رزيقة المدير العام
عدد الرسائل : 1459 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 29/12/2009
| |
الشناوي احمد المدير العام
عدد الرسائل : 506 تاريخ التسجيل : 20/02/2012
| موضوع: رد: علامات ظهور الإمام المهدي ( عليه السلام ) الإثنين مارس 12, 2012 8:22 am | |
| روايات رؤيه المهدي وتمحيص أخبار الرؤية
باب 18 – ذكر من رآه:
ذكر المجلسيّ وبعض كبار علماء الشيعة أسماء وأخبار أشخاص قالوا إنهم رأوا المهدي [الغائب]، ولكني ينبغي أن نعلم أن الذين رأوه مثلهم مثل من جزموا في زماننا أنهم رأوا صورة آية الله الفلاني [أو الرئيس الفلاني] في القمر، وادعى ذلك كثيرون جداً ثم تبين أن المسألة لا أساس لها من الصحة،
إن الذين تنقل روايات الشيعة عنهم أنهم رأوا المهدي هم أشخاص رأوا شخصاً فخمَّنوا أنه المهدي وإذا جاء في بعض الروايات أن المرئي قال لمن رآه صراحةً: «أنا المهدي» فلا بد أن يكون هذا المرئي قد قالها مازحاً أو أنه كان يستغفل من رآه ويخدعه، أو أن أصل رواية الرؤية موضوعة من أساسها لفَّقها بعض الرواة. فمجرد ادعاء المرئي كونه المهدي لا يثبت شيئاً. والآن سنقوم بتمحيص وفحص أخبار الرؤيةهذه واحداً واحداً:
الخبر الأول: [منقول عن كتاب الغيبة للشيخ الطوسي بسنده] عَنْ«أحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الرَّازِيِّ» وهو راو ضعيف ومن أهل الغلوّ، وليس محلاً للثقة، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ وَرَدَ الرَّيَّ (ولم يذكر لنا اسم الشيخ ولا مبلغ علمه وعقله ومذهبه) ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَدَكِيُّ - وهو شخص مجهول - قَالَ: قَالَ الأوْدِيُّ، وهو مجهول آخر! فهل تقوم بمثل هذا السند حجَّة؟! وهل هذا يصلح دليلاً؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ! ومتنه: «قَالَ الأوْدِيُّ بَيْنَا أَنَا فِي الطَّوَافِ... إِذَا أَنَا بِشَابٍّ حَسَنِ الْوَجْهِ طَيِّبِ الرَّائِحَةِ، هَيُوبٌ ومَعَ هَيْبَتِهِ مُتَقَرِّبٌ إِلَى النَّاسِ فَتَكَلَّمَ فَلَمْ أَرَ أَحْسَنَ مِنْ كَلامِهِ وَلا أَعْذَبَ مِنْ مَنْطِقِهِ... (فلم يعرفه فقال له ذلك الشاب): أَنَا المَهْدِيُّ أَنَا قَائِمُ الزَّمَانِ أَنَا الَّذِي أَمْلَؤُهَا عَدْلا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وجَوْراً... وَقَدْ ظَهَرَ أَيَّامُ خُرُوجِي...». أقول: ولكن مضت حتى اليوم ألف ومئتا عام ولم يخرج بعد. لذا أراد المجلسيّ أن يوجِّه الرواية ويرتق فتقها فقال بعدها: «بيانٌ: لعل هذا مما فيه البداء وأخبر (ع) بأمر غير حتمي معلق بشرط أو المراد بالخروج ظهور أمره لأكثر الشيعة بالسفراء». فلاحظوا بالله عليكم هذه التأويلات الباردة التي لا تقنع أحداً وقد ملأ كتابه بأمثالها . الخبر الثاني: [عن كتاب الغيبة للطوسي] يرويه أيضاً مثل أولئك الرواة الغلاة والمذمومون أو مجهولو الحال، عن رجل مجهول من أهل قم باسم «مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ» أَنَّهُ كان يَسِيحُ مُنْذُ ثَلاثِينَ سَنَةً فِي طَلَبِ الْحَقِّ وَلم يَصِلْ إلَى شَيءٍ، إلى أن رأى – وهو يطوف حول الكعبة - شاباً أسمرَ يقول: «لَمْ أرَ قَطُّ فِي حُسْنِ صُورَتِهِ وَاعْتِدَالِ قَامَتِهِ ثُمَّ صَلَّى فَخَرَجَ وَسَعَى فَاتَّبَعْتُهُ وَأَوْقَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي نَفْسِي أَنَّهُ صَاحِبُ الزَّمَانِ!». أقول: إن نقل وتدوين هذه القصص لا يفيد إلا في تضييع الوقت !!!!!!!!!!!!!!! الخبر الثالث: [عن الغيبة للطوسي] يرويه مجهول ومهمل بِاسْمِ أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الشُّجَاعِيِّ الْكَاتِبِ عَنْ – مجهول آخر بِاسْمِ - أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النُّعْمَانِيِّ عَنْ – مجهول ثالث يدعى - يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ الْجَعْفَرِيّ قَالَ: «حَجَجْتُ سَنَةَ سِتٍّ وثَلاثِمِائَةٍ وجَاوَرْتُ بِمَكَّةَ تِلْكَ السَّنَةَ ومَا بَعْدَهَا إِلَى سَنَةِ تِسْعٍ وثَلاثِمِائَةٍ ثُمَّ خَرَجْتُ عَنْهَا مُنْصَرِفاً إِلَى الشَّامِ فَبَيْنَا أَنَا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ وقَدْ فَاتَتْنِي صَلاةُ الْفَجْرِ فَنَزَلْتُ مِنَ المَحْمِلِ وتَهَيَّأْتُ لِلصَّلاةِ فَرَأَيْتُ أَرْبَعَةَ نَفَرٍ فِي مَحْمِلٍ فَوَقَفْتُ أَعْجَبُ مِنْهُمْ فَقَالَ أَحَدُهُمْ مِمَّ تَعْجَبُ تَرَكْتَ صَلاتَكَ وخَالَفْتَ مَذْهَبَكَ فَقُلْتُ لِلَّذِي يُخَاطِبُنِي ومَا عِلْمُكَ بِمَذْهَبِي فَقَالَ تُحِبُّ أَنْ تَرَى صَاحِبَ زَمَانِكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ! فَأَوْمَأَ إِلَى أَحَدِ الأرْبَعَةِ فَقُلْتُ إِنَّ لَهُ دَلائِلَ وعَلامَاتٍ فَقَالَ: أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ تَرَى الْجَمَلَ ومَا عَلَيْهِ صَاعِداً إِلَى السَّمَاءِ أَوْ تَرَى المَحْمِلَ صَاعِداً إِلَى السَّمَاءِ؟؟ فَقُلْتُ: أَيُّهُمَا كَانَ فَهِيَ دَلالَةٌ. فَرَأَيْتُ الْجَمَلَ ومَا عَلَيْهِ يَرْتَفِعُ إِلَى السَّمَاءِ وكَانَ الرَّجُلُ أَوْمَأَ إِلَى رَجُلٍ بِهِ سُمْرَةٌ وكَانَ لَوْنُهُ الذَّهَبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ سَجَّادَةٌ» . نقول : بالله عليكم لاحظوا سند هذا الخبر ومتنه هل يصلح دليلاً لش-يءٍ؟؟ إنهم يريدون أن يثبتوا أصول دين الله بمثل هذه المهملات، وحقاً إن الإنسان ليحتار ماذا يقول لهؤلاء المحدِّثين . الخبر الرابع: [أيضا عن الغيبة للطوسي] يروي عن مجهول عن مثله أنه حضر يوم وفاة الإمام الحسن العسكري ، قال: «.. فَخَرَجَ عَلَيْنَا غُلامٌ عُشَارِيٌّ حَافٍ عَلَيْهِ رِدَاءٌ قَدْ تَقَنَّعَ بِهِ فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ قُمْنَا هَيْبَةً لَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ نَعْرِفَهُ فَتَقَدَّمَ وقَامَ النَّاسُ فَاصْطَفُّوا خَلْفَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ ومَشَى فَدَخَلَ بَيْتاً غَيْرَ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ» . نفول إن المجلسيّ جمع لنا هذه الروايات ليثبت أن المهدي شوهد ورآه الناس ، هذا في حين أنه ليس في هذه الأخبار اسم للمهدي ولا أي دليل على أن من شوهد كان هو المهدي فعلاً، بل شاهد الرواة شخصاً فتصوروا وخمنوا أنه المهدي! فضلا عن أنها أخبار مروية عن مجهولين لا تقوم بروايتهم حجة . الخبر الخامس: [عن الغيبة للطوسي] يرويه عن مجهول عن مجهول آخر عن مجهول ثالث باسم «أحمد الأنصاري» قَالَ كُنْتُ حَاضِراً عِنْدَ المُسْتَجَارِ بِمَكَّةَ وجَمَاعَةٌ زُهَاءُ ثَلاثِينَ رَجُلا... إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا شَابٌّ مِنَ الطَّوَافِ... ثم يذكر أن الشاب جلس بينهم وأخذ يدعو بأدعية، ثم قام، وذكر أن هذا تكرر عدة أيام إلى أن قال لهم شخص اسمه أَبُو عَلِيٍّ الْمَحْمُودِيُّ: يَا قَوْمِ! أَتَعْرِفُونَ هَذَا؟ هَذَا وَاللهِ صَاحِبُ زَمَانِكُمْ! فَقُلْنَا: وَكَيْفَ عَلِمْتَ يَا أَبَا عَلِيٍّ؟؟ فَذَكَرَ أَنَّهُ مَكَثَ سَبْعَ سِنِينَ يَدْعُو رَبَّهُ ويَسْأَلُهُ مُعَايَنَةَ صَاحِبِ الزَّمَانِ! أقول: فهل يُعَدُّ هذا دليلاً؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟! ثم قال لهم (أي المحمودي): نِمْتُ مِنْ لَيْلَتِي تِلْكَ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ يَا أَحْمَدُ رَأَيْتَ طَلِبَتَكَ؟؟ فَقُلْتُ: ومَنْ ذَاكَ يَا سَيِّدِي؟ فَقَالَ: الَّذِي رَأَيْتَهُ فِي عَشِيَّتِكَ هُوَ صَاحِبُ زَمَانِكَ! نقول : بالله عليكم هل يمكن إثبات عقيدة من عقائد الدين بمثل هذه الخيالات والأحلام؟؟؟؟؟؟؟؟ الخبر السادس: [عن الغيبة للطوسي] يرويه عن أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الرَّازِيِّ وهو من الغلاة عَنْ رَجُلٍ ذَكَرَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ قَزْوِينَ وَلَمْ يَذْكُرِ اسْمَهُ وَلا مذهبه يروي عن مجهول ثالث باسم حَبِيبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ بْنِ شَاذَانَ الصَّنْعَانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ – (وهو أحد مُدَّعِي النيابة والسفارة عن الإمام) - فَسَأَلْتُهُ عَنْ آلِ أَبِي مُحَمَّدٍ (ع) فَقَالَ: يَا أَخِي! لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ أَمْرٍ عَظِيمٍ، حَجَجْتُ عِشْ-رِينَ حَجَّةً كُلاً أَطْلُبُ بِهِ عِيَانَ الإمَامِ فَلَمْ أَجِدْ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً! أقول: هنا لا بد من سؤال: كيف كان ذلك الشخص (ابن مهزيار) نائباً لإمام الزمان تلك المدة وهو لا يملك أي خبر عن إمامه ويحج سنوات عديدة كي يراه دون جدوى؟! في النهاية لا ندري لماذا قام هذا النائب بوضع هذا الخبر؟؟ لعله أراد تقوية ثبوت نيابته وإحكامها ولقد كرَّرَ المجلسيّ رواية هذه القصة في عدة مواضع من كتابه البحار ويبدو أنه كان معجباً بها مع أنها مليئة بالعيوب . فينطبق عليه المثل القائل: وعين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا وفي النهاية يذكر هذا المدَّعِي للنيابة ضمن قصة طويلة مفصلة ومثيرة أنه رأى في النهاية صاحب الزمان في بادية الطائف بعيداً عن أعين الناس وأنه كان له باب وحاجب - خلافاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم -... ثم دخل عليه فإذا به يراه جالساً قَدِ اتَّشَحَ بِبُرْدَةٍ... وأخذ في وصف محاسنه، وكيف تبادل شجون الحديث معه إلى أن سأله عن ميعاد خروجه فقال له: « إِذَا حِيلَ بَيْنَكُمْ وبَيْنَ سَبِيلِ الْكَعْبَةِ وَاجْتَمَعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ... (إلى قوله).. وتَخْرُجُ دَابَّةُ الأرْضِ مِنْ بَيْنِ الصَّفَا والمَرْوَةِ... الخ» نقول : وهذا مخالف للقرآن الذي بيَّن أن اجتماع الشمس والقمر من أحداث الساعة أي مما يقع يوم القيامة كما قال سبحانه: ﴿وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ﴾ (القيامة/9)، كما أن خروج الدابة من الأرض أيضاً من علامات الساعة الكبرى الخبر السابع: [عن الغيبة للطوسي] بسنده عَنْ بَعْضِ جَلاوِزَةِ السَّوَادِ – هكذا دون ذكر اسمه ولا حاله فهو مجهول الحال - قَالَ شَهِدْتُ نَسِيماً آنِفاً بِسُرَّ مَنْ رَأَى وقَدْ كَسَرَ بَابَ الدَّارِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ وبِيَدِهِ طَبَرْزِينٌ فَقَالَ مَا تَصْنَعُ فِي دَارِي؟؟ أقول: وليس من المعلوم أن نسيماً هو الذي قال ذلك أم أن شخصاً آخر قال لنسيمٍ ذلك. وليت شعر ماذا يمكن إثباته بمثل هذا الخبر المبهم وغير المفهوم والمنقول عن شخص مجهول الاسم والهوية!! وما قصد مشايخنا من نقل مثل هذه القصص والأخبار؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الخبر الثامن: [عن الغيبة للطوسي] – وهو خبرٌ أكثر فضيحة من كل ما سبقه – إذ يرويه عن «عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ» ولا ندري أي علي بن محمد هو فهم كثر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: رَأَيْتُهُ بَيْنَ المَسْجِدَيْنِ وهُوَ غُلام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أقول : هكذا دون بيان المقصود من الضمير في قوله «رأيته» ولا بيان أي مسجدين!! هكذا يواصل المجلسيّ ذكر هذا النموذج من الأخبار في الأخبار 9 إلى 12 وكلها تحتوي في أسانيدها على مجهول أو غالٍ.. يروي قصة مشاهدته شابّاً حسن الصورة يتصور أنه المهدي.. الخ، ونختصر ذكرها ضنَّاً بوقت القرّاء،
