رزيقة المدير العام
عدد الرسائل : 1459 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 29/12/2009
| موضوع: أسرار ذبح الحسين عليه السلام من القفا الجمعة ديسمبر 31, 2010 9:25 pm | |
|
اللهم صلّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجّل فرجهم الشريف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لو تأمل المتأمل في سر ذبحه عليه السلام من القفا، منكباً على وجهه في الثرى..لاستقضى منه العجب، وأدرك ان تلك الحالة مشحونة بلطائف النكات والأسرار:
أولاً:
انه عليه السلام كان في تلك الحالة في مقام الإعراض عن الخلق والإقبال على الحق تبارك وتعالى وهذه الهيئة أقرب الهيئات إلى هذا المقام، وتلك الحالة أكمل الحالات في ذلك المرام.. وهي تُشعر بأن الحسين عليه السلام كان في هذا الوقت مستغرقاً في بحار الشهود.. والهاً في جمال المعبود.. غير ناظرٍ إلى شيء من الأشياء، ولا متوجهٍ إلا لخالق الأرض والسماء..
تركتُ الخلق طراً في هواكا وأيتمت العيــال لكي أراكا فلو قُطِّعتُ إرباً ثم إربــــــاً لما حنّ الفؤاد إلى ســواكا
ثانياً:
إن هذا الاستدبار في مقام الاستنكار.. فيه إشارة إلى أن الحسين عليه السلام ما كان يميل إلى مواجهتهم .. ولا يبادر إلى مقاتلتهم ولا يقوم إلى معارضتهم.. وكان في كل آن يلين جانبه في ترك المجادلة.. ويميل بطبعه إلى الإعراض عن المقابلة.. لأنه بصدد مقابلة الله ذي الجلال، فلا يلتفت إلى أحد سواه ..((واجذبني بمنّك حتى أقبل عليك)).. فلو خُلّي عليه السلام وطبعه لكان ملولاً عن معارضتهم.. ومتأسفاً على منازعتهم...
ثالثاً:
إن الأئمة عليهم السلام كانوا يتحملون في جنب الله تعالى ورضائه جميع المصائب والآلام.. لكنهم عليهم السلام لا يمكِّنون أنفسهم من ورود الذلة والإنكسار عند الناس .. ولا يتذللون اليهم أبداً، ولا يقدمون إلى المهانة يقيناً.. ولما كان قطع الرأس والأوداج مع المواجهة للقاتل نوع ذلة ومهانة للمقتول، ما أحبّ الحسين عليه السلام أن يمكّن قاتله من هذه الذلة، فطالبه بكبّه على القفا، وذبحه بتلك الحالة عزيزاً مشرفاً.
رابعاً:
ان الحسين عليه السلام لما كان مظهراً للولاية الكلية والقدرة اللاهوتية، وكانت أنوار الجلال وإشراقات الكمال تنبعث من محيّاه المقدس وتحول دون بلوغ المقصد، من جهة كونها مانعة لذلك الزنديق من إتمام فعله الشنيع .. أراد الحسين عليه السلام أن لا تعوق سطوات أنواره القادسة من تنفيذ مهمة الشمر البائسة، فصرف وجهه عنه ليتحقق له المقصود، ويفوز هو عليه السلام بلقاء الملك المعبود.
خامساً:
لما كان الحسين عليه السلام في مقام تكميل مراتب الخشوع، وإظهار أسباب الخضوع في جنب الله سبحانه، وكان الوقوع على التراب بحالة السجدة المعفّرة أقرب الحالات بالخشوع،
وعند حضور وقت الشهادة شاء (صلوات الله عليه) أن يكون ذبحه بتلك الهيئة، فهو عليه السلام حينئذٍ ما أبقى نكته من نكات العبودية إلا وأتمها، ولا دقيقة من دقائق الخضوع إلا وأكملها ..
ليتني كنت أعمى وجفني ما تبصر وطأة الشمر على الصدر المطهر
والله هــــبر الأوداج والله كيف هبــــر
كنت مقلوبا على الوجه المبعثر لكن بلا رأس ومنحر
جنبه طفلا رضيعا يتعفر شاهدت عيناي ضلعا يتكـــــسر
السلام عليك يا ابا عبد الله وعلى الاروح التي حلت بفنائك عليك مني سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ورد في دعاء منسوب ل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : ( اللَهُمَّ نَوِّرْ ظَاهِرِي بِطَاعَتِكَ، وَبَاطِنِي بِمَحَبَّتِكَ، وَقَلْبِي بِمُشَاهَدَتِكَ، وَرُوحِي بِمَعْرِفَتِكَ، وَسِرِّي بِاسْتِقْلاَلِ اتِّصَالِ حَضْرَتِكَ يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإكْرَامِ )* * *روي عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنه قال:( جمع الخير كله في ثلاث خصال : النظر والسكوت والكلام ، فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو ، وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة ، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو ،فطوبى لمن كان نظره عبرة وسكوته فكرة وكلامه ذكرا ، وبكي على خطيئته وأمن الناس من شره )* * *من للعبادة زين العابدين هوى بفقده الركن للعباد وانكسرشكى الفؤاد مصابا قد ألم به لو كان في جبل لاندك ما صبرمضى شهيدا وكل الناس تندبه ونعشه فوق موج الحزن قد عبر
|
| |
|