لطالما كانت الكلمة طريق الإصلاح الأول وبها سلك الأنبياء والمرسلون إلى القلوب فحاوروا النفوس وتحدثوا إلى الضمائر وأقاموا الحجج والبراهين، حتى اهتدى إلى الحق خلق كثير، بل إن أولى الأوامر الإلهي للرسول الأكرم «اقْرَأ» وكذا فالرسول الأعظم دعا قومه ومن قاتله بالكلمة.
والكلمة الطيبة ابلغ من أي شيء آخر في الإصلاح الذي هو غاية الإمام عليه السلام من ثورته المباركة ويشهد لذلك وصيته المشهورة لأخيه ابن الحنفية، ومن هنا فان كلمات سيد الشهداء عليه السلام يوم عاشوراء توضح بل ترسم أمامنا خارطة طريق للاطلاع على الكثير من أمور النهضة المباركة لاسيما دعاءه الشريف وخطبتيه، لذا آثرنا إيرادها هنا مع توضيح لبعض المفردات من الناحية اللغوية والمجال لا يسع للبحث الموضوعي، وفيما يلي نص الخطبتين:
دعاء الإمام الحسين يوم عاشوراء:
لمّا نظر الإمام الحسين عليه السلام إلى جمع بني أمية كأنّه السيل[1]، رفع يدَيه بالدعاء[2] وقال:« اللهمّ، أنت ثقتي[3] في كلّ كرب، ورجائي في كلّ شدّة[4]، وأنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقة وعدّة[5]، كم من همٍّ[6] يضعف فيه الفؤاد[7] وتقلّ فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدوّ، أنزلته بك[8] وشكوته إليك، رغبةً منّي إليك عمَّن سواك فكشفته وفرّجته، فأنت ولي كلّ نعمة ومنتهى كلّ رغبة.[9]
خطبة الإمام الحسين عليه السلام الأولى
ثمّ دعا براحلته عليه السلام فركبها، ونادى بصوت عال يسمعه جلّهم: أيّها النّاس اسمعوا قَولي، ولا تعجلوا حتّى أعظكم بما هو حقّ لكم عليَّ[10]، وحتّى أعتذر إليكم من مَقدمي عليكم[11]، فإن قبلتم عذري وصدقتم قولي وأعطيتموني النّصف من أنفسكم، كنتم بذلك أسعد، ولم يكن لكم عليَّ سبيل[12].
وإنْ لَم تقبلوا مِنّي العذر ولَم تعطوا النّصف من أنفسكم، فأجمعوا أمركم و شركاءكم ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة. ثمّ اقضوا إليَّ ولا تنظرون[13]. إنّ ولييّ الله الذي نزل الكتاب وهو يتولّى الصالحين.
فلمّا سمعنَ النّساء هذا منه صحنَ وبكينَ وارتفعت أصواتهنَّ، فأرسل إليهنَّ أخاه العبّاس وابنه علياً الأكبر وقال لهما:«سكّتاهنَّ فلعمري ليكثر بكاؤهنَّ».
ولمّا سكتنَ، حمد الله وأثنى عليه وصلّى على محمّد وعلى الملائكة والأنبياء وقال في ذلك ما لا يحصى ذكره ولَم يُسمع متكلّم قبله ولا بعده أبلغ منه في منطقه[14]، ثمّ قال: «عباد الله، اتقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر، فإنّ الدنيا لَو بقيت على أحد أو بقي عليها أحد لكانت الأنبياء أحقّ بالبقاء وأولى بالرضا وأرضى بالقضاء، غير أنّ الله خلق الدنيا للفناء، فجديدها بالٍ ونعيمها مضمحل وسرورها مكفهر[15]، والمنزل تلعة[16] والدار قلعة، فتزوّدوا فإنّ خير الزاد التقوى، واتقوا الله لعلّكم تفلحون[17]. أيّها النّاس إنّ الله تعالى خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متصرفة بأهلها حالاً بعد حال[18]، فالمغرور من غرّته والشقي من فتنته[19]، فلا تغرّنكم هذه الدنيا، فإنّها تقطع رجاء من ركن إليها وتُخيّب طمع من طمع فيها. وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم[20] الله فيه عليكم وأعرض بوجهه الكريم عنكم وأحلَّ بكم نقمته[21]، فنِعمَ الربّ ربّنا وبئس العبيد أنتم ؛ أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمّد صلى الله عليه وآله، ثمّ إنّكم زحفتم إلى ذريّته وعترته[22] تريدون قتلهم، لقد استحوذ[23] عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم، فتبّاً[24] لكم ولِما تريدون. إنّا لله وإنّا إليه راجعون هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبُعداً للقوم الظالمين[25].