الخبر الثالث عشر: [ينقله المجلسي عن الاحتجاج للطبرسي والغيبة للطوسي] يرويانه عن مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ رَفَعَهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ - وهذا الرفع لا يصح للانقطاع بين محمد بن يعقوب والزهري. ثم إن الزهري من أهل السنة- قَالَ (أي الزهري): «طَلَبْتُ هَذَا الأمْرَ طَلَباً شَاقّاً حَتَّى ذَهَبَ لِي فِيهِ مَالٌ صَالِحٌ فَوَقَعْتُ [أي ذهبت] إِلَى الْعَمْرِيِّ وخَدَمْتُهُ ولَزِمْتُهُ وسَأَلْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ صَاحِبِ الزَّمَانِ فَقَالَ لِي لَيْسَ إِلَى ذَلِكَ وُصُولٌ فَخَضَعْتُ فَقَالَ لِي بَكِّرْ بِالْغَدَاةِ فَوَافَيْتُ واسْتَقْبَلَنِي ومَعَهُ شَابٌّ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً وأَطْيَبِهِمْ رَائِحَةً بِهَيْئَةِ التُّجَّارِ وفِي كُمِّهِ شَيْءٌ كَهَيْئَةِ التُّجَّارِ فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ دَنَوْتُ مِنَ الْعَمْرِيِّ فَأَوْمَأَ إِلَيَّ فَعَدَلْتُ [أي رجعت] إِلَيْهِ وسَأَلْتُهُ فَأَجَابَنِي عَنْ كُلِّ مَا أَرَدْتُ ثُمَّ مَرَّ لِيَدْخُلَ الدَّارَ وكَانَتْ مِنَ الدُّورِ الَّتِي لا نَكْتَرِثُ لَهَا فَقَالَ الْعَمْرِيُّ إِذْ أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ سَلْ فَإِنَّكَ لا تَرَاهُ بَعْدَ ذَا فَذَهَبْتُ لأسْأَلَ فَلَمْ يَسْمَعْ ودَخَلَ الدَّارَ ومَا كَلَّمَنِي بِأَكْثَرَ مِنْ أَنْ قَالَ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَخَّرَ الْعِشَاءَ إِلَى أَنْ تَشْتَبِكَ النُّجُومُ...» . نقول : أولاً: لم يبيِّن الراوي من هو المقصود من«العَمْري» فإن قصد نائب صاحب الزمان فإن ما يذكره يصب في حانوت نيابته [ أي فلا تقبل شهادته فيه] . ثانياً: هناك كثير من الشبان ذوي الوجه الحسن فمن أين لنا أن نعلم أن الذي رآه الزهري – حسب الخبر المذكور – هو المهدي؟؟ ثالثاً: قوله ملعون من أخَّر العشاء خطأ لأن الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ملعون من أَخَّرَ المغرِبَ حتى تَشْتَبِكَ النُّجُومُ(الحديث رواه الصدوق في «من لا يحضره الفقيه» (1/220) عن الإمام الصادق (ع) قال: «مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ طَلَباً لِفَضْلِهَا فقِيلَ لَهُ إِنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ يُؤَخِّرُونَ الْمَغْرِبَ حَتَّى تَشْتَبِكُ النُّجُومُ فَقَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ عَدُوِّ اللَّهِ أَبِي الْخَطَّابِ».)، أي يجب أن تؤدى صلاة المغرب في أول وقتها، أما بالنسبة إلى صلاة العشاء فالمستحب تأخيرها فعلاً كما ذكر ذلك مكرراً في كتب الحديث الشيعية كالذي ذكره الحر العاملي مثلاً في الوسائل (3/146) أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَخَّرْتُ الْعِشَاءَ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ» وفي رواية أخرى «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَخَّرْتُ الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ». رابعاً: إن رؤية صاحب الزمان في هذه الرواية وفي أمثالها مخالفٌ لعقائد الشيعة أنفسهم الذين رووا في كتبهم أن إمام الزمان كتب في توقيعه [الذي خَرَجَ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ السَّمُرِيِّ]:... «وسَيَأْتِي مِنْ شِيعَتِي مَنْ يَدَّعِي المُشَاهَدَةَ أَلَا فَمَنِ ادَّعَى المُشَاهَدَةَ قَبْلَ خُرُوجِ السُّفْيَانِيِّ والصَّيْحَةِ فَهُوَ كَذَّابٌ مُفْتَرٍ ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ»(هذا الخبر رواه المجلسيّ في البحار ج52/ص151 نقلا عن كتاب الاحتجاج للطبرسي.). فبالله عليكم لاحظوا كيف أن المجلسيّ يروي -من جهة - أن من ادَّعى المشاهدة كذابٌ مفتر، ومن الجهة الأخرى يروي أخباراً وقصصاً مثيرةً وطويلةً لإثبات مشاهدة بعض الناس لإمام الزمان، فهل هذا إلا عين التناقض؟!!
