلى رضا الله عز وجل: في مواقفه، وفي عمله، وفي كلمته.. ليدع المكاسب؛ فالله -عز وجل- خبير بالعباد!..
في رحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) :
هكذا عمق فاجعة كربلاء في نفوس أهل البيت (ع)!.. والإمام صاحب العصر (عج) يقول: (فلئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرك المقدور).. فهو يتمنى أن يكون من الذين قاتلوا بين يدي الإمام (ع): (فلأندبنك صباحا ومساءً، ولأبكين عليك بدل الدموع دماً).. فإذن، إن القضية قضية لها عمق في تاريخ البشرية!..
هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
لو نظرنا إلى التزام الإمام (ع)، وحرصه يوم العاشر على إقامة الصلاة في أول وقتها ساعة الزوال، حتى إن أحداً من أصحابه قتل أو أثخن بالجراج -في أثناء صلاة الحرب- وهو واقف بين يدي الإمام (ع) يذود عنه السهام.
بستان العقائد :
(الراضي بفعل قوم كالداخل معهم)؟.. هذه قاعدة عامة في الخير والشر، قال أمير المؤمنين (ع) لما أظفره الله بأصحاب الجمل، وقد قال له بعض أصحابه: وددت إن أخي فلاناً كان شاهدنا؛ ليرى ما نصرك الله به على أعدائك.. فقال (ع): أهوى أخيك معنا؟.. قال: نعم، قال (ع): فقد شهدنا، ولقد شهدنا في عسكرنا هذا قوم في أصلاب الرجال وأرحام النساء، سيرعف بهم الزمان، ويقوى بهم الإيمان.. ومن هنا فإن الذين يقولون: يا ليتنا كنا معكم، إذا قالوها بصدق، لا على نحو الشعارية أو الشاعرية، ليس من المستبعد أبداً أن يعطوا يوم القيامة ما أعطي أصحاب الإمام (ع).
ولائيات
من المواقف المثيرة جداً، عندما نقرأ في التأريخ كيف أن الإمام (ع) في مرحلة من المراحل، وصل إلى مخاطبة من لا وجود لهم: (يا فرسان الهيجاء، ويا أبطال الصفا!.. قوموا من نومتكم).. وطلب منهم الدفاع عن حرم رسول الله (ص).
فوائد ومجربات
لماذا جفاف الدموع ؟ إن جزءا من حل المشكلة-بحسب ما أعتقد- هو المعرفة التي تورث الحب، الذي هو بدوره يورث الإخلاص، وبالإخلاص تنزل الدموع تلو الدموع، وهذا المعنى تجده واضحاً في ذيل زيارة الجامعة: (أدخلني في جملة العارفين بهم)، وأيضا كما ورد في الرواية: (من زار الحسين عارفاً بحقه..) اعرف الحسين تعرف الدموع.. إلا أن المعرفة المطلوبة ليست المعرفة الشكلية والتاريخية، وإنما المعرفة القلبية التيينظر لنا الله تعالى من خلالها: (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم، لكن ينظر إلى قلوبكم).