أيّها النّاس أنسبوني مَن أنا ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها وانظروا هل يحلّ لكم قتلي وانتهاك حرمتي ؟ ألستُ ابن بنت نبيّكم وابن وصيّه وابن عمّه وأول المؤمنين بالله والمصدّق لرسوله بما جاء من عند ربّه ؟ أوَ ليس حمزة سيّد الشهداء عمّ أبي ؟ أوَ ليس جعفر الطيّار عمّي، أوَ لَم يبلغكم قول رسول الله لي ولأخي: هذان سيّدا شباب أهل الجنّة ؟ فإنْ صدّقتموني بما أقول وهو الحقّ ـ والله ما تعمدتُ الكذب منذ علمت أنّ الله يمقت[26] عليه أهله ويضرّ به من اختلقه ـ وإنْ كذّبتموني فإنّ فيكم مَن إنْ سألتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري، وأبا سعيد الخدري، وسهل بن سعد الساعدي، وزيد بن أرقم، وأنس بن مالك يخبروكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله لي ولأخي، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟
فقال الشمر: هو يعبد الله على حرف[27] إنْ كان يدري ما يقول.
فقال له حبيب بن مظاهر: والله إنّي أراك تعبد الله على سبعين حرفاً، وأنا أشهد أنّك صادق ما تدري ما يقول، قد طبع الله على قلبك[28].
ثمّ قال الحسين عليه السلام : فإنْ كنتم في شكّ من هذا القول، أفتشكّون انّي ابن بنت نبيّكم، فوا لله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ولا في غيركم، ويحكم اتطلبوني بقتيل منكم قتلته ؟! أو مال لكم استهلكته ؟! أو بقصاص جراحة ؟!
فأخذوا لا يكلّمونه! فنادى: يا شبث بن ربعي، ويا حَجّار بن أبجر، ويا قيس بن الأشعث، ويا زيد بن الحارث ألم تكتبوا إليَّ أنْ أقدم قد أينعت الثمار واخضرّ الجناب، وإنّما تقدم على جند لك مجنّدة؟
فقالوا: لَم نفعل.
قال عليه السلام: سبحان الله! بلى والله لقد فعلتم. ثمّ قال: أيّها النّاس، إذا كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم إلى مأمن من الأرض. فقال له قَيس بن الأشعث: أولا تنزل على حكم بني عمّك ؟ فإنّهم لَن يروك إلاّ ما تُحبّ ولَن يصل إليك منهم مكروه.
فقال الحسين عليه السّلام: أنت أخو أخيكّ[29]، أتريد أن يطلبك بنو هاشم أكثر من دم مسلم بن عقيل ؟ لا والله لا اُعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفرّ فرار العبيد، عباد الله إنّي عذتُ بربّي وربّكم أنْ ترجمون[30]، أعوذ بربّي وربّكم من كلّ متكبِّر لا يؤمن بيوم الحساب[31] .
خطبة الإمام الحسين عليه السلام الثانية
ثمّ إنّ الحسين عليه السلام ركب فرسه، وأخذ مصحفاً ونشره على رأسه، ووقف بإزاء القوم وقال: يا قوم، إنّ بيني وبينكم كتاب الله وسنّة جدّي رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ثمّ استشهد هم عن نفسه المقدّسة وما عليه من سيف النّبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ولامته[32] وعمامته فأجأبوه بالتصديق. فسألهم عمّا أخذهم على قتله؟.