الخبر الرابع عشر: [عن الغيبة للطوسي] يرويه أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ – من الغلاة الذين هم أسوأ من المشركين - عَنْ مجهول هو مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مجهول آخر هو عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَابَانَ عَنْ مجهول ثالث باسم أَبِي سُلَيْمَانَ دَاوُدَ بْنِ غَسَّانَ الْبَحْرَانِيِّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي سَهْلٍ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ النَّوْبَخْتِيِّ قَالَ: مَوْلِدُ محمد بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ..... وُلِدَ (ع) بِسَامَرَّاءَ سَنَةَ سِتٍّ وخَمْسِينَ ومِائَتَيْنِ وأُمُّهُ صَقِيلُ...الخ. أولا: رواة الرواية مجاهيل لا يمكننا أن نعلم أكانوا صادقين فيما يروونه أم كاذبين. ثانياً: لقد اتقى أبو سهل [النوبختي] (أي مارس التقية) من الراوي فقال: «مَوْلِدُ محمد» فعلامة الكذب في الرواية واضحة . الخبر الخامس عشر: [عن الغيبة للطوسي]، وقد اشتبه المجلسي فعدَّهُ الحديث الرابع عشر، وعلى كل حال الحديث يرويه شخص من الغلاة (لم أجد من الرجاليين من وصفه بالغلو، بل وصفوه بالثقة وصحة الحديث، وإن طعنوا فيه لوجهين الأول لروايته عن الضعفاء والثاني لقوله بالجبر والتشبيه. مثلاً قال عنه النجاشي في رجاله (ص 373): «محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي أبو الحسين الكوفي: ساكن الري. كان ثقة، صحيح الحديث، إلا أنه روى عن الضعفاء. وكان يقول بالجبر والتشبيه وكان أبوه وجها... مات سنة 312ه-».وذكره ابن داود الحلي في رجاله (ص 302) في عداد الضعفاء وقال: «محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي أبو الحسين الكوفي ساكن الري يقال له محمد بن أبي عبد الله لم [جش] كان ثقةً صحيحَ الحديث غير أن فيه طعناً أوجب ذكره في الضعفاء.». فالمحصلة أن رواياته غير موثَّقة تحتاج إلى ما يجبر ضعفها) ومن مُدَّعي النيابة بِاسْمِ أَبِي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الأسَدِيِّ الذي كان يعتبر نفسه نائباً لإمام الزمان والعجيب أنه يروي عن شخص مجهول هو الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ الأشْعَرِيُّ الْقُمِّيُّ عن مجهول آخر هو يَعْقُوبِ بْنِ يُوسُفَ الضَّرَّابِ الْغَسَّانِيُّ، وهذا الأخير يحكي قصة سفره إلى مكة ويبين كيف أخذ يتردَّد إلى دارٍ فيها آملاً أن يكون المهدي فيها!!!!!!!! وهنا نقول: إذا كان مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الأسَدِيُّ نائباً للإمام كان ينبغي أن يسأله هل أنت ساكن في هذه الدار فعلاً أم الساكن فيها غيرك؟؟؟؟؟؟؟ وكان في غنىً عن كل ذلك التطويل والتفصيل في القصة، فهذا يبين أن القصة كلها مخترعة من أساسها. ثم ينقل الراوي أدعية وصلوات عن ذلك المهدي المُتصوَّر تخالف القرآن الكريم إذ إنها تخترع 13 حجة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع أن الله نفي في سورة النساء –كما ذكرنا مراراً- أي حجة بعد الأنبياء، كما أنه أثبت في ذلك الدعاء خليفةً لِ-لَّهِ وقد بينا أن هذا باطل. في ذلك الدعاء المذكور يقول: «..وَ خَلِّصْهُ مِنْ أَيْدِي الجَبَّارِينَ» وهذا أيضاً باطل لأن المهدي ليس في أيديهم حالياً. ثم جاء في آخر تلك الصلوات الطويلة: «وَصَلِّ عَلَى وَلِيِّكَ ووُلاةِ عَهْدِهِ والأئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ ومُدَّ فِي أَعْمَارِهِمْ وزِدْ فِي آجَالِهِمْ». وهذا كلُّه غلط في غلط، لأنه إذا كان قصده من «وليك» المهدي، فإن جملة «الأئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ» خطأ لأن الأئمة ليسوا من أولاده. ثم إن جميع الأئمة قد توفي من قبل فما معنى قوله في الدعاء : «ومُدَّ فِي أَعْمَارِهِمْ وزِدْ فِي آجَالِهِمْ»؟؟ أقول: إن أخبار هذا الباب كلها على هذه الشاكلة، رواة مجهولون أو غلاة وقصص لا تقدم ولا تؤخر، فنكتفي بما ذكرناه لأننا لو أردنا أن نستعرض وننقد جميع روايات الباب لضيعنا العمر والوقت في ذلك دون فائدة. فضلا عن أن بعض الأخبار فيه مكررة. وفي آخر هذا الباب ينقل المجلسيّ أخباراً تفيد أن المهدي شفى أشخاصاً من الأمراض وأبرأ الأعمى وخلَّص المشلول من شلله وغير ذلك. وفي هذه الأخبار إشكالات من عدة وجوه: أولاً: جميع الفرق والأديان الباطلة تنقل عن أنبيائها أو أئمتها ما يشابه تلك الكرامات والمعجزات بل ما نقله المجلسيّ عن المهدي لا يعادل واحداً بالمئة مما يرويه الآخرون عن زعمائهم الروحيين. فإذا كان من اللازم قبول مثل هذه الأخبار لوجب قبولها جميعاً. اقرؤوا كنموذج ما يرويه الصوفية في كتاب «تذكرة الأولياء» أو «نفحات الأنس» . ثانياً: من المعروف أن امرأة يهودية(هي «زَيْنَبُ بِنْتُ الْحَارِثِ، امْرَأَةُ سَلامِ بْنِ مِشْكَمٍ» من نساء خيبر والحادثة وقعت بعد فتح خيبر انتقاماً لمن قُتِل فيها من اليهود. (السيرة النبوية لابن هشام 2/337-338).) وضعت السمّ في شاة مصلية وأهدتها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأكل منها وتأثر بها ولم يتمكن من شفاء نفسه(وذكر أرباب السير أنه صلى الله عليه وآله وسلم احتجم بعد ذلك وأنه تأثر من الأكلة رغم أنه لفظها من فمه بعد أن لاكها حيث أخبره الله تعالى بالسم فيها، وقال يوم مرضه الذي توفي فيه: «إنّ هَذَا الأوَانَ وَجَدْتُ فِيهِ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ الأكْلَةِ الّتِي أَكَلْت.. بِخَيْبَرِ، قَالَ فَإِنْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ لَيَرَوْنَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلّمَ - مَاتَ شَهِيدًا، مَعَ مَا أَكْرَمَهُ اللّهُ بِهِ مِنْ النّبُوّةِ» السيرة النبوية لابن هشام، 2/337-338.)، وهذه القضايا التي نقلها المجلسيّ عن المهدي لم يُروَ واحدٌ بالمئة منها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. كما ضُرب أمير المؤمنين علي عليه السلام بالسيف في جبهته فوقع صريعاً في فراش الموت ولم يستطع أولاده الذين كانوا أئمة كبار مثل حضرات الحسنين عليهما السلام ومحمد بن الحنفية وأبو الفضل العباس رضي الله عنهم أن يفعلوا له شيئاً سوى الالتفاف حول فراشه والبكاء ولم يستطيعوا شفاء رأس أبيهم الشريف. أضف إلى ذلك أن عقيلاً الأخ الأكبر لأمير المؤمنين أصبح ضريراً في آخر عمره ولم يستطع عليٌّ –عليه السلام- أن يشفيه ولو استطاع لفعل ذلك من باب صلة الرحم. وحتى أنبياء الله العظام مثل أيوب عليه السلام مرض ولم يستطع شفاء نفسه حتى شفاه الله تعالى والإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام تسمّم ببضعة حبات من العنب قضت عليه وتُوُفِّي بسببها ولم يستطع شفاء نفسه. والإمام زين العابدين أُصيب بالحمى ليلة عاشوراء ولم يستطع الإمام الحسين شفاءه . ثالثاً:ورد في دعاء الجوشن الكبير المروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي غيره من الأدعية: «يا من يكشف البلوى يا من يَسمع النجوى يا من يُنقِذ الغرقى يا من يُنجِي الهلكى يا من يَشفِي المرضى»(الكفعمي، مصباح الكفعمي، ص 252.), فمن الذي ينفع الإنسان وينقذه من البلاء والمصائب سوى الله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ إن القرآن يأمرنا إذا حلَّ بنا البلاء أن ندعو الله مخلصين له الدين كي يرفع عنَّا بلاءه بفضله، بل إن القرآن وصف المشركين بأنهم ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾ (العنكبوت/65) أي أنهم لن يكونوا موحدين إلا إذا كان حالهم في البر كحالهم في البحر من إخلاص الدعاء لِ-لَّهِ وحده وعدم التوجه لأحد سواه إيماناً بأنه لا يكشف الضُرَّ إلا هو ولا يشفي من الأمراض إلا هو، ولو أردنا أن نأتي بالآيات المتعلقة بهذا الموضوع لطال بنا البحث . رابعاً: هل يستطيع أحد أن يقول إن الإمام المهدي أرحم من الله بخلقه وألطف منه بعباده!! فكيف يمكن لأحد أن يجترئ ويقول إن الله يصيب بالعمى والشلل والمهدي يشفي منهما، الله يُمْرِض والمهدي يشفي!؟ خامساً: يقول القرآن في سورة الشعراء عن قول سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ (الشعراء/80) ، كما أمر تعالى رسوله خاتم النبيين فقال:﴿قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا. قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا. قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا﴾ (الجن/20 - 22)، كما كرَّر الله تعالى قوله: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ........﴾ (الأنعام/17). بناء على كل ما سبق، لا يملك أحد كشف الضر والشفاء من الأمراض وإعطاء الخيرات سوى الله تعالى، وحتى خاتم النبيين نفسه لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً، فدفع الض-ر وجلب النفع والشفاء وتلبية الحاجات بيد الله وحده لا يملكها أي مخلوق لا استقلالاً ولا وساطةً لأن الله لم يكل هذه الأمور إلى غيره بل هو القائم بها وحده. نعود إلى أصل الموضوع: أحد الذين ذكر المجلسيّ أنهم رأوا المهدي «سعد بن عبد الله الأشعري» وعقد المجلسيّ لذلك باباً منفرداً هو التالي : باب 19- خبر سعد بن عبد الله ورؤيته للقائم ومسائله عنه:
روى الصدوق في [إكمال الدين] قال: مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ النَّوْفَلِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى الْوَشَّاءِ – وهو مجهول الحال - عَنْ أَحْمَدَ بْنِ طَاهِرٍ الْقُمِّيِّ – وهو أيضاً مجهول ومهمل - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَحْرِ بْنِ سَهْلٍ الشَّيْبَانِيِّ – وهو من الغلاة الذين هم أسوأ من المشركين - عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَسْرُورٍ – وهو أيضاً مهمل ومجهول - عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيِّ
نقول : نقل الصدوق روايته هذه عن سعد بن عبد الله بواسطة خمس وسائط في حين أن هذا ليس بصحيح لأن الصدوق يروي دائماً عن سعد بن عبد الله في أحاديثه عبر واسطة واحدة هي والده (أي والد الصدوق) أو شيخه محمد بن الحسن الوليد. والإشكال الثاني في هذه الرواية أن ثلاثة من رجال سندها مجهولون ومهملون وأحدهم من الغلاة وهذا يجعل هذا الخبر في غاية الضعف. والإشكال الثالث أن علماء الرجال لم يعدّوا «سعد بن عبد الله» في عداد من روى عن إمام الزمان ولا في عداد من رأى معجزاته بعكس ما جاء في هذا الخبر الذي ينسب إلى سعد بن عبد الله مشاهدته لمعجزة للمهدي. والإشكال الرابع أنه ذُكِرَ في متن الرواية أن أحمد بن إسحق تُوفّي زمن الإمام الحسن العسكري، وهذا يناقض الأخبار التي اعتبرته من نواب إمام الزمان . والإشكال الخامس أن الرواية تقول إن صاحب الأمر كان يلعب برمانة ذهبية ويدحرجها بين يديه في حين أن الكُليني روى عن الإمام الصادق (ع) (في الجزء الأول من كتاب الكافي ص 311) أنه قال: إن صاحب هذا الأمر ليس من أهل اللهو واللعب. أضف إلى ذلك أن امتلاك رمانة ذهبية في منزل الإمام يُعَدّ نقصاً بحقه. والإشكال السادس في هذه الرواية ما ذُكِرَ في متنها من أن إمام الزمان كان يُخبِر عن أموال الناس بالغيب مع أن الله نفى علم الغيب عن أحد سواه.