قالوا: طاعةً للأمير عبيد الله بن زياد، فقال عليه السّلام: تبّاً لكم أيّتها الجماعة و ترحاً[33]، أحين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين[34]، سللتم[35]علينا سيفاً لنا في أيمانكم وحششتم[36] علينا ناراً اقتدحناها[37] على عدوّنا وعدوّكم، فأصبحتم إلباً[38] لأعدائكم على أوليائكم، بغير عدل أفشوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم. فهلاّ ـ لكم الويلات! ـ تركتمونا والسّيف مشيم[39] والجأش طامن[40] والرأي لَما يستحصف[41]، ولكنْ أسرعتم إليها كطِيَرة الدبَّا[42] وتداعيتم[43] عليها كتهافت الفراش[44]، ثمّ نقضتموها، فسحقاً[45] لكم يا عبيد الأمة وشذاذ[46] الأحزاب ونبذة الكتاب[47] ومحرّفي الكلِم وعصبة الإثم ونفثة[48] الشيطان ومطفئيّ السّنَن! ويحكم أهؤلاء تعضدون[49] وعنّا تتخاذلون[50]! أجل والله غدرٌ فيكم قديم وشجت[51] عليه أُصولكم وتأزّرت[52] فروعكم فكنتم أخبث ثمرة، شجي للناظر وأكلة[53] للغاصب! ألا وإنّ الدّعيّ بن الدعيّ[54] قد ركز بين اثنتَين ؛ بين السّلة والذلّة[55]، وهيهات منّا الذلّة، يأبي الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور[56] طابت وطهرت واُنوف حميّة ونفوس أبيّة، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا وإنّي زاحف بهذه الاُسرة على قلّة العدد وخذلان النّاصر.
ثمّ أنشد أبيات فروة بن مُسيك المرادي.
فـإن نـهزم فـهزّامون قدماً وإن نـهْزَم فـغير مُـهزَّمينا ومـا أن طبنا جبن ولكن منايانا ودولــة آخـرينا فـقل لـلشامتين بـنا أفيقوا سيلقى الـشامتون كما لقينا إذا مات الموت رفَّع عــن اُناس بكلكله أنــاخ بـآخرينا[57]
أما والله، لا تلبثون بعدها إلاّ كريثما يركب الفرس، حتّى تدور بكم دور الرحى وتقلق بكم قلق المحور، عهدٌ عَهَده إليَّ أبي عن جدّي رسول الله، فاجمعوا أمركم وشركاءكم، ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة ثمّ اقضوا إليَّ ولا تنظرون[58]، إنّي توكّلت على الله ربّي وربّكم، ما من دابّة إلاّ هو آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط المستقيم[59].
ثمّ رفع يدَيه نحو السّماء وقال:« اللهمّ، احبس عنهم قطر السّماء، وابعث عليهم سنين كسنيّ يوسف، وسلّط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأساً مصبرة[60]، فإنّهم كذبونا وخذلونا، وأنت ربّنا عليك توكّلنا وإليك المصير. والله لا يدع أحداً منهم إلاّ انتقم لي منه، قتلةً بقتلة وضربةً بضربة، وإنّه لينتصر لي ولأهل بيتي وأشياعي.
[1] ـ تمثيل لكثافة الجيش العددية، وهو على اقل الروايات ثلاثون ألفاَ.
[2] ـ دعا ـ دعاء ودعوى: ناداه/ رغب إليه/ استعانة. المنجد في اللغة باب دعا، وسيظهر من فقرات الدعاء الشريف مراتب عالية من التوحيد حيث ان الإمام عليه السلام استعان بالله سبحانه وحده حين نظر إلى أعداءه.
[3] ـ الثقة: ( مصدر) مَن يعتمد عليه ويؤتمن، ويستعمل بلفظ واحد للمذكر والمؤنث والمفرد والجمع. المنجد، باب وثق.
[4] ـ الشّدّة: بكسر السين، الأمر يصعب تحمله. المعجم الوسيط، باب شدّ.
إن الإمام عليه السلام حينما رأى كثرة أعداءه وقلة ناصريه التجأ إلى الله سبحانه وتعالى، فرفع يديه إلى الله سبحانه مستعيناَ به ومعتمد عليه دون غيره وهو مصداق قوله تعالىإِيِّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) الفاتحة الآية 5
[9] ـ ابن الاثير في الكامل 4 / 25، وتاريخ ابن عساكر 4 / 233، وذكر الكفعمي في المصباح / 158، طبعة الهند: إنّ النبي (ص) دعا به يوم بدر. واختصره الذهبي في سير أعلام النبلاء 3 / 202.
[10] ـ فمن حق الرعية على الإمام المنصب من قبل الله تعالى تقديم النصح والإرشاد لهم فهو طريق الإصلاح والإنقاذ من الضلال والتيه.
[11] ـ فله الحق سلام الله عليه في بيان الحق وبيان جهة الظلم والانحراف وإقامة الحجة على من يقاتله، قال تعالى:ُ
[12] ـ اشترط سلام الله عليه قبول كلامه وحجته عليهم ـ فهو مع الحق والحق معه ـ وكذا اشترط تصديقه وإعطاءه حقه وإقرارهم ذلك كي يصلوا السعادة في الدنيا والآخرة.
[13] ـ إشارة منه سلام الله عليه وتشبيه لاعداءه بقوم نوح عليه السلام الذين استحقوا العذاب الهي بعد ذلك قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَاقَومِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ) يونس الآيتين 71و71.
[15] ـ وصف للدنيا، فجديدها مصيره الانتهاء والخراب، ونعيمها إلى التلاشي والزوال والذوبان، وسرور الدنيا مكفهر وهو كل متراكب، يقال فلان مكفهر الوجه أي وجهه قليل اللحم غليظه الذي لايستحي، ومكفهر اللون أي ضارب لونه إلى الغبرة مع غلظ، وفلان مكفهر أي منقبض كالح لا يرى فيه بشر ولافرح.
[16] ـ التَلعَة: ج تلعات وتِلاع وتِلع (ضد) ما على من الأرض وما سفل منها. وغالباً ما يستخدم المنزل في السفر حين المكث القليل، ونزولاً ومنزُلا ومنزِلا القوم وبالقوم وعلى القوم حلَّ بهم.
[17] ـ زهر الآداب، الحصري، 1/ 62، مطبعة دار الكتب العربية، 1372هـ.
[22] ـ العِترة / لغة ولد الرجل وذريته او عشيرته ممن مضى، وفي الاصطلاح كما ثبت في محله من كتب الكلام والأصول أن عترة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله هم المعصومون سلام الله عليهم ولا يبعد أن يكون المراد هنا الاصطلاحي فبقتل الإمام الحسين والسجاد والباقر عليهم السلام قتل للمعصومين جميعاً.
[23] ـ حاذ الدابة إذا ساقها سريعا، وحاذ الإبل إذا جمعها ليسوقها. والمعنى هنا أن الشيطان أحاط بهم وساقهم حيث يشاء.
[24] ـ تبًّ الشيء: قطعه، ولعل المعنى هنا هلاكهم وعدم وصولهم للغاية المطلوبة والباعث الحقيقي وراء القتال.
[27] ـ الحرف ج حِرَف: هو من كل شيء طرفه وشفيره وحده وجانبه ومنه حرف الجبل أي أعلاه المحدد يقال:« فلان على حرفٍ من أمره» أي على شفير أو ناحية منه إذا رأى شيئاَ لا يعجبه عدل عنه.
[28] ـ طبع على الشيء أي ختم، يقال « طبع الله على قلبه» أي ختم وغطى فلا يعي ولا يوفق.