أضف إلى ذلك أن هذه الرواية تذكر أن أحمد بن إسحاق نسي ثوب امرأة عجوز في حقيبته ولم يأت بها إلى الإمام فطالبه الإمام بها فاكتأب لذلك إلى أن وجد ذلك الثوب تحت قدمَي الإمام العسكري خلال الصلاة. أقول فبالله عليكم لاحظوا أي خرافات باسم الإسلام اخترعوا وافترَوا . إن الإنسان يحتار ماذا يقول لهؤلاء المحدّثين، هل إمامكم أعلى رتبة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! عندما عاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من غزوة بني المصطلق وحثّوا الجمال التي عليها الهودج على السير تحرك هودج عائشة دون أن تكون هي فيه حيث كانت تبحث عن عقد لها فقدته، فلما رجعت رأت الناس قد ذهبوا بهودجها وتركوها في البادية وحدها، فرآها صفوان بن المعطِّل، وكان قد بقي أيضاً وراء الجيش فعرفها فَقَدِمَ بها المدينة، عندئذ افترى المنافقون حديث الإفك الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتغيّر نحو عائشة حتى قالت إنها بقيت شهرين كاملين لا ترى اللطف الذي كانت تراه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى أنه فكر بمفارقتها، إلى أن نزلت الآيات التي تبرِّئُها وتثبت طهارتها، فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يدر ببقاء أَهْلِهِ في البادية وحدها ولكن إمام هؤلاء الغائب كان يعلم ببقاء ثوب العجوز في الحقيبة!
كذلك لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن قادراً على طيّ الأرض بل تحرّك ماشياً أو راكباً وكان يتوارى عن أنظار المشركين ويسلك وعر الطريق ولكن هؤلاء يستطيعون أن يأتوا بأموال الناس من فراسخ عديدة. والإشكال السابع في هذه الرواية ما جاء في متنها من أن الله عز وجل قد أمر برجم الزانية المحصنة مع أن هذا افتراء على الله ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا﴾ (الأنعام/21) والله لم يأمر [في كتابه] بمثل ذلك الأمر والرجم لا يتفق مع القرآن. والإشكال الثامن أنه فسّر الحروف المقطعة في أول سورة مريم أي «كهيعص» بأن المقصود من الكاف كربلاء ومن الهاء هلاك العترة ومن الياء يزيد ومن العين عطش الحسين ومن الصاد صبر الحسين! وهذا أيضاً غير صحيح ومخالف لقول المفسِّ-رين ولقول حضرة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الذي نقل عنه المجلسي في البحار ذاته تفسيره لتلك الحروف بأن المقصود من كل منها اسم من أسماء الله عز وجل، وقد ورد عن حضرة علي (ع) أنه كان يقول في دعائه: «يا كاف، هاء، ياء، عين، صاد، اغفر لي» يعني يا كريم يا هادي يا عليم يا صادق اغفر لي، يعني يمكننا أن نقول إن المقصود من «كهيعص» هو أن الله تعالى أقسم في بداية سورة مريم بصفاته على أن ما سيأتي في السورة حق وواقع . على كل حال، ما ذكرناه هو بعض الإشكالات في متن ذلك الخبر ذي السند المتهافت وهناك إشكالات كثيرة أخرى، ففي متنه جمل تخالف كثيراً من آيات القرآن الكريم. وسعد بن عبد الله الأشعري هذا الذي تُنسب إليه هذه الرواية ، قد ألف كتاباً بعنوان «المقالات والفرق» ولم يشر فيه أدنى إشارة إلى رؤيته صاحب الأمر ، فلو كان هذا الخبر صحيحاً عنه لأشار إليه في كتابه.
| |
|
الشناوي احمد المدير العام
عدد الرسائل : 506 تاريخ التسجيل : 20/02/2012
| موضوع: رد: علامات ظهور الإمام المهدي ( عليه السلام ) الإثنين مارس 12, 2012 8:27 am | |
|
لماذا يا شيعيه لايوجد مهدي بهذه الاوصاف في فرق الشيعه الا الشيعه الاثني عشريه وكل فريق من فرق الشيعه عنده ادعائه بصحه مذهبه اتحداكي ان تجيبي
كفي تدليس الاسلام ليس صكوك غفران من سيدنا علي
ستقفي امام الله وستسالي
هل الاسلام والدين الذي ارسله الله للناس ليعبدوه فقط لمده الائمه وهي 260 سنه فقط
ارجعي الي القران مصيبتكم انكم هجرتم القران فهجركم الله واعمي ابصاركم
ادعوا الله لي ولكي بالهدايه
ارجعي الي السنه التي كان يتبعها سيدنا علي والائمه للتقرب الي الله
| |
|