[29] ـ أخوه هو محمد بن الأشعث الذي قاتل في الكوفة مسلم بن عقيل سفير الحسين عليهما السلام ثم أعطاه الأمان ثم غدر به فكان دم مسلم في عنقه، وهما ولدي الأشعث بن قيس احد رؤوس النفاق في الكوفة وشريك عبد الرحمن بن ملجم المرادي بقتل أمير المؤمنين عليه السلام.
[30] ـ اشارة منه سلام الله عليه لقوله تعالى وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ* وَإِن لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ)الدخان الآيتين 20و21.
[37][37] ـ قدحاً بالزند: حاول إخراج النار منه. اقتدحناها أي أخرجناها وأظهرناها.
[38] ـ الإلب: القوم تجمعهم عداوة واحد. والمعنى أنكم أصبحتم جمعاَ لمناصرة أعدائكم على أوليائكم ومن ينصركم، فنصرتموهم دون ان ينشروا فيكم العدل وليس لكم أمل في ذلك.
[39] ـ وشام السيف سله واغمده وهو من الأضداد، قال الفرزدق يصف السيوف إذا سلت: إذا هي شيمت فالقوائم تحتها وان لم تشم يوماً علتها القوائم. انظر لسان العرب باب شيم.
[40] ـ الجأش: ج جُؤوش، القلب او الصدر. «طامن» لعلها طمأن حذفت الحمزة تخفيفاً، وطمأن الشيء: سكّنه، وفي الصحاح طامنه: طأطأ رأسه.
[41] ـ حصف: هو تشدُد يكون في الشيء وصلابة وقوة، فيقال لركانة العقل حصافة، وللعَدو الشديد احصاف، ويقال رجل محصف وناقة مِحصاف، وكتيبة محصوفة، إذا تجمع أصحابها وقل الخلل فيهم، ويقال استحصف على بني فلان الزمان، إذا اشتدّ. انظر مقاييس اللغة.
[42] ـ طيرة وطيرورة: «مصدر» خفة وطيش. الدَّبا بتشديد الدال: الجراد قبل ان يطير، وقيل هو نوع يشبه الجراد، وفي مقاييس اللغة الدبا الجراد إذا تحرك.
[44] ـ التهافت: السقوط يقال ماء جعل ومجعل: إذا ماتت فيه الجعلان والخنافس و تهافتت فيه. «الفراش» ـ بفتح الفاء والراء ـ دواب مثل البعوض تطير، واحدتها فراشة، والفراشة التي تطير وتهافت في السراج، قال الزجّاج: في قوله عز وجل: ( يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ)القارعة الآية4،قال:الفراش ما تراه كصغار البقّ، يتهافت في النار، شبه الله سبحانه الناس يوم البعث بالجراد المنتشر وبالفراش المبثوث لأنهم إذا بعثوا يموج بعضهم ببعض كالجراد الذي يموج بعضه في بعض.
[45] ـ سحقا: أصلان احدهما البعد يقال: سحقاً له أي بعداً، والآخر إنهاك الشيء حتى يبلغ إلى حال البلى.
[46] ـ شذاذ الناس: الذين يكونون في القوم وليسوا من قبائلهم، كذلك بمعنى القُلال.
[47] ـ النبذ: طرحك الشيء امامك او خلفك، ونبذت الشيء اذا لقيته من يدك.
[48] ـ النفث: اقل من الطرح، لان التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق، والنفث شبيه بالنفخ.
[49] ـ استفهام استنكاري، والمعاضدة: المعاونة واعتضدت بفلان أي استعنت به.
[50] ـ الخاذل ضد الناصر، والخذل: ترك المعونة أو النصرة.
[51] ـ وشجت: اشتبكت وتداخلت، يقال وشجت العروق والأغصان إذا اشتبكت.
[52] ـ أزر به الشيء: احاط، وتأزر النبت: التف واشتد وقوي.